• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

كتاب في الحضيض

كتاب في الحضيض
أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 1/2/2017 ميلادي - 4/5/1438 هجري

الزيارات: 8335

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كتاب في الحضيض..

والعمال الأجانب في ألمانيا!


ألمانيا الغربية بها أكثر من مليوني تركي مسلم يعملون هناك في البناء والمصانع مع غيرهم..وهم الذين قامت على أكتافهم ألمانيا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية.. واليوم أصبح الألمان يَضِيقون من الأتراك، ويُضيِّقون عليهم الخناق.. ويطالبون بترحيلهم بحجة أخذ فرص العمل المتاحة لهم.

فقام الصحفي الألماني بتقمص شخصية عامل تركي ليعايش مشاكلهم ويخرج منها بكتاب لم يرضَ عنه البعض.. ولكن على أي حال كان له تأثير في توضيح المشكلة التي يتناولها كاتب اليوميات اليوم.

 

في ألمانيا الغربية يوجد أكثر من مليوني (000,000 ,2) تركي مسلم يعملون هناك في البناء والمصانع والمعامل، هؤلاء مع غيرهم من مواطني بعض دول أوروبا الشرقية وإيطاليا هم الذين قامت على أكتافهم ألمانيا الاتحادية اليوم مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية (1945م) بعد أن كانت أنقاضًا على جثة أدولف هتلر الذي قضى عليها بسبب نزعته العنصرية التي لا تزال قائمة لدى النازيين الجدد.

 

بعد أن بنى الأتراك ضاق بهم الألمان، فأصبحوا يضيِّقون عليهم تضييقًا غير رسمي؛ لأن القانون يحميهم..ولكن الأتراك يقفون أمام هذه المضايقات وقفة المصرِّ الذي يعلم أنه بنى ما بنى ويستحق عليه التقدير حسيًّا ومعنويًّا، وإزاء هذين الموقفين صار التركي هناك يحاول التميز على غيره، إنه يصر على أن يظهر على أنه تركي وليس أوروبيًّا أو ألمانيًّا، وبحث الأتراك عن وسائل التميز، فوجد بعضهم أن دينهم هو الذي يميزهم؛ فأقاموا المساجد والمراكز الإسلامية، وصاروا يترددون عليها ويشجعون أبناءهم على ارتيادها، وأصبح الطفل التركي في ألمانيا يحفظ شيئًا من القرآن الكريم، ويعرف المعلومات الرئيسية عن الإسلام، وأصبحتَ تتجول في بعض المدن الرئيسية فترى التركي وتعرف أنه تركي، إلا القلة الذين ابتلعتهم المدنية الزائفة.

 

وحيث إن الأتراك كانوا ولا يزال كثير منهم يعملون بأعمال غير فنية تجاههم وأعلنوا أن أي تركي يعمل في ألمانيا ويريد أن يترك عمله لألماني ويغادر إلى بلاده له الحق في الحصول على عشرين ألف مارك ألماني (20,000) مقابل تخليه عن عمله؛ وذلكم لأن الألمان احتجوا بأن الأتراك الموجودين قد أخذوا عنهم الفرص وتركوهم في بطالة، بينما واقع الرجل الألماني - عِرقيًّا - لا يسمح له بالقيام بالأعمال التي يقوم بها الأتراك أو اليوغوسلافيون أو الإيطاليون أو غيرهم من مواطني شرق أوروبا، ويصرح أحد الأحزاب السياسية هناك أن سبب المصائب التي تعيشها ألمانيا إنما أتت من العاملين الأجانب، وفي مقدمتهم الأتراك، وتقوم المظاهرات الصاخبة التي تصوت بالشوارع داعية إلى خروج الأجانب من الأرض الألمانية.

 

وإزاء هذه الضغوط لا يخلو الأمر من قيام من يتعاطف مع هؤلاء العمال الأجانب؛ إذ يعترف كثير من العاقلين الألمان بما قام به الآخرون في ألمانيا بعد أن نسفت البلاد أضرار الحرب وأصرت على البناء، وهذه الفئة القليلة من الألمان موزعة على جميع فئات الشعب الألماني، وأذكر أن أستاذ اللغة الألمانية في فرانكفورت قد قال لنا ردًّا على سؤالنا له عن مثل هذه الضغوط، يقول: أتمنى أن يتوقف العاملون الأجانب يومًا واحدًا عن القيام بمهامهم؛ ليشعر الألمان بما لهؤلاء العمال من الأهمية في المجتمع الألماني، وذلكم كان موقفًا واقعيًّا؛ إذ هو يشير إلى أن جميع أو معظم مقومات المجتمع الألماني قائمة على هؤلاء العمال.

 

وصحفي ألماني يدعى "غنتر فالراف" يترك الصحيفة ويتقمص شخصية عامل تركي يسمى بعلي، ويطلق شاربه، ويكحل عينيه، ويحاول أن يخلع على بشرته ما يوحي بأنه عامل تركي، ويذهب إلى المحلات ويعرض نفسه للعمل وهو لا يحمل إقامة وليس هو على عهدة كفيل، ولأجل ذلك هو مستعد أن يعمل أكثر بأجر زهيد فيعمل ويطرد، ويعمل ويشرد، ويعمل ولا يصبر على سوء المعاملة، ويعمل ويطلع على نواحٍ من الفساد الإداري، ويذهب إلى كنيسة يطلب التعميد، ويتعمد الذهاب إلى كنيسة تفرق بين نصارى ونصارى، ويحرج الراهب بمجموعة من الأسئلة الواعية بلغة ألمانية مكسرة، ويتخلص منه الراهب دون أن يقبل تعميده، ويقابل بعض المسؤولين الكبار ويتعمد أن يظهر معهم في الصورة، كل ذلكم قام به خلال عشر سنين من عمره وهو يسجل كل ملاحظة تمر به، ويلاحق كل إعلان طلب عاملين، ويخضع للمقابلات الشخصية وهو صُلْبٌ مُصِرٌّ على مظهره ولغته المكسرة، فعمل في المصانع والمناجم، وعمل سائقًا وفي المطاعم، وشجع كل ما هو تركي، حتى مباريات كرة القدم التي أقيمت بين تركيا وألمانيا حضرها بصفته مشجعًا تركيًّا يحمل العلم التركي، خالَط الأتراك، وتحفَّظ على الحديث معهم؛ لركاكة لغته التركية، لم يترك مجالًا توقع أن العاملين الأتراك قد طرقوه إلا طرق أبوابه.

 

وخرج أخيرًا بكتاب من مائتين وأربع وخمسين صفحة (254) وصف فيه كل ما مر به من متناقضات ومضايقات ومواقف حرجة بصفته العامل التركي "علي"، وسمى كتابه تسمية ذات تعبير خاص في الأذن الألمانية، ولفت العنوانُ الأنظارَ، وقرأه الكثيرون، وكتب عنه أكثر مما كتب عن أي كتاب زامنه، وتحدث عنه التلفزيون، ولاحقه زملاؤه الصحفيون يطمعون في كلمة من هذا الذي ضحى بعشر سنين من عمره في سبيل أن يخرج بكتاب، غضب عليه كثيرون، رمَوْهُ بالتنكُّر لقوميته وعِرقيته، رمَوْه بالتعاطف مع المنافسين على أرض ألمانيا، ورماه أحدهم بالعمالة، ولم يرضَ عنه بعض من العاملين الأتراك؛ لأنه في نظرهم لم يوفق في رسم صورة حقيقية للمجتمع التركي في ألمانيا؛ إذ بالغ في استخفاف الألمان بهم، وانتهى الأمر بالكتاب إلى أن يتحول إلى فيلم سينمائي يعرض على جميع من لم يستطيعوا القراءة بالألمانية، فتعاطف معه الكثيرون، واستطاع بحق أن يحول من نظرة البعض تجاه العمال الأجانب عمومًا، وتجاه العمال الأتراك بوجه خاص.

على أن البعض رأى في الكتاب توسيعًا للفجوة بين الشعبين التركي والألماني من خلال ما ولَّده الكتاب من مشاعر غير ودية من قِبَل كثير من الأتراك تجاه الألمان، ومن قِبَل بعض الألمان تجاه الأتراك، وهذا الخليط من ردود الفعل أوقع الكاتب في حيرة من موقفه من بعض الآراء التي سطرها في كتابه، وأوقعت ردود الفعل الكتَّاب الآخرين في نظرتهم للكتاب، وخاصة بعد أن تحول إلى فيلم، وشاع أكثر من ذي قبل.

 

ويرى البعض أن الكتاب لا يعدو أن يكون تشريحًا للوضع الاجتماعي في أوروبا الغربية عمومًا، وموقف مواطني أوروبا من الأجانب الذين جاؤوا ليسدوا فراغًا لم يكن ليسد لولا الاستعانة بهؤلاء العاملين، ومع ذلكم يظل هؤلاء العاملون يلقون صنوفًا من التضييق تزداد يومًا بعد يوم كلما ازدادت البطالة المحلية، وكلما ازداد الشعور بأن هؤلاء الضيوف يشكلون عبئًا كبيرًا على المجتمع الأوروبي، خاصة بعد أن انتهى من الإعداد والتجهيز الأساسي لكثير من المرافق.

 

وقد لا يختلف الكتاب عن غيره من المقالات المنشورة سوى أنه وليد تجربة، وصدر من قلم مواطن لم يتوقف منه مثل هذا التشريح، وقد ترجم الكتاب إلى بعض اللغات، وأعلم أن هناك محاولات لنقله إلى اللغة العربية، وهو يفيد المجموعة العربية في المغرب العربي؛ لوجود طائفة غير قليلة من عرب شمال إفريقيا يعملون في فرنسا وألمانيا والنمسا وبلجيكا وهولندا وتشيكوسلوفاكيا وغيرها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة