• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / مواعظ وخواطر وآداب / خواطر صائم / مقالات
علامة باركود

غصون رمضانية (16) سوق رمضان

غصون رمضانية (16) سوق رمضان
عبدالله بن عبده نعمان العواضي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/6/2016 ميلادي - 15/9/1437 هجري

الزيارات: 7560

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سُوق رمضان

غصون رمضانية (16)


رسخ في أذهان كثير من المسلمين اليوم أن رمضان موسمُ مجاعة عامة، يُقبل على الناس بشبح الجوع والظمأ المرعب، ولا ينجي من هوله إلا التدرعُ بالاستعداد الغذائي المتنوع الذي يُدّخر بين يدي رمضان، وعلى أقل الأحوال أن يكون لدى الإنسان رصيد مالي كبير لشراء تلك الأغذية الكثيرة مع أيام رمضان ولياليه.


فمن لم يكن له واحد من هذين الاستعدادين - وكان ممن يجعلون رمضان للتوسع في الطعام والشراب - حضره بثُّه، وطفقت سحائبُ الغم والهم تحلِّق فوق رأسه، ولا تبرح عنه حتى يجد، أو يرحل رمضان!


ولهذا من كان هذا حاله - من قلة المؤونة وخواء الوفاض -؛ فإنه يَكره دخولَ رمضان، ولعله بلسان حاله يقول:

يا ليت بيني وبين الشهر منقَطَعًا ♦♦♦ من الزمان لأُلقيْ عنيَ القلقا!


فمن أجل ذلك المفهوم المتمكن خطأً في تصور بعض الناس يسارع التجار قبل حلول الشهر الكريم بزيادة جلب الأغذية العامة والخاصة برمضان وعرضها في الأسواق، فيهرع السابقون لشراء كميات كبيرة متعددة الألوان والاستعمال وتخزينها في البيوت، وأما المقتصدون فيشترونها مع ليالي رمضان وأيامه، أما الظالمون لأنفسهم - فيما استقر عند أهل التصور السابق - فهم الذين يقللون من الطعام والشراب والخروج إلى الأسواق في رمضان عما كان قبله!!


ولسيطرة المفهوم السابق عن رمضان في أذهان ذلك الجمع الكبير تضيق جنبات الأسواق ذرعًا بشدة الزحام؛ لكثرة توافد الناس الشُّراة قبيل شهر الصيام بأيام، كما تختنق رحابها كذلك في زمان رمضان بهواة الشراء، والهاربين من ثقل الصيام، وبالمتجولين ذوي المآرب الأخرى.


ولأن زمن رمضان زمنٌ نفيس لا تطاوع العاقلَ نفسُه في نثره في الأسواق؛ صار ينبغي أن يكون الخروج إلى تلك الوجهة محدوداً؛ حفظًا للوقت الشريف من الهدر، وحرصًا على حماية جسد الصيام من سهام الجرح، فمن كُفي الخروج إلى ذلك بغيره ليظل منشغلاً بوظائف رمضان فقد رزق خيراً كثيراً.


فإذا دعت الضرورة أو الحاجة إلى خروج المسلم إلى السوق في رمضان فليكن ذلك ضمن إطار معين من الضوابط التي تحفظ له دينه عمومًا، وشرفَ رمضان خصوصًا.


فمن ذلك: أن يجمع ما تفرق من مطالبه في وقت واحد؛ حتى لا يتعدد خروجه، ولتكن المشتريات الغذائية مما لا يعكر صفوَ الصيام كالكثير منها والمثير، وأن يختار الوقت الذي لا تعمره وظيفة رمضانية كتسوق بعض الناس زمن صلاة التراويح أو القيام، وأن يصطفي الوقت الذي يجد من نفسه إعياء عقب جدٍّ كبير في عبادة من العبادات، أما الوقت الذي يحس فيه بالنشاط والإقبال على الطاعة فليجعله وقفًا على قربة يتقرب بها في هذا الموسم الخصب، هذا إذا تيسر ذلك، وأن يقتنص الزمان الذي يخف فيه الزحام، والمكان الذي تقل فيه مظاهر الفتنة، وأن ينتقي أطيب الطعام وأحلّه، لا ما حرم منه، أو كان فيه شبهة، ﴿ وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 19]، وأن يكون صادقًا أمينًا في شرائه؛ حتى لا ينبِت جسمَ صيامه من حرام، فلا يأخذ ما لا يحل له أخذه، ولا يمنع ما يجب عليه إعطاؤه، وأن يصطحب معه عقلَه الوافر؛ لأنه إذا ولج السوق سيجد ما لذ وطاب من المأكولات التي تزينت وجُلِيت لإغراء المشترين، وكأنها تقول لهم: " هَيْتَ لَكَ"، فإذا جذبه الإغراء والمنظر البهيج فأطلق لشهوته العنان فاشترى كل ما اشتهى - خصوصًا في نهار الصيام - فإنه سيعود إلى بيته حاملاً الخسارة معه، المتمثلة في كثرة ما دُفع من المال، وكثرة الطعام والشراب التي تفقده النشاط للعبادة، هذا إذا أكل ما اشترى؛ لأن المتسوق الصائم قد يشتري ما لا يأكل؛ لكون النفس الصائمة تنفتح على أشياء كثيرة من المطعومات والمشروبات التي تجدها في السوق، ولكنها تنغلق في المنزل وتكتفي بالقليل من الكثير المجلوب، فما أحسن الطعامَ للنفس أمام البائع، ولكن ما أسوأه أمام الطاعم في البيت!، أما صاحب العقل الحصيف فسيقول لتلك الأصناف المتجمِّلة: " مَعَاذَ اللّهِ"؛ فراحةُ صيامي أحب إلي من راحة بطني؛ فلذلك لا يشتري كلَّ ما يشتهي؛ لأن طمع النفس لا حدود له، بيد أنها إذا عوِّدت على كبح جماحها قنعت ورضيت.


قال حاتم:

وإنّكَ مَهْما تُعْطِ بَطْنَكَ سُؤلَهُ ♦♦♦ وفَرْجَكَ نالا مُنتهَى الذّمّ أجمعَا [1]


وقال الآخر:

إذَا الْمَرْءُ أَعْطَى نَفْسَهُ كُلَّمَا اشْتَهَتْ
وَلَمْ يَنْهَهَا تَاقَتْ إلَى كُلِّ بَاطِلِ
وَسَاقَتْ إلَيْهِ الإِثْمَ وَالْعَارَ لِلَّذِي
دَعَتْهُ إلَيْهِ مِنْ حَلاوَةِ عَاجِلِ[2]

وقال البوصيري:

والنفسُ كالطفلِ إن تهملهُ شَبَّ على ♦♦♦ حُبِّ الرَّضاعِ وإنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِم [3]


لهذا فالعاقل يشتري - بلا إسراف - ما يمكن استعماله من غير اضطرار إلى التخلص من سائره إلى المزابل.


وعليه كذلك أن لا يكثِر التطواف في السوق، بل يقصر نفسه على الزمان والمكان اللذين يجد فيهما حاجته، فمتى قضى وطره فليعجل الرجوع إلى أهله، و" حَسْبُكَ مِنَ القِلاَدَةِ مَا أحَاط بِالعُنُقِ"،[4] كما قيل. وعليه أيضًا أن يُسيم طَرفَه في أماكن الحاجة، لا في أماكن الشهوة؛ لأن من سام بصره في الرياض الأنيقة الممنوعة ليشبع نهمته المحظورة عاد إلى بيته بفؤاد جريح خميص، وخاطر مكدود ساهم، وذهن كاسف مفرّق، وقد كان غضُّ بصره عن تلك المراعي أسلمَ لقلبه وعقله وصيامه؛ لأن الصيام يظل برّاقًا صقيلاً مادام بعيداً عن فتن الشهوات فإذا سيق إليها تعكر وتكدر.


أما الحديث عن السوق للمرأة فهو حديث ذو شجون؛ لأن بعض جروح صيام الصائمين الخارجين إلى الأسواق تأتي من قبل كثرة المتسوقات اللاتي يجرحن قلوب الرجال بتبرجهن وسفورهن وتكسر مشيتهن، وإغراء لباسهن وحديثهن وحركاتهن.


فالمرأة درة ثمينة، يجب صونها عن العيون المرسلة، وبيضةُ خدر لا يرام خباؤها لغير أهلها، فبيتها مملكتها الموقَّرة، وعزتها الموفّرة، قال تعالى: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ [الأحزاب: 33] ، فإذا ساق إليها غيرُها حاجاتِها فما الداعي لخروجها إلى الأسواق المختلطة ومزاحمة الرجال؟!. لكن إذا لم تجد من يكفيها ضرورتها أو حاجتها من السوق خرجت إليه والحياء يلّفها من كل جانب، ويحرسها من كل صائل، فتمشي إليه مشي المكره المضطر، لا مشي المحب المختار، ويتدلى عليها جلبابها الساتر الذي لا يسرق أنظارَ النُّظار إليه؛ لضيقه أو وصفه، أو رقته أو زينته، أو بريقه أو عطره، وتخرج معلِمةً وليَّ أمرها الذي لا يقدر على توفير حاجتها بزمان خروجها ومكانه، مختارةً الوقت والمكان اللذين لا يكثر الزحام فيهما، ولا يُخشى عليها منهما، خافضةً صوتها، غاضة بصرها، غير خالية بالبائع في دكان البيع وحدهما، مبتعدةً عن الخروج في الليل إلا مع زوج أو ذي محرم. وهذه الضوابط ونحوها تساق لمصلحة المرأة، وحفظها من كل ريبة، كما أن فيها إبعاداً للرجال عن الفتنة، ومن رأت المخالفة ستعرف قدر هذه المنائر في ظلمات الدوائر.


فلتكن المرأة على درجة عالية من الرقي العقلي والديني والأخلاقي؛ ليعصمها من فتنة نفسها، وفتنة غيرها، وما أجملَ حين نسمع بوجود أسواق خاصة بالنساء: بائعات ومشتريات!


إن على أولياء النساء أن لا يرخوا عن النساء أعنة الحزم ليدرجن إلى الأسواق متى شئن وكيف شئن؛ فليس من الرجولة والحزم أن ينام الرجل الغيور عن خروج نسائه وحدهن إلى الأسواق، ويقضين الساعات الطوال، وربما كان ذلك في الليل، فهذا لا يليق به، إنما يليق بغيره،

وخلِّ الهُويْنى للضَّعِيفِ ولاتكُنْ ♦♦♦ نؤوماً فإنَّ الحزم ليس بنائم [5].



[1] ديوان حاتم الطائي (ص: 43).

[2] غذاء الألباب شرح منظومة الآداب، للسفاريني (2/ 360).

[3] ديوان البوصيري (ص: 238).

[4] مجمع الأمثال، للميداني (1/ 196).

[5] ديوان بشار بن برد (ص: 1015).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • غصون رمضانية (10) صيام القلب
  • غصون رمضانية (11) صيام اللسان
  • غصون رمضانية (12) صيام السمع
  • غصون رمضانية (13) رسول القلب
  • غصون رمضانية (14) سلاح المؤمن
  • غصون رمضانية (15) أيادي الندى
  • غصون رمضانية (17) مطبخ رمضان
  • غصون رمضانية (18) شرك الإعلام
  • غصون رمضانية (19) البيت الرمضاني
  • غصون رمضانية (20) الحبس المحمود

مختارات من الشبكة

  • غصون رمضانية (2) منازل رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • غصون رمضانية (30) شروق العيد(مقالة - ملفات خاصة)
  • غصون رمضانية (29) وداع الحبيب(مقالة - ملفات خاصة)
  • غصون رمضانية (28) طهرة الصائم(مقالة - ملفات خاصة)
  • غصون رمضانية (27) نسيم التغيير(مقالة - ملفات خاصة)
  • غصون رمضانية (26) شهر الحب(مقالة - ملفات خاصة)
  • غصون رمضانية (25) سارق الصوم(مقالة - ملفات خاصة)
  • غصون رمضانية (24) أفنان التيسير(مقالة - ملفات خاصة)
  • غصون رمضانية (23) لحظات القرب(مقالة - ملفات خاصة)
  • غصون رمضانية (22) عروس الليالي(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب