• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / مواعظ وخواطر وآداب / خواطر صائم / مقالات
علامة باركود

رمضان وفلسفة الصوم

محمد بدوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/9/2009 ميلادي - 15/9/1430 هجري

الزيارات: 11274

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

استقبل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها شهرَ رمضان، والبهجة تغمرهم، والتهيؤ والاستعداد يملآن قلوبهم وجيوبهم. ويظهر كل هذا على وجوههم بشرًا، ويبارك بعضهم لبعض. ومن أسباب هذا الفرح الاندفاع والحماس للدخول في تجربة مع النفس في شتى فروع نشاطها، فكأن المسلمين نافرون إلى معركة خفافًا وثقالا، ومن أسباب هذا الفرح أيضًا ما يرتبط برمضان من ذكريات عزيزة هي: ذكرى نزول القرآن الكريم، وذكرى أول معركة خاضها الإسلام تثبيتًا لأركانه، وهي غزوة بدر. وفي رمضان ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.

المعروف عن الرحلات أنها انتقال من مكان إلى مكان ابتغاءَ منفعةٍ مادية أو معنوية. لكن الصيام رحلة من نوع آخر؛ بمعنى أنه ليس فيها انتقال من مكان إلى مكان، ولكنها انتقال من حال إلى حال، ومن (روتين) إلى (روتين) جديد، ومن أنواع من العادات إلى أنواع أخرى. والانتقال من حال إلى حال علاج ووقاية من السأم من الحياة، إذا سارت على وتيرة واحدة لا تتغير. وقد يصف الأطباء الرحلة المكانية لبعض المرضى بأمراض نفسية وجسمية؛ لا طلبًا لتغيير المكان فقط، ولكن طلبًا لتغيير الرتابة اليومية للأعمال والعادات. وينصح هؤلاء الأطباء من يسافر التماسًا لفوائد التغيير، بأن يغير من طرق حياته؛ لأنه إذا استمر على جميع ما يعتاده، فلن يفيده تغيير المكان.

 

وفي رحلة الصوم فوائد فردية وفوائد اجتماعية، بما يحتويه عنوان حكمة الصيام. فمن الناحية الفردية للصوم جانبان: جانب سلبي، مما يسميه المتصوفة جانب التخلية من كثير من المفاسد، وجانب إيجابي، أو ما يسمونه بالتحلية.

 

أما الجانب السلبي، فهو تحرير الإنسان من أنواع كثير من العبودية، فالإنسان قد يكون عبدًا لدوافعه الفطرية التي تسمي الغرائز. وأهم هذه الغرائز غريزة الطعام والجنس، اللتين يسميهما الفقهاء شهوتي البطن والفرج. والصوم تمرين للنفس على التحرر من العبودية لهاتين الشهوتين بالإمساك الإرادي عنهما، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، مدة ثلاثين يومًا. وهناك غرائز أخري مثل غريزة الاعتداء وغريزة الغضب، والصوم يمرن النفس على التحرر من العبودية لهاتين الغريزتين. يقول الرسول صلي الله عليه وسلم: "إذا كان يومُ صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل، وإن سابك أحد أو قاتلك فلتقل: إني صائم".

 

ففي التمرين على هذا الجانب السلبي ارتفاع بالإنسان عن مرتبة الحيوان؛ لأن الحيوان عبد غريزته، ولم يزود كالإنسان بالقدرة على تعديلها. فالإنسان يتذكر دائمًا وهو صائم أنه في إطار إنسانيته، لا في مستوى حيوانيته.

 

ثم هناك عبودية أخرى في المستوى الإنساني للعادات والأخلاق والعواطف الضارة مثل الترف والتدخين وباقي المكيفات. والصوم تمرين على التقشف الإرادي الذي يخلصنا من العبودية لعادات الرفاهية، ويربينا على الاخْشِيشان وصلابة الإرادة؛ لأن الذي يصير عبدًا لهذه العادات، يقاسي كثيرًا إذا حيل بينه وبينها لأي سبب، مثل فقر بعد غنى، أو سفر بعد إقامة، أو حرب بعد سلام، أو أي ظروف أخرى تحول بينه وبين ما يشتهي. فيتخلص الإنسان من هذه الأنواع من العبودية بجعله بإرادته إنسانًا أعلى منه بغرائزه.

 

أما الجانب الإيجابي من فوائد الصيام، فإن طريقة الإسلام في غرس الأخلاق أن لا يكتفي بشرفها، وبيان محاسنها بطريقة الإقناع النظري، بل يجبر على ممارستها وتعويدها، ويوفر جميع الشروط التي اهتدى إليها علماء النفس بعد 13 قرنًا للمساعدة على التعود الحسن، والتخلص من التعود السيء، فصوم رمضان يعد تمرينًا يستمر لمدة شهر على ممارسة عادات حسنة في العبادات والمعاملات، مما نسميه بأخلاق رمضان، وأهمها: الضبط وقوة الإرادة، والجود والمساواة، والتمرين على العادات الطيبة في رمضان تتوفر فيه كل الشروط التي يتطلبها علم النفس للتخلية والتحلية، أي للتخلص من العادات الضارة واعتياد العادات الحسنة.

 

وأول شروط هذا التعود إيجاد الدوافع للتخلص من القديم الرديء، أو تحصيل الجديد الحسن. وليس أقوى في إيجاد الدافع لتأصيل الأخلاق بعامة، وأخلاق رمضان بخاصة، من المغفرة التي أعدها الباري سبحانه لصائمي رمضان وقائميه، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه".

 

وثاني شرط من شروط التعود هو التكرار. وهنا تظهر الحكمة في جعل الصيام شهرًا كاملا، ذلك ليتوفر العدد الكافي من التكرار اللازم لتثبيت العادة الحسنة أو تثبيت الاستغناء عن العادة الضارة، فالذي لا يشرب الدخان مثلا أو المكيفات طوال النهار لمدة شهر كامل يستطيع أن يتخلص منها. والذي يعود نفسه العادات الحسنة في العبادات، فيصلي الأوقات حاضرة مثلا، وفي المعاملات فيتعود على الضبط وقوة الإرادة، والعطف على المساكين، من يعمل كل هذا لمدة شهر ستثبت عنده العادات الطيبة التي أسميناها أخلاق رمضان.

ومما يعين على التخلص من الضار وتحصيل النافع من العادات، إعطاء عهد أمام النفس أو أمام شخص نحترمه بأن نلتزم العادة الحسنة، وترك الضارة. ويحقق هذا العهد بالنية التي هي عهد يعقده الصائم أمام نفسه، في أول الشهر، أو في كل يوم من أيام رمضان.

 

والصيام في المدة وبالكيفية التي يتم بها في رمضان تربية ذاتيه، أي تربية الذات بالذات، ونمو تحصله الشخصية من الداخل؛ بنمو مكوناتها من غرائز ونزعات وعادات وعواطف نموًا حسنًا؛ لأن الصوم عبادة متروكة للضمير وحده؛ وهي بهذا تربية له أيضًا، ولا يسهل مراقبة صدق الناس فيها لمن أراد ذلك. وإلى هذا يشير الحديث القدسي الذي رواه البخاري: "كل عمل ابن آدم له، إلا الصوم؛ فإنه لي وأنا أجزي به"، وهذا هو السبب أيضًا في أن الصيام تربية وتمرين على تخليص النفس من شائبة الرياء. فإن أعمال ابن آدم –غير الصيام– قد يكون له فيها ارتفاع شأن لدى الناس، لظهورها أمامهم. فكأن الصيام يوقف الإنسان في محكمة ضميره قبل أن يقف في محكمة اليوم الآخر.

 

أما الفوائد الاجتماعية، فإن الصوم مع تنميته للفرد في صلته بنفسه، ينمي الفرد في صلته بالمجتمع؛ فهو لا يقتصر على وقاية الفرد من شرور نفسه، وتكميله بأنواع من الكمالات، بل هو تدريب أيضًا على كف الفرد أذاه عن المجتمع، بالتسامح والعفو عند الاعتداء عليه، وتدريب أيضًا على المشاركة الوجدانية، والتعاطف بين الغني والفقير؛ وتعريف الغني بآلام الفقير تعريفًا عمليًا لا نظريًا. فهو فقر إرادي ليدرك الواجد آلام الفاقد، إدراكًا حسيًا لا وصفيًا نظريًّا. فإن الوصف النظري لآلام الحرمان مهما رق، ومهما كان بليغًا واضحًا في موعظة أو قصة أو قصيدة أو مسرحية، فلن يصل إلى مكان من الإقناع مثل ما يصل بطريق الممارسة العملية الإرادية، وبالمعاناة المقصودة. وإن كان الوصف بالوسائل النظرية السابقة قد يكفي القلة القليل من الناس؛ إلا أن طريقة الدين الإسلامي في المزاوجة بين الإقناع العقلي النظري، والإقناع الحسي التجريبي، هي من دلائل الإعجاز في هذا الدين الخالد.

 

وعلى هذه الطريقة من المزاوجة بين الإقناع العقلي والإقناع التجريبي، كان الصيام من أهم دعائم نشر المساواة بين المسلمين. والإقناع النظري بوجوب المساواة يتمثل في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَر وَأُنثَى} [الحجرات: 13]، وفي قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "الناس سواسية كأسنان المشط". أما الإقناع التجريبي فيتمثل في تدريب الناس على مزاولة هذه المساواة وممارستها في صلاة الجماعة، وفي الحج، وفي الصيام. فالمساواة تتحقق تمامًا حين يتساوى الناس في الشعور الباطني بالحرمان، وحين يتعاطفون بإحساس الألم الواحد.

 

والصوم بعد ذلك علاج طبي قد يصفه الأطباء لعلاج السمنة المفرطة، وخصوصًا تلك التي تأتي بعد سن الأربعين، وقد يصفونه لضغط الدم والسكر.

وهنا سؤال يلقي ضوءًا على ناحية مهمة من نواحي الصيام.

 

والسؤال هو: ألا توجد وسيلة أخرى للتربية أخف من الصيام للحصول على الفوائد التي يحصل عليها من الصيام؟

والجواب: أن النتائج التي نحصل عليها لا تنتجها عبادة سهلة، وإذا كان البشر يقسون على أنفسهم ليحصلوا على أغراض تهذيبية، فإن الباري بفرضه الصيام يهديهم إلى أقوم طريق في طهارة القلوب وتهذيب النفوس.

 

بقيت كلمة أخيرة، وهي أننا في شهر رمضان شهر التقليل والتقشف نستهلك مقادير وفيرة من الطعام والشراب.

 

ولا يسعني إلا أن أنبه الجماهير على الاقتصاد وإدراك حكمة الصوم، وأن هناك قانونًا علميا للتغير الاجتماعي، وهو قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ}.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • من حكم الصوم وفوائده
  • الصوم
  • معنى الصوم
  • الحياة الهادفة والصوم
  • حكمة تشريع الصيام في الإسلام
  • الصوم في الإسلام

مختارات من الشبكة

  • صيام التطوع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من آداب الصيام: صيام ستة أيام من شوال بعد صيام شهر رمضان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أجوبة مختصرة حول أحكام صيام التطوع(مقالة - ملفات خاصة)
  • أحكام صيام التطوع(مقالة - ملفات خاصة)
  • أحكام متفرقة في الصيام(مقالة - ملفات خاصة)
  • من صيام التطوع: صيام الأحد والاثنين والخميس والجمعة(مقالة - ملفات خاصة)
  • من صيام التطوع: صيام السبت(مقالة - ملفات خاصة)
  • من صيام التطوع: صيام أيام البيض(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل صيام الست من شوال: صيام الدهر كله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صيام الجوارح صيام لا ينتهي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
1- شكر
لامعة بالأفق - السعودية 06-09-2009 03:42 AM
بوركتم على هذه الماده الرائعه
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب