• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / مواعظ وخواطر وآداب / مواعظ وآداب
علامة باركود

رمضان.. شهر للعفة والاستعفاف

عماد زغلول عبدالعزيز

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/9/2008 ميلادي - 14/9/1429 هجري

الزيارات: 16890

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
يتردد الحديثُ في أحايينَ كثيرةٍ - على مدار العام - بين المربين والدعاة عن جمال الالتحاف بالعفة، أو عن وجوب التعفف والاستعفاف؛ وذلك لأن جِماع الأخلاق العظيمة مركوز في تلك السمة الأصيلة؛ تدور حولها فضائلُ الصفات، ويرتبط بها سامي الأخلاق؛ فما من خلقٍ كريم إلا وله بها نسبٌ، وما من فضيلة إلا ولها إليها سببٌ. فمن هذه الصفات ما كان من أعمال الجوارح، ومنها ما كان من أعمال القلوب.

فأما ما كان للجوارح فمثل ما خُص بالعين كخُلق غضِّ البصر عن الحرام، أو ما كان مختصًّا بالأذن وهو التنزه عن استماع ما لا يحل، أو ما كان مرتبطًا باللسان مثل الكف عما نهى عنه الشرع الحكيم من شتمٍ أو لعنٍ أو حديثِ زورٍ أو كذب...إلخ.

وأما ما كان من أعمال القلوب فمثل الطمع فيما عند الناس من متع الدنيا، أو التطلع إلى ما لا يُستطاع من المال أو غيره بحيث يَجُر إلى ما لا يُحمد، قال تعالى: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [طه: 131].

والمسلم مطالبٌ بأن يكون عفيفًا متعففًا - طوال العام - عن الصفات الرديئة والأخلاق الدنيئة التي نهاه عنها الدينُ السمح الذي يدعو إلى كل فضيلة وينهى عن كل رذيلة.

فإذا أظل شهرُ رمضانَ الناسَ وهبّت نسائمُه عليهم؛ تطامنت حرارةُ نفوسٍ، واعتدل اعوجاج أُخَر؛ فأما الأولى فإنها طالما جهِدتْ وتصببت عرقًا وهي تسعى في هجير الأيام تحاول مدافعةَ وساوس أو مجانبةَ خبائث، وأما الثانية فقد وقعت في الشَرَك فاستسلمت، أو نزلت إلى غيابة الجُب فانتكست؛ فمنها من لم يصح عندها صائحُ يا بشراي؛ فأُهمِلت، ومنها من مُدتْ إليها يدُ واردِ قافلةِ الدعاة فما أجابته انخداعًا بماءٍ قليل أو سرابٍ مخاتلٍ.

فكان رمضان لهؤلاء وهؤلاء كالمنارة للرُّبان احتوشته ظلماتُ بحرٍ هائجٍ عظيمِ المخاطر، فلم يكد أحد منهم يراها - أي المنارة - حتى طابت نفسه فاطمأنت، واستقرت روحه فقويت، فأخذ من أسباب النور أسبابًا يستمسك بها ليصل، وظل يجهد نفسه جَدْفًا أو سباحة لينجوَ.

وهذا ما يفهم من قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيامُ كما كُتبَ على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} [البقرة: 183].

ورحم الله الرافعي إذ يقول:

فَديتُك   زائرًا   في   كل   عام        تُحيَّا      بالسلامةِ      والسلامِ
وتُقبلُ   كالغمام   يَفيضُ   حينًا        ويبقى    بعده     أثرُ     الغمام
وكم في الناس من كَلِفٍ مَشوقٍٍ        إليك   وكم   شَجيٍ    مُستهام
بَني  الإسلامِ  هذا  خيرُ  ضيفٍ        إذا  غَشِيَ  الكريمُ  ذرا  الكرام

الأول: لا بد أن يحرص على أن ينأى بنفسه عما يظن أنه يسقط مروءته ويَذهب بإنسانيته ومن ثم يضيع دينه، وقد يسأل سائل: كيف تقدم النظر إلى المروءة والحرص عليها على النظر إلى الدين والحرص عليه؟

وعندئذ لا بد من الإشارة إلى أن:
* العفة خلق سامٍ يجمع في داخله مجموعة من الأخلاق العامة والخاصة التي تؤسس للدين وتدل عليه؛ فمن كان ذا عفة - أيا كان - فلا بد وأن يتصف بقوة الإرادة، والكبرياء، والقناعة. وتزداد الصفات كمًّا وكيفًا إذا كان المتعفف مؤمنًا ديِّنا؛ فيكون راضيًا بما قسمه الله له، ويكون متحليًا بصفات الطاعة والمراقبة لربه، متورعًا عن الشبهات وما وراءها من الحرام، ذا ثقة في ما عند ربه، متجردًا من حظ نفسه، زاهدًا في الدنيا..

* العفة خلق قديم قدم الإنسانية لم يخلُ مجتمع منه حتى المجتمع الجاهلي الذي كان شعار الفرسان فيه العفة والتعفف، وهذا عنترة بن شداد العبسي الفارس الجاهلي المعروف يباهي بتعففه عن المال فيقول:

هلا سألت القومَ يا  ابنةَ  مالكٍ        إنْ كنتِ جاهلةً بما  لم  تعلمي
يخبرْكِ  مَن  شَهِدَ  الوقيعة   أنني        أغشى الوغى وأعِفُّ عند المغنم


ويقول عن ترفعه وتعففه عن النظر والتطلع إلى حرمات أصحابه وجيرانه:

أغشى  فتاة  الحي  عند  حليلها        وإذا غزا في الحرب  لا  أغشاها
وأغض طرفي ما بدت لي جارتي        حتى   يواري   جارتي    مأواها
إني  امرؤٌ  سمْحُ  الخليقة   ماجدٌ        لا أتْبِعُ  النفسَ  اللَّجوجَ  هواها


وكذلك كان مدح سيدنا حسان بن ثابت - رضي الله عنه - لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندما انتدبه الرسول - صلى الله عليه وسلم - لإلقاء قصيدة أمام وفد بني تميم وشاعرهم، فقال:

أعفةٌ ذُكرتْ في الوحي  عفتُهم        لا يطمعون ولا يُزري بهم طمعُ


وهكذا على مر العصور تبقى العفة والتعفف سمة لأصحاب المروءات والفرسان...


الأمر الثاني الذي يجب على المتعفف أن يدركه:
* أن التعفف له تكاليفه التي ينبغي له أن يتهيأ لها ويوطن نفسه عليها، ومن هذه التكاليف التي قد تعرض بسبب التعفف:
1 - الصبر على قلة المال وخشونة العيش: فقد يجوع المتعفف ويجوع لكنه لا يسأل الناس إلحافًا، لأن حفظ ماء وجهه عنده أولى من شبع بطنه؛ يقول الله تعالى ممتدحا هؤلاء العظماء: {يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [البقرة: 273].

فقد حصل لهم الفقر الشديد والفاقة المحوجة لكنهم أبدًا لا يهدرون كرامتهم بالسؤال، فيظن الجاهل بحالهم أنهم أغنياء؛ لإظهارهم الغنى تعففا وحياءً... وكانت العرب قديما تقول: "تجوع الحُرةُ ولا تأكل بثدييها"، أي لا تكون مرضعًا بالأجرة.

وكم رأينا وسمعنا عن أناس عاشوا فقراء ولم يَدْر بهم أحد مع فضل لهم عميم وقدر لهم عظيم؛ كان منهم علماء وحكماء وأولياء لله، وعلى رأسهم نبينا - صلى الله عليه وسلم - فهو مثال العفة في أعلى وأسمى صورها؛ فلقد كان - صلى الله عليه وسلم - غني النفس مع قلة ذات اليد، وليس ذلك عن ضعف حيلة أو عدم وسيلة، بل هو التعفف الكريم عن الدنيا وما فيها فكان صلى الله عليه وسلم لا يأكل من الصدقة هو وأهله، يقول الرسول العظيم - صلى الله عليه وسلم - : "إني لأنقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي، ثم أرفعها لآكلها، ثم أخشى أن تكون من صدقة فألقيها"[4]، وكان بإمكانه - صلى الله عليه وسلم - أن يعيش عيشة الملوك فلم يرض إلا أن يعيش حياة المساكين يمر عليه وعلى أهله الهلال والهلالان والثلاثة ولا يوقد في أبياته نار..

وكان (سُوَيد بن غَفَلة) التابعي الذي أسلم في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - وشهد اليرموك؛ كان إذا قيل له: أُعطي فلان، وولي فلان، قال: "حسبي كسرتي وملحي"[5].

والمتعففون في ذلك قد تمثلوا قول القائل:

وما مددتُ  يدي  إلا  لخالقها        وما طلبتُ من المنّان دينارا[6]


ووالله إن رمضان ليعلمنا التعفف في الطلب والصبر على ما يصيبنا من جوع أو نصب، فالصوم من أول اليوم إلى أن تغرب الشمس تدريب على التصبر واحتمال الضر والالتجاء إلى الله وحده - سبحانه وتعالى - بالضراعة والسؤال.

وعلى المسلم في رمضان أن يذكر فضل الله عليه في المال إن كان موسرًا فينفق مما آتاه الله سرًّا وجهرًا؛ فرمضان شهر الكرم وشهر التصدق، وليعلم أن المال ظل زائل، وأنه مسئول عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، فليبتعد عن الحرام وليتعفف عن الشبهات، وليوازن بين حاله وحال غيره ممن قُدر عليه رزقُه وليحمد الله كثيرًا.

وأما من قُدِرَ عليهم فليقنعوا بما رزقهم الله تعالى، وليعلموا أنهم في نعمة وفلاح إن هم رضوا وقنعوا؛ يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : "قد أفلح من أسلم ورزق كفافًا وقنَّعه الله بما آتاه"[7] وليتخفف من الأمتعة والأطعمة التي لا يطيقها حاله - ما استطاع - حتى لا يقع في شَرَك الديون.

وفي الصوم أيضًا تدريب للنفس على الخشونة في المعاش والزهد في المأكل والمشرب اللين بالابتعاد عنهما إلى حين. يقول عمر - رضي الله عنه - : اخشوشنوا، واخشوشبوا واخلولقوا وتمعددوا، كأنكم مَعَدّ، وإياي والتنعمَ وزيَّ العجم.

2 - الترفع عن الجاه والسلطان والرضا بحياة العوام مع مصاحبة الاعتزاز بالله:
فكثيرًا ما تعفف رجال عن السلطان وجاهه وماله لأنهم ظنوا أن ذلك ينقص من عفتهم ومروءتهم أو أنه سينزل بهم إلى دركة من التذلل أو السكوت الخانع عند ذي جاه أو صاحب سلطان، وفي هذا يقول ابن الوردي:

أنا    لا    أختار    تقبيل     يدٍ        قطعُها  أحسنُ  من  تلك  القُبَل
إنْ جزتْني عن  صنيعٍ  كنتُ  في        رِقِّها، أو لا، فيكفيني الخجل[8]


بل إن بعضهم زهّد في التقرب من أصحاب الجاه والسلطان ودعا إلى ملازمة الفقراء تعففًا وتساميًا على الدنيا بأسرها... فقال:

ما لذةُ العيش  إلا  صحبةُ  الفقرا        هم السلاطينُ والساداتُ والأُمرا
فاصْحبْهمُ  وتأدبْ  في  مجالسهم        واجعلْ مكانك مهما قدّموك ورا


ومن الأمثلة على ذلك:
- ما كان من (الأصمعي) عندما رآه أحدهم وهو يركب حمارًا هزيلا بعدما كان يركب الخيول المطهمة الخاصة بدار الخلافة، فقال له: أذلك بعد براذين الخلافة؟! فقال الأصمعي: هذا وأحفظ ديني.

ومن الأمثلة الناصعة أيضًا:
* ما يروى عن الرئيس المصري جمال عبد الناصر أنه عزل الشيخ محمود عبد الوهاب فايد من وظيفته بقرار جمهوري، وفرض عليه الإقامة الجبرية والمراقبة المستمرة، وذلك بعد أن طالب الشيخ محمود بمحاكمته في جامعة القاهرة بعد الهزيمة المروعة في يونيو 1967م، لكن بعض المخلصين وعلى رأسهم الدكتور عبد الحليم محمود ألح على الرئيس في إعادته، فأجابهم وكلفهم بأن يحضروا التماسًا من الشيخ فايد، وسارع الدكتور عبد الحليم ومعه بعض رجال المخابرات إلى منزل الشيخ فايد وطلبوا منه أن يكتب التماسًا، فرفض رفضًا باتًّا، وقال: لقد طالبت بمحاكمته، ولم أطالب بإدانته، وفي المحكمة تنكشف الحقائق، ثم قال: عندما أخبرت بقرار الفصل بالتليفون صليت ركعتين لله ثم قلت: اللهم فارزقني وأنا من اليوم عبدٌ خالصٌ لك، وقد استجاب الله لي وأراحني من الذهاب والإياب، وأنا لديّ مكتبة عامرة بالكتب ورثتها عن آبائي وأجدادي واشتريت المزيد، فأنا أعكف على المطالعة والتأليف ويأتيني من الرزق أضعاف ما كنت أتقاضاه من الوظيفة وأحمد الله على نعمه، إنني أقول وقد وسع الله عليّ: يا الله، لقد أرادوا أن يذلوني فأعززتني، لا أذل وأنا عبدُك عبدُ العزيز، وأرادوا أن يضعفوني فقويتني، لا أضعف وأنا عبدك عبدُ القوي، وأرادوا أن يفقروني فأغنيتني، لا أفتقر وأنا عبدك عبدُ الغني"[9].

وفي الصوم يتجلى سمو الشهر الكريم في تدريب النفوس على الارتباط بخالق الأرض والسماوات طاعة واعتزازًا بما ينتج عن المراقبة الدائمة لله - عز وجل - ومن استحضار قيوميته - سبحانه - على الخلق.

3 - كبح جماح الجوارح:
فالعفة غالبًا ما تفرض قيودًا على الجوارح؛ فتأسرها عندما تريد أن تنطلق إلى ما يخل بالإيمان أو يجرح المروءات... وعلى المرء المسلم إذا كان يريد سبيل العفة أن يلجم الشهوات، وأن يقتصد في الملذات التي قد توقعه - إن هو أسرف - في الحرام... ومن هنا كان الإيضاح الأتي:
أ‌ - إلجام شهوة الفرج:
ألم تر إلى نبي الله يوسف - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - عندما قال بعد أن تعرضت له الفتنة في أوج استعارها: {قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [يوسف: 23]، وعندما قال: {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [يوسف: 33].

* ومن ذلك القصة التي روتها لنا السنةُ عن الرجل الذي انحدرت عليه الصخرة فسدت عليه الغار ومعه صاحباه، فدعا كل منهم بصالح عمله ليفرج الله عنهم ما هم فيه، فقال ذلكم المتعفف: "اللهم إنه كانت لي ابنة عم، وكانت أحب الناس إلي - (وفي رواية: وكنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء)، فراودتها عن نفسها فامتنعت مني حتى ألَمَّتْ بها سنةٌ من السنين فجاءتني، فأعطيتها عشرين ومائةَ دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها، ففعلَتْ، حتى إذا قدرتُ عليها (وفي رواية: فلما قعدت بين رجليها)، قالت: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فانصرفتُ عنها وهي أحب الناس إليّ وتركتُ الذهب الذي أعطيتها، اللهم إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة"[10]، وفي رواية: "فقال أحدهم‏:‏ اللهم!‏ إن كنت تعلم أنه كانت امرأة تعجبني فطلبتها، فأبت عليّ فجعلت لها جعلا، فلما قربت نفسها تركتها، فإن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا‏!‏ فزال ثلث الجبل"[11].

ويلحق بإلجام شهوة الفرج إلجام كل ما يؤدي إلى الوقوع والزلل في معصية الفرج من شهوة النظر وتتبع العورات... يقول الله - عز وجل - في كتابه العزيز: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور: 30 - 31].

ويقول تعالى في النهي عن تتبع العورات ووجوب الاستئذان: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء:36].

كما يقول تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النور: 27].

وفي نهار رمضان يغض المسلم بصره عن كل ما حرم عليه، ويتجنب - كذلك - شهوة الفرج. فالصيام يحصن من مزالق الشهوة، يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغضُّ للبصر وأحصنُ للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء"[12].

وليستعن المسلم على نفسه في نهار رمضان وليله بمداومة النظر في المصحف؛ لأنه نور وهداية؛ قال الله تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ} [المائدة: 15]، وكذا بالمكث في المسجد أطول مدة ممكنة.وبمصاحبة الصالحين وغشيان مجالس الذكر، وحلق العلم، وما أيسرها في رمضان!

ب - إلجام شهوة المأكل والمشرب:
فينبغي للمتعفف أن يجانب الحرام في المأكل والمشرب ويمتثل لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [البقرة: 172]، وفي الأثر أن "كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به"[13].

وليس تجنب الحرام هو كل ما ينبغي على المتعفف، بل الترفع عن الشبهات أيضًا فيما يأكله أو يشربه، بل ومجانبة التطلع إلى ما لا يملك رافعا شعار: "لا تأكل ما لا تشتهي ولا تشته ما لا تملِك"، وما كثرت هموم الناس في الآونة الأخيرة - غالبًا - إلا لأنهم يشتهون ما لا يملكون، ويبادرون إلى الاستدانة من أجل الحصول عليه...!! ومما يروى عن علي - رضي الله عنه - : "من أراد البقاء - ولا بقاء - فليباكر الغداء، وليخفف الرداء، وليقلل غشيان النساء"، فقيل له: وما تخفيف الرداء؟ قال: الدَّين"؛ فالدين مما يكسر النفس ويضعف العفة في النفوس.

ومن الأمور التي تُشعر بالضيق والخزي التطفلُ وما يحدثه الطفيليون من التدخل في ما لا يعنيهم من الحديث، أو القيام بأفعال لا تليق عند الضيافات، فينشأ أبناؤهم على ما رأوا وعاينوا من سماجة وطمع، وقد يكون الآباء على غير ما سبق، ولكنهم لا يلتفتون إلى أدب العفة عند تربية أبنائهم فيهملونها ومن ثم ينشأ الأبناء على غير ما ينبغي من سمو الدين وعزيز خلقه.

ولقد أعجبتني أبيات - تحكي عفة البطن في أروع صورة - لشاعر عربي مسلم هو (منظور بن سُحَيم الفقعسي) يقول فيها:

ولستُ بهاجٍ في القِرى أهلَ  منزلٍ        على زادهم أَبكي وأُبكي البواكيا
فإمّا   كرامٌ    موسرون    لقيتُهم        فحسبي مِن ذي عندهم ما كفانيا
وإما   كرامٌ   معسرون   عذرتُهم        وإما    لئامٌ    فادخرتُ     حيائيا
وعرضيَ أبقَى ما ادخرتُ  ذخيرةً        وبطنيَ  أطويهِ  كطي  ردائيا[14]


يقول: إنني لا أطلق لساني فيمن لم يدعني إلى طعامه، وفيمن دعاني ثم لم يعجبني طعامه ولا أحزن؛ فإن المُضيف إما كريم موسر فيكفيني منه ما قدم، وإما كريم معسر فلا بد أن أعذره إن كان طعامه قليلا، وإما لئيم وهذا ليس من العقل التضحية بالحياء عنده فالتعفف أولى وأحسن، وحفظ العرض أعظم الذخائر، وإن كان معه طي البطن سغبًا وجوعًا.

ويقول غيره:

وَأُعرِضُ عَنْ  مَطَاعِمَ  قَدْ  أرَاها        فأترُكُها   وَفي    بَطْني    انْطِواءُ
فَلاَ  وَأبِيكَ  ما  في  الْعَيْشِ  خَيرٌ        وَلا  الدُّنْيا  إذا   ذَهَبَ   الْحَيَاءُ
يَعِيشُ  الْمرْءُ  مَا  اسْتَحْيا   بِخَيرٍ        ويَبْقى الْعوْدُ مَا بَقِيَ اللِّحَاءُ[15]



ورمضان يعلمنا الرضا والقناعة، كما يعرفنا قيمة النعم، ويحضنا على الشكر عليها، ويعلمنا الاعتدال والاقتصاد في المأكل والمشرب؛ قال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31].

وعلى المربين والآباء تعويد الأبناء - في رمضان خِصِّيصَى - التصبر والتعفف وخاصة إن كان يجالس الناس على الموائد في بيته أو بيوتهم؛ فلا يتقدمهم متلهفًا، ولا ينسى حياءه متطلعًا وطالبًا، ولا يهين نفسه متعجلا أو مكثرًا؛ فيتخول المربي ابنه بالنصح عند الطعام في بيته ويذكره بالآداب قبل الزيارات.

ج - إلجام شهوة الكلام:
وتلك شهوة شوهت صورة الكثيرين ممن كان الناس يحتفظون لهم بصورة رائعة من قبل التدني لتلك الشهوة والانهزام أمام أسلحتها المختلفة... فوقعوا في مزالق الكذب، أو المراء المقيت، أو التزلف والمنافقة، أو السباب واللعان، أو الفحش والبذاء، أو الطعن في الأعراض... فلم تسلم له نفسه، ولم يسلم منه الناس... ولذا كانت التنبيهات الشديدة من قِبل الشرع الحنيف منصبة على تلك الجهة؛ ليبتعد عنها المسلم، بل دعته ليتعفف أشد ما يكون التعفف عن مقارفة كل ما يقربه من شَركها ومزالقها، يقول الله - تبارك وتعالى - : {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 83]، ويقول تعالى: {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ} [الحج: 24]، ويقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : "ليس المؤمن بالطعّان ولا اللعّان ولا الفاحش ولا البذيء"[16]، ولك أن تلاحظ كيف جاءت صفتا الطعن واللعن على صيغ المبالغة (فعّال)، وأما صفتا الفحش والبذاء فإنها جاءت على صيغة اسم الفاعل والصفة المشبهة (فاعل وفعيل وهما لا تدلان على المبالغة والكثرة)، وإن كان من دلالة في ذلك فهي أن المسلم المؤمن قد يخطئ في الطعن أو اللعن ويبقى له من سمات الإيمان نصيب وافر، ولكنه لا ينبغي له أن يتفحش أو ينطق ببذاءة؛ فذلك مما يخل بسمة الإيمان ويجعل درجتها تنحدر، فهذا الفاحش البذيء يعمل على تشويه صورة الإسلام ببذاءته وفحشه.

ويقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - محذرًا معاذَ بْنَ جبل - رضي الله عنه - مغبةَ كثرة الكلام والغفلة عن الحذر منه: "..... ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ فقلت له: بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه فقال: كُفّ عليك هذا. فقلت: يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يَكُبُّ الناسَ على وجوههم في النار أو قال على مناخرهم إلا حصائدُ ألسنتهم"[17]، وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ".... ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت"[18].

وَفِي الصَّمْتِ سِتْرٌ لِلْغَبِيِّ وَإِنَّمَا        صَحِيفَةُ لُبِّ الْمَرْءِ أَنْ  يَتَكَلَّمَا



ومن الصوم نتعلم إلجام النفس عن البذيء من القول، وعن الفحش منه، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "إذا كان يوم صوم   أحدكم فلا يرفث ولا يجهل وإن جهل عليه أحد فليقل إني امرؤ صائم"[19].

ويستطيع المرء إشغال نفسه وإلجام لسانه بالقرآن الكريم قراءة وتدبرًا ومدارسة وصلاة وكذا بالذكر الطويل أيام رمضان ولياليه.
وأخيرًا لقد صدق الشاعر حين قال:

الصومُ  جنّةُ  صائم  في   مأتمٍ        ينهى عن الفحشاءِ والأوشابِ
الصومُ  تصفيدُ  الغرائز   جملة        وتحرّرٌ    من    رِبقةٍ    لرقابِ
الصومُ مدرسةُ التعففِ والتقى        وتقارب   البعداءِ   والأغرابِ


والحمد لله أولا وآخرًا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] الماوردي، أدب الدنيا والدين، الفصل السابع.
[2] أحمد بن فارس، مقاييس اللغة، (عفف).
[3] ابن منظور، لسان العرب، (عفف).
[4] البخاري.
[5] الحافظ الذهبي، تاريخ الإسلام، م3، دار الغد العربي.
[6] عائض القرني، لا تحزن.
[7] رواه مسلم.
[8] لا تحزن.
[9] مجلة المختار الإسلامي، العدد 171، ذي القعدة 1417هـ، مارس 1997، من مقال: حسنين كروم يطالب بعزل إمام أهل السنة.
[10] يحيى بن سليمان العقيلي، العفة ومنهج الاستعفاف.
[11] كنز العمال (40475).
[12] متفق عليه.
[13] رواه الإمام أحمد في مسنده (3/321، 399 )، ورواه الترمذي في سننه (2/195) بنحوه.
[14] أبو تمام، ديوان الحماسة، ج2.
[15] المرزوقي، شرح ديوان الحماسة، ج2 وقال الآمدي في المؤتلف والمختلف 1/30: إن اسمه جميل بن المعلى من بني فزارة.
[16] رواه الترمذي.
[17] الألباني، سلسلة الأحاديث الصحيحة المجلد الثالث.
[18] البخاري ومسلم.
[19] البخاري ومسلم.
وفي الكلمات الآتية نحاول بحول الله - تعالى - أن نتحدث عن خلق العفة وكيف يُرسَّخ من خلال شهر رمضان الفضيل.

أولا - ما المقصود بالعفة؟
يقصد بالعفة: الترفع والتعالي عن الدنايا وما يشين ويعيب من الصغائر والآثام، وقد قَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ: مِنْ شَرَائِطِ الْمُرُوءَةِ أَنْ يَتَعَفَّفَ عَن الْحَرَامِ، وَيَتَصَلَّفَ عَن الْآثَامِ..[1] وأشار ابن فارس في مقاييس اللغة إلى معنيين تشتمل عليهما وتدور حولهما الكلمات التي بنيت على مادة (عفّ)، يقول ابن فارس: "العين والفاء أصلان صحيحان: أحدُهما الكفُّ عن القبيح، والآخر دالٌّ على قلّة شيء"[2].

فأما المعنى الأول وهو الابتعاد والكف فمأخوذ من عفّ عن الشيء أي ابتعد عنه وتعالى عليه ومنه قوله تعالى: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النور: 33]، أي يبتعدوا عن تشهي الحرام ومقارفة ما يسقط مروءتهم من الذنوب، ومنه قوله تعالى: {وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 6]، أي يبتعد تعففا عن مال الأيتام الذي هو ولي ووصي عليه حتى يبلغوا أشدهم، ومنه قوله تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [البقرة: 273].

فهم متعففون (أي مبتعدون) عن سؤال الناس مع شدة حاجتهم.

هذا عن المعنى الأول، وأما المعنى الثاني فهو التعبير عن القلة في المقدار أو الكم وقد أخذوه من عف الضرع إذا قل ما به من لبن..

جاء في لسان العرب "والعُفّةُ والعُفافةُ: بقيَّة الرَّمَثِ في الضَّرْع، وقيل: العُفافةُ الرَّمَث يَرْضعُه الفَصِيلُ. وتعفف الرجل: شرب العُفافة، وقيل: العُفافة بقية اللبن في الضرع بعد ما يُمتَكُّ أَكثره، قال: وهي العُفّة أَيضًا. وفي الحديث حديث المغيرة: لا تُحَرِّمُ العُفّةُ؛ هي بقية اللبن في الضَّرْع بعد أَن يُحْلَب أَكثر ما فيه، وكذلك العُفافة"[3].

والارتباط بين المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي الذي تعارف عليه الناس للفعل (عفَّ) ارتباط وثيق؛ فالمتعفف إنسان يمتنع عن أمر ما بإرادته، ومن ثم يحصلُ له بهذا الامتناعِ قلةٌ وضعف في هذا الأمر؛ فامتناعُه عن المال الحرام أو ما فيه شبهة يقلل ما يحصّله من مال بالنسبة إلى غيره ممن لا يتعفف ولا يمتنع عن أكل أموال الناس بالباطل أو ممن لا يتعفف عن مال الشبهة. وكذا الحال بالنسبة لمن يمنع نفسه عن شهوة النظر أو غيرها. فالعفة - في حقيقة الأمر - تقلل من كم المتعة الظاهرة التي يُظن أنها حاصلة لغير المتعفف...!!

إذن فالمطلوب من المتعفف أن يدرك أمرين:





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ماذا تعلمنا من رمضان؟ (1)
  • رمضان والطاعة
  • رمضان .. السباق الأكبر
  • من الأخطاء الخطيرة في رمضان: عدم الاحتساب واستصحاب نية خلال الصيام أو القيام
  • من معين السلف والعلماء وغيرهم في رمضان (1)
  • الاستعفاف عن المسألة (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • علمني رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • "رمضان ليس من أجل رمضان، رمضان من أجل بقية السنة"(مقالة - ملفات خاصة)
  • حال السلف في رمضان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • استعراض الصحف الإيطالية لشهر رمضان 2014 في إيطاليا(مقالة - ملفات خاصة)
  • فانوس رمضان ( قصة قصيرة )(مقالة - حضارة الكلمة)
  • شهر رمضان شهر مبارك وشهر عظيم(مقالة - ملفات خاصة)
  • هيا بنا نستقبل رمضان؟ (استعداد)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • انتصف رمضان فاحذر!(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من حصاد رمضان (1)(مقالة - ملفات خاصة)
  • رمضان طريق الاستعفاف(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)

 


تعليقات الزوار
7- بوركت يا شيخ
عماد زغلول - مصر 11-11-2008 02:20 PM
الأستاذ الفاضل الشيخ / محمد أيوب

بارك الله في أخلاقك السامية ، وأدبك الجم

ولا حرمنا الله مرور ودعاء الصالحين .
6- الكاتب الشاعر الأديب المعلم
محمد أيوب - مصر 25-10-2008 10:54 PM
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع الهام الشيق وبوركت يمينك فقد كفيت ووفيت
وعظت ففقت الخطباء وكتبت فعلوت الكتاب وأشعرت فسبقت الشعراء

وما أحوج الأمة اليوم إلى العفة وخاصة الشباب
وما أحوجنا في هذا الزمان إلى العفة الذي كثر فيه أمثال امرأة العزيز
وقل فيه أشباه يوسف عليه السلام

زادك الله علما ونفع الله بك وجعل هذا الموضوع في ميزان حسناتك

محمد أيوب
5- بارك الله فيكم
عماد زغلول - مصر 14-10-2008 03:16 PM
الأساتذة الأفاضل الكرام

أ / عادل روبي .

بارك الله فيك ، مرورك شرفني .

أ / ربيع رشاد .

جزاك الله خيرا ، سخاؤك أخجلني

أ / أسامة الشافعي .

جزاك الله خيرا لمرورك الكريم .

أ / أحمدي قاسم محمد.

يا سيدي كلامك هذا ينم عن فضل وسؤدد ، وتقدم وريادة ، وما أخوكم إلا تلميذ .

وجزى الله من أرشدني وشجعني أن أكتب هنا .

......................................
بارك الله فيكم جميعا ،

جدتم على ضعيف ورفعتم من شأن مغمور .

جعله الله كما رأيتموه ، وثبته عليه .

جزاكم الله كل الخير .
4- للك الله يا عماد
أحمدي قاسم محمد - مصر 13-10-2008 07:42 AM
الأستاذ الكريم / عماد زغلول
قرأت كتابكم البديع عن العفة والاستعفاف، وصرح لي بقوة بأن لدينا رجالاً وهبهم الله تعالى نعمة التعبير، وعمق الفهم، وشمول العرض.
لانت لهم اللغة وذلت فحملوها ما فتح الله عليهم من المعاني، فزادت بها جمالاً ورونقاً.
كتبت فأبدعت، وعبرت فأمتعت، وخاطبت القلوب فأسعدت، وأفصحت عن حقيقتك الراقية فأقنعت.
أقنعتني بأن الأزمنة الرديئة تحرم الموهوبين حقوقهم، وتحرمنا منهم.
بارك الله فيك أخي، وبوأك ما تستحقه في الدنيا والآخرة، وجمعنا وإياكم وإخواننا جميعاً في الفردوس الأعلى على سرر متقابلين آمين.
أحمدي قاسم محمد
3- شكرا
أسامة الشافعى - مصر 28-09-2008 06:13 PM
جزاكم الله كل خير
2- هكذا تكون العفة دينا ودنيا
ربيع رشاد - مصر 28-09-2008 01:51 PM
جزاكم الله خيرا أخي الكريم موضوع نحتاجه جميعا لنحيا به وتحيا به أمتنا فنسعد دنيا وأخرى .
كما أن العرض رائع ينم عن بلاغة الأريب ويشهد بأدب الأديب فزادك الله حكمة وعلما ونفع بك .
وكل عام انتم جميعا بخير
1- رمضان والعفة
عادل روبى - الفيوم 20-09-2008 06:47 AM
جزى الله الأستاذ خيرا على هذا الكلام الطيب وجعله الله فى ميزان حسناته
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب