• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / مقالات
علامة باركود

الاستعداد لشهر رمضان

الاستعداد لشهر رمضان
خلدون بن محمود بن نغوي الحقوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/3/2024 ميلادي - 28/8/1445 هجري

الزيارات: 8444

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الاستعداد لشهر رمضان

"إن لله نفحاتٍ من رحمته يُصيب بها مَن يشاء مِن عباده"

 

مقدمة:

إن الحمد لله، نحمَده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ أما بعد:

فإنه قد جَرَتْ عادة العلماء - قديمًا وحديثًا - أنهم قبل الشروع في بيان أحكام عبادة ما، أو حض على خير ما - أنهم يذكرون فضائله، ومرغبات عمله؛ مما يشحذ الهمم للإقبال عليه، والدخول فيه بهمة المغتنم الساعي لتحصيل هذا الخير، فإنَّ ذِكْرَ محاسن الشيء وفضائله سببٌ لمحبته، وتعظيم شأنه.

 

وإنه بمناسبة قرب دخول شهر رمضان المبارك، فقد حرصت على تسطير شيءٍ مما يتعلق بفضائل هذا الشهر الكريم؛ ما يحث على التهيؤ له، ومن ثَمَّ ذكرت نُبذة يسيرة مما ينبغي الاعتناء به استعدادًا لدخول هذا الشهر المبارك، ودرءًا لوقوع التقصير فيه؛ فإن الأمر كما في الحديث: ((‌افعلوا ‌الخير ‌دهرَكم، وتعرَّضوا لنفحات رحمة الله؛ فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها مَن يشاء مِن عباده، وسَلُوا الله أن يستر عوراتكم، وأن يُؤمِن روعاتكم))[1].

 

فمن نِعَمِ الله تعالى على العباد أنْ جَعَلَ لهم مواسم للطاعات، تعظُم فيها الحسنات، وتُرفع فيها الدرجات، وتنزل فيها الرحمات، وتعُمُّ فيها الخيرات، فالسعيد من اغتنم هذه المواسم فكانت له خيرَ زادٍ إلى دار البقاء؛ كما قال تعالى: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ﴾ [البقرة: 197]، فالإنسان لا يدري لعلها لا تأتيه مرة أخرى، أو يدركها وهو مشغول بظرف خاص يمنعه من اغتنامها كما ينبغي؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((اغتنم خمسًا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سُقْمِك، وفراغك قبل شُغلِك، وشبابك قبل هَرَمِك، وغِناك قبل فقرك))[2].

 

ومن أعظم هذه المواسم التي ينبغي أن يحرص المسلم عليها، ويستعد لها غاية الاستعداد - شهر رمضان الذي تتنزل فيه البركات والخيرات بما لا يكون في غيره من الشهور، فشهر رمضان هو شهر تلاوة القرآن، والقيام للرحمن؛ قال تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185]، وفيه ليلة القدر: العمل فيها يعدِل العمل في ألف شهر مما سواها؛ قال تعالى: ﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ [القدر: 3]، مَن قامها إيمانًا بها واحتسابًا لأجرها، غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: ((مَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه))[3].

 

فعلى المسلم أن يهيئ نفسه ويروِّضها لاغتنام أيامه ولياليه، والإكثار من الأعمال الصالحة فيه؛ من الصيام والقيام، وتلاوة القرآن، والصدقة، وإفطار الصائمين، وإعانة المحتاجين، وصلة الأرحام، وتمرين الصغار على الصيام، وغير ذلك مما يظهر للمُتَتَّبِع.


هل أنت مستعد لاستقبال شهر رمضان؟

أخي الفاضل، إذا أردت أن تعرف مدى استعدادك لشهر رمضان، فأجِبْ عن الأسئلة التالية:

• هل تُحِسُّ من الآن بفرحة لقرب شهر رمضان؟

 

• هل سألت ربك بإلحاح أن يبلغك إياه، ويوفِّقك لحسن صيامه وقيامه؟

 

• هل تأملت قوله سبحانه: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 21]، وعرَفت أن الهدف من الصيام ليس مجرد أمر تعبدي محض، بل فيه من الحِكَمِ الكثيرُ؛ كتحصيل التقوى، وشكر الله على نعمة القرآن؟

 

• هل حاسبت نفسك على تقصيرك في أشهر رمضان الماضية؛ حيث لم تغتنمه كما ينبغي؟

 

• هل وضعت خطة مناسبة لاغتنام هذا الشهر الفضيل؟

 

من فضائل شهر رمضان:

1- أنزل القرآن فيه؛ قال تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185].

 

2- فيه ليلة القدر؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [القدر: 1 - 5].

 

3- صيامه أحد أركان الإسلام الخمس؛ كما في الحديث: ((بُنِيَ الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان))[4].

 

4- نزل فيه أعظم الكتب السماوية؛ كما في الحديث: ((أُنزِلت صحف إبراهيم أول ليلة من شهر رمضان، وأنزلت التوراة لستٍّ مَضَينَ من رمضان، وأُنزل الإنجيل لثلاث عشرة مضت من رمضان، وأنزل الزبور لثماني عشرة خلت من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان))[5].

 

5- تُصفَّد فيه الشياطين، وتُغلَق أبواب النار، وتُفتح أبواب الجنة، ولله فيه عتقاء من النار كل ليلة؛ كما في الحديث: ((دخل رمضان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا رمضان قد جاءكم، شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، إذا كانت أول ليلة من رمضان صُفِّدت الشياطين ومَرَدَةُ الجن[6]، وغُلِّقت أبواب النار، فلم يُفتَح منها باب، وفُتحت أبواب الجنة، فلم يُغلَق منها باب، ونادى منادٍ: يا باغِيَ الخير أقْبِلْ، ويا باغيَ الشر أقْصِرْ، ولله عتقاء من النار - وذلك في كل ليلة - حتى ينقضي رمضان، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِمها، فقد حُرِمَ الخير كله، ولا يُحرم خيرها إلا محروم))[7][8].

 

6- من صام الشهر غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه؛ كما في الحديث: ((من صام رمضان إيمانًا[9] واحتسابًا[10]، غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه))[11][12].

 

7- من فاتته المغفرة في رمضان، فقد رغِمَ أنفه[13]؛ كما في الحديث: ((رغِم أنفُ رجلٍ ذُكِرْت عنده فلم يصلِّ عليَّ، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يُغفر له، ورغم أنف رجل أدرك والديه عند الكِبَرِ - أحدهما أو كليهما - ثم لم يدخل الجنة))[14].

 

8- سبب لتكفير الذنوب من العام إلى العام؛ كما في الحديث: ((الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان - كفَّارات لِما بينهن إذا اجتُنبتِ الكبائر))[15].

 

9- سبب للسبق إلى الجنة؛ كما في الحديث: ((كان رجلان من بَلِيٍّ - حي من قضاعة - أسلما مع النبي صلى الله عليه وسلم، واستُشْهِد أحدهما، وأُخِّرَ الآخر سنةً، قال طلحة بن عبيدالله: فأُرِيت الجنة، فرأيت المؤخَّر منهما أُدخل قبل الشهيد، فتعجبت لذلك، فأصبحت، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم - أو ذُكِرَ ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أليس قد صام بعده رمضان، وصلى ستة آلاف ركعة - أو كذا وكذا ركعةً - صلاة السنة؟))[16].

 

10- الصيام والقرآن سببان للشفاعة يوم القيامة، وهما يجتمعان في رمضان؛ كما في الحديث ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفِّعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعني فيه، قال: فيشفعان))[17].

 

مهمات ووسائل لاغتنام هذا الشهر الفاضل؛ أهمها:

1- إخلاص النية لله سبحانه وتعالى؛ حيث ننوي الصيام إيمانًا واحتسابًا وليس عادات وطقوسًا.

 

2- التوبة الصادقة؛ فعلى الرغم من وجوب التوبة في كل وقت وحين، ومن أي ذنب قد يقترفه العبد، إلا أنها تعد في شهر رمضان المبارك أوجب؛ إذ إنه موسم من مواسم الخير والطاعات، وفي الحقيقة فإن المعاصي والذنوب تعد سببًا لعدم التوفيق إلى الطاعات والعبادات، بل قد يُحرم المرء بسببها لذة القرب من الله، والالتزام بأوامره، وإن الكرامة والمنزلة عند الله علامتها التقوى؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13].

 

3- معرفة قيمة الوقت؛ إذ إن الكثير من الأوقات الثمينة تضيع بسبب الجهل بقيمتها؛ ولذلك لا بد للمسلم من اغتنام كل دقيقة في الأعمال الصالحة، وشهر رمضان المبارك من أثمن الأوقات وأسرعها فوات؛ كما قال سبحانه واصفًا شهر رمضان: ﴿ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 184]، فموسم رمضان أيامه قليلة سريعة الذهاب، فلا بد اغتنامها حتى لا يقع الندم على تضييعها بعد فوات الأوان، أو يحصل التضجر منها بسبب الغفلة عن أهميتها أو عدم التهيؤ لها.

 

4- تعلُّم أحكام الصيام؛ فالجهل بأحكام الصيام وآدابه وشروطه من الأسباب التي قد تحرم المسلم من الأجر والثواب، ولربما صام من لديه عذر شرعي يوجب إفطاره، ولربما صام العبد ولم يَنَلْ من صيامه إلا الجوع والعطش؛ لجهله بأحكام الصيام.

 

5- تلاوة القرآن، ومدارسته، خاصة ليلًا، وإن لقارئ القرآن بكل حرف عشر حسنات.

 

6- الحذر من الغفلة عن وقت السَّحر؛ فهو وقت نفيس للاستغفار؛ قال تعالى عن عباده المتقين: ﴿ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 18].

 

7- الجود؛ الجود والنفقة على الفقراء والأقارب والجيران، ودلَّ لهذا - ولما سبقه – الحديث: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان يَعرِض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فلَرسولُ الله صلى الله عليه وسلم - حين يلقاه جبريل - أجودُ بالخير من الريح المرسلة[18]))[19].

 

8- التقليل من الطعام؛ وهذا ليس من جهة ما يحصل عادة من التوسع في الطعام في شهر رمضان -كمًّا ونوعًا - على وجه الإسراف، وإنما من جهة أن الإفراط في تناول الطعام يؤدي إلى التكاسل عن أداء الطاعات، وعدم الخشوع عند الوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى؛ جاء في الحديث أنه قال صلى الله عليه وسلم لرجل تجشَّأ عنده: ((كُفَّ جُشاءَك عنا؛ فإن أطولكم جوعًا يوم القيامة أكثرُكم شبعًا في دار الدنيا))[20]، وفي الحديث أيضًا: ((ما ملأ ابن آدم وعاءً شرًّا من بطن، حسب ابن آدم أُكُلات يُقِمْنَ صُلْبَه، فإن كان لا محالة؛ فثُلُثٌ طعام، وثلث شراب، وثلث لنَفَسِه))[21].

 

9- أدب عند الانتهاء من الإفطار: عندما تنتهي من الإفطار - والأكل والشرب عمومًا - فعليك بحمد الله؛ فهذا سبب لرضا الله تعالى؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لَيرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها))[22]، وقال أيضًا عليه الصلاة والسلام: ((من أكل طعامًا ثم قال: الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام، ورَزَقَنِيهِ من غير حَولٍ مني ولا قوة، غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه))[23].

 

10- كثرة الجلوس في المسجد؛ فأنت في صلاة طالما انتظرت الصلاة.

 

11- الدعاء؛ فهذا الشهر من أفضل أوقات الدعاء، واحرِص على ساعات الإجابة في آخر الليل، وبين الأذان والإقامة، وعند الإفطار، وعصر الجمعة ونحوها، وأكْثِرْ منه ولا تمل؛ فإن لك بدعائك إحدى ثلاث: إما أن تُعطى ما سألت، وإما أن يدفع الله عنك من الشر بقدر دعائك، وإما أن تُدَّخر لك تلك الدعوات حسنات يوم القيامة؛ كما جاء في الحديث الصحيح.

 

12- عليك بالإكثار من النوافل؛ فهي من المكملات للفرائض، وذلك كالسنن الرواتب، وصلاة الضحى، والوِتر، وقيام الليل وغير ذلك.

 

13- اجعل لك مع أولادك حلقة قرآنية يومية - ولو قصيرة - من حفظ أو تلاوة، مع شيء يسير من التفسير أو من الفوائد المتعلقة من كلام أهل العلم؛ يقول أبو هريرة رضي الله عنه: "إن البيت لَيتَّسِع على أهله، وتحضُره الملائكة، وتهجُره الشياطين، ويكثُر خيره - أن يُقرأ فيه القرآن، وإن البيت ليضيق على أهله، وتهجُره الملائكة، وتحضُره الشياطين، ويقل خيره – ألَّا يُقرأ فيه القرآن"[24].

 

14- المرأة في رمضان: على المرأة أثناء خدمتها في بيتها أن تحتسب أجر هذه الخدمة عند الله؛ فإن طاعة المرأة لزوجها هو سبب لدخول الجنة أو سبب لدخول النار؛ قال صلى الله عليه وسلم لإحدى النساء: ((فإنه جنتك ونارك))؛ يعني عن الزوج[25]، وكذا ينبغي على المرأة الفطنة - أثناء عملها في بيتها - أن تشغل لسانها بذكر الله تعالى، ولا سيما ما كان مما لا يحتاج إلى كثير من التركيز؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: ((كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم))[26].

 

15- احرِص على صدقات السر - ولو كانت قليلة - فصاحبها تحت ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل.

 

16- احرص على صلاة التراويح وإتمامها مع الإمام؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف، فإنه يعدل قيام ليلة))[27].

 

17- العادات المحرمة في رمضان: مَن كان مُبتلًى بالدخان، أو بسماع الأغاني، أو النظر المحرم، فليغتنم هذا الشهر المبارك، وليَصُمْ معه سمعه وبصره وجوفه عما حرم الله، فوالله إنه من الجرأة والوقاحة بمكان أن يُقبِلَ المسلم على شهر الخير والمغفرة، فيدخل في الصيام والقيام وجواله مليء بما حرم الله صورًا وسماعًا، فعينه في هذا الشهر ما زالت تزني بالنظر لما حرم الله، وأذنه ما زالت تزني بالسماع للأغاني، وما خَفِيَ كان أعظم؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من لم يَدَعْ ‌قول ‌الزور ‌والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه))[28].

 

فهذا شهر خير وبركة قد فُتِحت فيه أبواب الخير، فلا تكن ممن يسعى في إغلاقها على نفسه، وأُغلِقت فيه أبواب الشر، فلا تكن ممن يسعى في فتحها على نفسه.

 

عادات سيئة في شهر رمضان:

• كثرة النزاعات والخصومات، مع أن المفترض أن يهذب الصوم أخلاق الصائم، ويضبط مشاعره وانفعالاته، وتأمل كيف جَمَعَ الحديث الشريف بين فضل الصوم؛ حيث يَدَعُ المسلم طعامه وشرابه وشهوته من أجل الله؛ ثم قال: ((وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفُث ولا يصخَب، فإن سابَّه أحد أو قاتله، فليقل: إني امرؤ صائم))[29]، فقد جمع بين صيام الباطن وصيام الظاهر.

 

• التبذير في الطعام والإقبال بنَهَمٍ على مختلف المأكولات وأماكن بيعها، والاستهلاك غير المعقول.

 

• كثرة النوم في نهار رمضان، وما يترتب عليه من ضياع الصلوات أو تأخيرها عن وقتها.

 

• طول السهر في الليل على ما يسخط الله ويغضبه من لهوٍ ولعب، ومشاهدة القنوات الفضائية أو بالأحرى الفضائحية، فتضيع بذلك على الإنسان أشرف الأوقات فيما لا فائدة فيه، بل فيما يعود عليه بالضرر في العاجل والآجل.

 

• عدم السحور؛ فقد حث الشرع المطهَّر على تناول وجبة السحور؛ لِما فيها من البركة والإعانة على الصوم؛ كما في الحديث: ((السحور أكله بركة؛ فلا تَدَعُوه، ولو أن يجرع أحدكم جُرعةً من ماء؛ فإن الله عز وجل وملائكته يصلون على المتسحِّرين))[30].

 

• تعجيل السحور؛ وهذا يخالف الهدي النبوي في تأخير السحور؛ حيث أوصى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بتعجيل الفطر وتأخير السحور.

 

• إقبال في بداية الشهر على العمل الصالح وفتور في آخره، والمفترض العكس، وأنه ينبغي أن يضاعف فيه الجهد؛ لِما للعشر الأواخر من مَزِيَّة على غيرها – لا سيما ليلة القدر - وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينشَط فيها أكثر من غيرها.

 

تنبيهات ولطائف:

• لا تبالغ في خطتك في رمضان فتعجز، ولا تقصِّر فتندم، بل اعرف قدراتك واستعِن بالله، وتذكر دومًا الوصية النبوية لمعاذ رضي الله عنه: ((لا تَدَعَنَّ في دُبُرِ كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك))[31].

 

• احذر البطَّالين والمقصِّرين، لا تنظر إليهم ولا لِهِمَمِهم، بل نافسِ المسارعين السابقين إلى الخير؛ أصحاب الهمم.

 

• كن داعيًا إلى الخير مبشِّرًا به، وسخِّر خبراتك في الدعوة إلى الله وإلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وليكن جوَّالك وسيلة نشر الخير من بطاقات دعوية تحتوي على المعلومات الصحيحة النافعة.

 

• حافظ على الفرائض في المساجد، ولا سيما صلاة العشاء؛ فهي أولَى من المحافظة على جماعة التراويح في المسجد.

 

• ليكن تأثرك بالقرآن هو الأصل، وذلك من خلال استحضارك عظمة المتكلم به، وأنه كلام الرب أنزله إلينا، وعلى لسان خيرة الناس، وفيه الأحكام النافعة، والآداب العالية، والقصص الحق ذوات العِبر العجيبة، ولا يكن همُّك التباكي عند قنوت الإمام؛ فإن أغلبهم يتكلَّفون الدعاء والسجع والتباكي، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

• لو كان لك اختيار بين القيام أول الليل أو القيام آخره؛ فآخره أولى، لكن مع المحافظة عليه في جماعة؛ فإنها سُنة المسلمين.

 

• ابتعد عن كثرة التنقُّل خلف القراء في المساجد، بل اثبُت خلف من تراه متقنًا، وتحسبه يخشى الله، ويحضر قلبك عند قراءته.

 

• احرص على التبكير إلى الجماعات لا سيما في هذا الشهر الفضيل.

 

• إن وجود برنامج لك في قراءة القرآن خلال الشهر غاية في الأهمية، ولا تترك الأمر وفق ما تيسر.

 

• من صفات الموفَّقين كثرة استغفارهم، ويعاتبون أنفسهم عند تقصيرهم، ويُكثرون من الاستغفار وذِكْرِ الله، فكلما فعلوا سيئة، أتْبَعوها بحسنة لتمحوها.

 

• في ذهابك وإيابك، وانتظارك، وقيادتك سيارتك: اشغَل لسانك بأنواع الذكر لله رب العالمين؛ فإنك بذلك تملأ ميزانك بالحسنات من غير تعب؛ وتذكَّر دائمًا الحديث القدسي: ((وأنا معه إذا ذكرني))[32].

 

• إن لحظات الأسحار لحظات عظيمة ينزل فيها الرب جل وعلا إلى السماء الدنيا؛ فاحرص على أن تكون من الموفَّقين الذين يسألون الله في ذلك الوقت الفضيل.

 

• احرص على إخفاء أعمالك الصالحة؛ فإن ((الله يحب العبد التقيَّ، الغنيَّ، الخفيَّ))، إلا لو قصدت بإظهارها تشجيع الناس على الخير.

 

• احذر من لصوص رمضان؛ فإن إقبال المسلمين على مشاهدة المسلسلات في رمضان هو ليس من باب الترفيه عن النفس، وإنما هو من الخيبة والخسران؛ حيث يُهدر المسلم وقته الذي ينبغي له فيه اكتساب الحسنات فيقوم فيه باكتساب السيئات، والله تعالى لم يُعْطِنا السمع والبصر لننظر ونسمع ما حرم علينا، بل الأعجب من ذلك أن يتابع المسلم في هذه المسلسلات حثالة الناس من أهل الكفر والفسق والزنا، فينشغل بهم ويحبهم، ويتعلق قلبه بهم، والمرء يوم القيامة مع من أحب؛ كما في الحديث المعروف، وإن هذه المشاهدة لما حرَّم الله تنقص أجر الصيام، بل قد تذهب بأجره كله؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع))[33]، فمشاهدة المسلسلات دليل على عدم تحقيق الغاية المرادة من الصيام؛ وهي تقوى الله جل وعلا؛ فإن الصيام فرض لأجل تحقيق التقوى؛ كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].

 

• كان السلف الصالح يستعدون لاستقبال شهر رمضان المبارك بالدعاء؛ قال يحيى بن أبي كثير رحمه الله[34]: "كان من دعائهم: اللهم سلِّمني إلى رمضان، وسلِّم لي رمضان، وتسلَّمه مني متقبلًا"[35]، وقال شاب للحسن البصري: أعياني قيام الليل، فقال: "قيَّدتْكَ خطاياك"[36].



[1] حسن، الطبراني في الكبير، حديث برقم (720) (1/ 250) من حديث أنس مرفوعًا، الصحيحة (1890).

[2] صحيح، الحاكم (7846) عن ابن عباس مرفوعًا، صحيح الجامع (1077).

[3] صحيح البخاري (1802) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا.

[4] البخاري (8)، ومسلم (16) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعًا.

[5] صحيح، الطبراني في الأوسط (3740) عن واثلة رضي الله عنه مرفوعًا، وصححه الألباني في صحيح السيرة (ص 90).

وفي البخاري (2/ 711) عن ابن عباس رضي الله عنهما في ليلة القدر: ((التَمِسُوا فِي أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ))، قال الشيخ الألباني رحمه الله: "هذا موقوف، وقد رفعه أحمد وغيره، وهو مخرَّج في سلسلة الأحاديث الصحيحة" (رقم 1471).

[6] فائدة:
"قال القرطبي بعد أنْ رجَّح حملَه على ظاهره: فإنْ قيل كيف نرى الشرور والمعاصي واقعة في رمضان كثيرًا؛ فلو صُفدت الشياطين لم يقع ذلك؟! فالجواب:
إنها إنما تَقِلُّ عن الصائمين الصومَ الذي حُوفظ على شروطه ورُوعيت آدابُه، أو المصفدُ: بعضُ الشياطين كما تقدم في بعض الروايات - يعني: رواية الترمذي والنسائي - وهم المردةُ لا كلُّهم، أو المقصود: تقليلُ الشرور فيه، وهذا أمر محسوس؛ فإنَّ وقوعَ ذلك فيه أقلُّ مِن غيره، إذ لا يلزم من تصفيد جميعهم ألَّا يقع شرٌّ ولا معصية؛ لأنَّ لذلك أسبابًا غير الشياطين؛ كالنفوس الخبيثة والعادات القبيحة والشياطين الإنسية"؛ [تحفة الأحوذي (3/ 292)].

[7] الجامع الصحيح للسنن والمسانيد (7/ 260).

[8] فائدة: يقول الحافظ ابنُ رجب رحمه الله:
"قال بعضُ العلماء: هذا الحديث أصلٌ في تهنئة الناسِ بعضِهم بعضًا بشهر رمضان، كيف لا يُبَشَّرُ المؤمنُ بفتح أبوابِ الجنان؟! كيف لا يُبَشَّرُ المذنب بغلق أبواب النيران؟! كيف لا يُبَشَّرُ العاقلُ بوقت يُغلُّ فيه الشياطين؟! من أين يُشبِهُ هذا الزمانَ زمانٌ؟!"؛ [لطائف المعارف (ص 348)].

[9] "أي: مؤمنًا بالله، ومصدقًا بأنه تَقَرُّبٌ إليه"؛ عون المعبود (3/ 309).

[10] "أي: طلبا للثواب"؛ عون المعبود (ج 3/ ص 309).

[11] البخاري (38)، ومسلم (175)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا.

[12] فائدة:
"قال النووي: إنَّ المكفِّرات إنْ صادفتِ السيئاتِ تمحها إذا كانت صغائر، وتخففها إذا كانت كبائر، وإلَّا تكون موجبةً لرفع الدرجات في الجنات"؛ تحفة الأحوذي (3/ 293).

[13] "أي: لصق أنفُه بالتراب: كنايةً عن حصول الذل"؛ تحفة الأحوذي (8/ 442).

[14] مسلم (2551)، أحمد (8538) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا.

[15] مسلم (233) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا.

[16] حسن، أحمد (8399) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[17] صحيح، أحمد (6626) من حديث ابن عمرو رضي الله عنه مرفوعًا، صحيح الجامع (3882).

[18] "يعني أنه في الإسراع بالجود أسرع من الريح، وعبر بالمرسلة إشارة إلى دوام هبوبها بالرحمة، وإلى عموم النفع بجوده كما تعم الريح المرسلة جميعَ ما تهب عليه"؛ فتح الباري (ج 1/ ص 6).

[19] الجامع الصحيح للسنن والمسانيد (29/ 353).

[20] حسن، ابن ماجه (3350) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا، صحيح الجامع (4491).

[21] صحيح، مسند أحمد (17186)، إرواء الغليل (1983).

[22] صحيح مسلم (2734) من حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا.

[23] حسن، أحمد (15632) من حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا، صحيح الجامع (6086).

[24] صحيح موقوفًا، مسند أبي يعلى (3352) بتحقيق الشيخ حسين أسد رحمه الله.

[25] صحيح، أحمد (27352)، صحيح الجامع (1509).

[26] البخاري (6682)، ومسلم (2594) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا.

[27] صحيح، الترمذي (1327) من حديث أبي ذر رضي الله عنه مرفوعًا، صحيح الجامع (2417).

[28] صحيح البخاري (1804) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[29] البخاري (1805) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا.

[30] صحيح، أحمد (11086) من حديث أبي سعيد رضي الله عنه مرفوعًا.

[31] صحيح، أبو داود (1522) عن معاذ مرفوعًا، صحيح الجامع (7969).

[32] البخاري (6970) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا.

[33] صحيح، أحمد (9685) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا، صحيح الجامع (3488).

[34] ثقة من أتباع التابعين (فـ 129 هـ).

[35] لطائف المعارف (ص 349).

[36] صفة الصفوة (2/ 139).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الاستعداد للاختبار (خطبة)
  • واقع الاستعداد لرمضان
  • الاستعداد للشهر الفضيل
  • رمضان وما ينبغي من الاستعداد له
  • شعبان والاستعداد لرمضان
  • شعبان والاستعداد لرمضان
  • الحث على التبكير بالاستعداد لرمضان

مختارات من الشبكة

  • معالم الاستعداد لشهر الزاد شهر رمضان(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • الاستعداد لشهر رمضان بين أهل الطاعة والإيمان وأهل الفجور والعصيان(مقالة - ملفات خاصة)
  • الاستعداد الصالح لرمضان "خمس خطط استراتيجية لإدراك خير رمضان" (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • الاستعداد الفطري للمعرفة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الاستعداد لرمضان (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة: الاستعداد لرمضان ونصرة فلسطين(مقالة - ملفات خاصة)
  • يا من تريد الفوز برمضان عليك الاستعداد من الآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رمضان الخير بين حفاوة الاستقبال وحسن الاستعداد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الشوق إلى رمضان وكيفية الاستعداد له(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الاستعداد لرمضان(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب