• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / منوعات رمضانية
علامة باركود

رمضان دورة تدريبية رائدة في حسن تدبير العلاقات (2)

رمضان دورة تدريبية رائدة في حسن تدبير العلاقات (2)
د. محمد ويلالي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 13/6/2017 ميلادي - 18/9/1438 هجري

الزيارات: 10865

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رمضان

"دورة تدريبية رائدة في حسن تدبير العلاقات" (2)


تحدَّثنا في المناسبة السابقة عن التَّعاقد الذي أجريناه بيننا وبين رمضان؛ حيث اعترَفْنا أن رمضان مدرِّب خبيرٌ في ضبط العلاقات بين الصائم وربِّه، وبينه وبين نفسه، وبينه وبين غيره من الناس؛ فعزمنا هذه السَّنةَ أن ندخل معه في دورة تدريبيَّة رائدة، تسوقنا إلى تحقيق الهدف الأسمى من الصيام، وهو تحقيقُ التَّقوى المُفضي إلى مغفرة الذنوب ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، وعرَفنا أن الله تعالى هيَّأ لنا سُبُل النجاح في هذه الدَّورة، بتيسير عواملَ أربعةٍ سمَّيناها بالخارجية، وأنه أمَرَنا عز وجل بعواملَ أربعة أخرى داخلية، على الصائم أن يتكفَّل بأدائها على وجهها؛ حتى يتحقق هدفُ الدورة، وختَمْنا ببيان ضوابطِ حسن العلاقة بالله عز وجل كما أرساها رمضان، الذي اختاره الله شهرًا قد يشفع صيامُه في مغفرة باقي شهور السَّنة؛ قال ابن الجوزي رحمه الله: "مَثَل الشُّهور الاثني عشر، كمثل أولادِ يعقوب، وكما أنَّ يوسف أحبُّ أولاد يعقوب إليه، كذلك رمضان أحبُّ الشُّهور إلى الله، وكما غفر لهم بدعوة واحدٍ منهم، وهو يوسف، كذلك يَغفر الله ذنوبَ أحدَ عشرَ شهرًا ببركة رمضان".

وموعدنا اليومَ مع بيان كيفية ضبطِ رمضان لعلاقة الصَّائم مع نفسه.

 

إن رمضان تدريبٌ للمسلم على ضبط إيقاع حاجاته التعبُّدية، ومنها الصيام؛ قال الرازي رحمه الله عن رمضان: "إنَّ الله سبحانه وتعالى خصَّه بأعظمِ آيات الرُّبوبيَّة، وهو أنه أنزل فيه القرآن، فلا يبعد أيضًا أن يُخَصِّصَه بنوعٍ عظيم من آيات العبودية، وهو الصَّوم"؛ فكان صيام رمضان تنبيهًا على صيام أيامٍ أخرى رغَّب شرعنا في صيامها، ورتَّب عليها فضلًا عظيمًا، كصيام ستةٍ من شوال، وصيام الأيام البِيض، وصيام العشر الأوائل من ذي الحجة، وصيام يوم عرفةَ لغير الحاجِّ، وصيام يوم عاشوراء، وبلغ الترغيبُ في الصيام حتى قال نبيُّنا صلى الله عليه وسلم: ((من خُتم له بصيام يوم، دخل الجنة))؛ صحيح الجامع.

 

ومثل التدريب على الصيام التدريبُ على القيام، فإذا كنا نستمتعُ بأطايبِ القراءاتِ في تراويحِ رمضان، ونستلذُّ بالسُّجود والرُّكوع، والدعاء والخشوع، فلكي نعتادَ ارتشاف هذه اللذَّة خارج رمضان، فنقوم لله ولو بركعتين في جوف الليل، دعاءً وتضرعًا، وخوفًا وطمعًا.

يُحيُونَ ليلَهمُ بطاعةِ ربِّهمْ
بتلاوةٍ وتضرُّعٍ وسؤالِ
وعيونُهم تجري بفيضِ دموعِهمْ
مثلَ انهمالِ الوابل الهطَّالِ

 

ورمضان تدريب للصَّائم على ضبط إيقاعِ حاجاته الأخلاقية؛ لأن الصَّوم وإن كان مقصودًا بذاته، فهو - أيضًا - مقصودٌ بآثاره؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن لم يَدَعْ قولَ الزُّور والعملَ به، فليس لِله حَاجَةٌ في أن يَدَعَ طعامَه وشرابه))؛ البخاري.

 

فلا يجتمع الصيامُ الحقيقيُّ وسوءُ الخُلُق كيفما كانت صورُه؛ قال عمرُ بنُ عبدالعزيز رحمه الله: "أدركْنا السَّلفَ وهم لا يرَون العبادة (أي: الحقيقية) في الصَّوم، ولا في الصلاة، ولكن في الكفِّ عن أعراض الناس؛ فقائم الليل، وصائم النهار، إن لم يحفظ لسانَه، أفْلَس يوم القيامة".

 

فلا يجتمعُ الصِّيام الحقيقي وإرسالُ اللسانِ في أعراض النَّاس؛ يقول جابرٌ رضي الله عنه: "إذا صُمْتَ، فليصُم سمعُك وبصرك ولسانك عن الكذب والمأثَم"، وقال ابن القيم رحمه الله: "والصائم هو الذي صامَتْ جوارحُه عن الآثام، ولسانُه عن الكذب والفحشِ وقولِ الزُّور؛ فإن تكلَّم، لم يتكلَّم بما يجرحُ صومَه، وإن فعل، لم يفعل ما يُفسد صومَه، فيَخرُج كلامُه كلُّه نافعًا صالحًا".

 

ولذلك جعل السَّلف دواءَ حفظِ اللسان بالانشغال بالقرآنِ الكريم ولزوم المساجدِ، قال أبو المتوكِّل: "كان أبو هريرة رضي الله عنه وأصحابه إذا صاموا، جلسوا في المسجد حتى يحفظوا سمعَهم وبصرَهم وجوارحَهم عن كلِّ ما حرَّم الله".

 

وقال الإمام أحمد رحمه الله: "ينبغي للصائم أن يتعاهد صومَه من لسانه، ولا يماري... كانوا إذا صاموا قعَدوا في المساجد، وقالوا: نحفظ صومَنا، ولا نغتاب الناس".

 

وقال ابن القيم رحمه الله: "فالصوم هو صومُ الجوارح عن الآثام، وصوم البطن عن الشراب والطعام؛ فكما أن الطعام والشراب يَقطعُه ويُفسده، فهكذا الآثام تَقطعُ ثوابَه، وتُفسد ثمرتَه، فتصيره بمنزلة من لم يَصُم".

إذا لم يكن في السمع مني تصاونٌ
وفي بصري غضٌّ وفي منطقي صَمتُ
فحظِّي إذًا من صوميَ الجوعُ والظَّما
فإن قلتُ: إني صمتُ يومي، فما صُمتُ

 

وإذا كان رمضان شهرَ الصبر - كما سمَّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم - فإنه تدريبٌ على حبس النَّفس عن كل هذه الموبقات، التي لم يفقه بعضُنا - بعدُ - مقصدها.

 

فقد صار رمضان عند بعضنا مناسبةً لتكثيف الاستعداد الماديِّ والمعنوي، واللوجستي والأمني؛ فبدل الحديث عن التدريب التعبُّديِّ والخُلُقي لرمضان، وآثاره الإيجابية على الفرد والمجتمع، صِرنا نتحدثُ عن هاجس استيراد المواد الغذائية التي يزدادُ الطَّلب عليها في شهر الصيام، حتى إن المغاربة ترتفع وتيرةُ الاستهلاك عندهم في رمضان بنسبة 16%، شاملة 93% من الأسر، وفي بلد عربي آخر يُنفَق قرابة ثلاثة ملايير درهم زيادة في رمضان، في الوقت الذي قدَّرت الإحصاءات أن 45% من المواد الغذائية في بلد عربي آخر التي تُستَهلك يوميًّا تفيض عن الحاجة، ويُلقَى بها في القمامة، حتى صار عمَّال النظافة في بعض البلاد الأخرى يشتكون من زيادة 4000 طن من النفايات في رمضان، استوجبت استنفار المسؤولين لإحداث فِرَق التَّدخُّل السَّريع لتنظيف الشوارع والأزقة؛ وكأن البِطْنة غايةُ رمضان.

 

ومن الغريب أن الخلافاتِ الزوجيةَ ترتفع نسبتُها في رمضان؛ بسبب الإسراف في الطَّبخ، وإرهاقِ الزوجة، التي تتحول إلى آلة تعمل طول النهار.

 

ويدرِّبنا رمضان على استغلال كلِّ الوسائل المتاحة لبيان قيمة الصيام، والقيام، والاستغفار؛ فتكثُر المصاحف، وتتعدَّد برامجُ الدَّعوة والتوعية، وينشط الوعاظ، وتمتلئ المساجد؛ ومن أعظم وسائل هذه الدعوة وسائلُ الإعلام، التي لم تكن الرسميةُ منها في مستوى حدث رمضان، حيث ألفينا بعضها تستنفِر قريحة بعض الفنانين لإنتاج المسلسلات الضَّعيفة، والرِّوايات المغلوطة، والمقاطع الهزلية الهزيلة، وكأن رمضان شهرُ فُكاهة وضحك؛ قال الحسن البصري رحمه الله: "فالعجبُ من اللاعب الضَّاحك، في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون، ويَخسَر فيه المبطلون".

لا تجعلنْ رمضانَ شهرَ فكاهةٍ
يُلهيك فيه من القبيح فنونُهُ
واعلم بأنك لن تنال قَبولَه
حتى تكون تصومُه وتصونُهُ

 

وكما يُعتبر رمضان تدريبًا على ضبط اللسان وضبط النَّفْس، فهو تدريب على التَّأنِّي والتُّؤَدة في كلِّ الأمور، ومنها التأني في السياقة، وحسن التعامل مع السائقين الآخرين، بحيث نؤْثرُهم علينا في المرور، ونرعى حقوقَ الرَّاجِلِين، ونحفظ إشاراتِ المرور؛ غير أن الذي نراه هو العكس؛ حيث صِرنا نتحدثُ عن مواجهة ارتفاع حوادثِ السَّير في رمضان، بتكثيف الحملات المرورية، ومضاعفة المراقبة على الطرق والمحاور الرئيسة، ومما يؤسَف له أن الإحصاءاتِ تشيرُ إلى ارتفاع هذه الحوادث في رمضان بنسبة 8 %، وأن 90% من حوادث رمضان سببُها النُّعاس؛ لمبالغة الناس في السَّهر وقلة النوم.

 

ورمضان دورةٌ تدريبيةٌ عجيبة في علم التَّغذية، ويكفي أن يكون مسؤولًا عن إنقاص ثلاثة كيلوغرامات تقريبًا لكل صائم، تزول معها سمومُ الجسم وفضلاته المضرَّة؛ حتى صار الصيامُ يوصف في بلاد الغرب لعلاج بعض أمراض القلب، والتهاب المفاصل، والرَّبو، والقُرَح، والتهاب المرارة، ومرض القولون العصبي، وبعض الأمراض الجلدية، وغير ذلك كثير، وألَّفُوا في ذلك كُتُبًا كثيرة، منها كتاب: "حِمْية الصَّوم"، الذي تصدَّر قائمةَ الكتب الأكثر مبيعًا في بريطانيا والولايات المتحدة، وأعيد طبعه أزيد من 12 مرة.

 

ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الصِّيامُ جُنَّةٌ))؛ متفق عليه؛ أي: وقاية من كل أذى، وقال صلى الله عليه وسلم: ((عليكَ بالصوم؛ فإنه لا مِثْلَ له))؛ صحيح سنن النسائي، واشتهر قول طبيب العرب الحارث بن كلدة: "الحِمْية رأسُ الدَّواء، والمعدة بيتُ الداء"، وخطَبَ عمر بنُ الخطاب رضي الله عنه يومًا فقال: "إياكم والبِطنةَ في الطَّعام والشَّراب؛ فإنها مُفسِدةٌ للجسد، مُورثة للسقم، مُكسِلة عن الصَّلاة"، وقال سلمة بنُ سعيد: "إنْ كان الرجلُ لَيُعيَّر بالبِطنة، كما يُعير بالذنب يَعمَلُهُ".

قال: جوعوا نَهَاركم، فأطاعوا
خُشَّعًا يلهجُون بالشُّكرانِ
إن أيامَك الثلاثين تمضي
كلذيذِ الأحلامِ للوَسْنانِ




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • رمضان دورة تدريبية رائدة في حسن تدبير العلاقات (1)

مختارات من الشبكة

  • تدبير علاقة الصائم مع غيره(مقالة - ملفات خاصة)
  • علمني رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • "رمضان ليس من أجل رمضان، رمضان من أجل بقية السنة"(مقالة - ملفات خاصة)
  • حال السلف في رمضان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رمضان: دورة تدريبية فريدة(مقالة - ملفات خاصة)
  • رمضان دورة تدريبية لتغيير السلوك(مقالة - ملفات خاصة)
  • فانوس رمضان ( قصة قصيرة )(مقالة - حضارة الكلمة)
  • رمضان واستعادة النفس الرائدة(مقالة - ملفات خاصة)
  • كيف تستفيد من شهر رمضان لتحسين علاقتك بالله؟ استغلال رمضان في الصلاة والدعاء لتعزيز الإيمان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هيا بنا نستقبل رمضان؟ (استعداد)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب