• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / فضائل رمضان
علامة باركود

{وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون}

{وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون}
فواز بن علي بن عباس السليماني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/4/2022 ميلادي - 22/9/1443 هجري

الزيارات: 7299

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

﴿ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة:184]

 

أقول وما توفيقي إلا بالله: الآية عامَّة، واضحة الدلالة، بيِّنة المعنى، فكل ما تقدَّم من فضائل وخصائص الصيام، الخاص والعام، يُعتبر جزءً يسيرًا من خَيْرَيْ الصيام، الذي أطلقه الله بقوله: ﴿ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 184].

 

فالصوم له أثر كبير في حفظ الصحة عمومًا:

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في "جامع العلوم والحكم" (2/ 467) ـ في زوائده على "الأربعين النووية" ـ: الحديث السابع والأربعون: عن المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما ملأ آدميٌ وعاء شرًّا من بطن، بحسب ابن آدم أكلاتٌ يُقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه»، رواه أحمد برقم (17186)، والترمذي (2380)، وقال: حديث حسن؛ اهـ والنسائي في "الكبرى" (8/ 509)، وابن ماجه (3349)[1].

 

وقد رُويَ هذا الحديث مع ذكر سببه، فروى أبو القاسم البغوي في "معجمه" من حديث عبد الرحمن بن المرقَّع، قال: فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، وهي مخضرة من الفواكه، فواقع الناس الفاكهة، فمغثتهم الحمى، فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما الحمى رائد الموت، وسجن الله في الأرض، وهي قطعة من النار، فإذا أخذتكم فبردوا الماء في الشنان، فصبوها عليكم بين الصلاتين ـ يعني المغرب والعشاء ـ ففعلوا ذلك، فذهبت عنهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لم يخلق الله وعاءً إذا ملئ شرًّا من بطن، فإن كان لا بد، فاجعلوا ثلثا للطعام، وثلثا للشراب، وثلثا للريح»[2].

 

وهذا الحديث أصل جامع لأصول الطب كلها.

وقد رُوي أن ابن ماسويه الطبيب لما قرأ هذا الحديث في "كتاب أبي خيثمة"، قال: لو استعمل الناس هذه الكلمات، سلموا من الأمراض والأسقام، ولتعطلت المارستانات ودكاكين الصيادلة، وإنما قال هذا؛ لأن أصل كل داء التخم، كما قال بعضهم: أصل كل داء البردة. وروي مرفوعًا ولا يصح رفعه.

 

وقال الحارث بن كلدة ـ طبيب العرب ـ:الحِمْيَة رأس الدواء، والبطنة رأس الداء، ورفعه بعضهم ولا يصح أيضًا.

 

وقال الحارث أيضًا: الذي قتل البرية، وأهلك السباع في البرية، إدخال الطعام على الطعام، قبل الانهضام.

 

وقال غيره: لو قيل لأهل القبور: ما كان سبب آجالكم؟ قالوا: التخم.

 

فهذا بعض منافع تقليل الغذاء، وترك التملي من الطعام، بالنسبة إلى صلاح البدن وصحته.

 

وأما منافعه بالنسبة إلى القلب وصلاحه:فإن قلة الغذاء توجب رقة القلب، وقوة الفهم، وانكسار النفس، وضعف الهوى والغضب، وكثرة الغذاء توجب ضد ذلك.

 

قال الحسن: يا بن آدم كل في ثلث بطنك، واشرب في ثلثه، ودع ثلث بطنك يتنفس لتتفكر.

 

وقال المروذي:جعل أبو عبد الله ـ يعني: أحمد ـ يُعظم أمر الجوع والفقر، فقلت له: يُؤجر الرجل في ترك الشهوات، فقال: وكيف لا يُؤجر، وابن عمر يقول: ما شبعتُ منذ أربعة أشهر؟ قلت لأبي عبد الله: يجد الرجل من قلبه رقة وهو يشبع؟ قال: ما أرى.

 

وروى المروذي، عن أبي عبد الله: قول ابن عمر هذا من وجوه، فروى بإسناده، عن ابن سيرين، قال: قال رجل لابن عمر: ألا أجيئك بجوارش؟ قال: وأي شيء هو؟ قال: شيء يهضم الطعام إذا أكلته، قال: ما شبعتُ منذ أربعة أشهر، وليس ذاك أني لا أقدر عليه، ولكن أدركتُ أقوامًا يجوعون أكثر مما يشبعون.

 

وبإسناده عن نافع، قال: جاء رجل بجوارش إلى ابن عمر، فقال: ما هذا؟ قال: جوارش: شيء يُهضم به الطعام، قال: ما أصنع به؟ إني ليأتي عليَّ الشهر ما أشبع فيه من الطعام.

 

وبإسناده عن رجل قال: قلت لابن عمر: يا أبا عبد الرحمن رقَّت مضغتك، وكبر سنك، وجلساؤك لا يعرفون لك حقك ولا شرفك، فلو أمرت أهلك أن يجعلوا لك شيئا يلطفونك إذا رجعت إليهم. قال: ويحك، والله ما شبعتُ منذ إحدى عشرة سنة، ولا اثنتي عشرة سنة، ولا ثلاث عشرة سنة، ولا أربع عشرة سنة مرة واحدة، فكيف بي وإنما بقي مني كظمء الحمار.

 

وبإسناده عن عمرو بن الأسود العنسي: أنه كان يدع كثيرًا من الشبع، مخافة الأشر.

 

وروى ابن أبي الدنيا، في كتاب "الجوع" بإسناده، عن نافع، عن ابن عمر، قال: ما شبعت منذ أسلمتُ.

 

وروى بإسناده عن محمد بن واسع، قال: من قلَّ طعمه فهم وأفهم، وصفا، ورق، وإنَّ كثرةَ الطعام ليُثقل صاحبه عن كثير مما يريد.

 

وقال أبو عبيدة الخواص: حتفك في شبعك، وحظك في جوعك، وإذا أنت شبعت ثقلت، فنمت، استمكن منك العدو فجثم عليك، وإذا أنت تجوعت كنت للعدو بمرصد.

 

وقال عمرو بن قيس: إياكم والبطنة، فإنها تقسِّي القلب.

 

وقال سلمة بن سعيد: إن كان الرجل ليُعيَّر بالبطنة كما يعير بالذنب يعمله.

 

وقال بعض العلماء: إذا كنت بطينا، فاعدد نفسك زمنا حتى تخمص.

 

وقال ابن الأعرابي: كانت العرب تقول: ما بات رجل بطينًا فتم عزمه.

 

وقال أبو سليمان الداراني: إذا أردت حاجة من حوائج الدنيا والآخرة، فلا تأكل حتى تقضيها، فإن الأكل يغير العقل.

 

وقال مالك بن دينار: ما ينبغي للمؤمن أن يكون بطنه أكبر همه، وأن تكون شهوته هي الغالبة عليه.

 

قال: وحدثني الحسن بن عبد الرحمن، قال: قال الحسن أو غيره: كانت بلية أبيكم آدم عليه السلام أكلة، وهي بليتكم إلى يوم القيامة.

 

قال: وكان يُقال: من ملك بطنه، ملك الأعمال الصالحة كلها، وكان يُقال: لا تسكن الحكمة معدة ملأى.

 

وقال عبد العزيز بن أبي رواد: كان يُقال: قلة الطعم عون على التسرع إلى الخيرات.

 

وقال قثم العابد: كان يُقال: ما قل طعم امرئ قط إلا رق قلبه، ونديت عيناه.

 

وقال عبد الله بن مرزوق: لم نر للأشر مثل دوام الجوع، فقال له أبو عبد الرحمن العمري الزاهد: وما دوامه عندك؟ قال: دوامه ألا تشبع أبدًا، قال: وكيف يقدر من كان في الدنيا على هذا؟ قال: ما أيسر ذلك يا أبا عبد الرحمن على أهل ولايته ومن وفقه لطاعته، لا يأكل إلا دون الشبع هو دوام الجوع.

 

ويشبه هذا قول الحسن لما عَرض الطعام على بعض أصحابه، فقال له: أكلتُ حتى لا أستطيع أن آكل، فقال الحسن: سبحان الله ويأكل المسلم حتى لا يستطيع أن يأكل؟!.

 

وروى أيضًا بإسناده: عن أبي عمران الجوني، قال: كان يُقال: من أحب أن ينور قلبه، فليقل طعمه.

 

وقال عن عثمان بن زائدة: كتب إليَّ سفيان الثوري: إن أردت أن يصح جسمك، ويقل نومك، فأقل من الأكل.

 

وقال ابن السماك: خلا رجل بأخيه، فقال: أي أخي، نحن أهون على الله من أن يُجيعنا، إنما يجيع أولياءه.

 

وقال عبد الله بن الفرج: قلت لأبي سعيد التميمي: الخائف يشبع؟ قال: لا، قلت: المشتاق يشبع؟ قال: لا.

 

وعن رياح القيسي: أنه قُرِّب إليه طعام، فأكل منه، فقيل له: ازدد فما أراك شبعت، فصاح صيحة وقال: كيف أشبع أيام الدنيا، وشجرة الزقوم طعام الأثيم بين يدي؟ فرفع الرجل الطعام من بين يديه، وقال: أنت في شيء ونحن في شيء.

 

قال المروذي: قال لي رجل: كيف ذاك المتنعم؟ يعني أحمد، قلت له: وكيف هو متنعم؟ قال: أليس يجد خبزا يأكل، وله امرأة يسكن إليها، ويطؤها، فذكرت ذلك لأبي عبد الله فقال: صدق، وجعل يسترجع، وقال: إنا لنشبع.

 

وقال بشر بن الحارث: ما شبعتُ منذ خمسين سنة.

 

وقال: ما ينبغي للرجل أن يشبع اليوم من الحلال؛ لأنه إذا شبع من الحلال، دعته نفسه إلى الحرام، فكيف من هذه الأقذار؟.

 

وقال إبراهيم بن أدهم: من ضبط بطنه ضبط دينه، ومن ملك جوعه ملك الأخلاق الصالحة، وإن معصية الله بعيدة من الجائع، قريبة من الشبعان، والشبع يميت القلب، ومنه يكون الفرح والمرح والضحك.

 

وقال ثابت البناني: بلغنا أن إبليس ظهر ليحيى بن زكريا عليهما السلام، فرأى عليه معاليق من كل شيء، فقال له يحيى: يا إبليس، ما هذه المعاليق التي أرى عليك؟ قال: هذه الشهوات التي أصيب من بني آدم، قال: فهل لي فيها شيء؟ قال: ربما شبعت، فثقلناك عن الصلاة وعن الذكر، قال: فهل غير هذا؟ قال: لا، قال: لله عليَّ أن لا أملأ بطني من طعام أبدًا، قال: فقال إبليس: لله عليَّ أن لا أنصح مسلمًا أبدًا.

 

وقال أبو سليمان الداراني: إن النفس إذا جاعت وعطشت، صفا القلب ورق، وإذا شبعت ورويت، عمي القلب.

 

وقال: مفتاح الدنيا الشبع، ومفتاح الآخرة الجوع، وأصل كل خير في الدنيا والآخرة الخوف من الله عز وجل، وإن الله ليُعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، وإن الجوع عنده في خزائن مدخرة، فلا يُعطي إلا من أحب خاصة، ولأن أدع من عشائي لقمة أحب إليَّ من أن آكلها ثم أقوم من أول الليل إلى آخره.

 

وقال الحسن بن يحيى الخشني: من أراد أن تغزر دموعه، ويرق قلبه؛ فليأكل وليشرب في نصف بطنه.

 

قال أحمد بن أبي الحواري: فحدثت بهذا أبا سليمان، فقال: إنما جاء الحديث: «ثلث طعام، وثلث شراب»، وأرى هؤلاء قد حاسبوا أنفسهم، فربحوا سدسًا.

 

وقال محمد بن النضر الحارثي: الجوع يبعث على البِرِّ، كما تبعث البطنة على الأشر.

 

وقال الشافعي: ما شبعتُ منذ ست عشرة سنة إلا شبعة اطرحتها؛ لأن الشبع يُثقل البدن، ويُزيل الفطنة، ويجلب النوم، ويضعف صاحبه عن العبادة.

 

وقد ندب النبي صلى الله عليه وسلم إلى التقلل من الأكل في حديث المقدام، وقال: «حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه» .

 

وفي "الصحيحين"[3]، عنه ق، أنه قال: «المؤمن يأكل في مِعًى واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء».

 

والمراد: أن المؤمن يأكل بأدب الشرع، فيُأكل في مِعًى واحد والكافر يأكل بمقتضى الشهوة والشره والنهم، فيأكل في سبعة أمعاء.

 

وندب صلى الله عليه وسلم مع التقلل من الأكل، والاكتفاء ببعض الطعام: إلى الإيثار بالباقي منه، فقال: «طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الثلاثة، وطعام الثلاثة يكفي الأربعة، فأحسن ما أكل المؤمن في ثلث بطنه، وشرب في ثلث، وترك للنفس ثلثا»[4].

 

كما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في حديث المقدام، فإن كثرة الشرب تجلب النوم، وتفسد الطعام.

 

قال سفيان: كل ما شئت ولا تشرب، فإذا لم تشرب، لم يجئك النوم.

 

وقال بعض السلف: كان شباب يتعبدون في بني إسرائيل، فإذا كان عند فطرهم، قام عليهم قائم فقال: لا تأكلوا كثيرا، فتشربوا كثيرًا، فتناموا كثيرا، فتخسروا كثيرًا.

 

وقد كان النبي ق، وأصحابه يجوعون كثيرًا، ويتقللون من أكل الشهوات، وإن كان ذلك لعدم وجود الطعام، إلا أن الله لا يختار لرسوله إلا أكمل الأحوال وأفضلها، ولهذا كان ابن عمر يتشبه بهم في ذلك، مع قدرته على الطعام، وكذلك كان أبوه من قبله.

 

ففي "الصحيحين[5]": عن عائشة ك، قالت: ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة، من خبز بر ثلاث ليال تباعًا حتى قبض.

 

ولمسلم[6]: قالت: ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم من خبز شعير يومين متتابعين، حتى قبض.

 

وخرَّج البخاري[7]، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم من طعام ثلاثة أيام حتى قبض.

 

وعنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير.

 

ولمسلم[8]: عن عمر رضي الله عنه أنه خطب، فذكر ما أصاب الناس من الدنيا، فقال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يظل اليوم يلتوي ما يجد دقلا يملأ به بطنه.

 

وخرَّج الترمذي، وابن ماجه[9]، من حديث أنس ا، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد، ولقد أخفت في الله وما يخاف أحد، ولقد أتت علي ثلاث من بين يوم وليلة وما لي طعام إلا ما واراه إبط بلال».

 

وخرَّجه ابن ماجه[10]، عن سليمان بن صرد ا، قال: أتانا رسول الله ق، فمكثنا ثلاث ليال لا نقدر ـ أو لا يُقدر ـ على طعام.

 

وقد ذم الله ورسوله من اتبع الشهوات، قال تعالى: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا * إِلَّا مَنْ تَاب... ﴾ [مريم: 59 ـ 60].

 

وصح عن النبي ق، أنه قال: «خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يأتي قوم يشهدون ولا يستشهدون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن»[11].

 

وفي " المسند[12]": أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا سمينًا، فجعل يُومئ بيده إلى بطنه ويقول: ((لو كان هذا في غير هذا، لكان خيرا لك)).

 

وفي " المسند[13]" عن أبي برزة ا، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن أخوف ما أخاف عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم، ومضلات الهوى».

 

وفي " مسند البزار[14]": عن فاطمة بنت الحسين، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم، يأكلون ألوان الطعام، ويلبسون ألوان الثياب، ويتشدقون في الكلام».

 

وخرَّج الترمذي وابن ماجه[15]، من حديث ابن عمر رضي الله عنه، قال: تجشأ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ((كفَّ عنا جُشاءك، فإن أكثرهم شبعًا في الدنيا أطولهم جوعًا يوم القيامة».

 

وخرَّجه ابن ماجه[16]، من حديث سلمان أيضا بنحوه، وخرجه الحاكم من حديث أبي جحيفة، وفي أسانيدها كلها مقال.

 

وروى يحيى بن منده في كتاب "مناقب الإمام أحمد "بإسنادٍ له، عن الإمام أحمد، أنه سُئل عن قول النبي صلى الله عليه وسلم «ثلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث للنفس»، فقال: ثلث للطعام: هو القوت، وثلث للشراب: هو القوى، وثلث للنفس: هو الروح، والله أعلم؛ انتهى كلام ابن رجبٍ بتصرفٍ طفيفٍ.

 

وقال في رسالة "مقاصد الشريعة في الصيام" (ص8): ومن مقاصد الصيام وحكمه وأسراره: حفظ الصحة؛ إذ إن فضول الطعام والشراب تُورث أوجاعًا وأمراضًا عدَّة، والصيام يُطهر البدن من تلك الفضلات الضارة، ولقد استعمل حذاق الأطباء، من قديم الزمان الصوم كعلاج لأمراض عديدة[17].



[1] صحيحٌ: راجع: "الصحيحة" برقم (2265)، و"تحقيق المسند" (28/ 422).

[2] له شواهدٌ: رواه البيهقي في "دلائل النبوة" (6/ 160)، والشهاب في "مسنده" برقم (59)، راجع: "تحقيق جامع العلوم والحكم" للشيخ الأرناؤوط رحمه الله (2/ 468).

[3] رواه البخاري برقم (5393)، ومسلم (2060)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

[4] رواه البخاري برقم (5392)، ومسلم (2058)، عن أبي هريرة رضي الله عنه، من غير لفظة: طعام الواحد يكفي الاثنين.

ورواه مسلم برقم (2059)، عن جابر رضي الله عنه وعنده: (وطعام الأربعة يكفي الثمانية)؛ اهـ من "تحقيق الشيخ الأرناؤوط" رحمه الله على "جامع العلوم والحكم" (2/ 475).

[5] البخاري برقم (5516)، ومسلم (2970).

[6] برقم (2917).

[7] رواه البخاري برقم (5414).

[8] برقم (2978)، وفيه: أن النعمان بن بشير رضي الله عنه خطب، فقال: ذكر عمر ما أصاب الناس من الدنيا... .

[9] صحيحٌ: رواه الترمذي برقم (2472)، وابن ماجه (151)، وصححه ابن حبان برقم (6526)، راجع: "الصحيحة" برقم (2222).

[10] قابلٌ للتحسين: أخرجه ابن ماجه برقم (4149). قال عبد الله بن أحمد رحمه الله: ذكرته لأبي، فاستحسنه؛ اهـ راجع: "تحقيق جامع العلوم والحكم" للشيخ الأرناؤوط رحمه الله (2/ 476).

[11] رواه البخاري برقم (2651)، ومسلم (2535)، عن عمران بن حصين ا.

[12] حسنٌ: رواه أحمد برقم (15868)، والحاكم (4/ 121)، وقال رحمه الله: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي رحمه الله، وجود إسناده المنذري رحمه الله في "الترغيب والترهيب" (3/ 138).

[13] صحيحٌ: رواه أحمد برقم (19772). راجع: "مجمع الزوائد" (1/ 188)، و"تحقيق المسند" (33/ 18)، و"تحقيق جامع العلوم والحكم" للأرناؤوط رحمه الله (2/ 478).

[14] رجاله ثقات إلا أنه مرسل: ولم يُخرجه البزار، عن فاطمة، وإنما رواه أحمد، في "الزهد" (ص77)، والحاكم في "المستدرك" (3/ 568).

وله شاهد مرسلٌ ـ أيضًا ـ ورجاله ثقات، عن عروة بن رويم، قال: قال رسول الله ق...، فذكره، رواه ابن المبارك، في "الزهد" برقم (758).

وأمَّا ما رواه البزار برقم (3616): فإنما هو من حديث أبي هريرة ا. راجع: "تحقيق جامع العلوم والحكم" للشيخ الأرناؤوط رحمه الله (2/ 478)، والله أعلم.

[15] حسنٌ بشواهده: رواه الترمذي برقم (2478)، وابن ماجه (3350)، راجع: "الصحيحة" برقم (343) و"تحقيق جامع العلوم والحكم" للأرناؤوط رحمه الله (2/ 478).

[16] حسنٌ بشواهده: رواه ابن ماجه برقم (3351)، والحاكم (4/ 121)، ورواه البزار بإسنادين برقم (3669)، ورقم (3670)، وأحد رواة الإسنادين ثقات. راجع: "تحقيق جامع العلوم والحكم" للأرناؤوط رحمه الله (2/ 478).

[17] انظر مثلاً: "الحاوي في الطب" للرازي (3/ 366)، و"القانون في الطب" لابن سينا (2/ 475)، و(3/ 79)، و"الطب النبوي" لابن القيم (ص82)، و"زاد المعاد" (4/ 104)، و"غذاء الألباب" للسفاريني (2/ 86).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • وأن تصوموا خير لكم
  • {وأن تصوموا خير لكم}
  • {وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون} (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • تفقهوا قبل أن تصوموا (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • تفسير: (ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: ( وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (بقيت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • {كنتم خير أمة}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير آية: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 1/12/1446هـ - الساعة: 22:18
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب