• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / ملف الاستشراق
علامة باركود

حوار مع المستشرق البرتغالي أرنولد شوبرت

محمد عبدالشافي القوصي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/9/2014 ميلادي - 19/11/1435 هجري

الزيارات: 7749

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

في حوار مع المستشرق البرتغالي "أرنولد شوبرت"

اللغات الأوروبية فشلت في السيطرة على "العربية" خلال قرن كامل


"أرنولد شوبرت" من أعظمِ الباحثين الغربيين في الإسلام في العصر الحاضر، وهو مستشرقٌ من أصلٍ برتغالي، عمل أستاذًا في العديدِ من الجامعات الأوروبية، سافر إلى كثيرٍ من العواصم العربية والإسلامية، والتقى ببعض العلماءِ والمفكرين الإسلاميين البارزين، ولم يخفِ إعجابَه الشديد بالشيخ "محمد الغزالي" الذي التقاه في الولاياتِ المتحدة الأمريكية منذ قرابة عشر سنوات مضت.

 

وهو يعدُّ من أعلامِ المستشرقين المشهود لهم بطول الباع، وعمق الفكرةِ وتحرِّي الدقة والحيادية والموضوعية، كما يُعدُّ من كبارِ أئمَّةِ الدراسات الإسلامية في أوروبا، كتبَ العديدَ من المقالات والدراسات عن الإسلامِ في الصحافة الغربية، نافح عن الأقلياتِ المسلمة في أوروبا، وعقد المناظراتِ مع الباحثين والمستشرقين المخالفين له في الرأي، وهزمَهم في مرات كثيرة، وأظهرَ لهم عظمةَ الحضارة الإسلامية، وقدم للمكتبةِ أكثر من عشرين كتابًا في الفكرِ والثقافة الإسلامية، آخرها: "أعلام الفقه الإسلامي".

 

التقيناه أثناء انعقاد دورة المجمع اللغوي بالقاهرة، وحلقنا معه في سياحةٍ فكرية هادئة، أخبرنا فيها بما جهلناه نحن عن حضارتِنا وثقافتنا ولغتنا، وما يقال عنَّا هناك، وما لم يُقل.

 

• بدأته بالسؤالِ عن زيارتِه للقاهرة؟

فقال: قصدتُ الأزهرَ؛ لأنَّ الأزهرَ زاحم الزمان في موكب الخلود، فهو الجامعُ لشعوبِ الدنيا حول مناراتِه، والجامع للعلمِ والعبادة، والعقل والدِّين، وهو شعلة الإسلام التي لم - ولن - تنطفئ رغم ما تعرَّضَ له من رياحٍ عاتية على مرِّ الأزمنةِ والدُّهور، إنه يحتل من القاهرة مركزَ القلب النابض.

 

المجمع اللغوي:

• ما مدى ارتباطك بالمجمعِ اللغوي؟

ارتباطي باللغةِ العربية نفسها، وليس المكان ولا الزمان؛ لأنَّ هذه اللغة لها مكانة ضخمة بين اللغات، فهي واحدة من أقدمِ اللغات العالمية، ومن أعظمِ تلك اللغات أدبًا، وأعرقها ثقافة، وأغزرها علمًا، وأغناها تراثًا، فقد ظهرتْ شابةً مكتملة دون أن تمرَّ بمرحلةِ طفولة، ولم تتعثَّرْ في سيرها خلفَ اليابس والماء، لذا كان نضوجُها من الأعاجيبِ التي شغلت أساتذتنا الباحثين والعلماء الغربيين، ويجبُ أن نعلمَ أنَّ عدد أبنية كلام العرب يزيدُ عن اثني عشر مليونًا من الأبنية، وأنَّ عدد الألفاظ العربية قرابة سبعة ملايين لفظ، وفيما أذكر أنَّ دائرةَ المعارف الإسلامية أشارت إلى أنَّ تاريخَ أقدم نصوص مسجلة بهذه اللغة قد يرجعُ إلى نحو ستة عشر قرنًا، منها قرنان قبل الإسلامِ وأربعة عشر قرنًا في الإسلام.

 

والحقُّ أنَّ العلم المسجل بهذه اللغة قد حفظ الكثيرَ من المعارفِ الإنسانية السابقة على الحضارةِ العربية، ثم أضاف إلى تلك المعارفِ إبداعاتٍ شتى، كان للعرب فيها فضل الريادة والسبق، وربما هذا هو الذي دفع الشعوبَ والبلدان التي اعتنقت الإسلامَ أن تحتفي طواعية باللسانِ العربي وتخلعَ لهجاتها.

 

الغارات على العربية:

• إذًا بماذا تفسرون تلك الغاراتِ المتتالية التي تتعرَّضُ لها اللغةُ العربية، والمحاولات المستميتة لاقتلاعِها من جذورها؟!

أعتقدُ أنَّ اللغةَ العربية لم تتقهقر قط فيما مضى أمام أي لغةٍ من اللغاتِ التي احتكَّتْ بها، وأنها ستحافظُ على كيانِها في المستقبل كما فعلت في الماضي؛ لأنَّ لها من المرونةِ ما يمكِّنُها من التكيفِ وَفْقًا لمقتضيات العصر، وأشهد أنَّ اللغات الأوروبية فشلت خلال قرن كامل أو يزيد أن تسيطرَ على العربيةِ أو تضعف مكانتها.

 

ولعلَّ من أسباب خلود اللغة العربية وقوة انتشارها ارتباطها بالقرآنِ الكريم، وكان وما زال الهدف الأساسي من دراسةِ اللغة العربية هو فهم الدين فهمًا كاملاً، والوقوف على معانيه، وقد أكسب هذا الارتباطُ تلك اللغةَ نوعًا من القداسةِ التي اتَّسم بها القرآن، وبهذا أصبح الحفاظُ على هذه اللغة حفاظًا على القرآن، والتفريط فيها تفريطًا في القرآن.

 

الحوار بين الشرق والغرب:

• ما هو موقفُكم من الدَّعوةِ إلى الحوارِ بين الشَّرقِ والغرب؟ أو بتعبير آخر: بين الإسلام والغرب؟ وهل يُمكن أن تثمرَ هذه المحاولات تذويب جبال الجليد المتراكم بين الجانبين؟

أنا من أوَّلِ الدَّاعين لهذا الحوار، لفتح آفاق التعاون بين الأعداء التاريخيين، وما المانعُ أن يستمعَ كلٌّ منا إلى الآخر، ويحترم كلٌّ منَّا وجهةَ نظرِ غيره، سواء اتفقنا أو اختلفنا!

 

فمن أسف أنَّ العرب والمسلمين يجهلون كثيرًا من الكتاباتِ المنصفة لحضارتِهم وتاريخهم، قدمها الباحثون والمستشرقون الغربيون، كما أنَّنا في الوقت نفسه غابت عنا كنوزُ المؤلفاتِ العربية والإسلامية التي دوَّنَها المفكرون الإسلاميون في العصرِ الحديث، بحجةِ أنَّ هؤلاء لا يصدرُ عنهم سوى انفعالاتٍ غير علمية!

 

ومنذ عدة سنوات قدمتُ كتابًا عن "الشرق الإسلامي" وناديت بضرورةِ الوصول إلى تفاهم أفضل بين الغرب والإسلام، ولا بدَّ أن نتخلَّصَ من نظرتنا الضيقة إلى الإسلام، والتخلي عن الأحكامِ المسبقة التي جاءت نتيجة الصدامِ المسلح بين الفريقين.

 

وجل أسفي كان على هذا التحامُلِ على الإسلام وتجريحه دون غيره من الأديانِ، على رغم أنه يدعو إلى الإيمانِ بالله ويحترمُ الأديانَ والعقائد، بعيدًا عن العنصرية.

 

الصورة سلبية لماذا؟!

• ما دمنا اتفقنا على أنَّ صورة الإسلام في الغرب سلبية وقاتمة، تُرى ما هي الأسباب وراء ذلك من وجهة نظركم؟!

صورة الإسلام في الغرب - لا تزال - قاتمة؛ نظرًا لمواقفِ الغرب العدائية ضدَّ الإسلام منذ العصورِ الوسطى، وما صاحبها من ظروفِ المواجهات العسكرية التي حدثتْ بين الجانبين، وما تبعَهَا من الاحتلالِ الغربي لبلادِ العربِ والمسلمين، وإذلال هذه الشعوب ماديًّا ومعنويًّا، وليس هناك شكٌّ في أنَّ الدعايةَ الصِّهيونية هي التي أسهمت في تشويهِ صورة الإسلام ووصفه بأنه دينٌ دموي وإرهابي، لتخويفِ الغرب من انتشارِه هناك، ووقف الزحفِ الإسلامي كذلك.

 

وفي رأيي أنَّ صورَ التحامل القديم على الإسلام قد خفت حدتُها إلى درجةٍ كبيرة، وبالفعلِ ظهرت هناك بعضُ الدراسات العلمية والموضوعية عن الإسلام والمسلمين.

 

مؤامرة محكمة:

• ألا تتفقُ معي في أنَّ هناك مؤامرةً محكمة لاستئصال الوجودِ الإسلامي في الغرب - عامة - وما تعانيه "الأقليات المسلمة" أبلغُ دليلٍ على ذلك؟

قد يكونُ هذا الرأيُ فيه نوع من الإسرافِ وعدم الموضوعية؛ لأنَّ الأقلياتِ المسلمة في الغربِ أحسن حالاً من أخواتِها في آسيا وإفريقيا، ولا نقيسُ على ما يحدث للمسلمين في شرقِ أوروبا والبلقان حال المسلمين في إسبانيا وفرنسا وبريطانيا وأمريكا، وهذا لا يمنعنا - أبدًا - من الاعترافِ بتهميش الوجود الإسلامي في أوروبا، ويرد ذلك إلى أسبابٍ كثيرة ليست خافية على أحد، كما أنَّ الغربَ ليس - وحده - مسؤولاً عما أصابَ المسلمين وبلدانهم من التخلفِ والتراجع الملحوظ، فمثلاً ماذا فعلت الأمَّةُ المسلمة بعد أن حمل المستعمرُ الغربي عصاه ورحل منذ قرابة نصف قرنٍ من الزمان؟! ففي رأيي الشخصي أنَّ محنة الأقليات المسلمة هي انعكاس واضح لما تعانيه الأمةُ العربية والإسلامية من الضياع والوهن والتخاذل وفقدان الهوية.

 

ولست بصددِ التأكيد على أنَّ المسلمين المهاجرين إلى بلادنا الأوروبية لم يكونوا على مستوى القيم والفضائل الإسلامية، لدرجةِ أنَّ أصحابَ البلاد الأصليين لم ينجذبوا إلى هؤلاءِ المهاجرين بحالٍ من الأحوال! بل إنَّ هناك شخصياتٍ عربية ومسلمة ضربت مثلَ السوء، وشوهت صورةَ الإسلام والمسلمين في الفكرِ والثقافة الغربية، من خلالِ محاضراتِهم وكتاباتهم المغرضة؛ أمثال "أدونيس" و"محمد أركون" وغيرهما، ولا أنسى أنني قلتُ لمحمد أركون في باريس منذ عدة سنوات: إنَّ الإسلامَ لم يظلم المرأةَ كما زعمتَ، بل أنصفها وكرَّمَهَا وحافظ عليها بما لم تعرفْهُ الشرائعُ والقوانين والفلسفات الغربية والشرقية عبر تاريخِها الطَّويل، وقلتُ له: إنَّ الإسلامَ لا يقف عقبة في وجهِ الإبداع والابتكار، ولا يحجر على العقلِ والتفكير، بل هو دائمًا يدعو إلى إعمالِ العقل والتفكر في الأنفسِ والآفاق.

 

حملات كلامية:

• ربما بسبب إنصافِك للحضارةِ الإسلامية والدفاع عن مبادئ الحقِّ والعدل، تتعرَّضُ لحملاتٍ كلامية لاذعة من خصومِك في الرأي والفكر، فضلاً عن مصادرةِ هذه الآراءِ بالكُليَّة؟!

ليس كذلك، فمنذ أكثر من عشرين عامًا وأنا أتعاملُ بالمنهجِ المضاد لرواسبِ الفكر الاستشراقي الغربي، وأنافحُ عن القيمِ الإنسانية الرفيعة التي يقبلها العقلُ والمنطق، وسجلتُ أولَ مؤلفاتي "المسلمون والعلم الحديث" ردًّا على غرورِ وخُيَلاء بعض المستشرقين الغربيين، وذكرت فيه أنَّ علمَ المسلمين لم يقتصر على فنٍّ دون غيره، أو على نوعٍ معين من العلوم، كما أنَّ القرآنَ أورد في آياته كافَّةَ ما ينفعُ النَّاسَ من علم وتشريع وفقه وعبادة ودين ودنيا، كذلك أقبل المسلمون على هذه العلومِ والفنون يتعلمونها ويتفوقون فيها، وكما أشار القرآنُ إلى مختلفِ العلوم، فقد تنوعت معارفُهم ولم يتركوا فرعًا من علمٍ إلا درسوه، وحققوا لأنفسِهم فيه المجدَ والرفعة، وهذا حق، فقد أدهشت نهضةُ المسلمين العلمية الدنيا كلَّها، ومن ضمن ما تفوق به المسلمون على غيرِهم من العلماء في أيِّ دولة كانت أنهم يجمعون مع العلمِ الحكمةَ والأدب، فكل مؤلفاتهم العلمية كتبت بلغةٍ هي أسمى مراتب البلاغة والروعة، وكثيرًا ما كان الشعرُ يوضع لوصفِ تجربة علمية أو تقرير حقيقة فلكية أو إيراد نظرية.

 

وأوربا كلها تشهدُ أنَّ المسلمين هم وراء النهضةِ العلمية التي شملت أوروبا بعد الفتحِ الإسلامي، وما زالت في إيطاليا آثارُ أول مدرسةٍ للطب أنشأها المسلمون، كما أنَّ أولَ مرصدٍ فلكي عرفته أوروبا كان المرصد الذي أنشأه المسلمون في إشبيلية، وهناك مئاتُ الكتبِ في أوروبا تثبت حقَّ المسلمين وريادتهم العلمية والفكرية.

 

الحداثة.. فشلت:

• رأيناك تهاجمُ نظريةَ "الحداثة" مع أنَّ هذه النظريةَ روَّجَ لها الغربيون أولاً، ثم صدَّروها إلى أنحاءِ العالم وتلقفها الأدباءُ والشعراء العرب بعد ذلك، فما هي خطورة مذهب "الحداثة" من وجهةِ نظركم؟!

تكاد أوروبا تكونَ نسيت هذه الفلسفةَ منذ نصف قرنٍ من الزمان، بعدما فشلت ولاقت هجومًا من دعاة الأصالة، بينما المثقفون العربُ لا يزالون ينظرون إليها ويتمثَّلونها في رؤاهم وإبداعاتِهم، وسرت فيهم إلى الحدِّ غير المعقول!

 

مع أنَّ أوروبا اعترفت بأنها موجةٌ خاطئة مليئة بالفوضى والعبث، وظهرت ردودُ فعل عنيفة من المفكرين والأدباء الغربيين لمواجهةِ هذه الظَّاهرةِ التي اعتبروها تخلقُ الاضطراباتِ في صفوفِ الأمَّة، وتفسد ذوقَها وتشوه إحساسَها بالجمالِ، فضلاً عن نشر التفكك في الألفاظ واللغة.

 

ولذا عجبتُ أشدَّ العجبِ عندما رأيتُ أحدَ الحاضرين في المؤتمر يدافع بشدةٍ عما تخلَّى عنه الغربيون أنفسهم وتنكَّروا له، وقلت في نفسي: كيف وجدَتْ هذه الدعوى العبثيةُ صدًى واسعًا عند العربِ سدنة الأدب والشعر خاصة؟!


ولذا تعمدتُ قبل أن أرحلَ عن الوطنِ العربي أن أحذِّرَ هؤلاء الأدباء من هذه الكارثة "الحداثة"، فما هي سوى وباء أدبي يمكن أن يقضي على كلِّ شيء لو أتيحَ له الانتشار، خاصة أنَّكم تعلمون أنَّ هذه التقاليع الأدبية هي وليدة بعضِ بيئات الترف والفراغ في أوروبا وأمريكا، بل إنَّ هناك مجتمعاتٍ غربية متقدمة لم تنزل إلى هذا الحضيض، كما أنَّ أدباءَ اليونان وتركيا واليابان وألمانيا وغيرها لم يقبلوا هذه الدعاوى الفارغة أبدًا! ومن باب حبي للأدبِ والثقافة العربية حذرتُ من هذه الموجةِ العبثية التي تريدُ هدمَ الوجدانِ العربي وتدميره، وقتل روح الجمالِ التي هي سمةُ الأدب العربي على مرِّ العصور، وأنا أدعوكم جميعًا رجالاً ونساءً أن تقفوا صفًّا واحدًا في وجهِ التيارات والمذاهب التي تهبُّ عليكم من كلِّ جانب؛ من أجلِ الحفاظ على شخصيتِكم الأصيلة التي شهِدَ لها الشرقُ والغرب معًا.

 

• بعد مسيرة أكثر من نصفِ قرن من الزمان قضيتَها في البحثِ والتنقيب والقراءة والمتابعة والسفر والرحلات، تُرى ما هي أبرزُ المؤلفات التي استوقفتْك طويلاً؟ ومن هم الروادُ الذين وجدت ضالتَك عندهم سواء عندنا أو عندكم؟!

كثيرةٌ تلك المؤلفاتُ الخالدة الأثر، وأول كتاب لفتَ انتباهي بشدة هو "الإسلام" للمستشرق الألماني "مارتن هارتمان"، الذي قدم ترجمةً صادقة للقرآنِ وحياة "محمد" وضمنه شرحًا جميلاً للعقيدةِ الإسلامية والتكاليف الدينية وأنظمة الحكم في الإسلام.

 

وبعدها كتاب "غروب الحضارة الغربية" للمستشرق الكبير "أسفالد شبلنجر" الذي نظر إلى الإسلامِ على أنه "النزعة التطهيرية"، وذكر أسبابَ نجاحِه وظهوره على جميعِ العقائد والأديان السابقة.

 

ومكتبتي الخاصة تضمُّ كثيرًا من روائعِ المفكرين الشرقيين البارزين مثل كتاب "إحياء علوم الدين"، وكتابات الشيخ محمد عبده، وعباس العقاد، والشيخ الأزهري محمد الغزالي الذي نال منزلةً كبيرة من احترامِنا له، وتحدثتُ معه منذ قرابة عشر سنوات في الولاياتِ المتحدة الأمريكية، وعندما سمعتُ بنبأ وفاته قرَّرتُ أن أترجمَ له بعضَ مؤلفاته وفاءً له على اللقاءِ الجميل الذي جمعنا معًا من قبل، وفي تقديري لو أنَّ هذا الرجلَ كان أوروبيًّا لأطلقنا اسمه على أكبرِ الميادين عندنا تكريمًا له واعترافًا بسعيه لخدمةِ قضايا الحقِّ والعدل.

 

المصدر: مجلة المستقبل الإسلامي - العدد 102 - ذو القعدة 1420هـ





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حوار مع القيادي العالمي جون أدير حول أحدث كتبه "قيادة محمد" - صلَّى الله عليه وسلَّم
  • حوار مع ليندا "إلهام" بارتو حول شهر رمضان
  • حوار مع الأكاديمي المجري البروفسور " توشكا لاسلو "
  • حوار مع " بول موجز " حول الحوار بين المسيحيين والمسلمين
  • حوار مع الدكتور محمد شريف أوغلو مفتي اليونان
  • حوار مع الناقد الشاب محمد حماني، بعنوان: "تنمية النقد البناء لدى الشباب وأثره في تحصيلهم المعرفي"

مختارات من الشبكة

  • من أساليب المستشرقين في حروبهم الفكرية: التزهيد في العربية(مقالة - موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر)
  • حوار مع فاطمة عشري مستشارة الصحة النفسية حول كيفية التعامل مع ذوي الإعاقة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • دعاوي المستشرقين حول حجية السنة النبوية: آراء المستشرق "جوزيف شاخت" أنموذجا (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • المستشرقون والتنصير: دراسة للعلاقة بين ظاهرتين مع نماذج من المستشرقين المنصرين (PDF)(كتاب - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • الاستشراق والرسول صلى الله عليه وسلم (الاستشراق والسيرة)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • السيرة النبوية والاستشراق(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • من منطلقات العلاقات الشرق والغرب ( الحوار - طرفا الحوار)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • محاذير الحوار (متى نتجنب الحوار؟)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الحوار في الدعوة إلى الله (مجالات الحوار الدعوي)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تأملات في مركب "حوار الحضارات": أي حوار وأية مقومات؟(مقالة - موقع أ. حنافي جواد)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب