• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / ملف الحج / مقالات في الحج
علامة باركود

الانضباط الذاتي في الحج: مفهومه - أصوله - آثاره

الانضباط الذاتي في الحج: مفهومه - أصوله - آثاره
د. محمد عبد رب النبي سيد محمد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 29/8/2016 ميلادي - 25/11/1437 هجري

الزيارات: 13085

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الانضباط الذاتي في الحج

مفهومه - أصوله - آثاره [1]

 

الحمد لله الذي جعَل البيتَ مثابةً للناس وأمْنا، وشرع للناس حجه وعمارته تكرمًا منه ومَنا، وجعل تعظيم حرماته وشعائره من تقوى القلوب، ودليلًا على تعظيم علَّام الغيوب، وأصلِّي وأسلِّم على من أرسله شاهدًا ومبشرًا ونذيرا، وداعيًا إليه بإذنه وسراجًا منيرا، وعلى آله وصحبه وحزبه صلاة دومًا وتسليمًا كثيرا.

 

أما بعد:

فإنَّ الحج عبادة مميزة في كيفيتها وشعائرها، وأحكامِها ومكانها وزمانها، وهي ذات آثار تربوية جليلة، تنبع من خصائص هذه العبادة وشعائرها وزمانها ومكانها؛ فالحاجُّ ينبغي أن يستشعر عظمةَ المناسك التي يؤدِّيها، والشعائر التي يقوم بها، وحُرمة البلد الحرام التي يؤدِّيها فيه، وحرمة الأشهر والأيام الفضيلة التي يقوم بها فيها، وينبغي أن ينعكس ذلك كلُّه على سلوكه بالانضباط نيَّة وقولًا وعملًا، ولا يُفرض عليه ذلك الانضباطُ من خارج نفسه؛ بل ينبغي أن ينبع من داخل ذاته، وأن يضبط نفسه بنفسه بدافع استشعاره لحرمة الزمان والمكان والشعائر، ومن ثمَّ فالحجُّ فرصة عظيمة لتربية النفس على الانضباط الذاتي للمسلم في جميع حياته.

 

أهمية البحث:

وتتجلى أهمية البحث في عدة أمور:

1- أنَّ انضباط الحاج الذاتي لازم من لوازم إحرامه بالنُّسك، وقد أناط الشارع به قَبول حجه وبره.

2- توقف سلامة الحجيج وأمنهم على تحمُّل كل منهم مسؤوليته الفردية في انضباطه الذاتي.

3- وجوب تعظيم حُرمات الله وشعائره، ولا يتأتى ذلك إلا بالانضباط الذاتي.

4- ينبغي أن يظهر المسلمون أثناء أدائهم لهذه الفريضة العظيمة التي يتابِعها العالَم كله عبر شاشات التلفزة الفضائية وغيرها من وسائل الإعلام بثًّا مباشرًا بمظهرٍ حضاري، يَعكس صورة الإسلام الحضارية.

5- أنَّ القرآن والسنَّة قد اهتمَّا بتربية المسلم في حياته عامة، وفي عباداته خاصة، بضبط النفس ومحاسبتها، وبالتحرُّز من سيِّئ الأخلاق والأقوال والأعمال، والتحرِّي لأحسنها.

 

مشكلة البحث: إنَّ عبادة الحج متميزة في طابعها؛ حيث يؤدِّيها ملايين المسلمين في زمان واحد وفي مكان واحد، في أداء جماعي متسق ومتناغم؛ ومن ثمَّ كان من الواجب على كل منهم أن يتحمَّل مسؤولية ضبط الذَّات والتحكُّم في سلوكيات نفسه ليحافظ على أمنه وسلامته، وكذلك أمن وسلامة إخوانه من الحجيج، تمشيًا مع حرمة المكان والزمان والحدث، واستجابة لأوامر الله، واتباعًا لهدي رسوله صلى الله عليه وسلم في ضبط نيَّته وأقواله وأفعاله.

 

أهداف البحث: يهدف البحث إلى تَحقيق عدَّة أمور، أهمها:

1- توعية الحجَّاج بالمسؤولية الفردية عن الانضباط الذَّاتي خلال أداء مناسك الحج.

2- تربية المسلم وتعويده من خلال أداء هذه العبادة على الانضباط الذَّاتي، دون حاجة إلى توجيه خارجي أو رقابة خارجية.

3- توجيه المرشدين والدُّعاة إلى توعية الحجاج بضرورة الانضباط الذاتي وأهميته؛ ليكون حجهم مبرورًا.

4- التركيز على أهميَّة تنمية مهارة الانضباط الذاتي باعتباره واحدًا من مقاصد الحج.

5- تقليل نِسبة الحوادث والمخاطر الناتجة عن السلوك الفردي الخاطئ لبعض الحجاج.

6- توجيه الحاج إلى ضرورة التعاون مع الجهات المنظِّمة للحج؛ للمساهمة في إنجاح الموسم.

7- إظهار المسلمين بمظهر حضاري نابِع من روح دينهم وعقيدتهم أثناء أدائهم لهذه المناسك التي يتابعها العالَم كلُّه عبر وسائل الإعلام المختلفة.

 

منهج البحث: أقوم إن شاء الله باستِقراء أقوال المفسِّرين وأهل العلم في تَفسير النصوص الشرعية واستنباطِ وجه دلالتها على وجوب الانضباط الذاتي في الحج، مع عزو الآيات إلى سورها وذِكر أرقامها، وتخريج الأحاديث، ونسبة الأقوال إلى أصحابها، والنصوص إلى مَراجعها، مع وضع الآيات والأحاديث والنصوص المنقولة بين علامتي تنصيص، وترتيب المراجع في نهاية البحث على حسب أسماء المؤلفين على حروف الهجاء، فسَنة النشر، فعنوان الكتاب، فاسم الناشر، فمدينة النشر.

 

سائلًا المولى العلي القدير أن يهبني التوفيق والسداد، ويهديني سبيل الرشاد، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

المبحث الأول

مفهوم الانضباط الذاتي وأهميته في الحج

يعدُّ مصطلح "الانضباط الذاتي" من المصطلحات الحديثة التي أصبحتْ متداولة في مجالات عديدة؛ منها مجال التنمية البشرية، فما معنى هذا المصطلح؟ وما أهميَّة تحقيقه أثناء أداء مناسك الحج؟

المطلب الأول: مفهوم الانضباط الذاتي:

قبل تعريف هذا المصطلح بالمعنى اللقبي، يجدر تعريفه بالمعنى الإضافي:

أولًا: تعريف الانضباط في اللغة: هو انفعال من الضَّبْط، وهو: "لُزُومُ الشَّيْءِ وحَبْسُه، ضَبَطَ عَلَيْهِ، وضَبَطَه يَضْبط ضَبْطًا وضَباطةً، وَقَالَ اللَّيْثُ: الضَّبْطُ لزومُ شَيْءٍ لَا يُفَارِقُهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وضَبْطُ الشَّيْءِ: حِفْظُه بِالْحَزْمِ، وَالرَّجُلُ ضابِطٌ؛ أَي: حازِمٌ"؛ [ابن منظور، 1414هـ].

وفي الاصطلاح: هو "ضبط الميول والسلوك؛ إمَّا بإرادة الفرد نفسه، أو بتأثير سلطة خارجية"؛ [مجمع اللغة العربية، 1984م].

ومن هذا التعريف يتَّضح لنا أن الانضباط إمَّا أن يكون ذاتيًّا؛ أي: نابعًا من داخل الفرد، أو يكون ناتجًا عن مؤثِّرات صادرة من خارج ذاته.

 

ثانيًا: تعريف الذاتي: نسبة إلى الذات، وهي "مَا يصلح أَن يعلم ويخبر عَنه، مَنْقُول عَن مؤنث (ذُو) بِمَعْنى الصاحب، وَقد يُطلق الذَّات وَيُرَاد بِه الحَقِيقَة، وَقد يُطلق وَيُرَاد بِه ما قَامَ بِذَاتِهِ، وَقد يُطلق وَيُرَاد بِه المستقل بالمفهومية، ويقابله الصِّفة بِمَعْنى غير مُسْتَقل بالمفهومية، وَقد يُسْتَعْمل اسْتِعْمَال النَّفس وَالشَّيْء فَيجوز تأنيثه وتذكيره"؛ [الكفوي، بدون].

و"الذاتي لكلِّ شيء: ما يخصه ويميزه عن جميع ما عداه، وقيل: ذات الشيء: نفسه وعينه"؛ [الجرجاني، 1403هـ - 1983م].

 

إذًا فكلمة الذَّاتي قيد للانضباط، يُخرِج المعنى الثاني ويُبقي المعنى الأول، ومن ثمَّ يمكن تعريف الانضباط الذاتي بالمعنى اللقبي بأنه: "سلوك أو فعل يتمُّ وفق القواعد الأخلاقية أو القانونية المعتمدة، وتأدية الواجب بإتقان بدون مراقب خارجي"؛ [تقية حسان، 2014م].

 

ويعتمد هذا النوع من السلوك على قمع النَّزعات السلبية، والرغبات الشريرة، ويقوم على قوة الإرادة، والعزم، والتحكُّم في النفس، وعدم الانصياع للأهواء"؛ [محمود إسماعيل عمار، 1999م].

 

المطلب الثاني: أهمية الانضباط الذاتي في الحج:

تتجلَّى أهمية الانضباط الذاتي عمومًا في كونه السمة الأولى التي تقوم عليها حياة الإنسان العملية؛ فبدون هذا الانضباط لا يمكن للمرء أن يحقِّق أي نجاح يُذكَر في حياته؛ [عبدالله بخيت، بدون].

 

فهو يشكِّل نوعًا من أنواع أخلاقية العمل، ويدعم سلوك الأفراد في ميدان الممارسة على مستوى جميع نشاطات العمل، سواء كانت مؤسَّسات ذات أهدافٍ اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية، والالتزامُ بسلوك الانضباط الذَّاتي يقوم بتقليل الخسائر واكتشافِ نقاط التقصير، ومحاولة علاج هذا القصور، وتعديل الانحرافات في العمل قبل تفاقمها، واستشعار العاملين فيها، ومحاسبة النَّفس باستمرار، والحرص على أداء دورهم بروح من المسؤولية والإخلاص، كلها تعتمد على هذا السلوك الرشيد في تحقيق أهدافها؛ [تقية حسان، 2014م].

 

فإذا نظرنا إلى أهميَّة الانضباط الذاتي في الحج خصوصًا، فإننا لا نبالغ إذا قلنا: إنَّه لا يمكن لهذه العبادة أن تؤتيَ ثِمارَها في نفس الفرد والجماعة على حدٍّ سواء ما لم يلتزم الحجيج به.

 

إنَّ الإحرام هو الركن الأول من أركان الحج - عند الجمهور - وهو شرط من شروط صحَّته عند الحنفيَّة، وهو نيَّة الدخول في حرمات الحج والعمرة، أو هو نفس الدخول، وبه يحرُم على الحاجِّ أمورٌ كثيرة لم تكن محرَّمة قبله؛ كلبس المخيط، والتطيُّبِ، والجماع ومقدِّماته، وعقدِ النكاح، وتغطية رأسه، وصيد البَرِّ، وإزالة شيء من شعره أو أظفاره، عامدًا ذاكرًا مختارًا، وارتكابُ بعض هذه المحظورات يفسِد الحجَّ ويُوجِب الهَدْيَ، وبعضها يوجِب الفِديةَ، وبعضها يوجب الجزاءَ، وهو الصيد، واجتناب المُحْرِم لهذه المحظورات يَقتضي منه أن يكون على درجات الانضباط الذَّاتي؛ ليكون حجه صحيحًا مبرورًا، وليكون ذنبه مغفورًا، وسعيه مشكورًا، وأجره موفورًا.

ومن ثمَّ فإن الانضباط الذَّاتي في الحج له أهمية عظيمة، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي.

 

فعلى المستوى الفردي:

1- لا بد أن يتحمَّل كلُّ حاج مسؤوليته في الانضباط الذاتي ليكون حجه مبرورًا، وسعيه مشكورًا، فيعود منه كيومَ ولدتْه أمُّه، وهذا غاية ما يسعى إليه من حجِّه، ولا يتأتَّى ذلك إذا حدث منه ما يخلُّ بأداء هذه الشعيرة العظيمة؛ من سوء نيَّة أو قول أو فعل.

 

2- ولا بد لتحقيق سلامته الشَّخصية في ظلِّ هذا العدد الضخم من الحجيج أن يكون على مستوى عالٍ من الانضباط الذاتي، فيتبع تعليمات رجال الأمن والمرور وغيرهم من المسؤولين عن خدمة الحجيج وتوجيههم وإرشادهم، ويتعاون معهم على أداء مهامِّهم بنجاح.

 

3- في التزاحم قد يتعرَّض الحاج لبعض المضايقات من بعض الناس؛ كالتدافع مثلًا، فعليه أن يتحمَّل ذلك، لا أن يشارك فيه ويبادل فاعِلَ ذلك بمِثلِه، وربما تطوَّر الأمر إلى التلاسُن، وربما التشاجر؛ وهذا كله لا يتناسب مع حُرمة الزمان والمكان وحرمة هذه العبادة العظيمة، بل لا بد أن يتحلَّى بالصبر ورباطة الجأش واحتمال الأذى، وليس فقط كفه عن الآخرين.

 

4- في تحمُّل الحاج لمسؤوليته في الانضباط الذاتي ما يجعل أعمال الحج سهَّلةً عليه ميسَّرة؛ بحيث تقل أعباؤها ومشقتها، ويستطيع أداءها على الوجه الأكمل دون أن يَفوته منها شيء أو ينقص منها شيء.

 

أمَّا أهمية الانضباط الذاتي في الحج على المستوى الجماعي، فتتجلَّى في عدَّة أمور، أهمها:

1- تحقيق سلامة جموع الحجيج وأمْنهم؛ فبانضباط الأفراد ذاتيًّا يحصل الانضباط الجماعي الذي ينتج عنه تقليلُ الحوادث التي قد تقع نتيجة الأخطاء التي قد يَرتكبها بعض الحجَّاج؛ كالتدافع والتزاحم، وعدم الالتزام بتنبيهات رجال الأمن وقواعد السلامة، أو عدم الالتزام بالمسارات المحدَّدة للحجَّاج في تنقُّلهم بين المشاعر، أو أثناء وجودهم فيها.

 

2- ظهور الحجَّاج بمظهر حضاري أمام العالم، يعبِّر عن حضارية الإسلام وحضارية شعائره وسموها وعظمتها.

 

3- تحقيق ما يقصده الشَّرعُ من هذه العبادة العظيمة؛ كالتعارف بين المسلمين والتآلف، والتقارب والتراحم، بديلًا عن التشاغب والتخالف، والتضارب والتزاحم، فيكونون عباد الله إخوانًا كما أمَرَهم الله، ويصبحون كالجسد الواحد وكالبُنيانِ المرصوص؛ كما مثَّلهم رسولهم صلى الله عليه وسلم.

 

4- الشعور بروحانية العبادة وقدسيتها لا يتحقَّق إلا بقيام المجموع بالانضباط الذاتي، وذلك بمراعاة حرُماتِ الله وتعظيم شعائره، فيجب عليهم ملاحظة حُرمة المكان والزَّمان والأركان.

 

المبحث الثاني

أصول الانضباط الذاتي في الحج

اهتمَّ القرآن الكريم والسنَّة المطهَّرة بحثِّ الحجيج على الانضباط الذاتي من أول شروعهم في مناسك الحج حتى نهايتها، وربَطَ قَبولَ العبادة منهم وتحقُّق ما يرجونه من مغفرة السيِّئات، وكسب الحسنات، ورفع الدرجات، وتحقيق الحجِّ المبرور - به؛ وذلك يتجلَّى بوضوح في كثير من الآيات والأحاديث التي بيَّنتْ أحكامَ الحج وآدابه.

 

المطلب الأول: الانضباط الذاتي في الحج في القرآن الكريم:

بيَّن القرآن الكريم أنَّ هذه العبادة العظيمة قد اختار الله لها أقدسَ مكانٍ، وهو البلد الحرام، وأشرفَ زمان، وهو الأشهر المعلومات؛ فللمكان حرمةٌ عظيمة، وللزمان كذلك، وللشعائر التي يؤدُّونها كذلك حرمةٌ عظيمة، ومن ثمَّ كان لا بد لمن تلبَّس بهذه الشعائر العظيمة في هذا المكان المقدَّس وفي هذه الأيام الفضيلة أن يراعي حرمتَها، فيضبط نيَّته وأقواله وأفعاله عن كلِّ ما يخلُّ بها وينتهك حرمتها، وقد توعَّد الله بأشد الوعيد مَن انتهك هذه الحرمات ولو بمجرد النيَّة، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [الحج: 25].

 

"وقوله تعالى: ﴿ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ﴾ [الحج: 25]، هو وصفٌ للمسجد الحرام؛ إذ جعله الله تعالى موضع تنسُّك لكلِّ من أتاه وأقام به، أو يأتيه للعبادة ثمَّ يخرج منه، فالعاكف - أي: المقيم فيه - كالبادي الطارئ القدوم إليه، هم سواء في حقِّ الإقامة في مكَّة والمسجد الحرام للتعبُّد، وقوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ ﴾ [الحج: 25]؛ أي: ﴿ يُرِدْ ﴾ بمعنى: يَعتزِم الميل عن الحقِّ فيه، بظلمٍ يرتكبه؛ كالشِّرك وسائرِ الذنوب والمعاصي القاصرة على الفاعل أو المتعدية إلى غيره، وقوله تعالى: ﴿ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾؛ هذا جزاء مَن كفر وصدَّ عن سبيل الله والمسجدِ الحرام، ومن أراد فيه إلحادًا بظُلم لنفسه أو لغيره"؛ [أبو بكر الجزائري، 1424هـ - 2003م].

 

"هذا، ولم يؤاخِذ الله تعالى أحدًا من خلقه على الهمِّ بالمعصية ما لم يرتكبها، ولا بالشروع فيها ما لم يأتها، إلَّا في المسجد الحرام؛ فإنَّ مَن يهم فيه بالذنب كمن يَقترفه؛ وذلك لأنَّ الإنسان يجب عليه أن يكون في الحرم طاهرَ الجسم، نقيَّ القلب، صافي السريرة، خالصًا بكليته لله، طامعًا في مغفرته، مشفقًا من غضبه، وإن مَن ينتهك حرمة الملِك بمعصيته في حِماه وداخل بيته، أجرَأُ على المعصية ممَّن يرتكبها بعيدًا عنه، وحقًّا إنَّ من تهجس نفسُه بالسوء وهو في داخل الحرم الآمن لَجديرٌ بالجحيم، والعذاب الأليم"؛ [ابن الخطيب، 1383هـ - 1964م].

 

وقد ربط القرآن الكريم ضبْطَ الحاج لنفسه وسلوكياته مراعاةً لحرمة المكان والزمان والعبادة التي يمارِسها والحالة التي هو عليها من الإحرام، بالأجر والثواب من الله تعالى، قال سبحانه: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴾ [الحج: 30].

 

"يقول: ومَن يجتنب ما أمره الله باجتنابه في حال إحرامِه تعظيمًا منه لحدود الله أن يواقعها، وحُرَمِه أن يستحلَّها، فهو خير له عند ربه في الآخرة"؛ [الطبري، 1420هـ - 2000م].

 

"والحُرمة ما لا يحلُّ هَتْكُه، وجميع ما كلفه الله تعالى بهذه الصِّفة من مناسك الحج وغيرها يحتمل أن يكون عامًّا في جميع تكاليفه، ويحتمل أن يكون خاصًّا فيما يتعلَّق بالحج، وعن زيد بن أسلم: الحرمات خمسٌ: الكعبة الحرام، والمسجد الحرام، والبلد الحرام، والشهر الحرام، والمَشْعَرُ الحرام"؛ [الفخر الرازي، 1420هـ].

 

كما جعل تعظيم هذه الشعائر دليلًا على التقوى وعلامة عليها، قال عز وجل: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32].

 

"قال زيد بن أسلم: الشعائر ستٌّ: الصَّفا والمروة، والبُدْنُ، والجمار، والمشعر الحرام، وعرفة، والركن، وتعظيمُها إتمامُ ما يفعل فيها، وقال ابن عمر والحسن ومالكٌ وابن زيدٍ: مواضع الحجِّ كلها ومعالمه بمنًى وعرفة والمزدلفة والصفا والمروة والبيت وغير ذلك، وهذا نحوٌ من قول زيد بن أسلم، وقيل: شرائع دينه، وتعظيمها: التزامها، والمنافع: الأجر"؛ [أبو حيان، 1420هـ].

 

كما بيَّن القرآن الكريم ما يجب على المُحرِم بالحج؛ من ضبط أقواله وأفعاله وأخلاقه عن التلبُّس برفَث أو فسوق في قوله تعالى: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197].

 

"وهي وصايةٌ بفرائض الحج وسننه، وممَّا يحق أن يراعى في أدائه، وذكر ما أراد الله الوصاية به من أركانه وشعائره، وقد ظهرتْ عناية الله تعالى بهذه العبادة العظيمة؛ إذ بسط تفاصيلها وأحوالها مع تغيير ما أدخله أهلُ الجاهلية فيها"؛ [ابن عاشور، 1984م].

 

"وقوله: ﴿ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ﴾؛ أي: يجب أن تعظِّموا الإحرامَ بالحج، وخصوصًا الواقع في أشهره، وتصونوه عن كلِّ ما يفسده أو ينقصه؛ من الرَّفث وهو: الجماع ومقدِّماته الفعلية والقولية، خصوصًا عند النساء بحضرتهن، والفسوقِ وهو: جميع المعاصي؛ ومنها محظورات الإحرام، والجدالِ وهو: المماراة والمنازعة والمخاصمة؛ لكونها تثير الشرَّ، وتوقِع العداوةَ، والمقصود من الحج: الذلُّ والانكسار لله، والتقرُّب إليه بما أمكن من القربات، والتنزُّه عن مقارفة السيئات؛ فإنه بذلك يكون مبرورًا، والمبرور ليس له جزاء إلَّا الجنة، وهذه الأشياء وإن كانت مَمنوعة في كلِّ مكان وزمان، فإنها يتغلَّظ المنع عنها في الحج"؛ [السعدي، 1420هـ - 2000م].

 

فإذا كان الله تعالى قد نهى عن الجِدال في الحجِّ، الذي هو مجرَّد المراجعة في القول، فما بالك بما فوقه من التشاتم والتزاحم، والتدافعِ والتقاتل، ونحو ذلك؟

 

المطلب الثاني: الانضباط الذاتي في الحج في السنة النبوية:

بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن مكَّة لها حُرمة عظيمة عند الله، ومن ثمَّ كان لها من الأحكام الخاصة ما تجب مراعاتها لحرمتها، وهو ما يجعل الحاجَّ أو المعتمر بها يَضبط نفسه غاية الانضباط؛ حتى يَسْلَم منه حيوانها ونباتها وجمادها وكلُّ ما فيها؛ كما جاء في الحديث عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((حرَّم الله مكَّةَ، فلم تحل لأحدٍ قبلي، ولا لأحدٍ بعدي، أُحلَّت لي ساعةً من نهارٍ، لا يُختلى خلاها، ولا يُعضد شجرها، ولا ينفر صيدها، ولا تُلتقط لقطتها إلا لمُعرِّفٍ))؛ [أخرجه البخاري].

 

ومعناه: "((لا يُختلى))؛ بضمِّ أوله وسكون ثانيه المعجم وفتح لامه، ((خَلاها))؛ بالقصر وفتح الخاء المعجمة: لا يُجزُّ ولا يقطع كلؤها الرطب الذي نبت بنفسه، ((ولا يُعضد))؛ بضم أوله وفتح ثالثه؛ أي: لا يُكسر، ((شجرُها، ولا يُنفَّر صيدها))؛ أي: لا يزعج من مكانه، ((ولا تُلتقط لُقطتها))؛ بفتح القاف وسكونها، أي: لا تُرفع ساقطتها، ((إلا لمعرِّف)) يعرِّفها، ولا يأخذها للتمليك بخلاف سائر البلدان"؛ [القسطلاني، 1323هـ].

 

كما ربط النَّبي صلى الله عليه وسلم قبولَ الحج وبره وغفران ذنوب الحاج - بضبط نفسِه عن الرفث والفسوق، فقال: ((مَن حجَّ لله فلم يرفث، ولم يَفسق، رجَع كيومَ ولدتْه أمُّه))؛ [متفق عليه].

 

قال السيوطي: "((فلم يَرفُث))؛ بضم الفاء وكسرها، والرَّفث: الفُحش من القول، وقيل: الجماع، ((ولم يفسق)) بارتكاب شيء من المعاصي، ((رجع كيومَ ولدتْه أمُّه))؛ أي: بغير ذنب، قال القرطبي: وهذا يتضمَّن غفرانَ الصغائر والكبائر والتبعات"؛ [1416هـ - 1996م].

 

فالرَّفث والفسوق المنهي عنهما شاملان لكلِّ المناهي القولية والفعلية؛ فالمقصود هو وجوب صيانة الحاج نفسَه عن كلِّ مَنهي عنه؛ قولي أو فعلي، يخلُّ بحالة إحرامه وبمكانه وزمانه وعبادته.

 

وقد يَحمِل حرصُ بعض النَّاس على أداء المناسك أو الاستعجال فيه أن يؤذي بعضَ إخوانه من الحجيج، وقد نهى النَّبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وأرشد إلى الرِّفق والطمأنينة وترك التزاحم والتدافع في أداء المناسك؛ كما جاء في حديث جابر الطويل: ودفَع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وقد شَنَق للقصواء الزِّمامَ، حتى إنَّ رأسها ليصيب مَوْرِك رَحْله، ويقول بيده اليمنى: ((أيُّها الناس، السَّكينةَ السَّكينة))؛ [أخرجه مسلم].

 

ومعنى ((شَنَق)) ضم وضيق، و((مَوْرك الرَّحل)): هو الموضع الذي يَثني الراكب رِجلَه عليه قدام واسطة الرَّحل إذا ملَّ من الركوب؛ وفي هذا استحباب الرِّفق في السَّير من الراكب بالمشاة وبأصحاب الدوابِّ الضعيفة، قوله: "ويقول بيده: السَّكينة السكينة"؛ مرتين منصوبًا، أي: الزموا السَّكينةَ؛ وهي الرِّفق والطمأنينة، ففيه أنَّ السَّكينة في الدَّفع من عرفاتٍ سنَّةٌ، فإذا وجد فرجةً يسرع؛ [النووي، 1392هـ].

 

المبحث الثالث

آثار الانضباط الذاتي في الحج

إن الانضباط الذَّاتي ينبغي أن يكون خُلقًا للمسلم في حياته عامَّة، وفي الحجِّ خاصة، فإذا ما التزم به في الحجِّ، كان لالتزامه هذا آثارُه الإيجابيَّة أثناء الحج وبعده.

المطلب الأول: آثار الانضباط الذَّاتي في الحج أثناء أداء مناسكه:

للانضباط الذاتي في الحج آثارٌ إيجابية كثيرة، تترتَّب عليه وتعود على الحاجِّ نفسه وعلى مجموع الحجيج أثناء تأدية المناسك، يمكن أن نجملها في عدَّة أمور:

1- سهولة تأدية المناسك، وانسيابيَّة حركة الحجيج وتنقلهم بين المشاعر.

2- تحقيق أمن وسلامة الحجَّاج من مخاطر التزاحم والتدافع.

3- الشعور بروحانيَّة العبادة، والاستمتاع بأدائها، فلا شك أن الحوادث والمشاكل تُفقد الحاجَّ قدرًا من هذا الشعور.

4- تحقيق المقاصد الشرعيَّة من الحج؛ كالتعارف والتآلف بين المسلمين، والتوادِّ والتراحم، والتعاون على البرِّ والتقوى.

5- مراعاة ما يجب مراعاته من تَعظيم حرمات الله المكانية والزمانية، وكذلك تعظيم الشعائر.

6- تحقيق الحجِّ المبرور الذي أَخبر عنه النَّبي صلى الله عليه وسلم بأنه: ((ليس له جزاء إلا الجنَّة))؛ [متفق عليه].

7- تحقيق غفران الذنوب بإذن الله؛ كما سبق في الحديث.

8- ظهور الحجيج بمظهر حضاري، يَعكس الصورة الحضارية للإسلام في أدائهم لهذه المناسك العظيمة بطريقة سَلسة ومنظمة.

9- تمكن الجهات المعنيَّة بتنظيم موسم الحج، وتفويج الحجاج، وتأمينهم، والإشراف على تَغذيتهم وصحَّتهم - من أداء عملهم بسهولة ويُسر، ووصول هذه الخدمات لجميع الحجَّاج في الوقت المناسب.

10- نجاح موسم الحج.

 

المطلب الثاني: آثار الانضباط الذاتي في الحج بعده:

هناك العديد من الآثار الإيجابيَّة الصحيَّة والتربوية، والخلقية والسلوكية، والمهارات العملية التي يَكتسبها الحاجُّ من خلال ممارسة تجربة الانضباط الذَّاتي في الحج، وتظهر عليه في حياته العامَّة بعد الحج، منها:

1- عودة الحجيج إلى ديارهم سالِمين غانمين مسرورين بما منَّ الله عليهم من أداء هذه الشَّعائر العظيمة دون عوائق أو مشاكل.

2- إكساب المسلم من خلال تجربة الحج مهارةَ ضبط النفس والانضباط الذَّاتي في حياته العملية بعد الحج، وتغيير سلوكياته تغييرًا إيجابيًّا.

3- السمو الروحي، والرُّقي الأخلاقي، والتهذيب الوجداني - معانٍ عظيمةٌ، يَكتسبها الحاج من حجه إذا ما نجح في تحقيق الانضباط الذاتي، وتظهر على سلوكياته بعد الحج.

4- القدرة على تحمُّل المسؤولية.

5- الإيجابية والتعاون مع الآخرين.

6- تعدُّ الإقامة في مكَّة مع المحافظة على نباتها وطيرِها وسائر الكائنات بها تدريبًا عمليًّا على المحافظة على البيئة.

7- تعزيز مبدأ الرقابة الذاتيَّة لدى المسلم في حياته العملية وسائر أحواله وتعاملاته مع الناس من مُنطلق إيماني تعبُّدي، وهو المعنى العميق لمصطلح (التقوى).

 

الخاتمة:

يمكن استخلاص عدَّة نتائج وتوصيات من البحث كما يلي:

النتائج:

من خلال ما سبق يخلص البحث إلى عدَّة نتائج، من أهمها ما يلي:

1- ضرورة استشعار الحاج لمسؤوليَّته عن تحقيق الانضباط الذاتي أثناء أدائه مناسك الحج.

2- اهتمام القرآن الكريم بأمر الحجَّاج بالانضباط الذاتي قوليًّا وفعليًّا؛ كما في قوله تعالى: ﴿ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ﴾ [البقرة: 197]، وأن ذلك من قبيل تعظيم حُرمات الله وشعائره، وعلامة على التقوى وحسن الثواب.

 

3- اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بتوعية الحجاج بضرورة الالتزام السلوكي والانضباط الذَّاتي أثناء أداء المناسك؛ كما في ندائه لهم: ((السَّكينةَ السَّكينة))، وربط قبول الحجِّ بمدى تحقيق هذا الانضباط؛ كما في قوله عليه الصلاة والسلام: ((مَن حجَّ فلم يرفث ولم يَفسق، رجع من ذنوبه كيومَ ولدتْه أمُّه)).

 

4- أن الانضباط الذاتي في الحج له أبعاد وآثار تربوية وحضارية على سلوكيَّات الحجَّاج أثناء أدائهم لمناسك الحجِّ وتحقيق أمنهم وسلامتهم.

 

5- أنَّ هذه الآثار التربوية والحضارية تَنعكس إيجابًا على سلوكيات الحاج في حياته بعد الحج.

 

التوصيات:

يوصي الباحثُ من خلال هذا البحث بعدة توصيات، أهمها:

1- أن تهتمَّ الدول والجمعيات التي ترسِل الحجَّاج بتوعيتهم بأهمية الانضباط الذَّاتي أثناء الحج ومسؤوليتهم عن ذلك.

 

2- عقد دورات تدريبية، وورش عمل للمرشدين والدعاة؛ للعمل على تحفيز شعور الحجاج بمسؤوليتهم عن ضبط سلوكياتهم والتزامهم بآداب هذه الشعائر المقدَّسة.

 

3- اهتمام وسائل الإعلام في المملكة العربيَّة السعودية والدول الإسلامية، بالتركيز على توعية الحجَّاج بضرورة الانضباط الذاتي؛ كشرط شَرعي لقبول الحج وبرِّه، وكمظهر إسلامي حضاري.

 

4- أن تقوم وزارة الحج والجهات المسؤولة بإصدار المطبوعات والنشرات وتوزيعها على الحجَّاج، ووضع اللوحات الإرشادية في ساحات الحرمينِ والمشاعر المقدَّسة لتوعية الحجَّاج بضرورة الانضباط الذاتي لتحقيق أمنهم وسلامتهم.

 

5- عمل مسابقة بين بعثات الحجَّاج المختلفة بعنوان (البعثة المثالية للحج) في الالتزام بتحقيق الانضباط الذَّاتي والتعاون مع الأجهزة المعنيَّة، والظهور بمظهر حضاري أثناء أداء المناسك تشجيعًا على روح التنافس والتسابق بين الحجاج على تحقيقه.

 

المراجع:

• القرآن الكريم.

• ابن الخطيب، محمد محمد عبداللطيف، 1383هـ - 1964م: أوضح التفاسير، ط/ المطبعة المصرية ومكتبتها، القاهرة.

• ابن عاشور، الطاهر، 1984م: التحرير والتنوير، ط/ الدار التونسية، تونس.

• ابن منظور، جمال الدين، 1414هـ: لسان العرب، ط/ دار صادر، بيروت.

• أبو حيان، أثير الدين، 1420هـ: البحر المحيط، ط/ دار الفكر، بيروت.

• البخاري، أبو عبدالله، 1422هـ: الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه، ط/ دار طوق النجاة.

• تقية حسان، 2014م: دعائم الانضباط الذاتي، الأكاديمية للدراسات الاجتماعية والإنسانية، ج/ قسم العلوم الاجتماعية، العدد 12، جوان 2014، ص (10 - 27).

• الجرجاني، 1403هـ - 1983م: التعريفات، ط/ دار الكتب العلمية، بيروت.

• الجزائري، أبو بكر 1424هـ - 2003م: أيسر التفاسير، ط/ مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة.

• الرازي، فخر الدين، 1420هـ: مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير، ط/ دار إحياء التراث العربي، بيروت.

• السعدي، عبدالرحمن بن ناصر، 1420هـ - 2000م: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ط/ مؤسسة الرسالة، بيروت.

• السيوطي، جلال الدين، 1416هـ - 1996م: الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج، ط/ دار ابن عفان، الخبر.

• الطبري، أبو جعفر، 1420هـ - 2000م: جامع البيان في تأويل القرآن، ط/ مؤسسة الرسالة، بيروت.

• عبدالله بن بخيت، بدون: الانضباط الذاتي طريق النجاح، لكي تنجز أهدافك.

• القسطلاني، أبو العباس، 1323هـ: إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري، ط/ المطبعة الكبرى الأميرية، القاهرة.

• الكفوي، أبو البقاء، بدون: الكليات، ط/ مؤسسة الرسالة، بيروت.

• مجمع اللغة العربية، 1984م: معجم علم النفس والتربية، ط/ الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية، القاهرة.

• محمود إسماعيل عمار، 1999م: تعليم بلا عقاب (الثواب والعقاب في التربية)، ط/ دار عالم الكتب، الرياض.

• مسلم بن الحجاج، بدون: المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ط/ دار إحياء التراث العربي، بيروت.

• النووي، أبو زكريا، 1392هـ: المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، ط/ دار إحياء التراث العربي، بيروت.



[1] هذا البحث محكَّم ومنشور في مجلة الملتقى العلمي السادس عشر لأبحاث الحج والعمرة والزيارة، التي يصدرها معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة - جامعة أم القرى.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • صفة الحج
  • الحج.. وفصاحة الأعراب
  • إعراب آيات من سورة الحج
  • وقفة ما بعد الحج؟
  • الحج يذكرنا باليوم الآخر

مختارات من الشبكة

  • مهارة الانضباط الذاتي(استشارة - الاستشارات)
  • الدقة والنظام وشدة الانضباط سمة الخلق الإلهي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الانضباط المدرسي كقيمة أخلاقية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الانضباط(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الانضباط .. وقفات مع سورة النور(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الانضباط بين مسألة العزلة والاختلاط(كتاب - آفاق الشريعة)
  • الانضباط في القسم(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • المراجعات الفكرية بين الانضباط والانفلات (3)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المراجعات الفكرية بين الانضباط والانفلات (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المراجعات الفكرية بين الانضباط والانفلات (1)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب