• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / ملف الحج / خطب الحج
علامة باركود

المنحة في فضل العشر من ذي الحجة (خطبة)

الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز الدهامي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/9/2015 ميلادي - 27/11/1436 هجري

الزيارات: 30042

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المنحة

في فضل العشر من ذي الحجة

 

﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة: 2 - 4]، شرع لعبادِه المؤمنين مواسمَ مباركة، تُضاعفُ فيها أجورُ العاملين، وتُقرِّبُهم إلى رضوانِ الله وإلى جنَّات النعيم، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله، وحدَه لا شريك له، إلهُ الأولين والآخرين، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، إمامُ المتقين، وقائد الغرِّ المحجلين، صلَّى اللهُ وسلَّم وباركَ عليه، وعلى آله وأصحابه الغرِّ الميامين، والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين. أما بعد:

فاتقوا الله معاشر المؤمنين، وتمسَّكوا بهدْي سيد المرسلين، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119]، واشكروا اللهَ تعالى على ترادفِ مِننه، وتواترِ آلائه، فلقد أظلكم موسمٌ كريم، وأناخ ببَابِكم زائرٌ مباركٌ عظيم، فاستقبلوه رحمكم الله بخير ما بحضرتكم، وأروا اللهَ فيه مِن الخير ما يُسعدكم، ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89].


معاشر المسلمين:

أيامُ عشر ذي الحجةِ أيامٌ فاضلةٌ، وأوقاتٌ مباركةٌ، فاقدروها حقَّ قدرها، وعظِّموا شعائر الله فيها؛ فإنَّ تعظيمها مِن تعظيمِ الله، ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32].


هل علمتَ، يا عبدَ الله، أنَّ العملَ الصالحَ في هذه الأيام لا يعدِلُه شيءٌ مِن الأعمال؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إلَى الله عز وجل مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ، يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ". قالوا: يا رسولَ الله، ولَا الجِهادُ في سبيلِ الله؟ قال: "وَلَا الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ"، رواه البخاري، وأبو داود، واللفظ له[1].


عباد الله:

مَن فاته الحجُّ في هذا العام فدونَه العملُ الصالحُ في هذه الأيام، قال الحافظُ ابنُ رجب رحمه الله: "لمَّا كان اللهُ سبحانه قد وضعَ في نفوسِ المؤمنين حنينًا إلى مشاهدةِ بيته الحرامِ، وليس كلُّ أحدٍ قادرًا على مشاهدتِه في كلِّ عامٍ، فرَضَ على المستطيعِ الحجَّ مرةً واحدةً في عُمرِه، وجعلَ موسمَ العشرِ مشتركًا بين السائرينَ والقاعدينَ، فمَن عجزَ عن الحجِّ في عامٍ، قَدَرَ في العشرِ على عملٍ يعملُه في بيتِه يكونُ أفضلَ مِن الجهادِ الذي هو أفضلُ مِن الحجِّ" [2].


قال شيخُ الإسلام رحمه الله: "واستيعابُ عشر ذي الحجة بالعبادة ليلًا ونهارًا أفضلُ مِن جهادٍ لم يذهبْ فيه نفسُه ومالُه، والعبادةُ في غيره تعدِلُ الجهادَ للأخبارِ الصحيحةِ المشهورةِ، وقد رواها أحمدُ وغيرُه" [3].


وقال الحافظُ ابنُ رجب رحمه الله: "إنما يَفضُلُ العملُ فيها على الجهادِ إذا كان العملُ فيها مستغرقًا لأيامِ العشر فيفْضُلُ على جهادٍ في عددِ تلك الأيام مِنْ غيرِ العشر، وإنْ كان العملُ مستغرقًا لبعضِ أيامِ العشرِ فهو أفضلُ مِن جهادٍ في نظيرِ ذلك الزمانِ مِن غيرِ العشرِ، واستُدِلَ على ذلك بأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم جعلَ العملَ الدَّائمَ الذي لا يفتُرُ مِنْ صيامٍ وصلاةٍ مُعادِلا للجهادِ في أي وقتٍ كان، فإذا وقعَ ذلك العملُ الدَّائمُ في العشرِ كان أفضلَ مِن الجهادِ في سبيل الله في مثلِ أيامِه لفضلِ العشرِ وشرفِه.

 

ففي "الصحيحين" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاءَ رجلٌ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: دُلَّني على عملٍ يَعدِلُ الجهادَ؟ قالَ: "لا أجِدُه"، قال: "هل تَستطِيعُ إذا خرَجَ المجاهِدُ أنْ تدْخُلَ مَسْجِدكَ فتقومَ ولا تَفتُرَ، و تصومَ و لا تُفطِرَ؟"، قال: ومَنْ يستطيعُ ذلكَ؟. ولفظه للبخاري، وزاد مسلم: "مَثلُ المجَاهدِ في سبيلِ اللهِ كمَثلِ الصَّائمِ القَائمِ القَانتِ بآياتِ اللهِ، الذي لَا يَفتُر مِنْ صَلاةٍ ولا صِيامٍ حتى يَرْجعَ المجَاهدُ في سَبيلِ اللهِ"[4]". ا.هـ [5].


فاتقوا الله عبادَ الله، واستقبلوا هذه الأيام بالتوبةِ النَّصوح، واحذروا الذنوبَ؛ فإنَّها تحرِمُ الإنسانَ فضلَ ربِّه، وتحجبُ قلبَه عن مولاه، فما حُرِمَ أحدٌ خيرًا في الدنيا والآخرة إلا بسبب ذنوبِه، فإنَّ الذنوبَ تمحقُ بركةَ العمرِ، وبركةَ العلمِ، وبركةَ العملِ، وبركةَ الرزقِ، وبركةَ الطاعةِ، فلا تجدُ أقلَّ بركةٍ ممنْ عصى اللهَ ورسولَه، و"إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ"[6.


فالذنوبُ أوزارٌ وأثقالٌ، تمنع السَّير إلى اللهِ أو تُضعِفه، ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَاحَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ﴾ [الأنعام: 31].


أما آن أن تُقيَّد الأقدامُ عن الآثام، أما آنْ؟ وتُحفظُ الأسماعُ والأبصارُ عما لا يحل مِن الحرام، وتُكَفَّ الألسنُ عن القيلِ والقالِ والهذيان، والغيبةِ والبهتان؟

 

هذه العشرُ المباركةُ- أيها المباركون- فرصةٌ لتزكية النفس وطهارتها، قال تعالى: ﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [الشمس: 7 - 10]. ولا سبيل إلى زكاة القلب إلا بعد طهارته، فالتخليةُ قبل التحلِية، ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ [النور: 30].

 

عباد الله:

احذروا المعاصي في هذه الأيام فإنَّ إثمَها عند الله أعظم، ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [التوبة: 36].

 

كيف يكون متقيًا مَن استرسلَ في المعاصي، وأصرَّ على الفسوقِ والعصيان، وجاهرَ بالآثام، ونسِي الله، ﴿ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ [الكهف: 28]؟، ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [الحشر: 19]، والجزاءُ مِن جنس العمل، ﴿ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 49]، فالمعاصي سببُ الطَّردِ والحِرمانِ، كما أنَّ الطاعات سببُ القُربِ والإنعام.

 

أيَضْمَنُ لِي فَتًى تَرْكَ الْمَعَاصِي
وَأرْهَنُهُ الْكَفَالَةَ بِالْخَلاصِ
أطَاعَ اللهَ قَوْمٌ وَاسْتَرَاحُوا
وَلَمْ يَتَجَرَّعُوا غُصَصَ الْمَعَاصِي[7]

 

﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ [الجاثية: 21].


عباد الله:

في عشْرِ ذي الحجةِ أعمالٌ فاضلة، وطاعاتٌ متعددة، وهي غيرُ منحصرة، فما يُشرَع في سائرِ الأوقات يزدادُ تأكيدًا في تلْكُم الأيام، فإنَّ العملَ يَشرُفُ بشَرفَ الزمانِ والمكان، مع تقوى اللهِ والإحسان، ﴿ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الأعراف: 56].

 

وشعارُ هذه الأيام العشر"التكبير"، فعن ابنِ عمر رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ، وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ، وَالتَّكْبِيرِ، وَالتَّحْمِيدِ"، رواه أحمد[8].


قال الإمامُ البخاري رحمه الله: "وكان ابنُ عمرَ وأبو هريرةَ يخرجانِ إلى السوقِ في أيَّامِ العشرِ، يُكبِّرانِ ويُكبِّرُ النَّاسُ بتكبِيرِهما"[9]، "وكان عمرُ رضي الله عنه يُكبِّرُ في قُبَّتِه بمِنًى، فيسمَعُه أهلُ المسجدِ فيُكبِّرُونَ، ويُكبِّرُ أهلُ الأسواقِ، حتى ترْتجَّ مِنًى تكبيرًا"[10].


وروى المروزي عن ميمون بن مهران رحمه الله، قال: "أدركتُ الناسَ وإنهم ليكبِّرونَ في العشر، حتى كنتُ لأشبِّهُه بالأمواجِ مِن كثْرتِها، ويقول: إنَّ الناسَ قد نقصوا في ترْكِهم التكبير"[11].


هكذا كانوا، وهكذا يكون المؤمن حقًّا مفتاحًا للخيرِ، وقدوةً في الحقِّ، وإمامًا في البر، ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ [السجدة: 24].


أخي المؤمن:

كبِّر إذا دخلتَ بيتك حتى يسمعَك أهلُك وأولادُك فيكبِّروا بتكبيرك، وإذا دخلتَ السوق أو قابلتَ الرِّفاقَ فكبِّر؛ لتشهدَ لك البقاعُ، وتُذكرَ في الملأِ الأعلى، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل: "فإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ"، رواه البخاري ومسلم[12].


معاشر المؤمنين: ومِن أعظم ما تقرَّبَ به العبدُ إلى مولاه أداءُ الفرائض، وأعظمُها الصلاة، ففي الحديث القدسي: "وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ"، رواه البخاري[13].


وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَا مِنِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلَاةٌ مَكْتُوبَةٌ، فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا وَخُشُوعَهَا وَرُكُوعَهَا، إِلَّا كَانَتْ كَفَّارَةً لِـمَا قَبْلَهَا مِنَ الذُّنُوبِ، مَا لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً، وَذَلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ"، رواه مسلم[14].


فحريٌ بالمؤمن أن يكون مُسابقًا إلى الخيرات، مُنافسًا في القربات، قال صلى الله عليه وسلم : "لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ، وَالصَّفِّ الأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ؛ لَاسْتَهَمُوا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِير؛ِ لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ؛ لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا"، رواه الشيخان[15].


أكثروا رحمكم الله مِن النوافلِ يُحببْكُم الله، يقول اللهُ تعالى في الحديث القدسي: "وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطُشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ"، رواه البخاري[16].


وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ، ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ"، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : "تَامَّةٍ، تَامَّةٍ، تَامَّةٍ"، رواه الترمذي[17].


وهذا فضْلٌ عظيمٌ، قال الحافظُ ابنُ عبد البر رحمه الله: "الفضائلُ لا تُدرَك بنظرٍ، ولا مدخلَ فيها لقياس، ولو أُخِذت قياسًا لكان مَنْ نوى السَّيئة كمَن نوى الحسنة، ولكنَّ اللهَ مُنعِم" [18].


حافظوا على السنن الرواتب مع الفرائض، يُبنَ لكم بيتٌ في الجنة، فعن أم المؤمنين أم حبيبة رضي الله عنها قالت: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّى لِلهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَي عَشْرَةَ رَكْعَةً، تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ، إِلَّا بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ، أَوْ إِلَّا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ"، رواه مسلم[19].


تقرَّبوا إلى مولاكم بكثرةِ السجود، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ"، رواه مسلم[20].


وقال أيضا: "فَإِنَّكَ لَا تَسْجُدُ لِلهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَكَ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً"، رواه مسلم[21].


أكثروا من الصَّلاة والسَّلام على نبيّكم، لاسيما في يوم الجمعة، قال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْـجُمُعَةِ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلاَةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ"، رواه أبو داود، وابن ماجه[22].


وعند مسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا"[23].


ومِن الأعمال الصالحة ما يتعدى نفعه؛ كإطعام الطعام، وعيادة المرضى، واتِّباعِ الجنائز، ونحو ذلك، عن أبي هريرة رضي الله عنه: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ اللهَ عز وجل يقولُ يومَ القيامةِ: "يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي". قَالَ: يَا رَبِّ، كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟. قَالَ: "أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ. يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي". قَالَ: يَا رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟. "قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي. يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي". قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ "قَالَ: اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تَسْقِهِ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي"، رواه مسلم[24].


وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ، وَلَمْ يَتْبَعْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ، فَإِنْ تَبِعَهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ"، قيل: وما القِيراطان؟ قالَ: "أصغرُهما مثلُ أُحُد".


قال ابنُ عمر رضي الله عنه لمَّا بلغَه هذا الحديث: "لقد فرَّطنَا في قرارِيطَ كثيرةٍ"، رواه مسلم[25].


ومن الأعمال الصالحة ما جاء في حديث عبد الله بن سلام رضي الله عنه أنه قال: لَمَّا قدِمَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم انْجَفَلَ[26] الناسُ عليهِ، فكنتُ فِيمَنِ انجفلَ، فلما تبيَّنتُ وجهَه عرَفتُ أنَّ وجهَه ليسَ بوجهِ كذَّابٍ، فكانَ أوَّلُ شيءٍ سمِعْتُه يقولُ: "أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الأَرْحَامَ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْـجَنَّةَ بِسَلَامٍ"، رواه أحمد، وابن ماجه[27].


صوموا ما تيسر من أيام العشر، لا سيما يوم عرفة، ففي الحديث: "قال اللهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ"، رواه الشيخان[28].


قال الإمام النووي رحمه الله: "بل هي مُستحبَّة استحبابًا شديدًا، لا سيَّما التاسع منها، وهو يومُ عرفة"[29].


وعن أبي قتادةَ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ"، رواه مسلم[30].


فاشكروا الله على هذه الغنيمةِ الباردة، أجواءٌ باردة، وساعاتٌ قليلة.


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ إِلَّا بَاعَدَ اللهُ بِذَلِكَ الْيَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا"، متفق عليه[31].


إخواني:

استبقوا الخيرات ونافسوا في الطاعات، فلقد سبق المفرِّدون، الذين لا تزالُ ألسنتُهم تلهجُ بذكرِ الله، قال صلى الله عليه وسلم: "سَبَقَ الْـمُفَرِّدُونَ"، قالوا: وَمَا الـمُفَرِّدُونَ يا رسولَ اللهِ؟، قَالَ: "الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ"، رواه مسلم[32].


وإنَّ أفضل شعب الإيمان، قولُ "لا إلهَ إلا الله"، وأشرفُ الذِّكرِ قراءةُ القرآن، ومَنْ أحبَ أنْ يختمَ القرآنَ في هذه العشر فليقرأ كلَّ يومٍ ثلاثةَ أجزاء.


حقِّقوا الإيمان في قلوبكم وجدِّدوه، فإنَّ تحقيقَ الإيمان مِن أفضل الأعمال، ﴿ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴾ [محمد: 17]، فاجتهدوا في تنمية الإيمان، وترسيخِه في الوجدان، فإنَّ اللهَ لا ينظرُ إلى الصورِ والألوانِ، ولكن ينظر إلى القلوب والأعمال.


ومتى رسخ الإيمان في القلب انبعثت الجوارح كلها بالأعمال الصالحة، واللسان بالكلام الطيب، قال صلى الله عليه وسلم: "أَلَا وَإِنَّ فِي الْـجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْـجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْـجَسَدُ كُلُّهُ؛ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ"، رواه الشيخان[33].


عباد الله: استكثروا مِن الأعمال الصالحة في تِلكم الأيام الفاضلة، فإنها الباقيات الصالحات، واعمُروها بما يقرِّبكم إلى الله، مِن التكبيرِ والتهليلِ، والتسبيحِ والتحميدِ، والاستغفارِ والدعاءِ، وقراءةِ القرآن، وصلةِ الأرحام، والصدقةِ، والصيامِ، والقيامِ، والأمرِ بالمعروف، والنهي عن المنكر، والدعوةِ إلى الله، والإحسانِ إلى الخلق، والإيثار، ولِينِ الجانب، وطيبِ الكلام، والعفوِ والإصلاحِ، وحُسنِ القوامة على الأهل والذرية.


ومن لم يعرف شرفَ زمانه فسيأتي عليه وقتٌ يعرف ذلك، حين يقول: ﴿ يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ﴾ [الفجر: 24]، ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 99، 100].

 

ليْسَ للمَيتِ في قَبْرِه
فِطْرٌ وَلا أضْحَى وَ لا عَشْرُ
ناءٍ عَن الأهْلِ علَى قُرْبِه
كَذاكَ مَنْ مَسْكَنُه القَبْرُ[34]


فاللهَ اللهَ - أخي المسلم - في اغتنام وقتك، واحرص - يرحمك الله - على مواسم الخير، فإنَّ الثواءَ قليلٌ، والرحيلَ قريبٌ، والطريقَ مخوُفٌ، والاغترارَ غالبٌ، والخطرَ عظيمٌ، والناقدَ بصيرٌ، والله تعالى بالمرصاد، وإليه الرجوع والمآب، ﴿ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى ﴾ [النجم: 39 - 41]، ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8]..

 

بارك اللهُ لي ولكم في القرآنِ العظيمِ، ونفعني وإيَّاكم بما فيه مِن الآياتِ والذِّكْرِ الحكيم. أقولُ ما تسمعون، واستغفِرُ اللهَ لي ولكم ولسائرِ المسلمين مِن كلِّ ذنبٍ، فاستغفروه إنَّه هو الغفورُ الرَّحيم.

 

 

الخطبة الثانية

الحمدُ لله حمدًا كثيرًا كما أَمَر، وأشكرُه وقد تأذَّن بالزيادةِ لمنْ شَكَر، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا الله، وحدَه لا شريكَ له، إرغامًا لمن جحَد به وكَفر. وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه سيدُ البشر، الشافعُ المشفَّعُ في المحشر، صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وأصحابِه السَّادةِ الغُرر، ومَن تبِعَهم بإحسانٍ ما بدَا الفجرُ وأنْوَر. أما بعد:

فاتقوا اللهَ عباد الله، وتقرَّبوا إلى مولاكم بذبْحِ ضحاياكم يوم النحر، فإنها مِن أعظم الشعائر، قال تعالى: ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ﴾ [الحج: 34].


وهي مِن نعمِ الله العظيمةِ على المسلمين أنْ شرعَ لهم ما يشاركونَ به الحجاجَ، فأهلُ الموْسمِ لهم الهدايا، وأهلُ الأمصارِ لهم الضحايا، قال تعالى: ﴿ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الحج: 36، 37].


ومَن أرادَ الأضحيةَ فليُمسِكَ عن الأخْذِ مِن شعْرِه وظُفْرِه وبَشَرَتِه، منذ دخولِ العشْرِ إلى أنْ يذبحَ أُضحيتَه لقوله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا رَأَيْتُمْ هِلاَلَ ذِي الْحِجَّةِ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ"[35].


والشعور التي يُمنع أخذُها هي جميعُ شعور البدن؛ ما حرُمَ حلقُه كشعر اللحية، وما استُحبَ أخذُه كالشارب، وما أُبيح حلقُه كشعر الرأس.


وتجنَّبوا، رحمكم الله، مِن الأضاحي ما لا يُجزئ، فقد سُئِل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : ماذا يُتَّقى مِن الضَّحايا؟ فأشارَ بيدِه، وقالَ: "أَرْبَعًا: الْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ ظَلْعُهَا، وَالْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا، وَالْعَجْفَاءُ الَّتِي لاَ تُنْقِي"[36]، قال الراوي: فقلتُ للبراء بن عازب رضي الله عنه: فإنِّي أكرَه أن يكونَ نقصٌ في الأُذنِ و القَرْنِ؟ قال: فما كرهتَ فدعْه، ولا تُحرِّمه على غيرك.


"وعلى هذا تُجزئ الأضحيةُ إذا كانت مقطوعة الأذن، ومكسورة القرن، وما ذهبت أسنانُها، إلا أن تكون كبيرةً لا مُخ فيها. وتُجزئ مقطوعةُ الذَّنَب من الإبل والبقر والغنم. وكلما كانت أكمل، كان ذلك أفضل، أما ما قُطِعت أليتُه من الضأن فإنه لا يُجزئ؛ لأنَّ الألَية لها قيمة ولها أهمية"[37]، ذكره العلَّامةُ ابنُ عثيمين رحمه الله.


ويجوزُ للمسلم أن يُضحي ولو كان قد قصَّر شعرَه وأظفارَه في العشر، فليُضحِّ، وليستغفر اللهَ عن فِعْله.


فاتقوا الله عباد الله، وسددوا وقاربوا، وابشروا وأمِّلوا.


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴾ [المائدة: 48].


هذا، واعلموا أنَّ اللهَ أمرَكم بأمرٍ بدأ فيه بنفْسِه، فقال جلَّ مِن قائلٍ عليمًا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].




[1] حديث عبد الله بن عباس: رواه البخاري في العيدين، باب فضل العمل في أيام التشريق، رقم (969)، ورواه أبو داود، واللفظ له، في الصيام، باب في صوم العشر، رقم (2438).

[2] "لطائف المعارف"، (ص: 601 – 602).

[3] "المستدرك على الفتاوى"، (3 / 104).

[4] حديث أبي هريرة رضي الله عنه: رواه البخاري في الجهاد والسِّير، باب فضل الجهاد والسِّير، رقم (2785)، ورواه مسلم في الإمارة، باب فضل الشهادة في سبيل الله تعالى، رقم (1878).

[5] "لطائف المعارف"، (ص: 588).

[6] رواه أحمد، رقم (22386)، ورواه ابن ماجه في الفتن، باب العقوبات، رقم ( 4022 )، كلاهما من حديث ثوبان رضي الله عنه يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "لَا يَزِيدُ فِي الْعُمْرِ إِلَّا الْبِرُّ، وَلَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ"، وحسَّنه الألباني، دون قوله: وَإِنَّ الرَّجُلَ ...".

[7] "أدب الدنيا والدين"، (ص: 112)، و"المجالسة وجواهر العلم"، (6/ 116).

[8] رواه أحمد، رقم (5446).

[9] رواه البخاري في العيدين، باب فضل العمل في أيام التشريق.

[10] رواه البخاري في العيدين، باب التكبير أيام منى، وإذا غدا إلى عرفة.

[11] "فتح الباري" لابن رجب، (6/ 87-88).

[12] حديث أبي هريرة رضي الله عنه: رواه البخاري في التوحيد، باب قول الله تعالى: ﴿ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ﴾[آل عمران: ٢٨]، رقم (7405)، ورواه مسلم في الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب الحث على ذكر الله تعالى، رقم (2675).

[13] حديث أبي هريرة رضي الله عنه: رواه البخاري في الرقاق، باب التواضع، رقم (6502).

[14] رواه مسلم في الطهارة، باب فضل الوضوء والصلاة عقبه، رقم (228).

[15] حديث أبي هريرة رضي الله عنه: رواه البخاري في الأذان، باب الاستهام في الأذان، رقم (615)، ورواه مسلم في الصلاة، باب تسوية الصفوف وإقامتها، وفضل الأول فالأول منها، رقم (437).

[16] رواه البخاري من حديث أبي هريرةرضي الله عنهفي التوحيد، باب التواضع، رقم (6502).

[17] رواه الترمذي في أبواب السفر، باب ذكر ما يستحب من الجلوس في المسجد بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس، رقم (586)، وحسَّنه الألباني.

[18] "التمهيد"، (19/ 26).

[19] رواه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل السنن الراتبة قبل الفرائض وبعدهن، رقم (728).

[20] حديث أبي هريرة رضي الله عنه: رواه مسلم في الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود، رقم (482).

[21] حديث ثوبان رضي الله عنه: رواه مسلم في الصلاة، باب فضل السجود والحث عليه، رقم (488).

[22] حديث أوس بن أوس رضي الله عنه: رواه أبو داود في الوتر، باب فى الاستغفار، رقم (1531)،ورواه ابن ماجه في الجنائز، باب ذكر وفاته ودفنه صلى الله عليه وسلم، رقم (1636)، وصححه الألباني.

[23] حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه: رواه مسلم في الصلاة، باب استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه، ثم يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يسأل الله له الوسيلة، رقم (384).

[24] رواه مسلم في البر والصلة والآداب، باب فضل عيادة المريض، رقم (2569).

[25] رواه مسلم في الجنائز، باب فضل الصلاة على الجنازة واتباعها، رقم (945)، ورواه البخاري في الجنائز، باب من انتظر حتى تُدفن، رقم (1325)، دون ذِكر كلام ابن عمر رضي الله عنه.

[26] "انجفل الناس: أَيْ ذَهبوا مُسرِعين نَحوه"، "النهاية في غريب الحديث"، (ص: 157).

[27] رواه أحمد، رقم (23784)، ورواه ابن ماجه في الأطعمة، باب إطعام الطعام، رقم (3251)، وصححه الألباني.

[28] حديثُ أبي هريرة رضي الله عنه: رواه البخاري في الصيام، باب فضل الصوم، رقم (1894)، ورواه مسلم في الصيام، باب فضل الصيام، رقم (1151).

[29] "شرح مسلم"، (8/ 71) .

[30] رواه مسلم في الصيام، باب استحباب ثلاثة أيام من كل شهر، وصوم يوم عرفة، رقم (1162).

[31] حديثُ أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: رواه البخاري في الصوم، باب فضل الصَّوم في سبيل الله، رقم (2840) ، ورواه مسلم، واللفظ له، في الصيام، باب فضل الصِّيام في سبيل الله لمن يُطيقه بلا ضرر، ولا تفويت حق، رقم (1153).

[32] حديث أبي هريرة رضي الله عنه: رواه مسلم في الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب الحث على ذكر الله تعالى، رقم (2676).

[33] حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه: رواه البخاري في الإيمان، باب فضل من استبرأ لدينه، رقم (52)، ورواه مسلم في المساقاة، باب أخذ الحلال، وترك الشبهات، رقم (1599).

[34] "لطائف المعارف"، (ص: 603).

[35] حديث أم سلمة رضي الله عنها: رواه مسلم في الأضاحي، باب نهي من دخل عليه عشر ذي الحجة وهو مريد التضحية أن يأخذ من شهره أو أظفاره شيئا، رقم (1977).

[36] رواه أحمد، رقم ( 18675).

[37] ينظر: "الشرح الممتع"، (7/ 434-435).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • بعض الأعمال في العشر من ذي الحجة
  • من أحكام العشر من ذي الحجة
  • العشر من ذي الحجة كيف نعيشها؟
  • فضل أيام العشر من ذي الحجة ( خطبة )
  • فضل العمل في العشر من ذي الحجة (خطبة)
  • خطبة عن أعمال عشر ذي الحجة
  • خطبة: العشر من ذي الحجة وبناء الإنسان

مختارات من الشبكة

  • مطوية المنحة في فضائل العشر من ذي الحجة(كتاب - موقع الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز الدهامي)
  • المنحة في فضائل عشر ذي الحجة(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز الدهامي)
  • من قطوف المنح: المنح الدراسية السعودية لطلاب الهند وآثارها على أرض الواقع (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • المنحة في تخريج أحاديث وآثار العدة في شرح العمدة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • المنحة في تخريج أحاديث وآثار العدة في شرح العمدة لخالد الشلاحي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أضعت سنوات المنحة الدراسية ولم أنجز البحث(استشارة - الاستشارات)
  • المنحة في الإساءة إلى الرحمة المهداة(مقالة - ملفات خاصة)
  • المنحة الرمضانية.. لا تجعل الفتور يغتالك(مقالة - ملفات خاصة)
  • الإكوادور: حرمان طالبة جامعية من المنحة لاعتناقها الإسلام(مقالة - المسلمون في العالم)
  • تراث فلسطين: المنحة والمحنة(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب