• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / ملف الحج / مقالات في الحج
علامة باركود

شعائر الإسلام تنشئ قلوبا حية وضمائر يقظة وأفئدة سليمة

أكرم كساب

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/10/2012 ميلادي - 7/12/1433 هجري

الزيارات: 5475

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

شعائر الإسلام تنشئ قلوبا حية وضمائر يقظة وأفئدة سليمة


حج البيت.. وقفات تربوية:

رحلة الحج مليئة بالعبر، محفوفة بالدروس، مكتظة بالعظات، وهي في عبرها ودروسها وعظاتها تمس القلب، وتناجي الوجدان، وتخاطب العاطفة، وتحرك العقل، ولن يحظى الحاج بعظيم الأجر إلا إذا أدرك هذه العبر، وتعلم هذه الدروس، وتأمل هذه العظات.

 

ومن هذه الدروس والعبر:

أولاً: الانقياد والتسليم لله رب العالمين:

وهذا أول درس يتعلمه الحاج من حجه، فهو في نسكه من إحرامه إلى تحلله لا بد أن ينقاد لأوامر الله - جل وعلا -، وهذا التسليم يظهر في نزول العبد على أوامر مولاه ولو لم تصادف هواه، إنه يسلم نفسه لأوامر الله - جل وعلا - كما يسلم الميت نفسه لمغسله على خشبة الغسل، بل أشد.

 

لذا فإن المسلم ينقاد للنسك وهو يعلم أن في هذا الانقياد صحة الاتباع وعلامة القبول، ولله در عمر – رضي الله عنه - يوم أن قال وهو يقبل الحجر: إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبلك ما قبلتك[1].

 

ولهذا جاء أن علياً -رضي الله عنه- كان يقول عند الحجر الأسود: "اللهم إيماناً بك لا بالحجر وتصديقاً بكتابك لا بالخرافة ووفاء بعهدك لا بعهد غيرك واتباعاً لسنة نبيك - صلى الله عليه وسلم - لا سنة سواه".

 

إن المؤمن لن يكون مؤمناً حتى ينقاد لأوامر الله، ويسلم لشرع الله، وينزل على حكم الله، وهذا شرط من شروط لا إله إلا الله، وقد قال -تعالى- في محكم التنزيل: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65].

 

إن الانقياد والتسليم لشرع الله ليس من نافلة القول بل هو أصل العبادة، وجوهر العبودية، وهذا هو الفرق الجوهري بين المؤمن وغيره. يقول الدكتور يوسف القرضاوي: إن المؤمن خرج من العبودية لنفسه وللمخلوقين إلى العبودية لربه، خرج من طاعة هواه إلى طاعة الله، ليس المؤمن (سائباً) يفعل ما تهوى نفسه أو يهوى له غيره من الخلق، إنما هو (ملتزم) بعهد يجب أن يفي به، وميثاق يجب أن يحترمه، ومنهج يجب أن يتبعه. وهذا التزام منطقي ناشئ من طبيعة عقد الإيمان ومقتضاه.

 

مقتضى عقد الإيمان:

أن يسلم زمام حياته إلى الله، ليقودها رسوله الصادق، ويهديه الوحي المعصوم.

 

أن يقول الرب: أمرت ونهيت. ويقول العبد: سمعت وأطعت.

 

أن يخرج الإنسان من الخضوع لهواه إلى الخضوع لشرع مولاه[2].

 

هذا هو صنع المسلم في الحج: قال ربه: اترك أهلك. قال نعم.

 

قال له: غادر وطنك. قال: نعم.

قال له: اخلع ثوبك. قال: نعم.

قال له: طف بالبيت سبعاً. قال: نعم.

قال له: اسع سبعاً. قال: نعم.

قال له: انحر هديك. قال: نعم.

قال له: احلق رأسك. قال: نعم.

وهذا هو قمة الخضوع والاستسلام لله رب العالمين.

 

ثانياً: تربية الضمير:

شعائر الإسلام تنشئ فيما تنشئ قلوباً حية، وضمائر يقظة، وأفئدة سليمة، بل الإسلام كله أراد أن يكون المسلم كذلك، مراقباً لله في السر والعلن، في الظهور والخفاء، في الجلوة والخلوة، وحده وأمام الناس، وإيمان العبد بالله - عز وجل - والتزامه بشعائره هو الذي يربي ذلك في نفسه، لذا كان من كلام الله - عز وجل - قوله: ﴿ وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [الملك: 13] ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14].

 

بهذه الآيات أراد الله - عز وجل - أن تصل قلوب أهل الإيمان إلى الحياة، وضمائرهم إلى اليقظة، التي يصل فيها العبد وكأنه يرى الله، أو على الأقل فليعلم بأن الله يراه، وهذا هو معنى حديث جبريل في الإحسان: "اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك". [3]

 

ولقد نشأت قلوب الصحابة وضمائرهم على هذا، ولا أدل على ذلك من حديث ماعز والغامدية[4].

 

ومن العجيب ما كان لعمر في أحد أسفاره. يقول عبد الله بن دنيا: فانحدر بنا راع من الجبل، فقال له عمر: يا راعي، بعني شاة من هذه الغنم.

فقال: إني مملوك.

فقال عمر: قل لسيدك أكلها الذئب.

فقال الراعي: فأين الله؟

فبكى عمر ثم غدا مع المملوك، فاشتراه من صاحبه، وأعتقه، وقال: أعتقتك هذه الكلمة في الدنيا، وأرجو أن تعتقك في الآخرة.

 

وفي الحج تظهر تربية الضمير وقد أشار الحق - سبحانه - إلى ذلك بقوله: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197].

 

أرأيت أخي الحبيب: وما تفعلوا من خير يعلمه الله، وهب أن إنساناً وقع في شيء من ذلك، فمن يراقبه؟ ومن يحرسه؟ هل من شرطي يقف على رأسه؟ أم هل من حارس يحوط به؟ كلا إنها مراقبة داخلية، مراقبة ذاتية، إنها مراقبة الضمير.

 

ويظهر ذلك جلياً حين تتراءى المحظورات أمام عينيه، فيكف عنها خوفاً من الله، وطمعاً في رحمته، ورجاء مغفرته، وانتظار ثوابه.

 

وانظر إلى الحجيج وقد اختلط الرجال بالنساء في الطواف، وقد تقترب الأبدان أو تلاصقت الأبدان؛ ولكن يبقى الضمير الحي، والقلب اليقظ، ليبعد عن الحاج وساوس الشيطان، وحظوظ النفس الأمارة بالسوء.

 

ثالثاً: تربية للإرادة وتقوية للعزيمة:

من أروع ما وصف به جند خالد بن الوليد: "أنهم لو أرادوا خلع الجبال لخلعوها"، وهذه الكلمة تدل على صلابة الإرادة وقوة العزيمة، ولقد شاء الله - سبحانه -، أن تكون رحلة الحج وسيلة بل من أعظم وسائل تربية الإرادة وقوة العزيمة لدى المسلم.

 

وكيف لا والحاج يغادر الوطن الذي ألفه، والدار التي أحبها، والقوم الذين عاشرهم؟

وكيف لا وهو يترك المال، وينأى بعيداً عن الولد؟ وكيف لا ورحلته لا تسلم من الأخطار، حتى في قرننا الواحد والعشرين؟ فقد تصدم السيارة، أو تغرق الباخرة، أو تسقط الطائرة، أو تحترق الخيام، أو يختنق الحجيج في نفق ما، أو يقع المُحرمون من شدة الزحام، ومع هذا كله فإن الإرادة تقوى، وإن العزيمة لتشتد.

 

ولقد شاء الله - سبحانه - أن يكون الحج إلى بلد ﴿ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ ﴾ [إبراهيم: 37] فهي وإن حدث ما حدث فيها من خدمات رائعة لا تنكر، لا تصلح أن تكون مشتى ولا أن تكون مصيفاً، والدليل على ذلك شوارعها التي شقت في الجبال شقاً، ودورها التي نحتت في الجبال نحتاً، فأنت في غدوك ورواحك لا تلبث أن ترى نفسك في طريقك صاعداً أو هابطاً.

 

ومن حكم الله كذلك أن يربط الحج بالأشهر القمرية ليكون طوراً في الشتاء، وطوراً في الصيف، وهكذا تربى الإرادة وتقوى العزيمة.

 

وإذا علم هذا أدركنا أن الإسلام ليس دين استسلام ولا دعة، ولا خمول ولا راحة، بل هو دين جهاد، ومن هنا كان الحج جهاداً في سبيل الله، بل هو من أفضل الجهاد؛ وفي الحديث عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قلت يا رسول الله: نرى الجهاد أفضل الأعمال أفلا نجاهد؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: "لكن أفضل الجهاد حج مبرور"[5].



[1] رواه البخاري في الحج رقم (1597) عن عمر.

[2] انظر: العبادة في الإسلام د. يوسف القرضاوي مكتبة وهبة ط الخامسة عشر عام 1985م.

[3] رواه البخاري في الإيمان رقم (50)، ومسلم في الإيمان رقم (9) عن أبي هريرة.

[4] رواه مسلم في الحدود رقم (1695) عن بريدة.

[5] رواه البخاري في الحج رقم (1520) عن عائشة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • رسائل الى المرأة في الحج
  • الحج وحكمته وكيفيته
  • أسرار الحج وحكمه وكلمة للحجيج

مختارات من الشبكة

  • الأذان والجرأة على شعائر الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اللسان العربي شعار الإسلام وأهله واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميزون(مقالة - حضارة الكلمة)
  • هل في شعائر الإسلام وثنية؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هل لمن لا يقيم شعائر الإسلام حق في الميراث؟(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • عمود الإسلام (11) شعائر الصلاة(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • الرحمة في شعائر الإسلام التعبدية والديانات السماوية الأخرى: دراسة مقارنة بناء على النصوص الشرعية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الأذان من شعائر الإسلام ( خطبة )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إظهار شعائر الإسلام في رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • إنسانية الإسلام لا تعني المشاركة في شعائر الكفار(مقالة - ملفات خاصة)
  • تفسير آية: { ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب }(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب