• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / ملف الحج / يوم عرفة والأضحية
علامة باركود

عرفات.. سحائب عطايا مرسلات (خطبة)

عرفات.. سحائب عطايا مرسلات
وضاح سيف الجبزي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/6/2024 ميلادي - 12/12/1445 هجري

الزيارات: 2817

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عرفات سحائب عطايا مرسلات

 

﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ * يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ ﴾ [سبأ: 1-2].. ﴿ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ ﴾ [فاطر: 13].


وأشهدُ أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، عنَت الوجوه لنور وجهه، وعجَزت العقول عن إدراك كُنْهه، أشرقت لنور وجهه الظلمات، واستنارت له الأرض والسماوات، ﴿ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ﴾ [الزمر: 5].


ونشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله، وصفيُّه من خلقه وحبيبه.. رسولٌ حلَّ من رُبَى النبوَّة أعلاها فعلاها، وحمل من أعباء الرسالة إِدَّهَا فاضطلع بـها وأدَّاها، فجلى الله به عن البصائر رَيْنَهَا، وعن الأبصار عَشَاهَا.


عليك سلامُ الله ما حنَّ طائرٌ
إلى عشّهِ، أو طافَ بالبيتِ زائرُ
وما صدّقتْ بالحقِّ في اللهِ أنفسٌ
وما رفرفرتْ بينَ الجُنوبِ مشاعرُ
أَبَنْتَ لنا نحو النجاةِ سبيلَنا
وصحّتْ بما علّمتْ منا البصائرُ
وإنّا على حبٍّ مُقيمٍ ومَوثِقٍ
تحفُّ بنا يومَ اللقاءِ البشائرُ

 

صلوات ربي وسلامه على من سعت الشجر إليه، وسبَّح الحصى في يديه، وسلّم الحجرُ عليه، وانشق القمر بإشارته، وحنّ الجذع لعبارته، وأحلَّه الله من السماء سدرة منتهاها، وطيب قلبه فولّاه قبلةً يرضاها.

مَن ذا يلومُ فؤادي في صبابته
الحبُّ فيه عباداتٌ بإجماعِ
صلى الإلهُ على المعصوم ما نظمتْ
كلُّ الخلائق أوزاناً بإمتاعِ

 

ألا فصلوا عليه وسلموا؛ فإن الله عليه قد صلى، والملأ الأعلى بالصلاة عليه تحلَّى، وبعد:

أغثنا بفضلٍ منك يا مالكَ الأمرِ
وبارك لنا فيما تبقى من العشرِ
أعِنّا لما يرضيك عنّا إلهنا
من البِرّ والخيرات والذّكر والشكرِ
وحقّقْ لنا يا مالك الملكِ خيرَ ما
كتبتْ بها للصالحين من الأجرِ
وفرّج بلطفٍ منك كلَّ كروبِنا
وجُدْ بالرّضى والعفوِ عن سالف الوِزْرِ
ووحّدْ قلوب المسلمين على الهدى
وحرّر نواصيَهم من الظّلم والقهرِ
ويسِرْ لوَفد الله أنساكَ حجِّهم
وحقّقْ رجاهم بالقبول وبالطهرِ
وعجّل بنصر الأهل في غزة الإبا
وتمّم لهم يا رب بالفوز والنصر

 

يا أيها المسلمون، ينبغي على المسلم أن يكون بفضل هذه الأيام عارفاً، وعلى تعظيمها عاكفا، ومن فوات فضلها قلقاً خائفاً، ولمولاه مناجيا، ولجلاله لاجئا، ولمضاعفة ثوابه راجيا.

 

لقد غنِم عشرَ ذي الحجة ذوو الحجا، وجلّوا بأنوار هباته من ظلمات المعاصي ما دجى، فيا فوز من خاف ورجا، ويالسعادة من قُبِل ونجا.

اللهُ أكبرُ كم أحْيَتْ ضمائرَنا
وأنْبَتَتْ في حنايا الرّوحِ إيمانا
اللهُ أكبرُ لا ندعو بها أحداً
غيرَ الذي وَهَبَ الإنسانَ إحسانا

يا أيها المسلمون، وإذا كانت ليلةُ القدر قد تربّعت على ليالي العام، وتسنّمت ذروة سنام شهر الصيام، فإنّ يوم عرفة ملك الأيام، وتاجُ إكليل الأنام، وأعظَمُ ما يمُرُّ على الدوام، ولئن كانت ليلةُ القدر تتنقل وتتجدّد، فإن عرفة موصوف معروف ومحدّد، ولئن كانت عشرُ آخر رمضان فُضّلتْ لاشتمالها على ليلة القدر، فإن كلّ يومٍ من عشر ذي الحجة بذاته مفضل، وبالخير العميم مجلّل، وبالعمل الصالح مكلّل، فلا شبيه لها ولا مثيل، ولا عوض عنها ولا بديل.

 

فالأجرُ فيها ليس يعدِلُه
أجرٌ سواهُ لصالِحِ العمل
ويفُوقُ فضلَ(القدرِ) (تاسِعُها)
ببهائِهِ من سائِرِ السُّبُلِ
فبها الملائكُ أُنزِلتْ، وبهِ
يتنزّل الرَّحمنُ خيرُ ولي
وإذا ليالي القدرِ خافيةٌ
(عرفاتُ) يومٌ واضحٌ وجلي

 

لقد رفع المولى -جلّ جلالُه- على سائر الأيام مكانَه قدره، وعظَّم شأنَه وأمرَه، وطيّب عبَقَه وذِكرَه، وجمَّل طيَّهُ ونَشْرَه، وضاعف فيه ثوابه وأجره.

 

يقول صلى الله عليه وسلم: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ»[1].

 

ومن تعظيمه له -تعالى مجدُه- أنه أقسم به، والعظيم لا يقسم إلا بعظيم، قال الملك الجليل: ﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ﴾ [الفجر: 1-3]، عند أحمد من حديث جَابِرٍ: «إِنَّ الْعَشْرَ عَشْرُ الْأَضْحَى، وَالْوَتْرَ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَالشَّفْعَ يَوْمُ النَّحْرِ»[2].

 

وقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: «الْعَشْرُ الَّتِي أَقْسَمَ اللَّهُ بِهِنَّ: لَيَالِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ، وَالشَّفْعُ: يَوْمُ الذَّبْحِ، وَالْوَتْرُ: يَوْمُ عَرَفَةَ»[3].

 

وهو اليوم المشهود المراد من قوله -جلَّ ذِكْرُه-: ﴿ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ﴾ [البروج: 3]، عند الترمذي وغيرِه من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اليَوْمُ المَوْعُودُ: يَوْمُ القِيَامَةِ، وَاليَوْمُ المَشْهُودُ: يَوْمُ عَرَفَةَ، وَالشَّاهِدُ: يَوْمُ الجُمُعَةِ»[4].

 

إنّه يوم الشّرَف؛ لتشريف اللهِ له، حتى عَدَّه النبي صلى الله عليه وسلم عيدًا قبل العيد فقال صلى الله عليه وسلم: «يَوْمُ عَرَفَةَ، وَيَوْمُ النَّحْرِ، وَأَيَّامُ مِنًى، عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ»[5].

 

فهو عيد العبادة والعُبّاد، وموعد السّالكين والقُصّاد، وموسمُ المشمّرين والرّواد، وليس يومًا لإضاعة الأوقات، في تدبير الخَرْجات والروحات.

 

وقد قيل: إنما سمي هذا اليوم يوم عرفة؛ لانتشار الرحمات، لمن تعرّف لمولاه بالطاعات.

 

عرفات، -يا أيها الأحبة-، سحائب عطايا مرسلات، ومزون هبات مجلّلات.

عطايانا سحائِبُ مرسلاتٌ
ولكن ما وجدنا السَّائلينا
وكلُّ طريقِنا نَورٌ ونُورٌ
ولكنْ ما رأينا السَّالكينا
ولم نجد الجواهرَ قابلاتٍ
ضياءَ الوحي والنورَ المبينا
ولو صدقوا وما في الأرض نهرٌ
لأجرينا السماء لهم عيونا
وأخضعنا لمُلكهم الثُّريا
وشيَّدنا النجومَ لهم حصونا

هباتُ يوم عرفة كأنفاس الرّياح، يَعبَقُ بالرّيحان والرّاح، ويبلسم القروح ويداوي الجراح، ويحمل شذا الغفرانِ الفوّاح، ويبشر بالمنن العظام من الكريم الوهاب الفتاح.

 

يقول صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِى بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ؟»[6].

 

ويقول صلى الله عليه وسلم: «وَمَا مِنْ يَوْمٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، يَنْزِلُ اللَّهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُبَاهِي بِأَهْلِ الْأَرْضِ أَهْلَ السَّمَاءِ، فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي شُعْثًا غُبْرًا ضَاحِينَ جَاءُوا مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ، لَمْ يَرَوْا رَحْمَتِي، وَلَمْ يَرَوْا عَذَابِي، فَلَمْ أَرَ يَوْمًا أَكْثَرَ عَتِيقًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ»[7].

 

ويدْنُو بهِ الجبّارُ جَلَّ جلالُهُ
يُباهِي بهمْ أمْلاكَه فهو أكرَمُ
يقولُ عِبادِي قدْ أتونِي مَحَبَّةً
وَإنِّي بهمْ بَرٌّ أجُودُ وأرْحَمُ
فأشْهِدُكُمْ أنِّي غَفَرْتُ ذنُوبَهُمْ
وأعْطيْتُهُمْ ما أَمَّلُوهُ وَأُنْعِمُ
فَكَمْ مِنْ عَتِيقٍ فِيهِ كَمَّلَ عِتْقَهُ
وَآخَرُ يَسْتَسْعِي وَرَبُّكَ أَكْرَمُ

 

قال الحافظ ابن رجب -يرحمه الله-: يوم عرفة هو يوم العتق من النار، فيعتق الله فيه من النار من وقف بعرفة، ومن لم يقف بها من أهل الأمصار من المسلمين؛ فلذلك صار اليوم الذي يليه عيدًا لجميع المسلمين، في جميع أمصارهم، من شهد الموسم منهم ومن لم يشهده؛ لاشتراكهم في العتق، والمغفرة يوم عرفة[8].

 

فهنيئاً لمن عظَّم ربَّه وعرفه، وتاب مما جنى، واستغفر مما اقترفه، وأظهر ندمه وأسفه، وجعل في الله تلَفَه، فقَبِلَه مولاه وأسعفه، وخلَّصه من هواه وصرفه.

 

هنيئاً لمن أدرك عرفات، وما عرف الآفات.

عرفتُ ربي رحيماً لن يعذبَني
ما دام قلبي بِداجي ليلِه عرفهْ
أعصي وكم جاهل بالنار أرهبني
وما درى حجم عفو الله في عرفةْ

 

عرفات، الأمة بربّها متَّصِلة، وبدوام ذكره مبتهلة، وعلى القبلة مقبلة، والأيدي مرفوعة، والدعوات مسموعة، فيه القلوب مجتمعة، والأصوات بالابتهال مرتفعة، والأفواج مزدحمة، والأمواج ملتطمة، وللعارفين من الضجيج ما في عرفات للحجيج، يناجون عظيماً، ويسألون كريماً، ويرجون رحيماً، ويدعون قريباً مجيباً.

 

فَأُجِيبُوا إِجَابَةً
لم تَقَعْ فِي المسامع
ليس ما تصنعونه
أو ليأتي بضائعِ
تَاجِرُونِي بِطَاعَتِي
تَرْبَحُوا فِي الْبَضَائِعِ
وَابْذُلُوا لِي نُفُوسَكُمْ
إِنَّهَا فِي وَدَائِعِي

 

الخطبة الثانية

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، كما يحب ربنا ويرضى، فهو مستحقُّ الحمد وأهلُه، وهو أهلُ التقوى وأهلُ المغفرة، والصلاة والسلام على رسوله وخليله ومجتباه؛ محمد صلى الله عليه وسلم سيدِ ولد عدنان، وعلى آله وأصحابه الذين كانوا مصابيح الدجى، ونجوم الهدى، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين... وبعد:

 

عباد الله: في يوم عرفة، إذا حان الزّوال، وزال الاعتدال، استغرق العبّاد في الابتهال، وتزاحمت الأفواج كالأمواج، ولبّى الحجاج من شتى الفجاج، وشاركهم النَّاس، واشتهر الإيناس، وانعقد الإجماعُ، واطّرد الْقيَاس.

شعّ في أرواحنا عرَفَةْ
فهنيئاً للذي عرَفَةْ
ودعاهُ واجِلاً قِلِقاً
وبكى من سوءِ ما اقْترفَهْ!

 

فيا عبداً أوبقته الآثام والأوزار، وقيَّدتْه الذنوبُ والآصار، ها هي الفرصةُ سانحةٌ لفكاك رقبتك من النار، مُدَّ لمولاك كَفَّ الاعتذار، وقم على بابه بالذل والانكسار، وارفع قصة ندمك مرقومة على صحيفة خدك بمداد الدموع الغزار، وقل: ﴿ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ﴾ [القصص: 16]، ﴿ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [هود: 47].

 

يقول صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».

 

ثلاث من الأعمال أولى وأفضلُ
بيوم غدٍ يا سعد مَن قام يعملُ
(صيامٌ) و (تهليلٌ) (دعاءٌ) وكلُّها
أتت عن رسول الله وهو المبجَّلُ!
فقوموا بها خيرَ القيامِ عساكمُ
إذا ما اتقيتم أن تثابوا وتُقبَلُوا
ومن زاد خيرا فهو خيرٌ ونعمةٌ
ويا تعسَ من في موسم الربح يكسلُ!

 

فسرّح -يا عبد الله-، الطرف في مختلف الطاعات، ونزّه الفؤاد في متنوع العبادات، وغذّ الروح من جميع القربات، وأطلق عنان اللسان في مناجاة الملك المنان.

 

ابذل شتى الأسباب، وادخل من جميع الأبواب، من حديقة الصلاة، إلى قدسية الصيام، ومن حضرة الذكر، إلى روضة القرآن، ومن دوحة القيام، إلى عبق المناجاة، ومن جلال الدعاء، إلى جليل العطاء، ومن بستان الصدقة، إلى حرم البرّ والصلة.

 

يقال أنّ علي بن موسى الرضى فرّق ماله كلَّه بخراسان في يوم عرفة، حتى لم يبق له شيء، فقال له الفضل بن سهل: ما هذا المغرم؟ فقال: بل هو المغنم، لا تَعُدَنَّ مغرمًا ما ابتغيت به أجرًا أو كرمًا[9]. فطوبى لمن كان بالبرّ معروفا، وبالإحسان موصوفا.

إن دقّ بابَك مسكينٌ فمُدّ له
يدَ الكريم وأيقظ فيه إنسانَكْ
لرُبما سأل الرّحمنَ حاجتَه
يوماً وأعطاه ربُّ الناس عنوانَكْ

 

وبعد، عباد الله، دونكم الفضائل فاغنموها، وبين أيديكم الصالحات فالزموها، وأمامكم الطاعات فاعملوها، والدنيا مزرعة الآخرة فاعبروها.

 

اللهم أَعِنَّا ولا تُعِن علينا، وانصُرْنا ولا تَنصُر علينا، وامْكُر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسر الهدى لنا، وانصُرنا على من بغى علينا، ربنا اجعلنا لك شكَّارين، لك ذكَّارين، لك رهَّابين، لك مِطْواعين، لك مُخْبِتين، إليك أوَّاهين مُنيبين، ربنا تقَبَّل توبتَنا، واغْسِل حَوْبَتنا، وأجِبْ دعوتَنا، وثبِّتْ حُجَّتنا، وسدِّد ألسنتَنا، واهدِ قلوبنا، واسلُلْ سَخَائِمَ صدورنا.



[1] رواه مسلم في صحيحه، باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر وصوم يوم عرفة وعاشوراء والاثنين والخميس(2/ 818).

[2] رواه أحمد في مسنده، باب مسند جابر بن عبد الله رضى الله عنه(22/ 389).

[3] شعب الإيمان للبيهقي، باب الصوم في أشهر الحرم(5/ 306).

[4] رواه الترمذي في سننه، باب ومن سورة البروج(5/ 529)، والطبراني في المعجم الأوسط (2/ 18)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 242).

[5] رواه أحمد في مسنده، باب حديث عقبة بن عامر الجهني(28/ 605)، وأبو داؤود في سننه، باب صيام أيام التشريق(2/ 320)، والترمذي، باب ما جاء من كراهية صوم أيام التشريق (2/ 296)، والنسائي، باب النهي عن صوم عرفة بعرفة(5/ 252).

[6] رواه مسلم في صحيحه، باب في فضل الحج والعمرة، ويوم عرفة(2/ 982).

[7] رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده، باب مسند جابر(4/ 69)، وابن حبان في صحيحه، باب رجاء العتق من النار لمن شهد عرفات يوم عرفة(9/ 164).

[8] لطائف المعارف (276).

[9] غرر الخصائص الواضحة(359).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • نشيد عرفات
  • عرفات

مختارات من الشبكة

  • عرفات وما أدراك ما عرفات؟!! ( خطبة )(مقالة - ملفات خاصة)
  • من عرفات إلى مزدلفة(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الأضحى 1441 هجرية(مقالة - ملفات خاصة)
  • عرفات... ابتهالات وقربات (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إضاءات في صعيد عرفات (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • عرفات مهبط الرحمات(مقالة - ملفات خاصة)
  • ومضات في صعيد عرفات(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • الإِفاضة من عرفات إِلى المزدلفة، واستحباب صلاتي المغرب والعشاء جمعا بالمزدلفة في هذه الليلة(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • من منى إلى عرفات منا الملبي ومنا المكبر(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • مبادئ النجاة في عرفات(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب