• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / ملف الحج / عشر ذي الحجة
علامة باركود

أحكام عشر ذي الحجة (خطبة)

أحكام عشر ذي الحجة (خطبة)
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 29/5/2025 ميلادي - 1/12/1446 هجري

الزيارات: 4266

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أحكامُ عشر ذي الحجة

 

إنَّ الحمدَ للهِ، نَحمَدُه ونستعينُه، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وسلم.


أمَّا بعدُ: (فإنَّ خَيْرَ الحديثِ كِتابُ اللهِ، وخيرُ الْهُدَى هُدَى مُحمَّدٍ، وشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثاتُها، وكُلُّ بدعَةٍ ضَلالَةٌ)، و (لا إيمانَ لِمَن لا أَمانةَ لَهُ، ولا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ).


أمَّا بعدُ: فيا أيها الناسُ اتقوا الله تعالى وشَمِّرُوا لطلبِ الخيراتِ في أوقاتها، واستقبلُوا أعظمَ أيامِ الدُّنيا بما يُرضي ربَّكُم الجليل، فما بقي على دخولها إلا أربعة أيامٍ، وقد كان السَّلَفُ يُعظِّمون (العَشْرَ الأُوَلُ مِنْ ذِي الحِجَّةِ) رواه المروزيُّ، وسببُ تعظيمهم لَها لِما خصَّها الله بها مِن الفضائل الآتية:

أولًا: أنَّ اللهَ أقسَمَ بها: قال تعالى: ﴿ وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ [الفجر: 2]ﱠ، قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إنَّ الْعَشْرَ عَشْرُ الأَضْحَى)؛ رواه أحمد، وقال الزيلعي: (لا بأسَ برجالهِ)، وذكَرَ ابنُ جريرٍ إجماعَ أهلِ التفسيرِ على (أنها عَشْرُ الأَضْحَى).

 

ثانيًا: أنَّ اللهَ أتَمَّها لموسى صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: قال تعالى: ﴿ وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ ﴾ [الأعراف: 142]، قالَ مجاهدٌ:(عَشْرُ ذي الحجَّةِ) رواه ابن جرير.

 

ثالثًا: أنها أفضلُ أيامِ الدُّنيا: قال تعالى: ﴿ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ﴾ [الحج: 28]، قال ابنُ عبَّاسٍ: (أيامُ العَشْرِ) رواه البخاري مُعلَّقًا بصيغة الجزم، وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (أفضلُ أيامِ الدُّنيا أيامُ العَشْرِ) رواه البزار وحسَّنه المنذري، وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إنَّ أَعظَمَ الأيامِ عندَ اللهِ تباركَ وتعالى يومُ النحرِ ثُمَّ يومُ القَرِّ) رواه أبو داود وحسَّنه البيهقي، ويوم القَرّ: هو الحادي عشر، وسُمِّي بذلك لأن الْحُجَّاجَ يَقِرُّون فيه بِمِنَى.

 

وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (ما مِنْ أَيَّامٍ أَعظَمُ عندَ اللهِ ولا أَحَبُّ إليهِ منَ العَمَلِ فيهِنَّ مِن هذهِ الأيامِ العَشْرِ، فأكثِرُوا فيهِنَّ مِنَ التحميدِ والتكبيرِ والتهليلِ) رواه البيهقيُّ في الشُّعَبِ وصحَّحهُ البُوصِيرِي، (وكانَ عُمَرُ رضيَ اللهُ عنهُ يُكَبِّرُ في قُبَّتِهِ بِمنىً فيَسْمَعُهُ أهلُ المسجدِ، فيُكبِّرُونَ ويُكبِّرُ أهلُ الأسواقِ حتَّى تَرْتَجَّ مِنىً تكبيرًا) رواه البخاري، والتكبيرُ أبلغُ لفظةٍ للعَرَبِ في معنى التعظيمِ والإجلالِ، قال تعالى: (وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا)، قال القرطبي: (أيْ: عَظِّمْهُ عَظَمَةً تامَّةً، ويُقَالُ: أَبْلَغُ لَفْظَةٍ لِلْعَرَبِ في مَعْنى التَّعْظِيمِ والإجلالِ: اللهُ أَكْبَرُ، ‌أيْ: ‌صِفْهُ ‌بأنه ‌أَكبرُ مِن كُلِّ شيءٍ) انتهى.

 

والتكبيرُ قرينُ التهليلِ في مواضِعَ عديدةٍ، وقد تَمَيَّزت عشرُ ذي الْحِجَّةِ والسَّفَرِ إلى الحجِّ والعُمْرةِ بمواضعَ كثيرةٍ شُرِعَ فيها التكبيرُ، كالتكبيرِ ثلاثًا عندَ الاستواءِ على الدابَّةِ ونحوِها (أخرجه مسلم)، والتكبيرُ ثلاثًا إذا علا الحاجُّ أو الْمُعتمرُ مُرتفعًا (متفقٌ عليه)، والتكبيرُ قبل الإهلال بالحجِّ أو العُمْرةِ (البخاري)، والتكبيرُ في الطوافِ عند استلامِ الحجَرِ الأسودِ أو مُحاذاتهِ (البخاري)، والتكبيرُ عندَ الصَّفا والْمَروةِ (مسلم)، والتكبيرُ في نواحي الكعبةِ (البخاري)، والتكبيرُ يوم عَرَفَة (متفقٌ عليه)، والتكبيرُ بِمُزدِلِفة عند الْمَشْعَرِ الحرامِ (أخرجه مسلم)، والتكبيرُ يومَ النَّحْرِ (أحمد وحسَّنه الألباني)، والتكبيرُ في عشرِ ذي الحِجَّةِ وفي أيَّامِ التشريقِ (البيهقيُّ في الشُّعَبِ وصحَّحهُ البُوصِيرِي)، والتكبيرُ في صلاةِ وخُطبةِ العيدِ (الترمذي وحسَّنه)، والتكبيرُ عندَ رَمْي الْجَمَراتِ (مسلم)، والتكبيرُ عند ذبح الْهَديِ (متفق عليه)، والتكبيرُ عندَ الرُّجوعِ من الحجِّ أو العُمْرةِ (متفق عليه).

 

قال ابنُ القيِّم: (والأَفْضَلُ في أَيَّامِ عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ الإكْثَارُ مِنَ التَّعَبُّدِ، لا سِيَّمَا التكْبيرُ والتَهْلِيلُ والتَحْمِيدُ، فهُوَ أفْضَلُ مِنَ الجِهَادِ غيْرِ الْمُتَعَيَّنِ) انتهى.


و(كانَ ابنُ عُمَرَ وأبو هُريرَةَ: يَخرُجانِ إلى السُّوقِ في أيامِ العَشْرِ يُكبِّرانِ، ويُكَبِّرُ الناسُ بتكبيرِهِما، وكانَ عُمَرُ رضيَ اللهُ عنهُ يُكَبِّرُ في قُبَّتِهِ بِمنًى، فيَسْمَعُهُ أهلُ المسجدِ فيُكبِّرُونَ ويُكبِّرُ أهلُ الأسواقِ حتَّى تَرْتَجَّ مِنًى تكبيرًا، وكانَ ابنُ عُمَرَ يُكبِّرُ بِمنًى تلكَ الأيَّامَ وخَلْفَ الصلواتِ وعلى فِراشِهِ وفي فُسْطَاطِهِ ومَجْلِسِهِ ومَمْشَاهُ تلكَ الأيامَ جميعًا، وكانت مَيْمُونَةُ تُكبِّرُ يومَ النَّحْرِ) رواه البخاري.

 

قال ابنُ رَجَبٍ: (روى الْمَرْوَزِيُّ عن ميمونَ بنِ مِهْرانٍ قالَ: أدركتُ الناسَ وإنهم ليُكبِّرون في العَشْرِ، حتى كُنتُ أُشبِّهُهُ بالأمواجِ مِن كثرتِهَا، ويقولُ: إنَّ الناسَ قد نَقَصُوا في تركِهِمُ التكبير) انتهى.


رابعًا: أنَّ العَمَلَ الصالِحَ فيها أَحبُّ إلى اللهِ وأَعظمُ أجرًا مِن العَمَلِ في غيرها: قالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: («ما مِن أيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إلى اللهِ مِن هذهِ الأيَّامِ العَشْرِ»، فقالُوا: يا رسولَ اللهِ: ولا الْجهادُ في سبيلِ اللهِ؟ فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «ولا الْجهادُ في سبيلِ اللهِ إلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بنفسِهِ ومالِهِ فلمْ يَرجِعْ مِن ذلكَ بشيْءٍ») رواه الترمذي وصحَّحه، وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: («ما العَمَلُ في أيَّامٍ أَفضَلَ منها في هذهِ؟» قالُوا: ولا الْجهادُ؟ قالَ: «ولا الْجِهادُ إلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ يُخاطِرُ بنفسِهِ ومالِهِ فلَم يَرْجِع بشيءٍ») رواه البخاري.

 

والمعنى كما قال شيخ الإسلام ابنُ تيمية: (اسْتِيعَابُ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ بالْعِبَادَةِ لَيْلًا ونَهَارًا أَفْضَلُ مِنْ جِهَادٍ لَمْ يَذْهَبْ فِيهِ نَفْسُهُ ومَالُهُ) انتهى.


وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: («ما مِن عَمَلٍ أَزْكَى عندَ اللهِ عزَّ وجَلَّ ولا أَعْظَمَ أَجْرًا مِن خَيْرٍ يَعْمَلُهُ في عَشْرِ الأضْحَى»، قيلَ: ولا الْجهادُ في سبيلِ اللهِ؟ قالَ: «ولا الْجهادُ في سبيلِ اللهِ عزَّ وجَلَّ إلا رَجُلٌ خَرَجَ بنفسِهِ ومالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ من ذلكَ بشيْءٍ»، قالَ: وكانَ سعيدُ بنُ جُبيرٍ إذا دَخَلَ أيامُ العَشْرِ اجتَهَدَ اجتهادًا شديدًا حتَّى ما يَكَادُ يَقْدِرُ عليهِ) رواه الدارمي وحسَّنه الألباني.

 

خامسًا: أنَّ فيها ليلةَ الْمُزدلِفة: وتُسمَّى أيضًا: الْمَشْعَرِ الْحَرام، قال الله تعالى: ﴿ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ﴾ [البقرة: 198]، وعن بلالِ بنِ رَبَاحٍ (أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ لَهُ غَدَاةَ جَمْعٍ: «يا بلالُ أسْكِتِ الناسَ»، أوْ «أَنْصِتِ الناس»، ثُمَّ قالَ: «إنَّ اللهَ تَطَوَّلَ عليكُمْ في جَمْعِكُمْ هذا، فوَهَبَ مُسِيئَكُمْ لِمُحْسِنِكُمْ، وأَعْطَى مُحْسِنَكُمْ ما سَأَلَ، ادْفَعُوا باسْمِ اللهِ») رواه ابن ماجه وصحَّحه الألباني.


سادسًا: أنَّ اللهَ أقسَمَ باليومِ التاسعِ منها: قال تعالى: ﴿ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ﴾ [البروج: 3]، قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (وإنَّ المشهُودَ يومُ عَرَفَةَ) رواه الطبرانيُّ في الكبير، وقال ابنُ كثيرٍ: (إسنادُهُ لا بأسَ بهِ).

 

سابعًا: اتفق الفقهاءُ على استحباب صيام تسع ذي الحجة، لِما رواهُ هُنَيْدَةُ بنُ خالدٍ عنِ امرأتِهِ عن بعضِ أزواجِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالت: (كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الحِجَّةِ) رواه أبو داود وصحَّحه البيهقيُّ، ورجَّح أحمد أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان يصومُ تسعَ ذي الحِجَّة، قال النوويُّ: (مِنَ الْمَسنُونِ صَوْمُ عَشْرِ ذي الحِجَّةِ غيرَ العِيدِ) انتهى.

 

فإنْ قيل: قالت عائشةُ رضيَ اللهُ عنها: (ما رأيتُ رسُولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ صائمًا في العَشْرِ قَطُّ) رواه مسلمٌ، فالجوابُ: قال النووي: (فيُتَأَوَّلُ قولُها لَم يَصُمِ العَشْرَ: أنهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لَمْ يَصُمْهُ لعارضِ مَرَضٍ أو سَفَرٍ أو غيرِهما، أو أنها لم تَرَهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ صائمًا فيهِ، ولا يَلزمُ من ذلكَ عَدَمُ صيامِهِ في نفسِ الأمرِ) انتهى.

 

ثامنًا: أن صومَ يومِ عرَفَةَ يُكفِّر السنةَ الماضيةَ والباقية، (سُئِلَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عن صَومِ يومِ عَرَفَةَ؟ فقالَ: يُكَفِّرُ السَّنةَ الماضِيَةَ والباقيَةَ)؛ رواه مسلم.


اللهم بلِّغنا عشرَ ذي الحِجَّةِ وأَعِنَّا عَلَى شُكْرِكَ وذِكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ، آمين.

 

الخطبة الثانية

أيها المسلمون:ومما اختُصَّت به عشرُ ذي الحجَّة: تاسعًا: كثرةُ الدُّعاءِ فيها: قال ابن القيِّم: (كانَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يُكْثِرُ الدُّعاءَ في عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ) انتهى، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (أفضَلُ الدُّعَاءِ دُعاءُ يومِ عَرفَةَ، وأفضَلُ ما قُلتُ أنا والنبيُّونَ مِن قبلي: لا إلهَ إلاَّ اللهُ وَحدَهُ لا شريكَ لهُ) رواه الإمام مالك وحسَّنه الألباني، والدُّعاء في عشرِ ذي الحجَّةِ له شأن عظيمٌ وخاصة في يومِ عَرَفَةِ الذي هو أعظمُ أيَّام السَّنَةِ للدُّعاء، والذي إنْ فاتَ عليكَ أو قصَّرتَ فيه لا يُمكِنُكَ تَدَارُكُه، قال النووي: (فيُستحبُّ الإِكثارُ مِن الذكرِ والدُّعاءِ ويَجتهدُ في ذلك، فهذا اليومُ ‌أفضلُ ‌أيَّام ‌السَّنَةِ ‌للدُّعاءِ، وهو مُعْظَمُ الحجِّ ومقصودُه والْمُعوَّلُ عليه، فينبغي أنْ يَستفرغَ الإِنسانُ وُسْعَه في الذكرِ والدُّعاء، وفي قراءةِ القُرآن، وأنْ يدعوَ بأنواع الأدعية، ويأتي بأنواعِ الأذكار، ويدعو لنفسه ووالديه وأقاربه ومشايخه وأصحابه وأصدقائه وأحبابه، وسائر مَن أحسن إليه وجميع المسلمين، وليحذرْ كلَّ الحذرِ مِن التقصير في ذلك كُلِّه، فإن هذا اليوم لا يُمكِنُ تداركه بخلافِ غيره.. وأن يُكثِرَ من البكاء مع الذكر والدعاء، فهنالك تُسكبُ العَبَرات، وتُستقال العثرات، وتُرتجى الطلبات، وإنه لموقفٌ عظيم، ومَجْمَعٌ جليلٌ، يَجتمعُ فيه خيارُ عبادِ الله الْمُخْلَصين، وهو أعظمُ مَجَامعِ الدُّنيا) انتهى.


عاشرًا: ذبح الأضاحي، قال ابن عبد البرِّ: (وقدْ رُوِيَ في فضلِ الضَّحايا آثارٌ حِسَانٌ، فمنها: ما رَوَاهُ سعيدُ بنُ داود بن أبي الزبير عن مالكٍ عن ثَوْرِ بنِ زيدٍ عن عِكرِمَةَ عنِ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: قالَ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ما مِن نفَقَةٍ بعدَ صِلَةِ الرَّحِمِ أعظَمُ عندَ اللهِ مِنْ إهراقِ الدَّمِ) انتهى.

 

ويَجبُ على مَن أرادَ أن يُضحِّي: أن يُمْسِكَ عن شَعْرِهِ وأظفارهِ، وبه قال ربيعة وإسحاق وأحمد وداود وبعض الشافعية، ورجَّحه ابن القيم واللجنة الدائمة للإفتاء وابن باز وابن عثيمين رحمهم الله، لِما رواه سعيد بن المسيب عن أُمِّ سلمة رضي الله عنها أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: (إذا رأيتُم هلالَ ذي الحجَّةِ وأرادَ أحدُكُم أن يُضحِّيَ فليُمسِكْ عن شَعْرِهِ وأظفارِهِ) رواه مسلم، وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (مَن كان له ذِبْحٌ يَذبَحُهُ فإذا أَهَلَّ هِلالُ ذي الحِجَّةِ، فلا يَأخُذَنَّ من شَعْرِهِ ولا من أظفَارِهِ شيئًا حتى يُضحِّي)؛ رواه مسلم.

 

فاستقبلُوا رحمني الله وإياكم عشرَ ذي الحجة بالمسارعةِ في الأعمالِ الصالحاتِ، والإكثارِ مِنَ ذِكْرِ رَبِّ الأرضِ والسماواتِ.

 

(اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى شُكْرِكَ وذِكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أحكام عشر ذي الحجة
  • أحكام عشر ذي الحجة وفضائلها
  • أحكام عشر ذي الحجة

مختارات من الشبكة

  • أحكام الجنائز: مقدمات الموت - تغسيل الميت - تكفينه - دفنه - تعزية أهله - أحكام أخرى (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • من أحكام الحج أحكام يوم التشريق(مادة مرئية - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • أحكام الاعتكاف وليلة القدر وزكاة الفطر وما يتعلق بها من أحكام فقهية وعقدية (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • مخطوطة أحكام الذريعة إلى أحكام الشريعة(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • قاعدة أحكام النساء على النصف من أحكام الرجال(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله)
  • أحكام العيدين وعشر ذي الحجة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أحكام الأضحية قبل شرائها وفضل عشر ذي الحجة(مقالة - ملفات خاصة)
  • بعض أحكام عشر ذي الحجة(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • من أحكام العشر من ذي الحجة(مقالة - ملفات خاصة)
  • أحكام العشر الأواخر من رمضان والاعتكاف(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 2/12/1446هـ - الساعة: 8:23
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب