العالم يتزين لاستقبال رمضان

العالم يتزين لاستقبال رمضان

ما بين حملاتٍ تهدف إلى رفع الإيمانيات، وأخرى تسعى إلى تجويد السلوكيات، وثالثة تحثُّ على نبذ سيء العادات، ورابعة تدعوا إلى مساعدة الفقراء وذوي الحاجات، وغيرها تطالب بتخفيف وتيرة العنف في المناطق التي تشتعل فيها الصراعات... استقبل العالم هذا العام شهر (رمضان) الخيرات.

في هذه السطور، ننقل غيضًا من فيض هذه الاستعدادات ...

شاركونا "رمضان والقرآن":

تحت عنوان (شاركونا رمضان)، أطلق مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) حملته السنوية التي تهدف إلى توصيل الإسلام بصورة بسيطة إلى غير المسلمين، وإتاحة فرصة لأتباع كافة الأديان في الولايات المتحدة للقاء نظرائهم المسلمين على موائد الإفطار في رمضان.

كما دعا مجلس (كير) ـ أكبر منظمات الحقوق المدنية المسلمة في الولايات المتحدة ـ كافة المسلمين في أنحاء أمريكا إلى المشاركة في مبادرة (شاركونا القرآن) والتي تهدف إلى إهداء المصحف الشريف إلى المسئولين وصنَّاع القرار في أمريكا ممن يحضرون إفطارات رمضان كل عام.

من جانبه قال "لاري شو" السيناتور الديمقراطي عن ولاية كارولينا الجنوبية، ورئيس مجلس إدارة (كير): "نظرًا لدعوة العديد من المسئولين وأعضاء السلطة التنفيذية والقياديين والمحليين إلى حضور إفطارات رمضان، فإنها تعتبر فرصة ذهبية لإهدائهم نسخة من القرآن الكريم (ولو) للاحتفاظ بها في مكتباتهم".

وتهدف الحملتين إلى مواجهة الإسلاموفوبيا المتصاعدة داخل المجتمع الأمريكي، بعدما كشف الباحثون أن معاداة المسلمين تتناقص كلما أتيحت الفرصة لنشر المعلومات الصحيحة حول الإسلام، والاحتكاك بالمسلمين وجهًا لوجه؛ بهدف السماع منهم لا عنهم.

ويساعد مجلس (كير) الجاليات المسلمة في أمريكا على استضافة الإفطارات الرمضانية وذلك بتوفير إرشادات مفصلة حول كيفية الإعداد لهذه الإفطارات (إعلاميًا) عبر كتيبات يتم توزيعها على المشاركين.

يُذكَر أن مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) أُسِّسَ في عام 1994 للعمل على زيادة فهم المجتمع الأمريكي للإسلام، وتشجيع الحوار، وحماية الحريات المدنية، وتقوية المسلمين الأمريكيين، وبناء التحالفات المعنية بنشر العدالة والفهم المتبادل. ويمتلك المجلس حاليًا 32 فرعًا ومكتبًا إقليميًا عبر الولايات المتحدة.

رمضان بلا تدخين:

وفي العاصمة البريطانية لندن انطلقت حملة ضدّ التدخين، تدعو المسلمين المدخّنين إلي الإقلاع عن هذه العادة السيئة خلال شهر رمضان الكريم.

وقال محمد شاكر عضو المركز الإسلامي في شرق لندن: "إذا استطاع الناس التخلي عن التدخين لمدة شهر لأسباب دينية، فستكون وسيلة جيّدة لاستعدادهم للتوقف عن التدخين في سائر أساليب الحياة"، وشدّد على الهدف من إطلاق الحملة التي تأتي تحت عنوان "رمضان فرصة للتوقف عن التدخين"، قبل بدء شهر رمضان الكريم إعطاءً للمسلمين في بريطانيا فرصة ليفكّروا بالأمر ويتهيئوا لقرار الإقلاع عن التدخين، وتهدُف الحملة التي أطلقت بمبادرة من مسئولين صحيين في حي "تاور هاملتس"إلى تحفيز المسلمين الصائمين في بريطانيا على انتهاز اقتراب حلول شهر رمضان الكريم لشنّ حملةٍ ضدّ التدخين.

وقامت دائرة الصحة الوطنية في حي "تاور هاملتس" في شرق لندن بتدشين هذه الحملة تحت عنوان "رمضان فرصة للتوقّف عن التدخين"، يُذكر أنه قد شُنَّت حملةٌ مماثلة في العام الماضي الذي شهد توقيع ما يزيد على 1000 مواطن تعهّدوا بالتوقف عن التدخين، ومعظمهم أعضاء في المركز الإسلامي في حي "وايت تشابل" بشرق لندن.

وتتضمن الحملة، التي ستستمر خلال شهر رمضان، فعالياتٍ مجانيةً مثل برامج مسح طبّي للرجال والنساء في المركز الإسلامي في لندن، ويقدّر عدد الوفيات بسبب الأمراض المتّصلة بالتدخين بحوالي 22% من جميع الوفيات في "تاور هاملتس" شرق لندن.

مساعدة الآلاف حول العالم:

وفي ماليزيا أطلقت هيئة الإغاثة الإسلامية حملة تهدف إلى مساعدة آلاف المسلمين خلال شهر الصيام حول العالم.

وفي هذا الشأن قال عبدالله زواهر رئيس هيئة الإغاثة الإسلامية في ماليزيا إن الهيئة تخطط لتوزيع السلع الأساسية على 10،000 من المسلمين المحتاجين خلال شهر الصيام في ماليزيا.

وأضاف زواهر "هناك برامج مماثلة ستنفذ في وقت واحد في جميع أنحاء العالم من خلال فروع منظمة الإغاثة الإسلامية في أكثر من 50 بلدا من بينها الولايات المتحدة وكندا وكوسوفو والبوسنة وإيطاليا وفرنسا ونيجيريا واليمن واندونيسيا."

وأردف زواهر للصحفيين بعد انطلاق برنامج المعونة في معهد التفاهم الاسلامي الماليزي أن منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية قد تمكنت في العام الماضي من توزيع الطرود الغذائية على ما يزيد على مليون من المستفيدين في جميع أنحاء العالم... وفي ماليزيا قمنا بتوزيع  مايزيد علي7700 سلعة غذائية صعب الحصول عليها، ونأمل  أن نقدم المزيد في هذا العام". وأضاف زواهر أن المتطوعين بدأوا في توزيع السلع الغذائية منذ 1 مايو الماضي.

انطلاقة نحو المصالحة:

وفي إندونيسيا ناشدت إحدى المنظمات الإسلامية "جماعة المحمدية" المسلمين إلى اعتبار شهر رمضان المقبل  هي نقطة الانطلاق نحو المصالحة الوطنية في البلاد.

وقال رئيس جماعة المحمدية شمس الدين "إن الانتخابات التشريعية والرئاسية التي جرت مؤخرا في البلاد أوجدت روح الفرقة بين الكثيرين، مما أدى إلى الكثير من الصراعات بين الجماعات والأفراد، إضافة إلى تقسيم الدولة إلى عدة انتماءات سياسية.

وأضاف خلال مؤتمر صحفي "تم تقسيم الشعب بسبب التطلعات السياسية. وقد حان الوقت لإعادة بناء الأخوة".

وقال إن جماعة المحمدية تحث المسلمين والأمة بأسرها على التضامن والحفاظ على العلاقات الجيدة. مؤكدًا على حاجة الأمة إلى تعزيز التسامح والتعاضد والتعاون من أجل تحقيق وحدة وطنية سليمة".

كما دعت جماعة المحمدية رجال الدين والوُّعاظ إلى التأكيد على ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية في الخطب والمحاضرات والندوات خلال شهر الصيام.

رفع حظر التجوال:

وفي تايلاند أعلنت السلطات الحكومية رفع حضر التجوال المفروض على إقليمين من أقاليم الجنوب المسلم، وذلك في إطار الاستعدادات لاستقبال شهر رمضان. وبحسب الجيش الرابع التايلاندي فسوف يستمر العمل بهذا القرار حتى نهاية الشهر الكريم والذي من المقرر أن يبدأ يوم 21 من أغسطس الجاري.

من جانبه أكد "بيتشيت ويسايجورن"، قائد الجيش الرابع، أن الحظر سيُرفَع عن مقاطعتي بانانج ساتا، و ياها الواقعين في إقليم "يالا"، أحد الأقاليم الجنوبية الثلاثة التي تقطنها أغلبية مسلمة.

وقال الجنرال ويسايجورن إن هذا القرار جاء بناءً على طلب من مسلمي الإقليمين، ذلك أن "الإشراف الأمني المكثف يزعج المسلمين الراغبين في أداء فرائض رمضان، كما يمنع الحظر المفروض سكان الإقليم من مغادرة منازلهم من التاسعة مساءً وحتى الرابعة صباحًا. لكنه في الوقت ذاته أشار إلى أن قوات الشرطة ستقوم بتأمين المسلمين الذاهبين إلى المساجد والقادمين منها، بحسب ما نقلته صحيفة بانكوك بوست التايلاندية.

جدير بالذكر أن الأقاليم الثلاثة في الجنوب المسلم تتعرض لموجة شديدة من العنف راح ضحيتها ما يربو على2.300 من الأبرياء منذ 2004. ويشكل المسلمون في تايلاند أكثر من 5 % من إجمالي السكان الذي يبلغ (64.6) مليون نسمة، ويتركز المسلمون في 3 ولايات في أقصى جنوب تايلاند يمثلون الأغلبية فيها وهي: باتاني وسكانها من العنصر الملاوي, وتبلغ نسبة المسلمين في هذا الإقليم أكثر من 80%، ويبلغ عددهم 3.5 مليون نسمة، بالإضافة إلى إقليمي يالا، وناراثيوات.

وكانت لتلك الولايات سلطة إسلامية مستقلة إلى أن احتلتها بانكوك منذُ قرنٍ، ومنذ ذلك الوقت يعاني المسلمون في تلك الولايات من الاضطهاد والتفرقة في مختلف مجالات الحياة، بما في ذلك الوظائف والتعليم وغيرها.

إغلاق الحانات والمقاهي:

وفي بلدية مدينة باليمبانج، عاصمة محافظة جنوب سومطرة، أصدرت الحكومة منشورًا يقضي بإغلاق كافة الملاهي الليلية قبل يومين من شهر رمضان وحتى ثلاثة أيام بعده. ويشمل الحظر كافة أماكن الترفيه والحانات والمقاهي ومراكز التدليك، بحسب صحيفة جاكارتا بوست الإندونيسية.

وأكد نائب العمدة، رومي هيرتون، أن مخالفي هذا القرار سيُعَرِّضُون أنفسهم لعقوبة تصل إلى السجن 3 أشهر، أو لغرامةٍ تُقَدَّر بـ 50 مليون روبية. مشيرًا إلى أن أفراد الشرطة والجيش سوف يقومون بتطبيق القرار، الذي يهدف إلى حماية قدسية هذا الشهر في عاصمة المحافظة.

جاء ذلك بعد مطالبات مماثلة أطلقها مجلس علماء إندونيسيا في مقاطعة "جزر رياو" غربي البلاد، حثُّوا خلالها المسئولين والمجالس البلدية في المقاطعة بإغلاق كافة مراكز الترفيه، كالحانات والملاهي الليلية، ومراكز التدليك، طيلة شهر رمضان.

وبحسب مانقلته الصحيفة عن رئيس المجلس في (جزر رياو)، أزهري عباس، فقد طالب المجلس إدارات جُزُر ناتونا الكبرى، وأنامباس، وبينتان، ولينجا، وبينتان، وكاريمون، وباتام، و مدينة تانجونج بينانج، بإغلاق مراكز الترفيه بدءًا من 21 أغسطس الجاري مطلع شهر رمضان.

وأضاف "عباس": "لقد أرسلنا خطابات (بهذا الشأن) إلى المسئولين والإدارات البلدية، وبإمكانهم استخدام هذه الخطابات كقاعدة تؤسس لإغلاق هذه المراكز خلال رمضان".

وأكد أن الإدارة البلدية في مدينة "تانجونج بينانج" قد وافقت على مطالب المجلس، فيما أعرب عن استيائه لعدم تجاوب إدارة "باتام" مع هذه المطالب خوفًا من التداعيات الاقتصادية السيئة التي قد تصيب العاملين في قطاع السياحة، بزعم الإدارة البلدية.