• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / مواعظ وخواطر وآداب / خواطر صائم / مقالات
علامة باركود

عون الرحمن في وسائل استثمار رمضان (12)

محمود العشري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/8/2011 ميلادي - 21/9/1432 هجري

الزيارات: 6289

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نصائح كلِّية للاستفادة من الحياة في تحصيل رضا الله - تعالى -:

أخي - يا بن الإسلام -: إذا ما أحسنتَ استقبال رمضان، سَهُل عليك العمل على استثماره، والاستفادة مما يكون فيه من الخَيْرات، وأَذْكُر لك الآن بعض النَّصائح الكلية في حياتك عمومًا، وفي رمضان على وجه الخصوص، فأقول وبالله - تعالى - التوفيق، وعليه التُّكلان:

 

1- آمِن بالله - تعالى - وملائكته، وكتُبِه ورسله، واليوم الآخر، وآمِن بالقدَرِ خيره وشرِّه؛ قال - تعالى -: ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177]، وقال - تعالى -: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49].

 

ولَمَّا سُئل - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن الإيمان قال - كما في "صحيح مسلم" -: ((أن تؤمن بالله وملائكته، وكتُبِه ورسله، واليوم الآخِر، وأن تؤمن بالقدَر خيره وشرِّه)).

 

وهذا الإيمان المطلوب تحتاج أن تتعلَّمه جيدًا كما تعلَّمه الصحابةُ الكرام؛ لأنه سبيلك إلى الجنَّة، ولهذا فإنِّي استعنت ربِّي - سبحانه - وبدأتُ في بعض البحوث المتعلِّقة بمسائل العقيدة والإيمان، أسأل الله - تعالى - أن يُتِمَّها عليَّ بخير، وأن ينفع بها، وأن يجعلَها خالصةً لوجهه، آمين.

 

2- أخلِص النِّية لله، واحذر الرِّياء في القول والعمل؛ فإنَّ عليك من الله عَينًا ناظرة، قال - تعالى -: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ [البينة: 5].

 

وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم - كما في الصحيحين: ((إنَّما الأعمال بالنيات، وإنَّما لكل امرئٍ ما نوى))، وفي "مسند أحمد" و"صحيح ابن حبان" و"مستدرك الحاكم": ((بَشِّر هذه الأُمَّة بالسَّناء والتَّمكين في البلاد، والنصر والرِّفعة في الدِّين، ومَن عَمِل منهم بعمل الآخرة للدُّنيا، فليس له في الآخرة من نصيب))؛ والحديث صححه الألبانيُّ في "صحيح الجامع".

 

فانظر - أخي يا بْنَ الإسلام - إلى هذا الرَّبْط الخطير بين التَّمكين والإخلاص، فبِه تعرف ما سبب تأخُّر التمكين؛ فإنَّ من أخطر الأسباب التي تحول بين هذه الأمة وبين التمكين في هذا العصر الذي يعاني فيه المسلمون من الهوان: فسادَ النِّية.

 

فيا أيُّها العاملُ لنصر الدِّين، الآملُ حصولَ التمكين، أخلص النِّية لله - تعالى - وإلا فالنارَ النارَ، أخلص نيتك، وطهِّر قلبك من الرِّياء، واقصد وجه الله بتوجُّهك، تكسِبْ خيرَيِ الدنيا والآخرة، وإلا فالخسار والدمار وخراب الديار، واعلم أنك تطلب ما عند الله - تعالى - وما عند الله لا ولن يُنال إلاَّ بطاعته.

 

فالنِّية هي الأصل - يا بن الإسلام - والله الحسيب والرَّقيب، مطَّلِع على السرائر والضمائر، لا تَخْفى عليه خافية، وكم من عملٍ يتصوَّر بصورة أعمال الدُّنيا، فيصير بِحُسن النية من أعمال الآخرة! وكم من عمل يتصور بصورة أعمال الآخرة، فيصير بِسُوء النية من أعمال الدنيا! فلْتَحذر.

 

قال عبدالله الأنطاكيُّ: مَن طلب الإخلاص في أعماله الظاهرة، وهو يُلاحظ الخلق بقلبه، فقد رام المُحال؛ لأنَّ الإخلاصَ ماءُ القلب الذي به حياتُه، والرياء يُمِيته.

 

فلا بد إذًا - للنجاة في الآخرة، وللانتِفاع بما تتعلَّم في الدنيا، والنَّفع به - من الإخلاص - رزقَنا الله جميعًا إيَّاه.

 

ولكن الإخلاص عزيز؛ ولذلك لا بدَّ من إعداد العُدَّة لتحقيقه؛ بالبحث عن أسبابه، ومُجاهدة النفس، وأُحِيلُكَ - أخي باغي الخير - على كتب الرَّقائق والتَّزكية؛ ففيها العون من الله لمن يريد أن يُعان.

 

3- اتَّبِع السُّنةَ النبوية في جميع أقوالك وأفعالك ونياتك؛ قال - تعالى -: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر: 7]، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم - كما في "صحيح البخاري": ((كلُّ أمتي يدخلون الجنة إلاَّ من أبَى))، قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟! قال: ((من أطاعني دخل الجنَّة، ومن عصاني فقد أبى)).

 

4- اتَّقِ الله حيثما كنتَ، واعزِم على فعل جميع الأوامر، وترْكِ جميع المناهي؛ قال - تعالى -: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [التغابن: 16]، وكان النبيُّ - صلى الله عيه وسلم - يقول - كما عند "مسلم" -: ((اللهم إنِّي أسألك الهدى والتُّقى، والعفاف والغِنَى)).

 

5- تُبْ إلى الله توبة نصوحًا، وأكثِرْ من الاستغفار؛ قال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ﴾ [التحريم: 8]، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم - في "صحيح مسلم": ((يا أيها النَّاس، توبوا إلى الله واستغفروه؛ فإنِّي أتوب إليه في اليوم مائة مرَّة)).

 

6- راقب الله في جميع حركاتك وسكناتك، واعلم أنَّ الله يراك ويسمعك، ويعلم ما يُكِنُّه صدرك، فاحذَرْه، قال - تعالى -: ﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [الحديد: 4]، وقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ﴾ [آل عمران: 5]، وقال: ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾ [غافر: 19]، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم - في "صحيح مسلم" - لما سُئل عن الإحسان: ((أن تَعْبد الله كأنَّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنَّه يراك)).

 

7- كن مُسارِعًا إلى فعل الخيرات من غير تردُّد، قال - تعالى -: ﴿ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ﴾ [البقرة: 148]، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم - كما في "صحيح مسلم": ((بادروا بالأعمال الصَّالحة؛ فستكون فِتَن كقطع الليل المُظْلِم، يصبح الرجل مؤمنًا ويُمْسي كافرًا، ويصبح كافرًا ويمسي مؤمنًا، يبيع دينه بِعَرَضٍ من الدنيا)).

 

8- اصبر على طاعة الله، وعن مَعْصيته، وعلى أقداره المُؤْلِمة؛ قال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 200]، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الصَّحيحين: ((من يتصبَّر يُصبِّره الله، وما أُعطِيَ أحدٌ عطاء خيرًا وأوسع من الصبر)).

 

9- اصْدُق مع الله في أقوالك وأفعالك ونيَّاتك، واصدق مع الناس، وإيَّاك والكذب؛ قال -تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119].

 

وفي الصحيحين قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إن الصِّدق يهدي إلى البِرِّ...)).

 

10- عليك باليقين في الله، والتوكُّلِ عليه؛ فهو كافيك، قال - تعالى -: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3]، وكان - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول - كما في الصحيحين -: ((اللَّهم لك أسلمتُ، وبك آمنت، وعليك توكَّلت، وإليك أنبتُ، وبك خاصمت، اللَّهم أعوذ بعِزَّتك لا إله إلاَّ أنت أن تضِلَّني، وأنت الحيُّ الذي لا يموت، والجنُّ والإنس يموتون)).

 

11- استَقِم كما أمرَك الله ورسوله، قال - تعالى -: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [هود: 112]، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيما رواه مسلم: ((قل: آمنتُ بالله، ثم استَقِم)).

 

12- تفكَّر في عظيم مخلوقات الله، وفناء الدُّنيا، وأهوال الآخرة، قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران: 190]، وقال: ﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾ [يوسف: 109].

 

13- جاهِدْ نفسك على طلب معالي الأمور، ولا تركن إلى الرَّاحة والدَّعة، فتخسر الدنيا والآخرة، قال - تعالى -: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ﴾ [العنكبوت: 69]، وفي "صحيح مسلم" قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((المؤمن القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفَعُك، واستعن بالله ولا تَعجِز، وإن أصابك شيءٌ فلا تقل: لو أنِّي فعلتُ كذا، كان كذا، ولكن قل: قدَرُ اللهِ وما شاء فعل؛ فإنَّ (لو) تفتَحُ عمل الشيطان)).

 

14- عليك بالقصد، وإيَّاك الغلو والتشدُّد، وتحميل النفس فوق طاقتها، قال - تعالى -: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ [البقرة: 185]، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الصحيحين: ((عليكم بما تُطِيقون، فوالله لا يملُّ الله حتى تَملُّوا، وكان أحب الدِّين إليه ما داوم عليه صاحِبُه)).

 

وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((هلكَ المُتنطِّعون))؛ قالها ثلاثًا، كما روى مسلمٌ، وهم المتعصِّبون المتشدِّدون.

 

15- احذَرْ من البدع ومُحْدَثات الأمور؛ فإنَّ كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، قال - تعالى -: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾ [الأنعام: 153].

 

وفي الصحيحين قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو رَدٌّ)).

 

16- ادع إلى سبيل ربِّك بالحكمة والموعظة الحسنة، قال - تعالى -: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ﴾ [النحل: 125]، وفي "صحيح مسلم" قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من دَلَّ على خيرٍ، فله مثل أجر فاعله))، وقال لعليٍّ - رضي الله عنه -: ((لأَنْ يهدي الله بك رجلاً واحدًا خيرٌ لك من حُمر النَّعَم))؛ والحديث متَّفق عليه.

 

17- تعاوَنْ مع الناس على البِرِّ والتَّقْوى، ولا تتعاوَنْ على الإثم والعدوان، قال - تعالى -: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2]، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من جهَّز غازيًا في سبيل الله، فقد غزا، ومن خلَفَ غازيًا في أهله بخير، فقد غزا))؛ والحديث متفق عليه.

 

18- أدِّ الأمانة لمن ائتمنك، ولا تَخُن من خانك؛ قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ﴾ [النساء: 58]، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم - في المتفق عليه: ((آية المنافق ثلاثٌ: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتُمِن خان)).

 

19- أحسِنْ إلى جارك، وارْعَ حقَّه، واستوصِ به خيرًا، قال - تعالى -: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ﴾ [النساء: 36]، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم - في المتَّفَقِ عليه: ((ما زال جبريلُ يوصيني بالجار حتَّى ظننت أنه سَيُورِّثه)).

 

20- عليك بالرِّفق والأناة والحِلْم، واحذر من الغفلة والعجلة، قال - تعالى -: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199]، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم - لأشجِّ عبدالقيس - كما عند مسلم -: ((إنَّ فيك خصلتين يحبُّهما الله: الحِلْم والأناة))، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم - في المتفق عليه: ((إنَّ الله رفيقٌ يحبُّ الرِّفق في الأمر كلِّه)).

 

فاجتهد أن تتحلَّى بالحلم والأناة والرِّفق؛ لتحظى بحبِّ الله - عزَّ وجلَّ.

 

21- ازْهَد في الدُّنيا، وتقلَّل منها ما استطعت، وارغب في الآخرة؛ فهي الدار الحقُّ، قال - تعالى -: ﴿ وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [العنكبوت: 64]، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم - كما في "صحيح مسلم": ((ما الدُّنيا في الآخرة إلاَّ مثل ما يجعل أحدكم إصبعَه في اليمِّ - البحر - فلينظر بِمَ يرجع))، وقال كما في البخاري: ((كن في الدُّنيا كأنَّك غريب أو عابر سبيل)).

 

22- عليك بالقناعة والعفاف والاقتصاد في العيشة، وإياك وسؤال الناس من غير ضرورة مُلِحَّة، قال - تعالى -: ﴿ لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ﴾ [البقرة: 273]، وقال - تعالى -: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ﴾ [الفرقان: 67]، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الحديث الصحيح الذي رواه أهل السُّنن: ((من تكفَّل لي ألاَّ يسأل الناس شيئًا، أتكفَّل له بالجنَّة))، وقال - كما عند مسلم -: ((قد أفلح مَن أسلم ورُزق كفافًا، وقنَّعه الله بما آتاه)).

 

23- أكثِر من ذِكْر الموت وزيارة القبور؛ فإنَّ ذلك أدعى أن تقف على حقيقة الدُّنيا الَّتي لا تُساوي عند الله جناح بعوضة، وأن تُضاعِف من جهدك وهِمَّتِك في الوصول إلى رضا الرَّحمن، ونَيْل الجنان في الآخرة، قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((كنت نَهيتُكم عن زيارة القبور، فزوروها؛ فإنَّها تذكِّركم الآخرة)).

 

24- تَواضَعْ للناس، واخفض الجناحَ لهم، وإياك - يا بن الإسلام - والكِبْرَ والتعالي عليهم، قال - تعالى -: ﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 215]، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ الله أوحَى إليَّ أن تواضَعوا، حتَّى لا يَفْخر أحدٌ على أحد، ولا يبغي أحد على أحد))؛ رواه مسلم، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يدخل الجنَّةَ من كان في قلبه مثقالُ ذرَّة من كِبْر))؛ رواه مسلم، فاجتهد - يا بن الإسلام - في التواضع؛ فمن تواضعَ لله رفعه.

 

25- أطِعْ وُلاة الأمر - وهم العُلَماء والأمراء - في غير معصية الله، وادْعُ لهم بالصلاح والمعافاة، قال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ [النساء: 59]، وفي المتفق عليه: ((على المرء المسلم السَّمعُ والطاعة فيما أحبَّ وكَرِه، إلاَّ أن يُؤمَر بمعصية، فإذا أُمِر بمعصية فلا سَمْع ولا طاعة)).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • عون الرحمن في وسائل استثمار رمضان (7)
  • عون الرحمن في وسائل استثمار رمضان (8)
  • عون الرحمن في وسائل استثمار رمضان (9)
  • عون الرحمن في وسائل استثمار رمضان (10)
  • عون الرحمن في وسائل استثمار رمضان (15)
  • عون الرحمن في وسائل استثمار رمضان (11)
  • عون الرحمن في وسائل استثمار رمضان (13)
  • عون الرحمن في وسائل استثمار رمضان (14)
  • عون الرحمن في وسائل استثمار رمضان (17)
  • عون الرحمن في وسائل استثمار رمضان (16)
  • عون الرحمن في وسائل استثمار رمضان (24)
  • عون الرحمن في وسائل استثمار رمضان (25)
  • عون الرحمن في وسائل استثمار رمضان (26)

مختارات من الشبكة

  • والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه (تصميم)(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • حديث: والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • عون الرحمن في وسائل استثمار رمضان (30)(مقالة - ملفات خاصة)
  • عون الرحمن في وسائل استثمار رمضان (31)(مقالة - ملفات خاصة)
  • عون الرحمن في وسائل استثمار رمضان (28)(مقالة - ملفات خاصة)
  • عون الرحمن في وسائل استثمار رمضان (29)(مقالة - ملفات خاصة)
  • عون الرحمن في وسائل استثمار رمضان (27)(مقالة - ملفات خاصة)
  • عون الرحمن في وسائل استثمار رمضان (22)(مقالة - ملفات خاصة)
  • عون الرحمن في وسائل استثمار رمضان (21)(مقالة - ملفات خاصة)
  • عون الرحمن في وسائل استثمار رمضان (23)(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب