• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / ليلة القدر
علامة باركود

ليلة القدر: تساؤلات مطروحة للنقاش

ليلة القدر: تساؤلات مطروحة للنقاش
أ. د. فهمي أحمد عبدالرحمن القزاز

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/3/2024 ميلادي - 6/9/1445 هجري

الزيارات: 2087

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لَيْلَةُ الْقَدْرِ: تساؤلاتٌ مطروحةٌ للنقاشِ


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آلهِ وصحبهِ ومن والاه، وبعد:

ففي زحمة الدخول في التفاصيل، ومعرفة دقائق الأمور قد تغيب الأساسيات، ومنها ما نرى أن مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات العلمية تعج في معرفة أدق الأمور المتعلقة بليلة القدر وعلاماتها وتحريها واستقراء أحاديثها شرحًا ودراسةً وتحقيقًا للوصول إلى الصواب، وفي كل ذلك خيرٌ عظيمٌ، وجهدٌ مباركٌ لا يخفى على ذي لُبٍّ، ولكن قد تغيب بعض الأساسيات عن القارئ والمطلع الذي يريد أن يتلذذ بالمعاني الإيمانية لهذه الليلة المباركة.

 

ومن هذه الأساسيات التي وددت أن أطرحها بشكل تساؤلات لاستنهاض الهمم في البحث عن جوابها، ومنها:

1- هذه الليلة وُصِفت بأنها خيرٌ من ألف شهر، فقال الله تعالى: ﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ [القدر: 3]. والسبب في اختصاص هذه الأمة بالخيرية في هذه الليلة كما جاء عن مَالِكٍ أَنَّهُ سمع من يَثِقُ بِـهِ من أَهْلِ الْعِلْمِ يقول: "إِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم أُري أَعْمَارَ الناس قَبْلَهُ، أو ما شَاءَ الله من ذلك، فَكَأَنَّهُ تَقَاصَرَ أَعْمَارَ أُمَّتِهِ ألَّا يَبْلُغُوا مِنَ الْعَمَلِ مِثْلَ الـذي بَلَغَ غَيْرُهُمْ في طُولِ الْعُمْرِ، فَأَعْطَاهُ الله لَيْلَةَ الْقَدْرِ خَيْرٌ من أَلْفِ شهر" [1]...ومما يُروى في نزول هذه الآيـة أيضًا عن مجـاهد: "أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر رجلًا من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر، قال: فعجب المسلمون من ذلك، قال فـأنزل الله عزَّ وجل: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ [القدر: 1 - 3] التي لبس فيها ذلك الرجل السلاح في سبيل الله ألف شهر"[2].

 

قال النووي: وقد خص الله تعالى هذه الأمة بها، فلم تكن لمن قبلهم على الصحيح المشهور [3].

 

ومن التفاصيل التي انهمك الناس فيها حساب السنوات والأشهر التي تعادلها، وأنها بمثابة (83) سنة أو تزيد بثلاثة أشهر وَنَسَوا أو تناسَوا أن النص القرآني ذكر "خير" ولم يذكر أعظم أو أفضل أو أكثر...إلخ.

 

والسؤال المهم: لمـاذا وصفت هذه الليلة بالخيرية ولم توصف بأنها أفضل أو أعظم أو أكثر... إلخ من ألف شهر؟ وهناك فرق واضح للمطلع بين المصطلحات سالفة الذكر.


مما ينبغي أن يعلم قبل الجواب عن السؤال أن هذه الليلة خير من ألف شهر ليس فيها هذه الليلة.

 

قال العلماء: (وَقَوله تَعَالَى: ﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾. فَإِن لَيْلَة الْقدر تُوجد فِي كل اثْنَي عشر شهرًا فَيُؤَدِّي إلىتَفْضِيل الشَّيء على نَفسه بِثَلَاث وَثَمَانِينَ مرَّة، فَكَانَ مُشكلًا، فَبعد التَّأَمُّل عرف أَن المُرَاد ألف شهر لَيْسَ فِيهَا لَيْلَة الْقدر، لَا ألف شهر على الْوَلَاء؛ وَلِهَذَا لم يقل خير من أَرْبَعَة أشهر وَثَلَاث وَثَمَانِينَ سنة؛ لِأَنَّهَا تُوجد فِي كل سنة لَا محَالة؛ فَيُؤَدِّي إلى مَا ذكرنَا)[4].

 

ولا يمكن الوصولإلى جواب السؤال إلا بمعرفة منظومة الخيريات في الإسلام، وأن أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد اختِصَّت بذلك دون غيرها من الأمم؛ كقوله تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [آل عمران: 110]، وقال تعالى: ﴿ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [القصص: 84]، وقال تعالى: ﴿ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ﴾ [النمل: 89]، وقوله صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» [5]، وقوله: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ»[6]، وقوله في الآذان: «الصَّلاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ»[7]، وقوله: «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لا إِلَهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»[8]، وقوله: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي»[9]، وغير ذلك عشرات النصوص في الكتاب والسنة التي تثبت الخيرية للأمة ولأعمالها وحسناتها[10].

 

ولا يغيب عن أذهاننا أن النبي صلى الله عليه وسلم استخدم مصطلح "أفضل" في نصوص أخرى؛ فعن أبي الدَّرْدَاءِ قال: قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ألا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ من دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ»، قالوا: بَلَى، قال: «صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ، فإن فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ». وَيُرْوَى عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قال: «هِيَ الْحَالِقَةُ، لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ»[11]، قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ، يَوْمَهُ ذَلِكَ، حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، وَمَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ»[12]، وغيرها من النصوص المتكاثرة.


وكذلك استخدم النبي صلى الله عليه وسلم مصطلح "أعظم"، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَنْ أَذِنَ بِجِنَازَةٍ فَانْصَرَفَ عَنْهَا إلىأَهْلِهِ كَانَ لَهُ قِيرَاطٌ، فَإِذَا شَيَّعَهَا كَانَ لَهُ قِيرَاطٌ، فَإِذَا صَلَّى عَلَيْهَا كَانَ لَهُ قِيرَاطٌ، فَإِذَا جَلَسَ حَتَّى يُقْضَى قَضَاؤُهَا كَانَ لَهُ قِيرَاطٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الْقِيرَاطُ عِنْدَ اللهِ مِثْلُ جَبَلِ أُحُدٍ أَوْ أَعْظَمُ مِنْ جَبَلِ أُحُدٍ»[13]، والمتتبع للسنة النبوية سيجد غير ذلك من النصوص في هذا الباب، وكذلك في الكتاب العزيز، قال الله تعالى: ﴿ وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [الحديد: 10].


أقول: إذا علمنا هذه المنظومة المتكاملة والفرق بين المصطلحات تمَّ لنا الجواب؛ فالأفضلية هي مشاركة المتشابهين في الأصل، والفاضل يفوق المفضول بأمر معين، والعظم يكون في المنازل عند الله، ويستخدم في المحسوس وغيره والأكثر، فهما من جنس واحد أحدهما يزيد على الآخر.

 

ولكن ليلة القدر لا يشابهها بفضلها ورفعتها ومقامها ومنزلتها عند الله ليلة أخرى، فناسب أن توصف بالخيرية وليس بغيرها من المصطلحات السابقة، فليس لهذه الليلة حدٌّ ولا سقف تحد به، فهي ميدان ومضمار واسع لا يعلم حدوده إلا الله، فناسب أن تقترن بها الخيرية دون غيرها، والله أعلم بالصواب [14].


وإذا أتممنا جواب ذلك فكيف نجمع بين كونها ﴿ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ في سورة القدر، وبين كونها ﴿ لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾ في سورة الدخان بقوله تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ﴾ [الدخان: 3]؟

 

والجواب على ذلك أنه لا تضاد بين المباركة والخيرية، فكلٌّ له ميدانه، فالمباركة مأخوذة من الْبَرَكَة، وهي: الزِّيَادَةُ وَالنَّمَاءُ، والخيرية تعني المضاعفة والزيادة وكثرة الفضل، وكلاهما متحقق في هذه الليلة ولا تضاد بينهما[15].


2- النص القرآني أثبت الخيرية لليلة القدر عمومًا، وهي عامة ولم تحدد بعمل معين، نعم ورد النص في السُّنَّة بأفضلية تخصيصها بالقيام لقوله: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» [16]، ولكن ينبغي الانتباه إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر أنها تكتب له كقيام ألف شهر، ولكن رتَّب على ذلك مغفرة الذنب. فهل هناك فرق بين الاثنين؟


والجواب: نعم، فأعمال الخير في هذه الليلة لا تنحصر بالصلاة والدعاء والذكر فقط، نعم هي من أفضلها، ولكن هذا لا يعني نفي باقي الأعمال الصالحة لتتناول جميعها بلا استثناء، ولو حصرت بالصلاة دون غيرها، لفات هذا الفضل الحائض والنفساء وغيرهما ممن لا يقدرون على القيام لعارض سماوي أو غيره.

 

3- الخيرية لليلة واحدة، ولكن ما ترتب عليها ليس ألف ليلة، وليس ألف يوم؛ وإنما ألف شهر، فلماذا ذكر الشهر ولم تذكر الليالي أو الأيام؟

 

الجواب: إن سقف الخيرية لا يحد بحد، وما ذكر من الشهر للمبالغة في حصول الأجر والثواب وهو أمر غير متناهٍ عند الله فالتعبير بألف شهر هذا مقصده وهذا مغزاه، هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن شهر رمضان فضل لليلة القدر فيه، فكرم الشهر لهذه الليلة، وهذا ما نفهمه من قوله تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185]، فلذلك عبر بالشهر لهذه المشاكلة، والله أعلم بالصواب.

 

قال علماء التفسير:

وَتَفْضِيلُهَا بِالْخَيْرِ عَلَى أَلْفِ شَهْرٍ إِنَّمَا هُوَ بِتَضْعِيفِ فَضْلِ مَا يَحْصُلُ فِيهَا مِنَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ وَاسْتِجَابَةِ الدُّعَاءِ وَوَفْرَةِ ثَوَابِ الصَّدَقَاتِ وَالْبَرَكَةِ لِلْأُمَّةِ فِيهَا؛ لِأَنَّ تَفَاضُلَ الْأَيَّامِ لَا يَكُونُ بِمَقَادِيرِ أَزْمِنَتِهَا، وَلَا بِمَا يَحْدُثُ فِيهَا مِنْ حَرٍّ أَوْ بَرْدٍ، أَوْ مَطَرٍ، وَلَا بِطُولِهَا أَوْ بِقِصَرِهَا، فَإِنَّ تِلْكَ الْأَحْوَالَ غَيْرُ مُعْتَدٍّ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى وَلَكِنَّ اللَّهَ يَعْبَأُ بِمَا يَحْصُلُ مِنَ الصَّلَاحِ لِلنَّاسِ أَفْرَادًا وَجَمَاعَاتٍ وَمَا يُعِينُ عَلَى الْحَقِّ وَالْخَيْرِ وَنَشْرِ الدِّينِ. وَقَدْ قَالَ فِي فَضْلِ النَّاسِ: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13]، فَكَذَلِكَ فَضْلُ الْأَزْمَانِ إِنَّمَا يُقَاسُ بِمَا يَحْصُلُ فِيهَا؛ لِأَنَّهَا ظُرُوفٌ لِلْأَعْمَالِ وَلَيْسَتْ لَهَا صِفَاتٌ ذَاتِيَّةٌ يُمْكِنُ أَنْ تَتَفَاضَلَ بِهَا كَتَفَاضُلِ النَّاسِ، فَفَضْلُهَا بِمَا أَعَدَّهُ اللَّهُ لَهَا مِنَ التَّفْضِيلِ كَتَفْضِيلِ ثُلُثِ اللَّيْلِ الْأَخِيرِ لِلْقُرُبَاتِ. وَعَدَدُ الْأَلْفِ يَظْهَرُ أَنَّهُ مُسْتَعْمَلٌ فِي وَفْرَةِ التكثير؛ كَقَوْلِه: «وَاحِد كَأَلْفٍ» وَعَلَيْهِ جَاءَ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ ﴾ [البقرة: 96][17].

 

4- سبب خيرية هذه الليلة- كما يُعلم- هو نزول القرآن فيها، وليس لتنزله، وبينهما فرق معلوم لدى أهل الاختصاص، فلماذا يهتم الناس بتعظيم هذه الليلة وتحريها، وفي ذلك من الخير العظيم، ولا يهتمون لسبب تعظيمها، وهو نزول القرآن الكريم فيها؟

 

والجواب: أن هذا مفهوم ينبغي تصحيحه والتنبيه عليه، فالأفضلية لهذه الليلة لنزول القرآن فيها، فينبغي الاهتمام بالقرآن شريعةً ومنهاجًا وتطبيقًا وسلوكًا، ويكون الاحتفاء به بالشكر والعرفان لله تعالى بقيام هذه الليلة، وتخصيصها بالطاعة، فهي بمثابة الشكر لله تعالى على ما نزل على قلب نبينا صلى الله عليه وسلم، والأهم من ذلك كله أننا أمة نعبد ربَّ هذه الليلة ولا نعبد هذه الليلة، فالعبادة في هذه الليلة المخصوصة لا لذاتها؛ وإنما للوصولإلى ربِّ هذه الليلة، والله أعلم بالصواب.

 

5- العنوان البارز لهذه الليلة هو "السلام" وليس كما يزعم بعضهم بأنه الهدوء، فما هو الفرق بينهما؟


والجواب: العنوان البارز لهذه الليلة كما ورد في سورة القدر هو "السلام" وليس كما يقول البعض بأنه الهدوء، والسلام منظومة متكاملة في الإسلام، وصورها عديدة، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: وهو ينتهي من أعظم عبادة في الإسلام؛ وهي الصلاة يختمها بالسلام فعلًا وقولًا ثم يتبعها بقوله: «اللهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ يا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ» [18]؛ ولذلك عندما أرد أن يبتدئ في بناء دولته في المدينة المنورة كان أول بيان منه للبشرية عامة هو السلام فقال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بِسَلَامٍ»[19]، فهذه الليلة هي عنوان للسلام فعلًا وقولًا، وينبغي أن تكون شعارًا للمسلم في الإطار العام لدعوته إلا ما يضطر إليه من مقارعة الأعداء لنشر السلام والإسلام في بقاع المعمورة. فحق لهذه الليلة أن تسمى ليلة السلام العالمي، والله أعلم بالصواب.

 

6- نهاية هذه الليلة حددت بغاية وهي مطلع الفجر، قال الله تعالى: ﴿ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [القدر: 5]، ولم يقل: "إلىالفجر". فهل هناك فرق بين "مطلع الفجر" و"إلى الفجر"؟ وما هو؟

 

الجواب عن ذلك: لا بد أن نستحضر قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ﴾ [البقرة: 187]، فغاية الصوم تنتهي بدخول الليل وهو أذان المغرب؛ ولكن غاية ليلة القدر لا تنتهي بدخول أذان الفجر؛ وإنما صلاة الفجر من ضمن هذه الليلة وهذه من بركة هذه الليلة وخـيرها بأنها تشمل اللــيل ونهار هذه الليلة إلى مطلع الفجر وليس إلى أذان الفجر، وهذا ما نطق به الأفذاذ من أهل التفسير والتأويل.


قال الرازي: الْمَطْلَعُ الطُّلُوعُ، يُقَالُ: طَلَعَ الْفَجْرُ طُلُوعًا وَمَطْلَعًا، وَالْمَعْنَى أَنَّهُ يَدُومُ ذَلِكَ السَّلَامُ إلى طُلُوعِ الْفَجْرِ، وَمَنْ قَرَأَ بِكَسْرِ اللَّامِ فَهُوَ اسْمٌ لِوَقْتِ الطُّلُوعِ، وَكَذَا مَكَانُ الطُّلُوعِ مَطْلَعٌ؛ قَالَهُ الزَّجَّاجُ: أَمَّا أَبُو عُبَيْدَةَ وَالْفَرَّاءُ وَغَيْرُهُمَا فَإِنَّهُمُ اخْتَارُوا فَتْحَ اللَّامِ؛ لِأَنَّهُ بِمَعْنَى الْمَصْدَرِ، وَقَالُوا: الْكَسْرُ اسْمٌ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، وَلَا مَعْنَى لِاسْمِ مَوْضِعِ الطُّلُوعِ ها هنا، بَلْ إِنْ حُمِلَ عَلَى مَا ذَكَرَهُ الزَّجَّاجُ مِنَ اسْمِ وَقْتِ الطُّلُوعِ صَحَّ، قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: وَيُمْكِنُ حَمْلُهُ عَلَى الْمَصْدَرِ أَيْضًا؛ لِأَنَّ مِنَ الْمَصَادِرِ الَّتِي يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ عَلَى الْمَفْعِلِ مَا قَدْ كُسِرَ؛ كَقَوْلِهِمْ عَلَاءُ الْمَكْبِرِ والمعجز...فَكَذَلِكَ كَسْرُ الْمَطْلِعِ جَاءَ شَاذًّا عَمَّا عَلَيْهِ بَابُهُ، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ[20].

 

وقال ابن عاشور: وَجِيءَ بِحَرْفِ حَتَّى لِإِدْخَالِ الْغَايَةِ؛ لِبَيَانِ أَنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ تَمْتَدُّ بَعْدَ مَطْلَعِ الْفَجْرِ بِحَيْثُ إِنَّ صَلَاةَ الْفَجْرِ تُعْتَبَرُ وَاقِعَةً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ؛ لِئَلَّا يُتَوَهَّمَ أَنَّ نِهَايَتَهَا كَنِهَايَةِ الْفِطْرِ بِآخِرِ جُزْءٍ مِنَ اللَّيْلِ، وَهَذَا تَوْسِعَةٌ مِنَ اللَّهِ فِي امْتِدَادِ اللَّيْلَةِ إلى مَا بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ...وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ: "مَطْلَعِ" بِفَتْحِ اللَّامِ عَلَى أَنَّهُ مَصْدَرٌ مِيمِيٌّ؛ أَيْ: طُلُوعُ الْفَجْرِ؛ أَيْ: ظُهُورُهُ. وَقَرَأَهُ الْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِكَسْرِ اللَّامِ عَلَى مَعْنَى زَمَانِ طُلُوعِ الْفَجْرِ [21].

 

قلت: وهذا ما أفهمه من قول الإمام الشافعي رحمه الله؛ قال ابن رجب الحنبلي: (وقال الشافعي في القديم: استحب أن يكون اجتهاده في نهارها كاجتهاده في ليلها. قال ابن رجب: وهذا يقتضي استحباب الاجتهاد في جميع زمان العشر الأواخر ليله ونهاره، والله أعلم)[22].


قلت: هذا يشبه ما يذكره الفقهاء في فضل يوم عرفة، فيمتد فضل اليوم إلى ليلة العيد، فمن شهد عرفة ليلًا كتب له شهود ركن عرفة، وصحَّ حجُّه لهذا المعنى والمغزى[23].

 

وأضاف ابن عاشور في هذا الباب ملحظًا آخر في هذا الباب فقال:

وَالْمَقْصُودُ مِنَ الْغَايَةِ إِفَادَةُ أَنَّ جَمِيعَ أَحْيَانِ تِلْكَ اللَّيْلَةِ مَعْمُورَةٌ بِنُزُولِ الْمَلَائِكَةِ وَالسَّلَامَةِ، فَالْغَايَةُ هُنَا مُؤَكِّدَةٌ لِمَدْلُولِ لَيْلَة؛ لِأَنَّ اللَّيْلَةَ قَدْ تُطْلَقُ عَلَى بَعْضِ أَجْزَائِهَا كَمَا فِي قَوْلِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»؛ أَيْ: مَنْ قَامَ بَعْضَهَا، فَقَدْ قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ: مَنْ شَهِدَ الْعِشَاءَ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ فَقَدْ أَخَذَ بِحَظِّهِ مِنْهَا. يُرِيدُ شَهِدَهَا فِي جَمَاعَةٍ كَمَا يَقْتَضِيهِ فِعْلُ شَهِدَ، فَإِنَّ شُهُودَ الْجَمَاعَةِ مِنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ [24].

 

7- الخيرية لهذه الليلة لنزول القرآن فيها ولكنه لم يذكر صريحًا في هذه السورة وإنما عوض عنه بالضمير المتصل "الهاء" قال الله تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 1] فلماذا لم يقل: إنا أنزلنا القرآن؟ وكذا لفظ الجلالة لم يذكر صريحًا "الله"؛ وإنما عوض عنه بالضمير المنفصل "إنا" في هذا الموضع؟


والإجابة عن ذلك أن التعبير بالضمير أقوى في هذا الموضع من التصريح به؛ وذلك لأن القرآن حاضر في ذهن المسلم ومخيلته، وهو سبب الخيرية في هذه الليلة، فعبَّر عنه بالضمير؛ لأنه معلوم ومقطوع به، ومنه قوله تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ﴾ [الدخان: 3]، وكذا التعظيم في الضمير المنفصل "إنا" فهو أقوى في الدلالة من التصريح بلفظ الجلالة الصريح كما يعلم عند أهل هذا الشأن، والله أعلم بالصواب.


وفي الختام: هذه بعض التساؤلات، وهي من الأساسيات التي ينبغي الوقوف عليها في هذه الليلة؛ لأنها ليلةٌ يختصُّ فيها السالك بتجلٍّ خاصٍّ يعرف به قدرَه ورُتبتَه بالنسبة إلى محبوبه، وهو وقتُ ابتداء وصول السالك إلى عين الجمع ومقام البالغين [25].

 

وصَلَّى اللهُ وسَلَّمَ على سيِّدنا مُحمَّدٍ، وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين.



[1] موطأ مـالك: ج1/ص321. قـال ابن عبدالبر: لا أعلم هذا الحديث يروى مسندًا من وجه من الوجوه، ولا أعرفه في غير الموطأ مرسلًا ولا مسندًا، وهذا أحد الأحاديث التي انفرد بها مالك، ولكنها رغائب وفضائل وليست أحكامًا ولا بنى عليها في كتابه ولا في موطئه حكمًا، ينظر: التمهيد لابن عبدالبر: ج24/ص373.

[2] سنن البيهقي الكبرى: ج4/ ص306، رقم: (8305)، وقال: وهذا مرسل.

[3] ينظر: حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح: ج1/ص264.

[4] ينظر: دستور العلماء = جامع العلوم في اصطلاحات الفنون (3/ 187).

[5] ينظر: صحيح البخاري (3/ 171) (2651).

[6] ينظر: صحيح البخاري (6/ 192) (5027).

[7] ينظر: سنن الترمذي، ت بشار (1/ 271).

[8] ينظر: سنن الترمذي، ت بشار (5/ 464) (3585).

[9] ينظر: سنن الترمذي، ت بشار (6/ 192) (3895).

[10] وهو ما جمعته بمؤلف خاص سميته: "خيريات نبوية" وهو في طريقه للنشر إن شاء الله.

[11] سنن الترمذي: ج4/ص663، رقم: (2509)، وقال: هذا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وسنن أبي داود: ج4/ص280، رقم: (4919)، ومسند أحمد بن حنبل: ج6/ص444، رقم: (27548)، وصحيح ابن حبان: ج11/ص489، رقم: (5092). قال المنذري: رواه البزار بإسناد جيد، والبيهقي وغيرهما. ينظر: الترغيب والترهيب: 3/347، ورمز السيوطي لصحته. ينظر التيسير بشرح الجامع الصغير: ج2/ص562.

[12] صحيح مسلم (4/ 2071) (2691)، مسند أحمد، ط الرسالة (13/ 384) (8008)، موطأ مالك، ت الأعظمي (2/ 293) (712/ 229).

[13] مسند أبي يعلى الموصلي (11/ 336) (6453).

[14] ينظر: الفروق للقرافي = أنوار البروق في أنواء الفروق (2/ 55)، ولسان العرب (5/ 74)، مقاييس اللغة (4/ 508).

[15] ينظر: مقاييس اللغة (1/ 230)

[16] صحيح البخاري (3/ 26) (1901).

[17] ينظر: تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (32/ 231)، والتحرير والتنوير (30/ 459).

 

[18] صحيح مسلم (1/ 414) (591)، ومن لطائف هذا الحديث أن راويه عبدالله بن سلام رضي الله عنه.

[19] سنن الترمذي، ت شاكر (4/ 652) (2485).

[20] ينظر: تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (32/ 236).

[21] ينظر: التحرير والتنوير (30/ 466).

[22] ينظر: لطائف المعارف لابن رجب (ص: 204).

[23] ينظر: فتح القدير 2 / 373 دار إحياء التراث العربي، الفتاوى الهندية 1 / 229 المطبعة الأميرية ببولاق الطبعة الثانية، حاشية الدسوقي 2 / 36 دار الفكر، مغني المحتاج 1 / 498 دار إحياء التراث العربي، كشاف القناع 2 / 494 عالم الكتب، وينظر التفصيل في: الموسوعة الفقهية الكويتية (23/ 116).

[24] التحرير والتنوير (30/ 466).

[25] التعريفات الفقهية (ص: 189).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • {إنا أنزلناه في ليلة القدر}
  • خطوات عملية لتحري ليلة القدر والتماسها
  • ليلة القدر
  • العشر الأواخر وليلة القدر
  • ليلة القدر
  • علامات ليلة القدر على ضوء الكتاب والسنة الصحيحة
  • بيان قدر ليلة القدر

مختارات من الشبكة

  • ليلة القدر أعظم ليالي العام ليلة الرحمة والمغفرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحري ليلة القدر(مقالة - ملفات خاصة)
  • ليلة القدر(مقالة - ملفات خاصة)
  • من أمالي الحرم "كتب له قيام ليلة" تساؤلات مطروحة للنقاش(مقالة - ملفات خاصة)
  • الكلمة الطيبة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • ليلة القدر: ليلة العفو والصفح(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بين يدي رمضان (3)(مقالة - ملفات خاصة)
  • موارد مصادر (ضوء البدر في إحياء ليلة عرفة والعيدين ونصف شعبان وليلة القدر) للسيوطي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • هل تنتقل ليلة القدر من ليلة إلى أخرى باختلاف السنين ؟(مقالة - ملفات خاصة)
  • ليلة القدر .. أي ليلة هي؟!(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب