• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / خطب رمضان والصيام
علامة باركود

يا باغي الخير أبشر (خطبة)

يا باغي الخير أبشر (خطبة)
خميس النقيب

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/4/2023 ميلادي - 13/9/1444 هجري

الزيارات: 15470

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

يا باغي الخير أبشر

 

الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كُفُوًا أحد، الحمد لله فرض الصيام طُهْرًا للأنام، وصلةً للأرحام، وبرًّا للأيتام، ونَشْرًا للمحبَّة والسلام، وبرًّا بالفقراء والمساكين، وقربًا من ربِّ العالمين، الحمد لله كتب على نفسه البقاء، وعلى خلقه الفناء، وقدر ما كان قبل أن يكون في اللوح والقلم، وخلق آدم، وجعل مِنْ نَسْلِه العرب والعَجَم، جعل الدنيا دار فناء، والآخرة دار بقاء ﴿ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [الأعلى: 16، 17].

 

الحمد لله قامَتْ بربِّها الأشياء، وسبَّحَت بحمده الأرض والسماء، ولا زال الكون محكومًا بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، فما من شيء إلَّا هو خالقه، ولا من رزق إلا هو رازقه، ولا من خير إلا هو سائقه، ولا من أمر إلا هو مُدبِّره ﴿ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ ﴾ [الرعد: 2]، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، ونشهد أن سيِّدَنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه، خير مَنْ قام وصام، وأفضل من أعطى وجاد، صلوات ربِّي وسلامه عليه، اعتزَّ بالله فاعَزَّه، وانتصر بالله فنَصَرَه، وتوكَّل على الله فكَفاه، وتواضَعَ لله فشرح له صدره، ووضع عنه وِزْرَه، ويسَّر له أمْرَه، ورفع له ذِكْرَه، وذَلَّل له رقاب عدوِّه، اللهُمَّ صَلِّي وسَلِّم وبارك عليك يا رسول الله، وعلى أهلك وصَحْبك ومَنْ تَبِعَك بإحسانٍ إلى يوم الدِّين!

 

تسارُع الوقت:

أيها المسلمون، الأعوام تتسابَق، والشهور تتراكض، والأيام تتسارَع، والليالي تتوالى، والساعات تمُرُّ، واللحظات تكرُّ، تشدُّنا إلى اللهِ شَدًّا، وما من يوم ينشق فَجْرُه إلا ويُنادي منادٍ: ((يا بني آدم، أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فاغتنمني، فإنِّي إلى يوم القيامة لن أعود)).

 

وها قد جاءنا شهر رمضان بنفحاته، وبركاته، وبُشْرياته، وخيراته التي لا تُعَدُّ ولا تُحْصَى، صيام وقيام، ليلة خيرٌ من ألف شهر، باب الرَّيَّان، صدقة الفطر، الانقطاع لله في الاعتكاف، تلاوة القرآن، الجود والإحسان، وما أجمل ما يُرِدُّده الناس في هذا الشهر: "رمضان كريم"!

 

عباد الله، إن أيام رمضان معدودة، وساعاته محدودة، ولياليه مباركة، فلتكن فيه الطاعة، وبذل القناعة، والعمل ليوم الساعة، بالصيام إيمانًا واحتسابًا، والقيام إيمانًا واحتسابًا، وتلاوة القرآن تقرُّبًا وترفُّعًا، والذكر والصلاة إحسانًا وتوفيقًا، والصدقة والمواساة شُكْرًا وثناءً.


اشتياق الصالحين:

إخوة الإسلام، كُلَّما أقبل شهر رمضان اشتاقت نفوسُ الصالحين، وتلهَّفَت قلوب المؤمنين، وتأهَّبَتْ عزائمُ العارفين، وتواعَدَتْ هِمَمُ العاميين للصيام والقيام، للصلح والسلام، للتزاحُم والتراحُم، لقراءة القرآن وإسداء الإحسان.

 

إنه الشهر الذي تظمأ فيها الحناجر، وترتوي فيه القلوب، وتمتلئ فيه الأرواح، ويوهنُ فيه الجسد، ويقوى فيه الإيمان، تفتر فيه الحركة، ويشتدُّ فيه الارتباط بالله!

 

كان الصحابةُ الكِرامُ، قبل ستة أشهر يدعون ربَّهم أن يُبلِّغَهم رمضان، فإذا أدركوه دعوا ستة أشهر أخرى أن يتقبَّلَه اللهُ منهم، وهكذا الصالحون من بعدهم؛ بل يتمنَّون أن تكون السَّنَة كُلُّها رمضان.

 

جاء رمضان:

أيها المسلمون، جاء شهر رمضان بالإيمان والقرآن، جاء رمضان بالإحسان والغفران، جاء رمضان بالرجاء والدعاء، جاء رمضان بالسخاء والعطاء، جاء رمضان بالصوم والصلاة، جاء رمضان بالمساواة والمواساة، جاء رمضان بصِلَة الأرحام وبِرِّ الأيتام، جاء رمضان بالتعاوُن والتكافُل، جاء رمضان يُقرِّب البعيد، ويُصالِح المتخاصم، ويفرح الفقير، ويحنو على المسكين.

 

جاء رمضان يصِل الأرحام، ويبرُّ الأيتام، وينشر السلام، ويجتمع المسلمون على موائده يفطرون في وقت واحد، ويمسكون كذلك في وقت واحد.

 

جاء شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدًى للناس وبيِّنات من الهُدَى والفرقان، بزغ قَمَرُه، وأشرَقَتْ شمسُه، نعم بزغ قَمَرُه بالحُبِّ والصَّفاء، وأشرقت شمسُه بالنور والضياء، سطع للمؤمنين نورُه، وتفتَّحت للصائمين أزهارُه، وتباينَتْ للمسلمين أسرارُه.

 

جاء شهر رمضان بالبُشْرى للصائمين، والأمل للقائمين، والرِّفْعة للقارئين، والزيادة للمُتصدِّقين، والمغفرة للتائبين.

 

جاء رمضان داعيًا لترك المنكرات، وراجيًا للعَفْوِ عن السيئات، ومناديًا بحُبِّ المساكين.

 

اللهم أهِلَّه علينا بالأمْنِ والإيمان، والسلامة والإسلام، والمسارعة إلى ما تحبُّ وترضى، والعفو والعافية، وراحة البال والرزق الواسع، وشفاء كل مَنْ يُعاني.

 

المستبشرون بنفحات رمضان:

عباد الله، طوبى للذين يتنافسون فيه في الخير، ويُسارِعون إلى الهدى، ويعملون في البر، ويبحثون عن الأجر، ويرغبون في الحسنات، ويستزيدون من الإيمان، فرحين بهذا الشهر الكريم ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185]، يعلمون أن فيه تُرفَع الدرجات، وتُغفَر السيِّئات، وتُضاعَف الحسنات، يُقدِّمون ما يملكون للحفاظ على الصيام والصلاة، والقُرْب من الله، يتفانون في الهداية والإرشاد، والدعوة والرشاد، يشتاقون إلى رمضان لإفطار الصائمين، وإطعام الجائعين، وتفريج المكروبين، وتيسير المتعثرين، وتخفيف هَمِّ المهمومين، لا يريدون من وراء ذلك جزاءً ولا شكورًا إلا من ربِّ العالمين.

 

عباد الله، إن الذين يأتيهم رمضان وهم يُتاجرون مع ربِّ العالمين، ويرغبون في الحور العين، ويرافقون النبيِّين والمرسلين، في جنات النعيم، هم فيها خالدون، في رمضان يرجون تجارة لن تبور، ويرفعون أكُفَّ الضَّراعة والسرور، ويغرسون فيه الأعمال الصالحة، تزكيةً للأرواح، وتطهيرًا للنفوس، وعلاجًا للقلوب، حتى يكونوا من أهل الجنة: ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89].


إنهم يستبشرون برمضان، فيتأدَّبُون بآداب الصوم، فلا رفث ولا صَخَبَ، لا حقد ولا حسد، لا فسوق ولا جدال، لا جهل ولا سبَّ؛ بل إن تَعَرَّضَ أحَدُهم للسَّبِّ، قال: "إني امرؤ صائم"، نهارهم صيام، وليلهم قيام، وبين ذلك ذكر وشكر وسلام، تهليل وتسبيح واستمتاع بدين الإسلام. يتحصَّنُون بالمساجد بعيدًا عن فِتَن الأسواق، ويتحلَّون بحُسْن الأخلاق، تحميهم من السقوط والانزلاق، مع الجهلاء والفُسَّاق، مُعرِضون عن نتن الفضائيات، وفتن بعض القنوات، إلا ما رَحِم رَبُّ الأرض والسموات.

 

لديهم من الخير والمعروف المباح ما يُغني عن المنكر والمحرم والمجون، فهؤلاء هم الفائزون ومن تجارة رمضان هم الرابحون، ولما فيه من نفحات رمضان هم المتعرضون: ﴿ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [المجادلة: 22].


إنَّ الله يُبشِّرهم، كيف؟! ﴿ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [يونس: 64]، ويفرحهم، كيف؟! ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58].


فكونُوا من هؤلاء، تحلَّوا بصفاتهم، وتخلَّقوا بأخلاقهم، واحملوا هِمَّتَهم لتصلوا إلى ما يصل إليه السابقون، وتدركوا ما يتنافس فيه المتنافسون، وتكونوا ممَّن أحرز السعادة، وبُشِّر بالحُسْنى وزيادة: ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الحديد: 21].

 

المحرومون من نفحات رمضان:

أيها المسلمون، على النقيض من ذلك هناك أشرار يتشوَّقون إلى رمضان من أجل صرف الناس عن دينهم، وإبعادهم عن ربِّهم، يُمهِّدون لهم طريق المعاصي والذنوب، يخبرونهم باللهو والسهو، ويدعونهم إلى الوحلة والغفلة.

 

الله يريد لهم التوبة والأوبة، ويريد الذين يتَّبِعون الشهوات أن يأخذوهم في ذات الطريق، ينفقون الغالي والنفيس من أجل ذلك، كيف؟! ﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 27].


يريد الله أن يُطهِّركم، ويُقرِّبكم، ويفرحكم، ويتوب عليكم، وهؤلاء يريدون لكم الانخراط في وحل المعصية، والدخول في كهف الذنوب، والولوج في نهر الآثام، بالمسلسلات الهابطة، والأفلام الخليعة، والفوازير اللاهية، والمقالب البالية، والبرامج العارية! يروِّجُون العري والانحلال، ذلك لا يليق أبدًا بالشهر الكريم، ولا بإرادة الرحمن الرحيم، ولا بمشاعر الصائمين القائمين.

 

إنهم يُغْرُون الشباب، وينشرون الهباب، ويبارزون ربَّ الأرباب، بالمعاصي والذنوب، بإسقاط القيم ومحو الآداب؛ لكنهم بذلك يحملون أوزارهم وأوزار غيرهم، كيف؟! ﴿ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ﴾ [النحل: 25].

 

وهناك آخرون ينتظرون شهر رمضان، إنهم تُجَّار الاحتكار، تُجَّار الشَّرِّ والأشرار، تُجَّار الجشع والطمع، همُّهُم الاستغلال والخداع، همُّهُم جَمْع الأموال ليملؤوا الجيوب، ويضاعفوا الأرصدة،، يرفعون أسعارهم، ويروِّجون بضائعهم ولو كانت فاسدة، يغشون ويخدعون، يطمعون ويجمعون، يمتصون دماء الصائمين، ويشوشون على القائمين القانتين، كل ذلك؛ استغلالًا لاندفاع الناس لشراء متطلبات رمضان، وهؤلاء أخطؤوا الطريق، وخسروا من حيث يظنون أنهم رابحون، فما أحقهم بأن يُقال عنهم: ﴿ فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴾ [البقرة: 16].

 

ترَبَّوا على الخِداع، ونشأوا على النِّفاق، وعاشوا على الكذب، تملكهم المكر؛ لكنهم ﴿ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30].

 

عباد الله، ثمة صِنْف آخر، وهو نوع من الشباب الساهي اللاهي يتسكَّع في الأسواق، ويتجرَّد من الأخلاق، ويطلق الضوضاء والأبواق، لا يُقدِّم إلا أذيَّة المؤمنين والمؤمنات، وفتنة الصائمين والصائمات، وقهره الآباء والأمهات، وعصيان ربِّ الأرض والسموات، فهؤلاء جُبِلُوا على أن يكونوا مُبْعَدِين عن الله، ومحرومين من رحمته، لا يزدادون في رمضان عن الله إلا بُعْدًا، وعن القرآن إلا خسارًا، قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو هريرة: ((إن جبريل عليه السلام أتاني فقال: مَنْ أدْرَكَ رمضانَ فلم يُغفَر له، فدخل النار، فأبْعَدَه الله، قل: آمين، فقلت: آمين))؛ رواه الطبراني وابن حِبَّان، وحسَّنَه الألباني.

 

وفي حديث أبي هريرة أيضًا عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتحدَّث عن شهر رمضان، وعن ليلة القدر؛ حيث قال: ((وفيها ليلةٌ خيرٌ من ألْفِ شَهْر، مَن حُرِم خيرها، فقد حُرِم الخير كله))؛ رواه النسائي، وفي رواية: ((ولا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إلَّا مَحْرُومٌ))؛ رواه ابن ماجه.

 

هؤلاء يخسرون في مواسم الربح، ويُحرَمون في مواطن الفوز، ويبعدون في منازل القرب، فلا يُفلِحون في دين ولا دنيا، ولا يسعدون في حياة ولا ممات!

 

رمضان يُبشِّرنا:

عباد الله، رمضان يُبشِّرنا بالتطهير من الذنوب والمعاصي ((ورمضان إلى رمضان كَفَّارةٌ لما بينهما)) رغم أنف امرئ أدرك رمضان ولم يُغفَر له ((أوْسَطُه مَغْفرةٌ))، ثم العفو ليلة القدر.

 

رمضان يُبشِّرنا بالجود والكرم؛ ومِنْ ثَمَّ الثواب الجزيل "كان صلى الله عليه وسلم جوادًا كريمًا، وكان أجود ما يكون في رمضان عندما كان يُدارِسُه جبريل القرآن"، وقد سن صدقة الفطر على الصغير والكبير، والغني والفقير.

 

رمضان يُبشِّرنا بعِتْق رِقابنا من النار ((أوَّلُه رحمةٌ، وأوْسَطُه مغفرةٌ، وآخرُه عتقٌ من النار)).

 

رمضان يُبشِّرنا بالعفو في ليلة العفو، ليلة القَدْر خيرٌ من ألْف شهرٍ، ومن أفضل الدعاء ليلة القدر ((اللهُمَّ أنَّك عفوٌ تُحِبُّ العفوَ فاعْفُ عَنَّا))، رمضان يُبشِّرنا بالفرحة تِلْوَ الفرحة ((للصائم فرحتانِ: فرحةٌ عند فطره، وفرحة عند لقاء ربِّه))؛ سُنَن ابن ماجه.

 

رمضان يُبشِّرنا بالغفران، عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمُرَهم بعزيمةٍ، ثم يقول: ((مَنْ قامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدَّم من ذنبه))؛ سنن أبي داود.


رمضان يُبشِّرنا بالشفاعة: "عن عبدالله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعَبْد، يقول الصيام: أي ربُّ، إني منعْتُه الطعام والشهوات بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعتُه النوم بالليل فشفِّعْني فيه فيشفعان))؛ صحيح، رواه البيهقي في شُعَب الإيمان.

 

المسلمون بقدوم رمضان يستبشرون، ويُعلِّقُون الزينات، ويُعِدُّون الأماكن للمُصلِّين والمُصلِّيات، يكرمون ضيافته، ويحسنون وفادته، ويُقدِّرُون منزلته، ويستشعرون مكانته، ويحصلون على أجره!

 

ليِّنون في طاعة الله، طائعون لأمر الله، مُحِبُّون لرسول الله، عاملون بمنهج الله، إذا قرئ عليهم القرآن سمعوا وأنصتوا، وإذا نودوا بالإيمان، آمَنُوا ولبُّوا ﴿ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ﴾ [آل عمران: 193]؛ لذلك يُبشِّرُهم ربُّهم برحمته ورضوانه ﴿ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ ﴾ [التوبة: 21].


‏اللهُمَّ وفِّقْنا في رمضان للخير والهدى، واجعل لنا في أيامه تباشير فرج وفرح، واجعلنا نسعد ببلوغه وأحبَّتنا، ووفِّقْنا لاغتنام أيامه يا رب.

 

اللهُمَّ بَشِّرْنا ببُشْرى رمضان، وفرحنا بثواب رمضان، وأعتق رقابنا من النيران، وشفِّع فينا الصيام والقرآن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • يا باغي الخير... انتصف رمضان
  • يا باغي الخير استعد
  • قراءة في كتاب: نداء رمضان .. يا باغي الخير، أقبل!
  • يا باغي الخير .. أقبل (1)
  • يا باغي الخير .. أقبل (2)
  • رمضان أقبل.. فيا باغي الخير أقبل
  • يا باغي الخير أقبل
  • رمضان أفراح الأرواح (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر(مقالة - ملفات خاصة)
  • يا باغي الخير.. بادر بالخير (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • يا باغي الخير أقبل (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • يا باغي الخير أقبل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • يا باغي الخير(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • يا باغي الخير أدرك شهر رمضان قبل فوات الأوان(مقالة - ملفات خاصة)
  • يا باغي الخير أقبل ( بطاقة دعوية )(كتاب - ملفات خاصة)
  • كيف تقضي يومك في رمضان؟(مقالة - ملفات خاصة)
  • ويا باغي الشر أقصر (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • يا باغي البركة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- فرحة رمضان
أحمد - اليمن 15-03-2024 11:45 AM

دائما تزداد تألقا باختياراتك التي تواكب بها كل جديد. وبأسلوبك الرائع الجميل الجذاب. موضوع يزداد أهمية كونه ينشر في بداية هذا الشهر الكريم. وهذا من توفيق الله لك. وللقائمين على الشبكة الذين يحرصون على أن يقدموا للجميع كل ما فيه النفع والفائدة. أسلوبك الجميل يحبب النفوس في الطاعات. ويسوقها للسباق في شهر الخيرات، وينفرها من كل ما يبعدهم عن روحانية هذا الشهر واغتنامه، ويجعلها حريصة كل الحرص أن تكون فيه من الفائزين. جزاك الله خيرا عن الجميع. وجعلك في هذا الشهر من الفائزين.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب