• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / مقالات
علامة باركود

الشجرة الرمضانية: الورقة الرابعة: فقه نفسك في الصيام

الشجرة الرمضانية: الورقة الرابعة: فقه نفسك في الصيام
عثمان عطية محسب

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/4/2021 ميلادي - 7/9/1442 هجري

الزيارات: 3930

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الشجرة الرمضانية

الورقة الرابعة: فقه نفسك في الصيام

 

ونقطف الورقة الرابعة من الشجرة الرمضانية لنجد فيها:

(1) تَعْرِيْفُ الصِّيَامِ:

الصيام فِي اللُّغَةِ: الإِمْسَاكُ؛ وَيُسْتَعْمَلُ فِي كُلِّ إمْسَاكٍ، يُقَالُ: صَامَتْ الخَيْلُ: وَقَفَتْ، وصَامَ إذَا سَكَتَ، قَالَ اللهُ تَعَالَى لِمَرْيَمَ عليها السلام: ﴿ فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا ﴾ [مريم: 26].

 

وَالصَّيَامُ فِي الشَّرْعِ: هُوَ التعبد لله سبحانه وتعالى بالإِمْسَاكُ عَنْ شَهْوَتَيِ البَطْنِ والفَرْجِ، مِنْ مُسْلِمٍ مُمَيِّزٍ أو مُكَلَّفٍ، أَوِ من مُسْلِمَةٍ مُمَيِّزَةٍ أَوْ مُكَلَّفَةٍ طَاهِرةٍ مِنْ الحَيْضِ وَالنِّفَاسِ، فِيمَا بَيْنَ طُلُوعِ الفَجْرِ إلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ بِنِيَّةِ التَّقَرُّبِ.. والصَّوْمُ المَشْرُوعُ: هُوَ الإِمْسَاكُ عَنْ المُفَطِّرَاتِ مِنْ تَبَيُّنِ طُلُوعِ الفَجْرِ الثَّانِي -وَهُوَ الصَّادِقُ الْمُسْتَطِيرُ - إلى غُرُوبِ الشَّمْسِ.

 

(2) أقسامُ الصَّوم:

الأول: الصَّومُ المأمورُ به شَرعًا: وهو قِسمانِ:

أ- الصَّومُ الواجب، وهو على نوعينِ:

♦ واجبٌ بأصلِ الشَّرعِ- أي بغيرِ سَبَبٍ مِنَ المكلَّفِ-: وهو صومُ شَهرِ رَمضانَ.

♦ واجبٌ بِسَبَبٍ مِنَ المكلَّف: وهو صومُ النَّذرِ، والكفَّارات، والقَضاء.

 

ب- الصَّومُ المُستحَبُّ (صوم التطوُّع)، وهو نوعان:

♦ صومُ التطَوُّعِ المُطلَق: وهو ما جاء في النُّصوصِ غيرَ مُقَيَّدٍ بزمَنٍ مُعَيَّنٍ.

 

♦ صومُ التطَوُّعِ المقيَّد: وهو ما جاء في النُّصوصِ مقيَّدًا بزمنٍ مُعَينٍ، كصومِ السِّتِّ مِن شوَّالٍ، ويومَيِ الإثنينِ والخميس، ويومِ عَرَفةَ، ويومَيْ تاسوعاءَ وعاشوراءَ.

 

الثاني: الصَّومُ المنهيُّ عنه شرعًا، وهو قِسمانِ:

أ- صَومٌ مُحَرَّمٌ: وذلك مثلُ صَومِ يَومَيِ العيدينِ.

ب- صومٌ مكروهٌ: وذلك مثلُ صَومِ يومِ عَرَفةَ للحاجِّ.

 

(3) أَحْوَالُ الصِّيَامِ:

كَانَ الإِسْلامُ يُحَرِّمُ عَلَى الصَّائِمِ الأَكْلَ وَالشُّرْبَ وَالْجِمَاعَ مِنْ حِينَ يَنَامُ أَوْ يُصَلِّي العِشَاءَ الآخِرَةَ، فَأَيُّهُمَا وُجِدَ أَوَّلا حَصَلَ بِهِ التَّحْرِيمُ، ثُمَّ نُسِخَ ذَلِكَ وَأُبِيحَ الجَمِيعُ إلَى طُلُوعِ الفَجْرِ، سَوَاءٌ نَامَ أَمْ لا، فَقَدْ رَوَى البُخَارِيُّ عَنْ البَرَاءِ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ الرَّجُلُ صَائِمًا فَحَضَرَ الإِفْطَارُ فَنَامَ قَبْلَ أَنْ يُفْطِرَ لَمْ يَأْكُلْ لَيْلَتَهُ ولا يَوْمَهُ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنَّ قَيْسَ بْنَ صِرْمَةَ الأَنْصَارِيَّ كَانَ صَائِمًا فَلَمَّا حَضَرَ الإِفْطَارُ أَتَى امْرَأَتَهُ فَقَالَ لَهَا: أَعِنْدَكِ طَعَامٌ؟ قَالَتْ: لا؛ وَلَكِنْ أَنْطَلِقُ فَأَطْلُبُ لَكَ، وَكَانَ يَوْمَهُ يَعْمَلُ فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ، فَجَاءَتْهُ امْرَأَتُهُ فَلَمَّا رَأَتْهُ قَالَتْ: خَيْبَةً لَكَ، فَلَمَّا انْتَصَفَ النَّهَارُ غُشِيَ عَلَيْهِ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ﴾، فَفَرِحُوا بِهَا فَرَحًا شَدِيدًا، وَنَزَلَتْ: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ﴾ [البقرة 187].

 

وَرَوَى أَبُوْ دَاوُدَ وَأَحْمَدُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: (أُحِيلَتِ الصَّلاةُ ثَلاثَةَ أَحْوَالٍ وَأُحِيلَ الصِّيَامُ ثَلاثَةَ أَحْوَالٍ) صححه الألباني.

 

وَقَدْ صَامَ رسَولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَمَضَانَ تِسْعَ سِنِينَ؛ لأَنَّهُ فُرِضَ فِي شَعْبَانَ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ الهِجْرَةِ، وَتُوُفِّيَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ إحْدَى عَشْرَةَ مِنْ الهِجْرَةِ.

 

(4) حُكْمُ صَوْمِ رَمَضَانَ:

صَوْمُ رَمَضَانَ فَرْضٌ وَاجِبٌ وَرُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الإِسْلامِ، وَالأَصْلُ فِي وُجُوبِهِ: الكِتَابُ، وَالسُّنَّةُ، وَالإِجْمَاعُ؛

♦ أَمَّا الكِتَابُ: فقَوَلُ اللهِ تَعَالَى: ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُوداتٍ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كانَ مَرِيضًا أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة 183-185].

 

♦ وَأَمَّا أَدِلَّةُ وُجُوبِ الصَّوْمِ مِنَ السُّنَّةِ: فَفِي الصَّحِيْحَينْ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: « بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ ".

 

♦ وَأَجْمَعَ المُسْلِمُونَ على فرضيَّةِ صوم رمضان إجمَاعاً قَطْعياً معلوماً بالضَّرُورةِ منِ دينِ الإِسْلامِ.

 

(5) الحكمة من فرض الصيام:

لَمَّا كانت مصالِحُ الصَّومِ مشهودةً بالعُقُولِ السَّليمةِ، والفِطَرِ المستقيمةِ، شَرَعَه اللهُ سبحانه وتعالى لعبادِه؛ رحمةً بهم، وإحسانًا إليهم، وحِمْيَةً لهم وجُنَّةً، وشرع الله جل وعلا الصوم لحكم عديدة وفوائد كثيرة؛ منها:

التقرب إلى الله جل وعلا، وتزكية النفس وتدريبها على مراقبة الله تعالى، وتدريب عملي على ضبط النفس وتحمل المسؤولية وتحمل المشاق، والعطف على الفقراء والمساكين، والزهد في الدنيا، وقهرٌ للشَّيطانِ، وتعلم الإرادة، وتعلم التعاون والنظام، وتطَهِّيرُ البَدَنَ من الأخلاطِ الرَّديئةِ وإكسِابُه صحةً وقوةً، ويكوّن في المؤمنين عاطفة الرحمة وخلق الإحسان، ويجعل المسلم يشعر ويحس بآلام أخيه.

 

(6) أركان الصيام:

الأول: النية؛ ومعناها القصد، قال تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ [البينة: ٥].

 

ولقوله صلى الله عليه وسلم: " إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى"؛ متفق عليه. ولابد أن تكون قبل الفجر من كل ليلة من ليالي شهر رمضان، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له"، رواه الترمذي والنسائي، وصححه الألباني.

 

الثاني: الإمساك عن المفطرات (طعام وشراب وجماع) من طلوع الفجر إلى غروب الشمس؛ ودليل هذا الركن قوله تعالى: ﴿ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ﴾ [البقرة: 187]. والمراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود: بياض النهار وسواد الليل.

 

(7) شروط صحة الصيام:

الإسلام، والبلوغ، والعقـــل، والإقامة، والقُدرةُ على الصَّومِ، والنية ومحلها القلب، الزمان القابل للصوم، والطهارة من الحيض والنفاس.

 

(8) الذين يجب عليهم الصوم:

لوجوب الصوم على المسلم والمسلمة شروط عديدة هي:

المسلم: فالكافر الأصلي والمرتد عمله غير مقبول، لقول الله تعالى: ﴿ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الزمر:65].

 

البالغ: فلا يجب الصوم على الصبي ولو كان مراهقاً، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "رفع القلم عن ثلاثة: الصبي حتى يحتلم والنائم حتى يستيقظ والمجنون حتى يفيق". أخرجه أحمد وأبو داود. ولكن يجب على ولي الصبي المميز أمره بالصوم إذا أطاقه، ويضربه عليه إذا بلغ عشراً كالصلاة ليعتاده.

 

العاقل: فالقلم مرفوع عن المجنون، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "رفع القلم عن ثلاثة: الصبي حتى يحتلم والنائم حتى يستيقظ والمجنون حتى يفيق". أخرجه أحمد وأبو داود.

 

القادر: فلا يجب على العاجز عنه لكبر أو مرض، لقول الله تعالى: ﴿ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ﴾ [البقرة: 184].

 

الحاضر (المقيم): فلا يجب على المسافر بل له أن يفطر ويقضي، لقول الله تعالى: ﴿ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ﴾ [البقرة: 184].

 

الخلو من الحيض والنفاس: يُشتَرَط لوجوبِ الصَّومِ على المرأةِ طَهارَتُها مِن دَمِ الحَيضِ والنِّفاسِ، ويجب عليها القضاء، روى البخاري ومسلم عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: " كنا نحيض على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة".

 

(9) مكروهات الصيام:

يكره في حق الصائم بعض الأمور التي قد تؤدي إلى جرح صومه، ونقص أجره؛ وهي:

أ- المبالغة في المضمضة والاستنشاق: إدارة الماء في أعماق الفم وأقاصيه وأشداقه، والمبالغة في الاستنشاق، اجتذاب الماء بالنفس إلى أقصى الأنف‏.‏ وقال النووي في كتابه "المجموع": «المبالغة في المضمضة والاستنشاق - يقصد لغير الصائم - سنة بلا خلاف» انتهى.

 

أما للصائم فالمبالغة فيهما مكروهة، لحديث لقيط بن صبرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ «إذا توضأت فأسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما» (رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني)‏.

 

ب- القبلة لمن تحرك شهوته: عن أبي هريرة رضي الله عنه: «أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن المباشرة للصائم، فرخص له. وأتاه آخر فسأله، فنهاه، فإذا الذي رخص له شيخ، والذي نهاه شاب» (رواه أبو داود وقال عنه الألباني: حسن صحيح).

 

ت- بلع النخامة: النخامة لا تفطر حتى لو وصلت إلى الفم فإنها لا تفطر، لكن الإنسان لا يبتلعها؛ لأنه شيء مستقذر ولا ينبغي للإنسان أن يبتلعه.

 

ث- ذوق الطعام لغير الحاجة: يكره ذوق الطعام بغير حاجة، وهذا باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة، وذلك لأنه ربما ينزل شيء من هذا الطعام إلى جوف الصائم من غير أن يشعر به، فيكون في ذوقه لهذا الطعام تعريض لفساد الصوم.

 

ج- إخراج الدم بالحجامة: مَن احتجمَ وهو صائِمٌ فإنَّ صَومَه لا يَفسُدُ، فعنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما ((عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه احتجَمَ وهو صائِمٌ )) رواه البخاري. وعن أنسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّه سُئِل: ((هل كُنتُم تَكرهونَ الحِجامةَ؟ فقال: لا، إلَّا مِن أجلِ الضَّعفِ )) رواه البخاري. وعن بعضِ أصحابِ رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نهى عن المُواصَلةِ والحِجامةِ للصَّائِمِ، ولم يُحَرِّمْهما؛ إبقاءً على أصحابِه) رواه أبوداود، وصححه الألباني.

 

أما قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ) رواه أبو داود، وصححه الألباني في صحيح أبي داود. قيل: إنَّ معنَى قولِه: «أَفطرَ الحاجِمُ والمَحْجُومُ»: أي كادَا أن يُفْطِرَا، لأنَّه يَحصُلُ بالحِجامةِ ضَعفٌ شديدٌ، يحتاجُ معه المحجوم الصَّائِمُ إلى تغذيةٍ، أمَّا الحاجمُ فلخوفِ دُخولِ الدَّمِ في جوفِه.

 

وأما خروج الدم بقلع السن أو شق الجرح أو تحليل الدم ونحو ذلك فلا يفطر لأنه ليس بحجامة ولا بمعناها إذ لا يؤثر في البدن تأثير الحجامة.

 

(10) مبطلات (مفسدات) الصيام:

من المفطرات ما يكون من نوع الاستفراغ كالجماع والاستقاءة والحيض والاحتجام، فخروج هذه الأشياء من البدن مما يضعفه، ولذلك جعلها الله تعالى من مفسدات الصيام، حتى لا يجتمع على الصائم الضعف الناتج من الصيام مع الضعف الناتج من خروج هذه الأشياء فيتضرر بالصوم. ويخرج صومه عن حد الاعتدال.

 

ومن المفطرات ما يكون من نوع الامتلاء كالأكل والشرب. فإن الصائم لو أكل أو شرب لم تحصل له الحكمة المقصودة من الصيام.

 

ومفسدات الصيام (المفطرات) سبعة. وهي:

أ- الجماع: (يوجب القضاء والكفارة) وهو أعظم المفطرات وأكبرها إثما. فمن جامع في نهار رمضان عامدا مختارا فقد أفسد صومه، أنزل أو لم يُنزل، وعليه التوبة، وإتمام ذلك اليوم، والقضاء والكفارة المغلظة، ودليل ذلك حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: هَلَكْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: وَمَا أَهْلَكَكَ؟ قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي فِي رَمَضَانَ. قَالَ: هَلْ تَجِدُ مَا تُعْتِقُ رَقَبَةً؟ قَالَ: لا. قَالَ: فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟ قَالَ: لا. قَالَ: فَهَلْ تَجِدُ مَا تُطْعِمُ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟ قَالَ: لا.." رواه البخاري ومسلم. ولا تجب الكفارة بشيء من المفطرات إلا الجماع.

 

ب- الاستمناء: (يوجب القضاء والإثم) وهو إنزال المني باليد أو نحوها. والدليل على أن الاستمناء من المفطرات: قول الله تعالى في الحديث القدسي عن الصائم: (يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي)؛ رواه البخاري ومسلم. وإنزال المني من الشهوة التي يتركها الصائم. فمن استمنى في نهار رمضان وجب عليه أن يتوب إلى الله، وأن يُمسك بقية يومه، وأن يقضيه بعد ذلك.

 

وإن شرع في الاستمناء ثمّ كفّ ولم يُنزل فعليه التوبة، وصيامه صحيح، وليس عليه قضاء لعدم الإنزال، وينبغي أن يبتعد الصائم عن كلّ ما هو مثير للشهوة وأن يطرد عن نفسه الخواطر الرديئة. وأما خروج المذي فالراجح أنه لا يُفطّر.

 

ت- الأكل أو الشرب عمدًا: (يوجب القضاء والإثم) وهو إيصال الطعام أو الشراب إلى المعدة عن طريق الفم. وكذلك لو أدخل إلى معدته شيئاً عن طريق الأنف فهو كالأكل والشرب. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وَبَالِغْ فِي الاسْتِنْشَاقِ إِلا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا) رواه الترمذي، وصححه الألباني في صحيح الترمذي. فلولا أن دخول الماء إلى المعدة عن طريق الأنف يؤثر في الصوم لم يَنْهَ النبيُ صلى الله عليه وسلم الصائمَ عن المبالغة في الاستنشاق.

 

♦ ما كان بمعنى الأكل والشرب. وذلك يشمل أمرين: حقن الدم في الصائم، كما لو أصيب بنزيف فحقن بالدم، فإنه يفطر لأن الدم هو غاية الغذاء بالطعام والشراب. والإبر (الحقن) المغذية التي يُستغنى بها عن الطعام والشراب، لأنها بمنزلة الأكل والشرب.

 

وأما الإبر التي لا يُستعاض بها عن الأكل والشرب ولكنها للمعالجة كالبنسلين والأنسولين أو تنشيط الجسم أو إبر التطعيم فلا تضرّ الصيام سواء عن طريق العضلات أو الوريد. والأحوط أن تكون كل هذه الإبر بالليل.

 

وغسيل الكلى الذي يتطلب خروج الدم لتنقيته ثم رجوعه مرة أخرى مع إضافة مواد كيماوية وغذائية كالسكريات والأملاح وغيرها إلى الدم يعتبر مفطّرا.

 

ث- الرِدّة: تعرف الردّة لغة بأنها: الرجوع عن الشيء، أما شرعا فتعرف بأنها: رجوع المسلم عن دِينه، وقد أجمع أهل العلم على أن الردة عن الإسلام تبطل الصيام.

 

ج- التقيؤ عمدًا: (يوجب القضاء فقط) لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ، وَمَنْ اسْتَقَاءَ عَمْدًا فَلْيَقْضِ). رواه الترمذي، وصححه الألباني في صحيح الترمذي. ومعنى ذرعه أي غلبه. فمن تقيأ عمدا بوضع أصبعه في فمه، أو عصر بطنه، أو تعمد شمّ رائحة كريهة، أو داوم النظر إلى ما يتقيأ منه، فعليه القضاء. وإذا راجت معدته لم يلزمه منع القيء لأن ذلك يضره.

 

ح- خروج دم الحيض والنفاس: (يوجب القضاء فقط) لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ). رواه البخاري.

 

فمتى رأت المرأة دم الحيض أو النفاس فسد صومها ولو كان قبل غروب الشمس بلحظة. وإذا أحست المرأة بانتقال دم الحيض ولكنه لم يخرج إلا بعد غروب الشمس صح صومها، وأجزأها يومها. والحائض أو النفساء إذا انقطع دمها ليلا فَنَوَت الصيام ثم طلع الفجر قبل اغتسالها فمذهب العلماء صحة صومها.

 

والأفضل للحائض أن تبقى على طبيعتها، وترضى بما كتب الله عليها، ولا تتعاطى ما تمنع به الدم، وتقبل ما قَبِل الله منها من الفطر في الحيض والقضاء بعد ذلك، وهكذا كانت أمهات المؤمنين، ونساء السلف. بالإضافة إلى أنه قد ثبت بالطبّ ضرر كثير من هذه الموانع وابتليت كثير من النساء باضطراب الدورة بسبب ذلك، فإن فعلت المرأة وتعاطت ما تقطع به الدم فارتفع وصارت نظيفة وصامت أجزأها ذلك.

 

اللهم فقهنا في الدين وعلمنا التأويل، واجعلنا من العالمين العاملين يا رب العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الشجرة الرمضانية: الورقة الأولى: استيقظ واستعد
  • الشجرة الرمضانية: الورقة الثانية: هل هلاله
  • الشجرة الرمضانية: الورقة الثالثة: فضل وعدل
  • الشجرة الرمضانية: الورقة الخامسة: خطط لنفسك في رمضان
  • الشجرة الرمضانية: الورقة السادسة: مباحات وسنن وآداب الصيام
  • الشجرة الرمضانية: الورقة السابعة: دعوة إلى الدعاء
  • الشجرة الرمضانية: الورقة الثامنة: مصباح رمضان
  • الشجرة الرمضانية: الورقة العاشرة: قيام الليل أم التراويح

مختارات من الشبكة

  • حوار بين شجرتين: شجرة الصنوبر، وشجرة الدباء ( القرع )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الشجرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الشجرة الرمضانية: الورقة التاسعة: أخطاء الصائمين في رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • الشجرة الرمضانية: الورقة الثالثة عشرة: شهر رمضان في التاريخ(مقالة - ملفات خاصة)
  • الشجرة الرمضانية: الورقة الثانية عشرة: مكتبة رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • الشجرة الرمضانية: الورقة الحادية عشرة: طبيب رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة(مقالة - ملفات خاصة)
  • مخطوطة الشجرة في أحوال الرجال (ج٢)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • كرة فوق الشجرة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أعظم الدروس والعبر من قصة أكل آدم عليه السلام من الشجرة(مقالة - موقع د. صغير بن محمد الصغير)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب