• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / فضائل رمضان
علامة باركود

شهر الاقتصاد

شهر الاقتصاد
محمد بن محمود الصالح السيلاوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/6/2016 ميلادي - 14/9/1437 هجري

الزيارات: 4293

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

شهر الاقتصاد


إن الحمد لله، نحمَده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهدِه الله فهو المهتدِ، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:

فإن للصيام آدابًا كثيرةً، ومن تلك الآداب: أن يقتصد الصائم في طعامه وشرابه، ولعل بعض الصائمين يجعلون من شهر رمضان مَوسِمًا سنويًّا للموائد المليئة بألوان الطعام، وتراهم يتزاحمون في الأسواق؛ لشراء ما يستطيعون مِن الأطعمة التي لا عهد لهم بأكثرها في غير رمضان، والنتيجة من وراء ذلك: إضاعةُ المال، وإرهاق الأبدان من كثرة الطعام، وثقلُ النفوس عن أداء العبادات، وإهدار الأوقات الطويلة بالتسوق، وإعداد الكميات الهائلة من الأطعمة، التي يكون مصيرها في الغالب إلى سلال القمامة.


إن هذا الاستعداد الذي يقع فيه كثير من الناس لرمضان بالتفنن والاستكثار من المطاعم والمشارب - مخالفٌ لأمر الله، منافٍ لحكمة الصوم، مناقضٌ لحفظ الصحة، معاكس لقواعد الاقتصاد، والأَوْلى بالمسلِم في شهر الصوم الاقتصارُ على المعتاد مِن طعامه وشرابه، وأن ينفق الزائدَ في طرق البِرِّ والإحسان التي تناسب رمضان؛ مِن إطعام اليتامى والأيامى، وتفطير الفقراء والمساكين، ولو فعَل الأغنياء ذلك لأضافوا إلى قُربة الصوم قربةً عظيمة عند الله؛ ألا وهي الإحسان إلى المحتاجين، مما يعمَل على تقريب القلوب بين المسلمين في هذا الشهر المبارك، ويُشعر الصائمين كلهم بأنهم في شهر الأخوَّة والتكافل.


إن الإنسان لو أطلق لنفسه العِنان في تعاطي الشهوات، والتهام ما يطيبُ له من المطاعم والمشروبات، وطاوَع نفسه باستيفاء اللذة إلى أقصى حد - لكانت عاقبة أمره مرَضًا ونقصًا في صحته، مع أن الحكمةَ تدعو صاحبها إلى استغلال شهر الصوم بالحمية عن الطعام؛ ليريح معِدته مِن العناء والتعب الذي يترتب على عملها المتواصل طوال العام.


قال الله عز وجل: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31]، قال بعض العلماء: جمَع اللهُ بهذه الآية الطِّبَّ كله.


وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما ملأ ابنُ آدم وعاءً شرًّا من بطنه، حَسْب المرءِ أكلات يُقِمْنَ صُلْبَه، فإن كان لا محالة، فثُلثٌ لطعامه، وثلثٌ لشَرابه، وثلثٌ لنَفَسِه))[1]؛ أخرجه أحمد.


أخي الصائم، لا يخفى على عاقلٍ ما للتوسع في المآكل والمشارب مِن عواقب وخيمة على دِين المرء ودنياه زيادةً على ما مضى؛ فهو مما يورِث البَلادة، ويعُوق عن التفكيرِ الصحيح، وهو مَدْعاةٌ للكسل، وموجِبٌ لقسوةِ القلب، وهو سببٌ لمرض البدَن، وتحريك نوازع الشر، وتسلُّط الشيطان.


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الشيطانَ يَجري مِن ابن آدمَ مجرى الدمِ))، ولا ريب أن الدمَ يتولد مِن الطعام والشراب، وإذا أكل أو شرِب اتسعَتْ مجاري الشياطين؛ ولهذا قال: (فضيِّقوا مجاريَه بالجوع)، وبعضهم يذكر هذا اللفظ مرفوعًا؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا دخل رمضان، فُتحت أبواب الجنة، وغُلقت أبواب النار، وصُفِّدت الشياطين))، فإن مجاريَ الشياطين الذي هو الدم ضاقت، وإذا ضاقت انبعثت القلوب إلى فِعل الخيرات التي بها تفتح أبواب الجنة، وإلى ترك المنكرات التي بها تفتح أبواب النار، وصُفِّدت الشياطين فضعُفَتْ قوتهم وعملهم بتصفيدهم، فلم يستطيعوا أن يفعلوا في شهر رمضان ما كانوا يفعلون في غيره، ولم يقل: إنهم قتلوا، ولا ماتوا، بل قال: ((صُفدت))، والمُصفَّد مِن الشياطين قد يؤذي، لكن هذا أقل وأضعف مما يكون في غير رمضان، فهو بحسَب كمال الصوم ونقصِه، فمَن كان صومه كاملًا دفَع الشيطان دفعًا لا يدفعه دفع الصوم الناقص، فهذه المناسبة ظاهرةٌ في منعِ الصائم مِن الأكل والشُّرب)[2].


واسمَعْ إلى أقوال الحكماء والعارفين في أضرار الإكثار مِن الطعام والشراب، وما يؤدي إليه مِن المفاسد؛ مِن ذلك ما قاله لقمان عليه السلام لابنه: يا بُني، إذا امتلأتِ المعدة، نامت الفكرة، وخرَست الحكمة، وقعَدت الأعضاءُ عن العبادة.


وقال عمرُ رضي الله عنه: (مَن كثُر أكله لم يجِدْ لذِكر الله لذة، ومَن كثُر نومه لم يجد في عمره بركة، ومَن كثُر كلامه في الناس سقَط حقُّه عند الله).


وقال عليٌّ رضي الله عنه: (إن كنتَ بَطِنًا، فعُدَّ نفسَك زَمِنًا).


وقال بعض الشعراء:

فكم مِن لقمة منَعَتْ أخاها
بلذَّةِ ساعةٍ أكَلاتِ دهرِ
وكم مِن طالبٍ يَسعى لأمرٍ
وفيه هلاكُه لو كانَ يَدري


وقال آخرُ:

كم دخَلَتْ أَكلةٌ حشَا شَرِهٍ
فأخرَجَتْ رُوحَه مِن الجسدِ
لا بارَك اللهُ في الطعامِ إذا
كان هلاكُ النُّفوس في المِعَدِ


وقال ابن القيم رحمه الله: (وأما فضولُ الطعام فهو داعٍ إلى أنواع كثيرة مِن الشر؛ فإنه يحرِّك الجوارحَ إلى المعاصي، ويُثقِلها عن الطاعات، وحَسْبك بهذين شرًّا، فكم مِن معصية جلبها الشِّبعُ، وفضول الطعام! وكم مِن طاعة حال دونها! فمَن وُقي شرَّ بطنه، فقد وُقي شرًّا عظيمًا، والشيطانُ أعظم ما يتحكم مِن الإنسان إذا ملأ بطنَه مِن الطعام)[3].


بل إن الذين يتوسَّعون في المآكل لا يجدون لها لذةً كما يجدها المقتصدون؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (فالذين يقتصدون في المآكِل نعيمُهم بها أكثرُ مِن المسرفين فيها؛ فإن أولئك إذا أدمنوها وألِفوها لا يبقى لها عندهم كبيرُ لذة، مع أنهم قد لا يصبِرون عنها، وتكثُرُ أمراضُهم بسببِها)؛ اهـ[4].


فالأَوْلى بنا - أيها الإخوة الصائمون - أن نجعَلَ مِن شهرنا الكريم فرصةً لتعويد أنفسنا على الاعتدال في المآكل والمشارب؛ فالنفس لا ترضى بالقليلِ مِن اللذات، فإذا جاهَدْناها ارتدعَتْ عن شهَواتِها ورغَباتها.


والحمد لله رب العالمين

وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمَّد وعلى آلِه وأصحابِه أجمعين



[1] أحمد: 17186، والترمذي: 2380، والنسائي في الكبرى: 6739، وابن ماجه: 3349 وصححه ابن حبان: 674، والحاكم: 7139.

[2] مجموع الفتاوى: 25/ 247.

[3] بدائع الفوائد: 1/ 273.

[4] جامع الرسائل: 2/ 340.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المرتكزات الاقتصادية للعملية الاستهلاكية
  • ارتباط الصوم بالاقتصاد
  • سلوك المستهلك في الاقتصاد الإسلامي
  • رمضان وقوانين الاقتصاد

مختارات من الشبكة

  • شهر رمضان شهر مبارك وشهر عظيم(مقالة - ملفات خاصة)
  • في رحاب شهر الخيرات(مقالة - ملفات خاصة)
  • وأقبل شهر رمضان شهر القرآن(مقالة - ملفات خاصة)
  • فضل شهر رمضان في القرآن والسنة: رمضان شهر الرحمة والغفران والعتق من النار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • استقبلوا شهر رمضان بالصلح مع الله(مقالة - ملفات خاصة)
  • رمضان فضله وفوائده(مقالة - آفاق الشريعة)
  • استعراض الصحف الإيطالية لشهر رمضان 2014 في إيطاليا(مقالة - ملفات خاصة)
  • تفسير: (ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رمضان شهر الخيرات وموسم البركات والنفحات شهر تفتح فيه أبواب الجنة
    (مقالة - ملفات خاصة)
  • اعتناء السلف باستقبال رمضان(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب