• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / مقالات
علامة باركود

تصفيد الشياطين في شهر الصيام

تصفيد الشياطين في شهر الصيام
محمد بن محمود الصالح السيلاوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/6/2016 ميلادي - 12/9/1437 هجري

الزيارات: 6917

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تصفيد الشياطين في شهر الصيام

 

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهدِه الله فهو المهتدِ، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:

فقد روى البخاري ومسلم واللفظ له - علامة لدخول الشهر، وتعظيمًا لحرمته - عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا جاء رمضان، فُتحت أبواب الجنة، وغُلقت أبواب النار، وصُفِّدت الشياطين))[1]، وقد ورد هذا الحديث الشريف بعدة ألفاظ، منها: أنه قال بدلًا مِن ((أبواب الجنة)) قوله: ((أبواب السماء))، وفي رواية أخرى: ((أبواب الرحمة))، وكلها يفسرُ بعضها بعضًا؛ فإن للرواة أن يتصرفوا باللفظ بما لا يحيله عن معناه، كما جاء أيضًا بدلًا من قوله: ((وصُفِّدت الشياطين)) قوله: ((وسُلسلت الشياطين))، وفي رواية أخرى: ((وتُغَلُّ فيه مردةُ الشياطين))، وهي كذلك بمعنًى متقاربٍ.

 

وهذا الحديث على ظاهره وحقيقته، وإن كان المراد أن الشياطين لا يتمكنون مِن فتنةِ المسلم في هذا الشهر كما يستطيعونه في غيره؛ لاشتغالِه بالصيام الذي فيه قمعٌ للشهوات، ولاشتغاله أيضًا بقراءة القُرْآن والذِّكر، مع ما بيَّنه الله في كتابه مِن حصول السكينة والهدى والطمأنينة بكلماته وآياته عز وجل.

 

إخواني الصائمين، قد يُشكِلُ على بعض المسلمين ظاهر هذا الحديث مع ما يراه واقعًا ومحسوسًا بين الناس في نهار رمضان مِن إصرار البعض على المعاصي، ووقوع البعض الآخر فيما ينافي آداب الصيام؛ مِن كذِبٍ أو سِبابٍ، أو خصومة ومشاحنة، فما هو توجيه الحديث؟ وما المراد به إذًا؟

 

يبيِّن لنا ذلك الإمام القرطبي رحمه الله بعد أن أثبت هذا الحديث على ظاهره، وأنه لا حاجة بنا إلى تعطيل المعنى الظاهر عن حقيقته، فيقول رحمه الله: (فإن قيل: كيف نرى الشرور والمعاصيَ واقعةً في رمضان كثيرًا؟! فلو صُفِّدت الشياطين لم يقع ذلك؟ فالجواب:

1- أنها إنما تقلُّ عن الصائمين الصومَ الذي حُوفِظ على شروطه وآدابه.

2- أو المصفَّد بعض الشياطين، وهم المردةُ، لا كلهم، كما في بعض الروايات.

3- أو المقصود تقليلُ الشرور فيه، وهذا أمرٌ محسوسٌ؛ فإن وقوع ذلك فيه أقلُّ مِن غيره؛ إذ لا يلزم مِن تصفيد جميعهم ألا يقَعَ شرٌّ ولا معصية؛ لأن لذلك أسبابًا غيرَ الشياطين؛ كالنفوس الخبيثة، والعادات القبيحة، والشياطين الإنسية)[2].

 

ومِن أسباب تصفيد الشياطينِ: تقليل الإنسان مِن الطعام والشراب؛ لِما قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم عند البخاري أنه قال: ((إن الشيطانَ يجري مِن ابن آدم مجرى الدمِ))[3]، ولا ريب أن الدمَ يتولد في الإنسان مِن الطعام والشراب، وإذا أكل وشرِب اتَّسعَتْ مجاري الشياطين، وإذا ضاقَتِ انبعثتِ القلوب إلى فِعل الخيرات، وإلى ترك المنكَرات، فهذه المناسبة ظاهرةٌ في أن مَنْعَ الصائم مِن الأكل والشرب يؤدي حتمًا إلى تصفيد الشياطين.

 

إخواني الصائمين وأخواتي الصائمات، على المسلم - وخاصةً الصائم - أن يحذَرَ مِن الشيطان وخطواته وأساليبه؛ لئلا يُفسِد عليه عبادته، وربما دنياه؛ بأن يتعرف على الأسلحةِ والأساليب التي يستعملها الشيطان لإغواء بني آدم؛ فإنه إذا عرَفها سهُل عليه مقاومتها ومحاربتها؛ لذلك قال الله تبارك وتعالى: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ﴾ [فاطر: 6]، وقال سبحانه وتعالى في أربعة مواضعَ مِن كتابه العزيز: ﴿ لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ﴾ [البقرة: 168، البقرة: 208، الأنعام: 142، النور: 21].

 

ومِن هذه الأساليب الماكرة التي يستعملها الشيطان لإغواء الناس: تزيينُ الباطل؛ كتسمية الأمور المحرَّمة بأسماء محبَّبة؛ كما سمى لآدم الشجرةَ المحرمة شجرةَ الخلد؛ ليُزيِّن له الأكل منها، وكما يسمي اليومَ الكثير من المحرمات بأسماءٍ أخرى؛ تزيينًا منه للناس لتناول الحرام؛ كتسمية الربا بالفائدة البنكية، وتسمية الخمور بالمشروبات الروحية، وتسمية الغناء والرقص والتصوير المحرم بالفنون الجميلة.

 

ومِن طُرقه وخطواته في إضلال بني آدم: الغلوُّ في الأمور، أو التفريط فيها، وسواء كانت مِن أصل عمل الدِّين، أو كانت مِن شؤون الدنيا، ومِن خطواته وحبائله أيضًا: التسويف، والتثبيط عن أعمال البِر والمعروف، أو عن التوبة مِن الذنوب والمعاصي، وتقوية جانب الرجاء، وتعليق الإنسان بالأمانيِّ، والوعود الكاذبة والباطلة.

 

فالصيام مِن أنفع الأسلحة الإيمانية التي يحارب بها الإنسانُ عدوَّه اللدود الذي بين جنبتيه، والذي يسري معه كما يسري الدمُ في العروق.

 

ومِن الأسلحة النافعة في محاربة هذا العدو أيضًا: ما أرشد إليه اللهُ تبارك وتعالى مِن الاستعاذة منه في أربعة مواضع مِن كتابه، منها في سورة فصلت قوله تعالى: ﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [فصلت: 36].

 

ومنها أيضًا: آياتٌ وسورٌ من كتاب الله تعالى؛ كالمُعوِّذتين، والبقرة، وآية الكرسي، وآخر آيتين من البقرة، وغيرها من الأدعية والأذكار المعروفة والمأثورة عنه صلى الله عليه وسلم في الصباح والمساء، وعند النوم، أو تغيُّر الأحوال في اليوم والليلة.

 

وفي ختام هذا اللقاء أنبه على أن هناك بعض الأعمال يظنها الناس مِن المفطِرات في نهار الصيام، وهي ليست كذلك، ومِن هذه الأعمال ما يأتي:

1- الاغتسال، أو الانغماس في الماء: ففي الصحيحين عن عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدركه الفجر وهو جنبٌ من أهله، ثم يغتسل ويصوم)[4]،فإن دخل الماء جوف الصائم بلا قصد منه لم يضرَّه ذلك؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ﴾ [الأحزاب: 5].

 

2- المضمضة والاستنشاق: فهو مما يباح للصائم، ولكن يُكرَه له المبالغة فيهما؛ لحديث لَقِيط بن صبرة رضي الله عنه، قال: قلت: يا رسول الله، أخبِرْني عن الوضوء؟ قال: ((أسبِغِ الوضوء، وبالِغْ في الاستنشاقِ، إلا أن تكونَ صائمًا))[5].

 

3- الاكتحال والقطرة: فإنها ليسَتْ مِن المفطِرات، سواءٌ وجَد طَعْمًا في حلقه أم لم يجده، فإن وجَده أخرجه ولم يبتلعه؛ ففي سنن أبي داود عن أنس بن مالك رضي الله عنه: (أنه كان يكتحلُ وهو صائمٌ)[6]؛لأن العينَ والأُذن ليستا مَنفذًا للطعام والشراب.

 

4- التبرُّع بالدم أو الحجامة: وإن كان الأحوط تركه في نهار الصوم؛ لأنه ربما أضعَف الصائمَ، وشق عليه الصيامُ، وقد جاء في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: (احتجَم النبيُّ صلى الله عليه وسلم وهو صائم)[7]، وفيه أيضًا عن ثابتٍ البُناني، قال: سُئل أنسُ بن مالك رضي الله عنه: (أكنتم تكرَهون الحجامةَ للصائم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا، إلا مِن أجلِ الضَّعف)[8].

 

5- السواك: وما في معناه، ولو استخدم معجون الأسنان، على أن يحرص على عدمِ وصول شيء إلى جوفه؛ وذلك لعمومِ الأدلة الواردة باستحباب السواك، وعدم تخصيصها بوقتٍ دون وقت، ولا يصحُّ شيءٌ في كراهة السواك بعد الزوال للصائم.

 

أعاذني الله وإياكم مِن همزات الشياطينِ، أو أن يحضرونا، وأعانني وإياكم على صيامِ هذا الشهر الكريم وقيامه؛ إنه هو السميع المجيب.

والحمد لله ربِّ العالمين

وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمَّد وعلى آلِه وأصحابِه أجمعين



[1] البخاري: 3277، ومسلم: 1079.

[2] فتح الباري: 4/ 114.

[3] البخاري: 2038، ومسلم: 2174.

[4] البخاري: 1926، ومسلم: 1109.

[5] أبو داود: 142، والترمذي: 788، والنسائي: 87، وابن ماجه: 407، وصححه ابن خزيمة: 150، وابن حبان، 1087، والحاكم: 525.

[6] أبو داود: 2378، وحسنه الألباني موقوفًا، كما في الضعيفة: 1014.

[7] البخاري: 1938.

[8] البخاري: 1940.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • شهر الصيام
  • صحتك في شهر الصيام
  • تصفيد الشياطين
  • مكافحة الشياطين (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • بشراكم تصفيد أبي مرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شياطين رمضان الموثقة والمطلقة(مقالة - ملفات خاصة)
  • عن الصيام - عن التائبين(مقالة - ملفات خاصة)
  • قول: باسم الله اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا قبل الوقاع: سبب لطرد الشيطان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صيام التطوع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رمضان شهر الصيام.. لكن لماذا شرع الله الصيام؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من آداب الصيام: صيام ستة أيام من شوال بعد صيام شهر رمضان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رمضان فرصة وانطلاقة للتغيير(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دعوة لفهم حقيقة الصيام(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالله بن ضيف الله الرحيلي)

 


تعليقات الزوار
1- شكر وتقدير
ممد سار - السنغال 27-02-2025 09:08 AM

هذا المقال مهم لا سيما في شهر رمضان يستفيد منه كل مسلم ومسلمة..

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب