• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / خطب رمضان والصيام
علامة باركود

استغلال رمضان (خطبة)

استغلال رمضان (خطبة)
د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/3/2025 ميلادي - 3/9/1446 هجري

الزيارات: 30151

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

استغلال رمضان

 

الخطبة الأولى

الحمد لله الذي مَنَّ على عباده بمواسم الخيرات ليغفر لهم بذلك الذنوب، ويُكفِّر عنهم السيئات، وليضاعف لهم بذلك الثواب، ويرفع لهم الدرجات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واسع العطايا وجزيل الهبات، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أفضل المخلوقات، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومَنْ تَبِعَهم بإحسان، وسلم تسليمًا، أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله ربكم، واعبدوه، واشكروه على ما أنعم به عليكم، واحمدوه، واعرفوا نعمته عليكم بمواسم الخيرات التي تتكرر عليكم كل عام ليتكرر بها عليكم من الله الفضل والإنعام، وتجددوا النشاط على صالح الأعمال، واجتناب الآثام.

 

معاشر الصائمين، أيام المواسم معدودة، وأوقات الفضائل مشهودة، وفي رمضان كنوز غالية، فلا تضيِّعوها باللهو واللعب وما لا فائدة فيه، فإنكم لا تدرون متى ترجعون إلى الله، وهل تدركون رمضان الآخر أو لا تدركونه؟ وإن اللبيب العاقل من نظر في حاله، وفكَّر في عيوبه، وأصلح نفسه قبل أن يفجأه الموت، فينقطع عمله، وينتقل إلى دار البرزخ ثم إلى دار الحساب.

 

أيها المسلمون، مواسمُ الخيرات أيامٌ معدودات، مصيرها الزوال والفوَات، فاقصروا عن التقصير في الشهر القصير، وقوموا بشعائره التعبُّدية وواجباتِه الشرعية وسننِه المروية وآدابه المرعية، ((لا يزال الناس بخير ما عجَّلوا الفِطر))، و((فصلُ ما بين صيامِنا وصيام أهلِ الكتاب أكلةُ السحر))، فتسحَّروا ولو بجرعة ماء، وكان رسول الله يُفطِر قبل أن يصلِّي على رُطبات، فإن لم تكن رطبات فتُمَيرات، فإن لم تكن تميرات حسا حسواتٍ من ماء، وكان إذا أفطَر قال: ((ذهب الظمأ، وابتلَّت العروق، وثبَتَ الأجر إن شاء الله))، و((من أكلَ أو شرب ناسيًا فليُتِمَّ صومه؛ فإنَّما أطعمه ربُّه وسقاه))، ولا كفَّارة عليه ولا قضاء، و((من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه))، و((من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفِر له ما تقدَّم من ذنبه))، و((من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتِب له قيام ليلة))، و((مَن فطَّر صائِمًا كان له مثلُ أجره، غيرَ أنَّه لا ينقُص من أجرِ الصائم شيء))، و((عمرةٌ في رمضان تعدِل حجَّةً مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم)).

 

أيها الصائم، ليكن لك في شهر الصوم عملٌ وتهجُّد وقرآن، وابتعِد عن خوارق الصوم ومفسداته، وإياك أن تقع في أعراض المسلمين، واحفظ لسانك وسمعك وبصرك عمَّا حرم الله، يقول الإمام أحمد رحمه الله: "ينبغي للصائم أن يتعاهد صومَه من لسانه، ولا يماري في كلامه، كانوا إذا صاموا قعدوا في المساجد وقالوا: نحفظ صومنا ولا نغتاب أحدًا". ومن بُلي بجاهل فلا يقابله بمثل سوأته، يقول عليه الصلاة والسلام: ((الصيام جُنَّةٌ، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفَث ولا يسخَب، فإن سابَّه أحدٌ أو شاتمه فيلقل: إني صائم))؛ رواه البخاري.

 

معاشر الصائمين، ورمضان شهر القرآن، فيه أنزل، وفيه تدارسه نبي الهدى مع جبريل عليه السلام، كان يعارضه القرآن في كل عام مرة، فلما كان العام الذي توفي فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، عارضه مرتين؛ ولذلك انكبَّ السلف الصالح على كتاب ربهم يتلونه آناء الليل وأطراف النهار، لا يملون تكراره، ولا يسأمون أخباره، كان بعض السلف يختم في كل ثلاث ليال، وبعضهم في كل سبع، وبعضهم في كل عشر، وكان الأسود يقرأ القرآن في كل ليلتين، وكان الشافعي يختم في رمضان ستون ختمة، وكان مالك إذا دخل رمضان نفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف.

 

فاقتدوا- رحمكم الله- بسلفكم الصالح، اجعلوا للقرآن حظًّا وافرًا من أوقاتكم، أحيوا به الليل، وتغنوا به في النهار، فإنه شفيع لكم يوم العرض على الله، كما في المسند بسند صحيح عن عبدالله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان)).

منع القرآن بوعده ووعيده
مقل العيون بليلها لا تهجع
فهموا عن الملك العظيم كلامه
فهمًا تذل له الرقاب وتخضع

 

وإذا أحسنتم بالقول فأحسنوا بالفعل، ليجتمع لكم مزية اللسان وثمرة الإحسان، والمال لا يذهب بالجود والصدقة؛ بل هو قرضٌ حسن مضمون عند الكريم ﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ﴾ [سبأ: 39]، يضاعفه في الدنيا بركةً وسعادةً، ويجازيه في الآخرة نعيمًا مقيمًا، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعطِ منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعطِ ممسكًا تلفًا))؛ متفق عليه.


فتحسَّسوا دورَ الفقراء والمساكين، ومساكن الأرامل والأيتام، ففي ذلك تفريجُ كربة لك، ودفعُ بلاء عنك، وإشباعُ جائعٍ، وفرحةٌ لصغير، وإعفافٌ لأسرة، وإغناءٌ عن السؤال، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرمَ الناس وأجودَهم، إن أنفق أجزل، وإن منح أغدق، وإن أعطى أعطى عطاءَ من لا يخشى الفاقة، وكان يستقبل رمضان بفيض من الجود، ويكون أجودَ بالخير من الريح المرسلة. فأكثِر من البذل والإنفاق؛ فإن المال لا يبقيه حِرصٌ وشحٌّ، ولا يذهبه بذل وإنفاق.


فيا مَن أفاء الله عليه من الموسرينَ، إنَّ الله هو الذي يعطِي ويمنَع، ويخفِض ويرفَع، وهو الذي استخلَفَكم فيما رزقَكم لينظرَ كيف تعملون، والمؤمِنُ في ظِلِّ صدقته يومَ القيامة، ولن يُعدَم الموسِر محتاجًا يعرِفه بنفسِه أو جهاتٍ موثوقَةٍ تعينُه على الإنفاق.

 

أسأل الله تعالى أن يقينا شُحِّ أنفسنا، ويجعلنا من المفلحين، إنه جواد كريم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله، أمر ألَّا تعبدوا إلا إياه، والصلاة والسلام على عبده ومصطفاه، محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

معاشر الصائمين، إنَّ مقصودَ الصيام تربيةُ النفس على طاعةِ الله، وتزكيتُها بالصبر، واستعلاؤها على الشهوات. ووقت رمضان أثمن مِن أن يضيعَ أمام مشاهدَ هابطةٍ، لو لم يكن فيها إلا إضاعةُ الوقت الثمين لكان ذلك كافيًا في ذمِّها، كيف وقنواتها في سِباق محمومٍ مع الشيطان في نشرِ الفساد والفتنة والصدِّ عن ذكر الله وعن الصلاة؟! فهل أنتم منتهون؟


أخي الصائم، اجعل شهرَ صومك جهادًا متواصلًا ضدَّ شهوات النفس، وانقطاعًا إلى الله بالعبادة والطاعة، فهو موسم التوبة والإنابة، وباب التوبة مفتوح، وعطاء ربك ممنوح، فيا من أسرف في الخطايا وأكثرَ من المعاصي، متى تتوب إن لم تتب في شهر رمضان؟! ومتى تعود إن لم تعد في شهر الرحمة والغفران؟! فبادر بالعودة إلى الله، واطرُق بابَه، وأكثر من استغفاره.


معاشر الصائمين، في الأسحار نفحاتٌ ورحماتٌ حينَ التنزُّل الإلهيّ، فعليكم بالدعاء والاستغفار، فرُبَّ دعوةٍ يكتب لك بها الفوز الأبدي، وعند الفطر أيضًا دعوةٌ لا ترَدُّ، فاستكثِروا مِن الدعوات الطيبات في شهر النفحات، ادعوا لأنفسكم وذويكم، وتوسَّلوا إلى الله بألوانِ الطاعة، وارفَعوا أكُفَّ الضراعة، أن ينصرَ إخوانَكم المستضعفين والمشرَّدين، والمنكوبين والمأسورين، والمضطَهدين في كل مكان، فالأمة تمرُّ بأعتى ظروفها وأقسى أزمانها.


اللهم أنت المستعان، وعليك التكلان، ولا حولَ ولا قوة إلا بك.


ألا وصلُّوا ـ عباد الله ـ على رسول الهدَى، فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

 

اللّهمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولك محمد، وارضَ اللهم عن الخلفاءِ الأربعة الراشدين.

 

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين.

 

اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنَّتك، ومن اليقين ما تهوِّن به علينا مصائب الدنيا، اللهم مَتِّعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا أبدًا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، واجعلنا أهلًا لأن يُستجاب دعاؤنا يا رب العالمين.

 

اللهم اجعلنا صالحين في ظواهرنا وبواطننا حتى نكون أهلًا لأن يُستجاب لنا.

 

واشفِ اللهمَّ مرضانا، وارحم موتانا، وعليك بمن عادانا، وبلغنا مما يرضيك آمالنا، واختم بالباقيات الصالحات أعمالنا، آمين.

 

اللَّهُمَّ اجْمَعِ القلوبَ على طاعتِكَ، اللَّهُمَّ اهْدِ ضالَّ المُسْلمينَ، وثَبِّتْ مُطِيعَهُمْ، وارْزُقِ الجَمِيعَ الاِسْتِقامةَ على دِينِ اللهِ وَالتَّمَسُّكَ بِوَحْيهِ الكَريم.

 

اللَّهُمَّ احْفَظْ بلادَنا وبلادَ المُسْلمينَ منْ كُلِّ سُوءٍ ومكْروهٍ، اللَّهُمَّ رُدَّ كَيْدَ الأعْداءِ في نحورهِم، واجْعَلِ الدَّائِرَةَ عليْهم.

 

اللَّهُمَّ احْفَظْ للمسْلمينَ دينَهُم ودنْياهُم، ووحْدَتَهُم وأمْنَهُم، اللَّهُمَّ ارْحَمْنَا، وَارْحَمْ وَالِدِينَا، وَارْحَـمْ مَنْ عَلَّمَنَا، وَالمُسْلِمِينَ أَجْمَعِينَ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ.

 

﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الاستعداد لرمضان (خطبة)
  • استقبال رمضان (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • كيف تستفيد من شهر رمضان لتحسين علاقتك بالله؟ استغلال رمضان في الصلاة والدعاء لتعزيز الإيمان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضائل رمضان وأهمية استغلاله(محاضرة - موقع الشيخ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين)
  • رمضان بين حفاوة الاستقبال وحلاوة الاستغلال(مقالة - ملفات خاصة)
  • استغلال الوقت في رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • استغلال أوقات الفراغ في رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • رمضان .. واستغلال مواسم الطاعات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رمضان والاستغلال الأمثل(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن حماد آل عمر)
  • هولندا: استغلال رمضان في الدعوة إلى الإسلام(مقالة - المسلمون في العالم)
  • خطبة استغلال الأزمان بالصالحات(محاضرة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • أحسنوا الاستقبال.. لتحسنوا الاستغلال (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب