• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / الإسراء والمعراج
علامة باركود

الإسراء

الإسراء
محمد عبده الهنداوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/6/2014 ميلادي - 17/8/1435 هجري

الزيارات: 6169

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الإسراء

تقديم:

• معنى الإسراء، ومعنى المعراج.

• الإسراء والمعراج آيتان ربانيَّتان.

• محمد رسول الله يتحدَّى المشركين حين يشتدُّ جحودُهم بالدعوة الإسلامية.

• أخبار الإسراء والمعراج ينقلها خمسة وأربعون صحابيًّا.

• في الكون نواميس مجهولة.

• العقل الإنساني محدود.

• عظائم النواميس الكونية.

• الأجرام الهائلة تقطع الأبعاد الشاسعة في لحظات.

• كل يوم يظهر في العلم جديد.

• آراء العلماء في تغير مستمر.

• رئيس مجمع ترقي العلوم يقرِّر أن كُنْه المادة غير معروف.

• عجائب العالم الرُّوحي.

• سلطان الكائنات الرُّوحية على العالم المادي.

• فعل الرياح - الرياح أجسام لطيفة وليست روحية.

• عجائب الكهرباء - خواص الكهرباء غير حقيقة الكهرباء.

• المذياع وعجائبه.

• سهولة تصور الإسراء والمعراج بعد كشوف الفضاء الأخيرة، ولأنها في نطاق القدرة الإلهية.

• تصوير الفضائل لرسول الله - عليه السلام - في تلك الليلة، تمثيل المعاني السامية له في إسرائه وفي معراجه.

• حديث السماء وعجائبها.

• فرض الصلاة في تلك الليلة يؤذن بشرفها وعلو شأنها.

• الإسراء والمعراج في تاريخ الدعوة الإسلامية أنصع برهان على صدق رسول الله.

• الوحي الإلهي والنصر الرباني يؤيدانِ رسول الله عليه الصلاة والسلام.

 

أيها القارئ الكريم:

أرهف سمعَك إليَّ، وأقبِل بلُبِّك عليَّ؛ لأُحدِّثَك حديثَ الآية الربانية والمعجزة المحمدية، التي أكرم الله بها رسوله الكريم قبيل الهجرة بقليل.

 

أما الإسراء، فهو رحلة أرضية، توجَّه فيها الرسول عليه السلام ليلاً من المسجد الحرام بمكة المكرمة، إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس، ورجع إلى مكة من ليلتِه.

 

وأما المعراج، فهو رحلة عُلوية سماوية، صعِد فيها عليه السلام من المسجد الأقصى إلى العالم العُلوي، وتلقَّى فيض التجلِّي، وشهد فيها عجائب الملأ الأعلى، وروائع آيات ربه الكبرى، ونزل فيهما قول الله تعالى - وهو أصدق القائلين -: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الإسراء: 1].

 

وإلى حديثِ المعراج أشار قوله تعالى في سورة النجم: ﴿ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ﴾ [النجم: 1 - 18].

 

أيها القارئ الأكرم:

لقد تناول حادثَ الإسراء والمعراج علماءُ المسلمين المحقِّقون في مختلف الأعصار، وفي شتى الأبحاث، فانتهَوا إلى أن هذا السُّرى، وذلك الصعود والمعراج كان في الليل، وكان برُوحه وجسده عليه السلام، وهو ما يتَّسِق مع تحدِّيه صلى الله عليه وسلم للمكابِرين المكذِّبين الذين وجَدوا في خبر الإسراء والمعراج فرصةً تُظهِر أحقادهم وتثير أضغانهم، فاشتد جحودهم وإنكارهم.

 

وقد ذاعت أحاديث الإسراء والمعراج بين الأمة الإسلامية ذيوعًا مستفيضًا، وتحدَّث بها الرواة الأثبات، ونقلها من أعاظم الرجال خمسة وأربعون صحابيًّا، وتلقَّتها الأجيال عن الأجيال في تواتر وإجماع، فليس ينقصُ من قدرها أن يقومَ فريقٌ محدودُ الأفق ضيِّق العطن، يزعم الوقوفَ خلف ما كشفه العلم من أوصاف للسموات وأنباء للمناظير الكبرى، فيا رُبَّ موجودات ما برحت تستعصي على قوة المناظير تتسامى على عطارد والمريخ، ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 85].

 

أيها الباحث الكريم:

من العجب العاجب أن يقفَ الجحود أمام سرعة البرق الذي قطع الفيافي[1] والقِفار من مكة إلى بيت المقدس، وعاد في فترةٍ قصيرة، وحجة هذا الجحود العلمية قانون السرعة، أَجَلْ، عجيب وغريب أن يستعصي الإنكار عن إدراك السرعة "البراقية"، ولهؤلاء المنكرين براهين على السرعة التي تتحرَّك بها الكواكب السيَّارة، فقد ثبت لديهم أن نجم المشتري يجري ثلاثين ألف ميل في الساعة؛ أي يجري تسعة أميال كلما تنفَّس الإنسان نَفَسًا، مع الإحاطة بأن المشتري أكبر من أرضنا بألف مرة وأربعمائة مرة.

 

فيا أيها المنكر الجاحد، إن لهذا المشتري إلهًا قادرًا - تبارك وتعالى - هو الذي جعل هذا الجسم الهائل الكثيف يقطع تلك الأبعاد الشاسعة في لحظات، فكيف يتغابَى العلم أن يتصوَّر رُوح القدس (جبريل الأمين) ومعه ذو الروح الأكمل محمد عليه السلام، وهما يسريان من مكة إلى بيت المقدس، على مقتضى ناموس لا نعرفه، وإن كان الوجود يشتمل عليه، ما دام العلم قد أثبت سرعة فائقة عجيبة لأجرام كثيفة.

 

ما أطغى الإنسان، وما أشد غروره، وما أجرم الإنكار:

إنه يتناول كل أمر فيعطل العقول، ويصدم الغرائز الخيِّرة في الإنسان، وهل يضير الحقائق أن جحدها جاحد، أو أنكرها مبطل كَفَّار؛ لأن عقله لا يتسع لإدراكها، أو يتصور وجودها.

 

أيها القارئ الأكرم:

إننا نشهد كل يوم كشفًا عن ناموس، وإبطالاً لناموسٍ، حتى لقد صرَّح بعض جهابذة الفرنجة الغربيين بأن أخوف ما نخافه أن ما نفاخر به اليوم من العلوم يُصبِح بعد مائة سنة باطلاً منسوخًا.

 

ويؤثَر لرئيس مجمع ترقِّي العلوم، في جامعة كمبردج سنة 1854 قوله: "إن كُنْهَ المادة غير معروف، وإن منتهى علمها هو مبتدأ جهلِها".

 

ألا إن حق الكرامة العقلية على الإنسان أن يُنَهْنِهَ من طغيانِ الجحود، إذا ما جهل أسرار الوجود، فإن قدرة الله لا يتعاظمها ناموس[2]؛ فهو رب القُدَر[3] والنواميس، فلا ريب أن "الإسراء والمعراج" قد جرى أمرُهما في حدود القدرة الشاملة العلية التي شملت كل شيء، ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الزمر: 67].

 

أيها الجاحدون المُنكِرون:

أَمَا علِمْتُم أن للكائنات الروحية اللطيفة[4] سلطانًا بعيدَ المدى على العالَم المادي، سلطانًا من أمر الله يُعجِز القوى، ويحل العُرَى، ويدهش العقول ويحير الألباب.

 

ودونكم ما يشهده الحس مما تفعله الرياح - وهي أجسام لطيفة فقط، وليست روحية - إنها تقتلع الأشجار الباسقة، والأوتاد الراسخة الثابتة، وتُفتِّت الصخور الجامدة، وانظروا قوة الكهرباء - وهي من اللطافة - بحيث ترى آثارها، ولا تعرف حقيقتها! إنها تحول خصائص الأجسام إلى أضدادها، وتبعث اليوم في الدنيا حياة جديدة، إنها تحمل الأثقال، وتقلقل الأجيال، وترسل الحركة العنيفة، وتبعث البارقة الخاطفة، وتُجرِي أضخم الأجرام، وتُرسِل الصواعِق، وتنشُرُ الضوء، وتؤجِّج النيران، وتدمر المدن والعمران.

 

نحن نشهد تلك الآثار لقوة لطيفة تسمَّى الكهرباء، نراها رأى العين، ونُجرِيها مجرى اليقين، فكيف يتعاظمُنا ما لسلطان الأجسام الروحية اللطيفة على المادة الكثيفة؟

 

أيها القارئ الكريم:

أكان للناس عجبًا أن أُفِيضَت الروحية اللطيفة على (محمد) الأمين "وجبريل" الكريم؟ فصدر عنها من الآثار مثلُ حادث الإسراء وآية المعراج، ونحن إذا ما رجَعنا إلى ما قبل اليوم - منذ قرن أو أكثر - أفكنُّا نحسب موجات الأثير تنقُلُ إلى أقطار الدنيا وأرجاء المشارق والمغارب نبرات الخطباء، وأرنان الغناء، وعزف الآلات، أفكنَّا نُوقِن بوجود ناموسٍ يجري بسفائن في الجو والبحر، وإن شئتَ فقُلْ: مدنًا متنقلة على أجنحة الرياح والهواء.

 

أيها القارئ الأكرم:

لقد شاء الله أن يكرم عبده محمدًا عليه السلام بالإسراء والمعراج، وأن يجعل من الحادثينِ مصداقًا لكل ما يُبلِّغه عن ربه.

 

أجل، لقد شاهد في مسيره - عليه السلام - صورًا للفضائل الإنسانية، فأصبح يحكيها الثبت المتيقِّن، وفيها من العظات والعبر الصنوف والألوان، فقد ثبت في حديث أبي هريرة عند الطبراني والبيهقي وابن جرير أنه - عليه الصلاة والسلام - مرَّ ليلة أُسرِي به على قومٍ يزرَعون ويحصُدون في يومٍ، وكلما حصَدوا عاد الزرع كما كان! فقال لجبريل: ((ما هذا؟)) قال: هؤلاء المجاهدون في سبيل الله، تُضاعَف لهم الحسنة سبعَمائة ضعفٍ، وما أنفقوا من شيء فهو يخلفه، وهو خير الرازقين.

 

ثم أتى على قومٍ تُرضَخ - أي تُشدَخ - رؤوسهم بالصخر، كلما رضخت عادت كما كانت، ولا فترَ عنهم من ذلك شيء، فقال: ((ما هذا يا جبريل؟))، قال: هؤلاء الذين لا يُؤدُّون الصلاة، وتتثاقل رؤوسهم عنها.

 

ثم أتى على قومٍ بين أيديهم لحمٌ نَضِجٌ طيِّب في قدرٍ، ولحم نِيءٌ خبيثٌ، فجعلوا يأكلون من النِّيءِ الخبيث، ويَدَعُون النضيج الطيب، فقال: ((مَن هؤلاء يا جبريل؟))، قال: هذا الرجل من أمَّتِك تكون عنده المرأة الحلال الطيب، فيأتي امرأة خبيثة فيبيت عندها حتى يُصبِح، والمرأة تقوم من عند زوجها حلالاً طيبًا فتأتي رجلاً خبيثًا، فتبيت عنده حتى تصبح.

 

ثم أتى على رجل قد جمع حزمةً عظيمة لا يستطيع حملها، وهو يزيد عليها، قال: ((ما هذا يا جبريل؟))، قال: هذا الرجل من أمتك تكون عنده أماناتُ الناس لا يقدرُ على أدائها، وهو يريدُ أن يحملَ عليها.

 

ثم أتى على قوم تُقرَض ألسنتهم وشفاهُهم بمقاريضَ من حديد، كلما قُرِضت عادت، لا يفترُ عنهم من ذلك شيء، قال: ((ما هذا يا جبريل؟)) قال: هؤلاء خطباء الفتنة الذين يقولون ما لا يفعلون.

 

أيها القارئ الكريم:

هذا ضربٌ من التمثيل، وتصوير المعاني، أتاحه اللهُ تعالى لسيدنا رسول الله - عليه السلام - في ليلة الإسراء والمعراج، ليكون أوقع في النفوس، وأبعدَ أثرًا في جمالِ الفضيلة، وتقبيح الرَّذيلة.

 

حديث المعراج:

أما حديث المعراج، فقد رواه الشيخان المحقِّقان (البخاري ومسلم) في صحيحَيْهما، نقله القاضي (عياض) في شفائِه، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتيت بالبراقِ، وهو دابة فوق الحمار ودون البغل، يضع حافره عند منتهى طرَفه (بصره)، قال: فركبتُه حتى أتيتُ بيت المقدس، فربطتُه بالحلقة التي تربط بها الأنبياء، ثم دخلت المسجد، فصلَّيت ركعتين، ثم خرجت، فأتاني جبريل بإناء من خمرٍ، وإناء من لبن، فاخترتُ اللبن، فقال جبريل: اخترتَ الفطرة.

 

ثم عُرِج بنا إلى السماء الأولى، فاستفتح جبريل، فقيل: مَن أنت؟ قال: جبريل، قيل: ومَن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بُعِث إليه؟ قال: نعم، ففتح لنا، فإذا أنا (بآدم) فرحَّب بي، ودعا لي بخير، ثم عُرِج بنا إلى السماء الثانية، فاستفتح (جبريل) فقيل: مَن أنت؟ قال: جبريل، فقيل: ومَن معك؟ قال: (محمد)، قيل: وقد بُعِث إليه؟ قال: نعم، ففتح لنا، فإذا أنا بابنَي الخالة: يحيى وعيسى ابن مريم، فرحَّبا بي، ودعوَا لي بخير.

 

ثم عُرِج بنا إلى السماء الثالثة، فذكر مِثل الأولى، ففتح لنا، فإذا أنا (بيوسف)، وإذا هو قد أُعطِي شطر الحسن، فرحَّب بي، ودعا لي بخير.

 

ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة - وذكر مثله - فإذا أنا (بإدريس) فرحَّب بي، ودعا لي بخير، قال تعالى: ﴿ وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا ﴾ [مريم: 57].

 

ثم عُرِج بنا إلى السماء الخامسة، فإذا أنا (بهارون) فرحَّب بي، ودعا لي بخير.

 

ثم عُرِج بنا إلى السماء السادسة، فإذا أنا (بموسى) فرحَّب بي، ودعا لي بخير.

 

ثم عرج بنا إلى السماء السابعة، فذكر مِثله، فإذا أنا (بإبراهيم) مسنِدًا ظهره إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخُلُه سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه.

 

ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى، فإذا أوراقها كآذان الفِيَلة، وإذا ثمرُها كالقلال، قال: فلما غشيها من أمر ربي ما غشيها، تغيَّرت، فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتَها من حُسنها، فأوحى الله إليَّ ما أوحى، وفرض عليَّ وعلى أمتي خمسين صلاة في كل يوم وليلة، فنزلتُ إلى (موسى)، فقال: ما فرَضَ ربُّك على أمَّتِك؟ قلتُ: خمسين صلاة، قال: ارجِع إلى ربك فسَلْه التخفيف، فإن أمَّتك لا يُطِيقون ذلك، فإني قد بلوت بني إسرائيل قبلك وخبَرْتُهم، قال: فرجعتُ إلى ربي فسألته التخفيف، فحَطَّ عني خمسًا، فرجعت إلى موسى، فقلت: حطَّ عني خمسًا، قال: إن أمتك لا يُطِيقون ذلك، فارجِع إلى ربك فسَلْه التخفيف، قال: فلم أزل أرجِعُ بين ربي تعالى وبين موسى، حتى قال سبحانه: يا محمد، إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة، لكل صلاة ثواب عشر، فتلك خمسون صلاة، ومَن همَّ بحسنة فلم يعملها كُتِبت له حسنة، قال: فنزلتُ حتى انتهيتُ إلى موسى فأخبرتُه، فقال: ارجِع إلى ربك، فسَلْه التخفيف، فقلت: قد رجعت إلى ربي حتى استحييتُ منه (ثم رجع عليه السلام من ليلتِه).

 

أيها القارئون الأكرمون:

إن حادثَي الإسراء والمعراج كانا تثبيتًا للنبي - عليه السلام - وتكريمًا له، وإعلاء نشأته، بل هما آيةُ صدقٍ، وبرهان يقين، على صحَّة النبوة والرسالة، فليس من المعقول - والدعوة تلاقي في مكةَ أعنفَ التكذيب وأشنع التسفيه - أن يقوم محمدٌ عليه السلام في الوقت العصيب، ويفاجئ خصومَه الألدَّاء بحديث الإسراء والمعراج - من عند نفسه - لكي يقدم لهم العدة التي يُهيِّئون منها أسلحتَهم.

 

إن (محمدًا) عليه الصلاة والسلام هو أحجى وأحصفُ وأحزم وأعقل من أن يذكُرَ في الصباح حديثَ الإسراء والمعراج إلا وهو مؤيَّد بالعناية الإلهية، والرعاية السماوية تنصُرُه في عمله، وتُؤيِّد دعوته، وتُضِيء له السبيل، وتَكفِيه مؤونة الدليل.

 

ويرحم الله أمير الشعراء - أحمد شوقي - وهو يقول في الإسراء والمعراج:

مشيئة الخالق الباري وصنعته
وقدرة الله فوق الشك والتهمِ

 

والله الموفِّق، وهو المستعان.



[1] الفيافي: الصحراء.

[2] ناموس: قانون.

[3] القُدَر: جمع قدرة.

[4] سلطانًا: تسلطًا - العُرى: جمع عُرْوة، وهي أُذُن الكوز.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ليلة الإسراء
  • الإسراء والمعراج
  • الإسراء مفهوما وغاية
  • الإسراء والمعراج: هل تعوزنا قراءة جديدة ؟

مختارات من الشبكة

  • رحلة الإسراء في آية الإسراء(مقالة - ملفات خاصة)
  • الإسراء والمعراج.. دروس وعبر(مقالة - ملفات خاصة)
  • الإسراء والمعراج: آيات ودلالات(مقالة - ملفات خاصة)
  • ما هو الإسراء والمعراج؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم(مقالة - ملفات خاصة)
  • حديث القرآن عن الإسراء(مقالة - ملفات خاصة)
  • معجزة الإسراء والمعراج(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مكانة الإسراء ومشاهد المعراج(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • الإسراء والمعراج: دروس ومقاصد (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قصة الإسراء والمعراج دروس وعبر(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب