• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / قضايا التنصير في العالم الإسلامي
علامة باركود

الإسلام والاعتراف بهوية الآخر

علي حسن فراج

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/2/2010 ميلادي - 3/3/1431 هجري

الزيارات: 19516

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الإسلام والاعتراف بهوية الآخر


في زمن الشعارات الزَّائفة توجَّه إلى الإسلام تُهْمة مزيَّفة، وهي: أنَّ الإسلام لا يقبل التَّعدُّد ولا يعترف بالآخر، فالقُرآن مليءٌ بوصْف المخالفين بأنَّهم كفَّار ومشركون، ويقول المسلمون: إنَّ من سواهم من أهْل الأرض كافر ومصيره إلى النَّار، ويتمسَّكون بآيةٍ من القرآن الكريم وهي: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85].

 

ونحن الآن في القرْن الحادي والعشرين، وقد اندثرت النظريَّات الأُحادية وبدأ عصر التعدُّديَّة، فلماذا لا يَحترِم المسلِمون وجهة نظر غيرِهم من النَّاس؟ ولماذا لا يسمُّون مَن عداهم بـ (الآخر) بدلاً من (الكافر)؛ ليواكب الإسلام العصرَ وتطوُّراته، كما يزعُم أصحابُه أنَّه صالح لكلّ زمان ومكان.

 

وقبل أن نردَّ على هذه الشُّبهة، فبإمكانِنا أن نعيد الكرة إلى ملعبِ (الآخر)، ونطلُب منه أن يُجيب على نفس السؤال:

تُرى كيف ينظر النَّصارى إلى المسلمين واليهود؟ وكيف ينظر اليهود إلى المسلمين والنَّصارى؟ هل يطلق كلُّ فريق على غيره سوى اسم "الكافر"؟ وهل في عقيدة أيٍّ من هؤلاء أنَّ سواهم يُمكن أن يكون من أهل الجنَّة وإن لم يدخُل في عقيدتهم؟!

 

وأمَّا بالنِّسبة للمذاهب العلمانيَّة، فالأمر لا يتغيَّر كثيرًا، فـ (أمريكا) - كممثِّل للمذهب العلماني الَّذي ينادي بالحرّيَّة والليبراليَّة والتَّعدُّديَّة - لا تعترِف عمليًّا بما سواه من المذاهب، فمع الأهداف الإمبرياليَّة لأمريكا في العالَم بأسره، تأتي الأهداف الثَّقافيَّة والفكريَّة لها أيضًا، انظر كيف تُريد أمريكا فرْضَ ثقافتِها وأيديولوجيَّتها الفكريَّة، وتسعى لإلْزام العالم بالصُّورة الَّتي رسمتْها للحرِّيَّة، فهي لا تترك مكانًا يُمكنها فيه نشْر ثقافتِها وأفكارها إلاَّ فعلت؛ إن سلمًا فسلم، وإن حربًا فحرب، معلنة أو غير معلنة، وتُنفق في سبيل ذلك الملايين والمليارات.

 

فأيْن اعتِرافك بهويَّة (الآخر) مع عملِك الدَّائب ليلَ نهارَ على غزْوه، وإلزامه بتبنِّي أفكارك ونظريَّاتك ونظُمك وسلوكياتك؟!

 

من حقِّنا أن نسأل:

لماذا لا تترُك أمريكا ومَن هم على شاكلتِها الثَّقافيَّة والسياسيَّة مُخالفيهم من الدكتاتوريّين يُمارسون حريَّتهم في ممارسة الدكتاتوريَّة والنّظام القمْعي، الَّذي يرونه الأمثل في المحافظة على النظام العام والأمن القومي في بلادهم؟!

لماذا يلْزِمونهم بالنَّظرة الليبراليَّة في معاملة المواطنين، أو مُمارسة شؤون الحكم وغير ذلك، فإن لَم ينصاعوا فرضوا عليهم العقوبات الاقتصاديَّة وغيرها؟!

ألا يُمثل هذا معاقبة (الآخر) على هويَّته، فضْلاً عن احترام هويته والاعتِراف بها؟!

 

بقِي أن نعرِّج على موقف تلاميذ الليبراليَّة الغربيَّة، الَّذين يصدعون رؤوسَنا بترْديد كلام أسْيادهم عن الحرّيَّة والتَّعدُّدية و (الآخر).

 

ما موقف هؤلاء من (الآخر) الَّذي هو مخالفوهم من التيَّار الإسلامي المحافظ؟

لو ألْقيتَ نظرةً على أعمِدة صحفهم أو صفحات منتدياتِهم الإلكترونيَّة، لوجدتَهم لا يألون جهدًا في وصْف الآخَرين المختلفين معهُم بأنَّهم: ظلاميون رجعيون ضبابيون متخلفون وهابيون إرهابيون تكفيريون... إلى غير ذلك من النعوت والألفاظ الإقصائيَّة، ولست تَجد منها لفظًا واحدًا فيه: "الآخرون"، "مُخالفونا في الرأي"، "مَن لا يروْن وجهة نظرنا"، "التيَّار الفكري المحافظ" أو نحو هذه العبارات.

 

فتصْنيفُهم للتيَّار الإسلامي على الخصوص تصْنيف إقصائي ووحْدوي، وليس فيه راحة الموضوعيَّة أو الليبراليَّة والتعدُّديَّة الَّتي يدنْدِنون بها ليلَ نهارَ، ثمَّ هم دائمًا يُعْلِنون الوصاية على التحضُّر والتَّنوير والتمدُّن، فلا يكون متمدِّنًا ولا متحضِّرًا ولا نبيلاً ولا راقيَ الفِكْر إلاَّ مَن جاراهم في كلِّ ما يدعون إليْه، وإن كانت أمورًا شكليَّة لا علاقة لها بلبّ التَّفكير المتحرِّر أو الممارسة المتمدِّنة.

 

تبيَّن لك الآن أنَّه لا أحد يعترف حقيقةً بهويَّة الآخر وخصوصيَّته، وأنَّ الإسلام لم ينفرد بهذا دون غيره من الدِّيانات والمذاهب الفكريَّة، فتعالَ بنا الآن لنسمع وجْهة نظر الإسْلام في عدم اعتِرافه بالآخر، وإبطاله ما سواه من عقائد وأيديولوجيَّات.

 

لا بدَّ لنا أن نعلم أنَّ الإسلام ليس فكرةً أرضيَّة ولا نظريَّة بشريَّة قابلة للخطأ والصَّواب.

 

إنَّ الإسلام لَم يخترعْه محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولَم يؤلِّفْه المسلِمون من عند أنفُسِهم، بل قد شرعه الإله الواحد الَّذي ليس ثمَّ إله غيرُه في هذا الكون، والَّذي لا يحتمل ما يَجيء منْه إلا الصَّواب والحقّ والصِّدْق والعدل.

 

إنَّ قبول الإسلام بغيره من الدّيانات والاعتراف بها وتصحيحه لها، معناه التَّشْكيك في صحَّته هو، بل والقطع ببطلانه؛ فإذا كان - وهو دين التَّوحيد - يعترف بالشِّرْك وتعدُّد الآلهة، فما توحيدُه إلاَّ هراء، وإذا كان - وهو دينُ الإقرار بالخالِق الَّذي أوجد الكون بِمحض إرادته وحكمتِه - يعترف بالإلْحاد الَّذي يردُّ وجود الكون إلى محْض الصدفة البحْتة، وينكر وجود شيء اسمه الله الخالق، فما دعوته إلاَّ هذَيان.

 

إنَّ النَّقيضَين لا يجتمعان أبدًا، واللَّيل والنَّهار لا يلتقِيان، فلِماذا يُراد من الإسلام أن يفعل المستحيل ويقول باللامعقول؟! هل يَخدع الإسْلام أتباعَه أم يَخدع أعداءه؟!

 

أيقول الإسْلام لأتباعِه: إنَّ الله ربّكم واحد أحَد، لَم يلِد ولم يولد، ثمَّ يقول: إنَّ مَن قال: إنَّ الله ثالث ثلاثة، وأنَّه تزوَّج وولدَ وترك ابنَه يُصْلَب - هو على صوابٍ كذلك، وكلا القولَين لا بأس بهما وكلٌّ مصيره إلى جنَّة الخلد؟!

أيقول لأتباعِه: إنَّ محمَّدًا رسولُكم الَّذي أنزل عليه الوحْي بالقرآن، فاتبعوا ما جاءكم به من عند الله ربِّكم، ثمَّ يقول: إنَّ مَن قال بأنَّه كذَّاب مفترٍ اخترَعَ القرآنَ ليجْمَع النَّاسَ حوله؛ من أجْل مصلحتِه الشَّخصيَّة أو القوميَّة، هو على صواب أيضًا ومصيرُه إلى جنَّة الخلد؟!

 

مَن مِن العُقلاء يقول بهذا التناقُض ويقبل بهذا الهزْء؟!

 

فلا جَرَم كان من المتحتّم على الإسْلام أن يقول بِما قال، وأن يدعوَ إلى ما دعا إليه.

 

ومع هذا، فالرسالة الإسلاميَّة تمثِّل غاية التَّعدُّديَّة والاعتِراف بالآخر، من جهات مغايِرة وزوايا أخرى؛ فهي رسالة عالميَّة لا تتوقَّف عند حدود أرضيَّة من لون أو جنس أو عرق أو وطن أو لسان، فبوسع جَميع أهل الأرض: أحْمرهم وأسودِهم، وعربهم وعجمهم، وغنيهم وفقيرهم، ونصرانيّهم ويهوديّهم، وبوذيّهم وعلمانيّهم، أن يدخُلوا في هذا الدّين العظيم، ويتمتَّعوا بكلِّ ما كفَلَه لأتْباعه من حقوق دنيويَّة وسعادة أخرويَّة.

 

إنَّ الإسلام لا يضَعُ حجابًا ولا حاجزًا بين دخول (الآخر) تحت لوائِه والعيش في أكنافه، إنَّه لا يطلب من (الآخر) مواصفات في اللَّون أو العرق أو الجنْس أو الموقع الجغرافي، إنَّه لا يطلب من الإنسان سوى أن يكونَ إنسانًا يَحترم ما ركّب فيه من إنسانيَّة وعقلانيَّة، فيقرّ بالرَّبّ الخالق ويَمتثِل للشَّرع الكامل المنزَّل، الَّذي يضمن له سعادة دنيويَّة وأخرى أبديَّة.

 

والإسلام أيضًا يعطي صورةً باهِرة للتعدُّد والاعتِراف بالآخر عندما يقول للإنسانيَّة كلها: إنَّه - أي الإسلام - هو دينُها الموروث في تاريخها بأكمله، إنَّه وُجِد منذ أنزل الإنسان إلى هذه الأرض، إنَّه يقول: ليس محمَّد هو الرَّسول الأوْحد الَّذي جاء به، بل قد سبقَه بالإسلام عشرات الرُّسل ومئات الأنبياء، جاؤُوا جميعًا بلبِّ الإسلام وهو التَّوحيد، وكلّ ما هناك أنَّ الشَّريعة التي جاء بها محمَّد مهيْمِنة على الشَّرائع التي قبلها؛ لأنَّه كُتِب لها أن تكون آخِر كلمة من الله لعبادِه، فهي كفيلة بتنظيم أمور الإنسان في كلِّ الأزمِنة والأمكنة بيْنما ما قبلها من الشَّرائع كانت مؤقَّتة ومرحليَّة.

 

إنَّه - الإسلام - لا يقول لليهود: اكفُروا بموسى وغيره من أنبِيائكم وآمِنوا بمحمَّد، ولا يقول للنَّصارى: اكفُروا بنبيِّكم عيسى وآمِنوا بمحمَّد، كلاَّ بل يقول لكلِّ هؤلاء: آمِنوا بمحمَّد كما آمنتم برسُلِكم، بل فوق ذلك هو يقول لهم: مَن كفر بأيِّ رسول من الرُّسل فكأنَّه كفر بِمحمَّد، فلا يعدُّ مسلمًا ولا يدخُل حظيرة الإسلام حتَّى يؤمِن بِجميع الرُّسل كما آمن بمحمَّد.

 

أجل، لَم يقُل الإسلام يومًا لأتْباعِه إنَّ موسى لم يكُن نبيًّا مرْسلاً، أو عيسى لم يكن رسولاً مقرَّبًا.

ولَم يقل المسلمون: إنَّ موسى قد افترى ولم ينزل الله عليه التوراة.

ولَم يقل المسلمون: إنَّ عيسى قد كذَب ولَم يوحَ إليه الإنجيل.

ولكن قال اليهود والنَّصارى: كذب محمَّد فلم ينزل عليه القرآن.

ولَم يقل المسلمون يومًا لأحدٍ من النَّاس: إنَّ محمَّدًا إلهٌ فاعبدوه وقدِّسوه.

 

فدعْوة الإسلام إذًا هي دعوة في الغاية من السَّماحة مع الآخر والاعتراف بهويَّته، إنَّها ما أنكرت عليه إيمانه بنبيِّه ولا كتابه المنزل، بل أثبتت ذلك وطلبت منه الإيمان بالنَّبيِّ الجديد والكتاب الأخير، فما عسى أن يكون التَّسامُح والاعتراف بالآخر فوق ذلك؟!

 

زِد على ذلك أنَّ الرِّسالة وسط في دعوتِها وما تطلبه من أتباعها من الكمال والعدل، بحيث لا حجَّة لأحد في عدم الامتِثال لها، إنَّها تقسم الموجود إلى خالق ومخلوق، ورب ومربوب، والرَّبّ واحد لا شريك له، له جَميع صفات الجمال والجلال والكمال، وكلُّ مَن سواه مَخلوق ضعيف لا يَملك لنفسِه ولا لغيرِه ضرًّا ولا نفعًا، فلا تقْديس في الإسلام لبشَر ما بِحيث تُلْقى عليه صفات الخالق ويَخضع له البشَر كما يخضعون لخالقهم، فما عسى يرْجو إنسانٌ يَحترِم عقلَه من دينٍ من الأدْيان فوق ما يرْجوه من الإسلام، الَّذي ساوى بين جَميع البشَر في المعاملة عند ربِّهم على ما قرَّره القرآن الكريم: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13]، والسنَّة المشرفة: ((لا فضل لعربي على عجمي إلاَّ بالتَّقوى)).

 

إذا كان الأمرُ على ما قد وصفْنا وقد فتح الإسلامُ ذراعيْه للآخر، باعترافه بنبيّه وكتابه، ثمَّ بعظمة منهجِه وشريعته وتعْظيمه كلَّ الرسل وإقراره كلَّ الكتب، ثمَّ وجدْنا بعد ذلك هذا (الآخر) يأْبى إلاَّ عنادًا ويأْبى إلاَّ كفرًا بواحد من الرُّسل، وتكذيبًا بواحد من الكتب، أو يرفع أحدًا من البشَر إلى مقام الخالق ويهزأ بالرَّبّ العظيم فيصفه بصفات المخْلوقين من النقص والعجز، ويُحارب ما أنزله الله لبني الإنسان من النُّور والهداية، أفيكون الإسلام ظالمًا عند إقصائه لهذا (الآخر)؟! ثمَّ هل أقْصى الإسلام (الآخر) أم الآخر هو الَّذي أقصى نفسه بإنكاره ضوءَ الشمس في رابعة النَّهار، وبعناده واستكباره وركوبه الكذِب والشَّطط والغلو والجفاء؟!

 

ثمَّ إذا كان الأمر كذلِك، فهل من مصلحة هذا (الآخر) غشّه ومخادعته وتَصحيح باطلِه وتلْميع مزيفه، أم مصلحته في إخباره بواقعِه وحاله، وأنَّه متجنٍّ على ربِّه مكذِّب لرسوله هو قبل تكذيبِه لرسول الإسلام؛ لعلَّه أن يفيق إلى نفسِه ويرجع عن غيِّه يومًا ما؟!

 

أوليْس من الحقّ؛ بل من الواجب أن نقولَ لِلمُجْرِم إذا اقترف جريمةً: أنت مجْرِم؟! أليْس من حقِّنا ومن واجبنا أن نقول للخائن المزوّر: أنت خائن ومزوّر، ولو قلنا له: أنت أمين وصادق، لكنَّا نحن الخونة والمزوِّرين؟!

 

هذا الذي افترى الكذب على خالقه، وهذا الذي كذَّب أحد رسُل الخالق، ألَم يجرم جريمة شنعاء ويرتكب داهية دهياء؟! أليس من العدْل والإنصاف أن نصِفَه بالوصف الحقيقي الملائِم لفعله المناسب لجرمه؟!

 

إنَّ الطَّبيب إذا قال للمريض: أنت سليم معافًى ما بك من بأس، مع أنَّه يحمل الأمراض الفتَّاكة التي ستُرْديه بعد مدَّة، أفلا يكون هذا الطَّبيب خائنًا؟!

أفلا يكون مجرمًا؟!

 

هكذا نحن لو قُلنا لليهود: أنتم لستُم كفَّارًا، أنتم على دين صحيح، أقيموا على ما أنتُم عليه، على ما وجدتُموه في كتُب آبائِكم وإن كانت محرَّفة أو منسوخة، وقولوا: إنَّ عيسى ومحمَّدًا كاذِبان، واتركوا شريعة الله المحْكمة الخالدة وكتابه المهيْمِن.....

 

وقلنا للنَّصارى: أنتم على صواب ودين صحيح، وأقيموا على ما أنتُم عليه من قولِكم: "اتخذ الله ولدًا"، وعبادتكم ذلك الولد، واتركوا عبادة الخالق العظيم وكذِّبوا بمحمَّد وقولوا عنه: كذَّاب، واتركوا شريعتَه المحْكمة الخالدة وكتابه المهيْمِن...

 

لو فعلنا هذا ولم نبيِّن لهؤلاء وهؤلاء حقيقة أمرِهم، أمَا كان فِعلُنا هذا في غاية الخيانة والظلم لهم؛ لأنَّنا أوهمناهم أنَّ الباطل حقّ وأنَّ اللَّيل صبحٌ وأنَّ السّم ترياق؟!

 

كيف سيكون مصير الباحِثين عن الحقيقة من البشَر لو أنَّ الإسلام يصحِّح جميع المذاهب والأديان ويعترف بها، كيف يلتمسون النور وقد قيل لهم: إنَّ الكلَّ سواء وعلى خير ومصيرهم إلى جنَّة الخلد؟!

 

فمن رحمة الإسلام بأتْباعه وأعدائه: أنْ أجلى لهم حقيقة مصير كلٍّ منهم، ليسلك كلُّ واحد سبيلَه وهو على علم بمآلِها وعاقبتِها، وليتحمَّل نتيجة ما اختاره لنفسِه يوم لا تَملك نفسٌ لنفس شيئًا والأمر يومئذ لله.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • هويتنا والحفاظ عليها
  • الهوية الإسلامية والمؤامرة عليها (1)
  • الهوية الإسلامية والمؤامرة عليها (2)
  • الهوية الإسلامية والمؤامرة عليها (3)
  • الهوية الإسلامية والمؤامرة عليها (4)
  • لماذا لا تبحث أمتنا عن هويتها؟
  • الحوار مع الآخر.. خدعة عصرية
  • الإسلام وبغض (الآخر)
  • كيف نتعايش مع غيرنا؟
  • انهزامية وتبرير!
  • الإسلام والنبي والمجتمع المدني

مختارات من الشبكة

  • انفتاح الإسلام على ثقافة الآخر دعوة لتمييع الإسلام وإزالة أصالته(مقالة - موقع الدكتور أحمد إبراهيم خضر)
  • كلمات حول الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإسلام دين جميع الأنبياء، ومن ابتغى غير الإسلام فهو كافر من أهل النار (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مكانة المرأة في الإسلام: ستون صورة لإكرام المرأة في الإسلام (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الحرب في الإسلام لحماية النفوس وفي غير الإسلام لقطع الرؤوس: غزوة تبوك نموذجا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لماذا اختيار الإسلام دينا؟ الاختيار بين الإسلام والمعتقدات الأخرى (كالنصرانية واليهودية والهندوسية والبوذية..) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • لو فهموا الإسلام لما قالوا نسوية (منهج الإسلام في التعامل مع مظالم المرأة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • اليابان وتعاليم الإسلام وكيفية حل الإسلام للمشاكل القديمة والمعاصرة (باللغة اليابانية)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مقاييس جمال النص في صدر الإسلام وموقف الإسلام من الشعر(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الإسلام (بني الإسلام على خمس)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
1- ماذا بعد الحق؟
محمد جميل جانودي - المملكة العربية السعودية 20-02-2010 09:42 AM
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله ربا العالمين وأتم الصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...
إن كلمة (الآخر) التي تم التعارف عليها اليوم.. يقصد بها في الغالب ( الفرد أو الجماعة غير المتكلم أو المتكلمين) أي من هو (أو هم) على غير ما يكون المتكلم (أو المتكلمون) عليه من اعتقاد أو قيم .. وربما في المفهوم البشري.. يُقبل أن يعترف صاحب النظرية الفلانية والنظام الفلاني بغيره صاحب نظرية أخرى ونظام آخر تحت مظلة أن الإثنين يعملان لقضية واحدة وهي صالح الوطن وسعادة المواطن مثلاً... إنما كل بطريقته.. فلا يوجد عاقل يدعي أن ما أنتجه فكره البشري هو مائة بالمائة صحيح وما أنتجه غيره مائة بالمائة باطل.. وبالتالي فلا يملك أن لا يعترف بغيره.. والأمر مختلف بالنسبة للإسلام كما ذكر الأستاذ كاتب المقال..إذ إنه (أي الإسلام) ليس نتاج فكر بشري، ولا محصلة لجهود بشرية على مر القرون.. إنه رباني المصدر في كل كبيرة وصغيرة من مبادئه وتشريعاته.. وكل من يدرك هذه الحقيقة ولم يعتقد أن الإسلام وحده هو الصحيح وكل ما خالفه غير ذلك يكون قد أتى أمرا إدا..وكي نكون منطقيين في هذا القول، وتأكيد ما قرره الأستاذ في مقاله فإن الإسلام يدعو جميع الناس إلى النظر والدراسة والتدقيق والتمحيص في القرآن وفيما جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم من ربه ، وليتخذوا كل الوسائل المتاحة لهم عبر التقنيات الحديثة وعبر النظر في التاريخ وعبر ما تهديه إليهم فطرهم..ليصلوا إلى حقيقة ناصعة وهي أنه هو الحق، وليس بعد الحق إلا الضلال.. ليصلوا إلى أنه هو الجدير وحده بأن يُقبل في الأرض من أجل تحقيق العدالة والسعادة للناس، وليس ما وضعه البشر فشتان بين ما وضعه الخالق العليم الحكيم القادر وبين ما وضعه البشر بكل ما يعتري البشر من ضهف وقصور وتحيز ونسيان..من هذا المنطلق نسأل الذين يقبلون الآخر أو يرفضونه هل أنتم أقدمتم على قبولكم أو رفضكم من غير دراسة لما عليه ذلك الآخر.. بالطبع لا. وعليه فأنتم مدعوون بنفس المنطق أن تُقبلوا على التعرف على القرآن والإسلام بصورة موضوعية وبتجرد.. وألا تعلنوا قبولكم أو رفضكم له إلا بعد أن يتم ذلك التعرف.. ويتمثل هذا التعرف بالتأكد بكل الوسائل العلمية والعقلية والروحية وغيرها من أن هذا القرآن ليس كلام بشر.. ونحن واثقون من أنكم ستصلون إلى هذه الحقيقة حين تبذلون الجهد وتكونون متجردين من كل هوى، والتاريخ والواقع يشهد بكثير من الأمثلة على صحة ما نقول... عندها سنرى كيف سيكون الحكم ... أما الاعتراف بإنسانية الإنسان وبحريته في أن يختار العقيدة التي يشاء، وبأن له الحق في العيش في ظل شرع الله آمنًا على نفسه وأهله وماله، له حقوق وعليه واجبات.. فهذا ما اعترف به الإسلام لذلك الآخر.. لكن أن يعمل هذا الإنسان لمنع الناس من اتخاذ سبيل سعادتهم وعزتهم وأمنهم وطمأنينتهم وفق ما بينه الله تعالى في كتابه العزيز والذي سيصل إليه كل باحث منصف متجرد.. من يحول دون ذلك فلا شك أنه لن يُعترف له بصحة عمله.. بل سيقاوم بما هو مناسب بدءًا من الإقناع والحجة والبرهان .. وانتهاء بالأخذ على يده حين يقتضي الأمر ذلك.. ولأن المسلم ليس أنانيا ويحب أن يصل غيره إلى الخير الذي لديه وانطلاقًا من قول الرسول صلى الله عليه وسلم " لئن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك مما طلعت عليه الشمس" يناشدكم :هلموا أيها الآخرون إلى التعرف على هذا الدين من خلال الإيمان العقلي والروحي بالقرآن إيمانًا أول ما تدعو إليه الفطرة السليمة وعندها ستحل كل مشكلة..من المشكلات التي تتصورونها حول قبول الآخر أو رفضه. ولا أريد أن أكرر ما ذكره الأستاذ في مقاله فجزاه الله خيرًا على ما بين وأوضح. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب