• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / الكوارث والزلازل والسيول
علامة باركود

الزلازل: مقاربة علمية إيمانية

د. مولاي المصطفى البرجاوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/3/2011 ميلادي - 15/4/1432 هجري

الزيارات: 36810

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كثُر الحديث في الآوِنة الأخيرة خاصَّة بعد الموجة الزلزاليَّة البحريَّة المعروفة بـ"تسونامي" التي ضربت سواحل اليابان - عن أسباب وقوع هذه الكوارث، هل هي طبيعيَّة أم بشريَّة؟ أم جند من الله لتخويف الكافرين وابتلاء المؤمنين وتحذير المقصِّرين والمذنِبين؟ هل يمكن التنبُّؤ بوُقوع الكارثة قبل حدوثها؟ هل ما وصل إليه العلم من خِلال ما يُسمَّى بإعلان حالة الطوارئ (آليَّة الإنذار المبكِّر) يمكن أنْ يحدَّ من خُطورة الظاهرة؟ أم أنَّ الأمر يَفُوق طاقات العقل البشري؟ هل الدين الإسلامي يَقِفُ في وجْه اجتهادات عُلَماء الزلازل؟ أم أنَّ الإسلام شجَّع ذلك لكنْ بضوابط؟ هل نحن بحاجةٍ إلى "تربية زلزاليَّة" كما هو مُتَّبَع في اليابان من خِلال تدريس المتعلِّمين مادَّة للتربية على الحدِّ من خُطورة الكارثة الزلزاليَّة، أو من خِلال الأبنية المستعمَلة خِصِّيصَى لمقاومة الزلازل؛ إذ يقولون: "لا يموتُ الناس بسبب الزلازل بل بسبب الأبنية"؟ أم إلى تربية إيمانيَّة قويَّة تُزاوِج بين العلم والدِّين؟!

 

ماذا نقصد بالزلازل؟

الزلازل عبارة عن: اهتزاز حاد للطبقة العُليَا للكرة الأرضية، وهي إحدى الكوارث التي تُصِيب مجالات جغرافيَّة معيَّنة من سطح الأرض بصُورة دوريَّة ومنتظمة تقريبًا - كما هو الشأن بالنسبة لدول جنوب شرق آسيا - أو بصُورةٍ مفاجئة؛ ممَّا قد يتسبَّب عنه في كلتا الحالتين حُدوث خَسائر بشريَّة وماديَّة، وخاصَّة إذا كانت قوَّتها كبيرة، وصادَف وقوع بُؤرتها تحت مناطق مأهولة بالسكَّان.

 

ويمكن تعريفُها من خِلال ما توصَّل إليه العلم كما يلي: "الزلازل: هي ظاهرة جيوفيزيائية شديدة التعقيد، تحدُث نتيجةً لتحرُّك الصخور إلى سطح صدع (فالق/انكسار) بعيدًا عن الصخور التي كانت تُجاوِرها، وتخرج الاهتزازات الزلزاليَّة من مصدر واحدٍ يُسمَّى البؤرة الزلزاليَّة التي تقَع على خطِّ الصدع، وهي (الحد الفاصل بين كتلتَيْن متحركتَيْن)".

 

وتُعرف الزلازل أيضًا بأنها: عبارة عنْ هزَّات أرضيَّة تُصِيب قشرة الأرض، وتنتشر في شكل موجات خِلال مساحات شاسعة منها، وتُعانِي قشرة الأرض دائمًا من الحركات الزلزاليَّة؛ نظَرًا لعدم استِقرار باطنها، إلا أنَّ هذه الهزات الدائمة تكون عادةً من الضعف بحيث لا نشعُر بها، ولا تحسُّها إلا أجهزة الرصد (السيسموجراف).

 

نظريات نشأة الزلازل.. من الخرافة إلى اجتهادات العلم:

• الاعتقاد الخرافي القديم للزلازل: اعتقد القدماء أنَّ الزلازل تنتج عن أسبابٍ أسطوريَّة مختلفة؛ فبعض الشُّعوب تخيَّلت أنَّ هناك أنواعًا من الحيوانات تحمل الأرض وتُبقِيها ثابتة في موقعها، وأنَّ الأرض تتعرَّض للاهتزاز عندما تقومُ هذه الحيوانات بالتحرُّك مِن مكانها؛ فاليابانيُّون صوَّروا هذه الحيوانات على شكل عنكبوت، والإيرانيون على شكل سرطان، والمنغوليون على شكل ضفدع، بينما ذكر ابن فضل الله العمري في كتابه: "مسالك الأبصار في ممالك الأمصار" أنَّ البابليين اعتقدوا أنَّ الأرض محمولة على قرن ثور، وعندما يتعب هذا الثور من حملها يقوم بنقل حمله (الأرض) إلى القرن الآخَر، فتحدث الزلازل بسبب ذلك، وقد اعتقد فيثاغورث أنَّ الزلازل تنتج عن الحروب بين الموتى!

 

• نظريَّة زحزحة القارَّات: ففي الفترة بين 1912 و1915 كان العالِم الألماني ألفريد فيجنر قد قدَّم نظرية زحزحة القارَّات، تحكي تاريخ قارَّات البسيطة وحركتها، وأطلق عليها اسم: (الانجراف القاري)، وأعاد فيها ترتيب القارَّات ومواقعها منذ 200 مليون سنة وحتى عصره.

 

وتُفِيد هذه النظريَّة أنَّ "القارَّات كانتْ جميعها كتلة واحدة عملاقة تُسمَّى (بانجيا) أو (أم القارَّات)، ونتيجة القوة الطاردة الناتجة عن دوران الأرض حول نفسها انفصلتْ متباعدةً منذ تقريبًا 220 مليون سنة، ثم استقرَّت على وضعها الحالي منذ زمن "البليستوسين".

 

قد بدأتْ بوادِر هذه النظريَّة مع الفرضيَّة التي اقترحها عالِم الطبيعة الفرنسي "ج.ل.لاكليرك دي بيوفون"، الذي تقول فرضيَّته بأنَّ الأرض قد تشكَّلت نتيجة صدمة قويَّة تلقَّتها الشمس بواسطة مذنب عملاق[1].


• نظرية تكتونية الصفائح: تحصل الزلازل إمَّا بسبب الحركة التكتونيَّة للأرض وهو التصدُّع، أو الحركة الفُجائية خلال صدعٍ موجود لصفيحةٍ من صفائح القارَّات أو خِلال تفرُّعاتها.

 

• نظريَّة الزلازل البُركانيَّة: تنشأ هذه الزلازل عندما تأخُذ الصهارة طريقَها لأعلى؛ حيث تملأ التجويفات التي تقع تحت البركان، وعندما تنتفخ جوانب وقمَّة البركان وتبدأ في الميل والانحِدار، فإنَّ سلسلةً من الزلازل الصغيرة قد تكون نذيرًا بانفجار الصخور البركانيَّة، فقد يسجلُ مقياس الزلازل حوالي مائة هزَّة أرضيَّة صغيرة قبل وُقوع الانفجار.

 


 

وقد أُضِيفَ إليها حديثًا: الهزَّات الحاصلة بسبب التفجيرات النوويَّة التي يقوم بها الإنسان تحت سطح الأرض.

 

• نظرية أحزمة الزلازل: نشَأتْ على الأرض مجموعةٌ من المناطق الضعيفة في القشرة الأرضيَّة، تُعتَبر مراكز النشاط الزلزالي أو مخارج تتنفَّس من خِلالها الأرض عمَّا يعتمل داخلها من طاقةٍ قلقة تحتاج للانطلاق، ويُطلَق عليها: "أحزمة الزلازل"، وهي:

• حزام المحيط الهادي يمتدُّ من جنوب شرق آسيا بقرابة المحيط الهادي شمالاً.

 

• حزام غرب أمريكا الشماليَّة الذي يمتدُّ بمحاذاة المحيط الهادي.

 

• وحزام غرب الأمريكتين، ويشمل فنزويلا وشيلي والأرجنتين، وحزام وسط المحيط الأطلنطي، ويشمل غرب المغرب، ويمتدُّ شمالاً حتى إسبانيا وإيطاليا ويوجوسلافيا واليونان وشمال تركيا، ويلتقي هذا الفالق عندما يمتدُّ إلى الجنوب الشرقي مع منطقة: "جبال زاجروس" بين العراق وإيران، وهي منطقةٌ بالقُرب من "حزام الهيمالايا"، وحزام الألب، ويشمل منطقة جبال الألب في جنوب أوروبا.

 

• وحزام شمال الصين، والذي يمتدُّ بعرض شمال الصين من الشرق إلى الغرب، ويلتقي مع صدع منطقة القوقاز، وغربًا مع صدع المحيط الهادي.

 

وهناك حزامٌ آخَر يُعتَبر من أضعف أحزمة الزلازل، ويمتدُّ من جنوب صدع الأناضول على امتداد البحر الميت جنوبًا حتى خليج السويس جنوب سيناء، ثم وسط البحر الأحمر فالفالق الإفريقي العظيم، ويُؤثِّر على مناطق اليمن وإثيوبيا ومنطقة الأخدود الإفريقي العظيم.

 

خريطة توضح الصفائح الرئيسية وأحزمة الزلازل المحيطة بها:

 

أصناف الزلازل: إنَّ تأثير الزلازل يمكن أنْ يقسم وفق الأصناف الأربعة التالية:

1- تشقُّق سطح الأرض.

2- انهيار التربة.

3- التسونامي.

4- اهتزاز الأرض[2].

 

وتُصنَّف الزلازل حسب عمق البؤرة ثلاثة أنواع:

1- الزلازل الضَّحلة، وتنشأ على عمق 70 كم.

2- الزلازل المتوسِّطة، وتنشأ على عُمق بين 70 - 300 كم.

3- الزلازل العميقة، وتنشأ على عمق 300 - 700 كم.

 

أمَّا الأنواع الكبرى للزلازل حسب منشؤها، فيمكن إجمالها - على ضوء ما رأيناه آنفًا - فيما يلي:

• زلازل الانهيارات: (بفعل انهيارات الصخور المفاجئة في المناطق الجبليَّة).

 

• زلازل بركانيَّة: يرتبط حدوثها بالنشاط البركاني واندفاع المواد الصخريَّة المنصهرة من جوف الأرض إلى سطحها.

 

• زلازل بلوتونيَّة: ويوجد مركزها على عمقٍ سحيقٍ من الأرض، فقد سجلت زلازل على عمق 800 كم في شرقي آسيا.

 

• زلازل تكتونيَّة: تحدث في المناطق التي تُصِيبها الانكسارات وتتعرَّض للتصدُّع، وهذا النوع شائعٌ كثير الحدوث، وهو يتركَّز على الخُصوص في القشرة السطحيَّة على أعماقٍ تصل إلى 70 كم[3].

 

• زلازل بحريَّة: تسونامي (tsunamy): أصل الكلمة من اللغة اليابانيَّة؛ فكلمة (تسو) تعني: ميناء أو مرفأ، وكلمة (نامي) تعني: أمواج؛ ومن ثَمَّ يصبح معنى الكلمة: الأمواج الهائلة الكبيرة، وهي ناجمةٌ عن الزلازل (تسمَّى: الأمواج البحريَّة الزلزاليَّة) والاندِفاعات البركانيَّة العميقة الموجودة في البحار والمحيطات، وهي تُعرَف كذلك باسم: (تسونامي).

 

وكثيرًا ما تُسبِّب الكوارث على الشواطئ المجاورة؛ بسبب سُرعاتها الكبيرة التي تُعادِل 89م/ث، وقوَّة صَدمها وتخريبها للساحل وما يَحوِيه من مُنشَآت بشريَّة ومزارع، وما يطرأ على الضغط الجوي من تبدُّل[4].

 

قياس الزلازل: يمكن أنْ تُقاس بطريقتين:

1- الشدَّة الزلزاليَّة، وتُعرَف بمقياس ميركالي[5] وهو من 1 - 12.

2- المقدار الزلزالي، ويُسمَّى مقياس ريختر[6]، وهو من 1 - 9.

 

جدول توضيحي لمقاييس الزلازل وآثارها:

نوع الزلزال

ميركالي

ريختر

الآثار

بالغ الضعف

1

<3.5

لا تشعر بها سوى أجهزة القياس

ضعيف جدًّا

2

3.5

يشعر به البشر في الأدوار العُليَا للمباني

ضعيف

3

4.2

يشعر به من داخل المساكن

متوسط

4

4.4

تهتزُّ الأبواب والنوافذ والمعلقات على الحائط

قوي نسبيًّا

5

4.8

تهتزُّ الأبواب بشدة ويتحطَّم الزجاج

قوي

6

4.9 - 5.4

يشعر به الجميع وتسقط محتويات المسكن

قوي جدًّا

7

5.5 - 6

يصعب الوقوف على الأرض وتظهر أمواج دائرية

مدمِّر

8

6.1 - 6.7

تتضرَّر المباني

مدمِّر جدًّا

9

6.8 - 6.9

تتصدَّع الطرق وتتلف الخزانات والأنابيب

شديد التدمير

10

7 - 7.3

تتحطم كثير من المباني، تحدث خسائر في الأرواح، انزلاقات أرضية

بالغ التدمير

11

7.4 - 8.1

تنهار المباني، تتحطم السدود، تنثني خطوط السكك الحديدية

كارثة مفجعة

12

8.2 - 8.9

تتحطَّم كل المباني وتتطاير أجزاؤها، تهبط السواحل، إزاحات أرضية

 

هل يمكن التنبُّؤ بوقوع الزلازل؟

يمكن التمييز بين ثلاثة مستويات من التنبُّؤ توصَّل إليها العلم:

الأول: وهو أين تقع الزلازل، يمكن ملاحظة أنَّه يسهل إلى حدٍّ كبير تحديدُ مناطق واسعة من العالم تُصنَّف على أنها أماكن محتملة لوقوع الزلازل، وهي التي تقع في نِطاق أحزمة الزلازل.

 

المستوى الثاني: هو القوة المتوقَّعة للزلازل التي ستقع بهذه المناطق، ويظلُّ هذا المستوى يُعَدُّ أصعب من المستوى الأول، فلا أحد باستطاعته تقدير حجم الطاقة الكامنة في الأرض التي ستنطلق مع الزلزال، وكلُّ ما يُوضَع من تنبُّؤات في هذا الصدد مجرَّد تقديرات تقريبيَّة حول المتوسط العام للزلازل بكلِّ منطقة؛ بناءً على التسجيلات السابقة.

 

المستوى الثالث: هو التنبُّؤ بموعد حدوث الزلازل، وهذا في حكم المستحيل، ولا توجد هناك وسيلةٌ تستطيع القيام بذلك.

 

إذًا رغم التقدُّم العلمي المتواصل وتطوُّر وسائل التكنولوجيا في جميع المجالات والأبحاث، ورغم اكتشاف أجهزة الإنذار المبكر - إلا أنها وقفتْ عاجزةً عن التنبُّؤ بحدوث أشدِّ الكوارث؛ ألا وهي الزلازل، والتي تُعتَبر من أخطر أنواع الكوارث؛ نظَرًا لما تُحدِثه من خَسائر كبيرة وجسيمة في الممتلكات والأرواح في صورةٍ مفاجئة وفي ثوانٍ معدودة جدًّا يَصعُب على الإنسان التصرُّف من خلالها، وهذا هو سبب خطرها، وهذا إنْ دلَّ على شيءٍ فإنما يدلُّ على عظمة الله - تعالى - ﴿ وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ ﴾ [الذاريات: 20]، لتبقى آثار هذه الكارثة عظةً وعبرةً للمؤمنين، ولتبقَى جُندَ الله التي يُسلِّطها على عباده الظَّلَمة الكافرين، والتي بها يمكن لكلِّ مؤمن أنْ يسأل الله - سبحانه - أنْ يستخدمها لتدمير الصهاينة والغرب الكافر الظالم، فهي أقوى من كلِّ الآليات الحربيَّة التي يتبجَّح بها الغرب.

 

ومن جميل ما قالَه العالم الأمريكي المتخصِّص (مارد ستانلي): "إنَّ كلَّ العلوم التي يَصِلُ إليها الإنسان تبدأ بالاحتمالات وتنتهي بالاحتمالات كذلك، وليس باليقين".

 

هل نحن بحاجةٍ إلى تربية إيمانيَّة أو زلزاليَّة؟

باعتبار اليابان من المناطق النشيطة زلزاليًّا - حسب ما توصَّل إليه العلم الحديث - لهذا فكَّرتْ حِفاظًا على أبنائها في تحقيق ما يلي:

• تصميم المباني المدرسيَّة بشكلٍ يُساعِد على مقاومتها للزلازل التي تتميَّز بها اليابان، وأنْ تتوفَّر فيها المخارج المناسبة ووسائل السلامة لذلك.

 

• تضمين البرامج المدرسيَّة والأنشطة المدرسيَّة تدريبات على عمليَّة الإخلاء في حالات الطوارئ عندما تقع الكوارث سواء في المدرسة أو في غيرها، والعمل على إكسابهم طرقَ التعامُل مع الزلازل.

 

• تشكيل فِرَق دائمة العمَل في المؤسسات التعليميَّة لتفقُّد وسائل السلامة في المدارس أو الأضرار التي تنشأ نتيجةً للكوارث الطبيعيَّة.

 

الأمر لم يقتصرْ على اليابان، بل انتقَلَ الأمر إلى البلدان العربيَّة والإسلاميَّة؛ إذ حرصَتْ في تضمين نشراتها التربويَّة ومناهجها التعليميَّة بمبادئ وإرشادات للوقاية من الزلزال، حيث ذُكِر في إحدى النشرات التربويَّة ما يلي:

• يمكنك - أخي المواطن، أخي المقيم - اتِّخاذ الإجراءات الاحتياطية التالية للتخفيف من آثار الزلازل عند وقوعها:

 

• حاوِل أنْ تضع الأشياء في البيت على الرُّفوف السُّفلَى أو المناطق المنخفضة بدلاً من الرفوف أو الأماكن العالية، كما يجب تثبيت الرفوف والأشياء الأخرى إلى الجدران تثبيتًا قويًّا.

 

• اعمل على تدريب أفراد أسرتك على كيفيَّة قطْع التيَّار الكهربائي والغاز والماء عند شُعورهم بالهزَّات الأولى.

 

• سجِّل أرقام الهواتف الخاصَّة بالمرافق التالية في مكانٍ بارز ومعروفٍ مثل: المستشفيَّات والدفاع المدني، الهلال الأحمر، الشرطة، هيئة الكهرباء والماء، الصيدليات وغيرها.

 

شيءٌ جميلٌ أنْ نربي أبناءنا على إدارة الأزمات والكوارث، وعلى فنِّ التدبير؛ تحسُّبًا لأيِّ طارئٍ، فهو شيء محمود حثَّ عليه الإسلام، لكنْ في الوقت نفسه يتحتَّم علينا تربيتهم تربيةً إيمانيَّةً تُذكِّرهم بالله، فهو الحافظ؛ ((لو اجتمعت الإنسُ والجنُّ على أنْ ينفَعُوك بشيءٍ لن ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتَبَه الله لك، ولو اجتمعتْ على أنْ يضرُّوك بشيءٍ لن يضرُّوك إلا بشيءٍ قد كتَبَه الله عليك، رُفِعت الأقلام وجفَّت الصحف)).

 

كما تُحذِّرُهم من مغبَّة ارتكاب الموبقات؛ فهي الجالبة لهذه الكوارث التي يُسمُّونها عبثًا بالطبيعيَّة؛ لقوله - تعالى -: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41].

 

موقف الإسلام من الزلازل:

الزلازل جندٌ من جنود الله، سخَّرها - عزَّ وجلَّ - ابتلاءً للمؤمنين، وعِقابًا للعاصين، وعِبَرًا للناجين، فلقد وصَف القرآن الكريم الزلازل بعدَّة كلماتٍ منها: الزلزلة، والصيحة، والرجفة، والخسف، وما ينتج عنه من غرق؛ كما في قوله - تعالى -: ﴿ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 40].

 

الزلازل من حِكَم الله - تعالى - العظيمة، فإذا وقعتْ بالمسلمين فهي للتخويف والتذكير والتحذير، وعُقوبة للعُصاة؛ قال - عليه الصلاة والسلام -: ((أمَّتي هذه أمةٌ مرحومة، عَذابها في الدنيا: الفتن والزلازل والقتْل والبَلايا))؛ رواه أبو داود، وهو حديثٌ صحيح.

 

قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: والزلازل من الآيات التي يُخوِّف الله بها عباده، كما يُخوِّفهم بالكسوف وغيره من الآيات، والحوادث لها أسبابٌ وحِكَمٌ، فكونها آيةً يُخوِّف الله بها عباده هي من حكمة ذلك؛ عن صفية بنت أبي عبيد قالت: زُلزِلت الأرض على عهد عمر حتى اصطفقَتِ السُّرر، فخطَب عمر الناس فقال: أحدثتم لقد عجلتم، لئنْ عادت لأخرجنَّ من بين ظهرانيكم.

 

اللهم ارحم موتى المسلمين الذين ماتوا في مصيبة الزلازل وغيرها من الكوارث، واجعلها سببًا لهداية غير المسلمين... آمين.

والحمد لله ربِّ العالمين


[1] د. شاهر جمال أغا: "الزلازل حقيقتها وآثارها"، سلسلة عالم المعرفة، العدد200، ص: 11.

[2] فيلد - كاربير: "دراسة في انهيار المنشآت بسبب الزلازل".

[3] "أسباب حدوث الزلازل ومخاطرها"، جريدة القبس، الخميس 11 مارس 2011، السنة 39، العدد 13211.

[4] - شاهر جمال آغا، علم المناخ والمياه، المطبعة الجديدة، دمشق، الجزء الثاني 1986 - 1987، ص (201-202).

[5] هو عالِمٌ إيطالي مختصٌّ في علم الزلازل، وُلِد يوم 21 مايو 1850م بإيطاليا في ميلانو، كان كاهنًا وبعد تحصُّله على الدكتوراه أصبح معلمًا في ميلانو، كان مديرًا في جامعة "فيزيفيوس" حتى توفي، كتب 150 كتابًا ترجمت إلى 28 لغة، وما زلنا نذكره حتى الآن بسلمه المشهور الذي ما زال يستعمل في إيطاليا المعروف باسمه: "سلم ميركالي" لقياس شدة الزلازل، توفي صباح يوم 19 مارس 1914م .

[6] هو عالم أمريكي مختصٌّ في الزلازل ولد في "هاملتون" يوم 26 أبريل 1900، تعلم في جامعة "ستانفورل"، حصل على الدكتوراه في الفيزياء من "كاليفورنيا" في 1928، وفي العام نفسه تزوج من "ليليان براند".

في عام 1935م اخترع ريختر سلمًا لقياس شدَّة الزلازل يعرف بسلم ريختر.

عمل في "CARNEGIE INSTITUE" من 1927 إلى 1936م، ثم في "CALIFORNIA INSTITUE OF TECHNOLOGY "، أصبح معلمًا في علم الزلازل عام 1952م.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • (تسونامي) العلم القادم
  • الزلازل الأرضية
  • وقفات مع زلزال اليابان
  • دروس من الزلازل والكوارث
  • ابتلاءات إلهية لخير البشرية
  • الزلازل والعلم الحديث
  • هل يتناقض التفسير العلمي للزلازل مع الدين؟
  • إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب
  • يسألونك عن الزلازل
  • هل الزلازل غضب من الله تعالى؟!
  • التنبؤ بالزلازل
  • الزلازل في القرآن الكريم
  • الزلازل: أخبارها في مصادر التاريخ الإسلامي ومراجعه
  • الزلازل وطغيان البحر (خطبة)
  • الزلازل جند من جنود الله
  • وقفات إيمانية مع الزلازل الكونية (خطبة)
  • خطبة: الزلازل عبر وعظات، وتعاون وأخلاق
  • الزلازل في الكتاب والسنة والآثار
  • الزلازل والأعاصير: آية وعبرة (خطبة)
  • الزلازل ظاهرة كونية أم عقوبة إلهية؟

مختارات من الشبكة

  • الزلازل ( دراسات علمية وشرعية ) (WORD)(كتاب - ملفات خاصة)
  • المعالجة العلمية ووجوه الاعجاز العلمي في الزلازل(مقالة - موقع د. حسني حمدان الدسوقي حمامة)
  • خطبة الزلازل والصدقة(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • الخوف من غضب الله (دروس وعبر من الزلازل)(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • آية الزلازل وخلق التضامن (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • الزلازل والفيضانات: وقفات وعظات (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • الزلازل والأعاصير بين الإنذار والتبشير (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • وقفات ورسائل من آيات الزلازل (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الزلازل والآيات: وقفات وعظات (3)(مقالة - ملفات خاصة)
  • الزلازل والآيات: وقفات وعظات (2)(مقالة - ملفات خاصة)

 


تعليقات الزوار
1- تسونامي
younes mrirt - maroc 26-03-2011 03:08 AM

السلام عليكم
أخي مصطفى موضوع علمي بامتياز تحليل جيد .تشكراتي الحارة.الله الموفق والمستعان .اطلب لك الدعاء.كما أتمنى لك ........صالحة إن شاء العلي القدير

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب