• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / مقالات
علامة باركود

محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله حقا

محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله حقا
ياسر تاج الدين حامد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/12/2015 ميلادي - 15/3/1437 هجري

الزيارات: 13709

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

محمد صلى الله عليه وسلم

رسول الله حقًّا


[أيها الأحباء، لا تصدقوا كل روح، بل امتحنوا الأرواح، هل هي من الله؟ لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العالم}[1].

 

هذه الكلمات قالها المسيح إلى أتباعه، ناصحًا إياهم بألا يقبلوا أي نبي يدعي أنه من قبل الله إلا بعد أن يأتي بدليل على قوله، فيقول الدكتور (وليم إدي) في تفسيره لهذه الآية: "أوجب الرسول (المسيح) على كل المؤمنين أن يميزوا بين الحق والباطل، ولم يَكِلْ ذاك إلى خدم الدين وحدهم، فأبان في هذه الآية أن علينا في أمور الدين التي هي من أعظم الأمور المختصة بالإنسان في الدنيا والآخرة ألا نقبل معلمًا يدعي أنه من الله، ما لم يأتِ بأوضح برهان على أنه مرسل من الله"[2].

 

وهكذا في إنجيل متى؛ قال المسيح: {احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان، ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة!.. من ثمارهم تعرفونهم، هل يجتنون من الشوك عنبًا، أو من الحسك تينًا؟ هكذا كل شجرة جيدة تصنع ثمارًا جيدة، أما الشجرة الردية فتصنع ثمارًا رديئة.. لا تقدر شجرة جيدة أن تصنع ثمارًا رديئة، ولا شجرة رديئة أن تصنع ثمارًا جيدة.. كل شجرة لا تصنع ثمرًا جيدًا تقطع وتلقى في النار.. فإذًا من ثمارهم تعرفونهم}[3].

 

وقد كان ذات الاختبار طبق على المسيح: {فخرج الفريسيون وابتدؤوا يحاورونه طالبين منه آية من السماء لكي يجربوه}[4]، {فأجاب اليهود وقالوا له: آية آية ترينا حتى تفعل هذا.. أجاب يسوع وقال لهم: انقضوا هذا الهيكل، وفي ثلاثة أيام أقيمه}[5]، {فقالوا له: فأية آية تصنع لنرى ونؤمن بك ماذا تعمل؟ آباؤنا أكلوا المن في البرية كما هو مكتوب أنه أعطاهم خبزًا من السماء ليأكلوا}[6].

 

وكذلك طلب موسى من الله برهانًا أنه مرسل من قبل الله: {فأجاب موسى وقال: ولكن ها هم لا يصدقونني، ولا يسمعون لقولي، بل يقولون: لم يظهر لك الرب.. فقال له الرب: ما هذه في يدك؟ فقال: عصا.. فقال: اطرحها إلى الأرض، فطرحها إلى الأرض فصارت حية فهرب موسى منها.. ثم قال الرب لموسى: مد يدك وأمسك بذنَبها، فمد يده وأمسك به فصارت عصا في يده.. لكي يصدقوا أنه قد ظهر لك الرب إله آبائهم إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب.. ثم قال له الرب أيضًا: أدخل يدك في عبك، فأدخل يده في عبه، ثم أخرجها، وإذا يده برصاء مثل الثلج}[7].

 

فإذا ربطنا ما جاء في التوراة وما جاء في الإنجيل، نجد أن موسى أتى ببرهان على أنه من قبل الله، والمسيح أتى ببرهان على أنه من قبل الله.

 

وقد وصى المسيح في أكثر من موضع في الإنجيل - كما سبق وبينا - على اختبار وامتحان أي نبي يأتي إلى العالم، وذكر أنه يعرف بما أتى به، إن أتى بالخير فهو من قبل الله، وإن أتى بالشر فهو من الكذبة، فقال: {من ثمارهم تعرفونهم، هل يجتنون من الشوك عنبًا، أو من الحسك تينًا؟}، قال الدكتور (وليم إدي) في تفسير هذه الآية: "غير المسيح هنا التشبيه، وعبر عن الأنبياء الكذبة بأشجار لا نفع منها، وكلامه هنا جواب لسؤال مقدر، فكأنما سئل: بماذا نعرف الأنبياء الكذبة من الأنبياء الصادقين؟ فقال ما ذكر.. ومعناه أن المعلمين يعرفون من نتائج تعليمهم، كما تظهر في حياتهم وحياة تابعيهم، فالدين الذي يعلم الناس أن يعيشوا بالتقى ويموتوا على الرجاء هو دين الحق، فمن الحماقة أن نتوقع من الأشرار أعمالًا صالحة، كما أنه من الجهل أن نتوقع الثمار الجيدة من الأشجار الرديئة؛ أي: نتيجة الكلام وخلاصته أن كلًّا يعرف بثماره، يعرف المعلمون الصادقون بصلاح تعليمهم وسيرتهم الطاهرة، لا بزي ملبوساتهم، ولا بقدر رتبتهم، ولا بكثرة تابعيهم، ولا بغناهم، ولا بعلمهم، ولا بسلطانهم، ولا بعظمة ادعائهم شرف نسبهم، ولا شدة اعتنائهم بالطقوس ورونق احتفالهم بها... وهذا ينافي زعم بعضهم أن الشرير يمكن أن يكون معلمًا مفيدًا في الدين"[8].

 

فهل محمد صلى الله عليه وسلم من الأشرار أم من الأخيار؟ وهل ما جاء به كان فيه النفع للبلاد والعباد أم فيه الشر والفساد؟! وهل أتى محمد صلى الله عليه وسلم ببراهين على صدقه وصدق ما جاء به أم لا؟!

 

فإذا تأمل المتأمل ما قدمناه من جميل أثر هذا السيد الكريم، وحميد سيره، وبراعة علمه، ورجاحة عقله وحلمه، وجميع خصاله التي شهد له بها القاصي والداني، الصاحب والخصم، العربي والأجنبي، الشرقي والغربي، العالم والجاهل، المسلم وغير المسلم، لم يمترِ في صحة نبوته، وصدق دعوته، فها هي براهين كثيرة قد سقناها، نذكر منها:

• القرآن معجزة المعجزات:

تحدى الله به الأولين والآخرين، تحدى به أهل اللغة في زمان نزوله، وأخبر بالغيبيات التي حدث منها ما يُثبت صدقه، وأخبر عن القرون السالفة والأمم البائدة، ووصف اكتشافات علمية لم يكن لأحد أن يعرفها إلا من زمن قريب، وبقي على الزمن محفوظًا في الصدور قبل السطور، وكان منهاج حياة للفرد والمجتمع، يشع منها الخير كله، وقانون تشريعي في شتى المجالات، الاقتصادية والأسرية والحربية والسياسية وغيرها، كل هذا جعل (موريس بوكاي) يقول: "من غير المعقول أن يتصور إنسان أن كثيرًا من حقائق العلم التي تكتشف في العصر الحديث التي تضمنتها نصوص القرآن كانت من تأليف بشر؛ وذلك بسبب حالة المعارف والعلوم الطبيعية في عصر محمد صلى الله عليه وسلم؛ ولذلك فمن الصواب المشروع تمامًا أن ينظر إلى القرآن باعتبار أنه حقًّا وصدقًا (تعبير الوحي من الله) أنزله إلى نبي الإسلام"[9].

 

• سيرة محمد صلى الله عليه وسلم:

يقول (د/ وليم إدي): "يُعرَف المعلمون الصادقون بصلاح تعليمهم وسيرتهم الطاهرة"، تعليقًا وتفسيرًا على قول المسيح: "فإذًا من ثمارهم تعرفونهم"[10]، وقد وضح لنا كالشمس كيف كان محمد صلى الله عليه وسلم وكيف كان وصفه لدى من عاصره ومن لم يعاصره؟، وما الذي أثمره؟ هل الخير على مر السنين أم الفساد والطغيان؟

 

ولعل كلمات (إميل درمنجهم) في وصف النبي صلى الله عليه وسلم تذكرة لما قاله غيره ممن سبق ذكرهم في فصول مضت، حيث وصف النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم قائلًا: "لقد أبدى من الكرم وعظمة النفس ما لا تجد مثله في التاريخ إلا نادرًا، وكان يوصي جنوده بأن يرحموا الضعفاء والشيوخ والنساء والأولاد، وكان ينهى عن هدم البيوت، وإهلاك الحرث، وقطع الشجر المثمر"[11].

 

وإذا كان هذا الوصف صحيحًا فيما يخص حياة محمد صلى الله عليه وسلم باعتباره مقاتلًا، فقد أثبت الفكر الاستشراقي أن حياته الاجتماعية في غاية السمو، وجاء ذلك بينًا في قول (ول ديورانت)؛ إذ وصفه بأنه:" لم يتعاطَ الخمر التي حرمها هو على غيره، وكان لطيفًا مع العظماء، وبشوشًا في وجه الضعفاء، عظيمًا مهيبًا أمام المتعاظمين... متسامحًا مع أعوانه، يشترك في تشييع كل جنازة تمر به، ولم يتظاهر قط بأبهة السلطان، وكان يرفض أن يوجه إليه شيء من التعظيم الخاص، يقبل دعوة العبد الرقيق إلى الطعام، ولا يطلب إلى عبد أن يقوم بعمل يجد لديه من الوقت والقوة ما يمكنانه من القيام به بنفسه، ولم يكن ينفق على أسرته إلا القليل من المال... وكان يخص الصدقات بالجزء الأكبر... وكان محاربًا صارمًا لا يرحم عدوًّا، وقاضيًا عادلًا في وسعه أن يقسو ويعذر، لكن أعماله الرحيمة أكثر من أن تعد"[12].

 

• آيات أخرى:

لقد أظهر محمد صلى الله عليه وسلم من الآيات التي تدل على صدق دعوته الكثير، والتي جاءت موثقة توثيقًا تامًّا، وعرفها ورآها كل من عاصره، وتناقلتها الأجيال تلو الأجيال، ولعل علم الحديث عند المسلمين ذاك العلم الذي لا يضاهيه غيره، هو صاحب الفضل في وصول تلك الروايات إلينا دون أن يستطيع أي إنسان إنكارها أو التشكيك فيها، والتي قال فيها (موريس بوكاي): "لا يشكل القرآن الكريم المصدر الوحيد للعقيدة والشريعة في الإسلام، وأثناء حياة محمد صلى الله عليه وسلم وبعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى كانت السنة النبوية المتمثلة في أفعاله وأقواله هي المصدر الثاني الذي يجري البحث عنه ليجد فيه العلماء والمفسرون إكمالًا للمصدر الأول.. وقد ظهرت إلى الوجود مجموعات من أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله، وأصبحت تعرف الآن في العلوم الإسلامية باسم محدد هو: (علم الحديث) "Hadiths"... وقد حوت هذه المجموعات أوسع المعلومات وأوثقها، ويعتبر صحيح البخاري بصورة عامة هو أكثر كتب الحديث صحة بعد القرآن"[13].

 

فهذه الأحاديث الموثقة هي التي نقلت إلينا أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله، فكان مما نقل إلينا الآيات التي أيده الله بها، ومنها:

• أن الماء قد نبع من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم:

عن جابر بن عبدالله - أحد صحابة النبي صلى الله عليه وسلم - قال: عطش الناس يوم الحديبية، والنبي صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوةٌ، فتوضأ، فجهش الناس نحوه، فقال: ((ما لكم؟))، قالوا: ليس عندنا ماءٌ نتوضأ ولا نشرب إلا ما بين يديك، فوضع يده في الركوة فجعل الماء يثور بين أصابعه كأمثال العيون، فشربنا وتوضأنا، قلت: كم كنتم؟ قال: لو كنا مائة ألفٍ لكفانا، كنا خمس عشرة مائةً[14].

 

• أن الطعام قد كثُر ببركته ودعائه صلى الله عليه وسلم:

عن (عبدالرحمن بن أبي بكر) قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثين ومائةً، فقال النبي: ((هل مع أحدٍ منكم طعامٌ؟))، فإذا مع رجلٍ صاعٌ من طعامٍ أو نحوه، فعجن ثم جاء رجلٌ مشركٌ مُشْعانٌّ طويلٌ بغنمٍ يسوقها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((بيعًا أم عطيةً - أو قال: - أم هبةً؟!))، قال: لا، بل بيعٌ، فاشترى منه شاةً، فصنعت، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بسواد البطن أن يشوى، وايم الله ما في الثلاثين والمائة إلا قد حز النبي صلى الله عليه وسلم له حزةً من سواد بطنها، إن كان شاهدًا أعطاها إياه، وإن كان غائبًا خبأ له، فجعل منها قصعتين، فأكلوا أجمعون، وشبعنا، ففضلت القصعتان، فحملناه على البعير"[15].

 

• استجابة الله لدعائه:

عن أنسٍ - رضي الله عنه - قال: أصاب أهلَ المدينة قحطٌ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبينا هو يخطب يوم جمعةٍ إذ قام رجلٌ فقال: يا رسول الله، هلكت الكراع، هلكت الشاء، فادع الله يسقينا، فمد يديه ودعا، قال أنسٌ: وإن السماء لمثل الزجاجة، فهاجت ريحٌ أنشأت سحابًا ثم اجتمع، ثم أرسلت السماء عزاليها، فخرجنا نخوض الماء حتى أتينا منازلنا، فلم نزل نمطر إلى الجمعة الأخرى، فقام إليه ذلك الرجل - أو غيره - فقال: يا رسول الله، تهدمت البيوت، فادع الله يحبسه، فتبسم ثم قال: ((حوالينا ولا علينا))، فنظرت إلى السحاب تصدع حول المدينة كأنه إكليل[16].

 

• انشقاق القمر في زمانه:

قال أنس بن مالك: "كان أهل مكة قد سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آيةً، فأراهم انشقاق القمر"[17]، وقد كشف علماء وكالة ناسا وجود شق في القمر يبلغ طوله عدة مئات من الكيلومترات، ثم كشفوا عددًا من التشققات على سطح القمر، ولم يعرفوا حتى الآن سبب وجود هذه الشقوق، إلا أن بعض العلماء يعتقدون أنها نتيجة لتدفق بعض الحمم المنصهرة، ولكن هذه وجهة نظر فقط، وهناك عدد كبير من التشققات على سطح القمر، وبعض هذه التشققات أشبه "بوصلات لحام" وكأننا أمام سطح معدني تشقق ثم التحم! وكل ما قاله علماء وكالة ناسا حول هذه الشقوق هو: (rilles are still a topic of research)، ومعنى ذلك أن هذه الشقوق لا زالت قيد البحث!

 

• إخباره بالغيبيات: ونذكر منها:

1- أن أبا بكرة قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه، وهو يقبل على الناس مرة، وعليه أخرى، ويقول: ((إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به فئتين عظيمتين من المسلمين))[18]، وقد كان الحسن بن علي سببًا في حقن دماء المسلمين حينما تنازل عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان.

 

2- أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد ذات مرة جبل أحد ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم الجبل، فقال رسول الله: ((اثبُتْ أُحُدُ؛ فإنما عليك نبي وصِدِّيق وشهيدان))[19]، وقد تحقق أن عمر وعثمان قد استُشهِدا كلاهما.

 

3- إخباره بالفتوحات الإسلامية: فعن سفيان بن أبي زهير، أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تفتح اليمن فيأتي قومٌ يبسون، فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون، وتفتح الشام، فيأتي قومٌ يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون، وتفتح العراق، فيأتي قومٌ يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون))[20]، ولقد فتحت هذه البلاد وأسلم أهلها، وأصبحوا من أهل الإسلام وحماته، ولأن الكلام من وحي الله العليم الخبير، فلقد أخبر صلى الله عليه وسلم بالواقع تمامًا، ففتحت هذه البلاد وفق إخباره صلى الله عليه وسلم، ففتحت اليمن والشام، ثم فتحت العراق، وحدث تفرق الناس في هذه البلاد، لما فيها من السعة والرخاء، ولو صبروا على الإقامة بالمدينة لكان خيرًا لهم[21].

 

حتى الذين رأوا تلك البراهين في زمان محمد صلى الله عليه وسلم وادعوا أنها من قبيل السحر والكهانة وادعوا على القرآن بأنه من قبيل الشعر، حتى هؤلاء وإن قالوا ذلك، فإنهم قالوه ليس إلا لرفض ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، ويتضح ذلك في كلام النضر بن الحارث الذي يقف بين قومه ويقول: "يا معشر قريش، إنه والله قد نزل بكم أمر ما أتيتم له بحيلة بعد، قد كان محمد فيكم غلامًا حدثًا، وأرضاكم فيكم، وأصدقكم حديثًا، وأعظمكم أمانة، حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب وجاءكم بما جاءكم به قلتم: ساحر، لا والله ما هو بساحر، لقد رأينا السحرة ونفثهم وعقدهم، وقلتم: كاهن، لا والله ما هو بكاهن، قد رأينا الكهنة وتخالجهم وسمعنا سجعهم، وقلتم: شاعر، لا والله ما هو بشاعر، قد رأينا الشعر وسمعنا أصنافه كلها: هزجه ورجزه، وقلتم: مجنون، لا والله ما هو بمجنون، لقد رأينا الجنون فما هو بخنقه ولا وسوسته ولا تخليطه، يا معشر قريش، فانظروا في شأنكم؛ فإنه والله لقد نزل بكم أمر عظيم"[22].

 

فهل تكفينا تلك الآيات والبراهين للإقرار لمحمد صلى الله عليه وسلم بأنه رسول الله حقًّا، وأن الدين الذي جاء به هو دين الحق والصدق الذي ختم به الله رسالاته في الأرض، وأن ما يثار حوله في الشرق والغرب، ما هو إلا كالذي أثاره فرعون لرفض موسى وما جاء به، وكالذي أثاره بنو إسرائيل لرفض المسيح وما جاء به؟!

 

أليس هذا هو سنة الله في خلقه؟! فما أرسل من رسول إلا أيده بالمعجزات والآيات الدالة على أنه من قبل الله، ومع ذلك فإن الناس ترى الآيات والبراهين، ولكن منهم من آمن ومنهم من كفر.



[1] ( 1:4 ) رسالة يوحنا الأولى.

[2] الكنز الجليل في تفسير الإنجيل/ د. وليم إدي.

[3] [15:7 - 20 متى].

[4] [11:8 مرقس].

[5] [18:2 - 19 يوحنا].

[6] [30:6 - 31 يوحنا].

[7] [1:4 - 6 الخروج].

[8] الكنز الجليل في تفسير الإنجيل، ص109.

[9] التوراة والإنجيل والقرآن/ بوكاي.

[10] الكنز الجليل في تفسير الإنجيل.

[11] نبوة محمد، ص415 نقلًا عن (الإسلام والوجه الآخر للفكر الغربي/ د. عماد الدين خليل).

[12] نبوة محمد، ص415 نقلًا عن (قصة الحضارة / ول ديورانت: 11/ 45).

[13] التوراة والإنجيل والقرآن والعلم ص270،269.

[14] البخاري.

[15] المرجع السابق.

[16] متفق عليه.

[17] متفق عليه.

[18] البخاري.

[19] البخاري.

[20] البخاري.

[21] معجزات الرسول التي ظهرت في زماننا؛ د. عبدالمهدي عبدالقادر.

[22] السيرة/ لابن هشام.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • معجزات الرسول ودلائل نبوته .. القرآن الكريم
  • معجزات الرسول ودلائل نبوته .. انشقاق القمر
  • معجزات الرسول ودلائل نبوته .. تسبيح الطعام ونبوع الماء من بين أصابعه
  • معجزات الرسول ودلائل نبوته .. حنين النخلة، وانقياد الشجرة، وتسبيح الحصى
  • معجزات الرسول ودلائل نبوته .. إخبار الشاة له بتسممها ودعاؤه المستجاب
  • معجزات الرسول ودلائل نبوته .. تكثير الطعام، وشفاؤه لبعض المرضى، وسلام الحجر عليه
  • امتنان ومدح رباني لخاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم
  • النسب الشريف للرسول صلى الله عليه وسلم

مختارات من الشبكة

  • محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله حقا وصدقا (باللغة البرتغالية) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله حقا وصدقا (باللغة البرتغالية) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله حقا وصدقا (باللغة الإسبانية) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله حقا وصدقا (باللغة الإسبانية) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله حقا وصدقا (باللغة الألمانية) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله حقا وصدقا (باللغة الألمانية) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله حقا وصدقا (باللغة الفرنسية) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله حقا وصدقا (باللغة الفرنسية) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله حقا وصدقا (باللغة الصينية) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله حقا وصدقا (باللغة الصينية) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب