• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / قضايا التنصير في العالم الإسلامي
علامة باركود

إفحام أتباع الشيطان بإعراب: "إن هذان لساحران"

إيهاب كمال أحمد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/2/2010 ميلادي - 23/2/1431 هجري

الزيارات: 638324

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إفحام أتباع الشيطان بإعراب: "إن هذان لساحران"


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خير خلْق الله أجمعين، وعلى آله وصحبه الأخيار الطاهرين.

 

وبعد:

فإن من المضحكات المبكيات وقوفَ المنصِّرين المفترين على الإسلام والمشككين فيه موقفَ الناقد للقرآن الكريم من الناحية اللُّغوية، وكأنهم من جهابذة اللغة وعلماء النحو، رغم توقف معارفهم النحوية - إن علتْ - على حدود المرحلة الابتدائية.

 

ومع كونهم لا يحسنون قراءة الآيات - فضلاً عن إعرابها وفهمها - تراهم يزعمون وجود أخطاء لغوية في بعض الآيات القرآنية، ومن ذلك:

ادِّعاء هؤلاء الجهال المفترين وجودَ خطأ نحوي في قوله - تعالى -: ﴿ إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ ﴾ [طه: 63]، حيث زعموا أن الآية يجب أن تكون: (إن هذين لساحران)؛ لأن "هذين" اسم (إن) ويجب أن يُنصَب بالياء، وحيث إنه بالألف في الآية فهو مرفوع، وهذا خطأ؛ لأنه لا يجوز أن يُرفع اسم "إن"!

 

والإجابة عن ذلك ذات شقين: إجمالي وتفصيلي:

أما الإجمالي، فيكون ببيان استحالة وقوع خطأ نحوي في القرآن الكريم؛ لعدة أسباب، منها:

أولاً: أن القرآن هو مصدر قواعد النحو، وهو الأصل الرئيس الذي استند إليه واضعو علم النحو في تقرير قواعدهم والاستدلال عليها؛ لأن أهل العربية قاطبةً من المؤمنين والكفار على السواء، قد اتَّفقوا على فصاحة القرآن وبلاغته، وخُلوِّه من اللحن أو الخطأ، وأنه قد جاء موافقًا للغات العرب المختلِفة في نثرهم وشعرهم، ومن ثمَّ صار القرآن هو المصدرَ الرَّئيس الذي يُحتَجُّ به في تقرير قواعد النَّحو النظرية التي جاءت لاحقةً له، ومستندة إليه، ومبنيَّة عليه؛ بل إن هذه القواعد قد وُضعتْ في الأساس لتكون خادمة لكتاب الله - تعالى.

 

فكيف يقال: إن القرآن يخالف قواعد النحو، وهو مصدرها الرئيس؟!

كيف يقال ذلك وكل ما في القرآن يعدُّ حجةً في ذاته يستدل به على القاعدة، ويستشهد به على صحتها؟!

 

ثانيًا: لقد كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - أفصحَ العربِ؛ حيث نشأ في مواطن الفصاحة والبلاغة؛ فهو عربي قرشي أبًا عن جدٍّ، وأكثر صحابته كانوا من العرب الأقحاح، وفيهم كبار شعراء العرب من أمثال حسان بن ثابت، والخنساء، وكعب بن زهير، وبجير بن زهير، وكعب بن مالك، وغيرهم.

 

فلو افترضنا جدلاً وقوع خطأ نحوي في القرآن، فكيف لم ينتبهوا له؟! وكيف تركوا هذا الخطأ؟! أم تراهم يجهلون أصول اللغة وقواعدها التي علِمها أولئك المنصِّرون؟!

 

ثالثًا: لم يُؤْثَر عن أحد من كفار قريش والعرب أنَّه خطَّأ القرآن، أو قال: إنَّه يُخالف شيئًا من قواعِد لغة العرب؛ بل شهدوا جميعًا ببلاغته وعظمة بيانه، رغم شدة حاجتهم لإثبات أي منقصة في القرآن الذي ما زال يتحدَّاهم فيعجزون عن الإتيان بسورة من مثله.

 

فهل يظن أولئك المدَّعون من المنصِّرين أنفسَهم أعلمَ بالعربية من أهلها؟! هل هم أعلم بالعربية من كفار قريش من أمثال أبي جهل، وأبيِّ بن خلف، والوليد بن المغيرة القائل في القرآن - رغم عدم إيمانه به -: "والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه، وإنه ليحطم ما تحته، وما يقول هذا بشرٌ"[1].

 

واللهِ لقد كان كفار قريش عبدةُ الأوثان أشرفَ في خصومتهم للإسلام من أولئك المنصِّرين المرتزقة المعاصرين، المشككين في الإسلام عبر الفضائيات والشبكة الدولية.

 

رابعًا: لم يُؤْثَر عن أحد من علماء النحو وأساطين اللغة أنَّه خطَّأ القرآن في كلمة واحدة؛ بل هم جميعًا مقرُّون ببلاغته، شاهدون بفصاحته، يعدُّونه حجةً لهم في تقرير قواعدهم، وشاهدًا ودليلاً في تأسيس مذاهبهم.

 

فإلى أي شيء استند أولئك المنصرون في تخطئتهم للقرآن؟! وما هي مصادر علومهم النحوية التي فاقوا بها كبار علماء النحو؛ بلْه شعراء العرب وبلغاءهم؟!

أما الجواب التفصيلي: فيكون ببيان التخريجات النحوية الصحيحة لقوله - تعالى -: ﴿ إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ ﴾ [طه: 63].

 

ومن المناسب قبل أن نشرع في ذِكر تلك التخريجات النحوية أن نوضِّح القراءات الصحيحة المتواترة لهذه الآية ملخَّصة في الجدول التالي:

القراءة

القارئ بها

نون (إن)

اسم الإشارة

(إنَّ هذينِ)

أبو عمرو بن العلاء

مشددة

بالياء ونونه مخففة

(إنْ هذانِّ)

قرأ بها ابن كثير

مخففة

بالألف ونونه مشددة

(إنْ هذانِ)

وقرأ بها حفص

مخففة

بالألف ونونه مخففة

(إنَّ هذانِ)

الجمهور كنافع وحمزة والكسائي وأبو جعفر

مشددة

بالألف ونونه مخففة

 

جاء في الشاطبية:

وَهَذَيْنِ فِي هَذَانِ حَجَّ   وَثِقْلُهُ ♦♦♦ دَنَا فَاجْمَعُوا صِلْ وَافْتَحِ المِيمَ حُوَّلاَ

قال الشارح عبدالفتاح القاضي: "قرأ حفص وابن كثير (قالوا إنْ هذان) بتخفيف نون (إن) وتسكينها، وقرأ غيرهما بتشديدها مفتوحة.

 

وقرأ أبو عمرو (هذينِ) بالياء الساكنة في مكان الألف في قراءة غيره.

وقرأ ابن كثير بتشديد نون (هذانِّ)، وقرأ غيره بتخفيفها"[2].

 

وقال ابن عاشور: "واعلم أن جميع القراء المعتبَرين قرؤوا بإثبات الألف في اسم الإشارة من قوله (هذان)، ما عدا أبا عمرو من العشرة، وما عدا الحسن البصري من الأربعة عشر، وذلك يوجب اليقين بأن إثبات الألف في لفظ هذان أكثر تواترًا، بقطع النظر عن كيفية النطق بكلمة (إن) مشددة أو مخففة، وأن أكثر مشهور القراءات المتواترة قرؤوا بتشديد نون (إنَّ)، ما عدا ابنَ كثير وحفصًا عن عاصم، فهما قرأا (إنْ) بسكون النون على أنها مخففة من الثقيلة"[3].

 

فاسم الإشارة قد جاء بالياء في قراءة أبي عمرو بن العلاء، وإعراب الآية على هذه القراءة يكون كالتالي:

(إنَّ هذينِ لساحران): (إن) ناسخة، و(هذين) اسمها منصوب بالياء، واللام المزحلقة، و(ساحران) خبر إن مرفوع بالألف.

 

أما القراءات الأخرى التي جاء اسم الإشارة فيها بالألف، فلها تخريجات ووجوه إعرابية عدة، نذكر منها ما يلي:

الوجه الأول: (إن) مخففة من الثقيلة ومهملة، فلا عمل لها؛ أي: إنها لا تنصب المبتدأ، و(هذان) اسم إشارة مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعه الألف، واللام الفارقة، و(ساحران) خبر (هذان) مرفوع بالألف.

 

وهذا قول جملة من النحويين منهم علي بن عيسى[4].

 

قال ابن عقيل في شرحه للألفية: "إذا خففت "إن" فالأكثر في لسان العرب إهمالها؛ فتقول: إن زيدٌ لقائم"[5].

 

وقال ابن مالك في ألفيته:

وَخُفِّفَتْ إِنَّ فَقَلَّ العَمَلُ ♦♦♦ وَتَلْزَمُ اللاَّمُ إِذَا مَا تُهْمَلُ

فإن قيل: إنها جاءت مثقلة في قراءة صحيحة، فالرد كما قال الآلوسي: "(إن) ملغاة وإنْ كانت مشددة؛ حملاً لها على المخففة، كما أعملت المخففة حملاً لها عليها في قوله: ﴿ وَإِنْ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ ﴾ [هود: 111]، فهي مخففة في قراءة نافع وابن كثير وشعبة"[6].

 

الوجه الثاني: "إن" هنا ليست الناسخة؛ بل هي إن بمعنى "نعم"، ويكون المعنى: نعم هذان ساحران، وهو قول جماعة من النحويين، منهم المبرد والأخفش الصغير، وذكره أبو إسحاق الزجاج في تفسيره، وذكر أنه عرض هذا القول على المبرد وإسماعيل القاضي فقبِلاه.

 

فهل تأتي "إن" بمعنى "نعم" في اللغة العربية؟

الإجابة: نعم، ودليل ذلك قول الشاعر - وهو عبدالله بن قيس الرقيات -:

بَكَرَ العَوَاذِلُ فِي الصَّبُو
حِ يَلُمْنَنِي وَأَلُومُهُنَّهْ
وَيَقُلْنَ شَيْبٌ قَدْ عَلاَ
كَ وَقَدْ كَبِرْتَ فَقُلْتُ: إِنَّهْ

 

أي: فقلت: نعم.

 

ومما يستدل به على ذلك أيضًا: أن رجلاً قال لابن الزبير: لعن الله ناقةً حملتْني إليك، فأجابه ابن الزبير: إنْ وراكبها، (أي: نعم، وراكبها أيضًا).

وعلى هذا الوجه يكون: (هذان ساحران) مبتدأ وخبرًا مرفوعين كالوجه السابق[7].

 

الوجه الثالث: "إن" هنا نافية، واللام الداخلة على (ساحران) بمعنى: إلا، فيكون المعنى: ما هذان إلا ساحران، وهذا قول الكوفيين من النحاة، وعلى هذا القول تكون (هذان) مبتدأ مرفوعًا[8].

 

الوجه الرابع: "إن" ناسخة وناصبة، و(هذان) اسمها، ومجيء اسم الإشارة بالألف مع أنه في محل نصب جَارٍ على لغة بعض العرب من إجراء المثنى وما يلحق به بالألف دائمًا، وهو قول أبي حيان وابن مالك والأخفش وأبي علي الفارسي[9].

 

فهل يمكن ذلك في اللغة العربية؟ هل يمكن أن يكون المثنى منصوبًا ورغم ذلك يكون بالألف؟

الإجابة: نعم، وهذه لغة كنانة وبلحارث بن كعب، وبني العنبر وبني هجيم، وبطون من ربيعة وخثعم وهمدان وعذرة.

 

ومما يشهد لذلك قولُ الشاعر أبي النجم العجلي:

وَاهًا لِرَيَّا ثُمَّ وَاهًا وَاهَا
يَا لَيْتَ عَيْنَاهَا لَنَا وَفَاهَا
وَمَوْضِعَ الخَلْخَالِ مِنْ رِجْلاَهَا
بِثَمَنٍ نُرْضِي بِهِ أَبَاهَا

فكلمة (عيناها) في البيت الأول اسم "ليت" منصوب وهو مثنى، ورغم ذلك كتبت بالألف (عيناها)، وليس بالياء (عينيها).

 

وكذلك كلمة (رجلاها) في البيت الثاني مجرورة بمن وهي مثنى، ورغم ذلك كتبت بالألف (رجلاها)، ولم تكتب بالياء (رجليها).

 

ومنه قول الشاعر:

تَزَوَّدَ مِنَّا بَيْنَ أُذْنَاهُ   طَعْنَةً ♦♦♦ دَعَتْهُ إِلَى هَابِي التُّرَابِ عَقِيمِ

 

فكلمة (أذناه) في موضع جر بالإضافة إلى الظرف بين، ورغم ذلك فهي بالألف (أذناه)، وليس بالياء (أذنيه)، والأمثلة على ذلك في لسان العرب كثيرة.

 

قال ابن عقيل في شرح الألفية: "ومن العرب من يجعل المثنى والملحق به بالألف مطلقًا: رفعًا ونصبًا وجرًّا، فيقول: جاء الزيدان كلاهما، ورأيت الزيدان كلاهما، ومررت بالزيدان كلاهما"[10].

 

وقال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: "وهذه لغة لبعض العرب، جاءت هذه القراءة على إعرابها"[11].

 

الوجه الخامس: "إن" ناسخة ناصبة، واسمها ضمير الشأن محذوف، و(هذان ساحران) مبتدأ وخبر، والجملة في محل رفع خبر إن.

والمعنى إنه (أي: إن الحال والشأن) هذان لساحران، وإلى ذلك ذهب قدماء النحاة[12].

 

وقد يقول قائل: وما السرُّ في تعدُّد وجوه القراءات والإعراب في هذه الآية؟ وهل يدل ذلك على اختلاف واضطراب؟

وجواب ذلك: أن الاختلاف المعيب والاضطراب الذميم يقع إذا تناقضَتِ المعاني بحيث لا يمكن الجمعُ والتوفيق بينها، ومثل ذلك لا يمكن أن يقع في كتاب الله - عز وجل - القائل: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82].

 

أما تعدد وجوه القراءة والإعراب، فهو من أسرار قوة القرآن ودلائل إعجازه، فالإعراب فرع المعنى، وفي تعدد الوجوه الإعرابية دون اضطراب تعددٌ للمعاني، فهي معانٍ - على تعدُّدها وتنوعها - متَّحدة في مقصودها، متَّفقة في مضمونها، وبذلك نجد أن العبارة ذات الحروف القليلة قد دلَّت على المعاني الكثيرة.

 

قال الطاهر بن عاشور: "ونزول القرآن بهذه الوجوه الفصيحة في الاستعمال ضربٌ من ضروب إعجازه؛ لتجري تراكيبه على أفانين مختلفة المعاني، متحدة المقصود"[13].

 

فجملة: "إن هذان لساحران" تتعدد معانيها بحسب كل وجه إعرابي؛ لكن هذه المعاني تؤدي في النهاية إلى مقصود واحد، وبيان ذلك كالتالي:

الوجه

التخريج النحوي

المعنى

الأول

"إن" مؤكِّدة لكنها مخففة ومهملة

إن هذان ساحران

الثاني

"إن" بمعنى "نعم"

نعم هذان ساحران

الثالث

"إن" نافية، واللام الداخلة على (ساحران) بمعنى إلا

ما هذان إلا ساحران

الرابع

"إن" ناسخة وناصبة، و(هذان) اسمها منصوب لكنه جاء بالألف على لغة بعض العرب

إن هذان ساحران

الخامس

"إن" ناسخة، واسمها ضمير الشأن محذوف، وجملة (هذان ساحران) في محل رفع خبر إن

إنه (أي: الحال والشأن) هذان ساحران



فتأمل بلاغةَ القرآن، وانظر إلى عظمة بيانه، ثم انظر إلى ذاك المنصِّر وقد رجع خائبًا وهو حسير، فقد أراد إثباتَ منقصة، فإذا هي منقبة، وادَّعى وجود خطأ، فإذا هو وجهٌ من البيان وضربٌ من البلاغة التي أعجزت البُلَغَاء والشعراء.

 

وهكذا في كلِّ مرَّة يُحاول المنصِّرون إثبات عيبٍ أو نقصٍ في الإسلام، يظهر عند البحث والنَّظَر أنَّ ما حاولوا إظْهاره عيبًا هو مزيَّةٌ كبيرة، ومحْمَدة   عظيمة، فسبحان مَن أنزل هذا الكتاب فأعجزَ به الإنس والجن! وتبًّا لمن ألْحد في هذا الكتاب؛ فإنَّ مَن يغالب الله يغلب.

 

نسأل الله أنْ يجعلنا ممن يرعى كتابه حقَّ رعايته، ويتدبره حق تدبره، ويقوم بقسطه، ويُوفي بشرطه، ولا يلتمس الهدى في غيره، وأن يهدينا لأعلامه الظاهرة، وأحكامه القاطعة الباهرة، وأن يجمعَ لنا به خير الدنيا والآخرة، فإنه أهل التقوى وأهل المغفرة.

 

وصلِّ اللهم وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحابته، والمهتدين بهديه إلى يوم الدين.



[1] "البداية والنهاية" (3/61)، "الشفا بتعريف حقوق المصطفى"، ص262.

[2] انظر: "الشاطبية" وشرحها "الوافي" ص262.

[3] "التحرير والتنوير" (8/251).

[4] انظر: "تفسير الآلوسي" (9/325).

[5] "شرح ابن عقيل" (1/346).

[6] "تفسير الآلوسي" (9/325).

[7] "الكشاف"، للزمخشري (ص660)، و"اللمع"، لابن جني، مع "توجيه اللمع" (ص155) قال ابن عاشور في "التحرير والتنوير" (16/253): "ودخلت اللام على الخبر: إما على تقدير كون الخبر جملة حُذف مبتدؤها وهو مدخول اللام في التقدير، ووجود اللام ينبئ بأن الجملة التي وقعت خبرًا عن اسم الإشارة جملة قسميَّة؛ وإما على رأي من يجيز دخول اللام على خبر المبتدأ في غير الضرورة".

[8] "تفسير الآلوسي": "روح المعاني" (9/323).

[9] "تفسير الآلوسي" (9/325)، وعلى هذا يكون اسم الإشارة مبنيًّا في محل نصب اسم "إن".

[10] "شرح ابن عقيل" (1/60)، وانظر: "التحرير والتنوير" (8/253).

[11] "تفسير ابن كثير" (3/251).

[12] "التحرير والتنوير" (8/253)، وانظر: "روح المعاني" (9/325).

[13] "التحرير والتنوير" (8/254).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • كيف ترد على افتراء؟
  • طرائق المنصرين في إثارة الافتراءات على الدين
  • الرد على افتراء انتشار الإسلام بالقوة والإجبار
  • إظهار الإفك والبهتان في ادعاء أخطاء في إملاء القرآن
  • الآداب الشرعية في الرد على الفرية
  • عدة معرب القرآن الكريم (1)
  • اتهامات المنصرين الباطلة بخصوص القرآن الكريم
  • إعراب: { ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم }

مختارات من الشبكة

  • مخطوطة بذل المجهود في إفحام اليهود(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • إفهام المتثبت وإفحام المتعنت في الرد على القائلين بقصر صلاة الرباعية لمجرد الخوف(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الابتسام بأحكام الإفحام ونسق نسيم الشام (نسخة ثانية)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الابتسام بأحكام الإفحام ونشق نسيم الشام(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • الحوار بين الإفهام والإفحام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قول: باسم الله اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا قبل الوقاع: سبب لطرد الشيطان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كيف تتخلص من نزغ الشيطان؟ خطوات لمنع الشيطان من إعاقة تفكيرك وسلوكك(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • فوز أهل الإيمان وتلاوم أتباع الشيطان(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)
  • تفسير: (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
64- علل النحاة مقربة للفهم.
عبدالوهاب الربيب - المغرب 18-02-2018 05:12 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد فإن القرآن أنزل هكذا.
وسواء أكان هناك تعليل لمسألة مشكلة علينا أم لم تكن فإننا يجب أن نتقبلها كما انزلت ونقول: (آمنا به كل من عند ربنا) وألا نبقى نجري وراء العلل النحوية او غيرها؛ وإن كانت هذه العلل من العلماء
تقرب الفهم ، وترد على من ينسبون الخطأ إلى القرآن.لأن أولئك لا ينتهون.فهم يتصيدون كل ما يمكن ان يلبسوا به على الناس حسدا من عند أنفسهم.والمؤمن بكلام الله بأنه من عند الله وأنه لا ياتيه الباطل خلاص فهو موقن بانه لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ؛ كما يقول الله تعالى في محكم كتابه: (آمنا به كل من عند ربنا) فلا تردد ولا اضطراب ولا شك.

63- من أجمل ما قرأت
لقاء - بريطانيا 21-01-2018 01:06 PM

جزيت الخير، وجعلك ممن يحملون راية نصر الحق على المُثبطين ،المُريدين بسوء ليطفئوا نور الله ، (والله مُتِم نوره ولو كره الكافرون).

62- ما قاله في هذه المسألة أبو الحسن بن كيسان
ركان عبد الحميد حمزة اليعقوب الغزاوي - الأردن 23-05-2017 01:22 AM

نقل الكاتب علي بن مزهر الياسري في كتابه
أبو الحسن بن كيسان وآراؤه في النحو واللغة
دار الحرية للطباعة-بغداد
1979
على الصفحة 29 ما يلي:
......ذكروا أن القاضي إسماعيل (وهو إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد الجهضمي الأزدي فقيه على مذهب مالك وتولى القضاء في بغداد والنهروانات المتوفي عام 282 للهجرة ) كان مفتتنا بما يأتي به ابن كيسان من مقاييسه في العربية، وكان له مجلس معه عقيب صلاة الجمعة في جامع المنصور (وهو الجامع الذي كان ثعلب يملي فيه على أصحابه)، ومن أمثلة ما كان القاضي يُعجُب به من قياسات أنه سأله مرةً عن رأيه في قراءة الجمهور- إلا ابا عمرو- ((إنَّ هذانِ لساحرانِ)) ما وجهها على ما جرت به عادته من الأغراب في العراب؟ فاطرق ابن كيسان ملياً ثم قال: نجعلها مبنية لا معربة وقد إستقام الامر!
فقال له إسماعيل القاضي: فما علة بنائها؟ قال ابن كيسان : لأنَّ المفرد منها، هذا و هو مبني والجمع هؤلاء و هو مبني، فيحتمل التثنية على الوجهيين.
فعجب القاضي من سرعة جوابه، وحدة خاطره، وبعيد غوصه وقال ما أحسنه يا أبا الحسن لو قال به أحد. فقال. ليقل به القاضي. وقد حسن و مشى.***
***) إنباه الرواة:3|58 وقد نقل القرطبي في الجامع في تفسير القرآن:11ِ|219 عن أبي جعفر النحاس عن ابن كيسان هذا قوله : سألني إسماعيل بن إسحاق (القاضي المذكور أعلاه) عنها فقلت: القول عندي إنه لمّا كان هذا في موضع الرفع والنصب والخفض على حالة واحدة وكانت التثنية يجب ألّا يغيَّر لها الواحد، إجريتْ التثنية مجرى الواحد.
تم التعليق بحمد الله الذي قدّر لي ان أفتح هذا الكتاب هذه الليلة بحثاً عن ضالة لي أخرى والذي قدر لي ان أُشاهد هذا المنشور من طرفكم فسبحان مسبب الاسباب!

61- نصرة للدين
عثمان - المغرب + اطاليا 27-12-2016 10:38 AM

شكرا لكم على هذا الرد الجميل
قال تعالى: ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)

60- ثناء
dr.farock - مصر 18-08-2016 06:05 PM

جزاكم الله خيراً ، أبنت وأحسنت .

59- الشكر
حسن - مصر 14-08-2016 11:12 AM

جزاكم الله خيرا ونفع بكم وزادكم علما وفقها ويقينا وأورثكم علم نافعا وقلبا خاشعا وجسدا على البلاء صابرا

58- قوله‏:‏ ‏{‏‏إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ‏}
احمد - مصر 05-06-2016 05:49 PM

قالوا إِنْ هذان لساحران
تستعمل إِنْ هنا للنفي بمعني ما كقوله تعالي الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ الَّلائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ سورة المجادلة
أي ما أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم
واللام في كلمة لساحران بمعني إلا
وتصبح كلمة هذان مبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثني وكلمة ساحران خبر المبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثني
للتوضيح أكثر كيف تأتي:- إذا اختلفنا علي شيء ده يقول دا بتاعي ودا يقول دا بتاعي ودا يقول دا بتاعي فالحكم يقول لزيد أحق به يعني اللي يخالفه ملهش حق كأنه قال ما هذا الشيء إلا لزيد
قالوا إِنْ هذان لساحران
فتكون قالوا ما هذان إلا سحران
فتكون هذان مبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثني وكلمة ساحران خبر المبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثني
منقول عن الشيخ الشعراوي رحمه الله
والله تعالي اعلي واعلم

57- جزاكم الله خيرا
زهرة الحياة - مصر 30-11-2015 10:26 AM

جزاكم الله خيرا على هذا توضيح ما أشكل في القرآن الكريم وجعله فميزان حسناتكم

56- جزاك الله خيرا
أحمد - سريلانكا 22-11-2015 12:19 PM

ماشاء الله.... والله رد جميل على الجهلاء....

55- أحسنت
عوض الكاهلي - السودان 07-11-2015 09:35 AM

بارك الله فيك ونفع بك

1 2 3 4 5 6 7 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب