• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / مقالات
علامة باركود

من أدب النبوة

من أدب النبوة
د. محمود محمد عمارة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/6/2014 ميلادي - 16/8/1435 هجري

الزيارات: 8793

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من أدب النبوة


جاء أعرابي يَطلُب من الرسول - صلى الله عليه وسلم - شيئًا، فأعطاه، ثم قال له: ((هل أحسنتُ إليك؟))، فقال الأعرابي: لا، ولا أجملتَ! فغضِب المسلمون، وقاموا إليه، فأشار إليهم أن كُفُّوا، ثم قام ودخل منزلَه، فأرسل إليه وزاده شيئًا، ثم قال له: ((أحسنتُ إليك؟))، قال: نعم، فجزاك الله من أهلٍ ومن عشيرة خيرًا.

 

فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إنك قلتَ ما قلت آنفًا، وفي نفس أصحابي من ذلك شيء، فإن أحببتَ فقل بين أيديهم ما قلتَ بين يدي؛ حتى يذهب ما في صدورِهم عليك))، قال: نعم.

 

فلما كان الغد جاء، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((إن هذا الأعرابي قال ما قال، فزدناه، فزعم أنه رضي، أكذلك؟))، قال: نعم، فجزاك الله من أهل ومن عشيرة خيرًا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَثَلي ومَثَل هذا كمَثَل رجل له ناقة شردتْ عليه، فاتَّبَعها الناس - جروا خلفها - فلم يَزيدوها إلا نفورًا، فناداهم صاحبها فقال لهم: خلُّوا بيني وبين ناقتي؛ فإني أَرفَقُ بها منكم وأعلم، فتوجَّه لها بين يديها فأخذ لها من قُمام الأرض، فردَّها حتى جاءت واستناخت، وشدَّ عليها رَحلَها واستوى عليها، وإني لو تركتُكم حيث قال الرجل ما قال، فقتلتُموه، دخل النارَ)).

 

مع أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يعلمُ من أخلاق الأعراب أنهم أشدُّ كفرًا ونِفاقًا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله، ومع أننا نعرف من أخلاقه - صلى الله عليه وسلم - أن يُعطي الغير لله، رضي الآخذ أم سخِط.

 

لكن سؤاله الأعرابي عن مدى رضاه بما أخذ، كان فرصةً ظهر فيها الأعرابي على حقيقتِه، التي غدت درسًا بليغًا ما يزال معروضًا أمام الأنظار؛ لنتعلَّم منه كيف كان - صلى الله عليه وسلم - بالمؤمنين رؤوفًا رحيمًا، على نحو نقَل به الناسَ من الظلمات إلى النور بالعمل، وليس بالكلام وحده!

 

لقد كان سؤاله - صلى الله عليه وسلم - مثيرًا، تكشَّفتْ به نَفْس الرجل التي ثارت، فظهر على السطح ما خبَّأته الأعماق هناك.

 

وحينئذٍ فقد كرَّ راجعًا إليه... ليَنتزِع الدواء من مَكمَن الداء، الأمر الذي لم يكن يتوفَّر له؛ أي: إنه أعطاه ومضى، بلا سؤال.

 

وما كان جواب الأعرابي إلا أن أنكر الجميلَ، بل وحاول أن يَجرَح إحساسَ النبي صلى الله عليه وسلم.

 

وأحيانًا، يرضى القتيلُ وليس يرضى القاتلُ! وكان من الممكن أن ينال الرجل عقابَه، لا سيما وهو وحيد وسط عشيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو فعلاً قد ارتكب خطأ يَستحِقُّ أن يُعاقَب عليه.

 

وفي هذا الإطار دارت خواطرُ الصحابة الذين همُّوا به ليأخذوه، بيد أن رحمة الرسول - صلى الله عليه وسلم - كانت أسبقَ منهم إليه.

 

رحمته بالجاني حين يقف معه ضد شيطانِه الذي سوَّل له العنفَ، فأنقذه من موقف حَرِج، ربما ذهب به إلى النار، وحُرِم الصحابة من موقف الفضل لو أنهم نالوه بأذى.

 

وأحيانًا، تفور الدماء في العروق غضبًا، فينطق الإنسان بالكلمة لا يُلقي لها بالاً، وحينئذٍ فمن الولاء للحقِّ الذي ندعو إليه الناس، أن نتحمَّل بأعصابنا الهادئة - ثورةً مفاجئة من قِبَل جاهل، ربما - لو تحمَّلناه - يتحوَّل إلى إنسان آخر، يموت في سبيل الدين، وما أمرُ عكرمةَ بنِ أبي جهل ببعيد، حين فتح الرسولُ له ذراعيه فألقى في أوديته المباركة بهمومه وشجونه فذابت، وحوَّله الودُّ الحاني إلى بطلٍ من أبطال الإسلام، لا تهدأ نفسُه حتى يُسافر في نفْس اللحظة إلى مكان فيه جيش يُجاهِد؛ ليُكفِّر عن سيئاته، ويُعوِّض ما فاته من خير إزاء هذا القلب الكبير المتفتِّح، وقد فعل.

 

لكن الموقف المُلتهِب وأعصاب الصحابة الثائرة، ربما لا تهدأ لمجرَّد أن قيل لهم: كُفُّوا أيديَكم، فالرجل الذي أحسن الأخذَ، ولم يُحسِن القول - لا بد أن يُعاقَب، على قدرِ الإنسان الفذِّ الذي حاول أن ينال منه! وكان لا بد من موقف عملي تنتهي به الأزمة، وكان أنْ دخَلَ الرسول بيتَه، ثم دعاه إليه، ولما خلا مسرحُ الخطأ من الأعرابي، فاختفى عن الأنظار، هدأتِ الأعصاب، وتهيأ الجو الملائم للفَهْم وحُسْن تقدير الأمور، فلما زاده الرسول - صلى الله عليه وسلم - طابتْ نفسُه ونَطَق بالحق، بيد أن الرواية لم تتم فصولُها.

 

صحيح أن الصحابة - رِضوان الله عليهم - سكتوا حين طُلِب منهم السكوت، لكن ثورة النفوس لن تَنكسِر إلا بتوبة الجاني، وإذا كان الرجل قد اعتذر من خلف الجُدران، فلا بد أن يُحِسوا بهذه التوبة؛ لتعود المياه إلى مجاريها، وهذا ما حدث، وكان جميلاً أن يقول لهم الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((زعم أنه رضي))، نعم، إن الرضا أمرٌ قلبي، وادِّعاؤه مجرد زعم، ربما أكَّده الإقرار أمامهم، والمعنى الجدير بالتأمل هنا، أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - حين طَلَب من الأعرابي أن يُعيد ما قاله سرًّا أمام الصحابة، لم يَفرِض عليه ذلك، بل قال له: إن أحببتَ فقل بين أيديهم ما قلت!

 

إن نفسًا حرة تُولَد الآن، وتأخذ مكانَها بين صفوف الأحرار، فلا بد أن نُعينها على ذلك، ولا نتَّخِذ من الإعانة الماليَّة أو الصدقة، وسيلةً لكسْر عزَّتِها، وخيرٌ للإسلام أن يترك للرجل حريَّته اليوم، ليُمكن له غدًا أن يتَّخِذ موقفه من الدين بحريَّة كاملة، وحينئذٍ فسوف يكون معنا إلى الأبد، يوم أن دخل الدين أو التزم بأخلاقياته عن طواعية واختيار.

 

وهكذا يضع الرسولُ هذا الأعرابيَّ أمام مسؤوليته، فإذا كان قد رضي حقًّا، فليُعلِن ذلك على الملأ، وإلا فلنتعامَلْ معه منذ اليوم على أنه غريب غير محسوب على جماعتنا المسلمة.

 

وقد قالها الرجل كلمة مخلِصة، وخرج من التجرِبة بنجاح، بفضل موقف الرسول - صلى الله عليه وسلم - منه، ولكن بقي الصحابة هناك في حاجة إلى أن يفهموا الدرس، ونفهم معهم نحن أيضًا على مدار التاريخ، لقد كان الرجل كالناقة الشَّرود، ورغم أن الذين يَعْدون وراءها يريدون لها الخير بالعَوْد الحميد إلى طريق الصواب، إلا أن المطلوب في دعوتنا إلى الله تعالى - ليس هو تكثير سواد المسلمين، وإضافة أرقام إلى جعبتهم، والمهم بالدرجة الأولى أن نستقبِلَ النَّفْس المتماسكة الواثقة.

 

أما الذين يَشرُدون، فلهم ميقاتُ يوم معلوم، يَرجعون فيه إلى دين الله بالحكمة والموعظة الحسنة، فانظر كيف تعرَّض أطهرُ مخلوق للسبِّ والشتم، بيد أنه عفا وكفَّ أيدي الناس عن شاتمِه؛ حتى لا يُقذَف في النار، وقل معي: ما أكثر الذين يَلعنون الخطَّائين، ويدفعونهم إلى سوء المصير! وما أكثر الذين يعتزُّون بشخصيَّاتهم إلى درجة القداسة!

 

وربما تهاونوا في حدودِ الله وعبادته، ولكنهم لا يُفرِّطون في كل ما يَمَس ذواتهم المتألِّهة، وإلى مِثْل هؤلاء يتَّجِه تحذير خاصٌّ؛ ليَضعوا أقدامَهم على طريق رسول الله، الذي ظُلِم من الأعرابي يومًا، وهبَّت عشيرته ورآها تنتصِر له، ورأى غريمه يجري إلى النار، ولكنه كان أكبر من الموقف كله، وغدا قلبُه واديًا خصبًا فسيحًا يَموج بالرأفة والرحمة، فعصم الرجل، وبقي الدين يُمثِّل هذه المواقف حيًّا في نفوس أخطأت فوقف الرسول معها، فبقيت إلى اليوم في معيَّته تعيش على ذِكراه، وتمضي في طريقه أشداء لكن على الكفار، رحماء بينهم، تراهم ركعًا سجدًا يبتغون فضلاً من الله ورِضوانًا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • من مشكاة النبوة
  • الأمانة من توجيهات النبوة
  • الإشارة إلى نبوة محمد صلى الله عليه وسلم في كتب الأولين
  • صفحة من كتاب النبوة
  • خصائص النبوة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
  • لحظات وكليمات من حياة النبوة
  • أدب المرء عنوان سعادته
  • حديث: كنت غلاما في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • صور من وفاء النبوة
  • من أدب النبوة: عدم الاشتغال بعيوب الناس

مختارات من الشبكة

  • آداب الزيارة وشروطها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأدب غير الإسلامي(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • الأدب نور العقل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مباحث ومشكلات في الأدب المقارن العربي (1)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • هيا بنا نتعلم الآداب الإسلامية - من هدي السنة النبوية (4)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الشكل في نظرية الأدب القائد(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • هيا بنا نتعلم الآداب الإسلامية - من هدي السنة النبوية (10)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح المنتخب من كتب الأدب(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • آداب الحج(مقالة - ملفات خاصة)
  • آداب الحج وما يتحلى به الحاج من حين خروجه من منزله حتى عودته إليه(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب