• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / الرقية الشرعية
علامة باركود

صورة الأدب الجغرافي الإسلامي في دوائر الاستشراق الغربي

صورة الأدب الجغرافي الإسلامي في دوائر الاستشراق الغربي
عبدالكريم السمك

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 22/2/2014 ميلادي - 21/4/1435 هجري

الزيارات: 15019

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

صورة الأدب الجغرافي الإسلامي في دوائر الاستشراق الغربي


الاستشراق هو العلم الذي اختص بالمستغربين من أبناء دول الغرب الأوروبي من العلماء من خلال اهتمامهم بحثًا ودراسة لموروث الشرق الإسلامي بكل عطاءاته العلمية في سائر العلوم والفنون، وخير من عرفه، الأستاذ عمر فروخ رحمه الله في قوله: الاستشراق وجه من وجوه البحث، يمكن أن يَضِلَ الباحث فيه، ويمكن أن يَهتَدي، وكذلك المستشرقون طوائف، منهم الصالحون، ومنهم الطالحون، ومنهم من هم في مكان وسط بين هؤلاء وأولئك، فعلى الباحث العربي أن يكون حكيمًا في قراءة بحوث المستشرقين، كما يجب عليه أن يكون بصيرًا، عند قراءة بحوث قومه العرب.

 

 

علم الجغرافيا عند المسلمين:

علم الجغرافيا بتنوع علومه عند المسلمين، هو واحد من العلوم الذي تفخر به الحضارة الإسلامية في موروثها العلمي، فهو العلم الذي نال الاهتمام عند المسلمين، فكانوا السابقين فيه عن غيرهم من الأمم، وقد وجد علماء الغرب ضالتهم في هذا العلم، وذلك لما نال من مكانة عالية عند المسلمين، وظهر ذلك في كتاباتهم على مدى العصور والدول الإسلامية، الأمر الذي دفع المستشرق (نولدكه) للقول: "إن الجغرافيا في أكثر من ناحية، هي الجانب الأكثر إشراقًا في الأدب العربي"، وهذا ما دفع العديد من المستشرقين إلى الاهتمام بهذا العلم، لمكانته العامة في الحياة الإنسانية بتنوع أقاليمها وسكانها، إضافة لما قدمه هذا العلم في علم الجغرافيا الفلكية والوصفية والخرائطية، وهذا التنوع في عطاء علم الجغرافيا عند المسلمين، زاد من اهتمام المستشرقين به، فتسارعوا لدراسته، وبرعوا في هذا الجانب، فقدموا هذا العلم للحضارة الإنسانية، في أجمل حلله.

 

 

أسباب ظهور هذا العلم:

ارتبط علم الجغرافيا في المجتمع الإسلامي، بأمر قرآني، يطلب فيه من المسلمين في السير في الأرض لينظروا في خلق الله، وفي شؤون العبادة من وجه آخر، فإن معرفة القبلة للصلاة إليها من ضرورات صحة الصلاة، من الجهة الكونية التي يوجد فيها الإنسان المسلم، فهذه المعرفة هي في أصلها علم من علوم الجغرافيا، وكذلك فإن فريضة الحج تتطلب من المسلم معرفة السبل والطرق الآمنة التي يسير فيها بقصد الحج، وقد كتب (المقدسي) يقول: إن الجغرافيا مطلب رئيس للتاجر والمسافر والسلطان والقاضي والفقيه، سواء في الواقع الوصفي أم في الواقع الفلكي لتحديد الوقت والمكان، وقد حرر المسلمون علم الجغرافيا من الأسطورة والخرافة وارتقوا فيها إلى العلم التجريبي في سمو مكانتها علميًا.

 

ففي مقدمة المسعودي (ت 346هـ/ 957م) من كتابه "مروج الذهب ومعادن الجوهر" يقول: "ولكل إقليم عجائب يقتصر على علمها أهله، وليس من لزم جهة وطنه وقنع بما نمي إليه من الأخبار عن إقليمه، كمن قسم عمره على قطع الأقطار، ووزع أيامه بين تقاذف الأسفار، واستخراج كل دقيق، من معدنه، وإثارة كل نفيس من مكمنه"، وقد عرف العرب بجاهليتهم من أصول علم الجغرافيا من واقع تجارتهم وأسفارهم برًا وبحرًا، من خلال علم الملاحة التي برعوا فيها، وبعد اعتناقهم للإسلام ازدادوا علمًا فيها، فقد تطور علمهم فيها مع ازدياد علومهم، فالخوارزمي (ت 236هـ/ 850م) كان أول من وضع جغرافيا شاملة، وكذلك ابن خرداذبة (ت 309هـ/ 912م) كان أول من وضع خريطة كاملة تصف الطرق التجارية الرئيسية في العالم الإسلامي في كتابه (المسالك والممالك).

 

وقد ذهب المسلمون في الاهتمام بهذا العلم، إلى آفاق بعيدة فوضعوا أطالس عن بلادهم للاستعمالات الرسمية والمهنية، فكان منهم اسحق الأسطرفي وأحمد البلخي ومحمد بن حوقل ومحمد المقدسي الذي كان أول من وضع خرائط ملونة لتعريف الناس بجغرافية المكان"، وفي القرن السادس برع المسلمون في وضع الخرائط، إضافة لاكتشافهم لطرق جديدة لقياسات سطح الأرض، وممن عرفته هذه الفترة يومذاك "الشريف الإدريسي" (ت 562هـ/ 1166م)، وقد استدعاه ملك صقلية النور مندي "روجز الثاني" ليضع له خريطة للعالم، فطلب الإدريسي منه إعداد كرة من الفضة وزنها "400" رطل أي في حدود "400" كغ، فرسم عليها القارات السبع، مع بحيراتها وأنهارها ومدنها وطرقها وجبالها، واضعًا عليها البعد والارتفاع أو الطول حسب القياس، وقد وضع الإدريسي كتابه المعنون بـ(نزهة المشتاق في اختراق الآفاق) ليكون مضافًا إلى الكرة التي صنعها مبينًا فيها كروية الأرض، وهكذا فقد ترك المسلمون تراثا ًغنيًا في هذا العلم بتنوع فنونه وعلومه، ومن هذه العلوم الجغرافيا الوصفية، التي جاءت مع ابن جبير (ت 614هـ/ 1217م) وياقوت الحموي (ت 626هـ/ 1229م) وعبداللطيف البغدادي (ت 629هـ/ 1231م) والقزويني (ت 682هـ/ 1283م) وأبو الفداء الأيوبي (ت 732هـ/ 1331م) وابن بطوطة (ت 779هـ/ 1377م).

 

 

المستشرقون وعلم الجغرافيا:

وقد حاول عدد غير قليل من المستشرقين، تأصيل علم الجغرافيا على أنه جاء إلى العرب من قِبَل اليونانيين، وأنهم هم أول من وضع أصوله، ومثل هذا الأمر ليس بصحيح، فكل ما عرف عن التاريخ اليوناني في جميع عطاءاته، إنما كان ظنيًا دُوِّنَ وكتب عن الإلياذة، التي تم تدوينها في القرن السادس قبل الميلاد، وقد دلت القرائن والمكتشفات الأثرية، على أن العرب أصحاب عطاء حضاري في علوم الجغرافيا والمكان وصفًا وتعريفًا، ولما عرفوا الإسلام فقد ازداد عطاؤهم في العديد من الجوانب العلمية، تمشيًا مع رسالة الإسلام التي فرضت عليهم أن يكونوا أهل علم، فأصبح الارتحال في طلب العلم ضرورة عند كل مسلم، فقد حفظت لنا الذاكرة التاريخية بأن الفقيه الأندلسي "أسعد الخير الأندلسي" المتوفى سنة (541هـ/ 1146م). قد قصد الصين، وقد لقب بالصيني لارتحاله لها، فكتب عنها مشاهداته فيها، فما تركته الحضارة العلمية الإسلامية في هذا الجانب من علوم الجغرافيا، قد دفعت بأبناء الغرب الأوروبي منذ بداية النهضة الأوروبية، إلى الاهتمام بعطاء الشرق الإسلامي، ومنه تاريخ الأدب الجغرافي عند المسلمين.

 

هذا وقد أثبت البحث العلمي المعاصر، وما قدمته لنا مدارس الاستشراق على أن هذا العلم، (تاريخ الأدب الجغرافي الإسلامي)، لم يستوف حقه في الدراسة والاستقصاء، حتى أيامنا هذه.

 

علم الجغرافيا في مدارس الاستشراق:

وقد تعددت المدارس الاستشراقية في الدول الأوروبية، ولكل مدرسة من هذه المدارس خصوصيتها وعطاءاتها، من واقع أبنائها الذين أولوا وصبوا اهتمامهم العلمي في العناية في الشرق وعطائه، وكان للأدب الجغرافي الإسلامي الحظ الأوفر عند أبناء هذه المدارس، وقد عرفت هذه المدارس من خلال عطاء أبنائها، فكان منها المتقدم وكان منها المتأخر، وخاصة بعد أن وقع بأيدي أبناء هذه المدارس على أن المسلمين قد تجاوزت حدود العالم الذي كان يعرفه أهل اليونان، فلم يكن عند الأوربيين علم في بحار الصين وأواسط آسيا وأفريقيا، وهكذا وجد المستشرقون في الأدب الجغرافي الإسلامي، ضخامة تنوعه وغنى مادته، فهو من جهة علمي ومن جهة شعبي، وفي جهة أخرى واقعي وفي أخرى أسطوري، تكمن فيه المتعة والفائدة، فهو يقدم مادة دسمة متعددة الجوانب لا يوجد مثيل لها في أدب أي شعب معاصر لتاريخ دولة الإسلام.

 

ومن أهم المدارس الغربية الاستشراقية التي اهتمت بعلم الجغرافيا عند المسلمين:

المدرسة الألمانية:

كان المستشرقون الألمان أسبق الغربيين في الاهتمام بهذا العلم، من تاريخ بداية الاستعراب عند الغربيين، وإن كانت مدارس الاستشراق قد اهتمت بغيره من علوم المسلمين، اعتبارًا من النصف الثاني من القرن الثالث عشر للميلاد، لكن الاهتمام بعلوم الجغرافيا هذه عند المسلمين، قد جاء في النصف الأول من القرن التاسع عشر للميلاد، على يد المستشرق الألماني الكسندر همبولت (1769- 1859م) وكارل ريترر (1779- 1859م)، وقد اقتصر علم هذين المستشرقين، على علم الزيجات وعلم (الفلك) الهيئة، ونشر المتون، والتعليق عليها، مع الإشارة إلى أن الأوربيين عرفوا علم الفلك عن طريق العرب قبل زمن طويل من نشأة الاستعراب، وأخذوا عنهم الإسطرلاب، كما استفادوا من منظومة البحار العربي ابن ماجد.

 

 

أما المستشرق فرديناند فستنفلد (1808- 1899م)، فقد اهتم بالمخطوطات العربية التي وصلت إلى ألمانيا، وقد تمكن هذا المستعرب الذي درس اللغات السامية، من نشر المعجم الجغرافي لياقوت الحموي، (575- 626هـ/ 1179- 1229م) وهذا المعجم الجغرافي، اتفق عليه الباحثون على أن الكتاب هو أضخم عمل جغرافي يقوم به مؤلف مسلم على الإطلاق، وقد أهدى فستنفلد بعمله هذا، الاستعراب الأوروبي عمله الجليل، فنال القبول لدى الأوساط العلمية الأوروبية، وقد تم نشره من قبل مطبعة الخانجي في مصر - القاهرة سنة (1324هـ- 1906م).

 

كما يعد كتاب "المعجم الجغرافي لأبي عبيدالله البكري" المتوفى (487- 1094هـ)، أكبر معجم جغرافي أهدته المدرسة الأندلسية الجغرافية للموروث العلمي الإسلامي في علم الجغرافيا المكانية، فصدر المجلد الأول في سنة (1876م)، وتلاه المجلد الثاني في سنة (1877م)، كما أصدر فستنفلد كتاب ياقوت الحموي، والذي هو، كتاب "المشترك وضعًا والمفترق صعقًا"، وهو معجم لأسماء أماكن متفقة في الاسم، ومتباعدة في المكان، وكذلك فقد أخرج معجمي زكريا القزويني "600- 682هـ/ 1203- 1282م" وهما "آثار البلاد وأخبار العباد" وذلك في عام (1848م)، وكتابه الثاني "عجائب المخلوقات" وذلك عام (1849م)، ويعتبر مؤلفي القزويني من أكبر المصنفات "الكوزموغرافية"، والذي يهتم بالظواهر الطبيعية والغرائب، التي تقترب من نمط العجائب، وقد حاول وضع موجز جغرافي معتمدًا بذلك على كتاب "كشف الظنون" لحاجي خليفة، فأورد فيها أسماء مائة وستة وعشرين مؤلفًا، وقد فقد هذا البحث قيمته العلمية، قبل وقت طويل من كتابه الآخر عن المؤرخين العرب، الذي فرغ من تأليفه في أواخر سني حياته العلمية (1882م).

 

المدرسة الهولندية:

إن خير من مثل هذه المدرسة، هو المستعرب الهولندي ميشيل دي خويه، وكان قد بلغ القمة بين أقرانه من المستعربين الأوربيين، في اهتمامه بالأدب الجغرافي الإسلامي، وألم بعدد من اللغات الأوروبية، وكان والده رجل دين، فأراد له أن يسير على خطاه، لكن وفاة أبيه سنة (1854م) دفعته للعزوف عن هذا التوجه، فاتصل بالمستشرق الألماني الكبير (ريهارت دوزي)، ودرس على يديه علوم اللغة العربية، وكان دوزي في قمة مجده في علوم اللغة العربية، وكان المستشرق الشهير الألماني تيودور نولدكه قد قام بزيارة لمدينة لايدن الهولندية، اطلع فيها على العديد من المخطوطات الإسلامية، وذلك سنة (1858م)، وامتد الاتصال فيما بينهما حتى وفاة (دي خويه)، وقد عمل أستاذ كرسي في جامعات هولندا وذلك سنة (1869م).

 

بعد هذا التاريخ كان كل من أستاذيه (بينبول ودوزي)، قد دفعاه للاهتمام بالأدب الجغرافي الإسلامي، فكان موضوع دراسته في هذا الجانب، متن بن حوقل الجغرافي الشهير، وألحق فيه جغرافيًا آخر هو اليعقوبي، السابق على ابن حوقل، وما كتبه في كتابه (البلدان) والخاص بالمغرب العربي، كان المصدر الأول لابن حوقل، وهكذا مضى دي خويه في عطائه العلمي، فأبهر بعطائه معاصريه من المستشرقين، وقد تمثل عطاؤه في هذا الجانب بما يلي:

• المسالك والممالك للأصطخري (1870م).
• المسالك والممالك (أو صورة الأرض) لابن حوقل (1878م).
• أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم للمقدسي (1877م).
• الفهارس تفسير المصطلحات، الإضافات والتصحيحات للأجزاء الثلاثة التي تم له نشرها (1879م).
• كتاب البلدان لابن الفقيه الهمذاني (1885م).
• المسالك والممالك لابن خرداذبه، وكتاب الخراج لقدامة (1889م).
• الأعلاق النفيسة لابن رسته، كتاب البلدان لليعقوبي (1892م).
• التنبيه والإشراف للمسعودي (1894م).

 

وهكذا فقد فاقت المدرسة الهولندية، غيرها من المدارس الغربية الاستشراقية، في عطائها المعني بتاريخ الأدب الجغرافي عند المسلمين.

 

ولا يغيب عن بالنا اهتمام إيطاليا بالجغرافيا الفلكية، ففي سنة (1592م)، تم لها - إيطاليا - طبع متن الجغرافيا الوصفية للشريف الإدريسي، وقد ذهب المستشرق الهولندي (ياكوب غوليس) (1596- 1667م)، إلى نشر الجداول الفلكية للفرغاني، وعلى الرغم من وجود المدرسة الاستشراقية الفرنسية، ممثلة في ابنها (ريلو 1848م)، الذي عمل على كتاب "تقويم البلدان" لأبي الفداء الأيوبي، وإلمامه - أي ريلو - بالجغرافيا الوصفية والفلكية، لكن هذه المدرسة لم ترتق إلى كلا المدرستين الألمانية والهولندية مكانة.

 

المدرسة الروسية:

كانت هذه المدرسة هي من المدارس الأوروبية الاستشراقية المتأخرة، بالنسبة لقريناتها الأوروبية، وعلى الرغم من قربها وضمها لأمارات وخانات وسط آسيا الإسلامية، الحاضنة لموروث إسلامي كبير في سائر العلوم والفنون، فقد جاء الاهتمام الروسي في هذا العلم، مع مطلع القرن التاسع عشر للميلاد، حيث أنشأت روسيا القيصرية، معهد استشراق لها في سان بطرسبرج، وفي موسكو وذلك سنة (1818م)، ويعتبر الشيخ محمد عياد الطنطاوي أبو الاستعراب الروسي الذي قصد روسيا لتدريس اللغة العربية فيها سنة (1840م)، كما تعتبر كلثوم عودة فاسيلفيا أم المستعربين الروس، وهي فلسطينية ابنة الناصرة.

 

وفي الحديث عن العطاء في الأدب الجغرافي الإسلامي، من قبل هذه المدرسة، فقد كان كراتشكوفسكي (1883- 1951م) هو خير من مثل هذه المدرسة في هذا الجانب، في كتابه النفيس "تاريخ الأدب الجغرافي العربي"، والكتاب هذا كان مؤلفه قد استفاد من المدرستين الألمانية والهولندية، فيما يخص هذا العلم، لكن كراتشكوفسكي اتبع في بناء نص كتابه منهجيًا، على تأريخ هذا العلم من بداية نشأته في الحضارة العربية قبل الإسلام، وفيما بعد الإسلام، والكتاب قد جاء في بناء نصه على أربعة وعشرين فصلًا، بدأ في أولها في حديثه عن نشأة هذا العلم، وتلاه الفصول التي عنى كل فصل من فصوله، بتراجم لأصحاب هذا العلم من علماء الأمة الإسلامية من العصور الأولى لدولة الإسلام، وحتى القرن الثامن عشر للميلاد، بحيث أنه لم يسقط في دراسته هذه أي دراسة تنتسب إلى هذا العلم، ومن هنا جاءت أهمية هذه الدراسة.

 

والكتاب في تبويبه عمل عظيم قدمه كراتشكوفسكي للمكتبة الجغرافيا العالمية، بيَّن فيه مكانة هذا العلم في الحضارة الإسلامية، ولا يخلو الكتاب من مآخذ على كراتشكوفسكي ظهرت فيها في ميوله الاستشراقية، في نقده لأصحاب هذه الأعمال من أبناء الحضارة الإسلامية، وخير من تناول عمل كراتشكوفسكي في هذا الجانب ناقدًا له، المرحومة الدكتورة عائشة عبدالرحمن ابنة الشاطئ في تعليقها على الطبعة التي نشرتها دار الكتب القومية في مصر في مجلدين، مع العلم بأن الكتاب قد قام بنشره وطباعته بطبعة ثانية، دار الغرب الإسلامي في بيروت، ونقله عن الروسية صلاح الدين عثمان هاشم، وذلك سنة (1961م).

 

ومع هذا فالكتاب عمل عظيم وجليل في خدمة وبيان مكانة هذا العلم كصورة مشرقة من صور الحضارة الإسلامية يقدر صاحبه كراتشوفسكي، ومترجمه على هذا العلم الجليل.

 

تلك كانت جوانب من صورة الأدب الجغرافي الإسلامي في دوائر الاستشراق الغربي، وما هذه السطور إلا لمسات وعرض أولي عن هذا العلم النفيس، والبحث فيه يحتاج إلى عشرات الصفحات بل المئات، للتعريف بهذا العلم واهتمام المستشرقين به.

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الجغرافيا وإشكالية التخلف
  • تطور الفكر الجغرافي عند العرب والمسلمين (عرض)
  • من إنجازات المسلمين في علم الجغرافية
  • من مشاهير علماء المسلمين في الجغرافية
  • في محاولة تأصيل مفهوم الجغرافيا
  • من أجل تصور جديد لديداكتيك الجغرافيا
  • الاستشراق ووسائل صناعة الكراهية
  • الاستشراق الألماني

مختارات من الشبكة

  • كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة وأجمل هيئة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الصورة الشعرية بين الثابت والمتحول في القصيدة العربية (صورة الليل والفرس نموذجا)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • قراءة في كتاب "الإشهار والصورة، صورة الإشهار" لدافيد فيكتوروف(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • هل الرياء يعد صورة من صور النفاق(مادة مرئية - موقع موقع الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد)
  • حديث: من صور صورة في الدنيا...(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • صورة من صور الإيمان الحق في قبسات من كتاب الله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حضور الجن في صورة الإنس والحيوانات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حياتنا ووسائل التواصل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من صور الشرك (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بلاغة السرد .. أو الصورة البلاغية الموسعة(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب