• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / قضايا التنصير في العالم الإسلامي
علامة باركود

عرض كتاب: الجذور التاريخية لإرساليات التنصير الأجنبية في مصر (1756 : 1986)

عرض كتاب: الجذور التاريخية لإرساليات التنصير الأجنبية في مصر (1756 : 1986)
محمود ثروت أبو الفضل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/11/2013 ميلادي - 24/1/1435 هجري

الزيارات: 24512

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عرض كتاب

الجذور التاريخية لإرساليات التنصير الأجنبية في مصر (1756 - 1986)

دراسة وثائقية


• اسم الكتاب: الجذور التاريخية لإرساليات التنصير الأجنبية في مصر (1756 - 1986).

• المؤلف: د. خالد محمد نعيم

• سنة النشر: 1988م.

• دار النشر: المختار الإسلامي للنشر والتوزيع.

• الطبعة: الأولى.

• صفحات الكتاب: 364.

 

بسقوط "لويس التاسع" أسيرًا في دار "ابن لُقمان" بالمنصورة، انتهت رمزيًّا الحروبُ الصليبية على دول الشرق الإسلامي؛ حيث تيقَّن العالم الغربي وقتَها صعوبةَ الغزو الخارجي لديار المسلمين وفشلَه؛ وذلك لتنامي حركة الجهاد الدِّيني، وتوهج شعلتِها ضد أي محتل صليبي يرغب في البقاء في بلاد المسلمين أمدًا طويلاً، حينها فكَّر العالَم الغربي في وسيلة أكثرَ فعالية لا تكلِّفُه هذه الخسائرَ المتتالية في الأرواح والأموال؛ عن طريق زرع عملاء من داخل البلد ذاته، تشرَّبوا الرُّوح الغربية حتى الثُّمالة، وصارت عقلياتهم تبعًا لعقلية البلد الأجنبي الذي تلقوا فيه ثقافتهم وتعليمهم، وتطبعوا بطباع أهله، هذا إلى جانب العمل على إفساد عقائدِ المسلمين في تلك البلاد عن طريق البعثات التنصيرية التي تعملُ تحت ستار العمل الدبلوماسي، وتحت مظلة النظام المؤسَّسي الخدمي العالمي من خلال منظمات الإغاثة ووكالات الخدمات الإنسانية؛ حيث استغلَّت تلك المنظمات حاجةَ الناس في تلك البلاد وفَقْرَهم، ودخلوا من هذا الباب ليقدِّموا خدمات طبية وتعليمية تطوعية بدون مقابل تقريبًا، ومنها استطاعوا صناعة دور معادل لدور الحكومات العربية، مما مكَّنهم من بثِّ عقائدهم الفاسدة، وأفكارهم المتفسخة في عقول كثيرٍ من عوام المسلمين ومتعلِّميهم، يقول الدكتور "خالد محمد نعيم" في كتابه القيم: "الجذور التاريخية لإرساليات التنصير الأجنبية في مصر": "لقد كان هجومُ الإرساليات التنصيرية الغربية التي نظَّمَتها القوى المسيحية الأوروبية، وغيرها، في بداية القرن التاسع عشر، امتدادًا لحلقات الحروب الصليبية، وحتى اليوم.. ولكن بطرق سِلمية"؛ صـ22.

 

ولم يكن الهدفُ الأول من هذه البعثات التنصيرية في بلاد المسلمين إخراجَ المسلمين من الإسلام إلى النصرانية كما يخيَّل للبعض، بل كان الهدفُ أعمقَ من ذلك وأكثرَ مكرًا ودهاءً، كان المخطط الصليبي التنصيري في بلاد الإسلام ما أعلن عنه المنصر الأمريكي "صموئيل زويمر" في "مؤتمر القدس للمبشرين" عام 1935 حيث قال: "إن مهمة (التبشير) التي ندبتكم دولُ المسيحية للقيام بها في البلاد المحمدية - ليست هي إدخالَ المسلمين في المسيحية؛ فإن في هذا هدايةً لهم وتكريمًا، إن مهمتكم أنْ تُخرجوا المسلمَ من الإسلام، ليصبح مخلوقًا لا صلة له بالله، وبالتالي لا صلة تربطه بالأخلاق التي تعتمدُ عليها الأممُ في حياتها؛ وبذلك تكونون بعملكم هذا طليعة (الفتح) الاستعماري في الممالك الإسلامية، لقد هيأتم جميعَ العقول في الممالك الإسلامية لقَبول السيرِ في الطريق الذي سعيتم له، ألا وهو إخراجُ المسلم من الإسلام، إنكم أعددتهم نشئًا في ديار المسلمين، لا يعرف الصلة بالله، ولا يريد أن يعرفها، وأخرجتم المسلمَ من الإسلام، ولم تُدخِلوه إلى المسيحية، وبالتالي جاء النشء الإسلاميُّ طبقًا لما أراده الاستعمارُ، لا يهتم بالعظائم، ويحبُّ الراحة والكسل، ولا يصرف همَّه في دنياه إلا في الشهوات، فإذا تعلَّم فللشهوات، وإذا جمَعَ المالَ فللشهوات، وإذا تبوَّأ أسمى المراكز، ففي سبيل الشهوات، إنه يجودُ بكل شيءٍ للوصول إلى الشهوات"؛ صـ106، 107.

 

يناقش د. "خالد محمد نعيم" في دراسته الهامة "الجذور التاريخية لإرساليات التنصير الأجنبية في مصر" قضيةَ التنصير في مصر منذ بدايات القرن التاسع عشر؛ حيث يَلفت النظر إلى الصلة العضوية بين هيئات المنصِّرين وحكومات دول الغرب ممثَّلة في مبعوثيها الدبلوماسيين، والذين قدَّموا لهم كلَّ المساعدات الممكنةِ وسَط تواطؤٍ من الحكام المتعاقبين على إدارة البلاد في تلك الفترة، مما يعد إسقاطًا للمفاهيم العَلْمانية التي كانت تبشِّرُ بها تلك الدولُ نفسُها في ذلك الوقت في مستعمراتها المباشرة، والدول الإسلامية الواقعة تحت نفوذها.

 

ورغم أن الكتاب قديم بعض الشيء، ويتناول فترة "محددة" من تاريخ التنصير الأجنبي في مصر (1756 - 1986)، فإن الدراسةَ تُعَدُّ مهمة للغاية في رصد بدايات حركات التنصير في مصر، وتَغَلْغُلِها وتمكُّنِها في مصر من خلال المؤسسات الدبلوماسية، والهيئات الأجنبية، واعتمادها على قطاعات تعليمية وخدمية تحظى في الوقت الحالي بترحيب كبير وقَبول شعبي؛ مثل: "الجامعة الأمريكية" في مصر، ومدارس الخدمات النصرانية.... والتي كانت غاية إنشائها تمكين النفوذ الأجنبي في مصر، وكانت ستارًا تعمل من تحته تلك المؤسساتُ التنصيرية في مصر والبلاد العربية.. وما زالت للأسف الشديد!

 

وأيضًا عرض الكاتب في دراسته عرضًا محايدًا لموقف الكنيسة القبطية في مصر بمؤسساتها من قضية التنصير الأجنبي؛ حيث ظل الاتجاهُ المحافظ مسيطرًا على قيادات الكنيسة القبطية في مصر فترة طويلة من الوقت قبل أن تقرِّرَ القيادات الكنسية الانضمامَ للحركة "المسكونية" التنصيرية الموحدة لخدمة قضية التنصير في مصر، حيث صارت الكنيسة الأم في مصر هي البديلَ الأول لمؤسسات التنصير العالمية لإحياء مشروع "تنصير مصر" الذي عمِلت عليه المؤسسات التنصيرية بجدٍّ ومثابرة منذ بدايات القرن التاسع عشر وحتى وقتنا الحالي.

 

والمؤلف هو د. "خالد محمد نعيم"، مدرس التاريخ الحديث المعاصر بكلية الآداب بجامعة المنيا، وقدَّم للكتاب د. "محمد يحيى".

 

وصف الكتاب:

وضع الكاتب دراستَه في أربعة عشر فصلاً منوَّعًا، قام خلالها بتسليط الضوءِ على الجذور التاريخية لقضية التنصير في مصر وإفريقيا، ونشاطها في مصر الحديثة والمعاصرة، يقول الكاتب في مقدمته: "إن هذه الدراسة، هي تأريخ لفلول الحملات الصليبية، التي وفَدت إلى المشرق الإسلامي، وجاءت إلى مصر الإسلامية، في محاولة فاشلة، لتحويل المشرقِ الإسلامي ومصرَ الإسلامية، إلى المسيحية الغربية، وهي - أيضًا - تحمل بين سطورها صرخةً مدوية لكلِّ دول الإسلام في المشرق والمغرب، تقول وكلُّها أمل في الله - عز وجل -: ﴿ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ﴾ [الأنبياء: 92]، ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103]؛ فإن ما حدث ويحدُثُ من جانب القوى المسيحية الغربية، لَشديدُ المرارة في حلوقنا؛ لِما ارتكبته من جرائمَ ضد الإسلام والمسلمين... فماذا يحدث غدًا من جانب هذه القوى الخطيرة ضد الإسلام والمسلمين، في بلادنا الإسلامية؟!"؛ صـ25.

 

وجاءت عناوين فصول الكتاب على النحو التالي:

الفصل الأول: بداية وفود الإرساليات الأجنبية في مصر.

الفصل الثاني: النشاط التنصيري للإرسالية الأمريكية في مصر.

الفصل الثالث: مدارس الأقاليم التنصيرية.

الفصل الرابع: المشكلات التي ترتَّبَتْ على مزاولة الإرساليات نشاطَها التنصيريَّ في مصر قبل الاحتلال.

الفصل الخامس: الإرساليات التنصيرية تعمل بحرية في حماية الاحتلال (1882 - 1899).

الفصل السادس: موقف العلماء والمثقفين من النشاط التنصيري في عهد الاحتلال.

الفصل السابع: الحركة المسكونية وتطور فاعلية النشاط التنصيري.

الفصل الثامن: نتائج "وحدة الحركة التنصيرية العالمية" على مصر (1914 - 1928).

الفصل التاسع: تصاعد حوادث تنصير الصبية والبنات في مصر (1928 - 1932).

الفصل العاشر: موقف الصحافة والتنظيمات السياسية من حوادث التنصير عام 1933.

الفصل الحادي عشر: حركة الجهاد الشعبية الإسلامية (1933 - 1934).

الفصل الثاني عشر: الحكومات المصرية المتعاقبة، وموقفها من الإرساليات الأجنبية (1934 - 1944).

الفصل الثالث عشر: استمرار النشاط التنصيري في مصر من خلال الكنيسة الوطنية (1945 - 1975).

الفصل الرابع عشر: موقف الحكومة المصرية من النشاطات التنصيرية الأجنبية (1976 - 1986).

 

وقد زود الكاتب دراسته بالعديد من الشهادات المهمة، والحواشي والمتابعات التاريخية التي حرَص بها على توثيقِ ما جاء بكتابه من معلومات خطيرة، وجلبها من مصادرها، وقام بإلحاق هوامش كل فصل في نهايته؛ وذلك من باب الأمانة النقدية، ولرجوع القارئ إلى تلك المصادر للاستزادة مما جاء تحت عنوان كل فصل من فصول دراسته.

 

عرض أهم ما جاء بفصول الكتاب:

بداية وفود الإرساليات الأجنبية إلى مصر:

يرى الكاتب أن النشاط التنصيري الأجنبي في مصر تجلى بوضوح عند أواسط القرن التاسع عشر، وبصفة خاصة في عهد الخديوي "محمد سعيد" (1854 - 1863)، وإن كان بدايات الإرساليات في مصر جاءت على إثر تولية "محمد علي" باشا حُكمَ مصر عام 1805؛ حيث كان محمد علي متساهلاً للغاية بالنسبة لسياسة التسامح الديني، وترَك للنصارى حرية إنشاء كنائس دون الحصول على تصريحٍ من الحكومة، وترتبط عامةً بدايةُ الامتيازات الأجنبية في دول الشرق الإسلامي بضعف وتهاوي الخلافة العثمانية.

 

ولعل أول اتصال بين هذه الإرساليات الأجنبية التنصيرية ومصر تم في عام 1633م عندما جاء أول منصر (لوثري) مصر، وهو "بيتر هيلنج"، في محاولةٍ من جانب الكنائس الألمانية لدراسة أوضاع مصر الدينية، والنظر في مستقبل "التبشير" بين المسلمين، ومكث هيلنج في مصر حتى عام 1634م.

 

وفي عام 1752م بعثت "الكنيسة المورافية" في ألمانيا بأول منصر حقيقي لها؛ "فريدريك وليم هوكر"، والذي أسس أول إرسالية ألمانية في القاهرة، وكان من أهم أهداف هذه الإرسالية دراسة اللغة العربية؛ لبدء ممارسة النشاط التنصيري بين المسلمين، وفتحت في هذه الإرسالية خدمة طبية لأبناء المسلمين، حيث ارتبط النشاط التنصيريُّ بخدمة التطبيب والخدمات الخيرية؛ كوسيلة لاستقطاب عوام المسلمين وكَسْبِ رضاهم.

 

وبدأ "هوكر" صحبة منصرين آخرين في ألمانيا في عرض "النصرانية" على المترددين على داره التي جعلها مركزًا طبيًّا تنصيريًّا، وبدأت الإرسالية الألمانية نشاطاتها بشكل موسع في القاهرة والبهنسا (بني سويف).

 

ومن أوائل المنصِّرين الألمان الرحالة "جون أنتيس"، و"جورج هنري وينجر".. ولكن سرعان ما انحسر النشاط التنصيريُّ الألماني لصالح "الكنيسة المشيخية الأمريكية"، والتي قررت بَدْءَ العمل التنصيريِّ في مصر بدايةً من عام 1853م.

 

أما بدء النشاط التنصيري الإنجليزي في مصر، فبدأ منذ عام 1819م بوصول المنصر "جون جويت" موفَدًا من جانب (جمعية إرساليات الكنيسة الإنجليزية).

 

وهذا المنصر الإنجليزي كان له دور بارز فيما بعدُ في إرساء أُولى قواعد العمل التنصيري في مصر؛ من خلال إنشائه مجلة "الشرق والغرب" - لسان حال كافة الإرساليات التنصيرية في مصر والشرق الإسلامي - إلى جانب إنشائه مستشفى "هرمل" في مصر القديمة، والذي منذ إنشائه كان مركزًا تنصيريًّا خطيرًا.

 

وقد مكنت الامتيازاتُ الأجنبية الإرسالياتِ الإنجليزيةَ من ممارسة نشاطها التنصيري بشكل واسع، ويتميز نشاط المنصِّرين الإنجليز بالتوسع الكمِّي؛ لاعتمادهم على سياسة فتح المدارس والتدريس لأبناء المسلمين، حيث وجدوا هذه الوسيلة من أفضل الوسائل الإيجابية في ممارسة العمل التنصيري، ووسيلة للتستُّر خلف غرض التعليم، لكن ما لبث أن انحسر النشاط التنصيري الإنجليزي أمام المد التنصيري الفرنسي؛ حيث أغلقتِ الإرساليةُ الإنجليزية أبوابها رسميًّا في عام 1862م، غير أنها ما لبثت أن عادَتْ مرة ثانية مع الاحتلالِ البريطاني لمصر عام 1882م؛ لتعمل بحرية تامة، ودون أية قيود.

 

أما الإرساليات الفرنسية، فارتبطت في بادئ الأمر بالعمل الاستشراقي، وتعلم اللغة العربية، والاطلاع على الثقافة الإسلامية؛ لمحاولة وَأْدِها في مهدها، وكان من أشد المدافعين عن سياسة التنصير المنصِّر "روجر بيكون"، والذي كان يرى أن "التنصير هو الطريقة الوحيدة التي يمكن بها توسيع رقعة العالم المسيحي"، وبدأت فرنسا عملها التنصيري في مصر عندما أنشأت أول كرسي للغة العربية في "الكوليج دي فرانس" عام 1539م، وأرسلت الدكتور "جيوم بوستل" إلى مصر ودول المشرق الإسلامي؛ لدراسة الإسلام وبلاد المسلمين، وتابعت فرنسا اهتمامها بمصر والشرق حتى عام 1798م عام مجيء الحملة الفرنسية إلى مصر؛ حيث كان بصحبتها عدد من المستشرقين والمنصرين، الذين حاولوا فرض سيادتهم على الكنيسة القبطية ذاتها، حيث كان الرهبان الفرنسيسكان يمارسون نشاطًا تنصيريًّا خطيرًا عن طريق المدارس والمستشفيات في أغلب مدن الوجه البحري والصعيد، وفي عهد محمد علي باشا (1805 - 1848) سمح للأب الفرنسي "أتين" بإنشاء بعض المدارس لتعليم أبناء مصر الثقافات الغربية، حيث وجدها "أتين" فرصة ذهبية، وتوسَّع في إنشاء المدارس (الكاثوليكية) الفرنسية كمدخل للعمل التنصيري في مصر.

 

وتوسعت الإرساليات التنصيرية الفرنسية في عهد الأسرة العلوية في إنشاء مدارس الرهبان والآباء الفرنسيسكان في جنوب مصر وشمالها؛ حيث أنشأت الإرسالية الفرنسية في عهد "عباس الأول" مدرسة "الفرير" بالقاهرة عام 1854، والتي تُعَدُّ من أخطر المدارس الكاثوليكية الفرنسية التي وقعت بها حوادثُ تنصيرٍ لعدد من أبناء المسلمين، وكانت حكومة فرنسا تتابع تلك الجهود باهتمام، وتساندُها معنويًّا وماديًّا طوال تلك الفترة.

 

وفي عهد "محمد سعيد" (1854 - 1863) انتهج سياسة متساهلة للغاية مع الأجانب؛ مما كان له أبلغ الأثر في ازدياد حجم النشاط التنصيري في طول البلاد وعرضها، حتى وصف أحد المنصرين الخديوي "محمد سعيد" بأنه: "القديس الحامي للإرساليات، وبصفة خاصة الإرسالية الأمريكية"؛ صـ45، ووصفه آخر قائلاً: "إنه بغض النظر عن المباني الحكومية التي تنازل عنها سعيد للإرساليات التنصيرية، فإن المبالغ التي وهَبها لمدارس الفرير بالقاهرة ومدارس الإيطاليين الرهبان بالإسكندرية تفوق ما تم صرفُه على ميزانية التعليم الحكومي العمومي خلال فترة حكمه الطويلة"؛ صـ46.

 

أما الإرساليات الأمريكية في مصر، فقد بدأ الاهتمام بها في الربع الأول من القرن التاسع عشر، عندما استقر رأي "اللجنة الأمريكية للإرساليات الأجنبية للكنيسة المذهبية الموحدة" على إقامة مركز (تبشيري) في الإمبراطورية العثمانية، وأرسلت هذه اللجنة أولى منصِّريها عام 1819م؛ حيث اتخذوا من جزيرة مالطة مقرًّا رئيسًا لهم، واستمرت اللجنة الأمريكية في إقامة مراكزها (التبشيرية) في بلاد الشام وتركيا؛ حيث تمركزت في قلب دولةِ الخلافة الإسلامية؛ لضرب الإسلام ذاته، ومنها انطلقت إلى مصرَ؛ لاستكمال نشاطها المعتمدِ على إنشاء المدارس والمعاهد البروتستانتية والكاثوليكية، وتأليف الجمعيات.

 

ولعل أول بعثة تنصيرية أمريكية للقاهرة كانت في 15 نوفمبر عام 1854م، ولقيت الإرسالية الأمريكية معاونة من جانب الخديوي "سعيد"، والذي عوَّضهم عن أرضهم التي اشتَرَوها بمبنًى كبير في أول شارع الموسكي - الشارع الرئيسي للقاهرة وقتذاك - لإنشاء مقر دائم لإرساليتهم، ثم عوَّضهم عن ذلك المبنى مرة أخرى حينما أخذته الحكومة المصرية عام 1873 بقطعة أرض بجانب فندق "شبرد"، وسرعان ما أقاموا مبنًى جديدًا لهم في الأزبكية كان مركزًا للعمل التنصيري الأمريكي في مصر، واعتمدت الإرسالياتُ الأمريكية على نفوذ القناصل الأمريكيين لتسيير أمورهم، والذين كانوا يساعدون الإرسالياتِ الأمريكيةَ بالمال والدعم والحماية.

 

ولعل أهمَّ ما اعتمدت عليه الإرساليات الأمريكية في نشاطاتها هي العيادات الطِّبية في القرى والنجوع، التي تمارس التنصير بجانب خدمة التطبيب، وتصف المنصِّرةُ الأمريكية "آنا واطسون" هذه الطريقة بقولها: "إن 30% من الذين يعالجون في مستشفى الإرسالية الأمريكية بمدينة طنطا من الفلاحين المسلمين، وأكثرهم من النساء، أما طريقة (التبشير) في هذا المستشفى، فهي أن يُذكَر الإنجيلُ للمرضى بأسلوب بسيط لا يدعو إلى التطرُّفِ في المناقشة"؛ صـ77.

 

أما عن إنشاء الكنائس، فقد توسَّعت الإرساليةُ الأمريكية في مصر في إنشاء الكنائس على مدى تاريخها، وبلغت الكنائس التي أنشأتها في القاهرة وحدها 12 كنيسة، منها: (كنيسة حارة السقايين تأسست عام 1885 - كنيسة القللي 1910 - كنيسة الفجالة 1889 - كنيسة شبرا 1920 - كنيسة مصر الجديدة 1918 - كنيسة العباسية 1929 - كنيسة حلوان 1863 - كنيسة الزيتون)!

 

ومن أهم مراكز التنصير التي أنشأتها الإرسالية الأمريكية: مدرسة الأزبكية، كلية رمسيس للبنات، الجامعة الأمريكية بالقاهرة، والتي عوَّل عليها أحدُ مؤسسيها أن تكونَ أهمَّ مؤسسة تنصيرية شابة في مصر والشرق.

 

ولعل أقلَّ إرساليات التنصير تأثيرًا كانت الإرسالية الهولندية، التي كان من أهمِّ أعمالها في "قليوب" إنشاءُ ملجأ للأيتام، كانت تعمل من خلاله على تنصير اليتامى وتعليمِهم الإنجيل، وبدأت نشاطاتها عام 1871م، وكان عددُ أفرادها ستة أفراد، غير أنها سرعان ما أنهت نشاطاتها عام 1954م.

 

مدارس الأقاليم التنصيرية:

اعتمد نشاطُ الإرسالية الأمريكية على إنشاء المدارس التنصيرية في محاولة للتغلغل بين أوساط المسلمين والتأثير عليهم، وقد وصف أحدُ هؤلاء المنصِّرين - وهو "تكلي" - فاعليةَ هذه الطريقة بقوله: "يجب أن نشجعَ إنشاء المدارس على النمط الغربي العَلْماني؛ لأن كثيرًا من المسلمين قد زُعزع اعتقادُهم بالإسلام والقرآن، حينما درسوا الكتب المدرسية الغربية، وتعلموا اللغات الأجنبية"؛ صـ108، وقال المنصر "هاملتون جب": "لقد استطاع نشاطُنا الثقافي والتعليمي عن طريق المدارس والصحافة أن يتركَ في المسلمين - ولو من غير وعي منهم - أثرًا يجعلُهم في مظهرهم العامِّ لادينيِّين إلى حدٍّ بعيد، ولا ريب أن ذلك خاصة هو اللبُّ المثمر لكل ما صنعت محاولات الغرب لحمل العالم الإسلامي على قبول حضارته"؛ صـ109.

 

والخلاصة أن برامج مدارس الإرسالية الأمريكية كانت مختلفة، ولها وضعها الخاص، وطابعها التنصيري، ويتم فيها تطعيمُ الإنجيل ضمن مناهج الدراسة، والتشكيك في التاريخ الإسلامي، والتقليل من شأن الحضارة الإسلامية؛ مما ساهم في تغييرِ عقلية كافة منتسبيها بشكل بدا واضحًا لكل ذي عين مع نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، ولعل قول "تكلي" هو أبلغُ دليلٍ على نشاط تلك المدارس، حيث يقول: "هذه المدارس أفسدت على المصريين دينَهم، وقطعت حبالَهم بربِّهم، وجرَّأتهم على اقتراف المعصية، وحبَّبتهم في الفسق، وبغَّضتهم في المساجد، فما اغتسلوا لله مرة، ولا أحنوا صلابهم بركعة، ولا فرشوا جباههم في سجدة، ولا صاموا لله يومًا، ولا طافوا له بيتًا، حياتُهم للشيطان، وأموالُهم في شباكه، وجهودُهم في سبيله"؛ صـ107، 108.

 

المشكلات التي ترتبت على مزاولة الإرساليات نشاطَها التنصيري قبل الاحتلال البريطاني:

عرض الكاتب لثلاثِ مشكلات نتجت من خلال عمل الإرسالية الأمريكية في مصر، كان لها دويُّها الشعبي الكبير، وتأجج ثورة الرأي العام الإسلامي في مصر، ووضح فيها قوة النفوذ الذي تتمتع به تلك الإرساليات الأمريكية؛ حيث تدخلت القنصليةُ الأمريكية لاستكمال هذه الإرساليات نشاطَها في مصر دون اهتمام بعواقب تلك المشكلات، ولعل أهمَّ ما عمِلت عليه الإرسالية الأمريكية في مصر هو استقطابُ أقباطٍ مصريين؛ ليكونوا ستارًا للعمل التنصيري دون تدخُّل مباشر من الأجانب، وكان مِن بين بعض ملاحظات المنصِّرين ونصائحهم: "يجب إقناع المسلمين في مصر بأن الأقباط ليسوا أعداءً لهم، ويجب أن يكون (تبشير) المسلمين بواسطة (رسول) من أنفسهم، أو من بين صفوفهم؛ لأن الشجرةَ يجبُ أن يقطعها أحدُ أعضائها"؛ صـ119.

 

وكان من بين العائلات القبطية المصرية التي جذبتها نشاطاتُ المنصِّرين الأمريكيين وأغرَتْهم بالمال والنفوذ للعمل معهم عائلات: خياط، وويصا واصف (أسيوط)، بشارة فام (بقوص)، مكرم جرجس (قنا)، ميخائيل فلتس (صنبو)، داود تكلا (بهجورة)، بسطو روس (سوهاج)، وغيرها في الوجه البحري.

 

وبلغ عدد الأقباط المصريين الذين تحولوا إلى البروتستانتية وخدموا الإرساليةَ الأمريكية في نشاطها حوالي (985) قبطيًّا في عام 1879 فقط.

 

وكان من أكبر المشكلات التي ترتبت على توسع النشاط التنصيري للإرسالية الأمريكية في مصر:

1- مسألة فارس حكيم منصوري (1861).

2- مشكلة المنصر الأمريكي "بشتلي" (1867).

3- حادثة قوص (سبتمبر 1867).

 

وتتلخص هذه المسائل في وجود مقاومة شعبية لنشاط كثيرٍ من المنصِّرين الأمريكيين للعمل داخل قراهم وبَلداتهم، ولعل مشكلة المنصِّر الأمريكي "بشتلي" في "أخميم" كان لها أبلغُ الأثر عندما ثار عليه الأهالي وقاموا بطرده، فتدخل "تشارلز هيل" قنصلُ عام الولايات المتحدة الأمريكية بذاته في القضية لدى الحكومةِ المصرية، وطالب بإعادة "بشتلي" إلى أخميم ومعاقبة أئمَّةِ المساجد الذين رفعوا ضده عريضة بطرده، وهذا ما حدث فعلاً بتواطؤٍ من الحكومة المصرية والسلطات المركزية.. وكانت نهاية مشكلة "بشتلي" بهذا الحل لطمةً قويةً للمسلمين في مصر؛ حيث ثبَتَ للجميع أن المنصِّرين الأجانب لهم نفوذٌ قويٌّ على سلطان الحكومة المصرية منذ ذلك الوقت.

 

الإرساليات التنصيرية تعمل بحرية في حماية الاحتلال البريطاني (1882 - 1899):

عندما اشتعلت الثورةُ العُرابية ضد الإنجليز عام 1881، غادر المنصِّرون على اختلاف مذاهبهم مصر بصورة مؤقتة؛ خوفًا من انقلاب الأوضاع، لكن مع انتصار الجيش البريطاني على "عرابي" عام 1882، عادت لتعملَ بشكل موسَّع، متجاوزةً كلَّ الحدود، حتى بلغ عددُ المتحوِّلين من الأقباط المصريين إلى المذهب البروتستانتي وخدمة التنصير حوالي 12 ألف قبطي حتى قبيل الحرب العالمية الأولى.

 

وعمل الاحتلال البريطاني على تمكين الأقباطِ من أغلب الوظائف الحكومية أو كلها - تقريبًا - "حيث غدت أروقة دولاب الوظيفة الحكومية في مصر حقلاً خصبًا لنشاط الإرسالية الإنجليزية"؛ صـ139.

 

وفي مؤتمر برلين الذي بدأ أعمالَه في نوفمبر 1884 لتنظيم تقسيم قارة إفريقيا بين الدول المسيحية الغربية، لَفَتَ العاهلُ الألماني "بسمارك" النظرَ إلى مسؤولية هذه الدول عن تشجيع الإرساليات التنصيرية وغيرها من المنظمات والجمعيات المسيحية، وكان نتيجة هذا المؤتمر أن تأسست (جمعية تبشير شمال إفريقية) في عام 1887، وكان شعارُ هذا الاتحاد المسيحي "ضرورة تنصير العالم كله في هذا الجيل"، ونجحت هذه الجمعيةُ في تأسيس معهدٍ تنصيريٍّ كبير في مصر عام 1892، والذي نجح في تحويلِ خمسةٍ من المسلمين إلى المسيحية وتنصيرِهم!

 

وقد تسترت البعثاتُ التنصيرية الأمريكية والبريطانية في ذلك الوقت تحت مسميات مختلفةٍ، كان منها على سبيل المثال: ستار أعمال الحفائر الأثرية؛ حيث ثبت - ويا للغرابة! - تورطُ بعثة "جامعة كاليفورنيا" الأثرية في ممارساتٍ تنصيرية في الجيزة وصعيد مصر، إلى جانب أعمال حفائرها الأثرية في المقابر الفرعونية، وذلك منذ أعوام (1899 - 1903).

 

وكذلك كان الحال في بعثات جامعة "هارفارد" و"بوسطن" و"المتروبوليتان" بنيويورك.

 

وفي نفس الوقت بدأت "الجمعية العامة لتبشير مصر" نشاطَها في مصر عام 1899، وأنشأت العديدَ من المعاهدِ الدراسية لها في السويس ودمنهور وطنطا؛ والتي كان نتاجها تنصير العديد من الصبية المسلمين خلال الفترة من 1900 وحتى 1909.

 

واعتمدت البعثاتُ التنصيرية على دعم اللورد "كرومر" لهم، والذي راح يشجِّع المنصِّرين في طول البلاد وعرضها مانحًا إياهم العديدَ من الامتيازات، وتكلَّل ذلك النشاطُ التنصيري بظهور صحافة تنصيريةٍ، منها: صحافة (تبشيرية) صريحة، وبعض الصحف المصرية التي كانت ذاتَ ولاءٍ للإرساليات والاحتلال البريطاني، والتي كان من أهمها: المقطم، والأهرام، والإجبشيان جازيت، والوطن، والمقتطف، والهلال، والمجلة الجديدة، والنزهة، والراوي.. وأغلب تلك الصحفِ اعتمدت في فريقِ تحريرها على النصارى من الشوام.

 

وقد تصدى للنشاط التنصيري في مصر عددٌ من الشخصيات الوطنيةِ، التي دأبَتْ على فضح المخطَّط الإنجليزي لتنصير مصر، وكان على رأسِهم: عبدُالله الإدريسي الشهير بالنديم، وجمال الدين الأفغاني، وتلميذه محمد عبده، والشيخ عبدالوهاب النجار، والشيخ محمد زكي السندي، والشيخ محمد رشيد رضا، والشيخ منصور الشريف، وشخصيات وطنية أخرى من أمثال (مصطفى كامل - محمود خطاب السبكي - حسين برادة - السيد محمد طلعت - السيد أمين الدمياطي.. وغيرهم).

 

الحركة المسكونية وتطوُّر فاعلية النشاط التنصيري:

يشير الكاتبُ في هذا الفصل والفصول التي تلَتْه إلى بداياتِ الحركة "المسكونية" الموحدة للعمل التنصيري داخل بلاد الشرق؛ حيث توحَّدت جميع الهيئات والمنظمات والكنائس المسيحية الغربية التي تقومُ بالنشاط التنصيري في كافة أنحاء العالم؛ لتنظيمِ عملِ الإرساليات التنصيرية في البلاد العربية، وعقد أول مؤتمر مسكوني دولي حقيقي لإرساليات التنصير في 18 يونيه 1910، وإن كان سبَقه مؤتمران تنصيريانِ مهمَّان للغاية، هما: مؤتمر نيويورك في مايو 1900، ومؤتمر القاهرة التنصيري عام 1906، ولعل من الغريب أن المؤتمَر الأخير عُقد في دار الزعيم المصري "أحمد عرابي" وسط دعم كامل من جانب السلطات البريطانية في مصر.. حيث كانت مصرُ هي الميدانَ العمليَّ لاختبار مدى نجاح الحركة المسكونية العالمية، وكانت النتائج مشجعةً على المضي من أجل "تنصير العالم الإسلامي".

 

وهذه الحركة المسكونية تميَّزت بالعمل على جهاتٍ عديدة سياسية واجتماعية ومؤسساتية؛ حيث تم التنسيقُ خلالها مع الكنيسة القبطية في مصر لتولي مهمة العمل التنصيري بشكل أكثر أمانًا وحكمة، حيث تسلَّم التيارُ المتحرر الرايةَ من التيار الكنسي المحافظ؛ ليبدأ في العمل في وَأْدِ محاولات العودة للإسلام داخل الدولة المصرية، وإثارة النعرات المذهبية؛ لبدء الحصول على موطئِ قدمٍ داخل مصر بشكل نراه الآن واضحًا جليًّا في مشاكل الأقليات العرقية والمذهبية داخل مصر.

 

ولعل خيرَ ما نختم به هو قولُ المنصر الأمريكي الخطير "زويمر" في المؤتمر المسكوني الأول للإرساليات التنصيرية العالمية عام 1910م؛ حيث لخص تجرِبتَه في العمل التنصيري داخل مصر، والمنهجية الجديدة التي يدعو إليها لبداية مستقبل تنصيري جديد داخل مصر بقوله: "لقد جربتُ الدعوةَ إلى النصرانية في أنحاء الكرة من الوطن الإسلامي، وإن تجارِبي تخوِّلني أن أعلنَ بينكم على رؤوس الأشهاد أن الطريقةَ التي سِرنا عليها إلى الآن لا توصِّلنا إلى الغاية التي ننشدها؛ فقد صرفنا من الوقت شيئًا كثيرًا، وأنفقنا من الذهب قناطير مقنطرة، وألَّفنا ما استطعنا أن نؤلِّفَ، وخطَبنا ما شاء اللهُ أن نخطب، ومع ذلك فإننا لم ننقُل من الإسلام إلى النصرانية إلا عاشقًا بنى دينَه الجديدَ على أساس الهوى، أو نصابًا سافلاً لم يكن داخلاً في دينِه من قبل حتى نعدَّه قد خرج عنه، ولا محل لديننا في قلبِه حتى نقول: إنه دخل فيه، ومع ذلك فالذين تنصَّروا لو بِيعوا في المزاد لا يساوون ثمن أحذيتهم.

 

فالذي نحاولُه من نقل المسلمين إلى النصرانية هو اللعبُ أشبه منه بالجد، فلتكن عندنا الشجاعةُ الكافية لإعلان أن هذه المحاولةَ قد فشِلت وأفلست، وعندئذٍ يجبُ علينا قبل أن نبني النصرانيةَ في قلوبِ المسلمين أن نهزمَ الإسلام في نفوسهم، حتى إذا أصبحوا غيرَ مسلمين، سهُل علينا أو على من يأتى بعدنا أن يبنوا النصرانية في نفوسهم، أو في نفوس من يتربَّون على أيديهم.

 

إن عملية الهدم أسهل من عملية البناء في كل شيء إلا في موضوعنا؛ لأن هدمَ الإسلامِ في نفس المسلم معناه هدمُ الدِّين على العموم، وهي خطة مخالفةٌ لما ندعو إليه؛ لأنها خطةُ إلحاد وإنكار للأديان جميعًا، ولكن لا سبيل إلى تخليص المسلمين من الإسلام غيرُ هذا السبيل"؛ صـ185.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • عرض كتاب: دفاع عن معاوية للدكتور زيد عبدالعزيز الفياض
  • عرض كتاب: الجمل ( التاريخ الطبيعي والثقافي )
  • عرض كتاب: الغراب ( التاريخ الطبيعي والثقافي )
  • التنصير
  • أسرعوا إلى رفع المظلمة عن أطفالنا
  • ثورة نوبل: حوارات مع ستة عشر مؤلفا حائزا على جائزة نوبل للآداب
  • عرض كتاب: العادات العشر للشخصية الناجحة، للدكتور إبراهيم بن حمد القعيد
  • عرض كتاب: الغزو الفكري والتيارات المعادية للإسلام
  • عرض كتاب: نحو ثقافة للريادة في القرن الواحد والعشرين
  • (رجال صدقوا.. رثاء ووفاء) كتاب للشيخ صالح بن حميد
  • الجذور التاريخية للقرآنيين

مختارات من الشبكة

  • كتاب: النظرية الجمالية في العروض عند المعري ـــ دراسة حجاجية في كتاب "الصاهل والشاحج" للناقدة نعيمة الواجيدي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عرض كتاب (التحقيق في كلمات القرآن الكريم) للعلامة المصطفوي (كتاب فريد)(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • تسهيل المسالك بشرح كتاب المناسك: شرح كتاب المناسك من كتاب زاد المستقنع (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • عرض كتاب: كراهية الغرب ( جذروها وسبل تجاوزها )(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الجذور التي تعود إليها كلمات كتاب الطهارة ومقدّمة الصلاة في الروض المربع(كتاب - موقع مواقع المشايخ والعلماء)
  • عرض كتاب: صناعة الكتاب المدرسي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • منهج الزمخشري في عرض الجذور في أساس البلاغة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • روسيا: تغريم محل لبيع الكتب لعرضه كتاب حصن المسلم(مقالة - المسلمون في العالم)
  • عرض كتاب : الكتب الممنوعة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عرض كتاب (معجم شيوخ الطبري الذين روى عنهم في كتبه المسندة المطبوعة) للشيخ أكرم الفالوجي(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب