• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / مقالات
علامة باركود

الليالي الرمضانية

الليالي الرمضانية
حسن قاسم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/8/2013 ميلادي - 27/9/1434 هجري

الزيارات: 6870

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الليالي الرمضانية

 

كان المصريون إذا أهلَّ شهرُ رمضان استقبلوه في المساجد الجامعة السلطانية، حكومة وشعبًا، أفرادًا وجماعاتٍ، استقبالاً دينيًّا باهرًا، تظهر فيه روحُ الإسلام بمظهرٍ يثيرُ في النفس الغِبطة، ويبعثُ على السرور والحمد لبارئِ المسموكات، فيذيع السلطانُ المراسيمَ في آخر جمعة من شعبان بإعداد المساجد لاستقبالِ هذا الشهر الكريم، فيأخذ السَّدنة والقَوَمة على المساجد في تنظيفِها وتجميرِها وفَرْشِها بالبُسطِ والطَّنافس، ونصب المراوح الهوائية فيها إن كان الوقت صيفًا، ثم يزيد السلطانُ في خدم المسجد وموظَّفيه، فإذا أهلَّ أول يوم من رمضان، أخَذَ ركاب السلطان أو الأميرِ يتحرَّك من قصره إلى المسجد الجامع بعد الإفطار مباشرة، مصطحبًا معه نائب السلطنة في مصر، فالوزير، فالأتابك (قائد الجيش)، فالأمراء، فيخرج الشعب لتحيتِهِ على أطوال الطريق، وتحف به كَبْكبةٌ من الجند حملة البيارق والمزارق بالنجائب، ويستقبلُهُ عند الجامع الأعيانُ والشيوخ، فيدخل السلطان المسجد، ويؤدي التحيةَ لله سبحانه، ثم يجلس مستمعًا إلى الدرسِ الدِّيني الذي يُلقيه يومئذ شيخُ الإسلام، أو من يقوم مقامه إلى قبيل صلاة العشاء، فإذا أتم الشيخُ درسه صلَّى السُّلطانُ العشاءَ والقيام، ثم يعود إلى قصره، فإذا كانت الليلة التالية انتقل إلى مسجد آخر، وهكذا حتى آخر ليلة من رمضان، فكانت هذه الليالي - وسماها المِصريون (بالليالي الرمضانية)، بما فيها من مباهجَ دينية وظواهرَ طيبة - من أسعدِ ليالي العام كله على المصريين من مختلف الطَّبقاتِ.

 

هذه السنَّةُ الحسَنة استنَّها المسلمون الفاتحون في وقتٍ مبكر من عهد الفتح الإسلامي لمصر، وكان المسجد العتيق هو قِبلةَ المصريين ومطافَهم من هذه الأيام الزاهرة الزاهية، فإذا أهلَّ الشهر الكريم أمَرَ الوالي بإفراد دار الشرطة التي كانت بجانب جامع الفسطاط للضيافة الرمضانية لإفطار الصائمين، فيجتمع الوالي بأضيافه في هذه الدار، وتمد الموائد، ويجلس إليها الجميع سواسية، ثم يدعو الوالي العلماءَ إلى المسجد، وينتدب منهم عالِمًا لإلقاء الدرس بالتناوب في كل ليلة، فيجلسون حِلقًا حِلقًا يستمعون إلى الدَّرس الديني، وحين يتمُّ الشيخُ درسَه يقوم الوالي، ويقوم معه عمَّاله وجلساؤه وطبقات الناس المختلفة مكبِّرين مهللين، ثم يأخذ كل منهم في الاستعداد للصلاة والانصراف بعدها.

 

مضت هذه السنَّة الحسنة، وهي كلما أقبل رمضان وأدبر آخر تزداد بهجة واكتمالاً، حتى ظهرت الدولة الطولونية، فكان السلطان أحمد بن طولون شديدَ العناية بهذه الليالي، فإذا أفطر خرج من مدينته الطولونية إلى المسجد الجامع بالفسطاط، فيستمع فيه إلى الدرس الديني من القاضي بكار بن قتيبة، أو من الربيع بن سليمان، أو من غيرهما من جماعة كبار العلماء، فإذا أتم الشيخُ الدرس، تولى السلطان سقاية الناس السكَّر المذاب بماء الورد بنفسه، ثم يسبغ عليهم نِعَمه، ويدرُّ عليهم خيرًا كثيرًا، وفي الليلة التالية يقصد الجامع الطولوني، فتزين له القطائع والصليبة الطولونية، ويزين الجامع بالثريات والشماعد، ويُهرَع المصريون عن بكرة أبيهم إلى المسجد الجامع؛ ليشهدوا هذا الحفل، وليستمعوا إلى الدروس الدِّينية، أسوة بمَليكِهم، وإذعانًا لطاعتِهِ، واستدرارًا لخيره وبِرِّه، فإذا تم إلقاءُ الدرس، مر السلطان بين هذه الجموع الزاخرة محيِّيًا ناثرًا الذهب على المصطفِّين والطائفين حوله كبارًا وصغارًا.

 

ويمتاز أحمد بن طولون بأنه السلطان الذي كان يخلل هذا الدرس بنوع من الأسئلة العلمية، يقصد بها تشحيذ أذهانِ المستمعين؛ لتتقوى ذاكرتُهم العلمية، ويلمُّوا بأمور دينهم في هذه المناسبة السعيدة؛ بيد أنه كان يجلس بين يدي الشيخين القاضي بكار والربيع كما يجلس الطالب بين يدي أستاذه، ويجلس الناس معه كأنَّ على رؤوسهم الطير.

 

ومضت الدولة الطولونية وأعقبها الدولة الإخشيدية والحال في هذه المظاهر الدينية، والوصفُ في هذه الليالي الرمضانية، أعظمُ مما يوصف، ولم يغيِّر صلاح الدين من هذه الرسوم شيئًا، إلا أنه أعاد الدرس إلى العلماء، يتصدَّرهم شيخُ الإسلام الذي كان يجمع بين مشيخة الأزهر والمعاهد العلمية الأخرى، كما كان الأمرُ في أوله.

 

أما في عهد ملوك مصر الجراكسة سلاطين الدولة الأولى جراكسة الشمال، فقد أخذت الدروسُ الدينية تتسعُ وتتعدد بكثرة ما حدث من المساجد في القاهرة وظواهرها، إلا أنه كان يبدأ بالعَشْر الأولى من رمضان في المساجد السلطانية؛ كمسجد المعز آيبك بالفسطاط، ثم المسجد الظاهري، فالمنصوري، فالناصري بالقلعة، فالمؤيدي، فالأشرفي، فالغوري، وغيرها، فإذا أهلت العَشْر الثانية من رمضان تحوَّل الدرس إلى مساجد الأمراء فمن دونهم.

 

ومنذ سار نظام هذه الليالي على هذا النحو نشأت الأوقاف عليها، فقد تعمَّد الملوك والأمراء أصحاب هذه المؤسسات الدينية، إيقافَ حصص من أوقافهم، اشترطوا أن يُصرَف من ريعها على هذه الدروس، وما تطلبه من نفقات ضمانًا لبقائها، فأوقفوا المرتبات الدارة والبر الكثير لهذه الليالي، وخصوا بها الصائمين والعاكفين في المساجد والمدرسين به في هذا الشهر، والمستحقين من سائر الطبقات، وزاد بعضهم الأكسيةَ لكل مستمع في ختام الليالي الرمضانية، ولكل مدرس وسادن.

 

وهكذا مضت هذه السنَّة حتى تولى على مصر من ملوك جراكسة الجنوب السلطان الملك قانصوه الغوري، هذا السلطان الذي كان معدودًا من نفحة سلاطين هذه الدولة، سعى في بذلك بكل نفيس لديه وفي يديه لإحيائها، حتى جعل من هذه الليالي أسعد الأزمان للناس جميعًا.

 

ومِن النظم التي استنها لهذه الدروس الدينية، أنه أباح للصائمين من المستمعين والحاضرين السؤالَ مقصورًا على ما له علاقة بالصوم من أحكامه الفقهية وغيرها، فيبدأ السلطان بالسؤال "ماذا يفطر الصائم؟"، ثم يعقبه الأمراء بحسب مراتبهم، فيسأل أحدهم "عما إذا بلع الصائم أشرفيًّا - دينارًا - هل يفطر؟ وهكذا تمر الأسئلة على هذا النحو، والشيخ يجيب عن كل منها جوابًا شافيًا كافيًا، وربما كان السلطان الغوري نفسه هو المجيب، فإذا أهلت العَشر الأخيرة من شهر رمضان اتجهت الأسئلة إلى ما يختص بالعيد، وزكاة الفطر، ولُبس الجديد، والصلاة، والزيارة، وما إلى ذلك.

 

ونسوق من هذه الأمثلة بعضها:

سأل بعض الجالسين الشيخ السمديسي، وكانت هذه الليلة نوبته في الدرس في مسجد الأشرف برسا باي: "العيد في اللغة معناه السرور؛ فسرور المسلمين لأجل روَاح رمضان الذي يغفر اللهُ - تعالى - فيه في كل يوم الذنوب، ويستر فيه العيوب، ويغلق فيه أبواب النيران، ويفتح فيه أبواب الجنان؟ القياس فيه ألا يفرح المؤمن الصائم برواح مثل هذا الشهر؛ لما فيه من هذه الميزات".

 

فكان الجواب على هذا السؤال من السلطان نفسه، فأجاب:

"يفرح المسلم الصائم لأجل أنه أدى هذه الفريضة أداءً كاملاً، ووصل فيها إلى درجة الصائم الكامل، فهو يفرح من أجل هذا، وأما لرواح رمضان فهو يتأسَّف ويتحسر لوداع هذا الشهر الكريم، ولأنه لا يضمن أنْ يستدركه رمضان آخر غيره أم لا يستدرك؛ وذلك نيلاً للخير، وتعرضًا لنفحات الله سبحانه، من هنا يبقى الصائم بين فرح وترح؛ يفرح بلقاء ربه الذي قدره وأعانه على تأدية هذه الفريضة تأدية كاملة، ويَتْرَح لتوديع هذا الشهر الذي غشيته فيه الرحمة، وكان فيه موضع نظرِ ربِّ العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حال السلف في رمضان
  • وقفات رمضانية
  • حاجتنا لرمضان
  • ثلاثون فائدة رمضانية
  • نبضات رمضانية

مختارات من الشبكة

  • غصون رمضانية (22) عروس الليالي(مقالة - ملفات خاصة)
  • سيدة الليالي (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تهاليل الليالي الساجدة (قصيدة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الليالي الفاخرة والليلة الفاضلة(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • جزء الأربعون الملائكية: إنارة الليالي الحالكة بجمع أربعين حديثا عن الملائكة عليهم السلام(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • سيدة الليالي ليلة القدر (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • الليالي الفاخرة(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • الليالي يلدن النهارا (شعر)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • من هدي النبي في الليالي العشر وشرف تاج ليالي الدهر(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الليالي العشر وشرف تاج ليالي الدهر(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب