• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / الكوارث والزلازل والسيول
علامة باركود

الكوارث.. ظواهر طبيعية أم عقوبات إلهية

الكوارث.. ظواهر طبيعية أم عقوبات إلهية
عبدالكريم الخنيفر

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/9/2023 ميلادي - 4/3/1445 هجري

الزيارات: 7562

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الكوارث... ظواهر طبيعية أم عقوبات إلهية

 

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُالله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد أيها المسلمون:

ففي زمن كثُرت فيه المصائب والأهوال، أوصيكم بتقوى الله؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴾ [الحج: 1]، فتقوى الله هي النجاة بإذن الله؛ قال تعالى: ﴿ وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [الزمر: 61].

 

عباد الله، عندما عاندت الأقوامُ أنبياءهم، وطَغَتْ في الأرض، صارت كل أمة منها مستحقةً للعقاب، فأنزل الله عليهم سخطه، وعذَّبهم بمخالفتهم له، وطغيانهم في الأرض، فأغرق قومَ نوحٍ بالطوفان، وأرسل على عادٍ الريح العاتية، وأصاب قومَ صالح وقوم شعيب الزلزلةُ الشديدة، وأغرق فرعون وجنوده في البحر، وخسف بقارون وداره الأرض؛ قال تعالى: ﴿ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 40].

 

وأشكال العذاب هذه وإن نزل كل واحد منها على أُمَّة من الأمم، فإن تكرار العقوبة في أي زمان ومكان ممكنٌ متى ما تحققت أسبابها؛ قال تعالى: ﴿ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴾ [هود: 83]؛ قال قتادة: "يعني ظالمي هذه الأمة"، وقال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الأنفال: 33] قال ابن عباس: "كان فيهم أمانان: النبي صلى الله عليه وسلم، والاستغفار، فذهب النبي صلى الله عليه وسلم، وبقِيَ الاستغفار".

 

ومقتضى ذلك أنه كلما تمادى الناس في العصيان، وازدادوا في الطغيان، وذهبت عنهم أسباب الأمان، أصابهم العذاب والخسران، فاللهم أجِرْنا يا رحمن.

 

وأهل زماننا هذا يُصابَون من حين لآخر بالكوارث الطبيعية، والأوبئة العالمية، كالزلازل المدمرة، والفيضانات الْمُهْلِكة، والأمراض المعدية، والحرائق المسعَّرة، وقد حار الناس فيها: أهي عقوبات إلهية مستحقَّة، أم ظواهر كونية متوقَّعة؟ واختلفوا فصاروا كلما نزلت إحدى الكوارث، يتجادلون متناسِين ما نزل بساحتهم أو قريبًا منهم، وحتى يُحسَمَ الجدل وينشغل الناس في الأهم يُقال: إن هذه الكوارث أحداث طبيعية، لها أسباب كونية، معلومة أو مجهولة، وأسباب غيبية؛ كالابتلاء والعقوبة؛ قال تعالى: ﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ﴾ [الأنبياء: 35]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30]، فمُسبِّب الأسباب، ومدبِّر الكون جل في علاه قدَّر كل شيء بحكمة عظيمة، ودقة عجيبة، فربطَ السبب الكونيَّ بالسبب الغيبيِّ، ومع ذلك، فلا يجوز التألِّي على الله، وجعل هذه الابتلاءاتِ وسيلةً للتقاذف والتشاتم بالقول: إن زلزال ذاك البلد بسبب ذنوبهم، وطوفان تلك الأرض لأجل معاصيهم؛ لأن هذه الأسباب غيبية لا يعلمها إلا الله.

 

ولكن الواجب أن يُقال: هذه المصائب رسائل تذكير وتخويف وتبصير:تذكير بأن هذه الكوارث الطارئة تشبه أهوال يوم القيامة، فإذا رأى الإنسان الهَلَعَ والفزع الذي أصاب الناس اليوم، تذكَّر أن أهوال القيامة أشد هلعًا، وأعظم فزعًا، فاستعدَّ لها، ليأمن أهوالها؛ قال تعالى: ﴿ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ﴾ [القمر: 1].

 

وهذه الكوارث أيضًا تخويف ربانيٌّ بأن ما أصاب الأمم السابقة قد يصيب أهل هذا الزمن؛ ليصحوَ الناس من غفلتهم، ويُنيبوا إلى ربهم، ويُظْهِروا التضرع لخالقهم؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴾ [الإسراء: 59].

 

إن هذه الأحداث العظيمة تبصرة للإنسان عندما ظنَّ بما وصل إليه من حضارة أنه صار شيئًا مذكورًا، فهذه الكوارث أمامه، هل كان يعرف وقتها، فيستعد لها، أم هل يستطيع إيقافها؟ بل قد وقف عاجزًا حائرًا، فليتواضع للجبار، ويتبرأ من تَأْلِيهِ نفسِه، ويتألَّه لخالقه جل في علاه؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [يونس: 24]، بارك الله لنا في القرآن الكريم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه؛ أما بعد عباد الله:

فإن هذه الكوارث المتعاقبة التي تَنْزِل ببلاد المسلمين وغيرها تُوجِب على المسلم اللبيب أن يستجيب لها بعدة أمور؛ أولها: استحداث توبة نصوح لله عز وجل عما أسرف من الذنوب والمعاصي، مع العزيمة على عدم الرجوع إليها؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الأنفال: 33].

 

وينبغي أن يظهر العبد التضرع إلى الله تعالى، والخوف منه سبحانه، والافتقار إليه، فإن من أسباب إرسال العقوبات أن يُظْهِر الناس التضرع إلى الله؛ قال سبحانه: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ﴾ [الأنعام: 42].

 

ومما يجب تداركه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فإن هذه الشعيرة أمان من عقوبة الله؛ قال تعالى: ﴿ فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ ﴾ [هود: 116]، وإحياء هذه الشعيرة حسب الطاقة والاستطاعة.

 

ثم اعلموا - يا عباد الله - أن الأمة المسلمة جسد واحد، إذا اشتكى منه عضو تداعت سائر الأعضاء للتآزُرِ معه، فلنقف مع إخواننا المسلمين الذين نزلت بهم هذه الكوارث بالدعاء لهم، والوقوف على مُصابهم، ودعمهم عن طريق الأدوات النظامية، والقنوات الرسمية التي يوجِّه المسؤولون إليها.

 

اللهم الطف بإخواننا المنكوبين، وعوِّضهم خيرًا، وارحم شهداءهم، واشفِ مرضاهم، وأنْزِلِ السكينة عليهم يا رؤوف يا رحيم.

 

اللهم فرِّج همَّ المهمومين، ونفِّس كرب المكروبين، واقضِ الدين عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، وارحم موتانا وموتى المسلمين.

 

اللهم كُنْ للمستضعفين في كل مكان يا رب العالمين،اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، وانصر عبادك الموحدين.

 

اللهم وفِّق ولي أمرنا لِما تحب وترضى، وخُذْ بناصيته للبر والتقوى، اللهم وفِّقه ونائبه لِما فيه خير البلاد والعباد.

 

﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الاعتبار بالحوادث والكوارث ( خطبة )
  • الكوارث الطبيعية: منظور قدري
  • وسطية غذائنا في عصر العلم والوفرة .. والكوارث!
  • الظواهر والكوارث الكونية: لماذا الهروب من الحقيقة؟
  • تأثيرات الكوارث البيئية على الأمن الغذائي في إفريقيا: رؤية مستقبلية
  • الآداب الشرعية والأخلاق الإعلامية في تغطية الكوارث
  • الأمة الإسلامية وآليات مواجهة الكوارث المختلفة
  • الكوارث.. دروس وعبر (خطبة)
  • كوارث عظمى!

مختارات من الشبكة

  • سريلانكا: المسلمون يشاركون في إغاثة المتضررين من الكوارث الطبيعية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • إعانة الدولة للمضرورين من الكوارث(كتاب - موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر)
  • التعليم ومواجهة الكوارث (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الاستعداد لمواجهة الكوارث(كتاب - ملفات خاصة)
  • تفادي الكوارث ومجابهتها(مقالة - ملفات خاصة)
  • المركز التطوعي لإدارة الكوارث والأزمات ( ساعد )(مقالة - ملفات خاصة)
  • الكوارث والتفسيرات المادية(مقالة - ملفات خاصة)
  • في مناطق الكوارث والنكبات فتش عن المنصرين!!(مقالة - ملفات خاصة)
  • الاعتبار بالآيات الكونية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أحوال السلامة على الطريق!!(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب