• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / مقالات
علامة باركود

أبواب

أبواب
أ. شائع محمد الغبيشي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/3/2022 ميلادي - 24/8/1443 هجري

الزيارات: 3740

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أبواب


في آن واحد أبواب فُتِّحت فاستبشِروا وافرحوا وأمِلوا، وأبواب غلِّقت فاستبشِروا وافرحوا وأمِلوا، ولكن كيف نفرح بفتح أبواب وإغلاق أبواب في آن واحد؟

 

الأبواب إذا فتحت كُشف ما بداخلها، فإن كان ثمينًا جميلًا اشتاقت النفوس لفتحها، واستبشرت بنيل شيءٍ من كنوزها ومحاسنها، وفرحت بفتح تلك الأبواب، وأمّلت بدخولها والولوج إليها، وإن كان ما بداخلها خبيثًا مذمومًا مكروهًا، أنست النفس بغلقها، وأمنت واستبشرت بالسلامة من خبثها وشرها، وفرحت بغلق تلك الأبواب وطمعت في النجاة من شرها.

 

فمتى نفرح بفتح أبواب وغلق أخرى؟ وما الأبواب التي تفتح؟ وما الأبواب التي تغلق؟ ومتي يكون ذلك؟ وما دلالاته وهدايته؟

 

ها كم الخبر يزفُّه إليكم خير البشر صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ»؛ رواه البخاري[1]، وفي رواية: «إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ»[2]، وفي رواية مسلم: «إِذَا كَانَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ»[3].

 

عرفنا الأبواب، وعرفنا ما يفتح منها وما يغلق، وعرفنا متى يحصل ذلك في آن واحد، فما دلالات ذلك وهداياته؟

 

أولًا: محبة الله جل وعلا لعباده ورحمته ولطفه بهم؛ حيث جعل لهم مواسم عظيمة للخيرات تقرِّبهم منه، وجعل لتلك المواسم مميزات وخصائص تحفزهم على ذلك فما أرحم الله بنا؛ قال تعالى: ﴿ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحديد: 9]، وهذا يوجب علينا محبة ربنا جل وعلا والإقبال عليه وطاعته، والإنابة إليه والإسراع إلى مرضاته سبحانه.

 

ثانيًا: حرص النبي صلى الله عليه وسلم على هداية أمته وصلاحها وقربها من ربها: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128]، ولذلك حثَّنا عليه الصلاة والسلام على اغتنام مواسم الخيرات، وحفَّزنا على ذلك، فالواجب علينا محبته صلى الله عليه وسلم وطاعته والإقبال على سنته وهديه.

 

ثالثًا: فضل رمضان وأنه من أعظم مواسم الخير التي ينبغي للمسلم العاقل اللبيب أن يهتبله، فيكون من المسارعين في الخيرات السابقين إلى الطاعات، فالمنادي يناديه: «يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ»؛ رواه ابن ماجه وصححه الألباني.

 

رابعًا: قوله صلى عليه وسلم: «فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ» له دلالات وهدايات منها:

1- تشويق العباد للجنة وما أعد الله لعباده فيها من النعيم المقيم الذي لا يخطر للعبد على بال كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ اللَّهُ «أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ»؛ رواه البخاري ومسلم.

 

تأمل قول المولى جل وعلا: ﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ * وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ ﴾ [فاطر: 33 - 35].

 

هناك يجتمع المؤمن بأهله وأحبابه: ﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 23، 24].

 

2- الحث على معرفة نعيم الجنة الذي أعده الله لعباده، وكلما ازداد العبد معرفة بهذا النعيم العظيم، زاد شوقه له، والعمل من أجله، والحرص على تحصيله والفوز به، ولذا لما عرف الصحابة رضي الله عنهم نعيم الجنة، كان ذلك أعظم مطلب لديهم رضي الله عنهم، فهذا ربيعة بن كعب رضي الله عنه يخبرنا أنه لما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سَلْ، فَقُلْتُ: أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: «أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ»[4]، وهذا أنس بن النظر رضي الله عنه يقول لسعد بن معاذ رضي الله عنه يوم أحد: وَاهًا لِرِيحِ الْجَنَّةِ أَجِدُهُ دُونَ أُحُدٍ، قَالَ: «فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ»[5]، ومن أفضل ما كُتب في وصف نعيم الجنة كتاب حادي الأروح إلى بلاد الأفراح لابن القيم رحمه الله، وكتاب الغاية لعدلان العنزي.

 

3- تبشير الصائمين بالجنة، وبيان أن رمضان من أعظم فرص دخولها والفوز بها، ففيه تُفتح أبوابها، بل إن الله خص الصائمين باب من أبواب الجنة يسمى الريان، فعَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ"؛ رواه البخاري[6].

 

4- تحفيز العباد على الاستكثار من الأعمال التي توصلهم إلى دخول الجنة والفوز بنعيمها والمسارعة والمسابقة إلى ذلك؛ قال تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾[آل عمران: 133]، وقال سبحانه: ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الحديد: 21].

 

5- أن يلهج العبد بالدعاء أن يدخله الله الجنة، ويجعله من أهلها، وخاصة في هذه الأيام التي فتح الله فيها أبواب الجنة؛ لتتعلق النفوس بها وترغب فيها، وتطمع في فضل ربها ورحمته.

 

رابعًا: قوله صلى الله عليه وسلم: «فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ» وقوله: «فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ» له دلالات وهدايات منها:

1- الاستبشار بنيل البركات النازلة من السماء في كل ليلة من ليالي رمضان، فرمضان شهر التقوى وأعظم مكاسب المتقين أن يفتح الله عليه بركات السماء والأرض؛ قال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الأعراف: 96]، وبركات السماء تشمل الخيرات التي ينزلها الله على عباده ومنها الرزق الذي يسوقه سبحانه وتعالى إليهم ويبارك لهم فيه.

 

2- الطمع في نيل رحمة الله جل وعلا التي يفتحها على عباده، فينالون بها خيري الدنيا والآخرة؛ قال تعالى: ﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [فاطر: 2]، قال الإمام الشنقيطي رحمه الله: "ذَكَرَ جَلَّ وَعَلَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ أَنَّ مَا يَفْتَحُهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَإِنْعَامِهِ عَلَيْهِمْ بِجَمِيعِ أَنْوَاعِ النِّعَمِ، لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ كَائِنًا مَا كَانَ أَنْ يُمْسِكَهُ عَنْهُمْ، وَمَا يُمْسِكُهُ عَنْهُمْ مِنْ رَحِمَتِهِ وَإِنْعَامِهِ لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ كَائِنًا مَنْ كَانَ أَنْ يُرْسِلَهُ إِلَيْهِمْ، وَهَذَا مَعْلُومٌ بِالضَّرُورَةِ مِنَ الدِّينِ، وَالرَّحْمَةُ الْمَذْكُورَةُ فِي الْآيَةِ عَامَّةٌ فِي كُلِّ مَا يَرْحَمُ اللَّهُ بِهِ خَلْقَهُ مِنَ الْإِنْعَامِ الدُّنْيَوِيِّ وَالْأُخْرَوِيِّ"[7].

 

3- استشعار أن شهر رمضان من أعظم فرص نيل رحمة الله وبركاته والخيرات التي يفيضها على عباده، فما أجمل أن يُري المسلم ربه من نفسه خيرًا بالإقبال على طاعته والمسارعة إلى الخيرات في هذا الشهر؛ ليكون العبد أهل لنيل بركات الرب ورحمته.

 

4- أن يفتش العبد عن الأعمال التي يستنزل بها رحمة الله عز وجل، فيبادر إليها ليدخله الله في رحمته، فتلك من أعظم مطالب أولي النهى، فهذا موسى عليه السلام يدعو ربه عز وجل: ﴿ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [الأعراف: 151]، وقد قال جل وعلا: ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 156].

 

5- أن يلهج العبد بالدعاء لله عز وجل وطلب كل ما يطمع فيه من خيري الدنيا والآخرة، فإذا كانت دعوة المظلوم تفتح لها أبواب السماء تبشيرًا بإجابتها فكيف إذا كانت أبواب السماء مفتوحة للطالبين شهرًا كاملًا؟! فكم من طارقٍ لباب الكريم نال بغيته فكيف وقد فتح لنا أبواب سماواته ورحمته.

 

6- فتح أبواب السماء مُشعر بتنزل الملائكة والملائكة تتنزل على المؤمنين بالخيرات والبركات والأمن السلامة تحف الذاكرين وتصحب الطائعين فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنْ خَارِجٍ يَخْرُجُ - يَعْنِي مِنْ بَيْتِهِ - إِلَّا بِبَابِهِ رَايَتَانِ: رَايَةٌ بِيَدِ مَلَكٍ، وَرَايَةٌ بِيَدِ شَيْطَانٍ، فَإِنْ خَرَجَ لِمَا يُحِبُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، اتَّبَعَهُ الْمَلَكُ بِرَايَتِهِ، فَلَمْ يَزَلْ تَحْتَ رَايَةِ الْمَلَكِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ، وَإِنْ خَرَجَ لِمَا يُسْخِطُ اللَّهَ، اتَّبَعَهُ الشَّيْطَانُ بِرَايَتِهِ، فَلَمْ يَزَلْ تَحْتَ رَايَةِ الشَّيْطَانِ، حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ»؛ رواه لإمام أحمد بسند صحيح[8]، فهذا في سائر العام فكيف بشهر أبواب السماء في مفتحة؟! ويكثر نزولهم ليلة القدر: ﴿ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [القدر: 4، 5].

 

خامسًا: قوله صلى الله عليه وسلم: «وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ» له دلالات وهدايات؛ منها:

1- الطمع في العتق من النار ورمضان شهر العتق فقد قال صلى الله عليه وسلم "إن لله عُتَقَاءَ في كل يومٍ وليلة، لكل عبدٍ منهم دعوةٌ مُسْتجابةٌ"[9]، ولذا كان من دعاء المتقين: ﴿ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [آل عمران: 16]، ودعاء أولي الألباب: ﴿ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [آل عمران: 191].

 

2- في إغلاق أبواب جهنم حثٌ للمسلم بأن يسعى جاهدًا للفوز بالعتق من النار، فيسارع إلى الخيرات ويلهج في الدعاء ويلح على الله في هذا الشهر أن يكتبه من العتقاء ويتحرى ساعات الإجابة وأحرى تلك الساعات عند الفطر فعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهِ عِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ عُتَقَاءَ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ»[10]، وكذلك في الثلث الأخير من الليل وقت النزول الإلهي.

 

3- في التذكير بإغلاق أبواب جهنم في كل ليلة من رمضان، تذكير للمسلم بأن يخاف من عذاب جهنم وأن يعظ نفسه بما ورد في وصوفها في القرآن، وصحيح السنة لردعها عن الوقوع في معصية الله، ولتستقيم له على طاعته الله عز وجل، لذا ذكر الله عباده بقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]، وقال تعالى: ﴿ وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ * مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ ﴾ [إبراهيم: 15 - 17]، من الكتب المؤلفة في ذلك، التخويف من النار لابن الجوزي رحمه الله، والجنة والنار للأشقر رحمه الله.

 

سادسًا: هذه النصوص وغيرها مما ورد في فضائل شهر رمضان تدعونا إلى تعظيم هذه الشهر وإجلاله والفرح به والشوق إليه، وأن يجعل المسلم له في شهر رمضان خطة خاصة ترتقي به وتقوي صلتها بربه ليكون من الرابحين الفائزين، وخاصة الصلة بكتاب الله فقد خص رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان بمدارسة القرآن مع جبريل عليه السلام، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ[11]، وفي رواية: «يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القُرْآنَ»[12]، فحري بالمسلم أن يغتنم هذه الفرصة العظيمة، وتكون هذه النصوص خير حاد له إلى الربح في أعظم مواسم التجارة مع الله عز وجل، وليحذر كل الحذر من أن يكون ممن دعا عليهم جبريل عليه السلام، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتأمين على دعائه؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي، فَقَالَ: مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ»؛ رواه ابن حبان[13]، وفي رواية الأدب المفرد: قال صلى الله عليه وسلم: «جَاءَنِي جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: شَقِيَ عَبْدٌ أَدْرَكَ رَمَضَانَ، فَانْسَلَخَ مِنْهُ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَقُلْتُ: آمِينَ. ثُمَّ قَالَ: شَقِيَ عَبْدٌ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ، فَقُلْتُ: آمِينَ»[14].

 

اللهم وفِّقنا لصيام رمضان إيمانًا واحتسابًا، واكتبنا فيه من العتقاء من النار، واجعلنا بمنِّك وكرمك من أهل جنتك وكرامتك، واجعلنا من المسارعين للخيرات يا حي يا قيوم.



[1] رواه البخاري (3277).

[2] رواه البخاري (1899).

[3] رواه مسلم (1079).

[4] رواه مسلم ( 489).

[5] رواه مسلم ( 1903).

[6] رواه البخاري (1896).

[7] أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (6/ 277).

[8] المسند:( 8269)؛ صححه أحمد شاكر وقال وحسنه شعيب الأرنؤوط، وصححه الوادعي في الصحيح المسند (1261).

[9] مسند أحمد ت شاكر (7450) صححه الألباني وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين.

[10] رواه ابن ماجة (1643) وقال الألباني: حسن صحيح.

[11] رواه البخاري (6).

[12] رواه البخاري (1902).

[13] رواه ابن حبان (907)، وقال الألباني: حسن صحيح.

[14] رواه البخاري في الأدب المفرد (644)، وصححه الألباني.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أبواب مؤصدة
  • افتح أبواب الأمل
  • أبواب إلى الجنان

مختارات من الشبكة

  • شرح حديث: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار"(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنان وغلقت أبواب النيران وصفدت الشياطين(مقالة - ملفات خاصة)
  • شرح حديث: إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار(مقالة - ملفات خاصة)
  • أصعب وأشكل باب من أبواب علوم القرآن(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • ثلاثون بابا من أبواب الخير في حديث أبي ذر (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • باب نقض الكعبة وبنائها وباب جدر الكعبة وبابها(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • تفسير: (لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قراءة في كتاب: إلى من أدرك رمضان 150 بابا من أبواب الخير(مقالة - ملفات خاصة)
  • إذا انغلقت أمامك الأبواب فتذكر أبواب السماء(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن حماد آل عمر)
  • شرح حديث: من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب