• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / كورونا وفقه الأوبئة
علامة باركود

الوباء وجهود الأطباء المسلمين في تفسيره

الوباء وجهود الأطباء المسلمين في تفسيره
د. زيجريد هونكه

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/5/2020 ميلادي - 19/9/1441 هجري

الزيارات: 6202

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الوباء وجهود الأطباء المسلمين في تفسيره

 

إذا ذكرنا أطباءنا العرب يجب ألا ننسى ابن ماسويه مشخص مرض البرَص في القرن التاسع الميلادي، ولم يكن هذا المرض كما اعتقدت أوربا المسيحية لعنةً من الله، وقد اهتم به كثيرون من الأطباء العرب ومن بينهم أحدُ أبناءِ القيروان، ألا وهو ابن الجزار فقد أجاد تشخيصه وعلاجه، وكان العرب يعزلون صرعى هذا الداء الوبيل في مستشفيات خاصة وتحت رعاية أطباء مختصين بخلاف الحال في أوربا التي جردتهم من حقوقهم الإنسانية فنبذهم المجتمع وصلت عليهم الكنيسة صلاة الميت، وذلك لأن طرد الفرد من المجتمع البشري في أوربا كان عملًا كنسيًّا، وكانت زيارة المرضى بالبرص من اختصاص رجال الدين والمدنيين، فإذا كان المريض تحت رعاية أحد رجال الدين فعليه أن يشعر وهو في شقائه وبؤسه أنه جثة حيَّة.

 

ففي فرنسا كانت الكنيسة تعتبر هذا المريض، الحي الميت، فتحرمه هي أيضًا من حقوقه الكنسية فينقل المريض إلى قبر مفتوح حيث يصلي عليه قسيس ويهيل عليه التراب ثلاث مرات كما يفعل مع الموتى الحقيقيين، ومن ثم ترسله الكنيسة إلى دار خاصة أعدت لهؤلاء المعذبين الذين يمضون بها البقية من حياتهم. وقد ظلت هذه الحالة سائدة في أوربا حتى القرن السادس عشر الميلادي كما يذكر «جيلرفون كيزربرج» فقد ورد عنه أنه قال: «اليوم وفي مختلف الجهات والأملاك الكنيسة نجد القساوسة وحدهم هم الذين لهم حق الفصل في مثل هذه الحالات».

 

كذلك الوباء القاتل المميت الذي كثيرًا ما كان يقضي على الأخضر واليابس كما حدث في القرن الرابع عشر حيث أهلك الكثيرين من سكان القارة، فمثل هذا الوباء لم يفهمه العرب على أنه وقع بسبب قوى ما وراء الطبيعة أو قوى سحرية، فالحدود بين الذين يصدرون الأحكام معتمدين على المنطق والعقل وأولئك الذين يؤمنون بالخرافات - ومن الأسف أن نقرر هذه الحقيقة - كانت تمامًا كالفروق القائمة بين العرب العلماء النبهاء والمسيحيين الذين كانوا دون المسلمين كثيرًا. وإن الرأي الذي أعلنه أستاذ جامعة مونبيليية عام 1348م، ذلك العام الذي تفشى فيه الوباء وانتشر، قد قال فيه إن مصدر تكاثر هذا المرض هو نظرة المرضى؛ لذلك نصح الطبيب أو القسيس أن يطالب المريض بإغماض عينيه أو تغطية وجهه بملاءة من الكتان، وبذلك يستطيع المعالج لمس المريض وفحصه دون خوف أو وجل.

 

وفي سويسرا وجنوب فرنسا نجد الشعب يتهم اليهود بأنهم سبب انتشار الوباء واستشرائه؛ لذلك هاجم القوم اليهود وأحرقوهم. ولا شك في أن مثل هذا الحادث أشنع وأفظع من الوباء وآثاره.

 

وفي «نازبون» و«كركاسون» اندفعت جموع الشعب، وهاجمت الإنجليز أعداء المملكة فقطعوهم وأشعلوا فيهم النيران. واعتقد آخرون في الوباء وظهوره بأنه أقبل دخانًا خانقًا من السماء، واعتقد «كونرات فون ميجينبرج» أن الزلازل الأرضية التي تفجر الشرايين الأرضية هي التي تسبب الأوبئة التي تصيب الإنسانية. وقال آخرون إن سببه التقاء المشترى بزحل والمريخ في 20 مارس 1345 م ظهرًا وفي تمام الساعة الواحدة مساء وتحت درجة 14 من الدلو. وفي مقدمة الذين نادوا بهذا الرأي الطبيب البلجيكي «سيمون ده كوفينو». أما الذين يقعون تحت الأفلاك ذات الأثر البعيد التي اشتهرت ببغضها للإنسان مثل زحل فهم الذين يأتيهم الموت. أما الرأي العام فقد عبر عنه «بوكاشيو» في تقريره عن وباء الطاعون الذي حل بالقوم ذلك العام، وقد ذكر «بوكاشيو» في تعليله: «بسبب أثر الأجرام السماوية أو ظلم الإنسان لأخيه الإنسان مما أغضب الله فقرر إخافة الإنسان الذي مصيره إلى فناء»، وهو يقول أيضًا: «ومما زاد الطين بلة جهل الناس وعدم رغبتهم في الرجوع عن غيهم... »؛ لذلك يدعو إلى إقامة صلوات التوبة مرات لا مرة واحدة، وفي شكل جماعات كثيرة. وفي المخيمات البشرية لذلك ازداد الوباء تفشيًا. وفي تلك اللحظة يعود عربي بالأمن الضائع -الذي فارق الأوربيين وانطلق إلى السماء - إلى الأرض، وذلك باتخاذ الاحتياطات الضرورية القريبة المنال.

 

ففي عام 1348م وهو عام الطاعون نجد السياسي والمؤرخ والطبيب الأندلسي الخالد الذكر ذا الرئاستين الفقيه الكاتب أبا عبد الله محمد المعروف بابن الخطيب (1313 - 1374م) يطلع على العالم المعذب برسالته في الطاعون وأسبابه وعلاجه والوقاية منه ووجوب الاحتياط من العدوى الناتجة عن لمس المريض أو الاختلاط به أو القرب من برازه. فالعدوى كما أثبت ابن الخطيب قائمة تؤيدها التجارب والنتائج القاطعة، وابن الخطيب يحذر من ويلاتها ويقول بوجوب الابتعاد عن المرضى وعن ملامستهم أو الاقتراب من ملابسهم أو استخدام أوانيهم وأدواتهم، وزيادة في الحيطة قال إن قرط المريض قد يسبب الموت للذي يعلقه ولجميع أفراد الأسرة بل المدينة بجميع سكانها. ويدعو الطبيب العربي إلى وجوب تحصين الناس من هذا المرض الذي قد يفد إلى بلدهم عن طريق شخص أجنبي قادم من بلد أجنبي.

 

ولا شك في أن إدراك الأخطار التي قد تنجم عن العدوى المتنقلة يعتبر من أهم الخطوات الهامة في تقدم علم الطب، والفضل في بلوغها يرجع ولا شك إلى العرب الذين توصلوا إليها بينما ظل العالم القديم قرونًا عديدة يتخبط في ويلات الأمراض وأخطارها، وهكذا أدى الطب العربي أجلّ الخدمات الإنسانية.

 

ويشارك ابن الخطيب الوزير الغرناطي هذا الرأي طبيب عربي آخر، وهذا الطبيب الأندلسي هو ابن خاتمة، أحد أبناء مدينة «الماريا» الإسبانية، فهو يقرر: إذا اتصل إنسان بمريض انتقل إليه نفس المرض بعوارضه، فإذا بصق المريض الأول دمًا بصق الآخر كذلك، وإذا أصيب المريض الأول بخراج انتقل الخراج الثاني، وكما أن الثاني قد أصابته العدوى من الأول فالمريض الثاني قادر كذلك على نقل المرض إلى الآخرين.

 

وبغتة أدركت أوربا بعد ثمانين عامًا من هذا الكشف العربي أن المرض -إذا ما ظهر- هو الوباء، ويجري الإنسان بعيدًا عن المريض خوف العدوى، لكن هذا الفرار لا ينقذه من حالة الذعر التي تحل به وتستولي عليه، لذلك لجأ إلى الطلاسم علها تقيه شر الوباء وأخطاره، كما استعان أيضًا بالبخور اعتقادًا منه أنه يطارد الهواء السام المتصاعد من باطن الأرض والمعروف باسم عفونة اليونانيين.

 

ثم نجد بعد انتشار الوباء الثاني العظيم في ذلك القرن، أعني عام 1382م، أن «شالين ده فيناريو» الأستاذ بجامعة مونبيليه الذي كان الوسيط بين العلوم العربية وبين جنوب غرب أوربا، وعن طريقه شقت الثقافة العربية الأندلسية طريقها إلى هذا الصقع من أوربا نجد هذا الأستاذ، بفضل هذه العلوم. قد استطاع أن يكتب كتابه عن الوباء، فيقرر أن شيئًا واحدًا هو المسئول عن انتشار الوباء، وذلك الشيء هو انتقال العدوى. لذلك نجد الحكومة تتخذ بعض الاحتياطات للوقاية من انتشار المرض، ومن أولى البلاد التي سلكت هذا المسلك إيطاليا وبخاصة البندقية؛ لأنها عن طريق اتصالاتها بالشرق اكتسبت خبرة عظيمة وعينت عددًا من الأطباء العرب في مستشفياتها ومصحاتها لإدخال الطب العربي واستخدام القواعد العربية الصحية في جميع دور العلاج.

 

ثم نجد الوزير الأندلسي الذي ألف كتابًا حول نشأة الجراثيم يحل اللغز المشكل حول العدوى وانتقالها، فهي لا تنتقل إلى أناس خصوصيين ملازمين للمرضى بينما ترتع في أفراد آخرين إذا ما دنوا من مريض. لقد أثبت هذا الطبيب العربي أن انتشار المرض يتوقف على درجة استعداد جسم الإنسان الملازم للمريض، فلا بد من أن تتوافر عوامل خاصة لانتقال العدى، وبخاصة أن العدوى قد تنتشر بسرعة ودفعة واحدة أو تدريجيًا، وقد تكون قوية عنيفة عند شخص وضعيفة بسيطة عند آخر أو لا توجد بتاتًا. والاستعداد لقبول المرض هو الذي قد يؤدي بالمريض أو ينجيه منه بدون صلاة أو أي أثر للكواكب والأجرام.

 

المصدر: شمس الله تشرق على الغرب، ترجمه وحققه وعلق عليه: أ. د. فؤاد حسنين علي، الناشر: دار العلم العربي

الطبعة: الثانية،: 1432 هـ





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • التدخين.. ذلك الوباء العالمي المدمر
  • التدخين (ذلك الوباء العالمي)
  • ذكرى الوباء (خطبة)
  • عشر وقفات حول الوباء (كورونا)
  • الأوبئة (1) بين الوباء والطاعون
  • وقفات مع الوباء والبلاء
  • تذكرت الوباء الكبير
  • هل يدخل الطاعون المدينة النبوية؟ وهل يوجد فرق بين الطاعون والوباء؟
  • الوباء في رمضان
  • خطبة عيد الفطر المبارك (1441هـ) السنن الربانية في الوباء
  • الوباء عبر وعظات (أول خطبة بعد الحجر)
  • وظيفة بلاء الوباء (خطبة)
  • من تبعات انتشار الوباء
  • وسائل الثبات عند حلول الوباء ونزول البلاء

مختارات من الشبكة

  • تراجم الأطباء والفلاسفة وطبقات الأطباء والحكماء لابن جلجل الأندلسي(مقالة - موقع د. أنور محمود زناتي)
  • الأوبئة (10) أقسام الناس في الوباء(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • الأوبئة (9) العبادة في الوباء(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • الأوبئة (8) الدعاء لرفع الوباء(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • القنوت للوباء والطاعون(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان)
  • ميانمار: أطباء بلا حدود تدعو الأطباء لتجنب السياسة والتركيز على الجهود الإنسانية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • موقف عمر بن الخطاب من وباء الشام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • البلاء والوباء من قضاء الله وقدره(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حقيقة الحياة الدنيا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ثقافة الاستهلاك بين السلوك الاجتماعي والثقافة العالمية(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب