• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / فضائل رمضان
علامة باركود

بين يدي رمضان (1) مقدمات

بين يدي رمضان (1) مقدمات
بوعلام محمد بجاوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/5/2017 ميلادي - 26/8/1438 هجري

الزيارات: 7624

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بين يدي رمضان (1)


بسم الله، والحمد لله

مقدمات:

مقدمة: في تفاضل ثواب الأعمال باعتبار الزمان والمكان:

عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لن ينجيَ أحدًا منكم عملُه)) [ما من أحد يدخله عمله الجنة - م/ 72 - (2816)].

 

قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟

قال: ((ولا أنا، إلا أن يتغمَّدني الله [((منه بمغفرة)): م/ 73 - (2816)] برحمته [((وفضل)): - م/ 71، 76 - (2816)، نهاية الرواية في: م/ - 71، 72، 73، 74، 75 - (2816)]، سدِّدوا [نهاية الرواية - م/ 71 - (2816)] وقاربوا [نهاية الرواية: م/ 76 - (2816)] [((وأبشروا)): م/ 75 - (2816)] واغدوا وروحوا، وشيء من الدلجة، والقصدَ القصد تبلُغوا))؛ [خ/ 6463 - م/ 2816 من طريق أبي هريرة، ومن طريق: عائشة 2818 وجابر 2817].

سددوا وقاربوا: "السداد" هو: الصواب، وهو في العبادة: القَصد دون غُلوٍّ أو تفريط، وهو معنى "قاربوا"، كما في آخر الحديث: ((القصد القصد)).

 

قال ابن رجب عبدالرحمن بن أحمد (ت: 795) في "المحجة في سير الدلجة": المراد بـ "التسديد": العمل بالسداد، وهو القَصْدُ والتوسُّط في العبادة، فلا يُقصِّر فيما أُمر به، ولا يتحمَّل منها ما لا يطيقه، قال النضر بن شميل: "السداد": القصد في الدين والسبيل، وكذلك "المقاربة": المراد بها: التوسُّط بين التفريط والإفراط؛ فهما: كلمتان بمعنى واحدٍ أو متقاربٍ؛ اهـ[1].

الأقرب - والله أعلم -: ((سدِّدوا)): التزموا الشَّريعةَ بفعل ما يحبُّه الله وتركِ ما يبغضه، وأتُوا بالعبادة على وجهها، فإن لم تفعلوا فـ ((قارِبوا)): اقتربوا من السَّداد مع قَصدِ ونيَّةِ إصابته؛ لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ذكر ((القصد)) في آخر الحديث، فتكون "و" بمعنى "أو": سدِّدوا أو قاربوا.

 

قال النووي أبو زكريا يحيى بن شرف (ت: 676): ومعنى ((سدِّدوا وقاربوا)): اطلبوا السدادَ واعملوا به، وإن عجزتم عنه فقاربوه، أي: اقربوا منه، و"السداد": الصَّواب، وهو بين الإفراط والتفريط، فلا تَغلوا ولا تُقَصِّروا؛ اهـ[2].

وهو المعنى الذي ذكره ابن رجب في "جامع العلوم والحكم".

 

قال: فـ "السداد": هو حقيقةُ الاستقامة؛ وهو الإصابةُ في جميع الأقوالِ والأعمال والمقاصِد؛ كالذي يرمي إلى غرض، فيصيبه، وقد أمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم عليًّا أن يسأل اللهَ عز وجلَّ السدادَ والهدى، وقال له: ((اذكر بالسداد تسديدك السَّهم، وبالهُدى هدايتك الطَّريق))؛ [م/ 78 - (2725)].

 

و"المقاربة": أن يصيب ما قَرُب من الغرض إذا لم يصب الغرضَ نفسَه، ولكن بشَرط أن يكون مصمِّمًا على قصد السداد وإصابةِ الغرَض، فتكون مقاربته عن غير عَمْد، ويدلُّ عليه قولُ النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الحكم بن حزن الكلفي: ((أيها الناس، إنكم لن تعملوا - أو لن تطيقوا - كلَّ ما أمرتكم، ولكن سدِّدوا وأبشروا))؛ [د/ 1096].

والمعنى: اقصدوا التسديدَ والإصابةَ والاستقامة؛ فإنهم لو سدَّدوا في العمل كلِّه، لكانوا قد فعلوا ما أُمروا به كله؛ اهـ[3].

واختار هذا المعنى في "شرح البخاري"، وأشار إلى المعنى الذي ذكره في "المحجة في سير الدلجة" بـ: وقيل.

 

قال: وقوله صلى الله عليه وسلم: ((سدِّدوا وقاربوا وأبشروا[4])):

"التسديد": هو إصابة الغرَض المقصود، وأصلُه من تَسديد السَّهم إذا أصاب الغرضَ المرميَّ إليه ولم يخطئه.

و"المقاربة": أن يقارِب الغرَضَ وإن لم يصبه، لكن يكون مجتهدًا على الإصابة فيصيب تارةً ويقارب تارةً أخرى، أو تكون "المقاربة" لِمن عجَز عن الإصابة؛ كما قال تعالى: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ [التغابن: 16]، وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((إذا أمرتُكم بأمرٍ، فأتوا منه ما استطعتم))...، وذكر حديثَ الحكم بن حزن.

 

قال: وقيل [وهو القول الذي اختاره في "المحجة"]: أراد بـ "التسديد": العمل بالسداد، وهو القصد والتوسُّطُ في العبادة، فلا يقصِّر فيما أُمر به، ولا يتحمَّل منها ما لا يطيقه.

قال النَّضر بن شميل: "السداد": القصد في الدين والسبيل، وكذلك "المقاربة" المراد بهما: التوسُّط بين التفريط والإفراط، فهما كلمتان بمعنى واحد.

 

وقيل: بل المراد بـ "التسديد": التوسط في الطاعات بالنسبة إلى الواجبات والمندوبات.

وبـ "المقاربة": الاقتصار على الواجبات.

وقيل فيهما: غير ذلك؛ اهـ[5].

اغدوا: سير أول النهار، وروحوا: سير المساء، والمقصود به آخر النهار، الدلجة: آخر الليل.

 

وجاء الجمع بين هذه الأوقات في القرآن:

♦ ﴿ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى ﴾ [طه: 130].

♦ ﴿ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ * وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ ﴾ [ق: 39، 40].

♦ ﴿ وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا ﴾ [الإنسان: 25، 26].

 

والمقصود: الاجتهاد في العبادة في هذه الأوقات.

قال ابن رجب: يعني أنَّ هذه الأوقات الثلاثة تكون أوقات السَّير إلى الله بالطاعات، وهي: آخرُ الليل، وأول النَّهار، وآخره؛ اهـ[6].

القصد: هو الاقتصاد في العِبادة، وعدمُ الغلوِّ وتحميلِ النَّفس ما لا تطيق، فَتَمَل.

 

• عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ الدِّين يُسر، ولن يشادَّ الدينَ أحدٌ إلَّا غلبه، فسدِّدوا وقاربوا، وأبشِروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيءٍ من الدلجة))؛ [خ/ 39].

قال ابن رجب: ومعنى الحديث: النَّهي عن التشديد في الدِّين؛ بأن يحمِّل الإنسان نفسَه من العبادة ما لا يَحتمله إلَّا بكُلفة شديدة؛ وهذا هو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: ((لن يشادَّ الدينَ أحدٌ إلَّا غلبه))؛ يعني: أن الدِّين لا يؤخَذ بالمغالبة، فمن شادَّ الدِّين غلبه وقطعه؛ اهـ[7].

 

• عن عائشة رضي الله عنها قالت: كانت عندي امرأة من بني أسد [الحولاء بنت تويت (م: 220 - (785)]، فدخل عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((من هذه؟))، قلت: فلانة لا تنام بالليل، فذُكر مِن صلاتها، فقال: ((مَه! عليكم ما تطيقون من الأعمال؛ فإنَّ الله لا يمَلُّ حتى تمَلُّوا)) (لا يَسأمُ حتى تَسأموا)؛ م: 220 - (785)) [وكان أحب الدِّين إليه ما دام عليه صاحبه - خ: 43 - م: 221 - (785)] [خ/ 43، 1151 - م/ 785].

قال ابن رجب: وقول النبي صلى الله عليه وسلم ((مَه!)): زجرٌ لعائشة عن قولها عن هذه المرأة في كثرة صلاتها وأنَّها لا تنام الليل، وأمرٌ لها بالكفِّ عمَّا قالته في حقِّها.

فيحتمل: أنَّ ذلك كراهية للمدح في وجهها؛ حيث كانت المرأة حاضرة.

 

ويحتمل - وهو الأظهر، وعليه يدلُّ سياقُ الحديث - أنَّ النَّهي إنما هو لمدحها بعمل ليس بممدوح في الشَّرع، وعلى هذا يُذكَر في مناقب العُبَّاد مِن الاجتهاد المخالف للشَّرع ينهى عن ذِكره على وجه التمدُّح به والثَّناء به على فاعله...

فإنَّ المراد بهذا الحديث: الاقتصادُ في العمل، والأخذ منه بما يتمكَّن صاحبُه من المداومة عليه، وأن أحبَّ العمل إلى الله ما دام صاحبُه عليه وإن قَلَّ؛ اهـ[8].

 

• عن عائشة رضي الله عنها، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يَحْتَجِر حصيرًا بالليل فيصلِّي عليه، ويبسطه بالنَّهار فيجلس عليه، فجعل الناس يثوبون إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فيصلُّون بصلاته حتى كثروا، فأقبَلَ فقال: ((يا أيها الناس، خذوا مِن الأعمال ما تطيقون؛ فإنَّ الله لا يمَلُّ حتى تمَلُّوا، وإن أحبَّ الأعمال إلى الله ما دام وإن قلَّ)) [و كان آل محمد صلى الله عليه وسلم إذا عملوا عملًا أثبَتوه [م: 215 - (782)] [خ/ 5861 - م/ 215 - (782)].

 

• عن مسروق قال: سألتُ عائشةَ رضي الله عنها: أيُّ العمل كان أحب إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قالت: الدائم، قلت: متى كان يقوم؟ قالت: كان يقوم إذا سمع الصارخَ (كان إذا سمِع الصَّارخَ قام فصلَّى - م) [خ/ 1132، 6461 - م/ 131 - (741)].

الصَّارخ: الدِّيك.

 

• عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل: أيُّ العمل أحب إلى الله؟ قال: ((أدوَمُه وإن قَلَّ)) [م/ 216 - (782)].

 

• عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أحَبُّ الأعمال إلى الله تعالى أدوَمُها وإن قَلَّ))، قال: وكانت عائشة إذا عمِلتْ العملَ لزمته [م/ 218 - (783)].

 

• عن أبي سلمة بن عبدالرحمن بن عوف، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها كانت تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سدِّدوا وقارِبوا، وأبشِروا؛ فإنَّه لن يُدخل الجنَّةَ أحدًا عملُه))، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ((ولا أنا، إلا أن يتغمَّدني الله منه برحمة، واعلموا أن أحبَّ العمل إلى الله أدومه وإن قَلَّ))؛ [م/ 78 - (2818)].

 

• عن علقمة قال: سألتُ أمَّ المؤمنين عائشة قال: قلت: يا أمَّ المؤمنين، كيف كان عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ هل كان يخصُّ شيئًا من الأيام؟ قالت: "لا، كان عمله ديمةً، وأيُّكم يستطيع ما كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يستطيع"؛ [م/ 217 - (783)].

 

• عن أبي سلمة بن عبدالرحمن[9] قال: حدَّثني عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا عبدَالله، ألم أُخبَر أنك تصوم النَّهارَ، وتقوم الليل؟))، فقلت: بلى يا رسولَ الله، قال: ((فلا تفعل، صُم وأفطِر، وقُم ونَم؛ فإن لجسدك عليك حقًّا، وإن لعينك عليك حقًّا، وإن لزوجك عليك حقًّا، وإن لزَوْرِك عليك حقًّا، وإن بحَسْبِك أن تصوم كلَّ شهر ثلاثةَ أيام؛ فإنَّ لك بكلِّ حسنة عشرَ أمثالها؛ فإن ذلك صيام الدَّهر كله))، فشدَّدتُ، فَشُدِّد عليَّ؛ قلت: يا رسول الله، إنِّي أجد قوَّةً، قال: ((فصم صيام نبيِّ الله داود عليه السلام ولا تزِدْ عليه))، قلتُ: وما كان صيام نبي الله داود عليه السلام؟ قال: ((نصف الدهر)) (فصم يومًا وأفطر يومًا)؛ [خ/ 1976، 3418 - م/ 182 - (1159)]، [((واقرأ القرآنَ في كلِّ شهر))، قال: قلت: يا نبيَّ الله، إني أطيق أفضل من ذلك، قال: ((فاقرأه في كلِّ عشرين))، قال: قلت: يا نبيَّ الله، إني أُطيق أفضلَ من ذلك، قال: ((فاقرأه في كلِّ عَشر))، قال قلت: يا نبيَّ الله، إني أطيق أفضل من ذلك، قال: ((فاقرأه في كل سبع، ولا تزد على ذلك))؛ [م/ 182، 184 - (1159)]، فكان عبدالله يقول بعدما كبِر: يا ليتني قبِلتُ رخصةَ النَّبي صلى الله عليه وسلم (لَأَن أكون قبلتُ الثلاثةَ الأيام التي قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، أحبُّ إليَّ من أهلي ومالي)؛ [م/ 181 - (1159)] [خ/ 1974 مختصرًا، 1975، 1976، 3418، 5199 مختصرًا، 6134 - م/ (1159)].

 

• عن أبي سلمة بن عبدالرحمن قال: حدَّثني عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا عبدَالله، لا تكن مثلَ فلان؛ كان يقوم الليل، فترَك قيامَ الليل))؛ [خ/ 1152 - م/ 185 - (1159)].

والمقصود من ذكر الحديث قوله: ((لن يُنجيَ أحدًا منكم عملُه))، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ((ولا أنا، إلا أن يتغمَّدني الله برحمته)).

 

الأعمال لا تُنجي مِن النار وحدها مهما بلغَتْ كثرة وحُسنًا؛ فالإنسان مهما اجتهد في طاعته لن يوفِّيَ اللهَ حقَّه عليه، ولا نعمةً واحدة هي أدنى النِّعم، وإنما برحمة الله تُنال النجاة من النار والفوز بالجنة؛ فإن الله برحمته رضي من خلقه باليسير، وأعطاهم عليه الأجرَ الوفير، وتجاوَز لهم عن التقصير، خاصَّة هذه الأمَّة؛ فإنَّ الله عز وجل أكرَمَها بما لم يكرِم غيرَها مِن الأمم حتى حسَدتْها على ذلك.

 

عن سالم بن عبدالله، عن أبيه، أنَّه أخبره أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنَّما بقاؤكم فيما سلف قبلكم مِن الأمم كما بين صلاة العَصر إلى غروب الشمس؛ أُوتي أهلُ التوراةِ التوراةَ، فعمِلوا حتى إذا انتصف النَّهار عجزوا، فأُعطوا قيراطًا قيراطًا، ثم أُوتي أهلُ الإنجيل الإنجيلَ، فعملوا إلى صلاة العصر، ثمَّ عجزوا، فأُعطوا قيراطًا قيراطًا، ثم أُوتينا القرآنَ، فعمِلنا إلى غروب الشَّمس، فأُعطينا قيراطين قيراطين، فقال أهلُ الكتابين: أيْ ربَّنا، أَعطيتَ هؤلاء قيراطين قيراطين، وأعطيتنا قيراطًا قيراطًا، ونحن كنَّا أكثر عملًا؟ قال الله عز وجل: هل ظلمتُكم مِن أجركم من شيء؟ قالوا: لا، قال: فهو فضلي أوتيه من أشاء))؛ [خ/ 557، 7467، 7533].

 

ورواه نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَثَلكم ومَثَل أهل الكتابين: كمَثل رجلٍ استأجر أُجراء، فقال: مَن يعمل لي مِن غدوة إلى نِصف النَّهار على قيراط؟ فعَمِلَتِ اليهودُ، ثمَّ قال: مَن يعمل لي مِن نِصف النهار إلى صلاة العَصر على قيراط؟ فعملَت النَّصارى، ثم قال: مَن يعمل لي مِن العصر إلى أن تَغيب الشمس على قيراطين؟ فأنتم هم، فغضبتِ اليهودُ والنصارى، فقالوا: ما لنا أكثر عملًا، وأقَل عطاءً؟ قال: هل نقصتكم مِن حقِّكم؟ قالوا: لا، قال: فذلك فضلي أوتيه من أشاء))؛ [خ/ 2268 و2269؛ عن عبدالله بن دينار مولى ابن عمر عنه].

ثمَّ الوقت الذي اختصَّ اللهُ به هذه الأمَّة - وهو ما بعد العصر إلى غروب الشمس - أفضل أوقات النهار.

 

قال ابن رجب: وهذا أفضَل أوقات النَّهار؛ ولهذا كانت الصلاة الوُسطى هي العَصر على الصَّحيح، وأفضل ساعات يوم الجُمعة ويوم عرفة مِن العصر إلى غروب الشَّمس؛ فلهذا كان خير قرون بني آدم القرن الذي بُعث فيه محمدٌ صلى الله عليه وسلم؛ اهـ[10].

 

مقدمة: في رحمة الله بهذه الأمة:

فمن رحمة الله تعالى بهذه الأمَّة:

1/ أنه ضاعَف لها حسناتها، وشرع لها التوبةَ والاستغفار، وقد يتجاوَز عن المسيء رحمة منه وفضلًا:

عن أبي سعيد الخُدري، سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أسلَمَ العبدُ فحسُنَ إسلامه، يُكفِّر الله عنه كلَّ سيئة كان زلفها، وكان بعد ذلك القصاص: الحسَنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضِعف، والسيئةُ بمثلها إلَّا أن يتجاوز الله عنها))؛ [خ/ 41].

 

2/ بارَك لها في بعض الأماكن:

كتفضيل مَسجد النبيِّ صلى الله عليه وسلم والمسجدِ الحرام على سائر المساجد.

عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((صلاةٌ في مَسجدي هذا خير [أفضل - م/ 505، 507 - (1394)] مِن ألف صلاة فيما سواه، إلَّا المسجد الحرام))؛ [خ/ 1190 - م/ 505، 506 - (1394)].

وفي رواية زيادة: ((فإنِّي آخر الأنبياء، وإنَّ مسجدي آخر المساجد))؛ [م/ 507 - (1394)].

 

3/ بارك لها في بعض الأزمنة:

كـ:

• العشر من ذي الحجة:

عن ابن عباس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما العمل في أيامٍ أفضل منها في هذه))، قالوا: ولا الجِهادُ؟ قال: ((ولا الجِهادُ، إلَّا رجل خرج يخاطِر بنفسه ومالِه، فلم يرجع بشيء))؛ [خ/ 969].

قال ابن رجب: "وهذا الحديث نصٌّ في أنَّ العمل المفضول يصير فاضِلًا إذا وقَع في زمان فاضِل، حتى يصير أفضَل مِن غيره من الأعمال الفاضلة؛ لفَضْل زمانِه، وفي أنَّ العمل في عشر ذي الحجة أفضل مِن جميع الأعمال الفاضِلة في غيره، ولا يُستثنى من ذلك سوى أفضَل أنواع الجهاد؛ وهو أن يَخرج الرجل بنفسه ومالِه، ثمَّ لا يرجع منهما بشيء"؛ اهـ[11].

 

• وشهر رمضان جمَع فضلَ العبادة وشرف الزمان:

أ/ العبادة هي الصيام:

الحديث الأول:

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَن صام يومًا في سبيل الله، بعَّد الله وجهَه عن النار سبعين خريفًا))؛ [خ/ 2840 - م/ 1153].

 

((في سبيل الله))، يحتمل:

• في الجهاد؛ أي: وهو يجاهد، حملًا للفظ على معناه العُرفيِّ؛ فإنَّه المقصود عرفًا بـ ((في سبيل الله)).

• النيَّة والقصد؛ أي: ابتغاء وجه الله بالصوم، حملًا للفظ ((في سبيل الله)) على ظاهر وضعه.

رجَّح ابنُ دقيق العيد أبو الفتح محمد بن علي (ت: 702) المعنى الأول تغليبًا للمعنى العُرفيِّ على المعنى الوضعيِّ.

قال: "والأول أقرب إلى العرف"؛ اهـ[12].

 

وإلى هذا ذهب:

ابن الجوزي أبو الفرج عبدالرحمن بن علي (ت: 597).

قال: "إذا أطلق ذكر (سبيل الله)، كان المشار به إلى الجهاد"؛ اهـ[13].

والنووي أبو زكريا يحيى بن شرف (ت: 676)[14].

وهو ظاهر تبويب البخاري: باب فضل الصوم في سبيل الله.

وحمله المهلب أبو القاسم بن أحمد بن أسيد (ت: 433 أو بعدها) على الصيام في جميع أنواع البر، ولم يخصه بالجهاد.

قال ابن بطال أبو الحسن علي بن خلف (ت: 449): قال المهلب: هذا الحديث يدلُّ أنَّ الصيام في سائر أعمال البِرِّ أفضل؛ اهـ[15].

وهو محمول على عدم المشقَّة.


قال ابن بطال - بعد كلامه السابق -: "إلَّا أن يَخشى الصائم ضَعفًا عند اللِّقاء؛ لأنَّه قد ثبت عن الرسول أنه قال لأصحابه في بعض المغازي حين قرب من الملاقاة بأيام يسيرة: ((تقوَّوا لعدوِّكم))[16]؛ فأمَرَهم بالإفطار؛ لأنَّ نفس الصائم ضعيفة، وقد جبَل الله الأجسامَ على أنها لا قوام لها إلَّا بالغِذاء؛ ولهذا المعنى قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن عمرو: ((أفضل الصَّوم صومُ داود؛ كان يصوم يومًا ويُفطر يومًا، ولا يفرُّ إذا لاقى))[17]، فلا يُكره الصوم ألبتة إلَّا عند اللِّقاء وخشيةِ الضَّعف عند القتال؛ لأنَّ الجهاد وقتل المشركين أعظم أجرًا من الصوم لِمن فيه قوَّة"؛ اهـ[18].

 

وقال النووي: "فيه فضيلة الصيام في سبيل الله، وهو محمولٌ على مَن لا يتضرَّر به ولا يُفوِّت به حقًّا، ولا يختل به قِتالُه، ولا غيرُه مِن مهمَّات غزوه"؛ اهـ[19].

والأقرب أنَّ المقصود به النيَّة والقصد؛ أن يكون ابتغاء مَرضاة الله، والاستعمال الشرعيُّ لا يخرُج عن هذا.

((سبعين خَريفًا)): المراد السَّنَة؛ لأنه ليس في السَّنَة إلا خريفٌ واحد.


قال ابن الجوزي: و"الخريف" زمان معلوم من السَّنة تخترف فيه الثمار، المراد به هاهنا السَّنة كلها، والمعنى: مسيرة سبعين سنة؛ اهـ[20].

ومنهم من قال: إنَّ العدد هنا لا مفهوم له، أي: إنَّ المقصود المبالغة في المباعدة.

 

قال القاضي عياض بن موسى (ت: 544): وقوله في فضل الصوم في سبيل الله: ((باعد الله وجهَه عن النار سبعين خريفًا)) - مبالغة في الإخبار عن البعد عنها، والمعافاة منها، و"الخريف" يعبَّر به عن السَّنة، والمراد مسيرة سبعين خريفًا، وكثيرًا ما جاءت السبعون عبارة عن التكثير واستعارة للنِّهاية في العدد، قال الله تعالى: ﴿ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ﴾ [التوبة 80]؛ اهـ[21].

قال ابن دقيق: و"الخريف" يُعبَّر به عن السَّنة، فمعنى ((سبعين خريفًا)): سبعين سنةً.

 

وإنما عبَّر بـ "الخريف" عن السَّنة من جهة أنَّ السَّنة لا يكون فيها إلَّا خريف واحد، فإذا مرَّ "الخريف" فقد مضت السَّنةُ كلها، وكذلك لو عبَّر بسائر الفصول عن العام، كان سائغًا بهذا المعنى؛ إذ ليس في السَّنة إلا ربيعٌ واحد وصيف واحد.

قال بعضهم: ولكن "الخريف" أولى بذلك؛ لأنَّه الفصل الذي يَحصل به نهاية ما بدأ في سائر الفصول؛ لأنَّ الأزهار تبدو في الربيع، والثمار تتشكَّل صُوَرُها في الصيف وفيه يبدو نضجها، ووقت الانتفاع بها أكلًا وتحصيلًا وادِّخارًا في الخريف، وهو المقصود منها، فكان فصل "الخريف" أولى بأن يعبَّر به عن السَّنة من غيره، والله أعلم؛ اهـ[22].

 

الحديث الثاني:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله عز وجلَّ: كلُّ عمل ابن آدم له [كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف؛ م/ 164 - (1151)]، إلَّا الصيام؛ فإنَّه لي وأنا أجزي به، والصيامُ جُنَّةٌ، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يَصخب، فإن سابَّه أحد أو قاتَلَه، فليقل: إنِّي امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده، لَخُلُوفُ فمِ الصَّائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطَر فرِح، وإذا لقي ربَّه فرح بصومه))؛ [خ/ 1894، 1904، 5927 بعضه - م/: 161 - (1151) بعضه، 160 (1151) بعضه، 162 (1151) اقتصر على ((الصيام جُنَّة))، 163 - (1151) ليس فيها ((الصيام جُنَّة)) م/ 164، 165 - (1151) ليس فيهما: الصيام جنة، والنهي عن الرفث والسخب].

 

يستفاد من الحديث:

1- تمييز عبادة الصيام بالأجر والثواب المفتوح:

لم يجعل الله له حدًّا: الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف كما في سائر العبادات.

عن أبي سعيد الخدري، سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أسلَم العبد فحَسُن إسلامه، يُكفِّر الله عنه كلَّ سيئة كان زلفها، وكان بعد ذلك القصاص: الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضِعف، والسيئة بمثلها إلَّا أن يتجاوز الله عنها))؛ [خ/ 41].

 

وفي الصيام: ((كل عمل ابن آدم يضاعَف، الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلَّا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به)).

فجعل ثوابَه مفتوحًا، وأضافه إلى نفسهم وهو الغنيُّ الكريم؛ لأنَّه يحتاج إلى صبر على الشهوتين: البطن والفرج، فكان جزاؤه جزاء الصَّبر ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10].

 

2- الصيام جُنَّة ووقاية من الذنوب:

لهذا أرشد النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى الصَّوم عند العجز عن الزواج:

عن علقمة قال: بينا أنا أمشي مع عبدالله رضي الله عنه، فقال: كنَّا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: [((يا معشر الشباب))؛ غير مذكور في خ/ 1905]، ((مَن استطاع الباءةَ فليتزوَّج؛ [فإنه أغضُّ للبصر، وأحصن للفرج - غير مذكور في خ/ 5065]، ومَن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وِجاء))؛ [خ/ (1905، 5065، 5066) - م/ (1400)].

 

وِجاء: قاطِع للشَّهوة؛ أي: إنَّ ترك الطعام والشراب يَقطع الشهوةَ كما يقطعها الوِجاء؛ وهو رضُّ الأُنثيينِ.

قال أبو عبيد القاسم بن سلَّام (ت: 224): قال أبو زيد وغيره في "الوجاء": يقال للفحل إذا رُضَّت[23] أنثياه: قد وجئَ وِجاءً - ممدود - فهو موجوء، وقد وجأته.

فإن نُزعت الأنثيان[24] نزعًا فهو خصي، وقد خصيته خِصاء، فإن شُدَّت الأُنثيان شدًّا حتى تندرا[25] قيل: قد عصبته عصبًا فهو معصوب.

 

قال أبو عبيد: قوله ((فإنَّه له وِجاء))، يعني: أنه يقطع النِّكاحَ لأنَّ "المَوْجوء" لا يَضرِبُ؛ اهـ[26].

وقال ابن الأثير أبو السعادات المبارك بن محمد الجزري (ت: 606): "الوجاء": أن تُرضَّ أُنثيا الفحلِ رضًّا شديدًا يُذهب شهوةَ الجِماع، ويتنزل في قطعه منزلة الخصي.

وقد وجئ وِجاء؛ فهو موجوء.

وقيل: هو أن تُوجأ العروق، والخصيتان بحالهما؛ أراد أنَّ الصَّوم يقطع النِّكاحَ كما يقطعه الوجاء؛ اهـ[27].

 

3- الصائم اجتمع له فرحتان: فرحة عند فِطره، وفرحة عند لقاء ربِّه.


4- خُلوف فَمِ الصائم أطيَب عند الله مِن ريح المِسْك.

لأنَّ رائحة الفَم تغيَّرتْ مِن تَرْكه الطَّعامَ والشراب لله، فكان جزاؤه أنَّه عند الله أطيَب مِن ريح المسك، كما هو الحال في دَم الشَّهيد.

عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [((والذي نفسي بيده))]؛ [خ/ 2803]، ((لا يُكْلَمُ أحد في سبيل الله، [والله أعلم بمن يُكْلَم في سبيله خ/ 2803 م/ 105 - (1876)]، إلا جاء يوم القيامة واللونُ لون الدَّم، والرِّيح ريح المسك [خ/ 2803، 5533 - م/ 1876].

 

الحديث الثالث:

عن سَهل رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ في الجنَّة بابًا يقال له: الريَّان، يدخل منه الصائمون يومَ القيامة، لا يدخل منه أحدٌ غيرهم، يقال: أين الصَّائمون؟ فيقومون لا يَدخل منه أحدٌ غيرهم، فإذا دخَلوا أُغلق فلم يدخل منه أحد))؛ [خ/ 1896 - م/ 1152].

يتبع...



[1] المحجة في سير الدلجة 4/ 412 - مجموع.
[2] شرح مسلم 17/ 162.
[3] جامع العلوم والحكم (1/ 511).
[4] يأتي في "القصد".
[5] فتح الباري شرح صحيح البخاري (1/ 151، 152).
[6] المحجة في سير الدلجة (4/ 418) - مجموع، فتح الباري (1/ 152).
[7] فتح الباري (1/ 149).
[8] فتح الباري (1/ 164، 165).
[9] اقتصرت على طريق أبي سلمة بن عبدالرحمن.
[10] فتح الباري (4/ 340).
[11] فتح الباري (9/ 12).
[12] إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام 421 - حديث: 204 - ت: أحمد شاكر.
[13] كشف المشكل من حديث الصحيحين (3/ 153) - حديث: 1771.
[14] شرح مسلم (8/ 33).
[15] شرح البخاري (5/ 48).
[16] الموطأ: (1032) مالك عن سمي مولى أبي بكر بن عبدالرحمن عن أبي بكر بن عبدالرحمن عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن رسول الله عليه السلام أمر الناس في سفره عام الفتح بالفطر، وقال: ((تقوَّوا لعدوِّكم))، وصام رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو بكر: قال الذي حدَّثني: لقد رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بالعَرْج [مكان في الطريق بين مكة والمدينة] يصبُّ على رأسه الماء من العطش، أو من الحرِّ. ثم قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ طائفة من الناس قد صاموا حين صُمتَ، قال: فلما كان رسول الله بالكديد، دعا بقدح فشرب، فأفطر الناس. وأخرجه أبو داود (2365) عن القعنبيِّ عن مالك، والنسائي في الكبرى (3029) عن قتيبة بن سعيد عن مالك اقتصر على آخره: أنه رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم صائمًا في السَّفر يصبُّ على رأسه الماء من شدة الحر.
[17] البخاري (1131، 1976،1977، 3418، 3420)، م (1159).
[18] شرح البخاري (5/ 48).
[19] شرح مسلم (8/ 33).
[20] كشف المشكل من حديث الصحيحين (3/ 153) - حديث: 1771.
[21] إكمال المعلم بفوائد مسلم (4/ 115).
[22] إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام 421 - حديث: 204.
[23] دقَّت.
[24] الخصيتان.
[25] تسقطا.
[26] غريب الحديث (2/ 73، 74) - ط: دائرة المعارف.
[27] النهاية في غريب الحديث (5/ 152).




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مناجاة.. بين يدي رمضان
  • بين يدي رمضان (عرض تقديمى)
  • إقبال وتوبة .. بين يدي رمضان (قصيدة)
  • بين يدي رمضان
  • لا تقدموا رمضان بصيام يوم أو يومين
  • بين يدي رمضان (2)
  • بين يدي رمضان (3)
  • خطبة بين يدي رمضان
  • نصائح بين يدي رمضان (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • مقدمات مهمة بين يدي علم المصطلح(مقالة - موقع د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري)
  • مقدمات بين يدي الإسراء والمعراج (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مقدمات بين يدي الصيام(مقالة - ملفات خاصة)
  • مقدمة بين يدي مدارسة كتاب الشمائل المحمدية للإمام الترمذي رحمه الله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مقدمة بين يدي تفسير سورة البقرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بين يدي شهر رمضان المبارك(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بين يدي "وداع رمضان" لابن الجوزي(مقالة - ملفات خاصة)
  • بين يدي رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • بين يدي رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • بين يدي رمضان(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب