يا نساء المسلمين

يا نساء المسلمين [1]

يا نساء المسلمين، مهلاً على أنفسكن أولا من الدنيا وزينتها، ومهلاً على أزواجكن وآبائكن من طلب المزيد والمزيد منها..

كم تهدمت بيوت، وافترق أزواج، وتشرد بنون، من أجل مطالب تافهة تمسكت بها الزوجة، وتخاصم من أجلها الأهل، حتى أصبحت خرابا للبيوت؟

فهذا شكا لي زوجته التي أرادت تغيير أثاث البيت بعد ثلاث سنوات من الزواج!!

وهذا يشكو زوجته لأنها تريد أن يشتري ذهباً بعد زواجهما بأشهر قليلة؛ لأنها كانت معتادة على لبس الذهب في بيت أبيها!

وهذه كلما رأت أختها، أو زوجات إخوتها، قد اشترين متاعاً من متاع الدنيا، تبدأ بالبحث عما تريده هي الأخرى مثلهن.

وهذه تلح على زوجها إلى حد الإرهاق، حتى يشتري السيارة، وحتى يأخذها وأولادها ليقضوا الصيف في بلد آخر!!

وهكذا إلى سلسلة لا تنتهي من المطالب الدنيوية، التي تفوق قدرته المادية، حتى يلجأ إلى التقسيط والاقتراض، حتى يصل إلى درجة ليس من وراءه من عمل إلا التعب والمد من أجل الحصول على المال، وكأنه خلق له فقط!

لماذا طغى حب الدنيا وشهواتها على نفوس النساء؟

لماذا توارى عندهن الخوف من الله، والالتزام بشرع الله؟

لماذا تركض المرأة وراء كل جديد براق؟

"ألم يتحول المتاع الطاهر إلى إسراف كريه، حتى باتت كل واحدة تحرص على كنز ما ينوء حمله أكثر من الرجال من الأثواب والزينات والموضات؟!

ألم تصبح مظاهر العصر وأزياء الغرب مثار تقدمنا، ومظهر سعادتنا، ودليل مسايرتنا للعصر؟!

ألم نتهم الذين لا يخضعون لهذا السيل الآثم بالتأخر والرجعية والجمود والانغلاق، وننعتهم أحيانا بأنهم يحرمون ما أحل الله؟!

ألم نتوار تحت عناوين فضفاضة من المباحات، دون تلمس الحقائق، وفهم الروح الحقيقية لما يباح أو يحرم، والنية المتوارية وراء هذا الجديد؟!

ألم يبدأ الانحراف بخطوة، حتى صار عريًّا وتبرجًا واختلاطًا وإشراكًا ودعارة بمسميات جديدة.

ألم نستمرئ ذلك كله ونركن إلى الدنيا؟!" [2].

لا أريد بهذا الحجر على النساء، وإنما أريد أن تعي المسلمة الدور المطلوب منها، وأن تعرف مهمتها الحقيقية، وألا تنجرف وراء شياطين الإنس والجن، ليخرجوها عن هويتها الحقيقية، وعن دورها الصحيح.

أريد ألا تخسر الآخرة، وأن تتذكر يوم الحساب.

أريد أن توازن المسلمة بين مسئوليتها أمام الله تعالى، وبين متطلبات الدنيا.

أريد أن توازن المسلمة بين رغباتها الدنيوية غير المحدودة، وما تأمله من متاع وزينة فيها، وبين ما عند الله عز وجل من النعيم المقيم.

أريد أن توازن المسلمة بين الدنيا بكل ما فيها، ولحظة الموت.

ولسوف يسألها ربها غدًا عن كل هذا، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

ولعل المرأة الصالحة التي ترجو الله والدار الآخرة، هي التي تعي دورها الحقيقي في هذه الحياة، وتقف من نفسها موقف التأمل والحساب والمراجعة، حتى تظل على الطريق الصحيح لجنة رب العالمين.

((ولعلها أيضًا تدرك حبائل الشيطان وهجمات الجاهلية الخبيثة، بأزيائها ومستحدثاتها ومغرياتها فتبتعد عن الشبهات.

ولعلها تدرك خطورة الانهزام في تافهات الأمور وصغائرها، وما يتبع ذلك من انزلاق وتهديد للإسلام.

إن التسامح ومطاوعة الجاهلية، في مظهر أو تصور أو ملبس أو وضع من الأوضاع، يعني بداية المنزلق الخطير لمسيرة المرأة المسلمة[3].