• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / مواعظ وخواطر وآداب / مواعظ وآداب
علامة باركود

عبر من شهر الصوم

عبر من شهر الصوم
محمد بن محمود الصالح السيلاوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/6/2016 ميلادي - 10/9/1437 هجري

الزيارات: 6972

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عِبَر مِن شهر الصوم


إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهدِه الله فهو المهتدِ، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:

فإن شهرَ رمضان مَوسِم عظيم مِن مواسم الطاعة، ومدرسة لتربية النفوس على الشمائل الحميدة، والكف عن الأعمال المكروهة؛ فأيام هذا الشهر الكريم فرصةٌ مِن فرص العمر، قد لا تعود مرة أخرى لمن بلغها، فربما جاءه الأجل المكتوب قبل أن يدركها في عام قابل.

 

إخواني الصائمين وأخواتي الصائمات، إن اشتغالَ المسلم في هذا الشهر بتربية النفس على الطاعات وكفِّها عن المعاصي والمداومة على ذلك طَوال أيام الشهر - لَمِمَّا يُعينه على استصحاب ذلك معه بعد انقضاء الشهر، فيلازم العبدُ فعل الطاعة واجتناب المعصية إلى أن يتوفاه الله، فيحقِّق أمر الله تعالى بقوله: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99]، وقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

والصيام سرٌّ بين العبد وربِّه، لا يطلع على حقيقته وصدقِه إلا هو سبحانه وتعالى؛ ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة عَشْرُ أمثالها إلى سبعمائة ضِعف، قال الله عز وجل: إلا الصومَ؛ فإنه لي، وأنا أجزي به، يَدَعُ شهوتَه وطعامه مِن أجلي))[1]؛ وذلك لأن بإمكان الإنسان أن يخبِر الناس بأنه صائم، ولكنه إذا خلا بنفسه عن أعين الناس وأغلق عليها الأبواب، أمكَن له أن يأكل ويشرب، ولا يعلم ذلك إلا الله تبارك وتعالى، فيمنَعه مِن ذلك خشيةُ الله تعالى، واطلاعُه عليه، ومراقبته له.

 

قال الحافظ ابن حجر في معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((الصيام لي)): (سبب الإضافة إلى الله أن الصيامَ لم يُعبَدْ به غيرُ الله، بخلاف الصلاة، والصدقة، والطواف، ونحو ذلك)[2].

 

أيها الإخوة الصائمون، إن مِن العِبَر والدروس في الصيام أنه مِن أكثر ما يَسقي شجرةَ الإخلاص في القلب من العبادات، الإخلاص الذي هو نسيان رؤية الخَلْق أمام رؤية الخالق - تبارك وتعالى، والذي فيه تحقيقُ إحدى مرتبتَيِ الإحسان ولا بد؛ فالصائم حقًّا هو الذي يعبُدُ اللهَ كأنه يراه، فإن لم يكُنْ يراه، فإنه يعلَم أنه يراه.

 

قال أحدُ الصالحين: (ولو لم يكفِ الإخلاصَ إلا طردُ الخيانةِ والحقدِ مِن القلب لكفاه شرفًا، فكيف والأعمال بدونه ميتةٌ، وقشرٌ خالٍ مِن اللُّباب؟!).

 

حقًّا، ما أحوجَنا إلى الفرار مِن الرياء والمباهاة بالأعمال! وما أحوجَنا إلى الاختفاء بالأعمال الصالحة مِن عيونِ الخَلْق! وإن كانت الأعمالُ علانيةً مقبولةً بشرط الإخلاص فيها ونعمَّا هي لأصحابها! كما قال تعالى: ﴿ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ [البقرة: 271]، ولكن كم أفسَد حظُّ النفس في كثيرٍ مِن العبادات قلوبَ أصحابها بدلًا مِن تزكيتِها وإصلاحها؛ فإنه ما مِن عبادة مِن صلاة أو صدقة أو جهاد أو إحسان أو تلاوة قُرْآن إلا ويدخلها الرياءُ، إلا الصيامَ؛ فهو عمل غيرُ ظاهر، لا يستطيع أحدٌ أن يرائيَ به.

 

عن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه، قال: خرَج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر المسيحَ الدَّجَّال، فقال: ((ألا أُخبِرُكم بما هو أخوفُ عليكم عندي مِن المسيح الدجال؟))، قال: قُلنا: بلى، فقال: ((الشِّرك الخفيُّ؛ أن يقومَ الرجل يُصلي، فيزيِّن صلاتَه؛ لِما يرى من نظَر رجلٍ))[3]؛ رواه ابن ماجه والبيهقي.

 

فانظُرْ - يا رعاك الله - كيف جعَل النبي صلى الله عليه وسلم فتنة الرياء في الأعمال أخطرَ مِن فتنة الدجال؛ لأن الدجال له علاماتٌ يتعرَّف عليه بها كلُّ مؤمن فيحذَره ويجتنبه، وهو شيء منفصل وخارج عنه، ولكن الرياء خطَره خفي؛ فهو يتسلل بخُفية إلى قلب العبد مِن خلال عبادته التي يظهر بها أمام الخَلْق، ولا بد له مِن ذلك؛فالصيام تربية للفرد على الإخلاص، مِن خلال رؤية الله في الصيام له دون رؤية الخَلْق له، كما في سائر العبادات.

 

وإن مِن أجلِّ الدروس والعِبَر مِن تشريع الصيام ما قد ذكره الله في قوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]؛ فالصيام هو الطريق الموصل إلى تقوى الله؛ لأنه يُضعِفُ دواعيَ المعاصي.

 

أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عبدالله بن مسعود - رضي الله تعالى عنه - قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا معشر الشباب، مَن استطاع منكم الباءةَ فليتزوَّجْ، ومَن لم يستطِعْ فعليه بالصومِ؛ فإنه لو وِجاءٌ))[4]،وبذلك فإن الصومَ يردَعُ عن الأشَرِ والبطَر، وهو حصنٌ لصاحبه مِن الوقوع في الفواحش، فيكسِر شهوة البطن والفَرْج، ويُهوِّن على العبد لذاتِ الدنيا، وحبَّ رئاستها، وإنما يسعى الناس لهذين: الفَرْج والبطن؛ فمَن أكثَر الصومَ، هان عليه أمرُ هذين، وخفَّت عليه مؤنتهما، فكان ذلك رادعًا له عن ارتكاب المحارم والفواحش، ومُهوِّنًا عليه أمرَ الرئاسة في الدنيا، وذلك جامعٌ لأسباب التقوى،رزَقنا اللهُ وإياكم البِرَّ والتقوى، ومِن العمل ما يحب ويرضى؛ إنه سميع قريب.

 

ومِن المناسب ذِكره في هذه المناسبة: أن ننبه إلى بعض أخطاء الصائمين، وكم نجد مِن الصائمين مَن يحرص على سلامة صومه من المفطِرات فيسأل عن أمور دقيقة جدًّا؛ حرصًا منه على سلامة صومه - وهذا محمود - ولكن تجِده يتهاون في الوقوع في مخالفات شرعية في أثناء صومه لا تقلُّ خطورةً في الإخلال به مِن تلك المفطِرات، ونذكر منها:

1 - صوم الظاهر دون الباطن: وهذا أولُ هذه الأخطاء؛ أن يظنَّ العبد أن المقصود بالصوم يقفُ عند الامتناع عن المفطِرات الحسية، وأن يجهَل أن المقصود منه هو حصول التقوى؛ فِعلًا للطاعة، واجتنابًا للمعصية؛ ولذلك قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن لم يدَعْ قول الزُّور والعمَلَ به، فليس لله حاجةٌ في أن يَدَعَ طعامَه وشرابه))[5]، والزُّور: الباطل، فيدخل فيه المعاصي القوليةُ والعملية.

 

2 - سوء الخُلق: فإن كثيرًا من الصائمين يسوء خُلقه بسبب امتناعه عن الأكل والشرب، فيغلُظ على أهله ويقسو عليهم، وكذلك إن كان موظفًا يغلُظ ويقسو على مَن يليه، ويعاملهم بأسلوب فظٍّ غليظ، ويستخدم ألفاظًا نابية لا تليق.

 

3 - الكسل: فبعضهم يتخذ رمضان فرصة للكسل والخمول، ويحتجُّ بأنه صائم، ونحن نجد أن المسلمين الأُوَل كانوا عكس ذلك؛ فكثيرٌ مِن المعارك الإسلامية الشهيرة كانت في رمضان، ولم يكن الصيام فرصة للنوم؛ فالصائم ينبغي أن يعوِّد نفسه على النشاط والإقدام، والقيام بالأعمال الصالحة.

 

4 - الإسراف في الأكل: حتى صار بعض الناس ينفق في رمضان على طعامه أضعافَ ما ينفقه في سائر شهور السنة؛ قال تعالى: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31].

 

5 - تضييع الأوقات: فهي رأس مال الإنسان، بدلًا مِن اغتنامها في الذِّكر والصلاة والدعاء وتلاوة القُرْآن وغيرها من أعمال البر، تجد بعض الناس يُلهي نفسه بألوان مِن المُلْهيات، وهذا يُخشى عليه مِن ذَهاب كثير مِن أجر الصيام.

 

والحمد لله رب العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمَّد وعلى آلِه وأصحابِه أجمعين



[1] أحمد: 9714، ومسلم: 1151.

[2] فتح الباري: 4/ 108.

[3] أحمد: 11252، ابن ماجه: 4204، وصححه الألباني في الصحيحة: 1745.

[4] البخاري: 1905، ومسلم: 1400.

[5] البخاري: 1903.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الخصائص الاقتصادية لشهر الصوم
  • من فضائل شهر الصوم (مطوية)
  • شهر الصوم رحمات ونفحات
  • شهر الصوم والشحن الإيماني
  • الصوم الهادف والصائم الهداف

مختارات من الشبكة

  • مخطوطة العبر في خبر من عبر (النسخة 2)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • عبر وعبرات من ذكريات معتمر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أشهر المفسرين عبر القرون(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حدث في شهر المحرم عبر القرون(مقالة - ملفات خاصة)
  • إندونيسيا: إغلاق مليون موقع عبر الإنترنت في مستهل شهر رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • الحياة عبر الزمن(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أتعرض للابتزاز بسبب علاقة محرمة عبر الكاميرا(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • وقد يجمع الله الشتيتين: 4- ولا أنشد الأشعار إلا تداويا(مقالة - حضارة الكلمة)
  • ممارسة العادة مع الفتيات عبر الإنترنت(استشارة - الاستشارات)
  • جرائم الابتزاز عبر وسائل التواصل الاجتماعي (خطبة)(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب