• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / دروس رمضانية
علامة باركود

القرآن في رمضان (درس رمضاني)

القرآن في رمضان
الشيخ أحمد علوان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/6/2016 ميلادي - 5/9/1437 هجري

الزيارات: 40036

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

القرآن في رمضان

(من دروس رمضان وأحكام الصيام)

للأئمة والدعاة

 

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، الحمد لله الذي خلق الأرض والسموات، الحمد لله الذي علِمَ العَثَرات، فسترها على أهلها وأنزل الرحمات، ثم غفرها لهم ومحا عنهم السيئات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له: له الحمد ما تعاقبت الخطوات، وله الحمد عدد حبات الرمال في الفَلَوات، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: عدد ذرات الهواء في الأرض والسموات، وعدد الحركات والسكنات، وبعد:

فلقاؤنا يتجدد مع النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان، وهذا هو اللقاء السادس، الذي سيكون حول القرآن في رمضان؛ فالقرآن الكريم من أفضل العبادات التي قد يؤديها الصائم في رمضان؛ فالصيامُ والقرآن مترابطانِ متجاوران؛ فقد قرنهما النبي صلى الله عليه وسلم معًا؛ فقد جاء عن عبدالله بن عمرٍو: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الصيام والقرآن يَشفعانِ للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعتُه الطعامَ والشهوات بالنهار؛ فشفِّعْني فيه، ويقول القرآن: منعتُه النوم بالليل؛ فشفِّعْني فيه))، قال: ((فيُشَفَّعانِ))[1].

 

كما أن شهر رمضان هو الشهر الذي نزل فيه القرآن؛ قال ربنا: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185].

 

لذا؛ كان جبريل ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان ليدارسه القرآن؛ عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان؛ لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلةٍ في شهر رمضان حتى ينسلخ، يَعرِض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة"[2].

 

فعلى الصائم أن يدارس القرآن كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدارسه، وأن تكون معايشته للقرآن في رمضان أكثر من غيره؛ فرمضانُ هو شهر القرآن، فليكن همك وهمتك أن تختم القرآن أكثر من مرة في رمضان، وإن كانت الأحاديث الواردة في هذا الباب بعضها يشير إلى عدم قراءة القرآن في أقل من ثلاث ليال، وبعضها يشير إلى سبعة أيام، وأخرى عشرة أيام، وللعلماء في كم تختم القرآن كلام وأفهام؛ فقد قال الإمام النووي - رحمه الله -: "أكثر العلماء على أنه لا تقدير في ذلك، وإنما هو بحسب النشاط والقوة، فعلى هذا يختلف باختلاف الأحوال والأشخاص"[3].

 

يا ترى كم ختمة ختمتَ هذا العام؟!

إذا كان العلماء يرون أن عدد مرات ختم القرآن في رمضان لا تقدير له، ويختلف باختلاف نشاط الصائم وهمته، فنقل لنا التاريخ الهمةَ العالية للسلف الصالح مع القرآن في رمضان، أذكر بعضها[4] حتى يكون في ذلك حافزٌ:

• كان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كل ثلاث ليالٍ، وبعضهم في كل سبع، منهم قتادة، وبعضهم في كل عشرة، منهم أبو رجاء العُطاردي.

 

• كان قتادة يختم في كل سبع دائمًا، وفي رمضان في كل ثلاث، وفي العشر الأواخر كل ليلة.

 

• كان للشافعي في رمضان ستون ختمة يقرؤها في غير الصلاة، وعن أبي حنيفة نحوه.

 

• كان مالكٌ إذا دخل رمضان يفِرُّ من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، ويُقبِل على تلاوة القرآن من المصحف.

 

• كان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة، وأقبل على قراءة القرآن.

 

• ومِن السلف مَن ختم القرآن في ركعة، أو في يوم وليلة؛ فالذين ختموا القرآن في ركعة: عثمان بن عفان، تميمٌ الدَّاريُّ، سعيد بن جبير، ومجاهد، والذين ختموه في يوم وليلة مثل الشافعي.

 

قد يعجَب البعض من هؤلاء، ويقول: كيف هذا في مِثل هذا؟! وهل لأحد أن يعقل هذا؟!

أقول: إن وقع مثل هذا، فقد يستبعد العوام هذا، لكن ليس من الغريب أو العجيب أن يفعل الخواص هذا؛ فربك يعطي من يشاء، ويفتح لمن يشاء، فصاروا مشعلًا في العلم والعمل، ونبراسًا في الدعوة إلى الله، لم يكن همهم حشو البطون، ولا الإغراق في النعم، وإنما بذل الجهد والسعي في شحذ الهمم، ثم هل لأحد أن ينكر الكرامات للأولياء والصالحين الذين عاشوا في القمم.

 

تلك همة السلف وحالهم مع القرآن، فهل ستزاحمهم وتنافسهم؟ وكم ختمة ستقرأ هذا العام؟ ويا ترى هل سيكون حالك مع القرآن بعد رمضان كحالِكَ الآن في رمضان؟ أم ستهجره بعد أن يمضي رمضان؟ وأي نوع من الهجر سيكون؟ هل ستهجر تلاوته أم سماعه أم تدبره أم العمل به؟!

 

حبيبي، ما هو شعورك عندما تمر في ختمتك وتلاوتك على هذه الآية: ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ [الفرقان: 30].

 

تعالَوْا معًا نتذكرأنواع هجر القرآن، وانظر هل أنت منهم!

يقول الإمام ابن القيم: "هجر القرآن أنواع، أحدها: هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه، والثاني: هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه، وإن قرأه وآمن به، والثالث: هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه، واعتقاد أنه لا يُفيد اليقين، وأن أدلتَه لفظية لا تحصِّل العلم، والرابع: هجر تدبُّره وتفهُّمه، ومعرفة ما أراد المتكلم به منه، والخامس: هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلب وأدوائها، فيطلب شفاء دائه من غيره، ويهجر التداوي به"[5].

 

وصية عملية:

ما رأيك لو حملت مصحفك الخاص معك، فقرأت منه في وسائل المواصلات، ومكان العمل، فتلك فرصة تساعدك على قراءة أكبر قدر ممكن.

♦ ♦ ♦

 

السؤال السابع: كم عدد الأنبياء والرسل؟

سأل أبو ذر رضي الله عنه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: كم وفى عدة الأنبياء؟ قال: ((مائة ألفٍ وأربعةٌ وعشرون ألفًا، الرسلُ من ذلك ثلاثمائةٍ وخمسة عشر جمًّا غفيرًا))[6].

 

ومن خلال الحديث: يكون عدد الأنبياء: (124) ألف نبي، وعدد الرسل: (315) رسولًا.

♦ ♦ ♦

 

خاطرة (بعد الفجر): آداب تلاوة القرآن:

إن تلاوة القرآن الكريم لها آداب وأحكام، على القارئ أن يتحلى بها ويتأدب بها، منها:

1- استحضار النية:

فالنية شرط في قبول كل عمل، فمتى صحت نيتك صح عملك، فقُبِلت تلاوتك للقرآن، سَلْ نفسك: لماذا سأقرأ؟ فإن كانت قراءتك لله فامضِ، وإلا فجدِّدْ نيتك؛ حتى تكون صالحة خالصة لله، ويكون عملك مقبولًا مأجورًا مشكورًا.

 

2- الطهارة:

فمن الأدب عند تلاوة القرآن: أن تكون على وضوء، وإن كانت هذه المسألة اختلف فيها العلماء كثيرًا، لكن أرى من الأكمل والأفضل أن تتوضأ قبل القراءة، وإن قرأت بغير وضوء، فلا إثم عليك، وهذا كله متعلق بالحدث الأصغر، يقول الإمام النووي: "أجمع المسلمون على جواز قراءة القرآن للمحدِثِ، والأفضل أنه يتطهر لها، قال إمام الحرمين والغزالي في البسيط: ولا نقول: قراءة المحدِثِ مكروهةٌ؛ فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ مع الحدث"[7]، ويقرأ من حفظه، أما مس المصحف بغير وضوء، فلا يفعل، سواء كان على حدث أصغر أو أكبر؛ عملًا بقول عليٍّ رضي الله عنه: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ، ثم قرأ شيئًا من القرآن، ثم قال: هذا لمن ليس بجنبٍ، فأما الجنب فلا، ولا آية"[8].

 

وهنا نتفق: أن قراءة القرآن في الحدَث الأصغر جائزة بدون وضوء، أما مس المصحف فلا يجوز لغير المتوضأ، سواء في الحدث الأصغر أو الأكبر.

 

وبالنسبة لقراءة القرآن في الحدث الأكبر؛ كالرجل الجنب، أو المرأة الحائض: فلا يقرأ من المصحف أو غيره؛ لحديثِ علي المتقدم، وهذا رأي الجمهور، وهو المنع، ويوجد رأي بالجواز، وفي المسألة خلاف بين الأئمة الأربعة، فمن أراد المزيد فليراجع كتب الفقه.

 

3- استقبال القبلة: وهو من الأدب، وليس من الواجب.

 

4- استعمال السواك:

حتى يجعل رائحة الفم طيبة؛ عن جابر بن عبدالله الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا قام أحدكم يصلي من الليل فليَسْتَكْ؛ فإن أحدكم إذا قرأ في صلاةٍ وضع ملَكٌ فاه على فيه، فلا يخرج مِن فيه شيءٌ إلا دخل فمَ الملَك"[9].

 

5- تحسين الصوت:

عن أبي هريرة: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ((ما أذِنَ اللهُ لشيءٍ ما أذِنَ لنبي حسَنِ الصوت يتغنى بالقرآن، يجهر به))[10]، وعن البراء بن عازبٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((زيِّنوا القرآنَ بأصواتكم))[11].

 

فعلى قارئ القرآن أن يجتهد في تحسين صوته؛ فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يحرصون على ذلك؛ كما جاء عن أبي موسى الأشعري أنه قال: استمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءتي من الليل، فلما أصبحت، قال: ((يا أبا موسى، استمعتُ قراءتك الليلة، لقد أوتيتَ مِزمارًا من مزامير آل داود))، قلت: يا رسول الله، لو علمتُ مكانك، لحبَّرْتُ لك تحبيرًا[12].

 

6- تعاهُد القرآن:

فقد أوصانا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن نتعاهد القرآن بالقراءة؛ عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تعاهدوا القرآن؛ فوالذي نفسي بيده، لهو أشدُّ تفصِّيًا من الإبل في عُقُلِها))[13].

 

وتعاهُدُ القرآن: هو المواظبة على تلاوته، والاهتمام بحفظه وتحفيظه للأولاد، (أشد تفصِّيًا)؛ أي: أسرع خروجًا، (عُقُلها): جمع عِقال، وهو الحبل الذي يُعقَل به البعير.

 

والشاهد من الحديث: أن القرآن قد ينساه صاحبه إذا لم يحافظ على قراءته ويتعاهَدْ وِرْدَه.

 

7- السؤال والاستعاذة:

فمِن هَدْيِه صلى الله عليه وسلم أنه إذا مر بآية فيها رحمة سأل الله، وإذا مر بآية فيها خوف استعاذ بالله، فكما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم "إذا مر بآيةٍ فيها تسبيحٌ سبح، وإذا مر بسؤالٍ سأل، وإذا مرَّ بتعوُّذٍ تعوَّذ"[14].

 

8- التدبُّر:

وهو أهمُّ الآدابِ؛ أن يتدبرَ القارئ ما يقرؤه ويتلوه؛ فقد قال ربنا عز وجل: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 24]، وقال أيضًا: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29].

 

9- سجود التلاوة:

وهو سنَّة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قرأ يوم الجمعة على المنبر بسورة النحل، حتى إذا جاء السجدة نزل فسجد وسجد الناس، حتى إذا كانت الجمعة القابلة قرأ بها، حتى إذا جاء السجدة، قال: "يا أيها الناس، إنا نمرُّ بالسجود، فمن سجد فقد أصاب، ومَن لم يسجد فلا إثم عليه"، ولم يسجد عمر رضي الله عنه، وزاد نافعٌ، عن ابن عمر رضي الله عنهما: "إن الله لم يفرض السجودَ إلا أن نشاء"[15].

 

10- الاجتماع على مجالس القراءة:

إن مِن أجملِ ما يقوم به عُمَّارُ المساجد إقامة مجالس للتلاوة، ثم ما أجمل أن يقوم بذلك الآباء والأمهات مع أبنائهم في البيوت، ويجتمعوا على كتاب الله، وقد بين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوابَ مَن فعل ذلك، فقال: ((... وما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارَسونه بينهم، إلا نزلَتْ عليهم السكينةُ، وغشِيَتهم الرحمة، وحفَّتْهم الملائكة، وذكَرهم اللهُ فيمَن عنده، ومَن بطَّأ به عملُه، لم يُسرِعْ به نسَبُه))[16].

 

تلك عشرة كاملة في آداب تلاوة القرآن الكريم وأحكامِ قراءته.

♦ ♦ ♦

 

درس الفقه: سُنَن الصيام ومستحباته:

يستحب للصائم ما يأتي:

1- السَّحور:

فمن السنَّة للصائم أن يتسحَّر، حتى يستعين بسحوره على صيام النهار؛ عن ابن عباسٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((استعينوا بطعام السحَر على صيام النهار، وبالقيلولة على قيام الليل))[17].

 

وحتى يحقِّق سنَّةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصيام، ومن سنن السَّحور:

• أن يحافظ عليه، ولو على جرعة من ماء؛ عن أبي سعيدٍ الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((السَّحور أَكلةٌ بركةٌ؛ فلا تدَعوه، ولو أن يجرَعَ أحدكم جَرعةً من ماءٍ...))[18].

 

• ومنها تأخير السحور؛ عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تزال أمتي بخيرٍ ما عجَّلوا الإفطار، وأخَّروا السحور))[19]،وعن عائشة تقول: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن الوِصال في الصيام، ويأمر بتبكير الإفطار، وتأخير السحور"[20].

 

2- تعجيل الفطر:

ومِن سنن الصيام أن يعجِّل الفِطر؛ عن سهل بن سعدٍ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((لا يزال الناس بخيرٍ ما عجَّلوا الفِطر))[21].

 

ومن السنَّة في الفطور: أن تفطِر على رُطَب، فإن لم تجد فعلى تمر، فإن لم تجد فعلى ماء؛ عن ثابتٍ البُنانيِّ: أنه سمع أنس بن مالكٍ يقول: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُفطِر على رطباتٍ قبل أن يصليَ، فإن لم تكن رطباتٌ، فعلى تمراتٍ، فإن لم تكن حسَا حسَواتٍ من ماءٍ"[22].

 

3- الدعاء عند الفِطر:

فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول عند فطره: ((اللهم لك صُمْتُ، وعلى رزقك أفطرت))[23]، ((ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله))[24].

 

وإذا دُعِيَ للإفطار عند أحد، فليدعُ له بهذا الدعاء، "أفطَر عندكم الصائمون، وأكَل طعامَكم الأبرارُ، وصلَّتْ عليكم الملائكة"[25].

 

4- إفطار صائم:

عن زيد بن خالدٍ الجهني، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن فطَّر صائمًا، كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا))[26].

 

5- الطهارة من الحدَث الأكبر قبل الفجر:

فعلى الرجل أن يغتسل من الجنابة، والمرأة من الحيض والنفاس، متى تمكن من ذلك قبل الفجر؛ ليكونَ على طُهْر من أول الصوم.

 

والفقهاء متفقون على أن الخلوَّ من الطهارة ليس شرطًا في الصوم؛ فكما جاء عن نساء النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان يصبح جُنبًا من جماع، ثم يصوم؛ فعن عائشة، وأم سلمة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدركه الفجر وهو جنبٌ من أهله، ثم يغتسل، ويصوم[27].

 

6- حِفظ اللسان والجوارح:

لكيلا يضيع أجرك أيها الصائم، فاحفظ لسانك وجوارحك؛ حتى لا يقل الأجر، وينقص ثواب الصيام، حتى لو نالك أحدٌ بسوء، فعليك بما أوصاك به رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان يومُ صوم أحدكم، فلا يرفث، ولا يجهل، فإن جهل عليه أحدٌ فليقل: إني امرؤٌ صائمٌ))[28].

 

فالصائم إن لم يحفَظْ لسانه من الكذب والغِيبة والنميمة وفضول الكلام وكثرة الحلف، أو أطلَق العنان لبصره فنظر إلى الحرام، أو لأذنه فسمعت الحرام، أو ليده فتناولت الحرام، أو لرِجله فمشت إلى الحرام - فهذا كله قد يذهَب بالصوم، فلا يكون للصائم إلا الجوع والعطش؛ جاء عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رُبَّ صائمٍ ليس له من صيامه إلا الجوع، ورُبَّ قائمٍ ليس له من قيامه إلا السهر))[29].

 

وفي ذلك قيل: "فكم من صائمٍ عن الطعام مفطر بالكلام، دائب على القيام مؤذٍ للأنام؛ فهو من لسانه وفعله موزور، وعلى صيامه وقيامه غيرُ مأجور"[30].

 

وقيل:

إذا لم يكُنْ في السمع مني تصاوُنٌ
وفي بصري غضٌّ وفي منطقي صَمْتُ
فحظي إذًا من صومِيَ الجوعُ والظما
فإن قلتُ: إنِّي صمتُ يومي فما صُمْتُ

 

نصْبُ الخِيام في دُروسِ رَمَضَانَ وأَحْكَامِ الصِّيَام لفضيلة الشيخ: أحمد علوان، دار الصفوة بالقاهرة



[1] مسند أحمد (6626)، وقال العلامة أحمد شاكر: إسناده صحيح.

[2] البخاري (4997).

[3] فتح الباري، ج9، ص97.

[4] راجع: لطائف المعارف، لابن رجب الحنبلي، (ج1، ص171)، دار ابن حزم للطباعة والنشر، ط1/ 1424هـ = 2004م.

[5] الفوائد، لابن القيم، ص82، دار الكتب العلمية - بيروت، ط2/ 1393 هـ = 1973 م.

[6] أحمد (22288)، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح، رقم (5737).

[7] انظر: المجموع شرح المهذب، للإمام النووي، (ج2، ص69)، دار الفكر.

[8] مسند أحمد (872)، وقال العلامة أحمد شاكر: إسناده صحيح.

[9] شعب الإيمان للبيهقي (1938)، وذكره الألباني في صحيح الجامع (720).

[10] البخاري (7544)، مسلم (792).

[11] أبو داود (1468)، والنسائي (1015)، وصححه الألباني.

[12] صحيح ابن حبان (7197).

[13] البخاري (5033).

[14] مسلم (772).

[15] البخاري (1077).

[16] مسلم (2699).

[17] سنن ابن ماجه (1693)، ومستدرك الحاكم (1551)، وإسناده ضعيف.

[18] مسند أحمد (11396)، وصححه الأرناؤوط.

[19] مسند أحمد (21312)، وضعفه الأرناؤوط.

[20] مسند أبي يعلى (4367)، وإسناده صحيح.

[21] متفق عليه.

[22] سبق تخريجه.

[23] أبو داود (2358)، وضعفه الألباني.

[24] أبو داود (2357)، ومستدرك الحاكم (1536)، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين.

[25] أبو داود (3854 )، وابن ماجه (1747)، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: صحيح.

[26] الترمذي (807)، وقال: حسن صحيح.

[27] متفق عليه.

[28] ابن ماجه (1691)، ومسند أحمد (7840)، وصححه الألباني.

[29] ابن ماجه (1690)، وصححه الشيخ شعيب الأرناؤوط.

[30] بستان الواعظين ورياض السامعين، لابن الجوزي، ص226.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • عرضُ القرآن في ليالي رمضان
  • رمضان شهر الصيام والقرآن
  • وقفة مع قول الله تعالى : { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن }
  • رمضان هو شهر القرآن والإطعام
  • لا تغضب (درس رمضاني)
  • العبادات تعلمنا النظام (درس رمضاني)
  • ليلة القدر فرصة العمر (درس رمضاني)
  • ولعلكم تشكرون (درس رمضاني)
  • على أبواب رمضان غير نفسك بتدبر القرآن

مختارات من الشبكة

  • كلمات وصفت القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • واجبنا نحو القرآن الكريم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التربية في القرآن الكريم: ملامح تربوية لبعض آيات القرآن الكريم - الجزء الثاني (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • محاضرات في الدفاع عن القرآن: المحاضرة الرابعة: رد دعوى الطاعنين بالقول بنقص القرآن(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • محاضرات في الدفاع عن القرآن: المحاضرة الثالثة: أصول وقواعد في الدفاع القرآن(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • محاضرات في الدفاع عن القرآن: المحاضرة الأولى: تعريف القرآن عند أهل السنة والجماعة(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • رحلتي مع القران (76) وعاء القرآن(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • رحلتي مع القران (69): (مثل من القرآن)(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • شذرات في علوم القرآن (1) جواب القسم في القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • في القرآن منهج السعادة (ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) خطبة عيد الفطر 1443(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب