• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / دروس رمضانية
علامة باركود

الدعاء في رمضان (درس رمضاني)

الدعاء في رمضان
الشيخ أحمد علوان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/6/2016 ميلادي - 4/9/1437 هجري

الزيارات: 50158

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الدعاء في رمضان

(من دروس رمضان وأحكام الصيام)

للأئمة والدعاة


الحمد لله فاطر السموات والأرَضين، الذي تكفل لنا بحفظ الملة والدِّين، أرسل لنا خير الثقلين وأفضل الخلق أجمعين، إمام النبيين والمرسلين، الذي أرسله ربه رحمة للعالمين، ومكَّن له في ربوع الأرض مشارقها ومغاربها ليبلغ هذا الدين، وبعد:

فقد عِشْنا في الحلقة الماضية من حلقات: مع النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان "مع ذكر الله في رمضان"، وهذا هو اللقاء الخامس، وهو بعنوان: (الدعاء في رمضان).

 

أما عن الدعاء في رمضان، فلا يخفى علينا أن الله أعقب آيات الصيام في القرآن الكريم، بآية الدعاء، فقال: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].

 

وفي سنة نبينا صلى الله عليه وسلم ما يؤكد على مكانة الدعاء وعلاقته بالصيام، وأكدت السنَّة أن من الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء: دعاء الصائم عند فطره؛ فعن أنس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد لولده، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر))[1].

 

الهمة العالية في الدعاء:

همة الفاروق عمرَ:

"عن حفصة، قالت: سمعت عمر يقول: اللهم قتلًا في سبيلك، ووفاة ببلد نبيك، قالت: قلت: وأنى يكون هذا؟ قال: يأتي به اللهُ إذا شاء"[2].

 

فقد مات عمر شهيدًا في سبيل الله، عندما طعنه أبو لؤلوة المجوسي وهو يصلي بالناس الفجر في المسجد، ثم استأذن أن يدفن مع صاحبيه - رسول الله وأبي بكر، وتحققت دعوتُه.

 

همة ابن مسعود:

عن عبدالله بن مسعود: أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه بين أبي بكرٍ وعمر، وعبدالله يصلي، فافتتح النساء فسحلها - قراءة متتابعة متصلة - فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَن أحب أن يقرأ القرآن غضًّا كما أنزل، فليقرَأْه على قراءة ابن أم عبدٍ))، ثم تقدم يسأل، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((سَلْ تُعْطَهْ، سَلْ تُعْطَهْ، سَلْ تُعْطَهْ))، فقال فيما سأل: اللهم إني أسألك إيمانًا لا يرتد، ونعيمًا لا ينفَد، ومرافقة نبيك محمدٍ صلى الله عليه وسلم في أعلى جنة الخلد، قال: فأتى عمرُ رضي الله عنه عبدالله ليبشره، فوجد أبا بكرٍ رضوان الله عليه قد سبقه، فقال: إن فعلتَ، لقد كنتَ سباقًا بالخير[3].

 

الشافعي يعلم همة الدعاء:

ويروى أن الإمام الشافعي كان يطوف حول الكعبة، فسمع رجلًا يقول: يا ربي، هل أنت راضٍ عني؟ قال: يا هذا، هل أنتَ راضٍ عن الله حتى يرضى الله عنك؟ قال الرجل: وكيف أرضى عن الله؟ قال الشافعي: إذا كان سرورُكَ بالنقمة كسرورِكَ بالنعمة، فقد رضِيتَ عن الله.

♦♦♦

 

السؤال السادس: كم مرةً ذُكِر اسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن؟

تكرَّر اسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم أربع مرات، وترتيبها كالتالي:

الموضع الأول: قال تعالى: ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ﴾ [آل عمران: 144].

 

الموضع الثاني: قال تعالى: ﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 40].

 

الموضع الثالث: قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ﴾ [محمد: 2].

 

الموضع الرابع: قال تعالى: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الفتح: 29].

♦♦♦


خاطرة (بعد الفجر): آداب الدعاء:

إن عبادة الدعاء يحبها الله عز وجل؛ فهو سبحانه يحب أن يسمع صوت عباده، ينادونه ويناجونه، ويتضرعون إليه ويلجؤون إليه، ويستعينون به ويلوذون بجَنابه، ويُكثرون من سؤاله؛ لذا فسوف أستعين بالله هنا على ذكر آداب الدعاء كما جاءت في القرآن والسنَّة، وجمعت فيها خمسة عشر أدبًا.

1- النية: ذكرت سابقًا أهمية هذا الأدب في كل طلب، وأن قبول الأعمال مرهون بإخلاص النيات، فكلما أخصلت لربك كان هذا أرجى لقَبول عملك، فجدِّدْ نيتَك، واستحضر قلبك عند الدعاء.

 

2- الطهارة: هي أدب وليست شرطًا، بمعنى أنه يجوز أن يدعوَ بلا وضوء، ولكن إن كان على طهارة فهو أفضل؛ فهو يكلِّمُ ربه، ويناجي خالقَه.

 

3- البَدْء بحمد الله والثناء عليه، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم: عن فَضالة بن عبيدٍ صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: سمع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رجلًا يدعو في صلاته لم يمجِّدِ الله تعالى، ولم يصلِّ على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عَجِلَ هذا))، ثم دعاه فقال له - أو لغيره -: ((إذا صلى أحدكم، فليبدأ بتمجيد ربه جل وعز، والثناء عليه، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو بعدُ بما شاء))[4].

 

4- رفعُ اليدين واستقبال القِبلة: عن سلمان الفارسي، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((إن الله حييٌّ كريمٌ، يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرًا خائبتين))[5]، وفي هذا الحديث دليل على مشروعية رفع اليدين في الدعاء.

 

5- ابدأ بالدعاء لنفسك، أولًا ثم اجمع: وقد أشار القرآن لمثل هذا، قال ربُّنا: ﴿ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [الأعراف: 151].

وهذه سنَّة أيضًا نتعلَّمها من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فكان مِن هديِه صلى الله عليه وسلم أنه "إذا ذكر أحدًا من الأنبياء بدأ بنفسه: رحمة الله علينا، وعلى أخي كذا"[6].

 

6- اليقين بالإجابة: بأن تكون على يقين أن الله قريب منك، مستجيب لدعوتك؛ فهو الذي قال في كتابه: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].

وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا تأكيده على ذلك، فقد قال: ((ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلبٍ غافلٍ لاهٍ))[7].

 

7- عدم الدعاء بإثم أو قطيعة رحِمٍ: عن جبير بن نفيرٍ: أن عبادة بن الصامت حدَّثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما على الأرض مسلمٌ يدعو الله بدعوةٍ إلا آتاه الله إياها، أو صرف عنه من السوء مثلها، ما لم يَدْعُ بإثمٍ أو قطيعة رحمٍ))، فقال رجلٌ من القوم: إذن نُكثِرَ، قال: ((اللهُ أكثَرُ))[8].

 

8- عدم الاعتداء في الدعاء: قال الله تعالى: ﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [الأعراف: 55].

وقد أخبَر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيكون أناسٌ يعتدون في الدعاء؛ عن أبي نعامة، عن ابنٍ لسعدٍ، أنه قال: سمعني أبي وأنا أقول: اللهم إني أسألك الجنة، ونعيمها، وبهجتها، وكذا، وكذا، وأعوذ بك من النار، وسلاسلها، وأغلالها، وكذا، وكذا، فقال: يا بني، إني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((سيكون قومٌ يعتدون في الدعاء))؛ فإياك أن تكونَ منهم، إنك إن أعطيت الجنة أُعطيتَها وما فيها من الخير، وإن أُعِذْتَ مِن النار أُعِذْتَ منها وما فيها من الشر[9].

 

9- عدم استعجال الإجابة: عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا يزال يستجاب للعبد ما لم يَدْعُ بإثمٍ أو قطيعة رحمٍ، ما لم يستعجل)) قيل: يا رسول الله، ما الاستعجال؟ قال: يقول: ((قد دعوتُ وقد دعوتُ، فلم أرَ يستجيب لي، فيستحسِرُ عند ذلك ويدَعُ الدعاء))[10].

 

10- إظهار الذل والخضوع بين يدي الله: فإظهار الذل والمسكنة بين يدي الله، قريب من إجابة الدعاء، وهذا يذكِّرُنا بموقف النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة يومَ بَدْرٍ؛ أن من أسباب النصر على المشركين: التذللَ لله والخضوع له؛ قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [آل عمران: 123].

 

11- الإلحاح في الدعاء: كما وصف عبدالله بن مسعود دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "وكان إذا دعا دعا ثلاثًا، وإذا سأل سأل ثلاثًا"[11].

 

12- تحرِّي أوقاتِ الإجابة، وهي: عند سماع النداء - الأذان - وبين الأذان والإقامة، وفي الثلث الأخير من الليل، وآخر ساعة من نهار يوم الجمعة؛ فقد جاء في الحديث أن يوم الجمعة فيه ساعة إجابة، ودُبُر الصلوات المكتوبة، وعند نزول المطر، وعند التقاء الجيشين، وعند شرب ماء زمزم، وعند سماع صياح الديكة، وعند المريض، وفي السجود، وعند إفطار الصائم، ويوم عرفة، وعند الكعبة.

 

13- تجنُّب موانع الإجابة: كأكل الحرام، والربا، وأكل أموال الناس بالباطل؛ عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيها الناس، إن الله طيبٌ لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمَر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ [المؤمنون: 51]، وقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ﴾ [البقرة: 172]، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعَثَ أغبَرَ، يمد يديه إلى السماء، يا رب، يا رب، ومطعَمُه حرامٌ، ومشربه حرامٌ، وملبَسُه حرامٌ، وغُذِيَ بالحرام؛ فأنَّى يستجاب لذلك؟!))[12].

 

14- الإكثار من الدعاء وقت الرخاء: فقد حكى لنا القرآن عن نبي الله يونس عليه السلام: أنه كان مِن الذين يذكرون الله كثيرًا وقت الرخاء، فنجاه الله وقت الشدة؛ قال ربُّنا: ﴿ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [الصافات: 143، 144].

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن سرَّه أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب، فليُكثِرِ الدعاءَ في الرخاء))[13].

 

15- الختام بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم: عن علي قال: "كل دعاءٍ محجوبٌ حتى يصلَّى على محمدٍ وآلِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم"[14].

 

وقال أبو سليمان الداراني - رحمه الله -: "مَن أراد أن يسأل الله حاجة، فليبدأ بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يسأله حاجته، ثم يختم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإن اللهَ عز وجل يقبل الصلاتينِ، وهو أكرمُ مِن أن يدَعَ ما بينهما"[15].

أدِمِ الصلاة على الحبيبْ
فصلاتُه نورٌ وطيبْ
وادْعُ الإلهَ بها تجِدْ
ه دائمًا هو يستجيب
فإذا دعوتَ الله في
أمرٍ عظيمٍ أو عصيب
فابدَأْ دعاءك واختتِمْ
هُ بالصلاة على الحبيب

♦♦♦


درس الفقه: أقوال الأئمة في تبييت النية:

قالوا: "يشترط تبييت النية ليلًا قبل الفجر عند الجمهور، لكنها تصح عند الحنفية في الصوم المعين قبل الزوال، ومجرد التسحر من أجل الصوم يُعَد نية مجزئة؛ لأن السَّحور في نفسه إنما جُعل للصوم، بشرط عدم رفض نية الصيام بعد التسحر، ويكون لكل يوم من رمضان نية مستقلة تسبقه، وأجاز الإمام مالك صوم الشهر كله بنية واحدة في أوله، أما إذا كان الصوم غير واجب فيجوز تأخير النية لِما بعد الفجر، لمن لم يأت بمفطر وأراد أن يكمل اليوم صائمًا تطوعًا فله ذلك"[16].

 

ودليل شرط النية في الفرض: ما جاء عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن لم يُجمِعِ الصيامَ قبل الفجر، فلا صيام له))[17].

 

ودليل عدم اشتراط النية في التطوع: ما ورد عن عائشة أم المؤمنين، قالت: دخَل عليَّ النبي صلى الله عليه وسلم ذات يومٍ فقال: ((هل عندكم شيءٌ؟))، فقلنا: لا، قال: ((فإني إذًا صائمٌ))[18].

 

قال الإمام النووي: "وفيه دليلٌ لمذهب الجمهور؛ أن صوم النافلة يجوز بنية في النهار قبل زوال الشمس"[19].

 

وذكر البخاري في صحيحه بابًا بعنوان: (باب إذا نوى بالنهار صومًا)، وذكر فيه: "وقالت أم الدرداء: كان أبو الدرداء يقول: "عندكم طعامٌ؟"، فإن قلنا: لا، قال: "فإني صائمٌ يومي هذا"، وفعَله أبو طَلحةَ، وأبو هريرة، وابن عباسٍ، وحذيفة رضي الله عنهم"[20].

 

نصْبُ الخِيام في دُروسِ رَمَضَانَ وأَحْكَامِ الصِّيَام لفضيلة الشيخ: أحمد علوان

دار الصفوة بالقاهرة.



[1] السنن الكبرى للبيهقي (6392)، وصححه الألباني.

[2] المعجم الأوسط للطبراني (2795).

[3] مسند أحمد (4255)، وقال العلامة أحمد شاكر: إسناده صحيح.

[4] أبو داود (1481)، والترمذي (3477)، وقال: حسن صحيح.

[5] الترمذي (3556)، وقال الألباني: صحيح.

[6] صحيح مسلم (2380).

[7] الترمذي (3479)، وقال الألباني: حسن.

[8] الترمذي (3573)، وقال: حسن صحيح.

[9] أبو داود (1480)، وقال الأرناؤوط: حسن.

[10] مسلم (2735).

[11] مسلم (1794).

[12] مسلم (1015).

[13] الترمذي (3382)، وحسنه الألباني.

[14] المعجم الأوسط للطبراني (721)، وذكره الألباني في الصحيحة، رقم (2035).

[15] إحياء علوم الدين، للإمام أبي حامد الغزالي، (ج1، ص307)، دار المعرفة - بيروت.

[16] انظر: كتاب الصيام، ص23، الصادر عن دار الإفتاء المصرية.

[17] أبو داود (2454)، والترمذي (2333)، والنسائي (730)، وصححه الألباني.

[18] مسلم (1154).

[19] شرح النووي على مسلم، (ج8، ص35)، دار إحياء التراث العربي - بيروت، ط2/ 1392ه.

[20] البخاري، (ج3، ص23).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • رمضان شهر الدعاء
  • لا تغضب (درس رمضاني)
  • العبادات تعلمنا النظام (درس رمضاني)
  • ليلة القدر فرصة العمر (درس رمضاني)
  • ولعلكم تشكرون (درس رمضاني)

مختارات من الشبكة

  • لماذا تتأخر إجابة الدعاء (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الدعاء فضائل وآداب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الدعاء المستجاب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رمضان المبادرة .. الدعاء الدعاء(مقالة - ملفات خاصة)
  • بعد أذكار الصلاة يعمد كل فردا إلى الدعاء (الدعاء الجماعي في ادبار الصلاة)(مادة مرئية - موقع موقع الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد)
  • من أسباب إجابة الدعاء: الدعاء بأسماء الله الحسنى(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحقيق الرجاء بمختار الدعاء: مختصر كتاب الدعاء للإمام الحافظ الطبراني - بدون حواشي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تحقيق الرجاء بمختار الدعاء: مختصر كتاب الدعاء للإمام الحافظ الطبراني (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الدعاء عدة المؤمن: آداب الدعاء - أسباب وموانع الإجابة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • رمضان وفرص إجابة الدعاء (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب