• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رأس السنة الهجرية
علامة باركود

عبرة الهجرة

عبرة الهجرة
الشيخ أبو الوفاء محمد درويش

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/2/2016 ميلادي - 5/5/1437 هجري

الزيارات: 7105

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عبرة الهجرة


ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعاً من الرسل في هجرته من مكة إلى يثرب؛ فقد هاجر من قبله الأنبياء: هاجر إبراهيم أبو الأنبياء إلى الأرض التي بارك الله فيها، وهاجر لوط من القرية الظالم أهلها حين أراد الله أن يجعل عاليها سافلها ويرسل عليها حجارة من سجيل. وهاجر يونس لما رأى إصرار قومه على الباطل وتماديهم في المنكر. وهاجر موسى من مصر مع بني إسرائيل حين أراد الله أن يأخذ فرعون وقومه نكال الآخرة والأولى. وهاجر يعقوب والأسباط إلى مصر يوم جعل الله يوسف على خزائن الأرض يلتمسون وطناً صالحاً فيه الخصب وفيه لين العيش. وهاجر صالح من ديار قومه حين تأذن الله ليرسلن عليهم العذاب الأليم وهاجر هود يوم أرسل الله على قومه الريح العقيم.

 

وتلك سنة من سنن الله لن تتحول ولن تتبدل. وما من نبي إلا عاش غريباً في أمته ثم رد الله غربته. وليس الغريب من يعيش في مكان قصي ناءٍ عن أهله وسكنه أولى قرابته، بل الغريب من يعيش في مسقط رأسه بين أهله وعشيرته ولكنه لا يجد من بينهم من يشاكله في دين ولا عقيدة ولا خلق ولا فكرة ولا نظرة إلى الحياة. الغريب من قضت عليه صروف الدهر أو تكاليف الحياة أو ضرورة العيش أن يعيش بين قوم ينكرون عليه عقيدته الصحيحة ودينه القويم وعلمه الحق وخلقه الكريم ومواهبه التي اختصه الله بها، والله يختص برحمته من يشاء وهو ذو الفضل العظيم.

 

عاش النبي صلى الله عليه وسلم في مكة أربعين سنة وهو يحس الوحشة ويألم للغربة في بلده وبين ظهراني أهله وعشيرته لما كان يرى منهم مما يجافي الفطرة السليمة وينبو عنه العقل الكامل الرجيح، ولكنه كان يكبت شعوره ويكظم ألمه، ويلقاهم بالوجه الطلق والنفس الرضية المطمئنة والبشر الذي يلين أقسى القلوب، ولهذا كان موضع إكبارهم وإجلالهم وثقتهم ومشورتهم، وكانوا يدعونه الصادق الأمين لما اختصه الله به من الخلق الكريم والشيم الرفيعة والسجايا النبيلة.

 

كان ينكر عليهم - في نفسه - إسفافهم في عقائدهم وإخلادهم إلى عابدة ما صنعت أيديهم أو أيدي أمثالهم من أصنام وأوثان لا تحص ولا تسمع ولا تبصر ولا ت غني عنهم شيئا.

 

كان ينعي عليهم تورطهم في كبائر الإثم والفواحش لأن فطرته السليمة التي فطره الله عليها لم تكن تسكن إلى ذلك ولا ترضاه، بل كانت تنفر منه أشد النفور وتشمئز كل الاشمئزاز، ولكنه لم يكن يعلن إنكاره ونفوره واشمئزازه لأنه ما كان يريد أن يسيء إليهم ولا أن يؤذيهم ولا أن يطعن في دينهم وعادِهم وما كانوا يعتقدون، وكان يكتفي من الإنكار بالبعد عنهم وعدم مشاركتهم فيما لا يرضى. كان يعاملهم معاملة الغريب الحازم الأريب إذا حل دار قوم يخالفونه في عاداته وأحواله، ويخالفهم في دينهم وعقيدتهم، يضمر إنكاره في نفسه، ولا يظهر اشمئزازه من عاداتهم السيئة، ولا يبدي اعتراضاً على سلوكهم الشائن بل يعاشرهم أجمل معاشرة ويبذل لهم من الود والإحسان والمعروف ما يحله من قلوبهم في مكان الإجلال والإكبار.

 

فلما ضاق ذرعاً بهذا الباطل الذي لم يستطيع حيلة لدفعه ولم يهتد سبيلاً لكفاحه وعلم أن الحق غير ما عليه أهله ولكنه لم يعرف مكانه، طفق يلتمسه في العزلة والخلوة والتأمل، فكان يخلو بغار حراء الليالي ذوات العدد، يفر مما يكره، يبحث عما يحب، حتى جاءه الحق من ربه وبعث الله إليه الملك الذي كان يبعثه إلى الأنبياء والمرسلين من قبله، فثلج صدره وقرت عينه وأحس برد اليقين وغمرته أنوار الهداية.

 

ثم كان الله تعالى أن يصدع بما يؤمر وأن يعرض عن المشركين، فأظهر لهم ما كان يخفي عليهم وأبدى ما كان يكتم وقال لهم إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد؛ إن إلهكم لواحد، رب السموات والأرض وما بينهما ورب المشارق؛ إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين، ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها، قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون.

 

وتحداهم بكتاب كريم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، بهرهم بروعة أسلوبه وحسن بيانه وقوة حجته وسمو بلاغته وإخباره بالغيب، فرموه بالكذب والسحر والجنون، وسموا كتابه أساطير الأولين، وقالوا إنما يعلمه بشر فرد الله على كل فرية رموه بها وأبطل كل إفك قذفوه به وقال ﴿ وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً ﴾ [الفرقان: 33].

 

وقضى بين ظهرانيهم بعد الرسالة ثلاثة عشرة سنة يدعوهم إلى ما فيه سعادتهم ونباهة شأنهم في الدنيا والآخرة فما استجاب له إلا المستضعفون.

 

وكانوا يتقاسمون ليؤذوه أذًى بليغاً، فإذا لقوه خارت قواهم وفترت عزائمهم وتراخت أوصالهم وعلتهم رعدة وتصبب العرق على جباههم، فإذا انصرفوا عنه عجبوا لأنفسهم كيف فاتهم تنفيذ ما كانوا يبتغون.

 

هيبة اختصه الله بها، ونظرات وديعة يرمقهم بها فتقع كالسهام في سويداء قلوبهم فتردهم جبناء رعاديد، وما يبدئ الباطل وما يعيد.

 

فكانوا يغرون به سفهاءهم الذين اختلت أعصابهم وضعفت عقولهم ومشاعرهم حتى صاروا كالبهائم العجم، وحتى هؤلاء ما كانوا يستطيعون أن ينالوه بأذى إلى من خلفه حين يسجد لربه، ليتقوا نظراته التي لا قبل لهم باحتمال وقعها في نفوسهم.

 

ولما ضاقوا ذرعاً بأمره طفقوا يمكرون به ليثبتوه أو يقتلوه أو يخرجوه.

 

أذن الله له في الهجرة إلى المدينة، فهاجر من مكة وغادر بها ذكريات عزيزة عليه وأماكن لها في قلبه مكان أمين، فلا تعجب إن علمت أنه وقف بظاهر مكة ثم رمقها بنظرة وقال: إني لأعلم أنك أحب بلاد الله إلى الله، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت.

 

انتقلت الدعوة من مكة إلى المدينة، فكسبت بانتقالها ميداناً جديداً، وصادفت جواً صالحا ورتبة خصبة وأثمرت وأظهرت وآتت أكلها شهياً لذيذاً.

♦♦♦


إن في الهجرة لعبرة للمصلحين والداعين إلى الخير والمقتفين آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نبا وطنك بدعوتك فلا عليك أن ترتاد ميداناً جديداً؛ وعليك أن تضحي بحبك لجدران دارك في سبيل الحق الذي تدعو إليه، فالحق لا وطن له، وحيث وجدت من ينصر الحق معك فهناك وطنك الذي لا ينبغي أن تعدل به وطناً أو تبغي عنه حولا.

 

إذا خذلك أهلك وبنو وطنك ووجدت من دونهم من ينصرك ويؤيدك فهم أهلك وهم عشيرتك فلا تؤثر عليهم أحداً.

 

إن الحق يغطيه ركام من العادة و الوراثة وآثار البيئة؛ وهذا الركام لا يمكن أن ينكشف مرة واحدة؛ فلا ينبغي للمصلح أن ييأس من روح الله مهما يبطئ النصر أو تتراخ من دونه الأيام؛ فلا بد أن يظهر الحق مع إدمان الجهاد، فمن سار على الدرب وصل، ومن أدمن قرع الباب ولج، والعاقبة للصابرين.

 

مكث الإسلام في مكة ثلاث عشرة سنة لا يدخل فيه إلا الضعفاء والأرقاء أفراداً؛ ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يتراجع ولم ينهزم ولم ييأس على الرغم من كل ما كان يلقى من كيد واستهزاء وسخرية، حتى أثمر له صبره وجهاده وثباته ميداناً جديداً فهاجر إليه فظهر الإسلام بهذه الهجرة، ولم يمض بعد ذلك ثمان سنوات حتى دخل الناس في دين الله أفواجاً، وكتب الله لدينه الظهور على الدين كله.

 

علينا أن نأتسي برسول الله صلى الله عليه في قوة إرادته ومضاء عزمه وصبره ومثابرته واحتماله وتضحيته وإيمانه بالحق وثقته بمصير الصابرين، ويقينه وحلمه وسعة صدره، وجميع مظاهر خلقه الكريم إن أردنا أن يكتب الله لنا النصر ونكون من الفائزين.

 

الشمس طالعة نبث الضوء في كل مكان وننشر الدفء في كل ناحية ولكن ليس يدركها من كان على بصره غشاوة أو كان جسمه في خدور. هو معذور إن اعترف بأنه لا يرى ولا يحس وسلم للمبصرين الذين يحسون. أما إن بلغ به التبجح والغرور إلى حد أن ينكر على المبصرين ما تمكنهم سلامة حواسهم من رؤيته، وحاول أن يصدهم عن التعبير عن شعورهم فلا بد أن يؤخذ على يده ليتمتع سليمو الحواس بمشاعرهم ويعبروا عما يشعرون.

 

لو أن الكافرين سلموا للنبي صلى الله عليه وسلم بما يشعر به وما يحسه وتركوه يؤدي رسالة ربه ما شهر في وجوههم سيفا، ولا صوب إلى صدورهم سهما، ولكنهم عارضوه ووقفوا في سبيله، وصدوه عن أداء رسالته، فاقتضت سنة العمران أن ينحيهم عن طريقه ليمضي قدماً نحو غايته، فحاربهم وكتب الله له النصر والظفر ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز.

 

فلنستفد من درس الهجرة النافع المثمر، ولتكن لنا في رسول الله أسوة حسنة ولنعتصم بالصبر والثبات فإن الله مع الصابرين.

 

مجلة الهدي النبوي المجلد الخامس - العدد 2-3 أول صفر 1360هـ





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الهجرة النبوية
  • عبرة الهجرة
  • دروس من الهجرة النبوية
  • دروس وعبر من الهجرة النبوية
  • الهجرة: دروس وعبر (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • كم من فكرة أثمرت عبرة وأراقت عبرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة العبر في خبر من عبر (النسخة 2)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • عبر وعبرات من ذكريات معتمر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: العبرة من حدث الهجرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الهجرة إلى الحبشة: دروس وعبر (4)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الهجرة إلى الحبشة: دروس وعبر (3)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الهجرة إلى الحبشة: دروس وعبر (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الهجرة إلى الحبشة: دروس وعبر (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رحلة الهجرة النبوية: دروس وعبر (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الهجرة دروس وعبر (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب