• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / مقالات
علامة باركود

من وحي السيرة: إشراقة النور

من وحي السيرة: إشراقة النور
أ. محمود العيسوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/8/2015 ميلادي - 10/11/1436 هجري

الزيارات: 8192

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من وحي السيرة

إشراقة النور


على ثَرى مكة، اشتد الظلامُ وخيَّم الليل بحُجُبه الكثيفة على كل شيء فيها، وتراكمت الظُّلمة على الأرض ظلمة من فوق ظلمة، وقطعة من الليل من فوقها قطعة، فكانت ظلمات بعضها فوق بعض، وتَسرَّبت قِطعُ الليل إلى النفوس شيئًا فشيئًا، حتى صارت نفوسُ كثير من أهل مكة لياليَ سوداء قاحلةً لا تعرف غير الخمر والجور والبطش، ثم إنه قد داخَل تلك الظُّلَمَ في النفوس شيءٌ من حُمْرة الشفق حين كانت شمس العقل تنزف آخر قطرات حياتها؛ فتراها لا تعرف غير لغة الدم، ولا تَخُطُّ بين الناس إلا سطور القتل؛ فكانت سجلات حياتهم مملوءة بغيًا وعدوانًا، وتخريبًا وسفكًا للدماء، وإفسادًا في الأرض، ناهيك عن ليالي الشرك التي ما كانت تنجلي عن سماء مكة.

 

وبينما الناس على تلك الحال، بين الظلام الدامس، وذكرى دم الشمس النازف آخر لحظة من النهار، بينما هم كذلك إذ بشعاع يَبرُق فجأة على قمة جبل من جبال مكة، هناك في غار حراء حيث يجلس محمد بن عبدالله يُناجي ربَّه في ساعة السَّحَر من ذلك الليل البهيم، وإذ بهذا الشعاع الذي بَرَق فجأة يجول بين ظلال الليل الكثيفة، فيَهتِك أستارَها، ويَصرَعها ظلمةً من بعد ظلمة، وإذ به يتسلَّل إلى النفوس والقلوب فيغسل عنها ذلك الذي قد علاها من ظلم الليل، وإذ بالليل البهيم يحوم بأجنحته المهيضة ثم يُحلِّق راحلاً عن أرض مكة، وإذ بذلك الشعاع يتطاير نورًا يَغمُر السهول والوديان مُؤذِنًا بفجر يوم جديد مِن أبيضِ وأنصع وأنقى أيامِ الحياة.

 

وأشرق النور على النفوس المظلِمة فاستنارت واستضاءت، وأمطرت سحائبه على النفوس العطشى فروتْها، ونضَح ذلك النور شيئًا من أشعته على النفوس الهَلكى فأحياها، وغسل عن تلك النفوس ما علاها من غبار السنين والأيام.

 

أما محمد بن عبدالله، فإنه لم يكن قد علِق بنفسه شيءٌ من تلك الظُّلَم؛ فقد كان قلبه مملوءًا ضياءً ونورًا، وكان لا يزال يسير على آثار نهار أبيه إبراهيم، فزاده النور الذي هبَط عليه من السماء نورًا على نور، وصارَ يَسير به نهارًا جديدًا ملؤه الجِد والنشاط والعمل، نهارًا ملؤه الكفاح والجهاد.

 

يا ألله! أبعد سنين الظلام، وأعوام الجور، وليالي البغي والعدوان، يُشرِق فجأة فجرُ العطاء والنفحات والمِنَح؟ يشرق فجأة نهارُ الخير والبِر والجود والإحسان؟

 

يا لرحمتك يا ألله، سبحانك وسعتَ كل شيء رحمة!

 

واهًا لتلك اللحظة التي أشرق فيها نور الحق الإلهي الخالد، إنها اللحظة التي اتَّصلت بها الأرض بالسماء، فإذا أرض مكة كأنها سحابة رائعة بديعة تَسبح في فضاء التوحيد الرَّحب، وإذا المؤمنون بهذا الدين الذين أشرقَت نفوسُهم بإشراق نوره كأنهم ملائكة هذه الأرض السماوية البديعة.

 

كان الناس قبل محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم يسيرون في صحارٍ كثيرة؛ صحاري الفكر، صحاري المشاعر، صحاري الضمائر البَوار، التي لا تعرف للحياة معنى، ولا يعرف الإحساسُ إليها سبيلاً، كانوا يسيرون في دروب الهلكة دربًا من بعد دربٍ، فإذ بهذا الرجل العربي الطاهر يأتيهم رسولاً من عند الله واهبِ النور والحياة؛ ليُخرجهم من تلك الظُّلَم المُدلَهمَّة إلى أنوار التوحيد، وليسير بهم في طريق مستقيم لا جبال شاهقة فيه فتُرهِق، ولا وديان غائرة فتُزلِق، وليَنتشِلهم من هذه الصحاري الجرداء القاحلة إلى جنات الدنيا والآخرة.

فأين أنتم يا أتباع هذا النبي من نوره الربانيِّ الرائع البديع؟!


وأين أنتم يا حملة مشاعل الهداية إلى طريقه المستقيم من هذا الطريق الذي تدْعون الناس إليه وتدلُّونهم عليه، وأنتم تسيرون - إلا من رحم الله منكم - في طرق ملتوية معوجَّة، بل إن بعضكم يسير عكس الاتجاه؟!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • السيرة النبوية ومكانتها في الإسلام
  • ملامح سياسية وإستراتيجية في السيرة النبوية (1)
  • ملامح سياسية وإستراتيجية في السيرة النبوية (2)
  • إشراقة: اليأس قطار سريع نحو الموت

مختارات من الشبكة

  • الوحي وحي (قصيدة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • إشراقات من وحي شهر البركات (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • السنة وحي (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ومضات وتجارب من وحي إدارة شؤون المباني(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • السنة النبوية وحي (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تساؤلات وإجابات مسافر من وحي الخبرة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أيها المكذبون وحي السنة النبوي: هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين (PDF)(كتاب - موقع الشيخ الدكتور عبدالله بن ضيف الله الرحيلي)
  • من وحي البيان تفسير لبعض سور القرآن التبيان في سورة الفرقان (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • من وحي الهجرة: درس التضحية (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من وحي الهجرة: من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب