• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / مقالات
علامة باركود

حقوق ما بعد رمضان

حقوق ما بعد رمضان
د. عبدالمنعم نعيمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/7/2015 ميلادي - 13/10/1436 هجري

الزيارات: 11022

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حقوق ما بعد رمضان


الحمد لله ربِّ العالمين، وأصلي وأسلم على نبيه الكريم، وعلى آله الطاهرين، وصحابته الغُرِّ الميامين، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

فالمسلم مكلَّف في شهر رمضان من كل عام بعبادة الصيام؛ يصوم أيامًا معدودات، يتقرب بها إلى ربِّ الأرَضين والسموات؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 183، 184].


ورمضان كما عُلم من النصوص الشرعية شهرٌ للتوبة والإنابة، والطاعة والعبادة، شهرُ تزكية القلوب، والعودة إلى جادة الصواب، شهر العتق من النيران، شهر الصيام والقيام، شهر الإطعام، شهر الصدقة وبذل المال، شهر تُعرض فيه نفحات الرحمن، لأهل الطاعة والإيمان، شهر تتنـزَّل فيه رحمات المنان، على مَن لَزِم فيه آدابَ الصيام.

 

ولرمضان فضائلُ وشمائلُ وخصائص، جَعلَت منه أعظم وأكمل وأفضل وخيرَ شهور العام، عند جمهور علماء الإسلام، ويكفيه فضلاً أن الصائم فيه حقَّ الصيام، والقائم فيه حقَّ القيام يَغفر الله عز وجل له ما تقدم من ذنبه؛ فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَن صامَ رمَضانَ إِيمانًا واحتِسابًا، غُفِرَ له ما تَقدَّم مِن ذَنبِه)[1]، وقال: (مَن قامَ رمَضانَ إِيمانًا واحتِسابًا، غُفِرَ له ما تَقدَّم مِن ذَنبِه)[2].

 

بل مَن صام رمضان وقامه؛ إيمانًا بثواب صيامه وقيامه، واحتسابًا وتحريًا وطلبًا لهذا الثواب، خرَج مِن ذنوبه كيومِ ولدَته أمه؛ فعن عبدالرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ذكَر شهر رمضان ففَضَّله على الشهور[3]، وقال: (مَن قامَ رمَضانَ إيمانًا واحتِسابًا خَرج مِن ذُنوبِه كيَومِ ولَدَتْه أمُّه)[4]، وفي الحديث أيضًا: (إنَّ الله تبارَك وتَعالى فرَض صِيامَ رمَضانَ عليكم، وسَنَنتُ لكم قيامَه، فمَن صامَه وقامَه إيمانًا واحتِسابًا خرَج مِن ذُنوبِه كيَومِ ولَدَتْه أمُّه)[5]، قال السِّندي: "ظاهره الشُّمول للكبائر"[6].

 

وأمَّا مَن أكرمه الله عز وجل بمُوافقة أعظم ليلة من ليالي العام؛ ليلة القدر، غُفر له ما تقدم من ذنبه، وإن بلَغ مِن العمر عتيًّا؛ فهي خيرٌ مِن ثلاث وثمانين سنة وأربعة أشهر؛ فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ )[7]، وعن عُبادَةَ رضي الله تعالى عنه مرفوعًا: (مَن قامَها ابتِغاءَها ثُمَّ وقَعتْ له غُفِر له ما تقَدَّم مِن ذَنبِه)[8].

 

فإذا انسلخ رمضان، وودَّعه المسلم بمقدم شوال، وجب في حق مَن شهده سالِمًا من الأعذار فصام فيه وقام؛ أن يوفِّي بحقوق ما بعدَ رمضان؛ إذ لرمَضان وهو حاضرٌ بيننا حقوق، كما أنَّ له حقوقًا بعد انقضائه.

 

وحقوقُ ما بعدَ رمضان كثيرة، أذكر طرَفًا منها:

1 - لزوم الاستقامة؛ والاستقامة كما عرَّفَها النووي: "مُلازمة الطريق بفِعل الواجبات وترك المنهيَّات"[9]، فالصائم قد عاهدَ الله سبحانه في رمضان بلزوم الإنابة، والاستقامة على الطاعة، والتمسُّك بالتقوى في الحياة الدنيا؛ للنجاة في الحياة الأخرى.

 

وقد افتتَح الله عز وجل آياتِ الصيام في رمضان ببيان المقصَد الشرعيِّ من تشريع الصوم في هذا الشهر، وهو نفسه المقصَد الشرعيُّ العامُّ لكل صوم مشروع؛ إنْ على وجه الفرض والوجوب، أو على وجه السُّنة والندب، فقال الله جلَّ وعلا: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، ثم ختَم سبحانه آيات الصيام بقوله: ﴿ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 187].


فأيُّنا قد عاهد الله عزَّ وجل بعد انقضاء أيام رمضان المبارك على لزوم التقوى في الجهر والسرِّ والنجوى، والاستقامة عليها؟

أحبَّتي، يرعاكم الله تعالى برعايته، اعلموا أنَّ الاستقامة أمرها عظيمٌ جَلل، وليس كل الناس يستطيعونها، إلاَّ مَن يسَّرها الله له، وسهَّل له أسبابَها؛ يدل على ذلك أدلة، منها: قوله تعالى في سورة هود: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [هود: 112].


والآية فيها خِطابان:

خطابٌ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ﴾ [هود: 112] يا محمد، وخطاب لأمته: ﴿ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ ﴾ [هود: 112] من المؤمنين.

 

وظاهر الأمر بالاستقامة في نصِّ الآية: ﴿ فَاسْتَقِمْ ﴾ [هود: 112] يُفيد الوجوب؛ لأنَّ الاستقامة على طاعةِ الرحمن، ومُنابذةِ الشيطان لا شكَّ واجبة، وهذا مما لا يَختلف حوله اثنان. ونظرًا لعظم هذا الأمر الرباني بلزوم الاستقامة الوارد في سورة هود عليه السلام؛ قال ابن عبَّاس رضي الله تعالى عنهما: "ما نَزَل على رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلم في جَميعِ القرآنِ آيةٌ أشَقُّ عليه مِن هذه الآيَة"[10].

 

ولذلك لما رأى أبو بكر رضي الله تعالى عنه النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال له: يا رسول الله، شِبْتَ، فقال: (شيَّبَتني هودٌ وأخَواتُها!)، وفي لفظٍ: (شيَّبَتْني هودٌ والواقِعَة والمُرسَلاتُ وعَمَّ يَتساءلون وإذا الشَّمس كُوِّرَت)[11].

 

وإنما خصَّ هودًا وأخَواتِها بقوله: (شيَّبَتْني) إظهارًا لعظمةِ وهولِ ما جاءت به آيُ هذه السُّوَر؛ فقد عالجَت أخَواتُ هودٍ في مجملها ما يقَع يوم القيامة من أهوالٍ مفزِعة، ونَوازلَ راعبة، يَشيب لها الوِلدان؛ وتَذهل فيها المرأة عما تَحمل في بطنها أو يَرضعُ ثديها من أطفال، كما قال ربُّنا المتعال: ﴿ فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا ﴾ [المزمل: 17]، ﴿ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾ [الحج: 2]، يومئذ يتنكَّر الناس لبعضهم البعض؛ أقارب كانوا أم أباعد، لسانُ حالهم ومَقالهم: نَفسي نفسي؛ ﴿ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ﴾ [عبس: 34 - 37].


وأما سورة هود فيَكفيها هَولاً وفزعًا أنها تضمَّنَت آيةَ الاستقامةِ على دين الله تعالى، وهي طَوق النَّجاة في الأولى والآخرة؛ فالسعيدُ كلَّ السعادة الذي استقام على عبادة ربِّه حتى أتاه اليقين، والشقيُّ كلَّ الشقاوة؛ الذي اعتسَف عن عبادة ربِّه، ولقيَه بجُرمه العظيم.

 

قال أبو القاسم القشيري رحمه الله تعالى: "الاستقامة درجة بها كَمال الأمور وتمامها، وبوجودها حصولُ الخيرات ونِظامها، ومن لم يكن مستقيمًا في حالِ سعيه ضاع سعيُه وخاب جِدُّه"[12].

 

وقال الواسطي: "الاستقامة الخَصلة التي بها كَمُلت المحاسن، وبفَقْدِها قَبُحت المحاسن"[13].

 

بل إن الاستقامة أصل من أصول الإسلام، وشاملة له اعتقادًا وقولاً وعملاً، كيف لا وهي تَعني مُلازمة طريق الإسلام، وملازمةَ شرائع الإسلام؛ مِن صلاةٍ وزكاة، وحجٍّ وصيام، وغيرِها، ومَن ذا الذي يَرجو السلامة والعافية في الدنيا والآخرة بدون استقامة؟!

 

ولذلك لما جاء أبو عمرٍو - وقيل: أبو عَمرة - سفيانُ بن عبدالله الثقفيُّ رضي الله تعالى عنه قال: قلتُ: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولاً لا أسال عنه أحدًا غيرك، قال: (قُل آمنتُ بالله ثمَّ استَقِم)[14].

 

ومعنى قولِه رضي الله عنه: قل لي في الإسلام قولاً لا أسال عنه أحدًا غيرَك؛ "أي: علِّمني قولاً جامعًا لمعاني الإسلام، واضحًا في نفسه؛ بحيث لا يَحتاج إلى تفسيرِ غيرك - أعمل عليه، وأتَّقي به، فأجابه صلى الله عليه وسلم بقوله: (قُل آمنتُ بالله ثمَّ استَقِم)"[15].

 

قال ابنُ دقيق العيد: "هذا مِن جوامع الكَلِم التي أوتِيَها صلى الله عليه وسلم؛ فإنه جمَع بهذا التساؤل في هاتين الكلمتين معانيَ الإسلام والإيمان كلَّها؛ فإنه أمره أن يجدد إيمانه بلسانه، متذكرًا بقلبه، وأمَره أن يَستقيم على أعمال الطاعات، والانتهاء عن جميع المخالفات؛ إذ لا تتأتَّى الاستقامة مع شيء من الاعوجاج؛ فإنها ضدُّه، وهذا كقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ﴾ [فصلت: 30]... الآية؛ أي: آمَنوا بالله وحده، ثم استقاموا على ذلك وعلى الطَّاعةِ إلى أن توفَّاهم الله عليها؛ قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "استقاموا واللهِ على طاعته، ولم يَرُوغوا رَوَغانَ الثعلب"[16]؛ ومعناه: "اعتدلوا على أكثر طاعة لله؛ اعتقادًا وقولاً وفعلاً، وداموا على ذلك، وهذا معنى قول أكثر المفسرين، وهي معنى الحديث إن شاء الله تعالى"[17].

 

إذَن أمر الاستقامة عظيم وليس بهيِّن، وليس كل الناس يطيق الصبر عليها إلا مَن يَسَّر الله له أسبابَ تحصيلها والثبات عليها؛ وفي هذا المعنى يقول القُشيري: "وقيل: الاستقامة لا يُطيقها إلا الأكابر؛ لأنها الخروج عن المعهودات، ومفارقة الرسوم والعادات، والقيامُ بين يدَيِ الله تعالى على حقيقة الصِّدق؛ ولذلك قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (استَقيموا ولَن تُحصوا)[18]"[19].

 

وأما ثمرة الاستقامة فبيَّنها الله جل وعلا في قوله: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [الأحقاف: 13]، "فلا خوف عليهم؛ أي: فيما يَستقبلون، ولا هم يحزنون؛ أي: على ما خَلَّفوا"[20].

 

وقال: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ﴾[فصلت: 30 - 32].


فمَن داوم على الاستقامة تُبشِّره الملائكة عند نزع الروح وفي قبره ألاَّ يخاف على ما هو قادمٌ عليه من أمر الآخرة، ولا يحزن على ما خلَّفه من أمر الدنيا مِن ولدٍ وأهل ومال، "نحن أولياؤكم وقُرناؤكم في الدنيا، نُسدِّدكم ونوفقكم ونحفظكم بأمر الله، ونحن أولياؤكم في الآخرة نؤنِس منكم الوَحْشةَ في ظلمات القبور، وعند النَّفخة في الصُّور، ونُؤمِّنكم يوم البعث والنُّشور، ونجاوز لكم الصراط المستقيم، ونوصلكم إلى جنَّات النعيم.

 

ولكم فيها ما تشتهون يوم القيامة ويوم تدخلون الجنة، فتَجدون ما تَشتهيه أنفسكم، وتقَرُّ به أعينُكم، كل ذلك نزلاً وضيافة وإنعامًا وعطاءً من ربِّكم، الذي غفَر ذنبكم ورَحِمكم وتلطَّف بكم"[21].

 

فانعَم أيُّها العبد المستقيم على دين ربِّه بنعمة الاستقامة؛ فإنها والله كما قيل: "أعظمُ الكرامة لزومُ الاستقامة"، وكما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (استَقيموا ولَن تُحصوا)؛ ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: (ولَن تُحصوا)؛ أي: "لن تُحصوا ثوابَ الاستقامة"[22]. وقد مرَّ معنا ثوابُ لزوم الاستقامة.

 

وأشيرُ إلى أن مظاهر الاستقامة على مَكاسب رمضان التي يَتعيَّن على المسلم مُراعاتُها بعدَ رمضان لها أوجُهٌ عديدة منها: أن يستقيم على صيام أيامٍ مِن أشهُر العام؛ قيام الليل والناس نيام، تلاوة القرآن، إطعام الطعام، الصَّدقة لأهل المسكنة والحرمان، كثرة الخُطا إلى أفنِيَة الرَّحمن، صلة الأرحام...

 

2 - مِن حقوق ما بعد رمضان أيضًا: أن يَسأل العبدُ ربَّه عزوجل قَبولَ صيام رمضان وقيامِه، وأن يبلِّغه رمضان من العام المقبل؛ لأن الدعاء أحدُ أهم العبادات التي يُلازمها الصائم ويُداوم عليها طيلة أيامِ وليالي رمضان، فيكون أنيسَه في خَلوته وجَلوته؛ ولهذا ورَد الأمر بالدُّعاء في هذا الشهر الفضيل في قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186]؛ فالله عز وجل قريبٌ من عباده بعِلمه وسمعه وبصره جلَّ وعلا، يَراهم ويَكلَؤهم ويسدِّدهم، لا يَعزُب عنه مثقالُ ذرة في السموات والأرضين.


وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يسأل ربَّه جلَّ وعلا أن يُبلِّغه شهر رمضان يقول: (اللهمَّ بارِك لَنا في رجَبَ وشَعبانَ وبَلِّغنا رمَضان)[23]، وكان السلف يدعون الله تعالى ستَّة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبَّله منهم، وكان مِن دُعائهم: "اللهم سلِّمني إلى رمضان، وسلِّم رمضان إليَّ، وتسلَّمه مني متقبلاً".

 

3 - أيضًا من الحقوق المتعلقة برمضان بعد انقضائه، وبخصوص مَن فرَّط في جَناب هذا الشهر الفضيل فلم يَصُمه حقَّ الصيام، ولم يَقُمه حقَّ القيام، وجب عليه لِزامًا تعجيلُ التوبة مِن شنيعِ ما صَنع، وأن يَسأل ربَّه الغفورَ ذا الرحمة أن يَغفر له تقصيره؛ فقد أدرك رمضانَ ولم يُغفر له، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول في هذا المعنى: (رَغِمَ أنفُ امرِئٍ دخَل عليه رمَضانُ ثمَّ انسَلخ قبلَ أن يُغفَرَ له)[24]؛ أي: يا ويلَه ويا عظيمَ حسرتِه على ما ضيَّع وفرَّط؛ فهذا لن ينال ثواب صيام رمضان وقيامه، وإن ثوابه عتقٌ من النيران، ودخولُ الريَّان، ونيل أنهار وجِنان!

 

4 - كذلك على العبد المسلم أن يحرص كلَّ الحرص على إبراء ذمته من دُيون رمضان، وهذا أيضًا من حقوق رمضان إذا انقَضى؛ فكل مَن ألجأه العذرُ الشرعي فأفطر أيامًا مِن رمضان وجَب عليه قضاءُ ما عليه، "وتعجيلُ القضاء وجهٌ مقدَّم عند جمهور أهل العلم"[25]؛ لأن العمر محدودٌ قريب، والموت ليس ببعيد، والأولى أن يُبادر العبد بالقضاء قبل أن يأتيَه الموت بَغتة، فيُلاقي ربَّه وهو مفرِّط في عبادة الصوم، إلا إذا عجَّل القضاء، غير أنَّ سلطان الموت أو عذرَ المرض عاجَلَه قبل تمام القضاء، ففي هذه الحالة لا يُعدُّ مُفرِّطًا متى كان مبيِّتًا لنيَّة القضاء وإلا عُدَّ مفرِّطًا.

 

ومع هذا فللصائم أن يؤخِّر قضاء رمضان؛ لأن القضاء واجبٌ موسَّع؛ فعائشة رضي الله تعالى عنها مثلاً كانت تؤخر قضاء رمضان عامًا تقريبًا؛ فقد ثبت عنها قولُها: "كان يكون عليَّ الصومُ مِن رمضان فما أستطيع أن أقضيَ إلاَّ في شعبان"[26]، بل يَظهر - والله أعلم بالصواب - أنَّ عموم نساء الصحابة كُنَّ يَفعَلن ذلك؛ ففي الرواية الأخرى قالت عائشةُ رضي الله تعالى عنها بصيغة الجمع المؤنث: "لقد كانت إحدانا تُفطر في رمضان فما تَقدر على أن تَقضي حتَّى يدخل شعبان"[27].

 

وقد تأوَّل العلماء السبب الذي حمل عائشة رضي الله تعالى عنها ألا تقضيَ ما عليها من دَينِ رمضان إلاَّ في شعبان - بجملةٍ من التأويلات؛ منها: ما ذكَره البخاري في صحيحه قال: "قال يحيى: الشغل من النبي صلى الله عليه وسلم، أو بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم".

 

وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يؤخر قضاء رمضان نحو شهرين، فيقضيه في شهر ذي الحجة؛ يقول: "ما أيام أحبَّ إليَّ أن أقضي فيها شهرَ رمضان من هذه الأيام العشر من ذي الحجَّة"[28]، وفي المدونة: "أيقضي الرَّجل رمضانَ في العشر؟ فقال: نعم، قلت: قول مالك؟ قال: نعم"[29].

 

واختلف العلماء في قضاء رمضان: هل يُقضى مُتتابعًا أو مفرَّقًا [30]؟فأما الجمهور فرأَوا أن التتابع ليس بواجب، وعليه فالمكلَّف مُخيَّر بين التتابع أو التفريق، وهو مذهب ابن عباس؛ قال: "لا بأس أن يفرِّق؛ لقوله تعالى:﴿ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ﴾ [البقرة: 185]"[31].

 

ورأى بعضُهم استحبابَ التتابع دون وجوبِه، وهو مذهب أبي هريرة رضي الله تعالى عنه؛ وفي ذلك حدَّث مالكٌ رحمه الله تعالى في موطَّئه عن ابن شهاب، أن عبدالله بن عباس وأبا هريرة رضي الله تعالى عنهما اختَلفا في قضاء رمضان؛ "فقال أحدهما: يفرَّق بينه، وقال الآخر: لا يُفرَّق بينه، لا أدري أيهما قال: يفرَّق بينه".

 

وبالنظر إلى ما ذكَره البخاري في صحيحه عن ابن عباس قال: "لا بأس أن يفرَّق"؛ يظهر أن القول بالتتابع هو قول أبي هريرة لا ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. هذا ولابنِ عباس قولٌ آخَرُ بالتتابع، ومثله حُكي عن عمرِو بن العاص، ومعاذ، وأبي عبيدة بن الجراح، وعروة بن الزبير، وعطاء، وابن ربيعة[32].


وكذلك القول باستحباب التتابع هو مذهبُ ابن عمر رضي الله تعالى عنهما؛ فعن مالكٍ عن نافعٍ أن عبدَالله بن عمر رضي الله عنه كان يقول: "يصوم قضاء رمضان متتابعًا مَن أفطرَه مِن مرض أو سفَر"[33]، وهو مذهب علي رضي الله تعالى عنه أيضًا[34]، وبه قال سعيدُ بن المسيب؛ فعن يحيى بن سعيد أنه سمع سعيد بن المسيِّب يُسأل عن قضاء رمضان، فقال سعيد: "أَحبُّ إليَّ أن لا يفرَّق قضاءُ رمضان وأن يُواتَر"[35].


والقول باستحباب التتابع هو مذهب إمامنا مالكٍ أيضًا[36]؛ فعن يحيى قال: "سمعتُ مالكًا يقول فيمن فرَّق قضاء رمضان فليس عليه إعادة، وذلك مجزئٌ عنه، وأحبُّ ذلك إليَّ أن يتابعه"[37].


وعن مالكٍ عن حُميدِ بن قيس المكِّي أنه أخبر مالكًا قال: "كنتُ مع مجاهد وهو يطوف بالبيت، فجاءه إنسان فسأله عن صيام أيام الكفارة متتابعات"، قال مالك: "وأحبُّ إليَّ أن يكون ما سمَّى الله في القرآن، يُصام متتابعًا"[38].

 

ومنتهى الكلام في حقِّ مَن يَقضي أيامًا من رمضان ألاَّ يؤخِّر قضاءه إلى ما بعدَ رمضان المقبِل؛ فإن فعل ذلك لزمه أمران: قضاءُ ما في ذمته من أيام الصوم، والإطعام بفديةٍ قدرَ مُدٍّ بمُدِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أي: رطل وثُلث[39]، والمُد "هو ملءُ اليدَين المعتدلتين، لا مَقبوضتين ولا مَبسوطتين"[40].

 

والقول بالتَّكفير بفِدْية قدرَ مُدٍّ مذهبُ الجمهور ومنهم مالك[41]، وبه قال أبو هريرة وابن عبَّاس رضي الله تعالى عنهما[42]، وخالف إبراهيمُ النَّخعي والحسنُ وأبو حنيفة؛ فمذهبهم أن يَقضي المفرِّط في صوم رمضان ما عليه دون وجوبِ كفَّارة التأخير عليه، وبه قال البخاري، وحجَّته ما ذكَره في صحيحه: "لم يَذكر الله الإطعام، إنما قال: ﴿ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ﴾ [البقرة: 185]"[43].

 

كذلك مِن ديون رمضان: تأديةُ كفَّارة مَن انتَهك حرمتَه بتعمُّد أكلٍ أو شربٍ أو جماع؛ إمَّا "أن يُعتق رقبةً مؤمنة، أو يصوم شهرين متتابعين، أو يطعم ستِّين مسكينًا، لكل مسكين مُدٌّ بمدِّ النبي صلى الله عليه وسلم، واستحبَّ المالكية الإطعام؛ لأنه أعمُّ نفعًا"، قال ابن زيد القيرواني: "فذلك أحبُّ إلينا"[44].

 

وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: بينَما نحن جلوسٌ عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجلٌ، فقال: يا رسول الله، هلَكتُ، قال: (ما لك؟) قال: وقعتُ على امرأتي وأنا صائمٌ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هل تجد رقبةً تعتقها؟) قال: لا، قال: (فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟) قال: لا، فقال: (فهل تجد إطعام ستين مسكينًا؟) قال: لا، قال: فمكث النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فبينا نحن على ذلك، أُتي النبيُّ صلى الله عليه وسلم بعَرقٍ فيها تمرٌ، والعَرق: المكتَل (وعاءٌ يُشبه القفَّة)، قال: (أين السائل؟) فقال: أنا، قال: (خذها فتصدق به)، فقال الرجل: أعلى أفقرَ مني يا رسول الله؛ فوالله ما بين لابَتَيها - يريد الحَرَّتَين (أي ما بين طرَفَي المدينة) - أهلُ بيتٍ أفقرَ مِن أهل بيتي! فضحك النبيُّ صلى الله عليه وسلم حتى بدَت أنيابُه، ثم قال: (أطعِمْه أهلَك)[45].

 

إذَن حاصل القول فيمن كان عليه قضاءُ صومٍ مِن رمضان أن يَعلم على وجه الإلزام أمورًا:

• قضاء رمضان واجبٌ موسَّع، والمكلَّف مخيَّر بين أن يتعجَّل قضاءه أو يؤخره، والتعجيل وجه مقدَّم.

 

• التتابع في قضاء رمضان ليس بواجبٍ باتِّفاق، ويبقى المكلَّف مخيَّرًا بين قضائه مُتتابعًا أو مفرَّقًا، والتتابع وجهٌ مقدَّم في مذهب مالك.

 

• مَن أخَّر قضاء رمضان غيرَ مفرِّط ففاجأَه الموت ولم يؤدِّ ما عليه مِن صوم، فالحكم على نيَّته والله أعلم بها؛ فيُعذَر إنْ بيَّت نيةَ قضاء الصوم ثم حال الموتُ دونه، وإلا فهو مُفرِّط غير معذور، والمهم في كل ذلك أيضًا ألاَّ يَدخل عليه رمضانُ المقبل ولم يقض ما عليه من صوم.

 

• من أدركه رمضان وكان عليه قضاء من رمضان الماضي، فعليه قضاءُ ما عليه، مع إخراج فِدية طعام قدر مُدٍّ عن كل يوم أخر قضاءه.

 

5 - أيضًا من الحقوق المتعلقة بصوم رمضان إخراج زكاة الفِطر؛ التي تجبر صوم العبد وتطهِّره مما قد علق به من لغوٍ ورفَث. مَن لم يؤد زكاة الفطر عالِمًا مختارًا متعمدًا يأثم قولاً واحدًا لأهل العلم، وتَبقى زكاة الفطر دَينًا في عنقه حتى يؤدِّيَها فتبرأ منه الذمَّة؛ لأن حُكم زكاة الفطر مُتردِّد بين الوجوب والسنة المؤكدة، وإن كان ظاهر الأدلة أنها فرض، وهو قول الجمهور[46]؛ ولذلك قال البخاري: "باب فرض صدقة الفطر"؛ وذكر حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: (فرَض رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم زَكاةَ الفِطر...)[47]، ونقل ابن المنذر الإجماعَ على ذلك قال: "وأجمعوا على أن صدقة الفطر فرض[48]، وكذلك ثبت نحوُه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، وعلى كِلا الحكمين - الوجوب أو السنَّة المؤكدة - يتقرَّر لدينا اتفاقًا أن تارك زكاة الفِطر آثم.

 

6 - أيضًا من الحقوق التي يستحب للصائم تحصيلها بعد تَمام شهر رمضان صيامُ ستة أيام من شهر شوال؛ وعن فضل صوم هذه الأيام روى أبو أيُّوب الأنصاريُّ رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَن صامَ رمضانَ ثمَّ أتبَعَه ستًّا مِن شوَّال كان كصِيام الدَّهر)[49].

 

والدهر هو تمام السَّنَة؛ أي: اثنَي عشَر شهرًا؛ دليل ذلك ما رواه ثوبان رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن صامَ رمضانَ وسِتَّةَ أيَّامٍ بَعد الفِطر كان تَمامَ سَنةٍ؛ فمَن جاء بالحسَنة فلَه عَشرُ أمثالِها)[50].

 

وبقانون الثواب والأجر الإلهي بالفَضل: شهر رمضان بعشرة أشهر، وستة أيام من شوال بشهرين وهذا تَمام سَنة، كما رَوى ذلك صريحًا ثوبانُ رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَن صام رمضانَ فشَهرُه بعَشرة، ومَن صام سِتَّة أيَّامٍ بعدَ الفِطر فذلك صِيام السَّنة)[51].

 

وعلى باغي الخير في شوال وتحصيلِ ثواب صيام ستة أيام منه - أن يَعلم أن هذه الأيام ليست من تمام رمضان؛ ولذلك لا يجوز أن يَصوم هذه الأيام بنِيَّة أنها مِن رمضان؛ فرمضانُ شهرٌ وحده كما أن شوال شهرٌ وحده.

 

أيضًا يتعيَّن على صائم هذه الأيام من شهر شوال ألاَّ يَصومها حتى يَقضي ما عليه مِن رمضان؛ لأن ثواب صومِها لمن صام رمضان كاملاً غيرَ منقوص، ولم يُفسِد صومه أو يُفطر منه أيامًا يَلزم معَها القضاءُ كما هو الشأن بالنسبة للمسافر أو المريض أو المرأة الحُبلى (الحامل) أو المرضع، أو تلزمه الكفَّارة إن أفسد صومه متعمدًا عالمًا مختارًا بأكل أو شرب أو جماع...

 

يُؤيِّد ذلك: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَن صام رمضان)، فمن أفطر أيامًا من رمضان لعُذر أو لغير عذر لا يُقال له: صام رمضان تامًّا، وإنما يُقال: صام بعض رمضان، لا كله؛ حتى تبرَأ منه الذمَّة بالقضاء والكفارة إن وُجدَت موجباتها.

 

يُؤيِّد ذلك أيضًا: أنَّ حرف العطف "ثُمَّ" في الحديث: (ثمَّ أتبَعه ستًّا مِن شوَّال)؛ يُفيد الترتيب والتعقيب أداءً وقضاء؛ كما قرَّر ذلك العلماء والفقهاء؛ بمعنى: صُم رمضان أولاً حتى يَحصل لك ثوابُ صومه، ثم أتبِعْه بصوم ستة أيام من شوال؛ حتى يحصل لك ثواب صومها.

 

أيضًا يُؤيِّد ذلك: أن قضاء رمضان والتكفير عن انتهاك حرمته فرضٌ واجب، أما صوم ستة أيام من شوال فسُنَّة مستحَبَّة، ولا غروَ أن تحصيل الواجب أو الفرض أولى وآكَدُ من تحصيل غيره من صوم السنَّة والتطوع.

 

هذا والله عز وجل أعلم وأحكم.

 


[1] أخرجه البخاري ومسلم.
[2] أخرجه البخاري ومسلم.
[3] هذا فيه دليل على أن رمضان أفضل شهور العام.
[4] أخرجه النسائي.
[5] أخرجه النسائي.
[6] انظر: السندي: حاشيته على شرح السيوطي لسنن النسائي. مج 2، ج 4، ص 159.
[7] أخرجه البخاري ومسلم.
[8] أخرجه أحمد في المسند وللنسائي نحوه، قال الحافظ: إسناده على شرط الصحيح. وجاء في حاشية مسند أحمد ط الرسالة (37/ 406): حديث حسن دون قوله: "أو في آخر ليلة" ودون قوله: "وما تأخر"، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه برقم (22713).
[9] النووي: الأربعون النووية وشرحها، ص 103.
[10] ابن دقيق العيد: شرح الأربعين النووية، ص 96.
[11] أخرجه الترمذي.
[12] ابن دقيق العيد: المرجع السابق، ص 97.
[13] ابن دقيق العيد: المرجع نفسه.
[14] أخرجه مسلم.
[15] ابن دقيق العيد: المرجع السابق، ص 95 - 96.
[16] ابن دقيق العيد: المرجع السابق، ص 95 - 96.
[17] ابن دقيق العيد: المرجع نفسه.
[18] أخرجه أحمد وابن ماجه والحاكم والبيهقي في السنن.
[19] ابن دقيق العيد: المرجع السابق، ص 97.
[20] انظر: ابن كثير: تفسير القرآن العظيم. ج 4، ص 188.
[21] انظر: ابن كثير: المرجع السابق. ج 4، ص 118 - 120.
[22] محمد الصالح النيفر: الصلاة عماد الدين، ص 9.
[23] أخرجه أحمد والبزار والبيهقي في شعب الإيمان.
[24] أخرجه الترمذي والحاكم وصححه الحاكم.
[25] انظر: صالح عبد السميع الآبي: جواهر الإكليل. ج 1، ص 146.
[26] أخرجه البخاري ومسلم.
[27] أخرجه النسائي.
[28] انظر: مالك المدونة. ج 1، ص 211 والقرافي: الذخيرة. ج2، ص 523.
[29] انظر: مالك: المرجع نفسه.
[30] انظر: ابن رشد: بداية المجتهد. مج 1، ج 2، ص 72.
[31] أخرجه البخاري.
[32] انظر: مالك: المدونة. مرجع سابق، 1/ 213.
[33] أخرجه مالك في الموطأ.
[34] انظر: مالك: المدونة. مرجع سابق، 1/ 213.
[35] أخرجه مالك في الموطأ.
[36] انظر: الآبي: المرجع السابق. ج 1، ص 146.
[37] أخرجه مالك في الموطأ.
[38] أخرجه مالك في الموطأ.
[39] انظر: الآبي: الثمر الداني، ص 301. وأحمد ابن غنيم النفراوي: الفواكه الدواني. 1/ 483.
[40] انظر: عبد المجيد الشرنوبي: تقريب المعاني، ص 96.
[41] أنظر الآبي: المرجع السابق. ج 1، ص 154.
[42] انظر: صحيح البخاري. 2/ 279.
[43] انظر: المرجع نفسه.
[44] أخرجه مالك في الموطأ.
[45] أخرجه البخاري ومسلم.
[46] أخرجه مالك في الموطأ.
[47] أخرجه مالك في الموطأ.
[48] أخرجه مالك في الموطأ.
[49] أخرجه مسلمٌ والترمذي.
[50] أخرجه ابن حبان بسند صحيح.
[51] أخرجه أحمد والنسائي.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ماذا بعد رمضان؟
  • ماذا بعد رمضان (4)
  • وصل ما بعد رمضان
  • التذكرة فيما بعد رمضان
  • الهند: المسلمون يطالبون بتأجيل انتخابات القرى لما بعد رمضان
  • وماذا بعد رمضان؟!!!
  • الناس بعد رمضان
  • رمضان دورة تدريبية رائدة في حسن تدبير العلاقات (1)
  • وقفات بعد رمضان
  • خطبة: ما بعد رمضان...؟
  • ما بعد رمضان: كيف نحافظ على روحانيات الشهر الكريم؟

مختارات من الشبكة

  • في حقوق الأخوة من النسب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بريطانيا: استبيان لمفوضية حقوق الإنسان عن حقوق المسلمين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • التبيان في بيان حقوق القرآن (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: من أعظم حقوق الناس حق الجوار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإسلام وحقوق المعاقين: دراسة فقهية في كيفية حماية حقوق المعاقين في المجتمعات الإسلامية وفق الشريعة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من حقوق ومكانة أهل الأعذار عند السلف وحقوقهم علينا (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • من حقوق ومكانة أهل الأعذار عند السلف وحقوقهم علينا(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • تكفير الحج حقوق الله تعالى وحقوق عباده(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تدين روسيا بانتهاك حقوق الإنسان في الشيشان(مقالة - المترجمات)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب