• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رأس السنة الهجرية
علامة باركود

أعظم أنواع الهجرة

الشيخ صالح بن فوزان الفوزان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/11/2014 ميلادي - 12/1/1436 هجري

الزيارات: 49728

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أعظم أنواع الهجرة

هجرة القلوب


الحمد لله ذي الفضل والإحسان؛ شرَع لعباده هجرة القلوب، وهجرة الأبدان، وجعل هاتين الهجرتين باقيتين على مَرِّ الزمان، وليكن لنا في سيرة نبيِّكم صلى الله عليه وسلم خيرُ أُسوةٍ، وذلك بترسُّم خطاه، والسير على نهْجه، والاقتداء به في أقواله وأفعاله وأخلاقه؛ كما أمركم الله بذلك، فقال: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].

 

في أول شهر المحرم يُكثِر الناس من التحدث عن هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم في الخُطَب والمحاضرات، ووسائل الإعلام، ولا يَعدو حديثهم في الغالب أن يكون قَصصًا تاريخيًّا يَملؤون به الفراغ في أيام معدودات، ثم يُترك ويُنسى، دون أن يكون له أثر في النفوس، أو قدوة في الأعمال والأخلاق، بل لا يَعْدو أن يكون ذلك عادة سنوية تتردَّد على الألسنة، دون فقهٍ لمعنى الهجرة وعملٍ بمدلولها.

 

إن الهجرة معناها لغةً:

مفارقة الإنسان غيرَه ببدنه، أو بلسانه، أو بقلبه.

 

ومعناها شرعًا:

مفارقة بلاد الكفر، أو مفارقة الأشرار، أو مفارقة الأعمال السيئة والخصال المذمومة.

 

وهي من ملة إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام؛ حيث قال: ﴿ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ [الصافات: 99]؛ أي: مهاجر من أرض الكفر إلى الإيمان، وقد هاجَر عليه الصلاة والسلام ببعض ذريته إلى الشام؛ حيث البلاد المقدسة والمسجد الأقصى، والبعض الآخر إلى بلاد الحجاز؛ حيث البلد الحرام والبيت العتيق؛ كما جاء في دعائه لربه: ﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ ﴾ [إبراهيم: 37].

 

والهجرة من شريعة محمد صلى الله عليه وسلم؛ حيث أمر الصحابة بالهجرة إلى الحبشة لَمَّا اشتد عليهم الأذى من الكفار في مكة، فخرجوا إلى أرض الحبشة مرتين فرارًا بدينهم، وبقِي النبي صلى الله عليه وسلم في مكة يدعو إلى الله، ويلاقي من الناس أشدَّ الأذى، وهو يقول: ﴿ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا ﴾ [الإسراء: 80]، فأذِن الله له بالهجرة إلى المدينة، وأَذِن لأصحابه بالهجرة إليها، فبادروا إلى ذلك فرارًا بدينهم، وقد تركوا ديارهم وأموالهم يبتغون فضلًا من الله ورضوانًا، وينصرون الله ورسوله، وقد أثنى الله عليهم ومدحهم، ووعدهم جزيل الأجر والثواب، وصارت الهجرة قرينة الجهاد في كتاب الله عز وجل، وصار المهاجرون أفضل الصحابة؛ حيث فرُّوا بدينهم، وتركوا أعزَّ ما يَملِكون من الديار والأموال، والأقارب والعشيرة، وباعوا ذلك لله عز وجل وفي سبيله، وابتغاء مرضاته.

 

وصار ذلك شريعةً ثابتة إلى أن تقوم الساعة؛ فقد جاء في الحديث: ((لا تَنقطع الهجرة؛ حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة؛ حتى تخرج الشمس من مغربها))، فكل مَن لم يستطع إظهار دينه في بلد، فإنه يجب عليه أن ينتقل منها إلى بلد يستطيع فيه إظهارَ دينه.

 

وقد توعَّد الله من قدر على الهجرة فلم يهاجر؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا * إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا * فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا ﴾ [النساء: 97 - 99].

 

فهذا وعيد شديدٌ لمن ترَك الهجرة بدون عذرٍ، وهذه الآية الكريمة عامة في كل مَن أقام بين ظهراني المشركين وهو قادر على الهجرة، وليس متمكنًا من إقامة الدين، وأنه ظالم لنفسه مُرتكب حرامًا بالإجماع وبنص هذه الآية؛ حيث يقول تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ ﴾؛ أي يترك الهجرة، ﴿ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ ﴾؛ أي: لا نقدِر على الخروج من البلد ولا الذهاب في الأرض، وهذا اعتذارٌ منهم غير صحيح؛ لأنهم كانوا يقدرون على الهجرة فتركوها؛ ولهذا قالت لهم الملائكة توبيخًا لهم: ﴿ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا ﴾.

 

فمن لم يستطع إظهار دينه في بلد وجب عليه الخروج إلى بلد يستطيع فيها ذلك، فإن بلاد الله واسعة ولا تخلو من بلاد صالحة؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ﴾ [النساء: 100]؛ أي: مكانًا يتحصَّن فيه من أذى الكفار، وسَعة في الرزق، ويعوِّضه الله بها عما ترك في بلده من المال؛ كما قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ * الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [النحل: 41، 42].

 

ومن أنواع الهجرة:

هجْر المعاصي من الكفر والشرك والنفاق، وسائر الأعمال السيئة والخصال الذميمة والأخلاق الوخيمة؛ قال تعالى لنبيه: ﴿ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ﴾ [المدثر: 5]، الرجز: الأصنام، وهجرتها: ترْكها، والبراءة منها، ومن أهلها.

 

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((المسلم مَن سلِم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر مَن هجَر ما نهَى الله عنه))؛ أي: ترْك ما نهى الله عنه من الأعمال والأخلاق والأقوال، والمآكل والمشارب المحرمة، والنظر المحرم والسماع، كل هذه الأمور يجب هجْرها والابتعاد عنها.

 

ومن أنواع الهجرة: هجر العصاة من الكفار والمشركين، والمنافقين والفُسَّاق، وذلك بالابتعاد عنهم؛ قال الله تعالى: ﴿ وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ ﴾ [المزمل: 10]؛ أي: اصبر على ما يقوله من كَذَّبك من سفهاء قومك، ﴿ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا ﴾ [المزمل: 10]؛ أي: اتركْهم تركًا لا عتابَ معه.

 

ومن أعظم أنواع الهجرة: هجرة القلوب إلى الله تعالى بإخلاص العبادة له في السر والعلانية، حتى لا يقصد المؤمن بقوله وعمله إلا وجه الله، ولا يحب إلا الله، ومَن يحبه الله، وكذلك الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم باتِّباعه، وتقديم طاعته، والعمل بما جاء به.

 

وبالجملة؛ فهذه الهجرة هجرة إلى الكتاب والسنة من الشركيات والبدع، والخرافات والمقالات والمذاهب المخالفة للكتاب والسنة.

 

فتبين من هذا أن الهجرة أنواع؛ هي:

هجر أمكِنة الكفر، وهجْر الأشخاص الضالين، وهجْر الأعمال والأقوال الباطلة، وهجْر المذاهب والأقوال والآراء المخالفة للكتاب والسنة.

 

فليس المقصود التحدُّث عن الهجرة بأسلوب قَصصي وسرد تاريخي، أو تُقام لمناسبتها طقوس واحتفالات، ثم تُنسى ولا يكون لها أثر في النفوس، أو تأثير في السلوك، فإن كثيرًا ممن يتحدثون عن الهجرة على رأس السنة، لا يَفقهون معناها، ولا يعلمون مقتضاها، بل يخالفونها في سلوكهم وأعمالهم، فهم يتحدثون عن هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وترْكهم أوطان الكفر إلى وطن الإيمان، وهم مُقيمون في بلاد الكفر، أو يسافرون إليه لقضاء الإجازة أو للنزهة، أو لقضاء شهر العسل كما يسمونه بعد الزواج!

 

يتحدثون عن الهجرة وهم لا يَهجُرون عبادة القبور والأضرحة، بل يعبدونها من دون الله كما تُعبَد الأصنام أو أشد، يتحدثون عن الهجرة وهم لا يهجرون المذاهب الباطلة والآراء المضلة، بل يجعلونها مكان الشريعة الإسلامية، يتحدثون عن الهجرة وهم لا يهجرون المعاصي والأخلاق الرذيلة، يتحدثون عن الهجرة وهم لا يهجرون عادات الكفار وتقاليدهم، بل يتشبَّهون بهم، فأين هي معاني الهجرة وأنواعها من تصرُّفات هؤلاء؟

 

فاتقوا الله عباد الله، واقتبِسوا من الهجرة وغيرها مِن أحداث السيرة النبوية دروسًا تنهجونها في حياتكم، ولا يكن تحدُّثكم عن الهجرة مجرد أقوال على الألسنة، أو حِبرًا على الأوراق.

 

قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ [الأنفال: 74].

 

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحْبه وسلم.

 

المصدر: طريق الإسلام





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • معالم في معاني وأنواع الهجرة
  • من الهجرة نتعلم

مختارات من الشبكة

  • من معاني الهجرة (2) أعظم صحبة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أعظم الأعمال بأعظم الأيام(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • الشيخ سليمان بن جاسر الجاسر في محاضرة بعنوان ( أعظم الأعمال بأعظم الأيام )(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • اللسان من أعظم أسباب دخول الجنة أو النار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من آفات اللسان: القول على الله بغير علم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ليلة القدر أعظم ليالي العام ليلة الرحمة والمغفرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: من أعظم حقوق الناس حق الجوار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: الصلاة أعظم أسباب الرزق الحسن(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • (مالكم لا ترجون لله وقارا) من أعظم التوقير إحسان الشكر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أعظم نعمتان: الأمن في الأوطان والعافية في الأبدان(محاضرة - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب