• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / مقالات
علامة باركود

الصيام والحياة

محمد بن كمال الخطيب

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/6/2014 ميلادي - 2/9/1435 هجري

الزيارات: 7230

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الصيام والحياة[1]


الحياة بين الفطرة والنظر والإيمان تتجاذب الإنسان، فإذا كان مستسلماً فطرياً، كان أشبه بدولاب في آلة، فأضاع ميزته بأصغريه، قلبه ووجدانه، ولسانه ومنطقه، فكان خلواً من إحساسٍ وفكرة، مع أن تمام أمره، وانتظام معاشه، وأمن معاده، في نظر يصل بين فطرة الحياة وإيمان الآخرة، مما نحاول القول فيه، فندرك ما فطر الإنسان على البحث فيه، بدءاً وغاية، فلا نضل عن سواء السبيل، في هذه الحياة التي تمتد بينهما، ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ ﴾ [يوسف: 108].

 

إن الحياة [كما يراها الناظر] بمظاهرها وأسبابها تصل بين النبات والحيوان والإنسان

والذي حارت البرية فيه
حيوان مستحدث من جماد

 

كما قال شيخ المعرة، غير أن المظاهر متفقة في الذرة، مختلفة في المكانة، اختلافاً مع الغاية، فحياة النبات غير حياة الحيوان وغير حياة الإنسان، والتجلي - على حد قول السادة الصوفية - لا يتكرر في صورة، أو يكون في الإبداع الإلهي نقص من عبث يتنـزه عنه، قال تعالى: ﴿ لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ ﴾ [الأنبياء: 17]، فإن من تمام تنـزيه الذات: تنـزيه الصفات جل سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً.

•    •    •


إن الحياة بحد ذاتها قوة خافية، لا ترى منها غير أثواب تلبس وتخلع كأشخاص الرواية حسب أدوارها، فللربيع جدة وخضرة، وللخريف صفرة وعراء، ﴿ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ﴾ [الأحزاب: 62] [الفتح: 23] في حيوان وإنسان، وكل يوم ينسجان [من الشمس والهواء والطعام والماء] برداً جديداً أو رقعة في برد، إلى أن يتسع الخرق على الراقع، فتكون ولادة ووفاة، تظل الحياة بين حجابيهما سراً لا يملك كل لسان معه أن يقول غير ما قاله رسول الله كما علمه ربه: ﴿ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 85].

•    •    •


إن الحياة مهيأة بأسبابها مباشرة لننعم في الحياة، أللهم إلا قليلاً مما يستدعي السعي فيها لسرٍ يدل عليها بما يرام منها، فلكل رئة أن تمتص من الهواء ما تشاء، ولكل جسم أن يتمتع من نور الشمس وحرها بما أراد، وهذا الماء مبذول بالمجان في أكثر البلدان، ولا يبقى من بعد غير حاجة الغذاء وما يتصل به من كساء، ولكن هيهات أن يرضى الإنسان بهذا الحد فيرضى بالضروري من الحاجات، و«الحاجة» تمثل في الحياة دورها كأنها الفتاة الغاوية، تبذل من ضروب اللذات ما يثير الشهوات، فتظل ممسكة بزمام المرء حتى الوفاة.

 

إن الحياة دولاب تديره «الحاجة» التي تبعث الحيوية والنشاط، إذ تستدعي السعي الذي لا انتهاء له، فإذا أحب المرء أن يفكر في ذاته كان عليه أن يتحرر من سلطان «الحاجة» ولو ساعة يفرغ فيها إلى نفسه، فيرى ما معنى الحاجة، ولم السعي في الحياة، ليدرك فيها متجهه الذي توجهه إليه، فيعرف نفسه ويعرف مصيره، وليس من تجرد كالتجرد عن الحاجة الأصلية وما تستدعيك من «لذة»، فتدع الطعام والشراب، وتدع ما أعجز الطعام والشراب فكان وسيلة استمرار الحياة، فتدع الوقاع.

•    •    •


إن الحياة قوة تفيض وآمال تزين، وأهواء تبرج، وحاجة تغازل، فترى الأفراد والجماعات والأمم والحكومات قائمة قاعدة، ساعية مجدة، ثم تقلب الطرف فلا تسمع غير الذكرى ولا تسمع غير التاريخ قائلين: كان.. وكان.. وانطوى مع الزمان، وتجدد النظرة، فترى كرة تتلو كرة، وكلنا نردد مع أبي نواس:

فلو تسأل الأيام: ما اسمي؟ ما درت
وأين مكاني؟ ما عرفن مكاني!

 

وتعود إلى نفسك فتردد في حيرة مع أبي العتاهية قوله:

لمن نبني ونحن إلى تراب
نصير كما خلقنا من تراب

 

ولكنك لا تلبث أن تجد جواب فلسفتك الواهنة في كلمة الحياة الفصل الساخرة، بما تدعوك إليه، فتستجيب له مندفعاً في سبيله، خاضعاً لناموس الحياة، فتجد وتجد ما دام فيك فيض، فتردد مع أبي الطيب المتنبي:

إنا وفي آمال أنفسنا
طول وفي أعمارنا قصر

 

وتعود إليك في شكل جديد حيرتك، ثم لا تلبث أن تجد حلها في كتاب ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ﴾ [فصلت: 42] فيه شفاء لما في الصدور بقوله تعالى ﴿ وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ * مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ ﴾ [الحجر: 4، 5] شأن الأمم في ذلك شأن الأفراد ﴿ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المنافقون: 11] فتطمئن إلى أن في الأمر سراً، ﴿ قَدَرًا مَقْدُورًا ﴾ [الأحزاب: 38]، تدرك معه قول الله: ﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ ﴾ [الحجر: 85] فتتعرف إلى وجوهه فيما وجب لك ووجب عليك، فتأخذ الحق لنفسك وتعطيه من نفسك، وأنت سائر في موكب الحياة.

•     •     •


تجرد أيها الصائم من شواغلك ولذة بطنك وفرجك، لتدرك حقيقتك، فتصلح نفسك، وتحقق ذاتك، وميزان الحق بين يديك، والواجب نصب عينيك، فتكون أبر أبناء الحياة وسيد أهلها.

 

إن شهر الصيام: شهر القرآن ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ.... ﴾ [البقرة: 185].

 

شهر الأمة المسلمة التي أسلمت وجهها لله، فتوجهت بالوجهة التي فطر الله السموات والأرض عليها، فأحكم في ذلك نظامها، فكان ذلك مصداق ما تفتتح به الصلاة عند السادة الشافعية، تلك المناجاة الفلسفية التربوية بين المسلم وخالقه:

﴿ ...وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الأنعام: 79].

 

شهر رمضان شهر وضع الخطة العملية تحقيقاً لمثله الأعلى في الأمة.

 

إن في الصيام [حراء] يتحنث به المسلم في كل عام شهراً مفروضاً، فيتأمل في ذاته تأمله في الكون ووجوده وفنائه وسببه وغايته، فيعرف المسلم بذلك نفسه ويعرف ربه، فتكون له من ذلك برسول الله أسوة حسنة لا تقل فيها نسبة حظه عن نسبة وحي تنـزل على رسوله.

•       •      •


الصيام تجربة في أمة تنقض نظرية من رأى الحياة معتركاً اقتصادياً والتاريخ بيده ألعوبة، والناس عبيد مادة.

 

الصيام: ما بلغت حاجة الناس في يوم إليه مبلغها في هذا الزمن الذي فاضت فيه الحاجة، ورانت على القلوب فيه الغشاوة، وحسبوا أنهم عبيد غريزة لا حرية لهم ولا إرادة، كما أن الحياة ليست غير عبث ما دامت مجهولة الغاية!

 

الصيام منظار تتفسر فيه معاني الحياة المتراكبة الغامضة.

 

الصيام مدرسة الأمة الإسلامية التي تودع في أفئدتها نور المعرفة.

 

قال عليه الصلاة والسلام: (إن سياحة أمتي الصوم ورهبانيتهم الجهاد).

 

إن السياحة آفاق متجددة، ونظرة متنبهة، ويقظة نفسية، فهي بذلك كالصوم الذي يطلق للمسلم نظره في آفاق الحياة، فيكتسب معرفة بها، ويقظة يحذر معها من آفاتها، فيعلم كيف يسلك فيها سبيله، ويهتدي إلى صراط مستقيم، ﴿ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ﴾ [الأنعام: 161]، فيكون في الحياة رجلها، يجاهد فيها جهادها وهو معلق الطرف بغيرها، يرجو رحمة ربه ويخشى عذابه، خالص النية، بعيداً عن المطامع والأهواء، لا يريد من هذه الحياة إلا وجه الله فيما يقدم عليه والدار الآخرة، مما يريك في جهاده رهبانية وزهداً، يقبل على الدنيا تحريراً لها إقبالاً على الآخرة، يقيم فيها العدل ليجزي في الآخرة بميزانه.

 

هذا وجه القول في هذا الحديث الشريف وارتباط معانيه تعرفه من التربية المسلمة، وإن الصائمين هم أصحاب هذه النفوس المشرقة بالمعرفة المجدة على رهبانية منـزهة.

 

وقال عليه الصلاة السلام (كم من صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش).

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 24].

 

المصدر: مجلة التمدن الإسلامي، السنة الخامسة، العدد السابع والثامن، 1358هـ - 1939م



[1] أقامت جمعيتنا في بهو المجمع العلمي حفلة يوم الجمعة في السابع من شهر رمضان افتتحت بعشر من القرآن وألقيت فيها كلمة صحية في الصيام منشورة في هذا العدد أتبعت بهذه الكلمة وختمت بكلمة واعظة مرتجلة من قبل الأستاذ الشيخ بهجة البيطار (رئيس الجمعية الثاني) كان لها وقعها الحسن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • شهر الصيام
  • وجوب الصيام وفضله
  • الصيامُ عبادةٌ وصِحّة
  • آية الصيام
  • الصيام يتحدى أمراض العصر
  • الصيام والقيام (بطاقة أدبية)
  • لصوص الصيام
  • عشر زهرات يقطفها من أراد الحياة الطيبة
  • الحياة كفاح
  • الصيام والتربية

مختارات من الشبكة

  • صيام التطوع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دعوة لفهم حقيقة الصيام(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالله بن ضيف الله الرحيلي)
  • تأثير الصيام على الروح والجسد: يعيد الصيام التوازن النفسي والبدني(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رمضان شهر الصيام.. لكن لماذا شرع الله الصيام؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من فقه الصيام: الصيام أحكام ومسائل(مقالة - ملفات خاصة)
  • من آداب الصيام: أن يقول الصائم إذا دُعي إلى الطعام: إني صائم(مقالة - ملفات خاصة)
  • من آداب الصيام: صيام ستة أيام من شوال بعد صيام شهر رمضان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من آداب الصيام: أن يقول الصائم إذا شتم أو سب إني صائم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من آداب الصيام: الإكثار من الدعاء أثناء الصيام(مقالة - ملفات خاصة)
  • من آداب الصيام: عدم الوصال في الصيام(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب