• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / خطب منبرية
علامة باركود

تواضع النبي صلى الله عليه وسلم

تواضع النبي صلى الله عليه وسلم
الشيخ سعيد بن علي بن وهف القحطاني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 29/10/2013 ميلادي - 24/12/1434 هجري

الزيارات: 179029

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تواضع النبي صلى الله عليه وسلم


الخطبة الأولى

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومَنْ يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ صلى الله عليه وعلى آله، وأصحابه، وسَلّم تسليمًا كثيرًا.

 

أَمّا بعد: عباد الله!

اتقوا الله واعلموا أن التواضع لله تعالى خلق عظيم من أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومن تواضع لله تعالى رفعه في الدنيا والآخرة.

 

والتواضع صفة عظيمة وخلق كريم؛ ولهذا مدح الله المتواضعين فقال: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴾ [الفرقان: 63] [1]؛ أي: يمشون في سكينة ووقار متواضعين غير أشرين ولا متكبرين، ولا مرحين، فهم علماء، حلماء، وأصحاب وقار وعفة[2].

 

والمسلم إذا تواضع رفعه الله في الدنيا والآخرة؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما نقصت صدقةٌ من مال، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا، ومن تواضع لله رفعه"[3].

 

وهذا ما يفتح الله به للمسلم قلوب الناس؛ فإن الله يرفعه في الدنيا والآخرة، ويثبت له بتواضعه في قلوب الناس منزلة ويرفعه عندهم ويجلُّ مكانه[4]، أما من تكبر على الناس فقد توعده الله بالذل والهوان في الدنيا والآخرة؛ لحديث أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "العزُّ إزاره، والكبرياءُ رداءه فمن ينازعني عذبته"[5].

 

• وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أعظم الناس تواضعًا، ومن تواضعه ما ثبت عن أنس - رضي الله عنه - أنه قال: كانت ناقة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - تُسمّى العضباء وكانت لا تُسْبَقُ، فجاء أعرابي على قعود له فسبقها فاشتد ذلك على المسلمين وقالوا سُبِقَتِ العضباء، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن حقًا على الله أن لا يرفع شيئًا من الدنيا إلا وضعه"[6].

 

ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو الأسوة الحسنة فقد كان متواضعًا في دعوته للناس.

 

• وقد وصف أبو مسعود - رضي الله عنه - تواضع النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ فكلّمه فجعل ترعُد فرائصُهُ فقال له: "هوِّن عليك نفسك فإني لستُ بِمَلِكٍ، إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد" وزاد الحاكم في روايته عن جرير بن عبدالله: "... في هذه البطحاء"، ثم تلى جرير ﴿ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ ﴾ [ق: 45] [7].

 

فعلى جميع الناس أن يقتدوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد كان متواضعًا في دعوته مع الناس، فكان يمر بالصبيان فيسلم عليهم، وتأخذه بيده الأمة فتنطلق به حيث شاءت، وكان في بيته في خدمة أهله، ولم يكن ينتقم لنفسه قط، وكان يخصف نعله، ويرقع ثوبه، ويحلب الشاة لأهله، ويعلف البعير، ويأكل مع الخادم، ويجالس المساكين، ويمشي مع الأرملة واليتيم في حاجتهما، ويبدأ من لقيه بالسلام، ويجيب دعوة من دعاه ولو إلى أيسر شيء، فكان متواضعًا من غير ذلة، جوادًا من غير سرف، رقيق القلب رحيمًا بكل مسلم خافض الجناح للمؤمنين، لين الجانب لهم[8]،- صلى الله عليه وسلم -.

 

• ومما يدل على تواضعه العظيم - صلى الله عليه وسلم - تفضيله للأنبياء عليهم السلام على نفسه: فقد قال له رجل: يا خير البرية! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ذاك إبراهيم عليه السلام"[9]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "ما ينبغي لأَحدٍ أن يقول: أنا خيرٌ من يونس بن متَّى"[10].

 

ولاشك أنه - صلى الله عليه وسلم - أفضل الأنبياء والمرسلين، وسيد الناس أجمعين؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا سيد الناس يوم القيامة"[11]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "أنا سيد ولد آدم، وأَوَّلُ مَن تنشق عنه الأرض، وَأَوَّلُ شافعٍ، وأَوَّلُ مُشفّع"[12].

 

• ومن تواضعه - صلى الله عليه وسلم -: أنه لم يكن له بوَّابٌ يحجبه عن الناس[13]، وكان يرقي المرضى ويدعو لهم، ويمسح رأس الصبي ويدعو له[14]، وكان يشفع لأصحابه، ويقول: "اشفعوا تؤجروا، ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء"[15]، وقال لأنس - رضي الله عنه -: "يا بُنَيَّ" على سبيل الملاطفة والتواضع[16].

 

• ومن تواضعه - صلى الله عليه وسلم -: أن رجلًا كان يَقمُّ المسجد أو امرأة سوداء، فماتت أو مات ليلًا، فدفنه الصحابة، ففقدها النبي - صلى الله عليه وسلم - أو فقده، فسأل عنها أو عنه، فقالوا: مات، قال: "أفلا كنتم آذنتموني" فكأنهم صغَّروا أمرها أو أمره، فقال: "دلُّوني على قبرها" فدلوه فصلى عليها ثم قال: "إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها، وإن الله عز وجل ينوِّرها لهم بصلاتي عليهم"[17].

 

وقال أنس بن مالك - رضي الله عنه -: (خدمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين فما قال لي أفٍّ قط، وما قال لشيء صنعته لم صنعته؟ ولا لشيء تركته لم تركته؟ وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أحسن الناس خُلُقًا...)[18].

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تعالى للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيْمٍ ﴾ بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا.

 

أما بعد: عباد الله!

اتقوا الله تعالى، واعلموا أن التواضع خلق عظيم من أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - ويجب على العبد المسلم أن يقتدي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في تواضعه، لقول الله تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِـمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيْرًَا ﴾ [الأحزاب: 21].

 

فينبغي لكل مسلم أن يتواضع لله تعالى، اقتداءً بنبيه الكريم - صلى الله عليه وسلم.

 

هذا وصلوا على خير خلق الله نبينا محمد بن عبدالله كما أمركم الله تعالى بذلك: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [19]، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مَن صلّى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا" [20]، اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه، وارضَ اللهم عن أصحابه: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين، وعَنّا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، واحمِ حوزة الدين، اللهم آمِنّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا، وجميع ولاة أمر المسلمين. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات. اللهم اغفر لأمواتنا وأموات المسلمين، وأعذهم من عذاب القبر وعذاب النار، برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم إنا نسألك الهدى والتُّقى، والعفاف والغنى، اللهم اهدنا وسددنا، ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾[21]، عباد الله! ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾[22]، فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم، ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [23].



[1] سورة الفرقان، الآية: 63.

[2] انظر: مدارج السالكين 2/327.

[3] مسلم 4/2001، برقم 2588.

[4] انظر: شرح النووي على صحيح مسلم 16/142.

[5] مسلم مع النووي 16/173، برقم 2620، ولفظه "فمن ينازعني عذبته".

[6] البخاري مع الفتح 11/340، برقم 6501.

[7] ابن ماجه، برقم 3312، والحاكم 2/466، وصححه ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه، 3/128، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني 4/497، برقم 1876، سورة ق، الآية: 45.

[8] انظر: مدارج السالكين لابن القيم 2/328-329.

[9] مسلم، برقم 1369.

[10] البخاري، برقم 4630، ومسلم، 4/1846، برقم 2376.

[11] البخاري، برقم 3340 و3361 و4712، ومسلم، برقم 194.

[12] أبو داود برقم 4763 وصححه الألباني، 3/138.

[13] البخاري، برقم 1283.

[14] البخاري، برقم 7210.

[15] البخاري، برقم 1432، ومسلم، برقم 2627.

[16] مسلم، برقم 2151، 2152.

[17] مسلم، برقم 956.

[18] البخاري بنحوه برقم 6038، والترمذي بلفظه في الشمائل كما تقدم تخريجه.

[19] سورة الأحزاب، الآية: 56.

[20] مسلم، برقم 384.

[21] سورة البقرة، الآية: 202.

[22] سورة النحل: الآية: 90.

[23] سورة العنكبوت: الآية: 45.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تواضع الرسول وغرور السلطة الزمنية
  • من الشمائل والصفات المحمدية .. التواضع
  • التواضع والحياء .. صفتان أصيلتان عند النبي صلى الله عليه وسلم
  • من تواضع النبي صلى الله عليه وسلم ( خطبة )
  • من بصيرة النبي صلى الله عليه وسلم
  • الرياضة أسلوب من أساليب دعوة النبي
  • من تواضع لله رفعه
  • وصف حاجبي النبي صلى الله عليه وسلم
  • وصف طول النبي صلى الله عليه وسلم
  • من مظاهر تواضع الرسول عليه الصلاة والسلام

مختارات من الشبكة

  • خلق التواضع (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تواضع النبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - موقع د. حيدر الغدير)
  • تواضع النبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • من فضائل النبي: أكرم الله جبريل بأن رآه النبي صلى الله عليه وسلم في صورته الحقيقية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من فضائل النبي: استأذن ملك القطر ربه ليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم: كان صلى الله عليه وسلم رحيما بالمؤمنين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نبينا صلى الله عليه وسلم القدوة في التواضع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خاتم النبيين (31): كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى الملوك والزعماء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اختصاص النبي صلى الله عليه وسلم بكونه خاتم النبيين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ما اختص به النبي صلى الله عليه وسلم عن غيره من الأنبياء في الدنيا(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب