• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / خطب رمضان والصيام
علامة باركود

هذا اليوم هو يوم السابع عشر من رمضان

هذا اليوم هو يوم السابع عشر من رمضان
د. مراد باخريصة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/7/2013 ميلادي - 18/9/1434 هجري

الزيارات: 39653

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

هذا اليوم هو يوم السابع عشر من رمضان


أتدرون ما هو يوم السابع عشر من رمضان؟ إنه يوم الفرقان يوم التقى الجمعان وتلاحم الصفان يوم وقعت فيه معركة كبرى وغزوة عظمى هي أول غزوة في الإسلام وأول حرب دارت بين المسلمين بقيادة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وكفار قريش.

 

في السنة الثانية من هجرة النبي عليه الصلاة والسلام فرض صيام شهر رمضان، وفي أول رمضان يصام في الإسلام وقعت غزوة بدر الكبرى في يوم الجمعة السابع عشر من رمضان للعام الثاني من الهجرة النبوية مثل يومنا هذا تمامًا وهذا يعلمنا عباد الله أن رمضان ليس شهر النوم والخمول والكسل وإنما هو شهر الصبر والجهاد والدعوة والحركة.

 

كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يبعث دوريات عسكرية وسرايا استطلاعية مهمتها الاستكشاف والتعرف على الطرق والمسالك التي تحيط بالمدينة المنورة وفي يوم من الأيام أوصلت الاستخبارات التابعة للمسلمين خبرًا يفيد أن قافلة تابعة لقريش قادمة من الشام إلى مكة محملة بالأموال والبضائع الضخمة تُقّوم بألف بعير موقرة يقودها أبو سفيان فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه هذه عير قريش فيها أموالكم فاخرجوا إليها لعل الله أن ينفلكموها أي تصبح لكم أنفالًا أي غنائمًا.

 

أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يُعلم الكفار أن المسلمين أصبحوا أقوياء وأنهم تخلصوا من ضعفهم القديم حتى يفيقوا من غيهم واستهوانهم للمسلمين وتعذيبهم للمستضعفين من المؤمنين في مكة لعلهم أن يستشعروا الخطر فيجنحوا للسلم والمهادنة وحتى يذوقوا جزاء لجرائمهم في نهب أموال المهاجرين من مكة إلى المدينة حيث أخرجوهم من مكة مجردين من أموالهم وأمتعتهم وصدوهم عن المسجد الحرام ومنعوهم من الصلاة فيه وعذبوهم وآذوهم وحاصروهم ثلاث سنوات في شعب أبي طالب. إنها فرصة ذهبية للمسلمين ليصيبوا أهل مكة بضربة اقتصادية قاصمة تؤلمهم وتقصم ظهورهم.

 

استعد النبي - صلى الله عليه وسلم - للخروج لاعتراض القافلة فخرج - صلى الله عليه وسلم - ومعه مائة وخمسين أو مائتين من المهاجرين ولم يكره أحدًا على الخروج فلما بلغوا مكانًا يقال له "ذو العشيرة" وجدوا أن القافلة قد فلتت فعادوا إلى المدينة ولما عادت القافلة من الشام راجعة إلى مكة أرسل الرسول - صلى الله عليه وسلم - رجلين من رجال استخباراته لاستكشاف خبرها فلما وصلا الحوراء مر بهم أبو سفيان يقود القافلة فأسرعا إلى المدينة وأخبرا رسول الله صلى اله عليه وسلم بالخبر فاستعد - صلى الله عليه وسلم - للخروج ومعه ثلاثمائة وبضعة عشر ومعهم فرس أو فرسان وسبعون بعيرًا فكان الرجلان والثلاثة يتعاقبون على البعير الواحد ودفع النبي - صلى الله عليه وسلم - اللواء إلى مصعب بن عمير وقسَّم الجيش إلى كتيبتين وجعل على الميمنة الزبير بن العوام وعلى الميسرة المقداد بن عمرو وجعل على الساقة قيس بن أبي صعصعة وظلت القيادة العامة في يده - صلى الله عليه وسلم - كقائد أعلى للجيش وكانوا يتوقعون أنهم سيواجهون القافلة ومن فيها ولذلك لم يتأهبوا الأهبة الكاملة وترك النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر الخروج اختيارًا وليس إلزامًا.

 

سار - صلى الله عليه وسلم - في جيشه غير المتأهب إلى مكان يسمى "بدر" سميت الغزوة فيما بعد باسمه "غزوة بدر".

 

علم أبو سفيان بمسير عسكر المسلمين فأرسل رجلًا إلى مكة وأمره أن يصيح في قريش ويبلغهم أن القافلة تسير في خطر.

 

انطلق الرجل مسرعًا ببعيره إلى مكة فلما وصل مكة شق قميصه ووقف على بعيره بعد أن جدع أنفه وأخذ يصيح بأعلى صوته فيقول يا معشر قريش اللطيمة اللطيمة أموالكم قد اعترض لها محمد وأصحابه لا أرى أن تدركوها الغوث الغوث فتحفز الناس وتجمع نحو ألف وثلاثمائة مقاتل وجمعوا مائة فرس وستمائة درع وجمال كثيرة لا يعلمها إلا الله ثم خرجوا من مكة كما قال الله ﴿ بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ ﴾ [الأنفال: 47] يقودهم المغرور أبو جهل عليه لعنة الله فلما أقبلوا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أقبلوا بحدهم وحديدهم يحادون الله ويحادون رسوله".

 

وعندما اقتربوا من بدر وصلتهم رسالة من أبي سفيان يُخبرهم فيها أن القافلة نجت وأنه سار بها في اتجاه الساحل ولا حاجة لكم فارجعوا فإن عيركم وأموالكم في مأمن فلما سمعوا رسالة أبي سفيان هموا بالرجوع فقام إليهم أبو جهل هذا الطاغية المغرور فقال لهم والله لا نرجع حتى نصل بدرًا فنقيم بها ثلاثاُ ننحر الجزور ونشرب الخمر وتعزف لنا القيان أي المغنيات وتسمع بنا وبمسيرنا العرب فلا يزالون يهابوننا أبدًا فوافقوه جميعًا إلا بنو زهرة فإنهم رجعوا ولم يوافقوه وكانوا ثلاثمائة مقاتل.

 

فسار أبو جهل بالجيش حتى نزل قريبًا من بدر في الجهة القصوى.

 

رأى - صلى الله عليه وسلم - تحركات الجيش الوثني وزحفه نحو بدر فرأى أنه لابد من موقف بطولي يرد كيد أهل مكة في نحورهم ويكسر شوكتهم ويزعزع قلوبهم فلو تركهم يسيحون في تلك المنطقة فإنهم سيواصلون الزحف نحو المدينة فيتعاظم نفوذهم العسكري وسلطانهم السياسي وسيُجهزون على الدولة الإسلامية في مهدها فعقد القائد الأعلى - صلى الله عليه وسلم - مجلسًا استشاريًا عاجلًا يستشير فيه أصحابه ويناقش فيه الوضع الراهن لهذا التطور الخطير للأحداث فوضع - صلى الله عليه وسلم - رأيه على الصحابة فقام أبوبكر فتكلم فأحسن ثم قام عمر فقال وأحسن ثم قام المقداد بن عمر فقال يا رسول الله "أمض لما أراك الله فنحن معك والله لن نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ولكن نقول لك اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون فدعا له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيرًا وهؤلاء القادة الثلاثة أبوبكر وعمر والمقداد كانوا من المهاجرين وهم قلة قليلة في الجيش فقال - صلى الله عليه وسلم - أشيروا علي أيها الناس يريد الأنصار فقام إليه سعد بن معاذ قائد الأنصار وحامل لوائهم فقال والله لكأنك تريدنا يا رسول الله فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - أجل أي نعم فقال سعد يا رسول الله قد أمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا فامض بنا لما أردت وأظعن بنا حيث شئت وصل حبل من شئت واقطع حبل من شئت وخذ من أموالنا ما شئت وأعطنا ما شئت وما أخذت منا أحب إلينا مما تركت فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغمام لسرنا معك ولو خضت بنا هذا البحر لخضناه معك وما أمرت فيه من أمر فنحن تبع لأمرك ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر بنا على بركة الله فسر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقول سعد ونشطه ذلك ثم قال سيروا وابشروا فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم.

 

سار النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجيش حتى بلغوا قريبًا من بدر على الجهة العليا ﴿ إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتَّمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِن لِّيَقْضِيَ اللّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأنفال: 42].

 

بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - استخباراته من جديد؛ ليبحث عن أخبار العدو وفي هذه المرة أرسلهم إلى ماء بدر فوجدوا غلامين يستقيان فجاءوا بهما إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألهما عن أخبار العدو فقال لهما: كم عددهم؟ قالا كثير، قال: كم ينحرون كل يوم؟ قالا: يومًا تسعًا ويومًا عشرًا يعني من الإبل فقال - صلى الله عليه وسلم -: القوم بين التسعمائة إلى الألف ثم قال لهما: من فيهم من أشراف قريش؟ قالا: عتبة وشيبة وأمية بن خلف وأبوجهل وفلان وفلان فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها وفي هذه الأثناء بدأت أول بشرى من بشائر النصر للمسلمين على أرض المعركة حيث ألقى الله عليهم النعاس أو النوم وأنزل مطرًا فكان على المشركين وابلًا شديدًا منعهم من التحرك وكان على المسلمين طلًا خفيفًا طهرهم الله به وأذهب عنهم رجس الشيطان بواسطته ووطأ لهم به الأرض وصلب به الرمل وثبّت به الأقدام وربط به على قلوبهم قال تعالى ﴿ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَآءِ مَآءً لِّيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الاَْقْدَامَ ﴾ [الأنفال: 11].

 

ثم تحرك - صلى الله عليه وسلم - بالجيش حتى نزل بدرًا فقال الخبير العسكري الحباب بن المنذر رضي الله عنه وأرضاه يا رسول الله "أرأيت هذا المنزل أي المكان الذي نزلت فيه أمنزل أنزلك الله إياه ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه أم هو الرأي والحرب والمكيدة" فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بل هو الرأي والحرب والمكيدة فقال يا رسول الله إن هذا ليس بمنزل فامض بالناس حتى تأتي أدنى ماء القوم فنبني عليه حوضًا فنملأه ماءً ثم نُخرب عليه الماء فنشرب ولا يشربون فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقد أشرت بالرأي فنهض عليه الصلاة والسلام بالجيش إلى أقرب ماء من العدو واتخذ النبي صلى الله له عريشًا على مكان مرتفع ثم عبأ - صلى الله عليه وسلم - جيشه وجعل يمشي في ميدان المعركة وهو يشير بيد فيقول هذا مصرع فلان غدًا إن شاء الله هذا مصرع فلان غدًا إن شاء الله ثم بات - صلى الله عليه وسلم - يصلي إلى جذع شجرة وبات المسلمون في هدوء وسكينة يأملون أن يروا بشائر النصر بأعينهم في الصباح وكانت هذه الليلة هي ليلة الجمعة السابع عشر من رمضان للسنة الثانية من الهجرة.

 

الخطبة الثانية

وفي الصباح قام المسلمون وقلوبهم مغمورة بالثقة بربهم بعد أن أخذوا قسطًا من الراحة في ليلهم فأقبل المشركون بجيشهم يعلوهم الغرور والكبر والفخر فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها تحادك وتكذب رسولك اللهم فنصرك الذي وعدتني" ثم أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على جيشه فعدلهم وسوى صفوفهم وكان في يده قدح يعدل به فرأى رجلًا يقال له سواد غير مستو في الصف فجاء إليه - صلى الله عليه وسلم - فطعنه طعنة خفيفة في بطنه بالقدح وقال استو يا سواد فقال سواد يا رسول الله أوجعتني فأقدني فكشف النبي - صلى الله عليه وسلم - عن بطنه وقال استقد فأعتنقه سواد وقبل بطنه فقال - صلى الله عليه وسلم - ما حملك على هذا يا سواد فقال سواد يا رسول الله أردت أن يكون آخر عهدي بك أن يمس جلدي جلدك فدعا له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخير ولما انتهى - صلى الله عليه وسلم - من تعديل الصفوف أصدر لأفراد جيشه قرارًا عسكريًا بأن لا يبدؤوا بالقتال حتى يتلقوا منه الأوامر الأخيرة وهنا بدأت ساعة الصفر وانطلقت شرارة المعركة بدأ وقودها رجل من المشركين يسمى الأسود المخزومي وكان رجلًا شرسًا سيء الخلق خرج وهو يقول "أعاهد الله لأشربن من حوضهم أو لأهدمنه أو لأموتن دونه فلما خرج خرج إليه أسد الله حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فالتقيا فضربه حمزة ضربة في قدمه فقطع نصف ساقه فأطن قدمه ووقع على ظهره تشخب رجله دمًا ثم حبا على الحوض يريد أن يوفي بيمينه فثنى عليه بضربة أخرى قضت عليه.

 

فكان هذا أول قتل أشعل نار المعركة فخرج بعده ثلاثة من أعظم فرسان قريش من عائلة واحدة وهم عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة فلما انفصلوا من الصف طلبوا المبارزة فخرج إليهم ثلاثة من شباب الأنصار فقالوا لهم من أنتم؟ قالوا رهط من الأنصار فقالوا لهم مالنا بكم من حاجة نريد بني عمنا ثم نادى مناديهم فقال يا محمد أخرج إلينا أكفائنا من قومنا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قم يا حمزة وقم يا علي وقم يا عبيدة بن الحارث فلما دنوا منهم بارزوهم فقتلا حمزة وعلي قرينيهما وأما عبيدة بن الحارث فاختلف هو وقرينه في ضربتين فقام علي وحمزة فقتلا قرين عبيدة كانت هذه المبارزة بداية سيئة بالنسبة للمشركين إذ فقدوا أربعة من خيرة فرسانهم وأكبر قادتهم في لحظة واحدة فاستشاطوا غضبًا وكروا على المسلمين كرة رجل واحد فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - يناشد ربه ويبالغ في الابتهال والدعاء حتى سقط رداؤه عن منكبيه - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول اللهم أنجز لي ما وعدتني اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض أبدًا فقال أبو بكر حسبك يا رسول الله فقد ألححت على ربك فرفع النبي - صلى الله عليه وسلم - رأسه وقال أبشر يا أبا بكر أتاك نصر هذا جبريل آخذ بعنان فرسه يقوده ثم خرج من باب العريش وهو يقول ﴿ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ﴾ [القمر: 45] وأخذ حفنة من الحصباء فاستقبل بها قريشًا فرماهم بها في وجوههم وقال شاهت الوجوه فما من أحد من المشركين إلا أصابته تلك الحصباء قال تعالى ﴿ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ﴾ [الأنفال: 18].

 

ثم أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالهجوم الكاسح عليهم وهو يقول والذي نفسي بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرًا محتسبًا مقبلًا غير مدبر إلا أدخله الله الجنة قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض فقال عمير بن الحمام حينما سمع هذا الكلام بخ بخ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يحملك على قولك بخ بخ فقال يا رسول الله رجاء أن أكون من أهلها قال فإنك من أهلها فأخرج من فيه تمرات كان يأكلهن وقال إنها والله لحياة طويلة إن حييت حتى آكل هذه التمرات فرمى بها وقاتل حتى قتل.

 

ثم اشتدت المعركة وارتفعت حدة الهجمة ونزلت الملائكة تنصر المؤمنين وتؤيدهم ﴿ إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ﴾ [الأنفال: 12] وقاتل المسلمون أشد القتال وتشجعوا حينما رأوا الأثر الواضح لضربات الملائكة في العدو فلما رأى إبليس حدة الهجمة وقوة المعركة انسحب ونكص على عقبيه وولى هاربًا وهو يقول ﴿ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الأنفال: 48] قال تعالى ﴿ وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الأنفال: 48].

 

بعد ذلك بدأت علامات الفشل والاضطراب في صفوف المشركين وأخذت جموعهم تفر وتنسحب فركب المسلمون ظهورهم يقتلون منهم ويأسرون حتى منيوا بهزيمة نكراء وبقي أبو جهل يشجع جيشه ويتوعد الجيش الإسلامي في شراسة ومكابرة ولكن سرعان ما تبدت له حقيقة هذه الغطرسة وظهرت له الحقيقة حينما رأى صفه يتصدع أمام هجمات المسلمين وانفض من كان حوله وبقي يجول وحده على فرسه فقالا غلامان صغيران من الأنصار لعبد الرحمن بن عوف يا عم أرنا أبا جهل فقال لهما ما تصنعان به فقالا سمعنا أنه يسب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلئن رأيناه فلن يفارق سوادنا سواده حتى يموت الأعجل منا فأراهما إياه فذهبا إليه فابتدراه فضرباه حتى أشرف على الموت ثم جاء عبدالله بن مسعود فحز رأسه وقطعه عن جسده ثم انطلقا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال أيكما قتله فكل واحد منهما يقول أنا قتلته فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى سيفيهما فقال: كلاكما قتله ثم كان النصر بعد ذلك وانتهت المعركة بهزيمة ساحقة بالنسبة للمشركين وفتح مبين بالنسبة للمسلمين وقد استشهد من المسلمين في هذه المعركة أربعة عشر رجلًا وأما المشركون فقد لحقتهم خسائر فادحة فقد قتل منهم سبعون وأسر سبعون عامتهم من القادة والزعماء.

 

البريد الإلكتروني

morad1429@hotmail.com





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • غزوة بدر الكبرى
  • فاتحة الفتوحات، أو (غزوة بدر الكبرى)
  • غزوة بدر الكبرى
  • غزوة بدر الكبرى .. قراءة أجنبية

مختارات من الشبكة

  • أيام الله المعظمة: يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • يوم النحر هذا يوم الحج الأكبر(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • يوم عرفة يوم من أيام الله (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • اليوم الحادي عشر - يوم القر(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • أعمال اليوم الحادي عشر من ذي الحجة (أول أيام التشريق)(مقالة - ملفات خاصة)
  • حديث: طعام أول يوم حق، وطعام يوم الثاني سنة، وطعام يوم الثالث سمعة(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • يوم من أيام الله عزوجل (خصوصية يوم عرفة)(مادة مرئية - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • يوم من أيام الله عزوجل (تحقيق الدعوة يوم عرفة)(مادة مرئية - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • يوم من أيام الله عزوجل (أنه يوم الدعاء)(مادة مرئية - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • تفسير: (والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب