• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / روافد
علامة باركود

صفته - صلى الله عليه وسلم - في التوراة (2)

الشيخ طه محمد الساكت

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/6/2013 ميلادي - 10/8/1434 هجري

الزيارات: 60864

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

صفته - صلى الله عليه وسلم - في التوراة[1]

(2)


عن عطاء بن يسار قال: لقيتُ عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قلت: "أخبِرني عن صفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في التوراة، قال: أجَل، والله إنه لموصوفٌ في التوراة ببعض صفتِه في القرآن: يا أيها النبيُّ، إنا أرسلناك شاهدًا ومبشِّرًا ونذيرًا، وحِرْزًا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سمَّيتُك المتوكل، ليس بفظٍّ ولا غليظ، ولا سخَّاب في الأسواق، ولا يدفع بالسَّيئة السَّيئةَ؛ ولكن يعفو ويغفر، ولن يَقْبضه الله حتى يُقيم به المِلَّة العوجاء، بأن يقولوا: لا إله إلا الله، ويفتح بها أعيُنًا عميًا، وآذانًا صُمًّا، وقلوبًا غُلفًا"؛ رواه البخاري[2].

 

المفردات:

أجل: حرف جواب كـ(نَعَمْ)، إلا أنه أحسن منه في التصديق، و(نَعَمْ) أحسن منه في الاستفهام.

 

والحِرْز: الموضِع الحصين، وفي أحاديث الدعاء: ((اللهم اجعلنا في حِرْز حارز))؛ أي: كهفٍ منيع.

 

والأميون: هم العرب؛ لأنَّ أكثرهم لا يقرأ ولا يكتب، كأنهم على الحال التي وَلَدتهم عليها أمهاتهم.

 

والفظُّ: الجافي الكريه الخُلُق، مُستعار من الفظ، وهو ماء الكَرِش، وحسبك أنه لا يُشرَب إلا في أشدِّ ضرورة.

 

والغليظ: القاسي القلب، الخَشِن المعاملة.

 

السخّاب: بالسين، وربما روي بالصاد: الصيَّاح، الكثيرُ اللَّغَط والجَلَبة.

 

القلب الأغلف: هو الذي لا يعي، كأنه حُجِب عن الفَهم كما يحجب السكين ونحوه بالغِلاف.

 

• • •

عناية عطاء بن يسار بالبحث عن شمائل النبي - صلى الله عليه وسلم -:

من أجل ذِكرى المولد النبوي الكريم، تخيَّرنا هذا الحديث الجامع لخلاصة أوصافه - صلى الله عليه وسلم - في التوراة، والتنويه باسمه قبل أن يُطالِع العالم محيَّاه.

 

لقد كان عطاء بن يسار مولى أم المؤمنين ميمونة - رضي الله تعالى عنها - وهو من أئمة التابعين وثِقاتهم - مَعنيًّا بالبحث عن شمائل النبي - صلى الله عليه وسلم - ونُعوته في الكتب السماوية، ولقد سأل فيمن سأل عنها عبدالله بن سلام، وعبدالله بن عمرو - رضي الله عنهم.

 

عبدالله بن سلام:

أما عبدالله بن سلام؛ فلأنه عالم أهل الكتاب وحَبْرهم، وأعرف بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - منه بابنه، كما قال لعمر - رضي الله عنه - إذ رأى أوصافَه في التوراة رأي العين، فلم تَشُبْه فيه شائبة ريب، أما ابنه، فإنه لا يدري ماذا تصنع النساء؟ وقد آتاه الله أجره مرتين، وشهِد له النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجنة.

 

أما عبدالله بن عمرو؛ فلأنه من أعلام الصحابة وأجلّتهم، وأكثرهم حفْظًا للحديث[3] واطلاعًا على غيره، قال فيه أبو هريرة - وهو من هو -: "ما كان أحفظ لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مني إلا عبدالله بن عمرو؛ فإنه كان يعي بقلبه وكنتُ أعي بقلبي، وكان يكتب وأنا لا أكتب؛ استأذن رسول الله في ذلك فأذِن له"[4].

 

وحسْبُك ما رواه أحمد والبغوي عنه قال: "رأيتُ في ما يرى النائم كأن في إحدى يدي عسلاً وفي الأخرى سمنًا، وأنا ألعقهما، فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال: ((تقرأ الكتابين: التوراة والقرآن))[5]، فكان يقرؤهما عالمًا بما فيهما؛ ولذا عُدَّ بحقٍّ أشهر من قامت عليهم النهضة الفكرية، في الأقطار الإسلامية.

 

خلاصة أوصافه - صلى الله عليه وسلم - في التوراة:

وقد تضمَّن حديثه هذا بضعة عشر نعتًا من نعوته المبثوثة في القرآن الكريم - صلوات الله وسلامه عليه -:

• أن الله أرسله شاهدًا: لمن آمن من أمته بالتصديق، وعلى مَن كفَر منهم بالتكذيب، أو شاهدًا للرسل قبله بالبلاغ.

 

• ومبشرًا: للمطيعين بجنات النعيم، ونذيرًا: للعاصين بنار الجحيم، وهذا موافِق لقوله تعالى في سورة الأحزاب: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴾ [الأحزاب: 45].

 

• وحِرْزًا للأُميِّين: يتحصَّنون بكَ من غوائل الدهر، أو من سَطْوة العَجَم، أو من عذاب الله ما دمتَ فيهم؛ ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ﴾ [الأنفال: 33]، فهم بك في حِصْن حصين وأمن مُقيم؛ وإنما خصَّ العرب بالذِّكر؛ لشرفهم، أو لإرساله بين أظهرهم، وإلا فلا جدال أن دعوته عامةٌ، ورسالته إلى الناس كافة.

 

أنت عبدي: المكمَّل، شرَّفتك بالعبودية، ولقَّبتك بها في أجلِّ المواطن وأسماها، وأشرف المنازل وأعلاها، وخيَّرتك بأن تكون نبيًّا مَلِكًا، أو نبيًّا عبدًا، فاخترتَ - وما أجلَّ ما اخترتَ! - أن تكون نبيًّا عبدًا؛ فأنت عبدي الكامل.

 

ورسولي: الخاتَم، الذي أرسلتُك رحمةً للعالمين، وجعلت رسالتك خالدةً إلى يوم الدين.

 

سمَّيتك المتوكل: لعظيم ثقتك بي، وكريم اعتمادك عليَّ، وجميل صبْرك فيَّ، تَقْنع باليسير، وتجود بالكثير، وتُفوِّض أمرك كله إليَّ.

 

ليس بفظٍّ: جافٍ، ولا غليظ: قاسٍ، بل اللين شيمتُه، والرفق سجِيَّتُه، ما لم يُؤْمر بالشدة والغِلَظ، فإذا أُمر بهما، فما أجدره بمعالجة نفسه، ومخالفة طبْعه؛ امتثالاً لأمر الله - عز وجل -: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ [التوبة: 73].

 

ولا نستطيع هنا أن نُحصي مواقف لينِه ورِفقِه؛ حيث ينسى رحمتَه الرحيمُ، ويتميَّز من الغيظ الحليمُ، وحسْبنا أن عاتَبه الله في غير آية؛ رحمةً به أن تضرَّه الرحمة، ونهاه أن تذهب نفسه على الكافرين حسرات.

 

وهذا الجزء من التوراة يُوافِق قوله تعالى في سورة آل عمران: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ [آل عمران: 159].

 

ولا سَخَّاب في الأسواق: وما حاجته إلى الصَّخب واللغط وهو مجبولٌ على الرِّفق والتواضع، مطبوع على السكينة والوقار؟ وإذا كان هذا شأنه في الأسواق، وهي مَدْعاةُ الصياح والجَلَبة، فهو في غيرها أعظم وقارًا، وأجلّ حِلمًا.

 

ولا يدفع بالسيئة السيئة: امتثالاً لأمره تعالى: ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [المؤمنون: 96]، وكان - صلى الله عليه وسلم - خُلُقه القرآن.

 

ولكن يعفو ويغفر: فلا يرضى خُلُقُه العظيم ألا يَجزي السيئة بمثلها؛ وإنما يَسْترها فلا يُجابِه بها، وقُصاراه عند التأديب والإرشاد أن يقول في خُطبته: ((ما بال أقوام يصنعون كذا وكذا))، هذا كله ما لم تُنتهَك حُرُمات الله، فإذا انتُهِكت حرمات الله، فإنه ينتقم لله بها.

 

ولن يقبِضه الله تعالى حتى يُقيم به: ملة ابراهيم حنيفًا، ويُعيدها سيرتَها الأولى، من بعد أن عوَّجها العرب وبدَّلوها تبديلاً.

 

وقد صدق الله وعدَه، ونصر عبده، ومنَّ به على المؤمنين، فاجتمعوا على كلمة الله، واعتصموا بحبل الله، وكانت لهم أعينٌ لا يُبصِرون بها الهُدى، وآذان لا يسمعون بها الحق، وقلوب عليها أقفالُها.

 

ولا ندعْ هذا الوصفَ الحق الجميل قبل أن نتمَّه ببقيَّة من رواية ابن اسحاق، لا تنقص عنه حقًّا و جمالاً:

قال الله: ((أُسدِّده بكلِّ جميل، وأَهَبُ له كل خُلُق كريم، ثم أجعل السكينة لباسه، والبرَّ شعاره، والتقوى ضميره، والحكمةَ مَعقولَه، والصدق والوفاء طبيعته، والمعروف خُلُقَه، والعدلَ سيرتَه، والحقَّ شريعته، والهُدى إمامَه، والإسلام ملَّتَه، وأحمدَ اسمَه، أَهدي به بعد الضلالة، وأُعلِّم به بعد الجهالة، وأرفع به بعد الخَمالة، وأُسمِّي به بعد النُّكرة، وأكثِّر به بعد القلَّة، وأَُغني به بعد العَيْلة، وأجمع به بعد الفُرقة، وأُؤلِّف به بين قلوب مختلفة، وأهواء متشتِّتة، وأمم مُتفرِّقة، وأجعل أمته خير أمةٍ أُخرجت للناس))[6].

 

المصدر: من ذخائر السنة النبوية؛ جمعها ورتبها وعلق عليها الأستاذ مجد بن أحمد مكي



[1] مجلة الأزهر، العدد الثالث، المجلد الخامس عشر، ربيع الأول 1363-1944.

[2] أخرجه البخاري في كتاب البيوع في الأسواق (2125)، وفي التفسير (4838)، وأخرجه أيضًا في كتاب "الأدب المفرد" (246) (247).

[3] يبلغ ما أَسْنَد سبعمائة حديث، اتفقا له على سبعة أحاديث، وانفرد البخاري بثمانية، ومسلم بعشرين؛ كما في "سير أعلام النبلاء" 3: 80.

[4] أخرجه البخاري (113) ولفظه من حديث وهب بن منبه عن أخيه قال: سمعت أبا هريرة يقول: "ما من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أحد أكثر حديثًا عنه مني، إلا ما كان من عبدالله بن عمرو؛ فإنه كان يكتب ولا أكتب".

[5] أخرجه أحمد في "المسند" 2: 222 (7067)، قال الذهبي في "السير" 3: 86: ابن لهيعة ضعيف الحديث، وهذا خبرٌ مُنكَر، ولا يشرع لأحد بعد نزول القرآن أن يقرأ التوراة، ولا أن يحفظها؛ لكونها مبدَّلة محرَّفة منسوخة العمل، قد اختلط فيها الحق بالباطل، فلتجتنب، فأما النظر فيها للاعتبار والرد على اليهود، فلا بأس بذلك للرجل العالم، قليلاً، والإعراض أَولى.

[6] ذكره السيوطي في "الدر المنثور" 3: 134 عند تفسير آية الأعراف: ﴿ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ ﴾ [الأعراف: 157]، وعزاه إلى ابن أبي حاتم في "تفسيره" - ولم أجده عند هذه الآية - ولأبي نعيم في الدلائل" برقم (33)، ولكنه من كلام وهب بن منبه، من رواية عبدالمنعم بن إدريس بن سنان، عن أبيه، عن وهب، وعبدالمنعم اتُّهِم بالكذب، نعم، أوله معطوف على ما قبله، والذي قبله من كلام كعب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • صفته - صلى الله عليه وسلم - في التوراة (1)
  • الإشارة إلى نبوة محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة
  • صفة كف النبي صلى الله عليه وسلم
  • صفة مشي النبي صلى الله عليه وسلم

مختارات من الشبكة

  • إثبات أمية النبي صلى الله عليه وسلم صفة من صفاته ومعجزة من معجزاته(محاضرة - موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر)
  • توحيد الأسماء والصفات واشتماله على توحيد الربوبية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ما جاء في خلق الرسول صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم: كان صلى الله عليه وسلم رحيما بالمؤمنين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اعتقاد أهل السنة والجماعة في الصفات الثبوتية والصفات السلبية(المنفية)(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • صفة الغسل وأقسامها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صفة الصلاة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • صفات المصطفى صلى الله عليه وسلم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صفة كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ما جاء في صفة مزاح رسول الله صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب