• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / الإسراء والمعراج
علامة باركود

الإسراء مفهوما وغاية

د. جمال عبدالعزيز أحمد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/6/2013 ميلادي - 1/8/1434 هجري

الزيارات: 10561

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الإسراءُ مفهومًا وغَايَةً

 

الإسراء مصدر قياسي للفعل الرباعي (أسرى)، وأسرى فعل ثلاثي مزيد بالهمزة، و"سرى" يعني المشي ليلا، وهذه الهمزة تُفْهِمُ أنه أُسْرِيَ به، ولم يَسْرِ هو بنفسه، فهي تعني معنى التفضل، والنعمة، والاقتدار، والقوة، والحب، والحدب، يقول - تعالى -: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الإسراء: 1].

 

بدأت السورة بالتسبيح، وهو التنزيه والتقديس؛ لأن هذا الحدث فوق قدرات البشر، ولا يقوم به إنسان، مهما أوتي من جبروت العلم، وسطوة الفهم، والمتأمِّل فيه يوقن بأنه حدَث الأحداث، ومعجزة المعجزات؛ إذ كيف يمكن لبشر أن يأخذ بشرا في رحلة أرضية من مكةَ المكرمةِ إلى بيت المقدس، هذه المسافات الطويلة، ثم يُعْرَجُ به إلى السماوات العُلا إلى سِدْرة المنتهَى، ويُرِيه كلَّ تلك الآيات الباهرات، ثم يعود به قبل أن يبرد موضع نومه، حتى إن العرب أنفسهم الذين يَعْرِفون بُعْدَ المسافة بين المسجدين استبعدوا ذلك، وقالوا: تأتي بيتَ المقدس الذي نضرب له أكباد الإبل شهرا، ثم تعود إلى دارك في هذه اللحظات القليلة الرمزية!

 

نعم، إن أول أهداف الإسراء بيانُ القدرة الإلهية، وإيضاحُ المعجزة الربانية، والهيمنة الحقيقية على كل مَنْ وما في الكون؛ لأن الله خلق الزمن فكيف يُحيط به الزمن، وخلق المكان فكيف يحويه مكانٌ، إن الله - تعالى - لا يعالج الأمور والأشياء كما نعالجها نحنُ، إنما كل شيء عنده يتأهب لسماع (كُنْ) فيكون في الحال ويحدث على الفور، وكل شيء عنده بمقدار، ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [يس: 82].

 

وأما ثاني تلك الغايات فهو التسلية والتسرية عن حبيبه محمد - صلى الله عليه وسلم - وهو مفهوم من معنى الإسراء وهو التسرية والتخفيف، حيث بلغ بقريش معه حدا بعيدا من الظلم والتجنِّي والاضطرار إلى الخروج، وحيث أٌدْمِيَتْ قدماه الشريفتان، وهذا يتجهم، وذلك يحاول التصدي له وامتلاك دعوته، وثالث يساومه على تركها، حتى قال الرسول الكريم: "اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس برحمتك يا رب العالمين، أنت رب المستضعفين وأنتَ ربي إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني، أم إلى عدوٍّ ملكتَه أمري؟ إنْ لم يكن بك غضبٌ عليَّ فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسعُ لي، أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن يحلَّ بي سخطك، أو ينزلَ عليَّ غضبك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بكَ "، دعاءُ الحبيب للحبيب، فيه إخباتٌ وخشوع، وخضوع ودموع، رقة متناهية، توكُّل صادق، يقينٌ كامل بنصرة الله - جل جلاله.

 

دعاء المضطر، الذي بذل كل ما لديه، واتخذ كلَّ الأسباب، فهذا الدعاء يُرْفَعُ بعد زيارته الطائفَ، واضطهاد أهل مكة له، فخرج بدعوته إلى حيث يستجاب لها، وحيث تَنْتَشِر، ومضى يمشي على قدميْه حتى فوجئ بهؤلاء الطائفيين يرمونه بالحجارة، ويُغْرُونَ به سفهاءَهم وصبيانهم - صلى الله عليه وسلم.

 

فتتنزل رحمة الله به في رحلة أرضية سماوية تخفف عنه، وتمسح على جبينه، وتكفكف دمعه، وتربط على كتفيه، وتشعره أنه ليس وحده في هذا الوجود، وإنما معه ربُّه لا ينساه، ومعه مولاه يرعاه، ويرعاه: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا ﴾ [الإسراء: 1]، والباء هنا بمعنى "مع"، فالسُّرَى فيه مصاحبة ومَعِيَّة، واستخدام كلمة "عبده" لبيان التسامي، والرقي، فهو قدَّم أسباب الصحبة، وعوامل القرب، وهي الإخبات وإظهار التذلل لله، والعبودية لجلاله وقدسيته، وجاءت كلمة (ليلا) لتبين الجلال والتملِّي، والمهابة والقدسية، وأنها رغم عظمتها وكبر حجمها إلا أنها لم تأخذ إلا بعض وقت ولم تستغرق كل الليل إنما استغرقت وقتا يسيرا قليلا، تناسبه تنكير كلمة (ليلا)، والليل - كما هو معروف - مجمع الحنان، ووقت التسرية والأمان، حيث التأمل والتفكير، والتسبيح والنور، والطهر والنقاء، وحيث طِيبُ الهواء، ونقاء الأجواء، وحيث يبدو الصفاء، ويحل البهاء. ومن تلك الغايات كذلك إظهارُ أن السماء لا تتخلى عن الأرض أبدا، ما دام في الأرض مسبِّح عابد، ومُخْبِتٌ داع، تتنزل الرحمات والهبات، ويكون الإرشاد والعظمات والتساند والفيوضات والعطاءات، وهو درس كبير من دروس الإسراء، حتى يعمل الدعاة ولا يقلوا ويجتهدوا ولا يملوا. ومنها كذلك ضرورة أن يفهم الداعية أن الحركة مطلوبة؛ والدأب أساس في العمل الدعوي، وأنه إذا ما تصلب قوم تجاه داعية ما فعليه أن يرحل إلى مكان آخر يبلغ دعوة ربه، ويسعى لنشر دينه مهما كلفه ذلك من سفر ومشاق وابتلاء وقطع للأرزاق، ودماء وأشلاء؛ فإن طريق الدعاة طويل، وامتحانهم كبير، والمتصدون لهم كُثرُ: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [الفرقان: 31] و﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ﴾ [الأنعام: 112].

 

ومنها ذلك من متنزلات ﴿ مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ﴾ [الإسراء: 1] فهو يمضي من طهر إلى طهر، وينتقل من عفاف إلى عفاف لا يعرف إلا الحياة النقية، والأماكن الطاهرة، وفيها إعلان كذلك بوراثة المسجدين للمسلمين، فكل من المسجد الحرام بمكة المكرمة، والمسجد الأقصى بالقدس الشريف بفلسطين هما ملك للمسلمين شاء مَنْ شاء، وأبَى مَنْ أبَى.

 

ثم غاية كبرى لهذه الرحلة العظمى وهو بيان الآيات وشرح مستقبل الأمة وأخذ الحيطة والحذر من كل ما يقع، وكيفية الخروج منه، فهو رحلة تبصير وتنبيه ﴿ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الإسراء: 1] رأى مرئيات كثيرة ولها دلالات عظيمة، منها ما يتعلق بأثر الكلمة ودورها في المجتمع، ومنها بيان قيمة الزمان في المجتمع الإنساني، ومنها خطورة الربا وآثاره المدمرة، ومنها الحرص على قدسية المرأة، وعدم الاختلاط الداعي إلى الزنا، وحياة الفحش والخَنَا، ومردود ذلك على المجتمع، ومنها التحذير من الدنيا وزينتها، ومنها خطورة الاغتياب، وعواقبه السيئة، ومنها بيان طبيعة الدين الإسلامي النقية، السهلة، السلسة، وتعاليمها الواضحة الهينة اللينة، ومنها مكانة المجاهدين، ومنزلة الجهاد عند الله - سبحانه -، ومنها بيان مكان الصلاة، وأنها معراج المؤمن إلى ربه، وصِلَة العبد بمولاه، ومنها ما يتعرض له الإسلام ودعاته من عواصفَ هُوجٍ، وأباطيلَ، وعراقيلَ، وابتلاءات واضطهاد من هنا وهناك، وما يحيط به، ويَحيك به من دسائس ومكر، وخطط ماكرة لطمسه، وقتل أنصاره، ووجوب الصبر، والتجمل، الكثير، والكثير من الرُّؤى والرموز، والدلالات، والمفاهيم.

 

إن الإسراء له مفاهيمُ، وتحيطه غاياتٌ، ويشتمل على مَعَانٍ ودلالات، ومُرادات، يجب علينا أن نعيشها، ونتأملها، ونعمل بمقتضاها حتى تكون لنا الريادة، والسيادة، والقيادة لهذا العالم التعيس، نريد أن نُنير الدنيا بالإسلام، ونأخذ بأيدي الخلق إلى رحاب الخالق، ونخرجهم من عبادة الأوثان إلى عبادة الرحمن، والحمد لله رب العالمين، وكل عام وأنتم بخير.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الإسراء والمعراج (1)
  • ليلة الإسراء
  • الإسراء والمعراج وعلاقته بالعلم والعقل
  • رحلة الإسراء في آية الإسراء
  • في قضية الإسراء والمعراج
  • بكل المقاييس ليست رحلة عادية
  • الإسراء .. تحليل للواقع وبناء للمستقبل (1)
  • الإسراء

مختارات من الشبكة

  • الإسراء والمعراج.. دروس وعبر(مقالة - ملفات خاصة)
  • الإسراء والمعراج: آيات ودلالات(مقالة - ملفات خاصة)
  • ما هو الإسراء والمعراج؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم(مقالة - ملفات خاصة)
  • حديث القرآن عن الإسراء(مقالة - ملفات خاصة)
  • معجزة الإسراء والمعراج(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مكانة الإسراء ومشاهد المعراج(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • الإسراء والمعراج: دروس ومقاصد (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قصة الإسراء والمعراج دروس وعبر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مسائل العقيدة في الإسراء والمعراج (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب