• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / مواعظ وخواطر وآداب / مدارسة القرآن في رحاب رمضان
علامة باركود

تفسير سورة البقرة .. الآيات (183 : 184) (7)

تفسير سورة البقرة .. الآيات (183 : 184) (7)
الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/5/2013 ميلادي - 20/6/1434 هجري

الزيارات: 12657

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفسير سورة البقرة

الآيات ( 183 : 184 ) (7)


قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 183-184]..

 

في الحقيقة أن أسرار الصيام العظيمة لم يكتشف منها البشر إلا القليل كما قال تعالى: ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 85] فحكم الله العظيمة من وراء ذلك الجوع والعطش والانحباس عن الشهوات في مدرسته الشهرية كل سنة لا يمكن إدراكها كلها، ولكن إذا عرف الإنسان حقيقة تكوينه، وأنه ليس مجرد هذا الهيكل المنتصب، ولا هذه المجموعة من الأجهزة والخلايا واللحم والدم والعظم والعصب، وأن للإنسان حقيقة أخرى غير ذلك وهي حقيقة روحية وسر من أسرار الله، وجندي خاص يمتاز على سائر الأجسام الأرضية.


فالجوهرة الروحانية التي جعلها الله في الإنسان بها يعقل ويفكر، وبها ينبثق شعوره نحو خالقه، فيتطلع إلى ابتغاء مرضاة الله ليفوز بمدد السماء وحصانة السماء، والنصر العزيز من رب السماء في الحياة الدنيا، والفوز بالملكوت الأعلى في الدار الآخرة، فالإنسان جسد سفلي وروح علوي: فالجسد بيت والروح صاحبه الساكن فيه، والجسد مطية والروح هي الراكب المسافر، فالبيت لمصلحة الساكن والمطية لمصلحة الراكب، فإذا سلم عقل الإنسان الفطري من المؤثرات الشيطانية اتجه إلى الله متبعًا وحيه المبارك. وفي هذه الحالة يعرف قيمة نفسه ويدرك سر الله فيه، فيؤثر أشواق الروح إلى الله على نوازع الجسد إلى الشهوات، فيكون من خير البرية كما وصفه الله. أما إذا عكس الأمر فجعل روحه عبدًا لجسمه ونفسه خادمًا لشهواته لما استزلته الشياطين من حقيقته، فهذا صار ممن اتخذ إلهه هواه، وجعل روحه خادمًا لجسمه كما قيل:

يا خادمَ الجسم كم تسعى لخدمته
أتطلُب الرِّبح مما فيه خُسرانُ
أقبِل على النفس فاستكمِل فضائلها
فأنت بالنفس لا بالجسم إنسانُ

 

فتنوع الله العبادة رحمة منه وحكمة لتهذيب النفوس وصقل الأرواح وتصفية العقول وحفظها من نزعات الشياطين، وفرضية الصيام لها أعظم مساس بهذا الشأن لأن ترتقي بروح الصائم ارتقاء يحفظه من كل انحطاط ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 232]. تلك القراءة عند المخالفة لكان أهون في مقته وعقوبته. وقد جاءت الأحاديث بوصف أقوام يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم أنهم شرار الخلق، لأنهم خالفوا على علم وبينة.


وقوله سبحانه وتعالى: ﴿ وبينات من الهدى والفرقان ﴾ يعني: بينات واضحات المعاني والمسالك، فالقرآن دستور كامل شامل لنظام الدنيا وخير الآخرة، وصفه منزله سبحانه وتعالى بأنه ﴿ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 2] في عامة أحوالهم، حتى إن جميع قصصه محتوية على الأحكام والعبر.


وللاختصار أنبه القراء والسامعين إلى سورة واحدة قصيرة أودع الله فيها دستورًا عظيمًا للحياة السليمة والحربية، وضمنها من حقوق الإنسان ما لم يستطيع أن يصل إليه العقل البشري بجميع منظماته الدولية الممتحنة بشتى أنواع التجارب القاسية، لا منظمة حقوق الإنسان ولا ما هو أعلى منها، فهذه السورة التي سبقتهم بأربعة عشر قرنًا إلى أشرف الغايات وأجمل الخصال وهي سورة (الحجرات) التي ابتدأها الله سبحانه بتركيز القيادة العامة في المسلمين بوحي السماء تمكينًا لإقرارها في حياة الناس، حيث قال سبحانه: ﴿ لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [الحجرات: 1] وهذا أخذ بحجرهم من أول الطريق حتى لا يدع لهم شيئًا من الخيرة في أمر الله ورسوله، ولا يجعل لهم حق التقدم عليه بأي أمر أو رأي يعارضه. ولذا جاء النص بصورة تجمع شوراد النفس كما قال في الآية (36) من سورة الأحزاب: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ﴾ [الأحزاب: 36].


ثم تأتي بالأمر الصريح بالتزام الأدب كما سنفصله في تفسير تلك السورة. ثم تركز الثقة بالقيادة وتقطع الطريق على كل من يريد النيل منها أو الإساءة إليها، أو يعمل على شيء من الاستفزاز لها أو عليها، كما سنوضحه أيضًا إن شاء الله.


وكذلك تركيز التفويض للقيادة ومعالجة كل خصومة بالصلح أولًا، ثم بتأديب الباغي المعتدي ثانيًا حتى يرجع إلى رشده محفوظًا له حقه من العدل والقسط، ومحترمًا في دينه من الطعن، فلا يخرج من الدين بمجرد القتال بل هو باق على أخوة الدين، فنزوة الطيش التي سببتها أغراض النفوس لا تخرج صاحبها إلى الإيمان كما هو اضح من أول السياق وآخره. فأوله ﴿ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا ﴾ [الحجرات: 9] وآخره: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات: 10].


وقد ترجم البخاري بابًا في ذلك كما سيأتي توضيح الجميع بحول الله وقوته. ثم تركيز مجموعة من الأخلاق الاجتماعية الفاضلة لحماية المجتمع المسلم من التفكك والتصدع وتحصين أواصر الأمة من البغضاء والشقاق والعمل على جمع شمل الأمة بالمحبة والتعارف، والعمل أيضًا على التفاف المسلمين على حقيقة الإيمان وخضوعهم لسلطان الله في كل شيء، وارتباطهم به في جميع الحالات. فيا لها من سورة عظيمة قويمة لا يغني عنها جميع مقررات أهل الأرض، بل ولا يأتون بمثلها. ومع هذا نجد بعض مديري الجامعات العربية من (دكاترة) العرب يرسم في مجلة (العربي) للقومية نقاطًا لا يكتبها إلا أجهل الناس بالقرآن وأبعدهم عنه، بل أجهل الناس بما يجري في المحيط الدولي الذي يدعونا إلى تعشق مُثله العليا، ونحن لا نرى في محيطه إلا المُثل السفلى.


من المؤسف أن يتفوه (دكتور) يتبجح بالعروبة ويستظل بالإسلام بهذا الكلام في نقاطه الخمس الهزيلة، وهو يرى المآسي الفظيعة تجري في الدول التي يقدسها كأنه ساكن في غير هذه الكرة الأرضية، لا يسمع ولا يبصر ما فعلته الدول في شرقي (أوربا) والبلقان والجزائر وفلسطين والحبشة والزنجبار، وما تفعله دولة الهند بالمسلمين وفي جبل (بور كلكته) و(كشمير)، وما يجري على المسلمين في (الفلبين) و(قبرص) وما يجري في أمريكا، وما فعلته (روسيا) من الوحشية المنقطعة النظير، وما فعلته بريطانيا في نواحي مسقط؛ بل في نفس بلادهم (أيرلندا) وغير ذلك مما يصعب إحصاؤه من المثل السفلى التي يسميها ذلك الدكتور بالمثل العليا.


فالعرب لم يجعلهم الله صفر اليدين من كل هدي ورسالة حتى يرشدهم أمثال هذا إلى (تعشق المثل العليا الدولية) أو ينصحهم أن يكونوا على صلة دائمة بالعالم حتى لا تنزلق العروبة في (مهاوي الفاشية) على حد زعمه، مع أنها بعد سنتين من نصيحته الهوجاء انزلقت إلى مهاوي الشيوعية لابتعادها عن صراط الله وأنواره غاية الابتعاد.


فما أعظم خسارة المسلمين عامة والعرب خاصة بإغفالهم كتابهم وانحرافهم عنه، مما جعلهم بعد السيادة والقيادة في رق معنوي وسكر معنوي يتردون بسببه في انحطاط خلقي سحيق وسبات من التقليد عميق.


وما أعظم خسارة العالم كله بإضاعة العرب والمسلمين مملكة الرحمن وهدي القرآن الذي شرفهم الله به مستجيبًا لدعوة أبينا إبراهيم عليه السلام.


فلنتساءل جميعًا عن موقفنا من القرآن الذي قال فيه منزله جل وعلا: ﴿ لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [الأنبياء: 10] هل تلوناه حق تلاوته بإقامة حدوده وحمله إلى جميع البشرية المتعطشة إلى دين يحجبها من الانحلال ويغذيها بأشرف الخصال؟ هل عرفنا ميزتنا بالرسالة وشكرنا ربنا عليها شكرًا عمليًا هو القيام بالواجب لنحقق الذكر الحسن؟ أو على العكس سفهنا أنفسنا واستخففنا بواجبنا، فلم نعره اهتمامًا، اقتداء باليهود، فاشتركنا معهم بالمثل السيئ الذي ضربه الله لهم، إذ قال: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ﴾ [الجمعة: 5].


بالله عليكم أي فارق بينهم وبين من ترك العمل بالقرآن وأضاع حدوده ومزقه تمزيقًا معنويًا بعزله عن التشريع وإقصائه عن الحكم، وحرم نفسه وأهل الأرض جميعًا من الاهتداء به، فلم يبلغ رسالات الله على ضوئه؟ ما الفرق بين اليهود وبين من هذه صفاته؟ إنهم يلبسون على الناس بشتم اليهود ودعوى محاربتهم، بل هم والله لا يظهرون شتم اليهود ولا محاربتهم وإنما يشتمون أو يحاربون من يسمونهم (صهاينة) ليبقى اليهود في مأمن عن شتمهم وحصانة من حربهم، وهل يوجد يهودي على وجه الأرض لا يسند الدولة المسماة (إسرائيل) حتى يجوز أو يسوغ لهم ذلك؟!!


أيها المسلمون، إن مسئوليتنا كبيرة، وإنها والله عن الخطورة بمكان عظيم. تأملوا أيها المسلمون إذا كان الذي يقرأ الكتاب لمجرد التلاوة ويعطل أحكامه، مثله كمثل الحمار، فكيف حال من لا يقرؤونه ولا يعيرونه اهتمامًا؟ بل يراه كتابًا رجعيًا باليًا، ويعتبره أوراقًا صفراء مدعاة للتخلف، زاعمًاُ أنه يوافق حال العصر، ويعكف على قراءة الكتب المادية من الشيوعية وغيرها مما تقذف به دور الطبع والنشر الحديثة من المصورات الخليعة والأقاصيص الماجنة والمقالات الإلحادية، ويعمر الملاعب والنوادي ودور اللهو المختلفة بدلًا من المساجد.


هل حال هذا شر ممن ضرب الله لهم المثل السيئ أم لا؟ وهل هو بحالته البهيمية أحسن من مستوى الكفار الذين قال الله لهم فيهم: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ ﴾ [محمد: 12] أم لا؟

لقد أثبتت التجارب أن طلب العلوم والفنون مه إهمال النفس عن التربية الدينية المحمدية لا يجدي نفعًا ولا يحل مشكلًا، بل يتكون منه عالمًا ماديًا لا هم له سوى النفعية والوصولية بأي شيء كان وعلى أي حساب كان. وما هذا التسابق في التسليح والانهماك في صنع ما يدمر المدنية إلا من خراب الضمائر بسبب ابتعادها عن هدي رب العالمين.


أيها المسلمون، التفتوا إلى سلفكم الصالح تجدوا أحدهم بحمله بعض سور من القرآن أصلح ما أفسده الفرس والروم، وفتح القلوب قبل أن يفتح البلاد.


نعم، فتح القلوب بحفاظه على الأنفس والأموال والأعراض دون استئثار بشيء، أو طمع في منصب أو لقب. وانظروا أهل زمانكم وما ضاع ويضيع بينهم من أموال وكرامة، ويهتك من عرض، ويراق من دم، وإذاعاتهم تتبجح بالحرية وخدمة الشعوب إفكًا وتضليلًا، ويكفي إلقاء نظرة على ما تفعله بعض الحكومات الفتية من إضاعة الأموال الطائلة في أعياد رسمية ومراسيم شكلية، وما يذوقه معارضوهم من أنواع التنكيل، لتعرفوا كيف دفعت الأمة ثمنًا غاليًا لإضاعة القرآن.


أما العرب المسلمون الذين صلحت ضمائرهم بالقرآن فقد ترفعت أنفسهم عن المادة، وطهرت أخلاقهم عن تسخير الشعوب والجناية على عقولها واللعب بمقدراتها، لأن القرآن حداهم إلى العدل والإحسان والصدق والرحمة، فقضوا بالحق وأطلقوا الفكر حرًا، لا تقيده الأوهام المصنوعة، ولا تستره حجب الأباطيل التي تقذف بها وسائل النشر المختلفة.


أيها المسلمون، لقد سيطرت الثقافة الاستعمارية على أدمغتنا، وجعلتنا كأبعد الأمم عن القرآن الذي أنزل علينا وبلغتنا، فأدخلت فينا عصبية الجنسية التي حرمها الإسلام وشدد في منعها بعد أن أضعفوا العلم والدين فينا. وقد بذلت الماسونية اليهودية بواسطة الاستعمار جميع الوسائل في تركيزها بأذهان الناشئة والرعاع؛ لأنهم يرون فيها نقضًا لعهد الله في اتباع ملة إبراهيم، وقطعًا لما أمر الله به أن يوصل من الميثاق الإسلامي الذي يربط العربي بالأعجمي والمشرقي بالمغربي كما شرعت أركان الإسلام كلها من أجله، لولا ابتعادنا عن القرآن لما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا.


فالواجب على كل من يعتز بعروبته أن يجعل منها أكبر حافز له على أخذ القرآن بقوة، وحمله بالتبليغ الصحيح العام الشامل، كما أمر الله؛ ليكون محققًا لعروبته الصالحة، وانتسابه لذلك النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فيكون مرضيًا لربه الذي أنعم عليه بذلك، ويكون مكرمًا لنفسه، غير مهين لها، ولا مستخف بها، فإن من لم يحمل القرآن حملًا صحيحًا إلى جميع المعمورة حسب استطاعته فقد سفه نفسه ودساها بنبذه لرسالات ربه، وكان باستجابته لداعي الغي كاذبًا في جميع مزاعمه، قد صدق عليه إبليس ظنه، فكان من أتباعه وكسبه.


حقًا إن المستجيب لداعي الغي إذا واصل استجابته بإصرار انسلخ من القرآن، فكان من أتباع الشيطان، مستحقًا أسوأ مثل ضربه الرحمن، ولو بلغت به دعاية المديح والتهريج مبلغًا عظيمًا وحاز من الشعبية وصنوف الألقاب ما حاز، فإنه لا يرتفع عما وصفه به الخلاق العظيم، وكيف يرتفع من وضعه الله بسبب قصور همته ونقص إيمانه عن حمل رسالة ربه؟ كيف يرتفع من أبى أن يشرف نفسه بالكتاب الذي شرفه الله به فاختار الضعة لنفسه باقتفائه ما رسمه له أعداء الله وأعداؤه؟


إن من جعله الله بهذا المثل السيئ لا ينفعه ما يسدي عليه البشر من ألقاب، ولا يرتفع برفعة مركزه عن ذلك، بل يأخذه الغرور برفعة الشأن الخلابة، فيتمادى في إعراضه عن القرآن واستهجانه لوحي رب العالمين حتى ينحط إلى مثل أسوأ وأسوأ، وهو المثل الذي ضربه الله أيضًا لمن أوتي الكتاب فانسلخ منه واستبدله بتقديس الجنس والوطن، فجعله الله بهذه الغواية بمثابة الكلب، حيث قال جل وعلا: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴾ [الأعراف: 175]. ذلك أن الشيطان ليس له سلطان على عباد الله المخلصين له قصدًا وعملًا: ﴿ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ ﴾ [النحل: 100]. فأخبرنا الله عمن هذا شأنه أنه لاستجابته لوساوس الشيطان واطمئنانه لطاعته استولى عليه فتخلى الله عن نصرته، فلم يرفعه بتلك الآيات التي انسلخ عن العمل بها، فلذا قال سبحانه: ﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا ﴾ [الأعرف: 176] بانسلاخه عن وحي رب العالمين ﴿ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ﴾ [الأعراف: 176] فكانت رغبته ومنتهى عزيمته في الأرض تقديسًا للجنس والوطن، رغبة منه في المادة، وتعلقًا بالأنانية والأغراض النفسية التي هي مصدر عبادة الهوى والغواية ﴿ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ﴾ [الأعراف: 176].


تالله إن هذا المثل منطبق على أهل هذه الصفات من المعرضين عن القرآن إلى أبد الآبدين، إذ الواقع المحسوس يشهد بذلك، ففي الماضي يقص التاريخ كثيرًا من هذيان الذين اقتصروا على إرادة حرث الدنيا، وأعرضوا عن كتاب الله، وفي الوقت الحاضر تكاد تصطك الآذان من كثرة سخفهم وصيحاتهم الوحشية في الإذاعات، كل منهم يدعو إلى معسكره ويشتم الفريق الآخر، وإذا سكت فريق لم يسكت الفريق الآخر عمن تركه حتى يعود عليه.


فهذا المثل الرائع هو من معجزات القرآن الخالدة، إذ جميع الصفات الكلبية الخسيسة موجودة فيمن انسلخ عن وحي رب العالمين؛ لأنه محروم من الآداب القرآنية الجليلة، فالتصقت به خسائس الصفات الكلبية، حتى فيما نحبذ تنزيه أقلامنا عن ذكره.


وبما أنه جرت سنة الله الكونية التي لا تتغير ولا تتبدل بأن أصحاب المخالفات إذا تمادوا في غيهم ولم يئوبوا إلى رشدهم، تكون عاقبتهم التكذيب بآيات الله والاستهزاء بها، فإني أربأ بالمسلمين من التمادي في انحرافهم عن تعاليم القرآن وتحكيمه خشية أن تحيق بهم هذه العاقبة السيئة كما حاقت بغيرهم، فيكونوا من أهل هذا المثل السيئ الثاني الذي هو أسوأ من الأول وأفظع، قال الله تعالى: ﴿ ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ ﴾ [الروم: 10] فنتفكر جيدًا في موقفنا من القرآن. هل هو موقف سلبي فقط؟ أو موقفنا موقف النابذ له.


لنحذر أن نكون ممن ابتغى غير الله ربًا أو افترى عليه الكذب، فإن الله توعد نبيه وحبيبه محمدًا صلى الله عليه وسلم بمضاعفة العذاب في الدنيا والآخرة إن هو ركن إلى الكفار شيئًا قليلًا في طلبهم منه الجنوح اليهم بعض الشيء ليتبعوه، فاعتبر الله إجابتهم افتراء عليه، فكيف بحال من يركن إليهم شيئًا كثيرًا؟ قال تعالى: ﴿ وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا * وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا * إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا ﴾ [الإسراء: 73-75]؛ أي: لو ركنت إليهم ذلك الركون القليل الذي يدنيك منهم ويرضيهم لضاعفنا لك العذاب المعجل في الحياة الدنيا، وضاعفنا لك العذاب الذي يعقب الموت من عذاب القبر وعذاب النار، ثم من ذا الذي ينصرك؟ لن تجد لك علينا نصيرًا.


فيا أمة القرآن، إن في هذا الوعيد الشديد دليلًا قاطعًا على أن أدنى مداهنة للكفار أو انصياع لتقليدهم هو مضادة لله، وخروج من ولايته، وسبب موجب لغضبه، وقد صدق علينا هذا الوعيد بزيادة ركوننا إليهم ومداهنتنا لهم، فما هذه الكوارث والنكبات المتلاحقة التي حلت وتحل بالمسلمين في كل زمان ومكان إلا من غضب الله علينا بذلك، وتنفيذه وعيده بمضاعفة العذاب في الحياة. فمتى نؤوب إلى الله ونعطي القرآن حقه ليرفعنا الله مما نحن فيه؟


قال في الكشاف: فعلى المؤمن إذا تلا هذه الآية أن يجثو عندها ويتدبرها، فهي جديرة بالتدبر، وبأن يستشعر الناظر فيها الخشية وازدياد التصلب في دين الله.


وأقول: هذا واجب المؤمن الذي يتلو القرآن حق تلاوته كما أمره الله، ففيه ما يهيج النفوس ويثير العزائم، ولو طهرت قلوب المسلمين من أمراضها، وأخلصوا دينهم لله، لعرفوا قيمتهم وواجبهم أمام القرآن إذا تلوا هاتين الآيتين فقط، وهما قوله تعالى: ﴿ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴾ [الزخرف: 43، 44].


أليس من المؤسف أنهم عالة على غيرهم في كل شيء؟ أليس من المؤسف المبكي أن أغلب أولاد المسلمين في حاجة ماسة إلى لغات الأجانب، ولو استمسكوا حقًّا بكتاب ربهم وحملوه كما أمر، لطبقت لغتهم ما بين الخافقين، ونطق بها جميع أهل الأرض عن حب ورغبة، فحققوا عزهم وذكرهم الذي اختاره الله لهم، وكان لهم السؤدد والقول الفصل في هذه الحياة بدلًا من حالتهم المعكوسة التي نالوا بها مضاعفة العذاب في الحياة.


أيخفى عليهم ما للغة من تأثير عظيم في الدين والأخلاق والعقول؟ خصوصًا لغتهم.

حقًا إن من لم يرتض القرآن دستورًا بمعنى الكلمة لا بد له من ابتداع شيء أو اقتفاء شيء من وضع البشر، فيكون ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام وأحكامه، وهذا من أظلم الظالمين، فيكون عرضة لعقوبات الله المتنوعة كما قدمنا ذكر الوعيد الشديد على ذلك، وقال تعالى في مزيد من التهديد: ﴿ سيجزيهم بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴾ [الأنعام: 138]، ﴿ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ عَلِيمٌ ﴾ [الأنعام: 139]، ﴿ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ ﴾ [الأعراف: 152]، وكل هذا قد حاق بنا والعياذ بالله.


لقد أورثنا سوء موقفنا من القرآن الكريم انحطاطًا عامًا في كل شيء، وجعل العاطفة علينا مسيطرة لا تجري إلا على فاقد التمييز، وجعلتنا كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران يتأرجح بين جحيم المبادئ الهدامة، وبلغ بنا الانحطاط إلى أن جعلنا نقلد أعداءنا في الرذائل، ونقصر عن لحوقهم في المخترعات وكسب الأسواق والنفوس، حتر صرنا في مهوى لا يجوز تسميته إلا بـ(سقوط النفس)، وهذا من بعض عقوبات الله القدرية لمن أعرض عن وحيه وهداه. وفي مثل هذا يقول الشاعر عبد الحق حقي البغدادي في قصيدته المسماة: (أعجب العجب من أحوال العرب) بعدما أشاد بأمجاد الأسلاف في فصله الأول الذي سماه (ماضيهم المنيف أو مظاهر رضا الجبار عنهم). قال في أوائل الفصل الثاني الذي سماه (حاضرهم المخيف أو مظاهر غضب القهار عليهم):

يا أمة ذاك ماضيها الذي عرفت
منه بمجد صريح غير مؤتشب
ماذا دهاك؟ فقد أصبحت هاوية
مهاوي الذل من جبن إلى عطب
بما ابتليت وماذا قد منيت به
فصرت من بعد خفض العيش في نصب
ما السحر أسوأ مساً لو سحرت به
مما دهاك فساوى الرأس بالذنب
والسحر ليس له فعل ولا عمل
يحكى انقلابك من رأس إلى عقب
قذفت بالمجد في مهوى لو انحدرت
فيه النجوم غدت فحماً بلا لهب
مهوى من الذل نائي الغور ممتلئ
من المصائب بالأرزاء والنوب
قد انسحبت عليه شر منسحب
بما اكتسبت إليه شر مكتسب
وبت في نوب للظهر قاصمة
لم يذكروا مثلها في سائر النوب
فالجسم في شلل والعقل في خلل
والقلب في نصب والروح في وصب
والله ليس بظلام لأعبده
فلا يغير من حال بلا سبب
قد كنت تاجاً لأجيال الورى عصراً
فصرت من بعد تلك الجيل في العقب
وكنت موفورة الخيرات صاعدة
بالدين ذروة مجد غير منسحب
فصرت أسفل سفلاها كما انقلبت
بالخسف ذروة طود شر منقلب
وكنت هذبت أخلاق الورى زمناً
واليوم منك سوى الأخلاق لم يعب
وكنت آمرة المعروف قائمة
بالنهي عن منكرات السوء في دأب
فصرت أنت عن المعروف معرضة
وصرت للمنكر المذموم في طلب
وكنت حررت من ظلم ومن عنت
قوماً من الظلم والظلام في نصب
فاليوم تظلمك الدنيا بأجمعها
ولا يهيجك هياج إلى الغضب
وكنت أنقذت من جهل ومن عمهٍ
بنى جهالتها الهاوين في الريب
واليوم أنت أبو جهل وزدت به
زيادة الحمق في حمالة الحطب
لئن رجعت إلى الطاعات من كثب
لتظفرن بحول الله من كثب
وإن بقيت على ما أنت فيه فلا
مفر من نقمة الجبار والتبب
شر بشر ومن يعمله يلق ومن
يزرع من الشوك لا يحصد من العنب

 

فيا أمة محمد عمومًا ويا من يعتز بعروبته خصوصًا، غيروا موقفكم من القرآن إلى موقف حسن وأحسن يليق بكرامتكم ويصدق انتسابكم إلى هذه النبي الكريم، واعتزازكم بحقيقتكم ولغتكم الحبيبة - لغة القرآن - فهو المنجي لكم.


نعم إن وحي الله العزيز هو المنجي الوحيد والعاصم الفريد من جميع الأفكار الهدامة التي تفاقم شرها في هذا الزمان، وعصفت بالاستقلال الفكري لكثير من الناس، وصادرت عقولهم بسبب فراغها من وحي الله الذي يحميها ويعصمها ويعصمها منهم، فوحي الله فيه الهداية الكافية والشافية والمنجية والعاصمة من جميع مصائد شياطين الإنس المفسدين للعقول والجانين على الفطرة، وفيه البينات الواضحات من الهداية الصحيحة العامة، والعرفان الذي يفرق بين الحق والباطل، ويفصل بين الرذائل والفضائل فصلًا واضحًا لا مرية فيه، ولهذا أبان الله الحكمة في تخصيص شهر رمضان بشريعة الصيام بقوله: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ ﴾ [البقرة: 185] حيث اختاره من بين الشهور، فأنزل فيه أول ما أنزل من القرآن الذي فيه الهداية العامة للناس، ومعجزة الهداية تثبت بنفسها أن هذا القرآن ليس من صنع أحد من البشر قطعًا، فليس من إنشاء محمد صلى الله عليه وسلم وابتكاره، وليس من ثمرة عبقريته وذكائه، لكونه أميًا لا يقرأ ولا يكتب، كما قال عنه الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ﴾ [العنكبوت: 48] ولكونه منعزلًا قد فطمه الله من مصاحبة القصاصين أو غيرهم من علماء الكتابيين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير سورة البقرة .. الآيات (183 : 184) (1)
  • تفسير سورة البقرة .. الآيات (183 : 184) (2)
  • تفسير سورة البقرة .. الآيات (183 : 184) (3)
  • تفسير سورة البقرة .. الآيات (183 : 184) (4)
  • تفسير سورة البقرة .. الآيات (183 : 184) (5)
  • تفسير سورة البقرة .. الآيات (183 : 184) (6)
  • تفسير سورة البقرة .. الآيات (183: 184) (8)
  • تفسير سورة البقرة .. الآية (185)
  • تفسير سورة البقرة .. الآيات (190 : 192)

مختارات من الشبكة

  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (135 - 152) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (102 - 134) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (65 - 101) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (1 - 40) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (40 - 64) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة تفسير بعض من سورة البقرة ثم تفسير سورة يس(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • الفتوحات الربانية في تفسير الآيات القرآنية: تفسير الآيتين (6-7) من سورة البقرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير سور المفصل 212 - سورة الأعلى ج 1 - مقدمة لتفسير السورة(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • الفتوحات الربانية في تفسير الآيات القرآنية: سورة البقرة الآيات (1-5)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير سورة الفاتحة وسورة البقرة (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب