• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / الإنترنت (سلبيات وإيجابيات)
علامة باركود

غرفة الدردشة: سلبيات.. حلول

غرفة الدردشة: سلبيات.. حلول
عباس سبتي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/2/2012 ميلادي - 12/3/1433 هجري

الزيارات: 80097

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مقدمة:

غرفة الدَّردشة أو المُحادَثة، أو (الشات) (Chat) كما في الإنجليزيَّة، عبارةٌ عن إدارة الحديث بين أكثرَ مِن متحدِّث ومستمِع من خلال شبكة الإنترنت، حول قضيَّةٍ ما، أو لغرضٍ آخَر، وقد شبَّهَ البعضُ هذه الغرفةَ بالمؤتمر الذي يُدار عن طريق الدَّائرة التلفزيونيَّة المغلقة، سواء بشكلٍ مباشر، أو غير مباشر، وقد يكون النِّقاشُ عن طريق البريد الإلكتروني، أو ما يُسمَّى "الإيميل"، أو الرسائل النصيَّة.

 

وأقدَمُ شكل من أشكال غُرَف الدردشة، هي التي تعتمد رسائل نصيَّة متنوِّعة، تقنية الـ (talkomatic)، وقد تم تَطْويرها، ووضْعُها على نظام الـ (plato) تقريبًا في عام 1974، حيث كان هناك مُطالَبةٌ قويَّة بأن يحتوي هذا النِّظام على نموذجٍ مِن غُرَف الدردشة التي تَعْتمد على الرسائل النصِّية، وقد تَستخدم بعضُ الغرف بعضَ الأيقونات التي تُحسن بيئة التواصل بين المتحدِّثين، وقد ظهرَتْ دراسات تتحدَّث عن سلبيَّات غرف الدَّردشة أو الشَّات على الرَّغم من وجود ضوابط وتعليمات لضبط المناقشة، إلاَّ أن هذا لَم يمنع من ظهور هذه السلبيَّات.

 

أهمية الدراسة:

هذه الدراسة من الدراسات الجديدة، وتُعالج قضيَّة معاصرة قد ابتُلِي بها كثيرٌ من أبنائنا وشبابنا، وهي دخول غُرَف المَحادثة (الشَّات) لساعاتٍ طويلة إلى درجة الإدمان، وحصول انتهاكاتٍ ومُحرَّمات، كما يَحْكيها من غرر بهم فيها.

 

مشكلة الدراسة:

أكثرُ علماء الكمبيوتر متَّفِقون على أنَّ أكثر السلبيَّات التي تَظْهر من خلال شبكة الإنترنت، ومن غرف المُحادثة هي الجرائمُ الإلكترونيَّة، وهذه الدراسة تُبيِّن بعض السلبيات النَّاتجة من قِبَل مستخدمي غرف (الشات).


أهداف الدراسة:

التعرُّف على سلبيَّات غرف الدَّردشة، وإيجاد حلولٍ للتغلُّب على هذه السلبيَّات.


فروض الدراسة:

لا توجد فروقٌ ذات دلالة إحصائيَّة بشأن تأييد دخول غرف الدردشة بين الذُّكور والإناث.

لا توجد فروقٌ ذات دلالة إحصائيَّة بشأن تأييد الاختلاط بين الذُّكور والإناث.

توجد فروقٌ ذات دلالة إحصائيَّة بين الجيل الجديد والجيل القديم حول مفهوم الاختِلاط.


حدود الدراسة:

تَقْتصر الدراسة على مجموعةٍ من الشباب والشابَّات من البلدان العربيَّة الذين يَدْخلون غرف المُحادثة مع تركيز الدِّراسة على سلبيَّات غرف الدردشة.


خطوات إجراء الدراسة:

أ‌ - اختيار عَيِّنة الدراسة:

تتناول الدِّراسات مجموعةً من الشباب والشابَّات، تتراوح أعمارهم بين 16 - 35 سنةً تَمَّ اختيارُهم عن طريق البريد الإلكتروني، أو (الإيميل)، ومن مُختلِف الدول العربية.


ب‌ - بناء أداة الدراسة:

أداة الدراسة وُجِدَت في أحد المواقع الإلكترونيَّة، وقد نُقل بعضٌ من أَجْل إصدار فتوى دينيَّة حول دخول غرفة الدردشة أو المُحادَثة، واعتمَدْنا هذه الأداةَ في دراستنا الحاليَّة، وهي أداةُ استطلاع رأيٍ أكثر منها أن تكون أداة "الاستبانة".


(راجع الملحق)، إلى جانب الاستِعانة بالمواقع الإلكترونيَّة كأداةٍ ثانية؛ لِجَمْع المعلومات حول سلبيَّات غرف الدردشة.


ج - المُعالَجة الإحصائية:

يُمكن التعامل مع بيانات هذه الدراسة باستخدام برنامج (SPSS) الخاصِّ بهذا النَّوع من الدراسات الاجتماعيَّة؛ خاصة المنهج الوصفي منها.


استخراج نتائج الدراسة:

1 -أجاب كلُّ أفراد العيِّنة بـ "نعم"(100%)عن السُّؤال الأول وهو: "هل أنت مِمَّن يدخل المنتديات المختلطة، ويُشارك فيها؟"


2 -وأجابوا أيضًا بـ"نعم"(100%)عن السؤال الثاني: "هل تُفضِّل أن تُشارك باسمٍ يدلُّ عليك (فتاة أو فتى)؟"


3 -وحول السؤال الثالث: "ما رأيُك في دخول الفتاة للمنتديات المختَلطة، وتَبادُل وجهات النَّظر مع الإخوة والأخَوات؟"

كانت الإجابات: "لا إشكال"(65%)، "ضرورة قصوى"(15%)، "وجهات نظر هادفة"(10%)، "لا إشكال؛ بشرط أن يكون حديثُها في حدود"(10%).


4 -وأجاب معظمُهم عن السؤال الرَّابع: "ما الذي يَدْفع الشابَّ للنَّيل من الفتاة في الإنترنت، ولو لَم يظفر منها سوى بالخديعة والتلاعب بعواطفها؟ اختر أكثر من إجابة"، كانت الإجابات:

"ضعف الوازع الدِّيني"(60%)، و"التسلية"(30%)، و"الفراغ"(10%)(الأخيرة لَم تكن موجودة في القائمة).


5 - وأما السؤال الخامس: "ما موقفك إذا عَلِمتَ أنَّ إحدى مَحارمك أو بناتك تُشارك في المنتديات المختلطة، وتُعلِّق على مشاركات الإخوة والأخَوات على حدٍّ سواء، وتتبادل معهم كلمات الشكر والثَّناء؟".


فقد كانت الإجابات:

"الأمر عادي جدًّا؛ فأبي يَثِق بي كلَّ الثقة، والحمد لله لن أخذله أبدًا"(25%).

"أترك لها الحرية وأشجِّعها إذا وثقتُ بها"(20%).

"أوافقها وأشجعها ولكن أراقبها"(40%).

"أحذِّرها، والمفترض أن أكون واثقًا من أنَّها ستتوقف بمجرد تحذيري لها"(15%).

 

6 - ما سببُ وقوع فتياتنا في شِرَاك الإنترنت؟(ولك أن تختار أكثرَ من خيارٍ)، وهذا السؤال السادس، وكانت الإجابات:

"الفجوة بين الفتاة والأُمِّ"(40%).

"ضَعْف الوازع الديني"(25%).

"الجفاف العاطفي"(20%).

"الفراغ"(15%).

 

7 - السؤال السابع: "أحيانًا الشابُّ والفتاة يَدْخلان المنتديات المختلطة بنِيَّة الدَّعوة لله، ثم يكونان فريسةً لِمَكر الشيطان، فيَقَعان في المَحْظور والافتتان ببعضهما، وعلى الأقلِّ يُبْديان نوعًا من الإعجاب، ويسهبان في ذلك بشكلٍ يَخْرج عن دائرة الحشمة، ويخلُّ بالحياء، باسْم النُّصح وتحت مظلَّة الشرع!

 

ما مدى واقعيَّة هذه العبارة في نظَرِك؟"

كانت الإجابات:

"أقرأ وأسمع بتلك الحوادث، لكن لا أعلم حقيقتها"(54%).

"واقع مشهود"(12%).

"لَم أسمع بهذه القصص"(24%).

"لكنِّي واثقة أنَّ هذا يحصل"(10%).

 

8 - "لا شكَّ أن السلامة من الاختلاط في الإنترنت لا يعدِلُها شيء، ما مدى تأييدك لهذه العبارة؟"، وهو السؤال الثامن.


والإجابات هي:

"أوافق"(60%).

"لا أوافق"(10%).

"أؤيِّدها بشدَّة"(يقصد العِبَارة)(30%).

 

9 - السؤال التاسع: "هل حاولتَ الحصول على فتوى في الموضوع"؟

أكثر مِن (90%)قالوا: "لا".

 

بعضٌ آخر قال: "نعم، لكنَّني لَم أحصل على إجابة واضحة، وكان الجميعُ يتهرَّب من الإجابة، فحبَّذا لو تم نَشْر فتوى واضحة"(10%).

 

مناقشة نتائج الدراسة:

1 -يتبيَّن من السؤال الأوَّل أنَّ أفراد العينة أجْمَعوا أنَّهم دخَلوا المنتديات المختلطة، وهذا يعني إمَّا أنَّهم شبابٌ وشابات، وأنَّ هذه الوسيلة - أيْ: غرفة المُحادَثة - سهَّلَت لهم الدخول والتعرُّف على الجنس الآخَر، مع عدم وجود رقيبٍ، ولعلَّ هدفهم هو عَقْد علاقات عاطفيَّة، مع التعرُّف على الجنس الآخَر؛ بِحُكم أنَّهم شباب، ومراهقون، وفي إحدى الدِّراسات السابقة، أيَّد (52%)دخول غرف المحادثة المختلطة، وفي دراسةٍ أخرى: المتزوِّج يدخل هذه الغرفة؛ لأنَّه يريد أن يتعرَّف على الجنس الآخَر؛ من أجل التَّسلية، أو إشباع شهوةٍ، كما أشارَتْ بعضُ الدراسات إلى حدوث الخيانات الزوجيَّة؛ بسبب غرفة المُحادثة، وقد تحقَّق الفرض الأوَّل للدراسة.

 

2 -يُفهَم من الإجابات أنَّ أفراد العيِّنة مراهقون، وأنَّهم يريدون بيانَ جنسِهم للطَّرَف الآخر (فتَى - فتاة)من أجل التَّعارُف؛ خاصَّة وهذه المنتديات مختلطة، والذي يقصدها يريدُ التعرُّف على الجنس الآخر، والاستماع إلى وجهة نظَرِه؛ من باب حُبِّ الفضول، وحبِّ الاستطلاع، والتَّسلية، وقضاء وقت الفراغ.

 

3 -حيث إنَّ جيل الشباب لا يُمانِعُ من التحدُّث مع الجنس الآخر، وهكذا بالنسبة للشابَّات، وكما أنَّهم يَعرفون أنَّ هذه المنتديات مختلطة، فيَفْهمون أنَّ الاختلاط شيءٌ عادي، ويُعايِشُونه في كلِّ مكان، ولو أنَّ بعضهم يشترط أنْ لا تتأثَّر الفتاة، وتقع في الفتنة؛ فهُم مُجْمِعون على تبادل الحديث بين الفتاة والفتى؛ بسبب الجوِّ العام الذي يَفْرض ذلك، ومن هذا الجوِّ غرفة "الشات" وبقيَّة أجهزة الإعلام والاتِّصالات، وميادين الأعمال التي لا تُمانِعُ الاختلاط، والجامعات والأماكن العامَّة، أمَّا جيل الكبار فلا يشجِّع هذا؛ خوفًا من الفتنة والوقوعِ في المعصية، وقد يَذْكُرون حديثَ: ((لا يَخْلونَّ رجلٌ بامرأة لا تحلُّ له؛ فإنَّ الشيطان ثالثُهما))، بينما جيل الشَّباب يخالفونهم هذا الرأي، وقد تحقَّقَ الفرضُ الثالث للدِّراسة.

 

4 -اتِّفاق أكثرِ أفراد العيِّنة على "ضَعْف الوازع الديني" لِمَن يخادع الفتاة.

 

والخديعة والمَكْر ليس من صِفَات المُسلِم، وإذا وُجِدَت في مسلمٍ فهو ضَعِيف الإيمان، ثم إنَّهم شبابٌ مُراهِقون، فيهم صفةُ عدم الغشِّ والظُّهور بمظهر الطيِّب، خاصَّة مع الجنس الآخر، خاصَّة وأنَّ المُراهِق يُحاول أن يتَوافق مع ذاتِه ومع الآخَرين، والمبالغة في التأنُّق بارتداء الملابس والأزياء لِجَذْب الطَّرَف الآخر إليه.

 

5 -معظم أفراد العيِّنة أيَّدوا دخولَ قريباتهم غرف (الشات)المختَلِطة؛ بشرط المُراقَبة، بينما الأقلُّ يَمنَع منعًا باتًّا دخولَ هذه الغرف، وهذا يعني أنَّ أكثرهم شبابٌ مثلما يجد لنفسه الحقَّ في الدُّخول في غرف المُحادَثة، فإنَّه لا يُمانِع أخته أن تَدْخل، مع الرقابة، وهذا يدلُّ أنَّ الجيل الحالي لا يُمانع الإناث مِن فِعْل أشياء كثيرة كانت حكرًا على الذُّكور لدى الجيل السَّابق، أو جيل الآباء والأجداد؛ بسبب الثَّقافة، وهذه الأصوات التي تُنادي بالمساواة بين الذَّكَر والأنثى، وأمَّا الذي يَرْفض دخولَ أختِه؛ فهو متأثِّر بالتربية الدينيَّة، أو بسبب البيئة التي تؤمن بسيادة الذَّكَر على الأنثى، كما في بعض الأرياف والقُرى في الدُّول العربيَّة والإسلامية.

 

6 -ذَكر بعضُ أفراد العيِّنة أسبابَ دخول الفتَيات المنتديات المختلطة؛ مثل: الفَجْوة بين البنت والأمِّ؛ أيْ: عدَم تأثُّر البنت بِنَصائح الأم، وضَعْف العلاقة بينهما، ولو أنَّ هذا السبب ليس رئيسًا؛ ذلك أنَّه في الغالب تتأثَّر البنتُ بأمِّها، وتبوح بكلِّ أسرارها إلى أمِّها، إلا أنَّ الجيل الجديد من البَنات يرَوْن أن الأمَّ - وهي من الجيل القديم - لا تَفْهم ما يريده الجيل الجديد، وأنَّ ما تراه البنتُ - من دخول غُرَف المُحادَثة - شيء طبيعيٌّ وسائدٌ بين البنات، على الرَّغم من رفض الأمَّهات لهذا الأمر.

 

ولعلَّ الذي أجاب بـ"وجود الفَجْوة بين الأمِّ والبنت" أراد أن يُميِّز بين جيل الأمَّهات وجيل البنات في رؤية الأمور.

 

وأيضًا أجاب بعضٌ بِضَعف الوازع الدِّيني كسبَبٍ من الأسباب، لكن يُلاحَظ أنَّ مفهوم الوازع الدينيِّ غيرُ واضح لدى بعض أفراد العيِّنة، وأنَّه ذكر هذا السَّبب إلى جانب بقيَّة الأسباب؛ حيث يسمع عن الوازع الدينيِّ ويقرأ عنها، إلاَّ أن في نظره أنَّ المسلم يرتكب المُحرَّم لفقدان هذا السبب، ومن ثَمَّ يَعرف يقينًا أنَّ أكثر الشَّباب مثله يقَعون في المُحرَّمات بسبب ضَعْف الوازع الدِّيني، ومن جانبٍ يَجِد أنَّ أفعاله وأفعال أصدقائه كشَبابٍ ومُراهقين قد لا تَدْخل ضمن المُحرَّمات من النَّاحية الدينيَّة؛ بسبب تَكْرارها وانتشارها بين فئات الشَّباب؛ حيث تأثَّر الشابُ بثقافة (الشلَّة)؛ أي: الأصدقاء.

 

ومِن الأسباب التي ذكَرَها أفرادُ العَيِّنة الجفاف العاطفي؛ ذلك أنَّ جيل اليوم يَحْتاج إلى العاطفة والحَنان اللَّذَين فقدَهما بسبب الثرَّاء وإشباع الحاجات الماديَّة؛ حيث يظنُّ أكثر الآباء والأمَّهات أنَّ هذه الحاجات مهمَّة، وأنَّها تكفي، ونَسُوا الحاجات المعنويَّة التي تُقوِّي العلاقة بين الآباء والأبناء؛ مثل الحنان والحب، والمكث مع الأبناء، والتعرُّف على مشكلاتهم، والاستماع إليهم.

 

ولعلَّ مِن أسباب جرائم الأحداث في المجتمعات الغنيَّةِ - كما تشير الدراسات الحديثة - هي جَذْبَ انتِباه الوالدين إلى الأبناء؛ لأنَّ الأبناء فقَدوا الحنان والحبَّ وظنَّ الكبار أنَّ عليهم توفيرَ الأمور الماديَّة لأبنائهم، وانشغل الكبار بأمورهم الخاصة، وهذا يعني أيضًا أنَّ الكبار تخلَّوْا عن تربيتهم للأبناء - فظهرَتْ مؤسسات بديلة وجديدة غير البيت والمدرسة، تقوم بتربية الجيل الصِّغار؛ لهذا ظهرَتْ مفاهيم لدى الجيل الجديد تختلف كلَّ الاختلاف عن مفاهيم الجيل القديم.

 

ومن الأسباب الفراغُ، وهذا السَّبب لَم يُذكَر في قائمة الأسباب في أداة الدِّراسة؛ إمًا عمدًا أو سهوًا، واكتفى مُعِدُّو الأداة بكلمة "أخرى"، وهذا السبب (الفراغ)يُعاني منه أكثر الشباب والشابَّات في غِياب البَرامج التي تُنظِّم هذا الفراغ، أو قلتها، وحتَّى المؤسسات الرياضيَّة والثقافية والاجتماعية والترفيهيَّة وغيرها، برامجها مكرّرة، وبعضها لا يلبِّي احتياجات الشَّباب مع وجود أجهزة الاتِّصال والإنترنت المليئة بِمُخاطبة هؤلاء الشَّباب، وإشباع رغباتهم وميولهم، في الغالب هذه الأجهزة والوسائل تُشبِع الأمور الماديَّة، وتُغيِّر في هُويَّة وشخصيَّة المسلم.

 

7 -من خلال إجابات أفراد العَيِّنة، يتبيَّن أنَّهم لَم يُبتَلوا بهذه المشكلة، خاصَّة وأنَّهم اتَّخذوا غرفةَ الدَّردشة وسيلةَ مُحادَثة، والتعرُّف على الجنس الآخر؛ لذا أجاب أكثرُ من نصف عدد أفراد العينة أنَّهم لَم يَسمعوا بتلك الحوادث، وحتى مَن أجاب بـ "واقع مشهود"، فهو لَم يكن مِمَّن اتَّخذ غرفة (الشات)للدَّعوة إلى الله سبحانه، وإنَّما قد يكون قد سمع أو قرأ مثل الصِّنف الأوَّل، أو يريد أن يؤيِّد الفكرة المطروحة، بينما أجاب بعضٌ بـ"لا"؛ لنؤكِّد القول على أن كلَّ أفراد العينة لَم يمرَّ بتجربة الدعوة إلى الله - عزَّ وجلَّ - فوقع في المَحْظور، ومِن جانبٍ آخَر قد يكون هناك مَن تورَّط بِهذه المشكلة، وهذا ليس عيبًا؛ حيث إنَّ أفراد العيِّنة مِمَّن هم في سنِّ المُراهَقة والشباب قد يتأثَّرون بأصدقائهم، أو مِمَّن في سنِّهم، فيتخذ غرفة الدَّردشة للتَّعارُف، والحديث مع الجنس الآخَر، ومن ثَم نَميل إلى القول أنَّ هذه الشريحة المُستهدَفة هم من الشَّباب والمراهِقين، وقد تأثَّروا بهذه التِّقنيات الحديثة التي وُجِدت؛ لِتُشبع مُيولَهم وغرائزهم بعد أنْ لَم تشبع هذه الميول مؤسَّسات البيت والمدرسة والمساجد والمُجتمع، وأجهزة الأعلام المرئيَّة والمسموعة.

 

8 -موافقة أكثرِ أفراد العيِّنة على العبارة "لا شكَّ أن السلامة من الاختلاط في الإنترنت لا يعدِلُها شيء"، سواء موافق أو موافق بشدَّة، قد تعني إمَّا أنَّهم لا يؤيِّدون الاختلاط كما يُفهَم من العبارة، وحسب رأي مَن نقل أداة الدِّراسة من أحَدِ المواقع الإلكترونيَّة، وهدف إعداد هذه الأداة.

 

وإمَّا أنَّ المقصود بالسلامة من الاختلاط عدمُ الوقوع في المَحْظور، وهو ما فَهِمَه أفرادُ العيِّنة، وبِرَغم أنَّهم شباب فإنَّهم لا يحبُّون الحرام أو الوقوع في الفتنة، إلاَّ أن الاختلاط في نظَرِهم ليس بالضَّرورة يؤدِّي إلى الحرام، والدليل على ذلك: أجمعَ أفرادُ العيِّنة على دخول المنتدَيات المختلطَة، كما ذكَرْنا في إجابة السُّؤال الأول؛ لهذا نَخْتلف مع معدِّ الأداة كما سوف نبيِّن ذلك لاحقًا.

 

9 -يبيِّن إجابة هذا السؤال (التَّاسع)الهدف الذي أرادَه ناقلُ هذه الأداة كما يُفهَم من كلامه، وهو: "هذا استِبْيان وجدتُ فكرته في أحد المواقع، فاستعنتُ بالله واجتهدت، وأطلبُ تَعاونَكم للضرورة ولإتمام دراستي في الموضوع.

 

وأرجو تحرِّيَ الصِّدق والأمانة والجدِّية، فنحن سنُسأل يوم القيامة عمَّا تخطُّه أنامِلُنا، وأُنوِّه على أنَّ هذا الاستبيانَ ما هو إلاَّ قراءة لرأي شريحةٍ مهمَّة في المُجتمَع أنت عضو منها، فلا تَستهِنْ برأيك؛ فالهدف من هذه الاستبانة الدِّراسة الواقعيَّة للموضوع عن طريق النَّظر في النتائج، وعَرْضها على بعضٍ من مشايخنا الكرام لإصدار فتوى؛ حيث إنَّ معظم أفراد العينة أجابوا بـ "لا" عن سؤال: هل حاولتَ الحصول على فتوى في الموضوع؟

 

نقول: ماذا يَعْني ذلك؟ أنَّ أفراد العيِّنة لَم يتعوَّدوا أخْذَ رأي الشَّرع دائمًا في قضاياهم، بل حتَّى الكبار من المسلمين أكثرهم لَم يأخذ رأي الشَّرع.


وهذا يدلُّ على أن الماديَّة، وتوجُّه الناس إلى زخارف الحياة الدُّنيا، وانحسار رأي الشَّرع في جوانب ضيِّقة من حياتنا اليوميَّة، أو أن الشريعة لم تَشْمل كلَّ مناحي الحياة سوى العبادات من صلاةٍ وصوم، وحجّ وزكاة... إلخ، وهذا ما نُشاهده في كلِّ بلدان المسلمين إلاَّ ما ندر.


ثم إنَّ علماء الدِّين أكثرهم لَم يتَصدَّ لكلِّ مُخترَع، وأيِّ وسيلة جديدة تُطرح على الساحة الاجتماعيَّة، ولها أثَرٌ على حياة الناس، وينتظر العلماء أن يَسأل الناسُ العلماءَ عنها، كذلك رأي العلماء قد لا يُسمع إلاَّ عند قليلٍ من الناس، أو مِمَّن يتديَّن بفتوى العلماء، بل بعض العلماء ليس له رأي واضح بهذا الخُصوص؛ كما قال أحد أفراد العيِّنة بالقول:"نعم، لكنني لَم أحصل على إجابةٍ واضحة"، وكأنَّ الجميع يتهرَّب من الإجابة، فحبَّذا لو تم نَشْر فتوى واضحة؛ لذا لعلَّه الوحيد مَن أراد أخذ رأي العلماء".


كذلك ما طرَحْناه تؤيِّدُه نتائج دراسة أجرِيَت في المغرب حول فَتْوى تحريم دخول غُرَف الدردشة؛ حيث لَم يتأثَّر بعضُ الشباب بهذه الفتوى، وأيَّدَ أكثرُهم دخولَ هذه الغرف؛ للتعرُّف على الجنس الآخر، والارتباط العاطفيِّ بين الشاب والشابَّات.


التوصيات:

سوف نَذْكر بعض التَّوصيات التي تكون بِمَثابة طُرق حلول لِتَفادي السلبيَّات التي جاءت نتيجة الاستخدام السيِّئ لغرف الدردشة أو المُحادَثة.


1 -تَكاتُف جهود الدُّول على وَضْع ضوابط لِبَرامج الإنترنت، خاصَّة غرف الدَّردشة، ومُحاولة طَرْح قضايا هامَّة تمَسُّ الشَّباب ودَوْرهم في رُقيِّ بلدانهم، مع حَجْب وإغلاق غرف (الشات)للتَّعارف بين الجنسين، والتي تدعو إلى انحراف الصِّغار والكبار.


2 -إغلاق المواقع الإباحيَّة التي تَنْشر الرذيلة بين الشباب.


3 -عَقْد اتِّفاقيات دوليَّة بين الدُّول في كيفيَّة التغلُّب على سلبيَّات شبكة الإنترنت، وجَعْل هذه الشبكة نافعة للنَّشء؛ من خلال البرامج التعليميَّة التي تخدم المناهج المدرسيَّة، أو البرامج الثقافيَّة والبحثيَّة والاجتماعية؛ بحيث تكون شبكةً نافعة للجميع، وتُسْهِم في حلِّ كافة المشكلات، ومحاربة مَن يستغلُّ هذه الشبكة في نشر الفساد.


4 -تزويد المناهج المدرسيَّة بِمَهارات وثقافات يَحْتاجها المراهقون والشباب؛ منها: الثقافة الجنسيَّة، والفروق بين الذَّكَر والأنثى، وتكوين الشخصيَّة السوية والصالحة، وبيان أضرار العلاقات المشبوهة بين الذَّكَر والأنثى، وتنمية مهارات الحوار الهادف، والتَّعبير عن الرأي، واحترام وجهات وآراء الآخَرين.


5 -على خُطَباء المساجد وعلماء الدِّين والمُفكِّرين المهتمِّين بشؤون التَّوعية الإسلاميَّة الاستفادةُ من نتائج هذه الدِّراسة وتوصياتها، وتكثيف الجهود، وتصميم البرامج التوعويَّة المختلفة؛ لِجَذب الشباب والشابَّات وتوعيتهم بمخاطر غرف الدَّردشة.


6 -إجراء مزيدٍ من الدِّراسات حول غرف الدردشة؛ لتوعية الشباب والشابَّات، وبيان درجة الإدمان للدُّخول في المواقع المَحْظورة، والأضرار الناجمة مِن هذا الإدمان؛ منها إضاعة الوقت والمال والجهد في دهليز هذه الغُرَف، وما يحتاجه الكبيرُ والصغير من هذا الوقت والمال والجهد في إدامة حياته؛ ليكون عضوًا فعَّالاً للناس.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • شباب الشات والدردشة

مختارات من الشبكة

  • رأي الطلبة بشأن سلبيات استخدام واتساب (WhatsApp) تحديات...حلول (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • شبهة دليل الأعراض (حلول الحوادث) والرد على الشبهات المتعلقة بذلك (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • وسائل الثبات عند حلول الوباء ونزول البلاء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات مع حلول رمضان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات قبل حلول شهر رمضان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات مع حلول عام هجري جديد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حلول لعطالة الخريجين(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مشاكل الزواج حلول وعلاج (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحث على التجارة وبيان بركتها مع حلول لمشكلة البطالة(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • ميانمار: اجتماع في بانكوك لإيجاد حلول لإعادة اللاجئين الروهنجيين(مقالة - المسلمون في العالم)

 


تعليقات الزوار
3- تشكيل لجنة إنترنتية سعودية توجيهية
م.حسين حمزة حسين - المملكة العربية السعودية 30-04-2012 11:02 AM

السلام عليكم ورحمة الله
دراسة قيمة ، وموضوع غاية في الأهمية،
إذا يقبل مني صاحب الرسالة الكريم بعض الأفكار:
1- تكوين لجنه دائمة توكل لإحدى الجامعات أو المؤسسات الحكومية ، ويمكن تخصيص كرسي لها لدعمها بإسم أحد الشخصيات المرموقة في المجتمع باسم اللجنة السعودية التوجيهية في استخدام الانترنت ، من أهم أدوارها الرقي بالاستفادة من إيجابيات الإنترنت والتحذير من سلبياتها.
وما يؤلمني أن هذه الجمعية موجودة في دولة الاحتلال الإسرائيلي وهم أقذر الناس ليحافظوا على أبنائهم ونحن لا!!!!!!!!!

2- ضحية العالم الافتراضي
نورة - الكويت 18-03-2012 01:23 PM

أنا شخصاَ ضحية للشات والإيميل أصبح قلبي ممزق بسبب العالم الافتراضي أتعرف على أشخاص وأتعلق بهم وفجأة أجدهم سراب نعم نسيت أنهم ناس افتراضيين بعالم افتراضي...

1- بشأن عيِّنة البحث
عائشة الحكمي 05-02-2012 02:16 PM

أشكرك جزيلاً أستاذ عباس سبتي على نشر هذه الدراسة القيِّمة.

وهي قيِّمة ونافعة لولا أنك أغفلت نقطة مهمَّة يعتني بها أي باحث وهي المتعلِّقة بـ(عدد العيِّنة)، فنحن لا نحكم على أية دارسة قبل معرفة ما إذا كان عدد العينة مناسبًا لمجتمع البحث أم لا؟

وفقكم الله وسدد خطاكم.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب