• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / خطب منبرية
علامة باركود

صلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم (خطبة)

صلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم (خطبة)
د. عبد الرقيب الراشدي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/10/2025 ميلادي - 10/4/1447 هجري

الزيارات: 180

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

صلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم


الخطبـــة الأولى

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل، فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:

فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحْدَثاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

أيها المؤمنون، روى الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، بسندٍ صححه الألباني، عن أوس بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة؛ فيه خُلق آدم، وفيه قُبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثِروا عليَّ من الصلاة فيه؛ فإن صلاتكم معروضة عليَّ، قالوا: يا رسول الله، وكيف تُعرض صلاتنا عليك وقد أرِمْتَ؟ (أي: بلِيتَ)، فقال: إن الله عز وجل حرم على الأرض أجساد الأنبياء))؛ أي: أن تأكل أجساد الأنبياء؛ قال العلامة ابن القيم في تعليقه على هذا الحديث: "رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الأنام، ويوم الجمعة سيدة الأيام، فللصلاة عليه في هذا اليوم مزية ليست لغيره من الأيام، فصلاته عليه في هذا اليوم مشمولة بصلاة الله عليه، وملائكته، زيادةً في تشريف هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وتعظيمه، وإظهار لفضله على سائر الأنبياء، وليضاعف على أمته الصلاة والسلام عليه في هذا اليوم، وليعمهم ببركاته ونفحاته ورحماته، فزيادة الصلاة عليه في هذا اليوم من موجبات الفضل والإحسان، فليس لعاقل أن يفوِّت هذا الفضل على نفسه"؛ ا.ه.

 

أيها المؤمنون: لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم حقوق كثيرة على أمته، ومن هذه الحقوق كثرة الصلاة والسلام عليه، وكثرة الصلاة والسلام عليه من دلائل محبته، وأداء لبعض حقوقه صلى الله عليه وسلم.

 

وفي هذه الخطبة سوف نتحدث عن معنى الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن فضائلها، وعن المواطن التي يُستحب فيها كثرة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

أيها المؤمنون: للصلاة والسلام على رسول الله كثير من الفضائل، أوصلها العلامة ابن القيم في كتابه (جلاء الأفهام) إلى أكثر من أربعين فضيلة؛ ومن هذه الفضائل: أن الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها امتثال لأمر الله، الذي صلى على رسوله، وأمر عباده المؤمنين بالصلاة والسلام عليه، وهذه الفضيلة لم تحصل لأحدٍ من الأنبياء قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]؛ قال ابن كثير في تفسيره عند هذه الآية: "المقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى؛ بأنه تصلي عليه الملائكة، ثم أمر الله تعالى العالم السفليَّ بالصلاة والسلام عليه؛ ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمَين العلويِّ والسفليِّ جميعًا"، فكما أثنى الله على رسوله صلى الله عليه وسلم في الملأ الأعلى، أمر عباده بالثناء عليه في الملأ الأسفل عند أهل الأرض.

 

وفي معنى صلاة الله وملائكته على رسوله صلى الله عليه وسلم قال أبو العالية: "صلاة الله: ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة الدعاء".

 

أيها المؤمنون: ومن فضائل الصلاة والسلام على رسول الله أنَّ مَن صلى عليه صلاة واحدة، صلى الله عليه بها عشرًا؛ جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة، قال صلى الله عليه وسلم: ((من صلى عليَّ واحدة، صلى الله عليه بها عشرًا))، قال أهل العلم: صلاة الله على عبادة مغفرته لهم كما قال الحسن، وقيل: رحمته لهم كما قال سعيد بن جبير، وقيل: الثناء عليهم في الملأ الأعلى كما قال أبو العالية، ولا مانع من اجتماع كل هذه الخصال الحميدة، وبالجملة فإن الله إذا صلى على عبدٍ من عباده، أخرجه من الظلمات إلى النور؛ كما قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 43]، أما صلاة الملائكة على العبد المصلِّي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي الدعاء لهذا العبد؛ كما قال الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴾ [غافر: 7]، وفي صحيح البخاري قال صلى الله عليه وسلم: ((الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلَّاه الذي صلى فيه، ما لم يُحدث، تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه)).

 

أيها المؤمنون: وقد فرح النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الفضيلة، التي ستحصل عليها أمته ببركة الصلاة والسلام عليه؛ فقد جاء في سنن النسائي بسند صحيح، عن عبدالله بن أبي طلحة، عن أبيه رضي الله عنه: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ذات يوم والبشرى في وجهه، فقلنا: إنا لنرى البشرى في وجهك، فقال صلى الله عليه وسلم: إنه أتاني الملَك - أي: جبريل عليه السلام - فقال: يا محمد، إن ربك يقول: أمَا يُرضيك أنه لا يصلي عليك أحد، إلا صليت عليه عشرًا، ولا يسلِّم عليك أحد إلا سلمت عليه عشرًا)).

 

أيها المؤمنون: ومن فضائل الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها من أسباب نَيل العبد لشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة؛ فأولى الناس بشفاعته وأحقهم بتقديره، أكثرُهم صلاةً عليه، في ذلك اليوم الرهيب العصيب، الذي يفر فيه الإنسان من أقرب الناس إليه، فإن كان العبد من المُكثرين من الصلاة والسلام على رسول الله، أدركته شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم؛ جاء عند الترمذي بسند حسن، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أولاكم بي شفاعة أكثركم عليَّ صلاة))، وفي رواية أخرى: ((أكثركم عليَّ صلاةً أولاكم بي شفاعة))؛ روى الإمام مسلم في صحيحه، عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ؛ فإنه من صلى عليَّ صلاةً، صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سلُوا الله لي الوسيلة؛ فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلَّت له الشفاعة))، فسيشفع النبي صلى الله عليه وسلم للمُكثرين من الصلاة والسلام عليه من أمته يوم القيامة، بأن يدخلوا الجنة من غير حساب ولا عقاب، ومن دخل منهم الجنة بعد الحساب، وكان مكثرًا من الصلاة والسلام على رسوله، فسيشفع له النبي صلى الله عليه وسلم بأن تُرفع درجاتهم في الجنة، حتى يكونوا بالقرب من النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة؛ جاء عند البيهقي في (شعب الإيمان) بسندٍ حسنه الألباني، عن أبي أمامة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((صلاة أمتي تُعرض عليَّ في كل يوم جمعة، فمن كان أكثرهم عليَّ صلاةً، كان أقربهم مني منزلًا)).

 

أيها المؤمنون: أمَّا كيفية الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتكون في خارج الصلاة بأي صيغة يحصل بها الجمع بين الصلاة والسلام على رسول الله؛ كأن نقول: اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد، أما في الصلاة فنلتزم بالصيغة التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ففي الصحيحين عن أنس بن مالك، أن الصحابة رضي الله عنهم قالوا: يا رسول الله، هذا السلام عليك قد عرفناه، والمقصود به السلام عليه في التشهد الأول حين نقول: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، فسألوه عن كيفية الصلاة عليه، فقال لهم: ((قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد)).

 

قلت ما قد سمعتم، فاستغفروا الله، يا فوز المستغفرين!

 

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد أيها المؤمنون:

فمن فضائل الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها سبب من أسباب كفاية العبد لهمومه، وتفريج كروبه، وانشراح صدره، ومغفرة ذنوبه، فمن كُفِيَ همه، سلِم من محن الدنيا وعوارضها، ومن غُفر ذنبه، سلم من كرب الآخرة وأهوالها؛ روى الترمذي في سننه، بسند حسن عن أُبي بن كعب رضي الله عنه قال: ((قلت: يا رسول الله، إني أُكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ أي كم أجعل لك من دعائي صلاةً عليك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما شئت، قلت: الربع؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: النصف، قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: فالثلثين؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ أي: اجعل دعائي كله صلاةً وسلامًا عليك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إذًا تُكفى همك، ويُكفر لك ذنبك))؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية في تعليقه على قول النبي صلى الله عليه وسلم لأُبي: ((إذًا تُكفى همك، ويكفر لك ذنبك))، قال رحمه الله: "لأن من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم صلاة واحدة، صلى الله عليه بها عشرًا، ومن صلى الله عليه، كفاه همه، وغفر له ذنبه"؛ ا.ه.

 

أيها المؤمنون: ومن فضائل الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها من أسباب إجابة الدعاء؛ جاء في مسند أحمد عن فضالة بن عبيد قال: ((بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدًا، إذ دخل رجل فصلى فقال: اللهم اغفر لي وارحمني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عجِلت أيها المصلي، إذا صليت فقعدت، فاحمَدِ الله بما هو أهله، وصلِّ عليَّ، ثم ادعُه، قال: ثم صلى رجل آخر بعد ذلك، فحمِد الله وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أيها المصلي، ادعُ تُجَب)).

 

أيها المؤمنون: ولأهمية الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد جعل الله ملَكًا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم؛ ليبلغه الصلاة والسلام من أمته؛ جاء في صحيح الترغيب والترهيب أن عمار بن ياسر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله تبارك وتعالى ملَكًا أعطاه أسماء الخلائق كلهم، فهو قائم على قبري إذا مِتُّ إلى يوم القيامة، فليس أحد من أمتي صلى عليَّ صلاةً إلا سماه باسمه واسم أبيه، فقال: يا محمدُ صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرًا، صلى عليك فلان، فيصلي الرب تبارك وتعالى على ذلك الرجل بكل واحدة عشرًا)).

 

وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن لله ملائكة سيَّاحين في الأرض، يبلغونه صلاة أمته وسلامها عليه؛ روى أحمد والنسائي، وهو في صحيح الترغيب والترهيب، عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله ملائكةً سياحين في الأرض، يبلغوني من أمتي السلام))، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن صلاة أمته تبلغه حيثما كانوا؛ ففي صحيح أبي داود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تجعلوا بيوتكم قبورًا، ولا تجعلوا قبري عيدًا، وصلوا عليَّ؛ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم)).

 

كما أخبر صلى الله عليه وسلم أنه ما من أحد من أمته يصلي عليه، إلا رد الله عليه روحه؛ ليرُدَّ عليه السلام؛ جاء عند أبي داود بسند صححه الألباني، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من أحد يسلِّم عليَّ إلا رد الله عليَّ روحي؛ حتى أرد عليه السلام)).

 

أيها المؤمنون: ليحرص المسلم على الصلاة والسلام على رسول الله عند ذكر اسمه صلى الله عليه وسلم، فمن البخل أن يُذكَر النبي صلى الله عليه وسلم، فتُحجم الألسنة عن الصلاة والسلام عليه؛ روى الترمذي في سننه بسند حسن صحيح، عن الحسين بن علي رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((البخيل الذي ذُكرت عنده فلم يصلِّ عليَّ))، ومن ترك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكره صلى الله عليه وسلم، فقد دعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يجعل الله أنفه في الرَّغام؛ ففي سنن الترمذي بسند حسن صحيح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: ((رغم ‌أنف ‌رجل ‌ذُكرت ‌عنده فلم يصلِّ عليَّ)).

 

ومن ترك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكره، صلى الله عليه وسلم فهو على خطر عظيم؛ ففي صحيح ابن حبان، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعِد المنبر فقال: ((آمين، آمين، آمين... وفيه قال جبريل عليه السلام: ومن ذُكرت عنده فلم يصلِّ عليك، فمات، فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين)).

 

أيها المؤمنون: أكثِروا من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل وقت وحين، وخُصُّوا بذلك يوم الجمعة الذي تُعرَض فيه صلاتنا وسلامنا على رسول الله؛ تنالوا فضائل الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتمتثلوا أمر ربكم، وتنالوا شفاعة نبيكم، ويغفر الله ذنوبكم، ويفرج كروبكم.

 

اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمدٍ في الأولين، وصلِّ وسلم عليه في الآخرين، وصلِّ وسلم وبارك عليه في الملأ الأعلى إلى يوم الدين.

 

الدعاء...





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • كيف تصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم مليون مرة؟
  • محبة النبي صلى الله عليه وسلم (خطبة)
  • علامة أهل السنة كثرة الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
  • الصدق في محبة النبي صلى الله عليه وسلم (خطبة)
  • محبة النبي صلى الله عليه وسلم (خطبة)
  • علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم (خطبة)
  • أسباب محبة النبي صلى الله عليه وسلم (خطبة)
  • محبة النبي صلى الله عليه وسلم (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • الملائكة تصلي على من يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • أولى الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة أكثرهم صلاة عليه(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • صلاة واحدة على النبي صلى الله عليه وسلم بعشر حسنات(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • صلوا عليه وسلموا تسليما(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حالات صفة صلاة الوتر على المذهب الحنبلي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مواقيت الصلوات: الفرع الرابع: وقت صلاة العشاء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل الأذكار بعد صلاة الصبح(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل ذكر الله بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل ذكر الله تعالى بعد صلاة الصبح والمغرب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مواقيت الصلوات: الفرع الثاني: وقت صلاة العصر(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • منح دراسية للطلاب المسلمين في بلغاريا تشمل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه
  • مبادرة "زوروا مسجدي 2025" تجمع أكثر من 150 مسجدا بمختلف أنحاء بريطانيا
  • متطوعو كواد سيتيز المسلمون يدعمون آلاف المحتاجين
  • مسلمون يخططون لتشييد مسجد حديث الطراز شمال سان أنطونيو
  • شبكة الألوكة تعزي المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا في وفاة سماحة مفتي عام المملكة
  • برنامج تعليمي إسلامي شامل لمدة ثلاث سنوات في مساجد تتارستان
  • اختتام الدورة العلمية الشرعية الثالثة للأئمة والخطباء بعاصمة ألبانيا
  • مدرسة إسلامية جديدة في مدينة صوفيا مع بداية العام الدراسي

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 8/4/1447هـ - الساعة: 16:15
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب